كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
والله مرررة مقهورة لأني ما نزلت لكم بارت التعويض الاسبوع اللي فات..
بس إن شا الله البارتين الطوال اللي بنزلهم الحين يعوضونكم ... كما أتمنى أن تعجبكم الأحداث وتطوراتها..
أنتظر حضوركم أحبااائي ..
.
.
الفصل السادس والثلاثين
الذعر اللي انتاب الناس كان لوحده سبب كافي للضجيج اللي حصل .. الطيارة تقلبت في الهواء مرتين بشكل مخيف وأعلن الكابتن عن وجود عطل خطير في المحرك ، وإنهم راح يهبطون في أقرب مطار وبأسرع مايمكن بعد أخذ الإذن من هذا المطار ..
سلمى كان شعورها مختلف ، مو فقط الذعر والخوف هو اللي سيطر عليها ، لكن شعور متجذر بالندم على قرارها الخاطىء وإصرارها على مخالفة وليد ، بالرغم من منطقية أسبابها ..
كانت مغمضة عيونها بقوة ورافضة تفتحها ومتمسكة بمقعدها ودموعها ما تتوقف من بعد ما أغمي على المرأة العجوز بجنبها وأخذنها المضيفات لمقعد آخر قريب منهم ..
الحين عرفت قيمة المحرم ، ومساوىء عنادها!!
.
.
.
أول ما هدت الطيارة اشتعل شعوره إنه لازم يلقى سلمى لأنه ماشافها من أول ما ركب .. لازم يلقاها وتعرف إنها مب لحالها .. قام من مكانه وسط اعتراض المضيفتن القريبتين ،، وبدأ يتخطى درجات الطيارة وانتقل من درجة لدرجة يبحث عن المحجبات فيهن ويطلع منها لما يكتشف إنها مب موجودة .. إلييـن ما وصل لدرجة فيها وحدة بس محجبة وجالسة بأول مقعد ....حس إنها سلمى وقبل ما يقترب اهتزاز الطيارة على خفيف خلاه يسرع ويجلس بأول مقعد فاضي شافه واللي كان ورا البنت بثلاث مقاعد ..الكل كان خايف تكون الاهتزازات البسيطة بداية انقلاب ثاني ..
.
.
.
وأخيراً هدأ الوضع شوي .. سمعت صوت قريب منها كثير .. وفتحت عيونها شوي وهي تناظر الشخص اللي قدامها لأنه نطق الكلمة بالعربي ..
" ممكن أجلس ؟"
هزت راسها بموافقة وقالت بصوت مبحوح : تفضل ..
ابتسم الشاب وهو يقول بمرح : ليش البكااء ؟ الموضوع بسيط ويصير كثير...
ناظرته بتيه .. مب فاهمة وش يقول ..
كمل : هو يعتمد على مهارة الطيار ..اهم شي لاتاخذينه بشكل سلبي ، ممممم اعتبري إنها مغامرة خطرة تتذكرينها إذا انتهت ..
هزت راسها باستغراب .. واكتفت بالصمت ..
مد لها منديل .. ترددت وبعدين أخذته ومسحت دموعها بعد ما قالت بصوت خافت : شكراً ..
قال بنفس اللهجة المرحة : أنا غالي ...و انتي ؟
قالت : سلمى ..
قال : انتي أ.......
قاطعهم اهتزاز الطائرة بقوة وكأنهم ماشين بطريق كله تعرجات .. غمضت عيونها وهي ترجع تبكي بصوت مسموع ، خلاص حست إنها النهاية وإنها بتموت وكله بسبب قرارها الغبي وعنادها ... سمعت صوت اللي اسمه غالي يناديها لكن طنشت .. هو وين وهي والناس كلهم وين .. وش هالروقاان اللي هو فيه ..ما تدري ؟؟
انحدرت الطيارة بعدها بشكل مخيف خلاها تشهق وتتمسك بأيدي المقعد وجات يدها على يد غالي اللي كان ماددها جنبها ، لكن من الخوف وصعوبة الموقف محد كان حاس باللي حوله ..و ظلت على هالوضع مدة طويلة وماحست إن الطيارة هدت ولا فتحت عيونها عشان تعرف.. حن عليها لما شاف دموعها وحس إنه لازم يهديها وإن كلامه السابق ما فادها إلا إنه خوفها زيادة .. قرب واحتضنها وهو يطبطب عليها ..
قال : خلاص يا سلمى بتعدي على خير شوفي هااه وصلنا تقريبا لأرض المطار .. شوفي الشباك جنبك ..
فتحت عينها بتردد والتفتت بعد ما تركها وفعلاً شافت إنهم يقتربون من أرض واسعة واللي هي الممر اللي بتنزل فيه الطيارة ..
قال بضحكة : طيب ابتسمي لوجه الله حتى ...
ابتسمت وهي تقول بصدق : الحمد لله .. والله حسيت إني بموت .. ياربي !! الحمد لللللله ..
التفتت عشان تشوف غالي اللي ما عرفت اصلا وشلون شكله للحين .. وفتحت عينها بصدمة وهي تشوف اللي واقف وراه...!!
" مين الأخ ؟"
صوت معصب جا من ورا غالي خلاه يلتفت على نواف اللي واقف بضيق ..
غالي التفت على سلمى : تعرفينه ؟
نواف يقاطعه :أنا أخوها ...
ماحس إنه قال شي غلط هو فعلاً مكان أخوها هنا ..
غالي وهو يلتفت على سلمى وبعدين يوقف باعتذار ويفسح لنواف عشان يجلس ..
سلمى بصدمة : نواف ؟؟اشـ..شلون ؟
نواف ما جلس وقال: وتقولين إنك تغيرتي ؟؟ التغيير مب باللبس والمظهر الخارجي .. في أشيا أهم .. الأخلاق والتصرفات مثلاً ..
سلمى بضيق : انته وش تقول ؟ ..
سكتت مو مستوعبة ..و مصدومة بوجوده ..
نواف بضيق أكبر : وش تبيني أقول وانا شايفتك حاضنته عيني عينك وماا...
ماحس إلا بحرارة الكف على خده ..
سلمى ودموعها تنزل : انت مين أصلاً عشان تكلمني بهالطريقة ؟ مين مفكر نفسك ؟؟ منت بأخوي ولا انت تعني لي أي شي .. وزيادة على كل هذا فاهم الموقف غلط .. والحين تسمح ما أبي أشوف وجهك .. اللي فيني كافيني !!!!
ناظرها بصدمة ، وشاف دموعها .. وعرف إنه تسرع وماا راعى الموقف الصعب اللي كانوا فيه ..
ما عرف وش يقول .. وبنفس الوقت ماقدر يعتذر .. عارف انه تسرع بس مو متقبل لطريقتها في الكلام معه .. ولا تصرفاتها كلها .. ومقهور من الكف اللي عطته ايااه ..وعناداً جلس في المقعد اللي جنبها ..
قالت باستنكار : قووم .. ليش تجلس جنبي ؟؟ ما عندك مقعد تجلس فيه ؟؟
قال : إيه ما عندي .. وبعدين ليش هذااك يجلس وأنا لا .. أنا أولى منه ..
قالت بنفس اللهجة : بصفتك مين ؟؟؟؟؟؟
قال : بصفتي .... آمم .. أخاف أقول خطيبك ترميني من الطيارة.. احم.. بصفة إن وليد وصاني عليك ..
ناظرته باستنكار وسكتت ... وتوعدت وليد بسرها وهي توها تدرك سبب تفهمه للموضوع وموافقته السريعة ..
وظلوا ساكتين طوال مرحلة الهبوط اللي عدت بسلام .. وعلا صوت تصفيق الركاب لكابتن الطيارة اللي نجح في تخطي الأزمة .. وهبط فيهم بسلام .....
ظلت الطائرة متوقفة لفترة في مكانها بدون ما يعرفون السبب ....
قالت سلمى واللي حست انها أخيراً هدت تماماً الحين : وعلى فكرة أنا مو خطيبتك ..
نواف : عالأقل إلين ما أسمع رد ..
سلمى : بتسمعه قريب ..
نواف بابتسامة : أتمنى ..
سلمى ترفع حاجبها :واثق بزيادة ..! ما تبي تعرف الحين؟
نواف بضحكة : لا.. صح ابي اسمعه قريب بس مو لهالدرجة ..
سلمى بنبرة طفولية : مو موافقة ..
نواف بغيظ :ما أسمعك ..!
سلمى تكرر : مووو موافـ...
قاطعها : قلت ما أبي أسمعه الحين ..!!
سلمى بنبرة وااثقة: لعلمك مارح يتغير ..
نواف بعصبية :أنا مو قاعد أشحذ منك .. الموضوع جدي أكثر مما تتصورين !!
سكتت وهي تناظر الشباك وتشوف الناس اللي تقدموا من الطيارة في عربات مخصصة لنقل الركاب ..
وصلهم صوت إحدى المضيفات : ننبه على أن سلم الطائرة معطل حالياً بسبب إجراءات الأمان.. وسيتم فرد المنزَل المطاطي لذا نرجو منكم التقدم إلى البوابة بهدوء وفي الحال ..
قام نواف وقامت سلمى ومشوا مع الناس بعد ما أخذ نواف أغراضه بصعوبة .. سلمى بالرغم من إنها مقهورة من نواف إلا إنها كانت تمشي وراه ومن داخلها فرحانة بوجوده ، لدرجة إنها فكرت تعتذر له عن تصرفها لكن تراجعت وهي تقول إنه هو اللي لازم يعتذر على كلامه ..
أخذ منها شنطتها الصغيرة وسلمتها له بعد ما فشلت في الرفض .. وظلوا واقفين في الطابور ينتظرون دورهم .. وكان النزول من الطائرة لوحده مشكلة ، كان المنزل مثل زحليقة واسعة...وينتظره تحت المضيف عشان يمسكه أول ما ينزل ..
وجا دورهم .. ونزل نواف بالأول ...
سلمى ناظرته برعب وهي مب قادرة تتخيل انها بتنزل مثله في هالزحليقة الضخمة ..
المضيفة بضيق: هيا عزيزتي إنه دورك .. اجلسي وأنزلي قدميك أولاً.. هيا ..هيا ..
ترددت وهي تناظر نواف اللي كان يناظرها يحاول يطمنها وهو موقـّـف مكان المضيف تحت عشان ما يخلي له مجال يمسكها..
جلست على طرفها وقلبها يدق .. الكل يناظرها ومنتظر نزولها بصبر .. غمضت عينها بقوة وتركت نفسها تنزل وبدون ما تحس صرخت بأعلى صوت ..... الين ما حست بإيدين تطوقها وتوقفها عن الحركة .. فتحت عينها بحرج وهي تناظر نواف اللي ساعدها على الوقوف .. والتفتت تشوف المنزل العالي وراها وهي مو مصدقة انها نزلت منه..
قالت : يخووووف والله ..
اكتفى بضحكة وهو يتقدمها بالحقائب ...
مشت وراه وهي تقول بغيظ : ليش تضحك ؟؟
قال : مو بس أنا اللي ضحكت ... الكل كان يضحك ..!!
سكتت منحرجة وهي تتذكر صرختها ...
ركبوا بعدها العربة المتجهة للمطار ..
.
.
نواف وهو يناظر غالي اللي جلس قدامهم بمقعدين : الحين مارح تقولين لي قصته هذا ؟؟
سلمى تناظر الشباك بلامبالاة : وليش أقولك ؟؟
نواف : يعني بما إن معرفتك به قوية لهالحد لدرجة تحضنينه بشكل عادي فـ.....
قاطعته بعصبية وودها تعطيه كف ثااني : لعلمك أنا ما أعرفه وثاني شي أنا ماكنت حاسة بنفسي ومستحيل أسوي هالشي وأنا واعية...اصلا مدري اشلون كنت فاضي تراقبنا بذيك اللحظة .. انت ....ما تدري شلون كنت خايفة .. وو ..
كملت وعيونها تلمع : أصلاً مستحيل أوافق على شخص يظن بي السوء لهالدرجة وما أسوى شي بعينه ويحتقرني كل ما يشوفني...مثلك !!
قال بصدمة : سلمى أنا ما أحتقرك !!
كمل بلهجة صادقة: .. أنا آسف على اللي قلته لك من قبل .. عارف إني تسرعت ..
أشاحت بوجهها وهي تقول : لا تحاول تبرر .. أنا عارفة اللي تفكر فيه ... وخلاص انتهى الموضوع ..
نواف : اسمعيني بالأول ..
سلمى : خلاص يا نواف .. كلها كم ساعة ونرجع للسعودية وكل واحد يروح بطريقه ..
نواف : يعني وشلون بحتقرك واجي أخطبك.. شلون تجي ؟؟ سلمى..... أنا أحس...آآمم .. أحس إني أحبك ...والله ..
فتحت عينها بصدمة ..
والتفتت وهي تشوفه يناظرها بصدق .. هزت راسها بدهشة واشاحت بوجهها عنه ..
نواف بجدية : إذا كان يرضيك فهذ أنا أعتذر لك .. وأطلب منك بكل صراحة ........
كمل بتوتر : سلمى ..تزوجيـني !!
ناظرته باستنكار ورجعت تشيح بوجهها ..
نواف وهو يعيد صياغة الجملة بشكل أقل غبااءً : سلمى ...انتظريني إلين ما أخلص ..
سلمى بربكة وتوتر فظيع : نواف انتااا وش قاعد اتقول ..؟؟؟
وزعت نظراتهت بالطريق وهي تشوف مبنى المطار البعيد وقالت تشتت حرجها : ..وصلنااا ..
نواف بجدية أكبر : سلمى جاوبيني ارجوك ولا تخليني أتعلق بسراب طول السنين اللي بجلسها برا ...
سلمى بخفوت : وليش متأكد أنك طول هالسنين مارح تغير رأيك ...وإني مارح أغير رأيي ....
نواف مبتهج من تجاوبها: أنا واثق من مشاعري ، الشي الوحيد اللي مو متأكد منه ..هو انتي !
سلمى تشيح بوجهها مو عارفة شلون ترد عليه .. خصوصا إن مشاعرها تجاه نواف على حد إدراكها هي الإعجاب ..
زفرت بصوت منخفض.... وش هالانسااان ..؟؟؟،، مررة لحوح وواثق من نفسه لدرجة خلاها تتردد وتقلع عن اصرارها بالرفض ...لكنها بنفس الوقت ماكانت تبي تخسره او تجرحه ..
قالت : ...مو لازم بهالحالة تعطيني وقت أفكر ؟؟
تنهد بدون ما يرد ...
وقفت العربة وبدأوا الناس ينزلون .. وسلمى نظراتها ضايعة بينهم .. وما انتبهت غير على صوت نواف لما ناداها وهو واقف ومعه شنطهم .. وقفت ومشوا للمبنى وجلسوا في المكان اللي طلبوا منهم ينتظرون فيه ..
جلست على أول مقعد صادفها وجلس نواف بعدها بمقعدين وحط الشنط ما بينهم ..
ناظرت بانحاء المكان وعقلها مع كلام نواف ..
قالت تبدد توترها : هذا أي مطار ؟؟
نواف : بودابست .. عاصمة هنغاريا ..
هزت راسها بفهم ..
قامت من مكانها وهي تقول :عن إذنك باروح الحمام ..
مشت بسرعة ،والتفت هو وراه وشاف سهم يشير لمكان الحمامات ..
مشى بسرعة وراها وناداها : سلمى ..
التفتت بضياع : هااه ؟؟
قال : وين رايحة ؟ هذي هي وراك ..
ناظرت بالاسهم وهي تقول : آها اا .. طيب ..
راحت ووقف مكانه يتبعها بنظراته ..
.
.
بعد ساعتين من الانتظار .. أعلموهم إن الطائرة اللي راح يستكملون رحلتهم فيها جاهزة ..
هالمرة ما جلس نواف بجنبها .. جلس وراها وجلست جبنها بنت صغيرة ..وما احتك معها بأي كلام إلين ما وصلوا ..
وفي المطــار ..
سألها : في أحد ينتظرك ..؟
قالت : أخوي .. بس مدري إذا موجود الحين أو لا .. أكيد قالوا لهم إن الرحلة بتتأخر ..
مشى معها بعد ما خلصوا الاجراءات .. وشغل جواله ..
سألها : شغال جوالك ؟
قالت : لا ما ظن .. لازم له شريحة جديدة..
قال : هاك كلمي وليد .. اتصلت عليه ..
أخذت منه الجوال الممدود وهي تقول : شكراً ...
رد عليها وليد وطمنته إنهم وصلوا بالسلامة ..بدون ما تحكي له عن اللي صار معهم..
قال : يالله لا وصلتي البيت ارجعي كلميني ..
قالت بتردد وهي تخفض صوتها : وليد .. أنا آسفة ..مررة آسفة..
كانت بتشرح له بس حست انها طولت على نواف ..
سألها بقلق : سلمى فيك شي ؟؟
تنهدت :.. لا ما فيني شي .. بكلمك لما أروح البيت ..
قال : طيب عطيني نواف ..
مدت لنواف الجوال ورفعت عينها تناظره وهو مشغول بالكلام..
ملامحه تقريبا عادية لكن فيها شي يجذب.. يمكن مو قادرة تحدد مشاعرها ، بس اللي متأكدة منه إن نواف بلا شك ، ينحب !
سمعت من ضمن كلامه : أسبوع ان شاء الله وراجع ، بشوف ولد سالم الله يرحمه واشوف اخواني ،تدري محد ضامن عمره ،، وما ادري متى بشوفهم مرة ثانية ..
بعد ما خلص .. سكر الجوال وهو يلتفت عليها ...
سألته بتردد وهي ما تدري شلون للحين ما سألته عن سبب سفره : نواف انت .. ليش جيت للسعودية؟؟؟
قال بخفوت : أخوي توفى من فترة بسيطة ..
ناظرته بدهشة وقالت : ا..لله يرحمه ..آسفة ما كنت أدري..
ابتسم وهو يمد لها الجوال : خذي كلمي أهلك ...
اخذته منه وهي تحس بوجع بقلبها ما تدري ليش ..
بعد مدة ظل نواف موقف فيها معها .. شافت سلمى أخوها اللي يدورها بعينها واقف قريب..
وأشرت له ببهجة : سلماان .... سلماان ..
ناظرها الشاب اللي عمره ما يتجاوز العشرين وتقدم منها بسرعة وهو يسلم عليها ..
التفتت بعدها عشان تعرفه على نواف وتبرر وجودها معه لكنها فوجئت بإنه اختفى وشافت شنطها جنبها مثل ما هي ..
سلمان وهو يسألها : سلمى شتدورين عنه ؟؟ شي من اغراضك ناقص ؟؟
التفتت بكآآبة واحباط : لااا .. كلها موجودة .. انت جاي لوحدك ؟؟
سلمان وهو يشيل شنطتها : أمك جات معي ، بالسيارة تنتظرك ..
مشت معه وهي تقول : اشتقت لها والله ....
ولفت تدوره بعيونها يمكن تلمحه ولو مرة أخيرة قبل ما تمشي لكن بلا فائدة ..
.
.
.
.
.
.
في الايام الماضية صاروا يودون سامي لأمه تحت اشراف عبد الله الطبيب - واللي كان جار قدييم لنايف واخوانه لمدة طويلة زمان و صديق لنايف خصوصا - و بالليل يرجع مع ديما وفياض بعد ما أقنع عبدالله فابيان بضرورة بقاءها في المستشفى لاستكمال العلاج الجسدي قبل النفسي .. واقتربت حفلة عايض وخلود واللي قرروا انها راح تكون ملكة ...
.
.
.
وقفت قدام الفستان الأحمر المعروض في واجهة أحد المحلات اللي قدامها وهي تناظره بإعجاب .. حست بيده تغمر يدها بحنان .. التفتت عليه وهي تبتسم ابتسامة مابانت من تحت الغطا ..
سألها : أعجبك ؟
قالت وهو عاجبها حييل : حلو ... خلنا نسأل عن سعره ..
قال وهو يمشي معها لمدخل المحل : دامه عجبك مارح نطلع إلا واحنا ماخذينه ..
دخلوا وهي تتندم شوي لأنها تدري إن سعره مارح يكون هين ..
لكنها راح تتركه يسوي اللي يبيه لها .. بالذات وهي تدري إنه يحاول يسوي اللي يقدر عليه ويرضيها ..
لازم تقنع وتحسسه بمشاعرها الحقيقية وانها بالفعل راضية وسعيدة معه..
سألها فياض بعد ما كلم البائع : خلاص.. ناخذه ؟
ديما بعد ما سمعت السعر وتبخر كلامها لنفسها : مو كأنه غالي؟
فياض يشد على يدها : مو هذا قصدي بالسؤال .. اهم شي اكيد مناسب وأعجبك ؟؟
هزت راسها : إيه ..
استلموا الفستان و كملوا تمشية ما بين المحلات ..
ناظر ساعته وهو يقول : باقي وقت لو تبين تاخذين شي ثاني ..
استوقفها محل للأحذية والحقائب واختارت منه اشيا بنفس لون الفستان اللي اخذوه ومن ضمنها اكسسوارات كانت موجودة بنفس المحل ..
طلعوا بعدها من المكان وهي تحمد ربها انها لقت شي مناسب بوقت قياسي ومالففت فياض معها ..و لأن يكفي اللي دفعه للحين ..!
مروا على سامي بالمستشفى ودخلت ديما لفابيان وهي تتذكر أول مرة التقت فيها ، كيف كانت باردة معها واكتفت بالسلام فقط وبكلمات بسيطة .. انتبهت على الدكتور عبد الله اللي كان موجود وجالس بعيد عن فابيان ..
اقتربت وهي تسلم .. صافحت فابيان وهي تسلم عليها .. واقتربت وهي تبوس سامي على خده ..
قالت لفابيان: كيف حالك ؟
فابيان بابتسامة لأول مرة تشوفها ديما : بخير .. وأنتِ؟
قالت ببهجة : بخير الحمد لله ..
سألتها بنبرة محبطة : ستأخذين سامي ؟
ديما بتردد : هل تريدينه أن يبقى لمزيد من الوقت ؟
فابيان وتناظر الدكتور ورا ديما : كنت أود رؤية وجهك والحديث معك .. لكنه يصر على البقاء مادام برفقتي أحد .. حتى ابني .. أتصدقين ؟
ديما باشفاق وهي ترفع جوالها : أعرف ..
كلمت فياض وقالت له انها راح تبقى شوي مع فابيان ...
والتفتت على الدكتور : أخوي ما ينفع تتركنا شوي ؟
عبد الله اللي كان سامع حوارهم ويدعي الانشغال باوراقه : مو مشكلة .. إذا خلصتوا أنا برا ..
ديما : شكرا ..
فابيان بدهشة : ماذا قلتي له؟
ديما تجلس على الكرسي مقابلها وتشيل نقابها ..
فابيان بدهشة : أنت جميلة .. لم إذن تخفين كل هذا الجمال ؟؟
ديما بابتسامة : هذا يتعلق بالدين ..
هزت راسها بفهم .. وسألت ديما بعض الاسئلة عن عائلتها وغيره .. أما ديما فكان واضح لها التغير التاام لفابيان اللي قبل .. شوي وطلعت ومعها سامي وهي تتمنى إن فياض ونايف يعملون حساب لمشاعر فابيان وما يحرمونها من ولدها ..
.
.
.
.
.
.
في البيت .. دخلت وهي شايلة سامي النايم لأنهم مروا مطعم وهم ماشيين وتأخر الوقت، حط فياض الاكياس على جنب ودخل وهو يشوفها تغطي سامي وتشيل عباتها وترتبها ..
قال بتساؤل : ما قلتي لي ايش صار مع أمه ؟
قالت وهي تعتدل: بصراحة كسرت خاطري .. كانت مرة متغيرة .. للأحسن ...
قال بتفكير : .....وما قالت لك شي عن سامي ؟
قالت : لا .. بس لما جيت باطلع كان باين انها متضايقة ..بس وشكرتني على اهتمامنا فيه ..
كملت بتردد :فياض ليش ما نوجه لها دعوة للإسلام ؟؟
ناظرها بتفاجؤ ..
قالت بتوضيح : يعني أفضل من إن تبعدون سامي عنها ، بهالطريقة بيجلس معها واحنا مطمنين عليه .. وبنفس الوقت تكسبون فيها اجر ..
فياض يهز راسه بعدم اقتناع : أكيد إن سالم حاول معها من قبل .. ما أتوقع إنها بتتقبل الحين ..
ديما بأمل : طيب عادي أكلمها أنا بالموضوع ؟ مارح نخسر شي ؟؟ ..شكلها مررة طيبة ..
فياض يبتسم وهي يتقدم منها : والله انتي اللي طيبة ..!
ابتسمت : بخلي عايض يجيب لي كتيبات عن الاسلام بالفرنسي و الانجليزي ..
فياض : انتي خلي عايض بحاله أكيد مشغول هالايام .. وأنا بجيبهم لك ..
قالت ببهجة : .... شكــراً ..
تجاوزها للدولاب وهو يقول بمزح : وش قلنا عن شكراً ؟
قالت بخجل : ما اقدر ..لازم اقولها ..
التفت بابتسامة : ما أبيك تقولينها ..
قالت بصدق: ما في مجال .... آه صحييح ،، شكراً على الأغراض ..!
قرب منها بتهديد : وبعدييين ؟
ضحكت ...وقطعت ضحكتها لما حست بقبلته السريعة على خدها ..
اخذ اغراضه وراح للحمام ... طلعت من الغرفة مبتسمة وهي تشوف الاكياس عالكنب .. اخذتها وجلست تتفرج عليها .. جا على بالها تقيس الفستان وتجرب الاغراض بس أجلت الموضوع الين ما ينام فياض ..
.
.
.
.
.
.
بعد لحظات من الاستقبال الحاار اللي استقبلتها فيه أمها .. دخلت غرفتها القدييييمة وهي تسترجع ذكرياتها فيها ..
استلقت على السرير بتعب ومازالت ملابسها عليها .. ومن مكانها لمحت شنطها اللي دخلها اخوها سلمان بالغرفة .. ولفت نظرها شي منحشر بين طيات الشنطة ..
سحبت الورقة المطوية وفتحتها بسرعة ...
وشافت مكتوب عليها بخط كبيير ..
"انتظريني "
وغصبن عنها زادت دقات قلبها وهي تتذكره وتسترجع اللحظات اللي مرت فيها معه اليوم ....
ذكرى مستحيل تنساها ...!!
.
.
.
.
.
نايف كان منشغل في هاليوم مع بعض اصحابه ورجع متأخر للبيت بعد ما اطمن ان سامي رجع مع فياض.. ركن سيارته تحت البيت ونزل متوجه للباب لولا صوت السيارة اللي سمعه قريب ،، لف يشوف التاكسي اللي وقف وراه .. وانصدم وهو يشوف اللي نازل منه ..
اقترب منه بخطوات سريعة وبكل صدمته هتف : نـــــواف ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
.
.
.
.
.
يتبع
|