كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثاني والأربعين
.
.
نازل لدوامه ، شاف نواف يتمشى بالصالة بتوتر ،، ألقى السلام .. والتفت عليه نواف بتردد ..
نواف: رايح الشـغل ؟
فياض وقف قدامه : ايه .. وش عندك ؟ شي صاير ؟؟
نواف بتردد : عندي .. عندي موضوع أبي أكلمك فيه ....انت متى تفضى اليوم ؟؟
فياض وهو يناظر ساعته : معي وقت الحين .. قول ..
نواف : احم .. لا ما ينفع عالماشي .. الموضوع كبير ..
فياض يرفع حاجبه باستغراب : نواااف ..! تكلــم !!
نواف بارتباك : أوكيه ...شوف .. أنا بحكي لك من البداية .. بس تسمعني للآخر ..فياض أنا فكرت اكلمك انت بالأول لأني عارف نايف يمكن ما يتفهمني ..
فياض يجلس عالكنب وراه وهو يقول بقلق: وش صااير ؟؟
وحكآ له نواف عن إعجابه بسلمى ... وكيف راح خطبها من وليـد ،، فياض ماكان مصدق كل هذا يطلع من نواف ؟؟ وطبعا حكآ له باختصار متجاهل التفاصيل والمواقف الزائدة مثل موقف الطائرة ..
نواف : والحين اتصل وليد علي وأبلغني موافقتها ..
فياض بعد دقيقة بذهول : لحظة ... موافقتها ؟؟ من جدك ؟؟
نواف بتوتر : أدري بتقول توك صغير ومدري وشوو.. لكني عشان هالسبب بالذات فكرت اخطبها .. لأني عارف إني راح أنتظر كثيير .. وإذا خطبتها الحين فبضمن إنها راح تنتظرني وما بتروح لأحد غيري ..... فياض انت فاهمني ؟؟
فياض ناظره بحييرة ...
" وكبرت يا نوااف !! لكن .. استعجلت !! "
كمل نواف : اتفقت مع وليد بروح أكلم أهلها الليلة .. آخر فرصة لي !
فياض شبك اصابعه وهو يناظره بجدية : وهي موافقة على هالكلام ؟؟ تنتظرك إلين تخلص دراستك ..وتشتغل ؟؟
نواف : أنا ما توقعت بتوافق .. لكنها وافقت ! وبكيفها بأي وقت تقدر تنهي الموضوع وتفسخ الخطبة ..
فياض بابتسامة : لهالدرجة تبيها ؟؟ وإذا غيرت رايك بعدين ؟؟
نواف بابتسامة واثقة : مارح يتغير .. أنا من البداية مستخير ربي .. وواثق من قراري ... !!
وكمل بتفاؤل وهو يشوف ابتسامة فياض : يعني أفهم إنك اقتنعت ؟؟
فياض : وايش المطلوب مني الحين بالظبط ؟؟
نواف بهم : نقنع نايف !
فياض بضحكة وهو يتخيل ردة فعل نايف : نقنعه ؟؟ إذا أنا بصعوبة اقتنعت ..؟؟
رجع يقول وهو يشوف ملامح نواف المحبطة : طيب .. مو مشكلة .. نحاول ..
ناظر ساعته وهو يكمل :أنا بروح الحين للدوام وإذا رجعت نحكي معه ..
نواف بامتنان : شكــراً .....
.
.
.
.
.
.
.
اخذت الملعقة الصغيرة بلطف من سامي اللي كان ماسكها ومصر يلعب فيها بعد ما أكلته وجبته .. ناظرت فابيان اللي شردت وهي جالسة معهم .. ورجعت تناظر سامي اللي شكله اليوم يبي يلعب ومزاجه عاالي .. اعطته الملعقة بعد محاولاته لاخذها منها ..
التفتت على فابيان اللي نادتها بهدوء: ديما ..
قالت بابتسامة عذبة : نعم ؟؟
فابيان : أريدك أن تحدثي زوجك بشأن سفري .. أريده أن يحجز لي لفرنسا .. لقد مر وقت طويل .. وتعرفين ..أحتاج لرؤية عائلتي .. ولأقوم بعمل التغييرات اللازمة على حياتي هناك .. وترتيب ما تركته خلفي ..
ديما بتفهم : سأخبره .. رغم أنني لا أريدك أن تسافري ...
فابيان بابتسامة : سوف أعود إلى هنا.. وقريباً ...لأنني لم أزر بيت الله حتى الآن ... أريد أن أذهب إلى مكة ..
كملت بتمني : عندما أنتهي من أموري هناك ..فلنذهب حينها سوياً .. !
ديما :إن شاء الله .. وحتى لو بقيتِ هناك سنأتي حتماً لزيارتك ولرؤية سامي من وقت لآخر ..
فابيان بابتسامة : بالتأكيــد !
.
.
.
.
.
.
.
.
خلود واقفة بالمطبخ مع مناير .. تغسل بالصحون ومناير والشغالة يصلحون كيك ..
رن جوالها اللي تاركته على طاولة المطبخ .. جففت يدينها بمريلة المطبخ ورفعته وهي تشوف الاسم ..
شهقت وركضت برآ المطبخ بسرعة .. وصدمت في أمها اللي كانت جاية لعندها ..
رفعت راسها بارتباك لأمها وناولتها الجوال : ماما خذي ردي انتي .. مابي أكلمه
عزيزة اخذت الجوال بدهشة : مييين ؟؟....عاايض؟؟
رجعت لها الجوال بضحكة : امسكي ... ردي على زوجك الله يهدييك ..
خلود بصوت عالي وهي تلتفت على امها اللي تجاوزتها رايحة للمطبخ بضحكة : مآآمآآآ .. !!
ردت بعد شوي لما سكت ورجع يدق : آلوو ..
عايض : السلام عليكم .. خلود ؟!
خلود بابتسامة خجل : وعليكم السلام ..
عايض بهدوء : كيفك ؟!
خلود : الحمد لله ..
عايض : عسى ما تعبتوا أمس ؟؟ كيف خالتي والبنات؟؟
خلود : الحمد لله ..بخير ..
عايض وهو يبتسم على همسها : الحمد لله .. كنت حاب أسأل عنكم .. وآخذ رأيك بشي ..
خلود : ...تفضل ..
عايض بتوضيح : بخصوص البيت .. قدامي الحين عشرين لون لورق الحائط اللي بنحطه للغرفة .. كنت ناوي أوريك إياهم أمس بس تأخر الرجّال علي ومجابهم إلا اليوم ..
خلود بصوت خافت : آهاا ..
عايض بابتسامة اوسع : خلود ؟ انتي معي ؟؟
خلود وهي تلتفت على صوت الهمس اللي وراها : معك ..
فتحت عيوونها وهيتشوف مناير والشغالة واقفين يطلون عليها .. اشرت لهم بتهديد وما انتبهت للي عايض يقوله ..
قالت بارتباك : معليش ما سمعت وش قلت ؟؟
عايض بانزعاج : مشغولة ؟
خلود باحراج : لا بس ..
عايض بجدية : كنت اقول في لونين عاجبيني .. وهم أنسب شي للغرفة اللي اخترناها .. بيج ومخطط بالبني الفاتح .. او بني فاتح ومخطط بالبني الغامق ..
خلود وهي تبتعد بضيق من انزعاج عايض : اثنينهم حلوين ..عادي أي واحد فيهم ..
عايض ببرود متعمد : أوكي .. خلاص مشكوورة .. يالله اتركك للي مشغولة فيه ..
" ياويلي شكله زعلاان ؟؟ يعني أول مرة يحكي معي ويصير كذااا ؟؟ الله يغربل ابلييسك يا منووور !!!"
قالت بسرعة:.....لحظة ..احم .. أقصد ..
عايض بهدوء : نعم خلود ؟
قالت : آسفة ..ولله كنت معك بس صار شي قدامي وما انتبهت .. لا تزعل ..
عايض وهو يكتم ضحكته : لا ماصار شي مين قال اني زعلان ؟؟ يالله الغالية انتبهي لنفسك إلين ما أشوفك من جديد ..في امان الله
خلود بصوت مختفي : مع ..السلامة ..
سكرت بحرج وهي تمسح عرق وهمي من جبهتها ..
" الغالية؟؟؟ ياويييلييي بس!!"
سمعت صوت ضحك مناير من وراها .. والتفتت عليها بغضب ..
خلود : تعاااالي .. إما ورييييتك الحين...
ومشت للمطبخ وهي تكلم امها : ماما ليش ساكتة لها ؟؟
واشرت عالخدامة اللي تناظرها : وانتي بعد وش تبيين جاية تتسمعين وياها ؟؟
مناير : اللي يشووفك وانتي تحكين .. والله شي ثااااااني .. مايصدق انه انتي ام لسانين اللي واقفة قدامي الحين .. ياربي عالخجل ..هههه
وتقلدها بصوت ناعم : بخيير .. لا تزعل ..ههههههههه
خلود وهي تشد خصلات من شعر مناير ..
مناير بصرااخ : آآآي عورتيني .... والله شكلي بصور لك فيديو بالكاميرا الخفية وارسله لعايض يتفرج عالوهقة اللي بيتوهق فيها ..
خلود وهي متجهة ناحيتها بعصبية : منااااااير !!
امها نادتها وهي تضحك : خلووود .. خلود تعالي أبيك شوي ..
راحت لامها وهي تستغفر ...
قالت لها بجدية : خلوود الله يسعدك روحي صحي حصة .. مو معقولة من امس ناايمة ولا صلت فروضها .. حاولت معها لكن عارفة بترفع ضغطي ومارح تصحا ...
خلود : هذا كله من امس .. ظلت صاحية من بعد ما رجعنا إلين الفجر .. مثل امس وقبله !!
عزيزة : أنا خلااص بكلم أبوك يشوف لنا حل معها .. ما هي بحاالة .. البنت فيها شي مو على بعضها .. الله يشفيها ويهديها ..
خلود بخوف : شي مثل وشو ؟؟!
عزيزة : عالاقل نوديها لشيخ يقرآ عليها ..
خلود بجزع : وشو شيخ ؟؟ لاا لاا..ان شاء الله ما فيها شي
عزيزة بحيرة : ربك كريم .. روحي انتي صحيها الحين وخليها تنزل تتغدآ ..
.
.
.
.
.
.
.
عالعصر دخل نايف للبيت وعلى طوول على غرفته كالعادة وارتمى على سريره بثوبه وغط في النووم .. ربع ساعة ودق جواله .. فتح عينه وحذفه بعيد عنه .. لكنه رجع يدق باصرار اكثر من مرة ..
قام بعصبية وهو يمسكه ويكنسل الاتصال ويحطه سايلنت ..رجع ينام لكنه ما قدر .. قام ومسك جواله وهو يتذكر ان نواف سفره بكرة .. ومايقدر يتجاهله لأنه مشفق على ابتعاده عنهم ..
اتصل عليه وتكلم بصوت نايم : هلا نواف ..
نواف : انت ناايم ؟ ممم ينفع احكي معك ولا كيف ؟؟
نايف بتثاقل : خير وش كنت تبي ؟؟
نواف : ياريت تنزل تحت .. أنا بالصالة ..
نايف تنهد : أوكي .. انتظرني ..
قام وغسل وجهه ونزل تحت .. واقترب باستغراب من نواف وفياض ..
قال وهو يجلس بكسل : وش عندكم مجتمعين؟؟
نواف ناظر فياض بتوتر .. ورجع يناظر نايف ..
نواف : نايف .. أنا ...عندي طلب منك ..
نايف اعتدل وهو يشوف جديتهم : طلب ؟!
نواف : انك تسمعني للآخر ..
وبدأ نواف يحكي ..
.
.
.
.
.
.
.
بسيارة فياض ...
ومن بعد ما رفض نايف يروح معهم معترض على الموضوع بشدة.. نواف أحبط بقوة ، لولا إن فياض ذكره بإنهم كانوا متوقعين ردة فعل نايف .. وأكد عليه إن نايف بيرضى بعدها وإن كل هذا لأنه ما اقتنع إنك كبرت خصوصا وهو يعد نفسه المسؤول عنك ..
راحوا هم الاثنين على طول من بعد صلاة المغرب ..
.
.
نواف كان جالس بجنبه .. جواله بيده.. ورجله تهتز بتوتر ....
فياض بهدوء : انت متأكد من العنوان ..؟
نواف : إيه توه وليد أكّد علي .. وقال إنه مكلم اخوه عني وإنه ينتظرني ببيتهم ..
فياض : مو قلت بتكلم أمها وإن أمها مو عايشة معهم ؟؟
نواف يتنفس بعمق : إيه .. أمها متزوجة وعايشة بلحالها .. لكنه يقول إنها تزور سلمى دايم .. واليوم بتكون موجودة عندهم ..
هز راسه بفهم .. والتفت يشوف نواف بطرف عينه ..
قال بلطف : نواف لا تتوتر .. خلك واثق من قرارك مثل ما كلمتني الصبآح ..
نواف باستنكار : مو متوتر .. انا واثق من قراري ..
وكمل بقلق : بس خايف .. امها ترفض أو اخوانها ..
فياض : خلك متفائل .. تفااءل بالخير وبيجيك .. واسأل مجرب ..
نواف ناظر اخوه بنص عين وهو يبتسم : ان شااء الله ..
ابتسم فياض وهو يكرر بذهنه " اســأل مجرب !"
.
.
.
في مجلس بيت أهل سلمى .. جلس نواف ومعه فياض مع أخوان سلمى الاثنين .. عادل وسلمان .. وعادل أكبر من سلمى بثلاث سنين .. وأصغر من وليد ..
كان عندهم خلفية عن الموضوع من وليد اللي مدح لهم نواف وبلغهم إنه موافق عليه .. واستقبلوه هو وفياض بترحيب ..
عشر دقائق من التعارف مرت ببطىء ..على نواف خصوصاً ..
.
.
.
.
.
.
.
سلمى جالسة بغرفتها وفاتحة كيس ليز الكبير قدامها وهي تحكي بالتليفون مع قريبتها ..
دخلت عليها أمها : لسا ما خلصتي ؟؟ لشوو جاية أنا ؟؟ مشان تتركيني لحالي كل هالوقت؟؟
سلمى بحماس : ماما لحظة بس بكمل الها الموقف ..
طلعت من عندها وهي تشوف عادل اخو سلمى قدامها ..
عادل : خالتي هالة ... أبيك شوي ..
ام سلمى وهي تظبط طرحتها القصيرة على راسها : شو في ؟؟
عادل : في شخص يبيك بموضوع ضروري تحت ..
ام سلمى بتعجب : مين ؟؟؟ بدو إياني أناا؟؟
عادل بابتسامة قصيرة : إيه ..
نزلت معه وهي مستغربة .. بيت زوجها الاول تجيه كثير من بعد رجوع سلمى اللي ماترضى تزورها في بيتها إلا نادراً .. وعلاقتها مع عادل وسلمان ووليد مثل ابناءها .. لكن بسطحية أكبر ..
عادل وهو يأشر على المجلس : داخل مع اخوه ..
قالت وهي تناظره : شو ؟ مابدك تدخل معي ؟؟ تعاا انتا متل ابني .. ما بقدر ادخل لحالي ... وبعدين احكي لي ..من وين بيعرفوني ؟؟
عادل : وهو يسبقها ويدخل : يا جماعة .. والدة سلمى بتدخل ..
دخلت ام سلمى بعد ما عدلت حجابها على راسها وطبعا كانت كاشفة ..
نواف وهو يوقف : اهلا خالتي ..
ناظرته بتساؤل : خير ؟ مين انتو ؟؟؟ وشو بدكم ؟؟
نواف وهو يناظرها .. شكلها في أوائل الستينات ..وتذكر كلام وليد عنها .. وما استغرب من حجابها .. لأنه سبق وشاف حالة سلمى كيف كانت ..
كان بيتكلم لكن فياض سبقه وهو يحط ايده على كتف نواف ويشد عليه : خالتي إحنا جايين نطلب يد بنتك سلمى.. لنواف ..
ام سلمى بدهشة : شوو؟؟ سلمى ؟؟
عادل وهو ياشر لها عالكنب : ارتاحي خالتي ..
قربت وهي تجلس على كرسي بعيد : بس سلمى لساتها صغيرة .. ما بظن انها بتفكر بالزواج هلا .. وبعدين انت من وين بتعرفها ؟؟
نواف استجمع انفاسه وهو يقول : كنت أدرس معها ببريطانيا ..وسبق وكلمت وليد لكن قلنا لازم نحكي معك بالموضوع لأنك والدتها والمسؤولة عنها أولاً وأخيراً ..
فحصته بنظراتها وهي تسأله :وكم عمرك انتاا؟!
بدأ نواف يجيب أسألتها اللي قالتها بلهجة مستهجنة مستنكرة ..
حس إنه بدأ يعرق من التوتر .. شكلها ما رح تعديها على خير ..
قالت بالأخير بعد ماحاول يقنعها بوجهة نظره : كيف بدك ياني اقتنع اخلي بنتي تستنااك كل هالأد ؟؟ بنتي عندها طموحات كبيرة وازا انتو جايين تاخدوا رأيي فأنا مستحيل اوافق بنتي تعلق حالها كل هالسنين عالفاضي .. افرض اجاها واحد احسن منك بعد كم سنة ؟؟ ولا رجعت تفكر تسافر لأي مكان ولا تشتغل ؟؟بقاا ليش تربط حالها فيك ؟؟
نواف بابتسامة متوترة : بكيفها يا خالتي .. هي حرة وأنا مارح أربطها فيني .. هي مجرد خطبة .. وإذا بأي وقت اضطرينا نفسخها مارح يكون في أي مشكلة ..
رفعت حاجبها بعدم اقتناع وقامت وهي تقول لعادل : بدي رووح احكي مع سلمى .. واشووف رأيها ..
اول ما طلعت زفر نواف وهو يناظر فياض اللي كان مبتسم ..
قال بصوت واطي : شكلها مررة فري .. ومارح توافق .. شفت كيف تفكيرها إني بأربط حرية بنتها ؟!!
فياض قرب منه : مو قلت البنت موافقة ؟؟ خلاص هدّي !!
زفر مرة ثانية وهو بلحظة يحس من معارضة الكل له، إن اللي يسويه هذا كله.. جنووون ..!! ... لولا وقوف اخوه ووليد معه الحين.. بالاضافة لموافقة سلمى !!
.
.
.
.
.
طاح كيس الشيبس من يدها وصرخت بدهشة : نوااااف هنا ؟؟!!
ناظرتها امها بخبث : ولِك سلــــماااا .. لا يكون عارفة بالموضوع ومخبية عني طول هالوقت ..
ناظرت امها بارتباك وهي تشيل كيسة الشيبس اللي طاحت ..
مسكتها أمها من يدها وهي تقرب وجهها من وجه سلمى وتحط عينها بعينها : شوو ؟ ما رديتي ؟؟؟
اشاحت سلمى بوجهها وهي تقول : ماما وش قالك نواف بالظبط ؟؟
امها بضيق : هلأ انتي ممكن تنهبلي فعلا وتوافقي على هيك طلب ؟؟
سلمى وهي تناظر امها بصدق : ماما وليد حكا معي بالموضوع قبل .. وأنا قلت له أمس إني موافقة .. وأكيد بلّغ نواف وجا الحين يقول لي ..
امها ضربت صدرها بانزعاج : كل هااااد بيصير من وراي ؟؟ ولك كيف بتخبي هيك موضوع عني ؟؟
سلمى بحرج : ماما سووري .. بس والله صار فجأة وكنت راح احكي لك بس ما كنت متوقعة يجي اليوم ويتكلم في الموضوع !!
امها بتكشيرة : الحين بتحكي لي بالظبط .. شو قصتك انتي وياه ؟؟ ليكون .......ليكون بتحبيه ؟؟
سلمى كحت وهي تقول : ماما .. بعدين بحكي لك .. مو الحين ..
امها وهي تعقد ذراعينها : يعني ؟؟ بتحبيه وموافقة ؟؟ بتفكري اني ما بفهم عليكي ؟؟ انتي من اول ما رجعتي ومنتي بنتي اللي بعرفها .. وهيوو السبب قداام عيني ..
وناظرت بملامح سلمى المحرجة وهي تقول : يعني موافقة ..؟؟ حكيتي ووافقتي بدون ما توخدي رأيي؟؟ ما بهمك انا وموافقتي ؟؟
سلمى : لا والله يا ماما مو هذا قصدي .. بس كل شي صار بسرعة ...
امها تناظرها بتأمل "يخرب بيييته شو شااطر اللي خلاكي تحبيه بالرغم من عناادك اللي بعرفه "
قالت بلهجة غامضة : يعني لو حكيت لك رأيي هلأ راح توافقي عليه ؟؟
سلمى بقلق من أمها : طبعاَ .. بس ماما مو حلوة احكي موافقة بعدين اغير رأيي ..صح ؟؟
أمها : اولاً الولد جاي ياخد رأيي أنا قبل ما ياخد رأيك ..وثانياً ما تخافي مارح أعترض ...بس أنا إلي رأي مختلف ..
سلمى بدهشة : أي رأي؟؟
امها بغموض : البسي عبايتك وانزلي معي ..
سلمى بتساؤل : ليـش آ...
قاطعتها أمها بجدية : البسي وتعالي معي وبتعرفي !!
لبست سلمى عبايتها بخوف من تفكير امها وحركاتها .. وبنفس الوقت خايفة تواجه نواف ..
تمنت لو تبلغه بموافقتها بدون ما تتواجه معه ..وأمها أكيد طلبت منها تلبس عبايتها لأنها تبي تحكي معها بوجود نواف ..
" يووووه يا ماما وش هالورطة ؟؟"
.
.
.
.
.
.
دخلت أم سلمى ونواف تحفز فضوله وتوتره أكثر ...
قالت لنواف : بدي أحكي معك على انفراد .. ممكن ؟!
الكل ناظرها باستغراب..
نواف وقف بقلق وهو يقول : أكيـد ..
عادل وهو يفتح باب غرفة الطعام اللي بابها من داخل المجلس : نواف تفضل هنا ..
دخل نواف وانصدم باللي شافها قدامه .. كانت واقفة بتوتر وظهرها للباب الثاني للغرفة واللي يفتح على داخل البيت ..
أشاح بنظره بسرعة ودقات قلبه تزيد ...
التفت لأمها اللي دخلت وهي تقول بصوت آمر : اجلسوا ...
جلست سلمى بتردد على ابعد كرسي من الطاولة .. وجلس هو على اقرب كرسي منه ..
ام سلمى : بصراحة انا مو مقتنعة بكل هاادا اللي عم بيصير .. بس إذا بدكو تثبتوا لي فعلا انكم بتحبوا بعض ..
وناظرتهم الاثنين .. سلمى اللي حمر وجهها .. ونواف اللي اشاح بوجهه بتوتر ..
كملت : وإذا بدكو إياني أوافق على ارتباطكم ببعض.. فلازم تحققوا لي مطلب واحد ..
نواف التفت وهو يقول : اتفضلي ..
أم سلمى بابتسامة خبيثة " إن ما خليتك تغير رأيك " : بتكتبوا كتابكم الليلة ... تملكوا يعني !!
نواف وسلمى لا إراديا ناظروا بعض ..وبكل ما للصدمة من معنى !!!!
.
.
.
.
.
.
.
نايف بعد ما ترك نواف وفياض وطلع لغرفته .. ما جاه نووم ..
ما يدري ليش انقهر من نواف لما قال له .. غير عن اعتراضه عالمووضوع بحد ذاته ، يعترف إنه غار منه وبقوووة.. بسبب أفكاره المتخربطة هاليوميين ..
يصير هالنتفة نوااف يسبقه ويخطب ؟؟!!...
تأفف وهو يرفع جواله كل شوي وينزله .. مو مصدق اشلون وصل عناده انه يترك اخوه بمثل هالموقف لوحده .. بس نواف على غير العادة عاند معه هو الثاني وأصر على رأيه .. لااا وفياض مقتنع ومواافق بعد !!
زفر بقوة وهو يقرر إنه لما يرجع نواف راح يحكي معه .. لازم يطيب خاطره قبل ما يسافر .. وعموما هو ما سوا شي خطأ ... وتذكر كيف كان خايف عليه اول ماسافر وقبل ما يسافر من إنه يتغير وأخلاقه تخترب .. لكن اتجاهه لهالموضوع خلاه متأكد من اخلاقه ولغى مخاوف كبيرة كانت محتلة تفكيره بالنسبة لنواف ..
رفع جواله وارسل لنواف رسالة وهو يكتشف أكثر خطأه ..
" نواف أستناك لما ترجع ...."
.
.
.
.
.
سلمى حست إنها مااتت بمكانها من الفشيلة .. كيف تطلب امها هالطلب الغريب ؟؟ امها اللي ماكانت موافقة من شوي وخايفة عليها من هالموضوع فجأة تطلب هالطلب القوي ؟؟؟ وتأكدت من داخلها إنها تبي تعجـّز نواف لأنها أكيد عرفت إنه مارح يقدر يلبي هالطلب ..
رفعت عينها تناظر نواف اللي كان واضح إنه متوهق عالأخير ..
وقررت تتكلم ..
قالت بصوت واطي : ماما .. وش هالكلاام ؟؟
أمها ناظرت فيها بتهديد عشان تسكت ..
نواف ومو عارف وش يقول: خالتي .. بكرة سفري .. و...مو ... يعني مو كأنه بدري على ملكة ؟؟
أم سلمى تهز اكتافها : شو ؟؟ بدك ترجع بكلامك ؟؟
نواف : خالتي الله يهدااك مو هذا قصدي ....بس انتي بنفسك قلتي إنه ممكن سلمى تغير رأيها بأي وقت .. لو خطوبة بتكون الامور أسهل ..
أم سلمى وهي تلتفت على بنتها : شوفي سلمى .. هاد شرطي ومافي غيرو .. بدك تستنييه بتوافقوا .. بدك ترفضيه بتروحوا لحالكم انتي وياه ..
سلمى بضيق وبصوت منخفض : ماما لا تسوين كذا .. تعرفين إن رأيك يهمني .. بس ما ينفع كذا ... حراام عليك ..
والتفتت على نواف اللي ناظرها بحيرة .. ودها تقوووله "كنت بنتظرك بدون كل هذا .. ليش جيييت ؟؟"
طول عمرها تكره حركات امها وتصرفاتها ..!!
نواف ناظر سلمى فجأة : خلاص يا خالتي .. إذا سلمى موافقة .. فأنا بعد موافق !!
ام سلمى بتفاجؤ : على شوو موافق ؟؟؟؟
نواف ناظرها بدهشة .." هذي وش فيها ؟؟ "
ام سلمى : جنيت انتاا ؟ بدك هلأ تحكي موافق بعد كل هالتردد ؟؟ وانا شو بيضمن لي انك مارح تتركها سنين عذمتك وبعدين تغير رايك وتتركها ويضيع مستقبل بنتي بسسببك ؟؟شو هالحكي ؟؟ لا ما برضى أبداً لبنتي هيك تتشتت وتتبهدل معك ..!!
نواف " لا إله إلا الله ..." : خلص يا خالتي قولي اللي تبيه وانا تحت امرك ..
سلمى حطت راسها على ذراعها وهي ودها تبكي.. تفشلت بقووة ..
امها قالت بعد دقيقة وهي تناظر نواف بتكبر : خلاص خلاص.. خطوبة بس ..
تنهد نواف بارتياح.. وسلمى رفعت راسها وهي تناظر امها بعدم تصديق ..
أم سلمى بتردد : لكن .......
ناظروها الاثنين بخوف ..
قالت : لكن فين الدبلة ؟؟ ليكون ما جبت معك دبلة ؟؟
سلمى رفعت راسها وهي تحس انها دااخت خلاص ..
ونواف ناظرها بتعجب .." ايه انا وش عرفني بالدبلة مو من عاداتنا ": وش دبلة يا خالتي ..إلا طقم كامل بس قلت أتأكد من موافقتكم بالأول ..
أم سلمى : آهااا ..وأنا بقوول .. اوكي ... يالله مبرووك ..
نواف رفع عينه لسلمى اللي تناظر للجهة الثانية ..
التفتت عليه وهي تحس بالدم يرتفع لراسها بعد ما استوعبت للتو اللي يصير ..
نواف همس لها : مبرووك ..
ابتسمت واشاحت بوجهها ..
خلااص صاروا الحين مخطوبين رسمي ؟؟!!
الاثنين كانوا طاايرييين من الفرحة ..خصوصا بعد ما تخلصوا من جنون الأم وطلباتها...
نواف استأذن ودخل للمجلس وهو يجلس بجنب فياض بتنهيدة كبيييييرة ..
فياض وهو يناظره بتساؤل : شكلك ما يطمن؟؟ وش صاار ؟؟
نواف ابتسم : الحمد لله .. وافقت اخيراً ..
والتفت على اخوان سلمى وهو يحكي لهم اللي صار ..
طلع مع فياض بعدها .. واشتروا طقم بسيط ارضاءً لأم سلمى المتشرررطة ..
وأرسله نواف مع اخوها كهدية ..
.
.
فتح جواله اخيرا وشاف رسالة نايف ...
رفعها لفياض وهو يبتسم بسعادة ..
ضحك فياض وهو يقول : قلبه طيب .. بس ما توقعت بهالسرعة بيرضى ..آلـ ..
قاطعه رنين جواله ..
رفعه وهو يرد عالرقم المألوف : آلوو ؟
رفع حاجبه وهو مستغرب .. ما كان في رد ..
رجع يقول : آلوو؟؟ آلوووو؟؟؟
سكر وهو مستغرب .. وكمل طريقه للبيت ..
.
.
.
.
.
.
.
أعطت تذاكر الطيران لفابيان ، وسلمت عليها وتأكدت انها ما تحتاج شي ..باست سامي وطلعت لجناحها ..
دخلت الغرفة وهي تخلع جلالها وسلمت على فياض اللي جلس مسند ظهره عالسرير ويناظرها ..
علقت الجلال واقتربت بابتسامة وهي تجلس بجنبه ..
قال بهدوء وهو يحاوط خصرها بيد ويقربها منه بلطف : اشتقت لك ..
قالت وهي تحط راسها على كتفه : تأخرت اليوم ؟؟ ماشفتك من الصبح ..
مسح على شعرها وهو يقول بلؤم : بدال اللف هذا .. قولي بصراحة انك اشتقتي لي ..
ضربته خفيف على كتفه وقالت بخجل : على فكرة .. انت تستمتع باحراجي !!
ضحك وهو يقول : كيف عرفتي ؟؟
أشاحت بوجهها للجهة الثانية ..
ولفها عليه بلطف وهو ينحني ويقبلها..
قال بهمس وهو يبتعد : انتي اللي خجولة بزيادة .. آ..
قاطعه صوت الجوال .. والتفت عليه بانزعاج ..
نزلت أنظارها وهي تسمعه يرد : آلووو؟؟
قال وهو مستغرب من هالرقم اللي متأكد انه مألوف : ميين معي ؟؟
فتح عينه بصدمة وهو يسمع الصوت الأنثوي الباكي : فياض .. أنا لولوة!
ردد بذهول : لـولوة؟؟؟؟؟؟!!!
كان مصدووم بقوة وما انتبه لابتعاد ديما عنه ونظراتها المتفاجئة ..
.
.
.
.
.
.
آسفة سهرتكم ..ويمكن نمتوا وقلتوا بتقرونه الصباح ><
بس والله غصبن عني مررة كنت منشغلة الليلة والتعديل عليه ارهقني جداً..
أدري قصير .. بس هذي بالظبط الاحداث اللي رسمتها للجزء ماقبل الأخير ..
أما الجزء الأخير فأمهلوني شوي لــه .. إن شاء الله أسبوع وبعلمكم بالظبط متى بيكون وقته ..
.
.
يتبع ردودي عليكم ..
|