كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الخامس والثلاثين
.
.
دق الباب وانتظر دقيقتين كاملتين ومافتحت ،
فتح الباب شوي ودخل ، شافها نايمة وتراجع وهو يلقي نظرة على الملف الضخم نوعاً ما اللي توسط مكتبها ..
وتنهد من داخله بغضب ،
مشكلته ما يقدر يجبرها على شي !!
سكر الباب وراه وهو يدعي بداخله إن الله يوفقها ويهديها ..!
تذكر الفكرة اللي جاته ..
توضأ وصلى استخارة ، ورفع تليفونه يكلم نواف ..
.
.
" نواف أبيك بموضوع مهم .. أقدر أشوفك الحين ؟؟ "
نواف يناظر ساعته مستغرب : أوكيه ، وين أقابلك ؟؟
وليد : أنا بجيك ..وإذا وصلت اتصلت عليك ..
نواف : طيب ..حياك الله
.
.
ناظر ساعته مرة ثانية مستغرب ، الوقت متأخر ..!
وش هو الموضوع المهم هذا ؟؟ إحساس يقول له إنه متعلق بسلمى ..
ما يدري ليش صار فجأة يحس نفسه متردد بهالموضوع ..؟؟ يمكن لأن أحواله تلخبطت هاليومين ..؟بس يظل فضوله القوي متحمس لمعرفة ردة فعلها ..!
شوي ووصل وليد ، ودخّله نواف ..
وليد وهو يجلس مقابل نواف: آسف أزعجتك بهالوقت .. .. عارف ظروفك بس ما عندي خيار ثاني ...مممم ، كل الحكاية إن سلمى من فترة وهي تزن فووق رااسي تبي ترجع للسعودية وتاركة دراستها ومصرة على هالفكرة .. وأنا الصراحة تعبت أحاول معها.. وتوها أمس ساحبة أوراقها من الجامعة ، وتبيني أحجز لها الحين بأقرب وقت.. وانت عارف إني هالسنة وبهالوقت بالذات ما أقدر أخلي دراستي ومشاريعي لحظة ،،وهي تبي تسافر لوحدها ..
تنهد : عجزت أقنعها ..!!
نواف يهز راسه بفهم ،،
كمل وليد : جاتني فكرة اليوم .. إني أحجز لها على نفس رحلتك ،، بصراحة شفته أنسب حل قدامي،وبعدها استخرت وكلمتك الحين..
كمل بجدية : وجود أحد أعرفه و أثق فيه معها بنفس المكان بيطمني ، وبيعوض عن تواجدي معها ، هذا اللي أنا متأكد منه،، بصراحة ما أخفيك ، قلبي قابضني بقوة من هالسفرة!.... وش رايك ؟؟
نواف بسرعة : لا تشيل هم..بسيطة بإذن الله ...وإن شاء الله بتوصل بالسلامة وتطمن عليها ..
وليد بارتياح :إن شاء الله .... الله يريحك يا نواف ،، ماتدري شلون كنت شايل هم هالموضوع ،، الحمد لله إنها ترتبت كذا ،،خلاص بعتمد عليك من بعد الله..
ماعرف بإيش يرد .. ورافقه إلين باب المبنى يوصّله ،، وهو يتسائل إن كان وليد بيرجع يفتح معه ذاك الموضوع أو لا ,,
وكأن وليد حس فيه ،التفت قبل ما يطلع وهو يقول له :الجو بارد ،، سوري طلعتك بالبرد .. !! نواف .. بالنسبة لطلبك من قبل ..فبصراحة للحين مو عارف موقف سلمى ..أنا قلت لها ،، بس كالعادة تتركني محتار معها دايم..
نواف بتردد : مالها داعي العجلة .. خليها على راحتها .. ومهما كان الرد قلت لك مارح يضايقني ..
وليد يشد على كتفه بامتنان: ما أدري وشلون أشكرك .. ،،ما تقصر والله أبد...
.
.
,
دخل الشقة وسكر الباب وراه ببطىء .. موعارف يحدد مشاعره بالظبط .. الشي الوحيد اللي يعرفه ، إنه استانس على طلب وليد ، بدون ما يعرف السبب ..!!
.
.
.
.
رن المنبه يعلن عن وقت صلاة الفجر ، قام وتوضأ وفرش سجادته وقبل ما يكبر للصلاة سمع صوت باب ينفتح ،، طلع وهو يشوف سلمى برا غرفتها ،،، ناداها ..
التفتت وهي شبه صاحية : نعم ؟؟!
قال باستغراب : شتسوين ؟؟
قالت : بتوضأ وأصلي ..
هز راسه وابتسم بدهشة .. أول مرة في حيااتها تقوم بلحالها عشان الصلاة وخصووصاً الفجر،،يذكر لما كان زمان يصحيها لكنه توقف لما صارت تعصب وتسب عليه وتزعل لدرجة أحيانا تسكر باب الغرفة بالمفتاح عشان مايصحيها ..
ردد باندهاش : سبحان مقلب القلوووب !!
صلى وطلع وشافها توها تسلم ..
جلس بالكنب القريب منها : الله يتقبل منك ..
ردت عليه بهدوء : ومنك ..
شالت ملابس الصلاة وثنت السجادة وقامت بترجع غرفتها ،
استوقفها : سلمى ... بحجز لك على يوم السبت ..
فتحت عيونها بدهشة .. وابتسمت .. أكيد فقد الأمل فيها ..
اقتربت منه وهي تسأله ببهجة : اقتنعت ؟؟
قال بتصنع : يهمك ؟؟
اخفت ابتسامتها وعقدت حواجبها وقالت بعند: لاآ ..
قال : أجل ليه فرحانة ؟؟
قالت : عادي .. أصلا لو ما بتحجز لي أنا بحجز ..
وتركته رايحة لغرفتها ،، أما هو ابتسم وهو يقرر إنه مايخبرها عن اللي تعمد يسويه ، لا تعند وتخرب الحل اللي ماصدق لقاه !!
.
.
.
.
.
دخل للبيت وهو دايخ ، ما مضت أكثر من ساعتين إلا وتعب فظيع يباغته .. ترك كل شي ورجع ووده بس يرتااح .. دق الجرس وفتح الباب ودخل وهو باليالله مسند نفسه .. وقفت ديما اللي كانت فاتحة التلفزيون وجنبها سامي يتحرك في المشاية .. تقدمت منه وقبل ما تتكلم بأي كلمة شافت علامات التعب واضحة عليه ..
سلم وهو يمشي باتجاهها : السلام عليكم ..
قالت بابتسامة مترددة : وعليكم السلام .. فياض وش فيك ؟؟
رفع عينه يناظر سامي اللي منشغل باللعبة بيده : شوية تعب ، استأذنت من الدوام وجيت .. بدخل أريح شوي ..
اقتربت خطوتين لكنه سبقها بعجلة للداخل ،، ووقفت في مكانها بحيرة .. وش فيه ؟!!
لحقته للداخل وشافته يبدل .. أرخت نظراتها وهي تسأله : طيب وش اللي تعبك ؟؟ مو أنت ماشي عالعلاج مظبوط ؟؟
رفع عينه لها ... ووقال وهو يقترب من مكان وقوفها : قايل لي الدكتور إن آخر أسابيع بالعلاج راح تكــ ...
شافته يغمض عينه بقوة واقتربت بخوف وهي تشوف يده امتدت تدور شي تستند عليه .. أمسكت يده لاشعورياً وضغط عليها ،، وقف مستند على كتفها بيد وحدة ومشت معه للسرير ، لكنه جثا في الأرض وهو يكتم آهة قصيرة ..
ديما كانت واقفة بالقرب منه بعد ما تركها واستند عالارض ، متفاجئة وخايفة ،، وتناظر يدها اللي حست فيها بحرارة جسمه المرتفعة ..
نزلت لمستواه وهي تقول : فياض ؟ قوم ارتاح عالسرير ..
سحب نفس عميق وفتح عينه وشاف يدها الممدودة له .. قام بصعوبة وسحبها من يدها وجلس على السرير وقربها منه ..
قال بلهجة رجاء : لا تتركيني ..
شدت على يده وهي مب فاهمة وش مقصده من الكلمة .. غير إنها أثرت فيها ،، وتخيلت إنه من التعب قالها ..
قربها أكثر وهو يكرر : ديما لا تتركيني ..
جلست جنبه وهي تشد بيدها الثانية على يده بين ايديها : أنا هنا ..
ابتسم بشحوب رغم الألــم ورفع يدها لجبينه ..
قالت بخوف : فياض حرارتك مررة مرتفعة .. لازم تروح للمستشفى ..
هز راسه بلا : أكيد من أثر العلاج .. مو مشكلة ..
وترك يدها وهو يرجع ويرقد على ظهره ويغمض عينه .. نادته بعدها لكنه مارد عليها .. فركت يدينها ببعض .. حرارته مرتفعة أكثر من اللازم ، هو مب حاس أكيد من التعب .. طلعت وهي تلقي نظرة على سامي اللي ملتهي بالأغراض قدامه ، وراحت للمطبخ أخذت ثلج وحطته بصحن ومعه ماي بارد .. ولفت قطعة قماش صغيرة وحطتها معها على صينية وراحت لفياض .. حاولت تصحيه ونادته أكثر من مرة وهي تهزه مع كتفه لعل وعسى يحس فيها لكنه كان مثل المغمى عليه .. خافت صدق يكون حصل له شي ، وقلبها زادت خفقاته من القلق .. رفعت القماشة وهي ماتدري إذا اللي تسويه بينجح أو لا .. حطتها فوق جبينه وظلت تقلبها إلين ما صارت دافية من أثر الحرارة اللي تحتها .. ظلت تحركها وهي شاردة بذهنها .. ولاشعوريا حركتها على باقي وجهه تمسح حبات العرق اللي تناثرت عليه .. انتبهت بعد دقيقة وشالتها بربكة ورجعت تبللها وتحطها من جديد واستمرت على كذا لفترة قصيرة..
تحسست جبينه بخفة وابتسمت ببهجة لما حست إن الحرارة خفت عن قبل بكثير..
أخيراً سحبت الغطا وغطته .. راحت للستاير وسكرتها واخذت الاغراض و......دق جوال فياض فجأة وراحت له بسرعة وهي تاخذه معها وتطلع لبرا وتسكر الباب عليه ..
خلت الجوال عالصامت وجلست عند سامي وبالها كله معه .. بتتركه يرتاح لكن لما يقوم لازم يشوف حل لهالتعب .. معقولة طول هالفترة بيظل على هالحال؟؟!!
* ملحوظة : " كما قرأت .. أول فترة وآخر فترة في العلاج تكون أصعب فترتين .. فالجسم في البداية لا يتقبل تقليل جرعات المخدر فجأة ، وكذلك في النهاية لا يتقبل منعه كلياً عن المخدر حتى لو كان تدريجيا ..والله أعلم "
.
.
.
.
.
في الجهة الثانية نايف كان يحاول يتصل بفياض عشان يروح معه للمستشفى ، اللي اتصلوا فيه وقالوا له إنه في تطورات مهمة في حالة المريضة تتطلب حضور أحدهم .. طلع بالأخير من شغله على المستشفى لما عجز يوصل لفياض ..
وهناك .. في مكتب الدكتور المسؤول عن حالة فابيان ..
الدكتور : الطبيب النفسي الحين عند المريضة ،، تحسنت أكثر بهاليومين لكنها ما تكلمت من أمس .. و طلب الطبيب النفسي يشوف أحد من معارفها .. أرجو إنك تنتظره هنا ..
.
.
ربع ساعة ودخلت ممرضة للمكتب بعجلة : الدكتور يريد رؤيتك ..
طلع الدكتور ورجع بعد دقيقتين وهو يسأل نايف باهتمام: المريضة عندها ولد ؟!
نايف : آيه .... ليش ؟؟
الدكتور وهو يعقد حواجبه : طلبت تشوفه والطبيب النفسي يبينا نجيبه لها ..
نايف يوقف بحدة : مستحيل !
الدكتور متفاجىء من ردة فعله : اسمح لي أخ نايف .. لكن وش قصدك ؟
نايف بنفس اللهجة : مستحيل أجيبه هنا ..!
الدكتور : اعذرني بس ما تقدر تمنع المريضة من ولدها .. من حقها تشوفه ..
نايف باستنكار : من حقها إيه لو مو سواتها .. تبيني أسلمه لمجنونة حاولت تذبح عمرها أكثر من مرة ومو بعيد تعيدها ولا تحاول تؤذيه ؟؟؟
الدكتور : يا أخ نايف .. الطبيب النفسي أدرى في هالحالة وأكيد إنه في احضارك لابنها مصلحة في علاجها .. أرجو أنك تتفهم شوي .. المريضة للتو تخرج من حالة صدمة وأكثر ناس تبي تشوفهم هم أقربااءها .. وعلى حد علمنا ابنها هو كل اهتمامها ..
نايف بسخرية : ايه والدليل منتحرة وتاركته وراها لمين ؟؟ آسف بس هذا آخر قرار لي .. إلا إذا تبون يتدخل القضاء بالموضوع ..
الدكتور بانزعاج :أنا فقط أناقشك ..ولعلمك مافي قضاء بيحرم الأم من ولدها .. !
نايف وهو يتوجه للباب ويفتحه : بنشوف ..
لكنه صدم في طبيب كان يفتح الباب مستعجل وباين على وجهه الغضب ..
وقف يناظر نايف فجأة وانفرجت أساريره وفجأة ابتسم بدهشة: نـايف ؟؟!
نايف عقد حواجبه وهو يقول بدهشة مماثلة : عبد الله ؟؟
تقدم منه المدعو-عبد الله – وسلم عليه بحرارة وهو يسأله عن أحواله ..
نايف وهو يحك راسه بدهشة حقيقة : الحمد لله ..من زماان عنك ..ماتخيلت إنك طبيب ..
عبد الله التفت للدكتور الواقف وراهم وأشر عليه وهو يقول : اعذرني نايف بخلص الحالة اللي معي وأحكي معك .. انتظرني ترا ضروري نتكلم ..
نايف وقف ينتظر عبد الله ..
قال عبد الله للدكتور الثاني: شوف دكتور لازم تقنعهم يجيبون ولدها .. هذي أول وأهم خطوة لي عشان أتواصل مع المريضة ومنها ببدأ رحلة العلاج بسهولة ..
الدكتور يتوجه بأنظاره تجاه نايف ويأشر عليه وهو يقول : هذا هو أخ زوج المريضة .. تفاهم معه بنفسك ..
عبد الله التفت على نايف اللي يناظره بنظرات ممزوجة بالدهشة والتساؤل ..
.
.
.
جلسوا الاثنين بكافتيريا المستشفى وعبد الله يقنع نايف بأسبابه .. نايف ما توقع إنه بيوافق ولا بيقتنع لكن عبد الله اسلوبه كان مقنع وخصوصا إن واضح فيه اهتمامه وفهمه بشغله .. لكن اشترط على عبد الله انه يدخل معهم وقت يجيبون سامي .. وحاول يتصل من جديد على فياض ويقول له .. لكن بدوون رد ..
.
.
.
.
.
.
.
فردت فستانها اللي شرته اليوم مع أمها كأول خطوة للاستعداد لحفلة الخطوبة والملكة .. وتأملت بقماشه المتداخل واللي كان مزيج مابين السكري الغامق والفاتح ..زفرت وهي تجلس على طرف السرير ، ماتدري ليش مخنوقة ومو بخاطرها تسوي شي .. ما تنكر إنها موافقة من قلبها على عايض وتحس إنها مبسوطة إنه اختارها هي بالذات وهو المعروف بكرمه وأخلاقه والتزامه..
كانت مأخوذة بهمّ معاملة أبوها لها وخوفها من نظرة الناس ..و تسائلت بغباء .. يمكن فارق السن بينها وبين عايض هو اللي مخليهم يشوفوني صغيرة وقليلة عقل ؟؟إذا كان هذا هم ...، أجل هو وشلوون بيشوفني بعدين ؟؟؟؟؟؟ فتحت عينها بهلع لهالفكرة ...
" اذكري ربك يا خلووود .. كلها خمس أو ست سنين بينكم مو لهالدرجة ..."
زفرت وهي تستعيذ من الشيطان لهالوساوس اللي تحاول تبث فيها التردد وعدم الثقة والهـم ..
.
.
دق باب الغرفة ، وقالت بآلية : ادخللللي !!
ماسمعت رد ، واقتربت من الباب وبنيتها تهزىء هالثقيييلة اللي براا .. أكيد مناير المعروفة بتناحتها ..
مسكت الباب وهي تفتحه وتقول : منــّووور وجع إنـ ...
ناظرته بصدمة وتنحنحت :آآ.. هلا يبه ......ممم ...بغيتني بشي ؟؟
سألها بلهجة غامضة : أدخل ؟؟
فتحت الباب عالأخير وهي تقول : تفضل ..
دخل وجلس على أول كرسي قابله .. وأشر لها تجلس قدامه ..
جلست على طرف السرير منحرجة منه ومن تواجده الغريب،
من هذاك الموقف وما حكت معه ولاجت عينه بعينها ..
قال بلهجة حانية : أتمنى إنك فهمتي علي ذيك المرة ،، أنا ماقلت لك ذاك الكلام عشان أكدر بخاطرك .. ماقلته إلا لني أبي مصلحتك وانتي تعرفين هالشي ..
هزت راسها بنعم : أكيد يبــه ..
قال : كلها أيام وتدخلين حياة جديدة وبنفارقك ولا بتجيني الفرصة من جديد أنبهك لا أنا ولا أمك .. الزواج مسؤولية كبيرة مهب خطوة بسيطة ، وإن ما استعديتي لها الحين متى بتستعدين ؟؟
هزت راسها بتأييد لكلامه ..
.
.
تنهد وهو يقول بعد لحظة: وهذا فستانك ؟؟
التفتت عالفستان وقالت بارتباك: إيـه..
قال بابتسامة : لابستنه انتي ولا لسا ؟؟
قالت بخجل : لا لسا ، بقيسه بعد شوي ..
قال وهو يقوم : أجل أنا بنزل لأمك تحت وانتي البسيه وتعالي ورينا ..
قالت بسروور: إن شااء الله ..
تبعته بعيونها وهو يطلع من الغرفة ويسكر وراه .. مو مصدقة!! إن أبوها يجي لحد عندها وطيب بخاطرها ويشرح لها بهالتفاهم .. حست بكل وساوسها تبخرت وبانشراح كبيير بصدرها.. التفتت لفستانها وهي تكتم ضحكتها .. سحبته للحمام عشان تلبسه وهي تحمد الله من أعمااقها إن أبوها رضى ومب زعلان عليها ....!
.
.
.
.
فتح عينه بصعوبة من أثر الظلام الغارقة فيه الغرفة .. قام معتدل وهو ينزل من السرير ومازال أثر لدوخة خفيفة يجول براسه ... فتح النور والباب ، وناظر ساعته وشافها ثماانية بالليل .. طلع وهو يتسائل وشلون نام كل هالفترة الطويييييلة بتواصل ..؟؟
ارتفعت حواجبه بحنان ونظره يصطدم بديما اللي كانت مسندة راسها عالكنب ونايمة ، وسامي بالمشاية نايم وذراعينه تحت راسه .. قرب منه بسرعة ، أكيد ما انتبهت له ولنومته .. شاله ووداه للسرير وراح للمطبخ يشرب ماي يبل ريقه الجااف قبل ما يشوف وشلون بيتصرف مع ديما .. سحب كاسة وصب له ماي ، وتفاجأ بشوفة الصحن والقماشة المبتلة بداخله ..تحسس جبينه تلقائيا وقرب منه وهو يتوقع اللي صار، لكنه هز راسه بعدم اقتناع ..
طلع واقترب منها ووقف شوي يقيس وضعيتها .. انحنائها على ذراع الكنب العريض وخصلاتها اللي غطت وجهها ، ورجولها المكشوفة إلى المنتصف .. قرب بعد تردد وانحنى قربها وأزاح خصلاتها عن جانب وجهها ،، وعرف إنها مستغرقة بالنوم لأنها ما حست فيه ..و تسائل إن كانت راح تحس فيه الحين أو لا .. مد يده من تحتها وشالها بحركة سريعة .. انتفضت ديما وفتحت عينها على وسعها ، وتفاجأ بحركتها وفلتها بدون قصد ، طاحت وصدمت رجلها بالطاولة الخشبية .. تأوهت وهي مش مستوعبة اللي صار ..
انحنى بسرعة جنبها وهو يسألها : وين صدمتي ؟؟
رفعت راسها تبي تجاوبه لكن معرفتها للي كان يسويه ألجمتها ..
مسك رجلها مكان ما كانت تفركها وقال : تعورك ؟؟
هزت راسها بنفي : لا ..
ثبت نظراته على وجههاوقال بتبرير وهو يعتدل ويساعدها تعتدل : آسف ماكان بنيتي أفزعك بس كسرتي خاطري وانتي نايمة على الكنب ..
قالت : لا عادي ... احم انت كيفك الحين ؟
ابتسم وهو يقول: راح التعب الحمد لله ..
رفعت راسها باهتمام ومدت يدها تقربها من وجهه وهي تقول بارتباك : ممكن ؟؟
قرب منها بدون تفكير وهو يهز راسه بنعم ..
جست جبينه بخفة وابتسمت وهي تقول بصدق : الحمد لله ..راحت الحرارة ..
مد يده قريب لوجهها وقلبه يرجف من ابتسامتها ..اهتمامها .. ولصدق توقعه قبل شوي عن الاغراض بالمطبخ ..معقولة ماكان حاس فيها ..؟؟
قال وهو يعيد كلمتها بهمس ويده قرب راسها : ممكن ؟
رمشت بعينها متفاجئة ، وحست بيده تلتف وتثبت على أول ظهرها وقرب منها إلين ما صار محتضنها تقريبا ..
قال بنفس الهمس : شكراً ..
قالت وهي تحس بنبضاتها صارت مسموعة : على إيش ؟
أبعد راسها شوي وطبع قبلة قصيرة على شعرها: تسألين ؟؟... إجابة سؤالك طويــلة .. تبين تسمعينها ؟؟
ابتسمت وهي تتمنى بجنون لو إنه يستمر محتضنها .. محتاجة الحضن بحد ذاته من زماااان ،، وأكثر من أي شي ثاني ..
قالت بربكة وهي ترفع عينها : آيه ..
قال ومشاعره تختلج بقوة :شكراً ...لأنك سامحتيني ...و شكراً ...لأنك ما تركتيني .. وشكرا ...لأنك معي الحين ..وشكـ ...تدرين؟؟..شكراً ما تنفع وما تكفي....
حس إنه عاجز عن التعبير .. ويتمنى يشد عليها أكثر ويدخلها صدره وينهي أي حاجز باقي يمنع روحها من الامتزاج بروحه ..
،، محتاااااااج لها .. بس لو إنها تدري ؟؟!!
فتح عينه بدهشة وإحساسه بكفوفها الصغيرة تلامس ظهره وتشد عليه فاجئه وولد فيه رجفة قوية ..
نطق اسمها بكل ما يعتمل في قلبه من مشاعر : ديما ......
وأكمل بسؤال ،، لا شعوريا خرج من عقله بعد ما دار فيه لأياام وشهور ليستقر في قلبها : تحبيني ؟!
اعتدل وابعد شوي عنها وهو يناظرها مذهول من نفسه ، قلق من جوابها ، وبنفس الوقت ، منتظره بفارغ الصبر ..
.
.
فاجئها السؤال وأربكها لأقصى درجة .. حست بيدها ترجف وفكها .. وماقدرت تتكلم .. ولحسن حظها سمعت أنين سامي وركضت للغرفة هاربة،،
اقتربت وهي تمسك مكان قلبها وتغمض عينها بقوة ..وحمدت الله إنه أنقذها من السؤال اللي ما توقعته أبد ..
تحبه ؟ هي متأكد وماعندها شك بأن أحاسيسها نحوه ما تندرج لخانة غير الحب .. لكنه استبقها بخطوات كثييرة وهو يلقي سؤاله هذا عليها بهالشكل المفاجىء ..
انتفضت وهو يجلس جنبها فجأة.. ونظراته متركزة عليها ..
قال وهو يأشر على سامي :رجع ينام على طول ، الظاهر كان شايف حلم مزعج ..
وكمل بهدوء: ديما لا تفكرين بكلامي كثير .. أنا قلته تلقائيا وما فكرت فيه.. لا تظنين أبد إني أستعجلك لأي شي ...
رفعت عينها بارتبااك : آآ .. أنا ..أنا بس... ما فكرت ،،، أقصد ما استعديت لـسـ ..
امسك كفها اللي يتحرك بلا شعور منها : ديما اهدي وش فيك ؟
ما يبيها تتوتر كذا .. يبيها على طبيعتها ، بدون ما تضغط على نفسها مثل الحين .. لام نفسه بقوة على حركاته وكلامه .. و....
وقبل ما يكمل سلسلة لومه لنفسه ،، فاجأه كلامها ومبادرتها : فياض ....... أنا لما قلت إني مرتاحة معك ..والله كنت أقول اللي حسيت فيه صدق .. أنا ما أبيك تفكر أوتكون شاكك في إني .. يعني إني شعوري الحين مختلف بالمرة عن قبل ..
رفعت راسها وشافت الاهتمام والتعطش لكلماتها في نظراته .. نزلت راسها منحرجة ومو عارفة هي وش خربطت ووش قالت.. تمنت لو يكون عندها جرأة وتقول اللي تبيه سييداا بدون لفلفة .. لكن وييييييين ؟؟؟
كل اللي حس فيه وهو يسمع كلامها هي الراحة ولومه لنفسه بدأ يزول شوي
.. ويكتشف إنه مازال ماشي صح ، مع إنه تمنى يسمع كلام مشجع أكبر
..جاته رغبة قوية يجرب شي .. يتأكد به من كلامها ... لكنه أزاح نظرته عن وجهها وهو يقول : وأنا أبيك تتأكدين من حبي لك..
تنهد والتقى بنظراتها الفاتنة وهو يكمل ولأول مرة يعبر عن مشاعره بهذا الوضوح : ديما أنا لما اكتشفت إني أحبك .. اكتشفت وقتها إني ماعرفت شعور الحب بحياتي أبد.. صدقيني ما عمري حبيت أحد بحياتي ولا حتى أمي بهالشكل.. انتي .. نعمة من ربي أشكره كل يوم وكل ليلة عليها .. أبيك تعرفين كل هذا .. وتتأكدين إن وجودك جنبي لوحده هو كل شي ..
مسح على كفها المرتكزة جنبه وابتعد وهو يحاول يشوف وقع كلماته عليها .. مسح على وجهه بدهشة.. بالفعل ما تخيل أبد يجي اليوم اللي بيحس فيه بهالمشاعر الجياشة ولا إنه يطلع منه هالكلام الكبيير ويتوجه لأي شخص ..
لهالدرجة التغيير وصل لأعمق أعماااقه وتغلغل فيه ..ووصل لـمشاعره وكلماته .. ولا هو العشق وما يسوي؟؟
كانت منزلة راسها ووجهها محمر .. تسمع كلامه وتحس بالدموع تتجمع بعينها من التأثر.. صحيح قال من قبل إنه يحبها بس ما توقعت إنه يحمل لها كل هذا في قلبه وبهذا الشكل .. تمنت تقول شي .. أي شي .. ماتدري ايش وشلون ؟؟ بس لسانها معقوود للحيين من كلامه ..
رفعت راسها وماشافته ، وسمعت صوت الماي بالحمام وتنهدت وهي تحس إن كلامه ترك مفعوول غريب مثل المخدر في جسمها ..
.
.
.
.
.
نواف ...
يوم السفر ....
طلع من الشقة الصبح بدري بعد ما ودعه أيمن واقتنع أخيراً بعدم ضرورة توصيله لنواف الين لمطار .. بيده كانت شنطته الصغيرة بها أغراضه المهمة ونزل تحت بحركة سريعة وأشار لأول سيارة أجرة شافها وتوجه للمطار ..
بنفس الوقت كان وليد ينزل مع سلمى شنطها ويتوجهون من بعدها للمطار ..
سلمى كانت لابسة عباية مخصرة كانت مخليتها مخصوص عشان سفر السعودية بأي وقت .. ولافة طرحتها بإحطام على وجهها .. مشت مع وليد وخلصوا الإجراءات اللي كان سابقهم فيها نواف بكثير .. وليد طول الوقت وهو يوصيها بوصايا مختلفة .. وبعد فترة وصلت للإجراءات الأخيرة وطبعا وليد ماكان ينفع يدخل معها ..
التفتت عليه وابتسمت : مع السلامة لوودي ..
اقترب منها وسلم عليها بحركة سريعة : يا حماارة أنا شايل هم سفرتك وغيابك بعد ما تعودت على وجودك .. وانتي بكل برود تقولين سلااام لودي ..
قال العبارة الأخيرة يقلدها ..
تفاجأ بعيونها اللي دمعت وتفاجا بها تقترب وتحضنه وهي تقول : الحماار انتاا ..طبعا بشتاق لك .. والله بفقدك لوودي .. الحين بروح أقابل ماما واخوانك المزعجيين مين راح يدافع عني أحد ..
دفها بعيد عنه بمزح وهو يقول : خليهم يطفروون بك مثل ما أزعجتيني هنا طول هالفترة .. والحين يالله روحي الناس بدت تطالع ..صار فلم هندي .. يوووه دموووع ؟؟
قالها وهو يناظر دموعها بدهشة ..
مسحتها وهي تقول : يا حمااار لا تتريق ..مع السلامة
فتح عينه على وسعها وهو يقول : بنـ ..ـت !!
وهز راسه وهو يشوفها تدخل من البوابة الصغيرة بسرعة : استحلت الساالفة ؟؟ .......وربي بشتاق لها ولعنادها ولحركاتها .. الله يهديها ويوفقها ويحسن عااقبتها ..
انسحب من المطار وهو يتمنى لو كان موجود معها ، مو بس عشان محرم لها .. لكن لسبب اضافي.. يبي يشوف ردة فعلها لما تشوف نواف وتفهم إنه حجز لها على نفس رحلته ..!!
.
.
.
.
بعد فترة طويلة .. كان الركاب كل واحد في مكانه ،، وانطلقت الطيارة بنفس الترتيب والخطوات التقليدية .. واستقرت في الجو أخيراً بعد حين .... سلمى جالسة بمكانها بهدوء بجانب الشباك وبجنبها جلست وحدة عجوز الظاهر أجنبية .. بدأت تفكير بحياتها وايش أول الأشياء اللي راح تسويها لما توصل .. حاولت تنفض شهورها الكئيب بفراق المكان اللي عاشت فيه لفترة طويلة بأنها راح تحظى بفترات أحسن منها وبتعوض الجزء اللي ضيعته هبااءً بطريقة أفضل .. وبتبدأ من جديد ، في طريق مشرق وسليم ..والأهم ..مليء بالراح والاستقرار والانتمااء ..
واستغرقت في النوم بعد ما رفضت وجبة الغداء اللي مروا بها على الركاب ..
.
.
.
.
يأس يلمحها من بعد ما دورها بعينه في الدرجة اللي كان جالس فيها ، ورجع يستقر بمكانه بعد ما شاف المضيفات يتحركن بالأكل .. عالعموم أهم شي إنهم بنفس المكان .. حتى لو عرف مكانها مايقدر يسوي شي ..استغرب من شعوره الغامض بالضيق ..وبالأخير حاول يقتنع إنه فقط إحساس زايد بالمسؤولية اللي أمنه عليها وليد .. قبل بوجبه الغداء وقدمت له المضيفة وجبته هو الشخص اللي جالس جنبه جهة الشباك ..
.
.
.
.
انتفضت من نومها على اهتزازة مخيفة ، وصوت المرأة العجوز جنبها وهي تتكلم بخوف وبسرعة كلمات مختلفة : ماذا يحدث ؟؟ ربااه ماذا حل بالطائرة ؟؟ ماذا يحصل بالله عليكم ؟؟
.
.
من قوة الاهتزازة تمايلت بعض صواني الأكل وطاح البعض منهم بالارض ،، رفع عينه بسرعة للشاشات اللي بدأت تعيد تعليمات حالات الطوارىء وكيفية استخدام الأدوات حقتها ... تابعها وهو يسمع كلمات متداخلة خائفة ومتوترة من الناس حوله ...همس بسره .." الله يستر !!"
.
.
.
.
.
الصراحة عجبتني حركة الأسئلة وحابة أعيدها :
سلمى ونواف .. وش بيصير معهم ؟؟
نايف وصديقه اللي ظهر فجأة ../ هل تتوقعون نايف بيكون له دور في الاجزاء القادمة؟؟ وسامي وش مصيرره ؟؟والأهم .. أمه؟
خلود .. هل انتهت المعضلة ؟؟
ديما وفياض .. إلى أين وإلى متى التشتت ؟؟
.
.
.
ان شاء الله الجزء القادم بينزل نفس هذا الأسبوع .. ضريبة التأخير ..
يارب ما أخيب ظنكم ..
|