أرجو من الجميع قراءة الرد السابق =)
.
.
.
.
.
منتظر رحلته من بعد ما خلص كل الاجراءت .. ناظر بساعته بتوتر .. باقي ساعة عليها ..
رن جواله ورفعه يرد على الرقم الغريب ..
" كلمتنا من قبل بشأن الرحلة 234 المتجهة إلى فرنسا عصر اليوم .. لكن يؤسفنا أن نبلغك أن المسافر سالم …. لم يكن على متن الرحلة ..لقد فاتته الطائرة .."
مازال الجوال على اذنه حتى بعد ما المكاملة انتهت ..وش قاعد تسوي يا سالم ؟؟ وين ألقاك أنا الحين؟؟؟
طلع من المطار كله واتصل على فابيان .. واللي قالت له انها إهي اللي تنتظر منه الأخبار ..
ركب سيارته وهو في حيرة شديدة .. يرجع للبيت وينتظر اي اخبار من سالم نفسه؟؟ او انه فعلا كان بيسافر بدون علم أحد وصار معه طارىء مثلاً ومنعه ..!؟
..وماكان قدامه غير حل واحد ..
نايف كان متفاجىء بالخبر الغريب اللي بلغه به فياض لكنه على حسب خبرته قال لفياض انه مكبر الموضوع وانه اكيد ملخبط وسالم تلقااه راح لمكان وبيرجع قريب .. فياض اقتنع بكلام نايف وكان على وشك يتصل على فابيان ويطمنها ، لكن سبقه اتصال من نفس شركة الطيران اللي كلمته قبل ..
وكان الخبر الصاااعـــقة …!!!
نايف مع أحد زملاء العمل في مقهى يتناقشون في احد المواضيع ..
كان مستغرب من قلق فياض على سالم .. وبنفس الوقت خايف لا يرجع اخوه يسافر ويختفي من حياتهم .. خصوصا بعد ما قويت الروابط بينهم كلــهم ..
قاطع نقاشه هو وصديقه رنين جواله ..
رد على فياض بابتسامة : هلا فياض ..الأخبار؟؟
فياض بنبرة غير واضحة : نايف أنا في …… ضروري تجيني الحين ..!!
نايف باستغراب : فياض صاير شي ؟؟
فياض بعصبية : لا تتأخر ..!
نايف يناظر الجوال بقلق واستغراب ....
اعتذر من صديقه وترك المكان رايح لأخوه ..
الساعة 9 الصباح .. فتحت عينها شوي وشافت الغرفة منورة .. رجعت غمضتها بكسل وهي تسترجع انها راح تجلس بلحالها هاليومين ..
تنهدت وهي تتذكر غموض فياض قبل سفره ..
حاولت بالامس تخمن سبب غموضه وعدم مصارحته لها عن موضوع سفره لكن عجزت تلاقي تفسير منطقي يقنعها وبنفس الوقت قررت توقف تفكير وتنتظر تشوف وش بيصير من غير ما تجيب لنفسها الاحباط بأفكارها هذي ..
تنهدت وتقلبت على جنبها وهي تحتضن المخدات اللي كان حاططهن فياض بالمنتصف ..
تعدتهم وهي تتحرك بعشوائية وتنتقل للجهة الثانية ، لكن الشي اللي حست فيه خلاها تشهق بصوت عالي وتفتح عيونها عالأخيير ..
ذراعينها كانوا على صدره ووجهها قريب من وجهه اللي بان عليه علامات الألم من اتكائها عليه..
فتح عينه وهو يناظرها بدهشة …
تجمدت مكانها لثواني وهي متفاجئة بوجوده .. ومنصدمة بوضعها ..
قامت بسرعة بعدها وجلست وهي تقول بلخبطة : م..متى .. رجعت ؟؟ قصدي .. م .. ما سافرت؟؟
ظل ساكت للحظة .. وكأنه يتخلص فيها من آثار النوم ويبدأ يسترجع تركيزه ..
اعتدل بعدها بهدوء واقترب من جهتها ..
مد يده ومسك يدها اللي تتحرك بتوتر و قال بلهجة مهمومة: أنا آسف ..
رفعت عينها من على يده اللي ماسكة معصمها بدهشة …
سحبها من يدها ببطىء وكأنه يحثها على الاقتراب منه ..
استسلمت له واقتربت بهدوء ..وتقاجأت به يحتضنها بلطف
قال بعدها بنبرة عميـقة : ديما.. أنا محتاجلك ..
ارتفعت حواجبها بتأثر من حركته وكلامه ..
شعور مألوف بالنسبة لها ...
حست بالدموع في عينها بدون ما تعرف لها سبب …
غمضتها بقوة ومدت يدها بتردد وحطتها على ظهره وهي تقول بهمس: .. ايش صار ؟ انته ما سافرت ؟؟
قال ببطىء : ديما .. أخوي سالم ..مات …!
واللي من يومين كان عندنا ؟؟
قالت ودمعتها تنزل : انا لله وانا اليه راجعون ..
ابعدها شوي وهو يشوف دمعتها نازلة ..مد يده ومسحها ..
قال يخفف عن نفسه وعنها: سالم كان مريض .... لو مو اليوم كان بيموت بكرة .. ييمكن ربي رحمه بالحادث اللي صار له
رفعت عينها وهي تناظره بحزن ..
قال وهو يفلتها : آسف .. إني أفزعتك ..
يعتذر عن انه افزعها بوجوده اللي ماكانت متوقعته ..،،
لكنها حست انه يعتذر عن احتضانه لها ..
واقتربت بنفس المسافة اللي ابتعد فيها ..
ورجعت لنفس الوضع اللي كانت عليه قبل شوي ...
احاطت ظهره بيدينها وهي تقول بصدق لدرجة ان التعبير صار يخونها بالكلمات: انا .. عارفة كيف تحس .. انا جربت .. لما ماتو امي وابوي .. مرة صعب .. عارفة ..
ناظر بقمة راسها اللي دفنتها في صدره ..
..و حس بدموع غريبة تتجمع بعينه ..
ناداها وفي صوته بحة غريبة: ديمــا ؟؟
قالت بصوت مكتوم : نعم ..؟
قال بهمس وهو يشدد من احتضانه لها : أحــــبـــك ..
من بعد ما وصل نايف لفياض .. قال له ان في حادث صاير لتاكسي كان فيه شخصين غير السائق و أحد هالاشخاص هو سالم ..
عرفوا هالشي من الشنطة اللي كان فيها جواز السفر وتذكرة الطيارة وغيره من اشيا ..
واحد من هالركاب توفي واثنين مصابين بكسور وجروح عميقة ..والمفروض يدخل فياض يشوف الجثة ويشوف ان كان بيتعرف عليها أولا ..
لكنه ما قدر يدخل بلحاله .. عشان كذا اتصل بنايف ..
صدمتهم الاثنين كانت كبيرة ..
ما أفاقوا منها إلا بعد فترة طويــلة قضوها بصمت..
نايف نزلت دموعه .. وفياض كان للحين مو متخيل انه فقد سالم ... للأبد ..
بالكااد أفاقوا .. وقدروا يتكلمون مع بعض ..
اتفقوا بعدها الاثنين انهم ما راح يبلغون نواف حالياً ..
وانهم راح يتناوبون في التكفل بأسرة سالم ..
من بداية ايصال الخبر لزوجته و إلين ارجاعهم لفرنسا واللي راح يرجعهم نايف بنفسه.. هذا ..وبعد كذا متابعة اخبارهم واحوالهم وغيره..كمبدئياً ...
انتهت فترة من فترات الاختبارات المهمة ... وبدأوا يرجعون لنظامهم العادي اليومي من جديد ..
نواف وأيمن كانت ناقصتهم بعض الكتب وكان في مشكلة معينة مختلطة عليهم بشأنها .. قرروا يروحون يسألون في الإدارة ويستوضحون أكثر عن هالمشكلة ..
دخل أيمن ومن بعده نواف .. واتجهوا لاقرب موظف من موظفي الشؤون الطلابية لان كان في اكثر من واحد في الريسبشن الطويـل ..
أعطاهم مستند معين وطلب منهم يختموه من مبنى قريب .. راح أيمن بالورق ووقف نواف يعبي بعض البيانات أمام الموظف ...
لفت انتباهه بنت محجبة وقفت بعيد عنه وتقريبا بعده بثلاث موظفين ..
رجع يعبي البيانات وهو يتخيل سلمى لو تلبس ملابس محتشمة كذا .. دعالها بسره ان الله يهديها ..
كان متفائل من داخله من بعد رسالتها انها راح تتغير ..
بس اللي قاهره انها ما داومت للحين وفوتت كل اختباراتها ..
مجنونة هالبنت من اول ما شافها وماشاف غير جنونها وتهورها ..
ابتسم وانتبه بعدها انه بدأ يشخبط على الورق اللي المفروض يعبيه ..
ناظر بالموظف اللي مبحلق فيه باستغراب ..و رجع يقرا الورق ويشوف وش البيانات المطلوبة بعد ..
ثواني ولفت انتباهه صوت البنت المحجبة يعلى .. ويصير مألوف بالنسبة له ..
" كيف ؟؟ لا يمكن ذلك............... أحتاج لإنهائها اليوم أو بالغد على الأكثر ............... لماذا لا توصلني لمديرك لأتفاهم معه بنفسي ؟؟ ............لن أتزحزح من هنا قبل أن أستلم ملفي بالكامل .. "
رفع حواجبه بدهشة .. والتفت يشوف وش المشكلة ..
وبنفس الوقت البنت التفتت بغضب وهي تناظر بالموظفين الثانيين .. وتلاقت عينها بعينه ..
التفتت بسرعة للجهة الثانية لما شافته .. وهو وقف مكانه متفاجىء ..
سلمى... هي بحد ذاتها .......!
اقترب من مكان وقوفها بلا تفكير..
حست فيه وظلت واقفة مكانها ..
عرف انه بيحرج نفسه معها .. لو ما لقى سبب وجيه لاقترابه ..
قال بنبرة جدية : تحتاجين شي أختي ؟؟
قالت باختصار وهي معطيته ظهرها : مشكور ..أخوي..
كان يشوف الموظف اللي قدامها يناظر فيه بدهشة ..
سألها نواف : ايش المشكلة ؟؟
سلمى وهي توقف على جنب : ولاشي .. بس أبي ملفي ومش راضيين يعطوني إياه .. يقولون مش الحين ..
قال نواف للموظف : هل يمكنك أن تجري محاولة أخيرة...رجاءً ..؟؟
الموظف بقلة حيلة : سأحاول ولكن ..
والتفت على سلمى : لو ما نفع .. في مشكلة لو استلمتيه بوقت ثاني....؟؟
قالت بنفي: ما ينفع ! لأني بسافر ...!!!
سكت شوي ..قال فجأة بعدها: مبروك عالحجاب ..
سكتت وهي تعبث بطرف طرحتها بتوتر..
قال وما قدر يمنع فضوله : ليش فوتتي اختباراتك ..؟؟ وشلون بتعوضينها الحين؟؟
قالت وهي تلتفت وتقابله : انا ...ر اح ترك الجامعة ...وبسافر .. نهائي!!
نزل عينه وهو يقول بصدمة : ليش ؟؟!!!
قالت بحرج : تدري .. إنك .. انت السبب ...
قالت : أرجوك لا تحرجني اكثر ..
التفتت على الموظف تشوفه راجع وهو يهز راسه بانه ما نفع ..
التفتت وقالت لنواف بسرعة : مع السلامة ..
قاطعها قبل ما تروح : انتظري .. اا..مم .. آسف .. بس وشلون أنا السبب .. ؟؟ ما علمتيني ..
وقفت في مكانها بحرج وحيرة ..
التفتت لوحدة من الطاولات المرتفعة الموجودة بالمكان .. وطلعت ورقة وقلم وكتبت فيهم أشياء ..
دقائق والتفتت تاركة الورقة وراها ...
لهالدرجة مو قادرة تحكي ؟؟؟
اخذ الورقة وحطها بجيبه لما لمح ايمن يدوره بعينه من المدخل ..
ابتسم وهو يقول بخاطره .. وأخيرا بعرف وشلون تفكرين يا آنسة سلمى ..!!
جلسوا بالصالة يفطرون .. من بعد ما اقنعته ديما يفطر عشان الادوية اللي ياخذها ما تنفع الا مع اكل ..
قال فياض وهو يتناول سندويش من صحنه : لازم نشتري طاولة طعام ونحطها بالمطبخ ..
هزت راسها بلا : ما كلمته ..
قال :أنا بكلمه وأعلمه .. أو تبين نمر عليه اليوم ..؟
قالت بتردد : بيخطب بنت خالتي .. وراح لهم اليوم ..
هز راسه بفهم وقال : أجل مو لازم أعلمه قريب ..
ترك الصحن من يده وهو يقوم للمكتبة : شكرا على الفطور ..
قالت وهي تشيل صحنه : ليش ما كملت اكلك ؟؟
قال وهو ياخذ ادويته من على الرف : ما اشتهي يا ديما .. انتي افطري ما فطرتي ...
سكتت مقدرة حالته النفسية .. غطت الصحن وحطته بالثلاجة وصبت ماي وخذتها له وهي تتذكر موقفهم الصباح .. والكلمة اللي مازالت تتردد ببالها للحين ..
يمكن كانت تدري إنه يحبها من وقت طويل .. بس أول مرة يعلنها صريحة كذا .. بالرغم من ان الموقف ماكان مناسب ومن انه نطقها بنبرة مهموومة وحزينة إلا إن تأثيرها كان عجيييب في روحهآ ....
راقبته وهو ياخذ أدويته .. هالانسان أكيد ربي تاب عليه ورضى عنه .. دام قلبها صار يتعلق فيه كل يوم أكثر عن الثاني بجنوون ..
اقتربت وجلست جنبه وهي مازالت تراقب كل حركة من حركاته ..
" ما أقدر أستمر هنا .. حاولت .. بس ما قدرت .. اليوم بس عشان أجي للجامعة وأحاول استلم ملفي .. حسيت اني غريبة وان مكاني هنا غلط .. انا حابة التغيير اللي وصلت له .. وما أبي شي يثنيني عنه .. هنا يمكن راح أتردد .. خصوصا وأنا ما أعرف شي عن وطني أو ديني إلا القليييل .. شكرا لك ماكنت راح افكر باصرار في الموضوع الا من بعد كلماتك هذيك المرة .. هذا هو جواب سؤالك اللي تبي تعرفه .. وياريت لو تقابلنا بعد كذا مع اني ماظن .. لا تجيب سيرة الموضوع "
طوى الورقة وهو يقول بقهر من الكلام اللي فيها : جبــــانة !
وبباله طرت فكرة مجنونة ... ومضت في عقله بعد تفكير طويـــل ...