كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
تابع الفصل الخامس والأربعون والأخير
.
.
.
يوم عرس خلود وعايض ..
.
.
لبست عبايتها وظبطتها قدام المراية والتفتت عليه وهي تشوفه متنح يناظرها ...
اقتربت وهي تمسك يده وتشدها بلطف عشان يقوم : يالله حبيبي .. بنتأخر ..
رفع حاجب وهو يتجمد في مكانه : اوكي قلنا بتروحين بدري ومارح اشوفك قبل العرس ، بس بعده ؟؟؟؟؟ابي اعرف وشو له تباتين ؟؟
تركت يده وهي تتنهد : والله خالتي هي اللي طالبة مني وأصرت علي.. يالله عاااااد... تكلمنا بالموضوع كثير ..
قام وهو يتقدمها : طيب والحل ؟؟
مشت وراه وهي تشيل شنطتها و الكيس اللي فيه فستانها.. وأغراضها : الحل إنك تخليني أبات بس الليلة وبكرة بلبس الفستان مرة ثانية عشان خاطرك ..
نزل معها وهو ساكت يعني إنه زعلان ...
وقفت قدام السيارة وهي تناديه برجااء : فياااض ..!!
ما قدر يكتم ضحكته وقرب وهو ياخذ الاكياس من يدها :عيوونه ..
ابتسمت وهي تشوفه أخيرا رضا : شكرااااَ َ
قرب وهو يفتح لها الباب : بس بكرة بطلع من الدوام على عندك .. اتفقنا ؟؟
هزت راسها ببهجة : اتفقنا ..!
.
.
.
.
.
خلود من اول ما قامت وهي تحس إنها مو على بعضها ،، تدري إنه للحين زعلان منها أكيد .. بس حتى ولو .. ماحاول يرجع يتصل عليها ولا حتى يسأل عنها من بعيد .. مو معقولة نسى الموضوع ؟؟
ظلت طول الوقت تتأفف ، والكل مستغرب منها ، مو كأنها عروس وقاعدة تستعد في أهم يوم بحياتها ..
ومع وصول ديما حست إن توترها خف شوي ..
أعطت ديما السيدي اللي مجهزته عشان لما تسبقهم عالقاعة تعطيه للمسؤولات يستبدلنه ..
ديما كانت مستانسة لان خلود بنفسها أقدمت على الخطوة هذي .. وماكانت عارفة بزعلها هي وعايض من بعض ..
.
.
مر النهار بشكل سريع ،، وجا الوقت اللي بيطلعون فيه للقاعة ..
ديما أول ما دخلت دورت عن المسؤولات وعطتهم السيدي ..
وجاها بنفس الوقت اتصال عايض اللي كان يبي يتأكد من إن كل شي تمام .. وحكت له موقف خلود لكنه ما علق ..
.
.
حصة كانت جالسة مع ديما على أحد الطاولات ينتظرن حضور خلود عشان يقومون .. مرت إحدى العاملات وقدمت لهم بعض العصائر ، ومدت حصة يدها عشان تاخذ العصير لكن كم الفستان علق بالكرسي ودفت الكاس بالغلط وانكب عليها شوي ..
ناظرت فستانها بارتياع وناولتها ديما المناديل بسرعة ..
مسكتها حصة وهي متوهقة لأن العرس مازال في بدايته .. وقامت متوجهة تلقائيا للحمامات ..
وأول ما شافت الزحمة فيها استرجعت موقفها في ملكة خلود ..
وارتجفت فجأة وهي تحس بتوتر فظيع .. اشلون يصادف إن الموقف يتكرر في العرس مرة ثانية ؟؟
دخلت الحمامات ووقفت عند وحدة من المغاسل الفاضية وبدت تغسل فستانها وهي تسترجع الموقف اكثر والضحكة ..
تعوذت اكثر من مرة وهي موعارفة ليش الحين بالذات تتذكر هالاشيا ..
.
.
خلود وصلت بعد فترة وتم العرس بشكل طبيعي لولا إنها كانت تحس بسعادتها نااقصة جدا ،، وإنها هي اللي جنت على نفسها هالتوتر والضيقة .. ندمت على تسرعها وعلى عنادها ، وتمنت لو إنها راسلة ولو حتى رسالة تعتذر فيها .. وفكرت إنها أول ما تشوف عايض راح تعتذر له .. حتى لو كان نسى الموضوع ..
.
.
.
.
أما عايض فكان يفكر إنه هذا بيكون أسلوبها وتفكيرها في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم فلازم إنه يسيطر على زمام الامور من اول ليلة .. وقرر إنه يتعامل معها بطريقة مختلفة .. خصوصا إنها ماحاولت تعتذر وأصرت على رأيها .. يمكن عدولها عن موضوع الاغاني خلاه يتردد شوي بقراره لكنه رجح إن خالته تكون هي المسؤولة عن الفكرة وإنها أجبرتها عليها ..
.
.
.
على منتصف الليل كانت القاعة خالية لأن الحضور توجهوا لقاعة ثانية للعشآ ..
تبقت كل من ديما وخالاتها والبنات ..
وكان دور عايض في الحضور ،،
وكان الترتيب إنه بيدخل يجلس شوي ويطلع بعدها هو وخلود سوآآ ..
تقدمت منى من البنات وديما : يالله يا بنات قوموا معي للعشا ، بيدخل ابو خلود وعايض ..
طلعوا معها وتبقت خلود لوحدها مع أمها ..
رفعت عينها لأمها بتوتر .. وتمنت لو في مراية جنبها تتأكد من شكلها ..
دخل ابوها وسلم عليها وبارك لها ،، ومن بعده عايض اللي وقف بعيد شوي بدون مايرفع عينه..
مايدري ليش يحس شي انكسر داخله ومانع فرحته من الاكتمال ....
يمكن لان احلامه كانت جدا مثالية .. والحين بس ، بدأ يكتشف إن مافي شي بهالمثالية اللي يتخيلها ...
رفع عينه يناظر فيها .....أبهرته بجمالها وزينتها ، لدرجة إن معنوياته ارتفعت وحس إن قلبه لان وهدأ ..وأفكاره بدت تتلاشى بأعجوبة ..
ابتسم بحرج وهو يشوف نظرات امها وابوها متركزة عليه ..
قرب منها وهو يبارك لها بهدوء وسلم على جبينها .. واتجه لخالته وسلم عليها بود ..
تركوهم بلحالهم بعد ماقاله ابوها إنه بيجهز لهم السيارة برا ..
جلس بجوارها وهو ساكت يتأملها .. رفعت عينها له تبي تتكلم وتنفذ اللي نوت عليه ،، لكن نظراته ألجمتها ووترتها ..
رجعت تناظر بحجرها مو عارفة تتكلم أو حتى تتنفس .. توها الحين تحس بخوف وتوتر العروس اللي ما حست فيه من الصبح بسبب انزعاجها من موضوع زعله ..
تكلم وفاجئها بالرغم من صوته الهادي : عمي يتصل ،، يالله نطلع ؟؟
رفعت عينها شوي وهي تقول : لازم ماما تجي معها عبايتي وغطاي ..
نزلت عينها وهي تناظر الباب اللي انفتح ، فكت لها امها طرحة الفستان وساعدتها تلبس العباية الكبيرة وعايض يناظرها بمشاعر مضطربة ..
ركبت ودعوات امها تحفها وبعد ما طلعوا البنات بعباياتهم يسلمون عليها ..
وتوجه عايض بها للفندق اللي حجزفيه لليلة ..
.
.
.
حصة مشت مع ديما ومناير ومنى راجعين للداخل ، لكن امها استوقفتها وسحبتها من بين البنات على جنب ..
امها بود : كيفك اليوم ؟؟
حصة بابتسامة جاافة بسبب مللها من موال المرض الوهمي : الحمد لله انا بخييييييير والله ..
امها وهي تتأملها من فوق لتحت : ممم والله يابنتي مدري وش اقولك ..
حصة ناظرتها بتشكك وهي تتسائل : ليش ماما في شي ؟؟
امها بابتسامة : خيير .. بس ابوك يسألك اذا موافقة تملكين الليلة ...
شهقت وهي تقول بصوت عالي : وشووو .. لاا لاا ...انتو من جدكم ؟؟
مسكت يدها وهي تسحبها للداخل شوية : وطي صووتك فضحتينا .. ليش لا يا حصة ؟؟ هو اصلا كان متكلم يبي الملكة بعد عرس خلود بشهر او اثنين .. مافرقت .. وانتي موافقة وهو رجال والنعم وش تبين تنتظرين ..
حصة بخووف : لا يا ماما مو مستعدة والله .. انا باليالله استوعبت موضوع الخطوبة ..تبيني استوعب ملكة بعد والليلة ؟؟؟؟؟؟
امها بطولة بال: ابوك مارح يقتنع بهالعذر إلا لو كنتي حاسة بتعب ..
حطت كفوفها على وجهها بوهقة : ماما ما أبي ...
مسكتها من يدها ومشتها معها : انتي لو بعد سنة بتقولين ما أبي ..حصووه بلا دلع .. يالله بتصل على ابوك وبقوله إنك مستعدة ..
وما استمعت لاعتراضاتها ..
.
.
طبعا نايف كانت كلمة منه لكن لما شاف تقبل ابوها حولها لطلب ونجح في مهمته وماكان مصدق إن كل شي راح يتم الحين وإن أم أحمر بتكون ملكه هالليلة ........ مين قده بس ..!
.
.
.
.
.
.
ديما جلست على أحد الكراسي بالقاعة الفاضية وحولها البنات واقفين .. فكت سوار صندلها وهي تتنهد بتعب ..
اقتربت منها منى وجلست بجنبها وهي تسألها باهتمام : ديووم ماشفتك تاكلين ؟ اروح اجيب لك صحن يا بعدي ؟؟
ديما بابتسامة مرهقة : تسلميين ياخالتي والله ما اشتهي ..بس تعبت شوي من الوقفة ..
مناير وهي تجلس بجنبهم : وين راحت حصوووه ؟ وماما ؟؟
دخلت حصة ووجهها متغير ، ومو منتبهة لأي شي ..
جلست على اقرب كرسي وهي تفرك يدينها ببعض ..
نادوها وناظرتهم بتيه وهي تروح لهم ..
وجلسوا لفترة وهي معهم لكن شااردة بذهنها لبعييد ..
دخلت امها بعد فترة وهي تعاتب منى : جالسة مع البنات وتاركتني مع الناس لوحدي ..
قامت منى وهي تراضيها وتعتذر .. وسبقتها لبراا ..
التفتت لحصة قبل ما تطلع : حصة خلك مستعدة المملك وصل يقول ابوك ..
التفتوا عليها البنات وبصوت واحد : مملك؟؟؟؟؟!
حكت لهم وحست ودها تبكي ..
قامت ديما عشان تجلس جنبها وتشجعها ، لكن حست بهبوط حاد وهي تقوم من مكانها .. تمسكت في الطاولة وهي تجلس بجنب حصة ..
قالت وهي تبلع ريقها : حصة سمي بالله ودامك مستخيرة اطمني .كل اللي بيصير خير لك إن شاء الله ..
هزت حصة راسها وهي تزفر ..
أما ديما فحطت يدها على قلبها بقلق .. ما تدري وش هالشعور اللي جاها .. راودتها بعض الهواجس ،، لانها مرت بهالشعور يوم حادث امها وابوها .. لكنها تعوذت وهي تحاول تتجاهله بالاخير ..
.
.
.
.
.
.
دخلوا للجناح ، والصمت مازال مطبق بينهم ..
عايض متوقع إنها مستحية وبس ، أما هي فكانت أكيد مستحية لكن شعورها بالذنب كان أقوى ..
شالت عبايتها وغطاها ، والتفتت عليه ببطىء وشافته يدخل الشنط من برا ..
كانت اول مرة تتأمله لأن نظراته ما تركت لها مجال قبل ،، وكان كاشخ عالاخير ووسامته اليوم غير ..
دق قلبها وحست إن صوت دقااته راح توصله من قوتها ..
التفت بعد ما سكر الباب وتفاجأ بها في وجهه ..
ناظرها مستغرب من تقدمها منه ..
قالت بتردد : عـ ..عايض أنا .. آسفة ..
تفاجىء بصدق من اعتذارها اللي ما توقعه أبد ..
قالت وهي منزلة عيونها : آسفة على الكلام السخيف اللي قلته من قبل ..
ندم شوي لانه تسرع وحكم على شخصيتها بالكامل من هالموقف .. وحس بمشاعره الحلوة تجاهها ترجع له من جديد ..
كملت بتوتر باالغ : سامحني ..
تأملها بالفستان الابيض وهو يسترجع حلمه القدييم ..
ابتسم بسعادة حقيقة وهو يتناسى وعوده لنفسه بإنه بيحاول يعدّل من سلوكها ..وقرر يركز على هالليلة بدون ما يخرب عليهم أي شي ..
كانت بتتكلم لكن اقترابه منها لعثمها..
همس لها وهو يقرب اكثر: لا تحكين الحين ..مو وقته هالكلام ..
رفعت نظرها له ،واستقبلت قبلته المفاجأة بذهول ..
ابتسم وهو يتركها تفلت من يده : وعموما مسموحة ،
وأشر لها بيده على باب الغرفة : هذي الغرفة خذي راحتك انا بستناك هنا ..
التفتت وهي تركض باتجاه الغرفة بخجل مميت ..
واول ما دخلت ابتسمت بسعادة وتحولت ابتسامتها لضحكة خجولة خافتة ..
انصدمت وهي تشوفه يطل عالغرفة ويلمح ضحكتها ..
حط الشنطة قدامها وهو يضحك : نسيتيها ..
راقبته وهويخرج وهي تخبي وجهها تحت يدينها بخجل ..
.
.
.
.
.
.
.
.
حصة بعد ما اعلنت موافقتهاووقعت حست إنها قامت بمجهود كبير .. وهربت من أمها ودخلت لمكان جلوس ديما..
رمت نفسها عالكرسي بجنب ديما ، وظلت متنحة لدقيقتين كاملتين تستوعب انها صارت مــ تـ زوجـ ـة..
اعتدلت بعدها وهي تناظر ديما بدهشة : أنا تعبانة لان اعصابي تعبت ..بس انتي وش فيك ؟؟
ديما باختناق : حصة جوالي بشنطتي مدري وين تركتها .. تقدرين تجيبينها لي ؟؟
دخلت بنفس الوقت خالتها وهي تنادي حصة وتستعجلها .. التفتت لديما باعتذار وراحت لامها ...
تحاملت على نفسها وقاامت وهي تحس ان تعبها زاد .. تبي تروح لجوالها تطمن على اهم اثنين بحياتها .. عايض و فياض ،، بعد ما عجزت تطرد الوساوس وتبعدها عن تفكيرها ..
دورتها بالقاعة وحست انها دايخة ومشتتة وموقادرة تجمع افكارها وتتذكر وين مكانها ..
أخيراً شافت مناير وطلبت منها تدور معها ..
.
.
.
.
.
.
" لاااااااااااا مستحييييييييل مستحيييل !!!"
ضربت الارض برجلها ،، وهي تعترض على فكرة إنها تقابل نايف اليوم ..
قالت برفض تاام : قلتوا بس ملكة ....ماقلتوا في شوفة .. حرااام !!!
امها سحبتها من يدها بعيد عن الناس اللي طالعين : خليني الحين اعرف اسلم عالناس وبعدين اتفاهم معك .. بس الاكيد إن الرجال مارح يسافر إلا وهو شايفك ..
مشت عن امها وهي تفكر بأي وسيلة تمنع فيها هالشوفة ..
مسكتها فجأة خالتها منى من كتوفها وهي تكلمها بقوة : هدي اعصاابك .. ريلاااكس يا حلوة ليش كل هذا ؟؟
ومشتها معها وهي تقنعها بإن الموضوع منطقي وطبيعي وإن مافي فايدة من هروبها .. لكن قاطعهم منظر ديما اللي متمسكة في مناير بتعب ..
راحت لها منى بسرعة وهي تسألها عن اللي فيها .. لكنها كانت تردد إنها تبي جوالها ..
حصة قالت بقلق : طيب ارتاحي وانا بجيب شنطتك ..
مناير بقهر : انتي وين وديتي الشنط وانا ادورهم من الصبح ..
نهرتها منى بنظراتها وهي تسند ديما وتجلس معها ..
طلعت جوالها من شنطتها بلهفة بعد ما اعطتها ايااها حصة وترددت وهي تشوف اسم عايض تدري انه مو مناسب تكلمه الحين .. واتصلت على فياض بالاول ..
رد عليها وهو يقول لها انه سايق في طريقه للعودة ..
كانت تترجاه مايسرع وينتبه للطريق زين ، لدرجة استغرب من الحاحها وتنبيهاتها الكثيرة..
قال بضحكة : وش رايك ارجع واخذك معي ؟؟مو احسن ؟؟
سكرت منه وقررت تتصل عليه كل شوي إلين ما يوصل ..
أما عايض فأكدت عليها خالتها إنه وصل للفندق مع خلود ...
ناظرت ساعتها وكانت وحدة بالليل ..
استرخت في جلستها وهي تسمع لحصة ونقاشها مع منى ..
.
.
.
.
.
.
كان قاعد على اعصابه والناس طلعوا ومابقى غير اخوان ابو خلود ..
حس بإن جلسته بين الشياب موترته زيادة على توتره من معرفته إنه بيشووفها بعد شوي ..
وأخيييييراً وبعد طول انتظار قام ابوخلود واستدعاه معه ..
مشى معه بدون تركيز إلين ما وصلوا للباب اللي المفروض ان حصة موجودة من وراه ..
فتح ابوها الباب وتقدم منها وهي قاعدة على اعصااابها .. تأملها للحظة مو مستوعب انه زوج بناته الليلة .. سلم عليها وهو يبرر لها قرارهم المفاجىء بعد ما رحمها وشاف توترها وخوفها ..
هدت شوي بعد ما كلمها ابوها ، واستأذنها يسمح لنايف يدخل .. هزت راسها موافقة رغماً عنها ..
اول ما دعاه ابوها ، تمنى امنية وحدة بداخله ...
.......تمنى انها ما تكون لابسة احمر !!!
دخل وعينه تدورها ،، وقلبه بدأ يرقع بقووة وهو يشوف ملامحها اللي عذبته لليال طوااااال .. قرب وهو يجلس على كرسي بعيد عنها ..
حاول يتكلم : مبـ ـروك
مارفعت عينها وظلت منزلتها وهي دايخة من الحياا ..
تركهم الاب ووقف ورا الباب من برا ..
رفعت حصة عينها وهي تسمع الباب يتسكر تتحسبه طلع .. لكنها انصدمت بجلوسه قدامها ونظراته المعلقة بها ..
اشاحت بنظراتها لبعيد وفركت ايدها بتوتر ..
قال بمحاولة انه يتكلم : كيفك حصة ؟
قالت بصوت خافت : الحمد لله ..
ابتسم على نبرة صوتها النااعمة ، وتمنى لو يسمعها تتكلم بجملة اطول ..
راودته فكرة سخيفة لكنه جازف ونفذها متحمس لفكرة إنه يسمع صوتها اكثر : تدرين إن .. احم .. إن هذي مو اول مرة نتقابل ..
كانت ساكته تسمعه وحست إنه من توتره خبص بالحكي ..
ولا معقولة يكونوا تقابلوا من قبل؟؟ ضحكت من داخلها على الفكرة ..
قال وهو يحك راسه بابتسامة متوهقة : حتى كنتي .. لابسة أحمر ...
ماجا على بالها ابد امكانية هاللي يحكي عنه .. وحست بضحكة تكبر بداخلها .. مو بس هي المتوترة..وشجعتها هالفكرة شوي ترفع راسها ..
اول ما شاف عيونها تناظره خربها وكمل : و كنتي مفكرتني حد ثاني ..
فتحت عينها بصدمة وهي شاكة .. بس ما اقتنعت ابد ..
قال متفشل وهو مايدري ليش قال السالفة اصلا : آسف إني خوفتك يومها ..
قامت من مكانها فجأة وهي تناظر فيه مصدومة : انت .. انت ...
مع وقفتها بانت تقسيمات الفستان عليها وداخ على شكلها ...
لكن ابتسامته اختفت لما وصل بنظراته لملامح وجهها الغاضبة ..
كان متفاجىء منها ، ومن تحولها من الخجل المستميت للغضب الوااضح..
قالت وهي ترتجف : انت اللي كنت عند الكنب .. لما .. لما كنت ببيتكم ؟؟
رفع حاجبه متأثر وهو يلمح الدموع بعينها : إيه بس ...
قاطعته ودموعها تنزل : اشلووووون .. اشلوون تسوي فيني كذاا ؟؟ حرام عليك !!! والله حرااام !!!
قطعت قلبه لهجتها بالرغم من انه مو فاهم شي للحين ..
كملت وهي تأشر بيدها بعد تصديق : كم مر علي وانا عايشة بوهم المرض ... وكم ليلة ماعرفت انام فيها من الخوف .. وبالاخير ...!!
مسحت دموعها وهي تنتبه لنفسها وتتحرك باتجاه الباب .. كانت بتطلع ، لكنها التفتت عليه وهي تقول : مااا أبيييك .. أنا مستحيل اوافق عليك .. أبداًاااا ..أبدااااا .. أبداااااا ..
وطلعت برا وهي تبكي من جديد ..
شافها ابوها وهي طالعة وماأمداه يمسكها لانها طارت من قدامه ..
دخل بسرعة لعند نايف اللي كان شارد بذهنه ويفكر كيف إنه ما جا على باله ولا مرة انها تأثرت بهالموقفين وكل تفكيره كان بتأثيرها عليه وبس ..
ابوها اعتذر منه لما قال له نايف إنها كانت محرجة وطلعت بسرعة ..
رجع للبيت وهو يعيد تفكير بكل الموقف اللي صار .. وطول الوقت وهو يسبسب على غباااءه اللي خلاه يفتح فمه وينطق عن هالموضوع بالذاات .. وفكر إنه لازم يعتذر منها بأسرع وقت ..
.
.
دخلت غرفة خلود وسكرت عليها وهي تبكي من كل شي ..
من فترة وهي كاتمة بقلبها واليوم تفجر كل شي مع معرفتها بالحقيقة التافهة بالنسبة لكل العذاب اللي عاشته ..
هدت بعد فترة وهي تسترجع كلامها الغبي أمامه .. صحيح يستاهل بس بالرغم من كل شي احرااااج ..
مسكت خدودها اللي صخنت من الاحراج وهي تتذكر جرأتها قدامه ..
وتنهدت وهي تصمم على رأيها .. مع إنها تدري إن مابه جدوى لأن كل شي انتهى ومستحيل ابوها بيتراجع عن كلمته ..
لكنها بتحاول تحل الموضوع عن طريقه هو أكيييد .. نامت بعدها على هالفكرة وماحست بشي حولها من التعب ..
.
.
.
.
.
ديما رقدت في غرفة مناير وحصة مع خالتها منى ، ومناير راحت تنام مع حصة ..
كانت طول الوقت تتقلب ، وماسكة جوالها منتظرة اتصال فياض ..
انتبهت لها منى وقامت تجلس بجنبها وهي تتأمل بوجهها الصافي ..
منى بلطف : ديما .. وش فيك حبيبتي ؟؟
اعتدلت ديما وهي تحكي لخالتها عن شعورها الغريب ..
هدأتها منى ونزلت تجيب لها عصير واجبرتها تشربه وهي تشوف شحوب وجهها بعد زوال المكياج من عليه ..
سألتها عن اللي تحس فيه بالظبط وهي تبتسم ابتسامة لها معنى ..
نامت بعدها منى وهي ترسم براسها على شي .. أما ديما فمانامت إلا بعد ما جاها اتصال فياض اللي طمنها على وصوله بالسلامة ..
.
.
.
.
.
.
اليوم التالي ..
العصــر .. لبست ديما عباتها لان فياض وصل وكان منتظرها تنزل ..
سلمت على الكل واخذت شنطها ونزلت له بخطوات طايرة من الفرحة ..
كان وده يستقبلها بأحضانه لكن طبعا ماكان ينفع بالشارع .... وطول الطريق وهو يعبر له عن اشتيااقه لها ..
صارت مثل المااي والهواا بالنسبة له .. ما يقدر يتخلى عنها أبد أو يتخيل حياته بدونها ... ليلة وحدة بدونها صارت شي لا يطاااااق ..
كان حاس بفرحتها وتوقع إنها مبسوطة هالكثر عشان عايض ..وأول ما وصلوا وطلعوا للجناح سحبها لحضنه ... فكت نقابها وساعدها تشيل عبايتها ..
تركته يشيلهم وضحكت وهي تشوفه يرميهم على اقرب كنب .. ضمها له بحنان وقال بصوت هامس : وحشتيني ..
قالت وهي تبعده بلطف : شوي شوي علي ...
ناظرها باستنكار : لاا انتي فعلا غريبة .. من امس متغيرة ..
اتسعت ابتسامتها وهي تقول : في فرق كبير من الامس واليوم ..
قال يماشيها : آهاااا .. ممكن تشرحين لي موفاهم شي ..؟؟
ناظرت يده لثواني ومسكتها وهي تشده معها وتجلسه على الكنب ..
جلست جنبه ولصقت فيه وهي مازالت ماسكة يده : احم .. بشرح لك .. امس تذكر لما كلمتك..؟كنت تعبانة شوي واليوم الصبح .. ممم .. خالتي اصرت علي اجرب شي .. و..
لف وجهها عليه وهو يشوف احمراره : ليش تلفين وتدورين ؟ ووش قصة التعب هذي؟؟
قالت وهي تأشر بيدها : صحيح تعبت شوي.. بس تعب حلو ..
رفع حاجبه : تعب وحلو ؟!
هزت راسها بإيه ، وهي تحاول تقولها له صريحة بس ماقدرت ..
فكرت في مكان تخبي فيه وجهها وهي تنطقها ،،
و قربت من صدره ودفنت وجهها فيه وهي تقول : أنا حــامل ..
فتح عينه بصدمة ، ورفع وجهها له بسرعة ..
تحولت صدمته لابتساااامة واااسعة ومسكها من كتوفها وهو يقول بصوت عاالي : احلفي ؟؟؟؟؟؟
قالت وهي تلمح قمة السعادة في عيونه : إلا إذا كان الجهاز مخترب ..
مسك وجهها بين يدينه وهو مب عارف يتكلم من الفرحة :........ قومي نروح المستشفى .. لازم نتأكد ..
وفعلا راحوا المستشفى وتأكد الخبر وكانت في الشهر الاول ..
اول ما رجعوا البيت شالها طالع فيها الدرج الين باب غرفتهم ..
لا هو ولا ديما كانوا مستوعبين ..ماكان عارف شلون يعبر عن فرحته ،، حجز على فرنسا عشان يقضون الاجازة فيها بمناسبة هالخبر السعيد ،، ومنها يزورون فابيان وسامي ويشيكون على احوالهم هناك ..
وصار محور احاديثهم كلها عن الطفل القادم ، وتقريبا اشتروا له كل شي ممكن يحتاجه من هنا لثلاث سنين قدام ، وتجهزت الغرفة الثالثة له أفضل تجهيز ..
.
.
.
.
.
عايض وخلود ,,
حياتهم كانت في البداية مستقرة ، لكن مع الوقت بدأت تظهر الاختلافات مابينهم كأي اثنين ،، عايض كان مثالي دائما ودقيق في كل شي ، أما خلود فعشوائية وماتدقق في كل شي مثله .. خلافات كثيرة ظهرت بينهم واختفت ، لكن مع كل خلاف يكتسبون معرفة جديدة وخصوصا خلود اللي بدت تحسن من اسلوبها ،، أما عايض فبالرغم من تذمره مع نفسه من هذا الاختلاف إلا إنه ماقدر ينكر إن حياته الهادئة الرتيمة تغيرت وصارت لها نكهة مختلفة بوجود خلود المرح فيها ..
.
.
.
نايف زار حصة لمرة ، وتقبلت هي هذي الزيارة بنية إنها تطلب منه يتخلى عنها ، لكنه عااااند طبعاً بعد ما رفضت إعتذاره وفاجئته بهالطلب السخيف ..
ورفض رفض قاطع وهددها لو تكلمت في هالموضوع مرة ثانية ..
استسلمت للامر الواقع ، وبما إن العرس كان قدامه شهور طويلة ، فبهالفترة بدأ غضبها منه يقل تدريجيا ...
.
.
.
نواف شاد حيلته بدراسته ،، ونفس الشي سلمى .. ما بين زن أمها عليها طول الوقت ، والمواقف الحياتية المختلفة اللي تمر فيها ،، لكنها ظلت ثابتة ،، ولقت صحبة طيبة تعينها في مسيرتهاا ..
اخيراً كانوا الاثنين مترقبين للاجازة الكبرى ، لأن نواف بيسافر فيها عشان زواج نايف .. ومع انهم عارفين إنهم مارح يتلاقون لكن مجرد فكرة اقترابهم من بعض كانت محمسة الاثنين ...
.
.
.
.
.
ديما وجود خلود بقربها كان حدث جديد في حياتها وتغير لروتينها اللي صار ممل خصوصا مع الحمل .. وصاروا يتبادلون الزيارات كثيير .. ومرت الايام بهدوء ، وكل يوم عن الثاني يزداد شوقها هي وفياض لاستقبال الطفل المنتظر ،، مو مصدقة إنها بعد شهور بسيطة راح تصير أم .. حلم ثاني من أحلامها بيتحقق ، بعد ما ظنت مرة من المرات إنه اندفن تحت طياات المستحيل ..
.
.
.
.
.
.
يتبع
بقي القليل ..
انتظروني..
التعديل الأخير تم بواسطة العامريه ; 27-02-10 الساعة 02:33 AM
سبب آخر: نكبير الخط
|