كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثاني والثلاثين
.
.
صباح اليوم التالي ...
نايف وفياض راحوا مع بعض لشقة سالم بدري عشان يبلغون
فابيان بالخبـر..
اتصلت عليهم مراات بالامس تسألهم عنه وبعدها توقفت بيأس وهم يجاوبونها كل مرة بالنفي ...
فتحت لهم واستقبلتهم بتسااؤل متلهف ..
تكلم ناايف ... وقال لها بأسى عن اللي صار ..
وتوقعوا انها بتنصدم .. بتنهار .. أي شي .. ؟؟ ماعدا البرود اللي استقبلت الخبر فيه ..
سكتت وقالت بعد لحظة طويلة :
" هكذا إذن ؟؟" ..
وبس !
.
.
فياض ناظر سامي اللي اقترب من باب الشقة المفتوح وهو يزحف على الموكيت ببراءته المعهودة..
رفعته فابيان بتلقائية وهي تسمع نايف يقول لها انه راح يحجز على نفس رحلتهم وانه هو اللي بيحل محل سالم في توصيلهم الين ما يطمن عليهم ..
رفضت بالبداية بنفس البرود .. لكن نايف وفياض اصروا.. وما حاولت تعيد رفضها أكثر من مرة ..
فياض انشغل بالتفكير في ردة فعلها الغريبة ..
حتى ولو كانت متجهزة لتلقي هالخبر بأي وقت بسبب المرض ، مو عقولة تقابل خبر وفاته بهالبرود ؟؟
تعلقت نظراته بسامي بشفقة أقرب منها للحنان ....
شلون بينفذ وعده لسالم وهو بيبعد عنهم ؟؟
حس وده يشيله ويضمه له ...
التفت على نايف لما حس بعينه تحرقه من التأثر .. وتركوا فابيان
بعد ما تركوا لها مبلغ .. وتأكدوا انها ما تحتاج شي حاليا إلين
يوم السفر اللي هو بعد يومين .....
فياض كان وده يوصلهم مع نايف لكن نايف رفض ... و أكد عليه
انه هم الاثنين من يوم وراايح بيشيلون مسؤولية سامي مع
بعض ...
.
.
.
.
.
رجع فياض للبيت عالعصــر .. دخل وشاف ديما شبه نايمةعلى الكنب وبيدها ماسكة كتاب ..
اقترب وسلم عليها ..ابتسمت واعتدلت وهي تعدل من قميصها الطويل ,,
جلس قريب منها بشرود.. وظل ساكت لثواني وذهنه يبحر في تفكير
عميــق..
قالت تقطع شروده : ممم ايش صار .. وكيفها زوجة سالم ..وسامي ؟؟
فياض بحيرة : رحنا لها وخبرناها .. لكن.. ولا كأن صاير شي ..ما تأثرت بالخبر !!
تنهد وهو يكمل : أنا خايف على سامي .. ما أدري ليش مو مئتمنها عليه .. !
سكرت الكتاب وحطته جنبها واقتربت منه شوي وهي تقول: بس هذي أمه .. وأكيد هي أفضل من بيراعيه ....
ناظرها باستجدااء وكأنه يبي يقتنع بكلامها : أدري ..!
قالت بعد لحظة : بس هي مب مسلمة .. صح ؟
هز راسه وهو يقول : صحيح بس .. بكل الاحوال ما في شي نقدرنسويه .. هي الوحيدة اللي لها حق رعايته ..
هزت راسها بفهم .. وقالت تغير الموضوع : طيب ..أكلت شي ؟؟
قال : ما اشتهي .. انتي افطرتي ؟؟
هزت راسها بالنفي.. وسكتت .. حتى هي ما تشتهي ..
من اول كلمة قالها للحين ما ناظرها .. شكله مخنووق ومهموووم عالآخير ... تمنت تسوي أي شي وتطلعه من هالحالة ..
بس. هذا أخوه .. وفقده للأبد ..ما بيدها شي ..
مافي غير الأيام بتنسيه !!
وما درت انها بوجودها جنبه .. كان الفرق كبيير كبيييير ..!
التفتت عليه وشافته مغمض عينه ومسند راسه لورا ..
مدت يدها ومسكت كتفه الايسر ..
همست : فياض ؟؟ قوم ارتاح ..
سحب يدها بشويش يقربها ومازالت عينه مغمضة : قومي معي ؟
وقفت وهي مازالت ماسكة يده ..فتح عينه وووقف معها ..
راح للغرفة وتركها وهو ياخذ ملابسه ويروح للحمام ..
وقفت تنتظره الين ما طلع وشافها واقفة بمكانها ..
ناظرها باستغراب ومسك راسه اللي بدأ الصداع ينتشر فيها ..
انعقدت حواجبها .. وهي تشوفه يتجه ناحية السرير ويسحب كيسة الادوية من درج الكمودينه..
راحت وجابت له مااي ..
اخذها منها وهو يناظرها بتعب : شكراً ..
وقفت واخذت منه الكاسة بعد ما خلص..
سحب نفس عميق وهو يبتسم بشحوب : شكلي دخلت المرحلة الصعبة من العلاج .. من يومين والصداع يزيد اكثر عن قبل ...
قالت باهتمام : وكم بتستمر هالمرحلة ؟؟
قال وهو يستلقى ويفرد جسمه على السرير : يمكن شهر أو أكثر .. كل اسبوع يقللون لي جرعة المخدر عن اللي قبله ..
هزت راسها بفهم وتأثر ..
رجعت تسأله بصدق لما شافته يضغط على راسه اكثر : تبيني امسدها لك ؟؟
ابتسم وهو يمد يده وياخذ الكاسة من يدها ويحطها على الكمودينه ..
قال : تعالي نامي بس .. واتركي كل شي عنك ..
دارت ونامت على الجهة الثانية بهدوء ..
التفتت على جنبها من جهته وشافته مازال نايم على ظهره ومغمض عينه ..
مرت ببالها كلمة أحـبـك اللي قالها أمس ...
ارتجفت و التفتت على الجانب الثاني وانظارها متعلقة بالجدار اللي قدامها..
ياربي ...! مافيها نوم ..بالرغم من انها ما نامت من امس غير ساعات قليلة .. وفياض هو اللي ما نام بالمرة بسـ ....!!
فتحت عيونها على وسعها و كل خلية في جسمها ارتجفت وهي تحس بذراعه تلتف حولها ..
حبست أنفاسها اللي تسارعت .. وغمضت عيونها ووجهها يغوص بالمخدة ..
استغرقها دقاائق حتى تتلاشى صدمتها تدريجيا .. وتنتظم انفاسها شوي..
وبدأت تحس بانفاسه الهادئة تكااد تلمس خصلاتها المتناثرة من وراها ..
فتحت عينها بشويش .. وناظرت يده اللي على خصرها ..
ولقت نفسها تبتسم بغرابة ....
ورجعت تغمض عيونها بقوة..
.
.
.
.
ارتفع صوت المنبه الساعة اثنين في الليل في شقة نواف وأيمن وبالتحديد في غرفتهم .. قام ايمن بعد ثواني بآلية ..
طفا المنبه ودخل الحمام ..وطلع سحب كتبه وهو يناظر سرير نواف الفاضي ،وراح لصالتهم الصغيرة وفتح الانوار ..
راح للكنب وشاف نواف راقد عليه .. ناداه وهزه مع كتفه الين ما قام وهو مب شايف قدامه ..
سأله ايمن : ذاكرت اختبار بكرة .. ؟
نواف : هاه ؟؟ اختبار وشو ؟؟
ايمن يهز راسه وهو يشوف نواف مسكر عيونه ويتكلم ..
قال : روح غسل وجهك وتعال .. شكلك ما ذاكرت شي مثلي..
.
.
ربع ساعة وجا نواف وهو يسأل نفسه باستغراب وضيق: شلون انا نمت هنا ..؟؟ وشلون نسيت الاختبار .؟؟؟ استغفر الله ...!!!!!
جلس على الكنب مقابل ايمن وفتح كتبه ...
ايمن : تعال فهمني هالشي .. عيا يدخل في عقلي .. افتح صفحة خمسة وخمسين بكتاب الـ...
نواف يفتحها ومازال ذهنه مشتت : يووه .. هذي بعد داخلة معنا ؟؟ لا تقووول ...
ايمن بدهشة : نواف وش صاير لك هاليومين .. بالعادة انت احسن مني .. !؟
نواف يتنهد ويسكر الكتاب ويحطه ويقول بتردد : آيمن .. ؟؟
ايمن بتساؤل : نعم ؟؟؟
نواف بمجازفة : أبي أخطب !!
ايمن باستنكار وبأعلى صوت عنده : نــعــم ؟؟؟؟؟
نواف يرفع حواجبه بدهشة : قلت شي غلط ؟؟
ايمن: كح كح .. وش قلت .. ما سمعت ..ممكن تعيد ؟؟
نواف : قلت أبي أخطب ..
ايمن بضحكة : من جـــــدك ؟؟؟؟؟؟؟
نواف : ايه والله .. ماينمزح فيها هذي ...
ايمن بسخرية : ومين تبي تخطب واحنا هنا .. بريتني؟؟؟؟ لا هذيك امريكية .. امم .. آآ...
نواف يقاطعه وهو يرمي الكتاب اللي بجنبه عليه: بريتني بعينك ..سخييف ترااك .. !!
ايمن يناظره بدهشة ..
نواف بجدية : ابي اخطب اخت وليد .. !!
ايمن يناظره بذهول .. ونواف يكمل وهو يقوم : مارح أختبر بكرة .. بختبره الاسبوع الجاي مع المجموعة الثانية ..بروح اناام .. الله معك ..!
ايمن قام يلحقه داخل وهو يقول : نوااااااف لحظة....فهمنيييي!!!!
.
.
.
.
فتح عيونه بانزعاج وهو يبحث عن السبب اللي ارق نومه .. اتسعت ابتسامته وهو يستوعب نومتها بحضنه ..
مد يده وابعد خصلات شعرها اللي لامست وجهه وصحته من النوم .. وشدد بيده الثانية من احتضانه لها ..
ناداها بهمس يشوفها صاحية أو لا .. بس كان واضح انها مستغرقة بالنوم ...
قرب وجهه من شعرها الحريري واستنشق ريحته بحب ..
ارتفع صوت ساعته تقطع عليه استغراقه .. واسكتها بسرعة وهو يشوف ان وقت المغرب دخل ..
سحب يده بشويش من حولها .. طبع قبلة عميقة على كتفها و ابتعد وهو متمني لو ظل لفترة اطول ..
.
.
.
اتصل عليه عايض بعد الصلاة ولما فهم انه انتهى من موضوع الخطوبة .. قال له عن سالم ..
عايض انصدم بالخبر وحزن له بالرغم من انه ما تقابل مع سالم الا مرة وحدة وايام كانوا صغار ..
وقال له بيمر عليهم يعزيه ويعزي نايف .. ويسلم على ديما ....
.
.
.
.
.
اخذت لها تنورة وبلوزة وراحت للحمام تبدل .. ناظرت نفسها بالمراية وهي تفكر.. ليش دايما تتعدل إذا جا عايض وطول الوقت لابسة أي كلام قدام فياض .. اكيد الحركة سخيفة وتضايق .. بس توها تنتبه الحين .. فتحت شعرها وتركته مفتوح واكتفت بانها لمت خصلتها لفوق عشان ما تضايقها كل شوي .. تعطرت وطلعت وراحت تصلح قهوة بالمطبخ ..
كانت متحمسة تسمع من عايض اخباره وكيف تمت الامور معه ومع ابو خالد .. لكن بنفس الوقت حماسها صار مطفي ومو مثل الاول بسبب وفاة سالم وتأثرهم به ..
وبالفعل عايض لما جا ما فصل كثير .. بشرها انهم عطوه الرد المبدئي وانه بينتظرون إلين ما تخلص خلود من سنتها الاخيرة بالجامعة ويصير خير بعدها ...
واول ما طلع عايض مع فياض .. راحت ديما لتليفونها واتصلت على خلود .. واللي ماردت عليها اليين ما ملت وهي تتصل ، فكلمت خالتها ...
رحبت فيها بحرارة وطلبت منها تعذرها لانشغالها عنها هالايام ..
ولما سألتها عن خلود ، قالت لها انها موجودة قدامها بس ما تدري وش فيها ..؟؟ لانها توها مكلمتها عن عايض وانه تقدم لها قبل شوي .. يمكن مستحية ؟؟
ضحكت ديما وطلبت تكلمها .. وعطتها اياها خالتها..
خلود : ........
ديما : خلوود ؟؟
خلود : آهلاً ديما ..
ديما :اهليين اخباارك خلود ؟؟ من زمان عنك والله ..!! ليش ما تردين على جوالك؟؟
خلود بارتباك: بخير الحمد لله ...آه ..انتي اتصلتي فيني ؟؟
ديما وحست بطريقتها الغريبة في الحكي : خلود ؟ فيك شي؟؟ اتصلت فيك حوالي الخمس مرات .. ومارديتي ..
خلود بسرعة: آآآ .. يمكن انه عالسايلنت و ما سمعت .. ديما انا باكلمك بعدين .. سلاااام ..
ديما : لحظة طيب .. عالعموم اتصلت ابارك لك ؟؟ مبروووك مقدما ..
خلود تبلع ريقها: مبروك على ايش ؟؟
ديما بدهشة : خلود انتي تمزحين معي ؟؟وش فيك تحكين بهالطريقة ؟؟
خلود : ديما خلاص لا تحرجيني ..اكلمك بعدين ..... باااي !!
ديما جلست مو مستوعبة .. مو معقول خلود تكون مستحية كل هذا ..؟؟؟
مو طبيعتها .. دايم هي اللي تحرجها وتستسمع باحراجها ..
يمكن زعلانة منها بشي ..؟؟ لا بس هي ما سوت شي يزعلها ..!!
تنهدت وبعدها ابتسمت ..
غريبة هالبنت .. والله لتخبل فيك يا عايض .. الله يعينك .. !!
.
.
" مين خلود ؟؟"
التفتت متفاجئة .. وشافت فياض واقف يسألها بفضول ..
قالت : بنت خالتي .. وخطيبة عايض ان شاء الله ..
.
.
.
.
.
" وين رايحة .....؟؟"
جاوبته وهي تفك الطرحة للمرة العشرين وتعيد لفها على راسها : بحاول استلم الملف اليوم من جديد..
قال بيأس : يا لطييييييف .!!! سلمى حرام عليك اللي تسوينه .. انتي شلون تفكرين .. قلت لك مليون مرة حتى لو سحبتي الملف وحجزتي ما اقدر اسافر معك .. انتظري للاجازة يابنت الحلال دامك مصرة ..!!!
سلمى بعند : خلاص وليد لا تتعب حالك معي .. انا بصرف حالي.. خليني على راحتي بلييز ..
جلس على اقرب كرسي يناظرها بيأس : ابي اعرف بس ..كيف ولا مين قلب لك افكارك فوق تحت بهالشكل .. ؟؟؟
التفتت وهي تقول بملل : اووف ما عرفت الف الطرحة .. لازم اشتري دبابيس وانا راجعة ..يارب ما أنسى !!
وليد قام والتفت عنها وهو يهز راسه ..
واخييرا عرفت تلفها زي الناس ..اخذت شنطتها ونزلت ، وببالها مر طيفه ..
تمنت لو تشوفه اليوم بالصدفة مثل قبل ولو من بعيد ..
ما تدري ليش صارت تحس انه يعطيها طاقة للاستمرار على قرارها ..
وليش لما وليد كان دايم يكلمها عن هالموضوع ما كانت تتأثر ..
ليه هو بالذات اللي صحاها من غفلتها وخلاها تتغير وتواجه نفسها ..
ما تدري .....!!
.
.
.
.
.
بعد يومين ..
قبل موعد سفر فابيان وسامي ونايف بثلاث ساعات ..
فياض مع نايف بيوصله للشقة ياخذونها هي وسامي ويوصلهم المطار كلهم ..
ما كان في مواقف فاضية للسيارات ، اضطر انه يوقف السيارة على جنب وقال لنايف يروح يناديهم ويجيب معهم الاغراض وهو بيستناهم بالسيارة ..
نزل نايف .. وصعد للشقة ..
لاحظ ان الباب مفتوح شوي .. وتصور إنها فتحته استعداداً عشان تطلع الشنط برا ..
دق الجرس ..وانتظر .. دقيقة .. اثنين .. ثلاثة ..
دقه مرة ثانية .. وثالثة .. وما لقى أي رد ..
دقيقة بعد .. وسمع صوت سامي يبكي ..
دخل بسرعة وهاله منظر قطرات الدم الكبيرة الفاقعة على الموكيت الفاتح ..
.
.
.
فياض ينتظر نايف بالسيارة ويحاول يفكر بطريقة يبقى فيها على تواصل مع فابيان اكثر عشان يعرف اخبار سامي على طول .. وحواره ذيك المرة مع سالم ينعاد بذهنه أكثر من مرة ..
رن جواله ورد بسرعة على نايف :نعم نايف ..انتو ويــ ...
نايف يقاطعه بسرعة : فياض .. اتصل على الاسعاف ..!! وتعال بسرعة ساعدني..
فياض بصدمة : وش صاير ؟؟؟؟
نايف : مصيبة .. !!!!
وسكر التليفون ...
.
.
.
.
ان شاء الله القاكم على خير في الجزء القادم ..
|