لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


96 - آخر الغرباء - جانيت ديلي ( كاملة )

الملخص كانت مارغ قادره على أن تحصل على من تريد من الرجال ، شكل بعضهم تحديا أكثر من غيره ، غير أنهم جميعا

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-09, 04:38 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 96 - آخر الغرباء - جانيت ديلي ( كاملة )

 

الملخص


كـ xt & كـ وورد هنـا



كانت مارغ قادره على أن تحصل على من تريد من الرجال ،
شكل بعضهم تحديا أكثر من غيره ، غير أنهم جميعا كانوا تحت متناول يدها
، المسألة فقط ، مسألة لعبة لها
وما أن يصبح الرجل تحت سيطرتها حتى يتلاشى الإعجاب .
ولكنها الآن شحذت أسلحتها من اجل هدف نبيل
هو إنقاذ مستقبل صديقتها من براثن كورونواي .
كونت مارغ انطباعا بأنه متوحش مستبد لايتردد في استخدام
قوته الجسدية ليحقق أهدافه
ولكن هل هذا النوع من الرجال منيعآ أمام إغوائها !
سارت مارغ في طريق محفوفة بالألغام نحو راعي البقر الغريب ،
وفي ذهنها شعار قديم
"يطارد الرجل المرأة حتى تصطاده"منتديات ليلاس

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة Rehana ; 16-10-09 الساعة 12:37 PM
عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس

قديم 24-01-09, 04:41 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اتمنى ان تحوز على اعجابكم وشكر خاص للكاتبة

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 04:53 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

1- نمر في المدينة



خرجت مارغوت بريسكوت من باب الحمام وخصلات شعرها الذهبي تتساقط فوق كتفيها
-غلوريا؟
لامست ابتسامة خفيفة زاويتي شفتيها لدى رؤية رفيقتها في السكن....كانت غلوريا وارندر جالسة على في سرير منفرد ، تحدق إلى الفضاء حالمة ، أصبحت الفتاة الشقراء ماكرة ثم انتزعت منشفة عن رف الحمام ورمت بها رفيقتها مازحه.
وقفت مارغ وقفة تأهب في باب الحمام ويدها على خصرها النحيل وعيناها الزرقاوان تضحكان على وجه الفتاة الأخرى المذهول:
-غلوريا.........كان عليك إن تكوني مستعدة!ّ
تنهدت غلوريا:
-أيجب ذلك؟
ثم دفعت جسمها الصغير عن السرير وتوجهت نحو النافذة لتبعد الستائر في سبيل إلقاء نظرة على الخارج
أردفت :
-ليت ريف قادم الليلة.؟
هزت مارغ راسها وعادت لتقف إمام مرآة الحمام ومن هناك قالت:
-أتريدين إهمال محاضرة الأدب الانكليزي؟
-لا لا أريد.........ولكن .........
تسللت نغمة حماس إلى صوتها :
-لكنني لا انفك عن التفكير في إنني قد استيقظ لأجد كل ما جرى مجرد حلم ..
لم تبرح نظرة المزاح عيني مارغ التي كانت تستخدم في تلك اللحظة قلم الكحل البني لتحدد حاجبيها الخفيفي اللون بدقه
-غلوريا........انه أول طلب للزواج
شع بريق السعادة في عيني غلوريا :
-وسيكون الأخير !آه مارغ ...لقد طلب ريف يدي ! يريدني زوجه
التوى فم مارغ المكتنز بابتسامه:
-اعرف ياحبي .......سبق وأخبرتني بذلك
-أراني مضطرة لتكرار ذلك لأصدق فعلا انه طلبني للزواج .........أنا لست جميلة مثلك ، لم اصدق نفسي عندما طلب مني الخروج معه في المرة الأولى أو المرة الثانية والثالثة والرابعة ومع ذلك لم احلم قط ، بلى حلمت بهذا ولكنني لم اصدق انه جاد في علاقته بي..! لم يقل كلمة عما يشعر به حتى الليلة الاخيره
غمزتها مارغ:
-الم أخبرك انه سيطلب يدك..؟
رمت غلوريا المنشفة التي رمتها عليها مارغ ونظرة أسى تسلل إلى قسمات وجهها
-هل أصبت عندما أطلقت تلك الكذبة..؟لا ادري لأنني لا انوي ترك "مونتانا" من اجل وظيفة أو من اجل قضاء عطلة الصيف حتى ..........
ذكرتها مارغ وهي تنقل قلم الكحل إلى الحاجب الآخر :
-لكنه لا يعرف هذا......كما انك لم تخبريه بقبولك العمل خارج الولاية.......أليس كذلك..؟
-لا.....قلت له فقط إن رب عملك في كاليفورنيا وافق على أن نعمل في منتجعه هذا الصيف
-إذن لم تكن هذه كذبه..لقد راسلني فعلا عمي فيليب ليخبرني إن لديه عملا إذا أردنا ذلك ، وجل مافعلته هو ادعاؤك الغموض بالنسبة لقبول العرض أو رفضه..
هزت كتفيها ثم عادت تركز على صورتها في المرآة .........تنهدت غلوريا واستندت إلى إطار الباب:
-اعتقد هذا ..... لكن ،عندما تقعين في حب شخص ما تجدين إن من غير الصواب أن تقومي بمثل هذه الخدعة لفعل ما تريدين
مدت يدها إلى خصلة من شعرها البني الداكن وراحت تلفها حول إصبعها
قالت مارغ:
-ريف يحبك....كان سيطلب يدك في النهاية .......مافعلته أنت هو تقريب الوقت .......كنت تعلمين انك واقعة في غرامه ولم يكن إمامك إلا إيجاد طريقة ليعلن حبه
كانت الجملة الأولى........هي كل ما سمعته غلوريا:
-لا افهم ابدآ لماذا أحبني ريف كونورواي ........كان يجب أن يتزوج فتاة مثلك جميلة ذكيه ، لافتاة خجولة عادية المظهر مثلي
أمالت مارغ راسها جانبا فانسدل شعرها العسلي الأشقر الذهبي بحرية اكبر حول كتفيها .....كان شعرها الطويل مقصوصآ بطريقة فاخرة لتحقيق ذلك التصميم المدروس من الفوضى الذي لا تستطيع حمله إلا الجميلات
-قد تكونين غلوريا من الخارج فتاة عادية ولكنك من الداخل شخصية جميلة ورائعة ، اعتقد أن الأضداد تتجاذب دوما.......أرى إن لدى ريف غريزة قوية إلى الحماية ويبدو أن خجلك يحرك عنده هذه الغريزة......
كادت تقول أشياء كثيرة ولكنها احتفظت بما نوت قوله لنفسها .....فريف معجب أيضا بتفوقه من ناحية الذكاء على غلوريا فهو ليس ممن يحب أن يسيطر عليه احد ، وتعتقد مارغ أن المرأة التي سيتزوجها فراشة عث بنيه لا فراشة زهور جميله.
هو شاب طموح لا يعترض على أن تشاركه الأضواء زوجة جميلة لكن في قرارة نفسه يريد أن يجد زوجته جالسة بانتظاره في المنزل ، بعيدا عن المعجبين المستعدين لتسليتها في حال تأخره في العودة.
كانت ثقة غلوريا بنفسها هشة جدآ.....ولقد قالت مارغ الحقيقة عندما ذكرت أن غلوريا شخصية جميلة من الداخل ، ولا يمكنها ابدآ التسبب بإيلام صديقتها بان تشير إلى الأسباب القاسية التي جعلت ريف يريدها زوجة له .
عبست غلوريا وهي تشد خصلة الشعر وتلويها حول إصبعها:
-ليتك لا تتكلمين بهذه الطريقة مارغ
-لماذا..؟ أليس ما أقوله منطقيا وواقعيا..؟فالرجال أطفال طوال القامة ، نعم لكل منهم شخصيته الخاصه ، ولكنهم جميعا من الداخل أطفال صغار وما أن تفهم الأنثى هذا الواقع ، وتعاملهم على هذا الأساس حتى تكون الرابحة .....ليس عليك إلا إبداء التقدير لهم متى أجادوا عملا ما, والامتناع عن تدليلهم متى اخطئوا.
-ما أسهل ما عندك ، فليس هناك رجل لا ينجذب إلى سحرك وجمالك إن أردته.
تسلل حسد بسيط إلى صوتها وهي تتفرس في قسمات مارغ الفاتنة..،قسمات قد تتغير من الجاذبية الشديدة إلى البراءة المفرطة.
-هذا صحيح
توقفت فرشاة الرموش عن الحركة ، كان لون عينيها اللازوردي يزداد عمقا عندما نظرت بغرور إلى انعكاس صورة غلوريا في المرآة....
أردفت مستدركه..
-يبدو هذا غرورآ مني.........لم اعن ماقلته حقا!
-أنت لست مغرورة ابدآ بل واثقة بنفسك....لوكنت مثلك لقلت قولك...أنا مسرورة لأنك لا تنظرين إلى ريف
تركت غلوريا خصلة شعرها الدكناء ثم تلاشى صوتها وذلك أنها توجهت إلى غرفة النوم التي تتشاطرانها ،عادت مارغ اليآ لتضع المسكارا على أهدابها ، سألت:
-سترتدين ثيابك اليومية قبل الذهاب إلى المكتبة أليس كذلك..؟
هزت غلوريا كتفيها..:
-كنزة وجينز!ّ
أعادت مارغ إصبع المسكارا إلى مكانه ونظرت إلى صورتها في المرآة ، وكم أذهلتها الفتاة الرائعة الجمال التي كانت تحدق إليها ! انه الوجه ذاته الذي لطالما رأته ، لقد خلقت جميلة...ومنذ صغرها والصبيان يطوفون حولها
نعم صحيح ماقالته غلوريا فجمالها قادر على جذب كل من تريد من الرجال ومن لا تريد ...شكل بعضهم تحديا أكثر من غيره ، غير أنهم جميعا تحت متناول يدها ، المسألة فقط مسألة لعبة بالنسبة لها ، ترى نفسها أحيانا حرباء تغير لونها متى شاءت فهي قادره على أن تحول نفسها إلى أي شخصية قد يرغب بها الرجل الذي يعجبها:
ساحرة، رياضية، ضعيفة ، ذكية، ولم تكن لتشك في قدرتها على اخذ ريف من غلوريا إذا أرادت .......فبمقدورها أن تظهر نفسها بمظهر المرأة العاجزة الساذجة وهما صفتا غلوريا, مع أن جمالها قد يعيقها مع ريف ولكنها قادرة على تغيير هذا بأن تظهر له ميزات هذا الجمال بالنسبة لمستقبله العملي.....لكنها لن تفعل هذا ابدآ، فغلوريا صديقتها الحميمه وغلوريا تحب ريف.
هل نظرت مارغ قط إلى رجل بعيني غلوريا المذهولتين حبآ..؟ معها لم تدم غمامة القلوب الوردية إلى ابعد من الإعجاب الأولي الذي كان يجذبها إلى رجل محدد........وما أن يصبح في قبضة يدها وتحت سيطرتها حتى يتلاشى الإعجاب..
كان على المشجب وراء باب الحمام ، بلوزة بيضاء طويلة الأكمام ارتدتها مارغ ثم زررتها من الأسفل إلى الأعلى ، إن وصف الفراشة هو الأقرب إلى نفسها ....فراشة ذهبية تنتقل من زهرة إلى أخرى دون إن تحط طويلا في أي مكان .....فهل قدرها أن تكون دورة حياتها على هذا المنوال أم سيأتي يوما رجلا يقلم لها أجنحتها ..؟
هذه فكرة خيالية........فمنذ نعومة أظفارها وهي تعرف غريزيآ كيف تلتف حول الرجل......ولم يكن هناك من امتنع عن تنفيذ مطالبها وكانت ما إن تجعله يتراقص في خدمتها حتى تفتح جناحيها وتطير مبتعدة.
هزت كتفها لامبالية ، ثم دست بلوزتها تحت سروال ازرق قبل إن تباشر بتمشيط شعرها والخروج من الحمام إلى غرفة النوم
دست غلوريا سترة صفراء فوق كنزتها الرمادية القديمة :
-جاهزة..؟
مظهرها صبياني ينسجم مع تسريحة شعرها القصيرة ووجهها العادي، لكن المظهر لم يكن ينبئ عن شخصيتها الحقيقية
لاحظت مارغ كل هذا وهي ولكنها منذ زمن بعيد توقفت عن إقناع صديقتها بتغيير نمط ثيابها ، ولقد حققت بغيتها بدفع من تحب إلى طلب يدها للزواج وتعتقد مارغ إن هذا فرق كبير فعلا
-ومن يستطيع أن يكون جاهزآ للقيام ببحث فصلي..؟
أخرجت سترتها الجلدية من الخزانة الصغيرة المماثلة لخزانة غلوريا التي ضحكت وقالت:
-انظري إلى الأمر من هذه الوجهة البحث الفصلي يعني نهاية فصل جديد واقتراب العطلة الصيفية
حملت مارغ دفترها وحقيبتها، وتوجهت نحو الباب الذي فتحته لها صديقتها ، وقالت موافقة وابتسامة عريضة على شفتيها:
أنها فكرة تغبط النفس
ظهرت فتاة في أسفل الدرج، تقدمت منهما خطوتين ورفعت بصرها ثم وقفت أمام الفتاتين النازلتين على الدرج.
-ها أنت مارغ....كنت صاعدة لأناديك لك مكالمة هاتفيه أظنها من بيل شوغونسي
انتهى الإعلان بابتسامة تأمريه قبل أن تعود الفتاة أدراجها ......اخفت مارغ تكشيرة ، بيل شوغونسي شخصآ عرفته مؤخرآ وتحاول الخلاص منه .....ولكنه على مايبدو غير قادر على فهم التلميحات
نادت الفتاة المبتعدة:
-اخبريه إنني قادمة
تمتمت غلوريا
-يبدو مصرآّ!
-اعلم..! إنما يجب ألا يطول أمره
أشارت الفتاة إلى غرفة الهاتف الصغيرة فتوجهت إليها مارغ أما غلوريا فجلست على أريكة قريبه
قال بيل شوغونسي ردآ على تحية مارغ العاجلة:
--مرحبا مارغ........ماذا تفعلين؟
-أوه.......هذا أنت بيل كنت في طريقي إلى المكتبة أنا وغلوريا لإنهاء تسجيل بعض الملاحظات من اجل بحثي الفصلي لقد أخرت هذا حتى اللحظات الاخيره ! يجب أن أقدم البحث يوم الاثنين وها أنا لم أباشر به حتى الآن
-أوه....
ابلغ صمته وتردده مارغوت أن قولها افسد عليه مخططه لنهاية الأسبوع ، وتمتم مازحآ:
-يجعل العمل من مارغ فتاة مملة ، سنقيم حفلة راقصة يوم السبت..أتذكرين؟
-إن لم تقدم مارغ بحثها رسبت في الامتحان الفصلي..؟
كان عذرا مقبولا ولكن مارغ لن تبقى طوال العطلة الأسبوعية منكبه على البحث ولا تعتقد أن قضاء أمسية خارج المنزل قد تضرها ، ولكنها غير راغبة في الخروج برفقة بيل أضف إلى هذا أن غلوريا قد ذكرت لها أن ثلاثة :غلوريا وريف ومارغ قد يخرجون للعشاء احتفاء بالخطوبة.
كانت صديقتها حساسة بما يتعلق بعائلتها التي هي عبارة عن عمتها وزوجها اللذين ربياها بعد موت والديها .....لم تأت غلوريا على ذكر الأمر......ولكن مارغ تشعر بأن ماحدث لم يكن حدث سعيدآ
قال بيل مصرآ:
-لم قد تضرك أمسية واحدة..؟ هيا ياحلوتي سنمضي وقتا رائعآ...
صفق الباب الأمامي بشده فنظرت مارغ إلى مصدر الضجة ثم اعترضت على قول قاله بيل ولكنها في ذلك الوقت كانت تحدق بفضول إلى ذلك الغريب الذي صفق الباب بمثل هذه الطريقة الفظة.....
جالت نظرتها بمظهره، كان يرتدي سترة مزينة بجلد الغنم وجينز يحتضن خصره ووركيه وساقيه المديدتين وينتعل حذاء رعاة البقر المرتفع الساق، وهو متسخ وقديم لكثرة الاستخدام ، ولكن مع ذلك فيه ما يدل على انه ليس براعي بقر عادي.
كان بيل يقول شيئا مرة أخرى ، فأشاحت مارغ بصرها عن الغريب لتركز على ما يصدر عن الهاتف ولكن صوت الغريب اخترق زجاج غرفة الهاتف الصغيرة:
-قيل لي إنني استطيع أن أجد غلوريا وارندر هنا
كان كلامه موجهآ إلى سالي غولنغز الفتاة التي أعلمت مارغ بالمخابرة، عندئذ عادت عينا مارغ الزرقاوان بسرعة إلى الرجل ، تراقب سالي وهي تشير إلى غلوريا الجالسة على الأريكة......مارغ تعرف كل من تعرفت إليه غلوريا ولو لمدة قصيرة، وهذا الرجل غريب كليآ.
كانت خطوط وجهه القاسية هادئة أم خطواته الواسعة فذكرتها بنمر مأسور في قفص، هذا الرجل بدون شك ليس هادئآ كما توحي ملامح وجهه ..........فخط فمه مستقيم متجهم والطريقة التي ضاقت فيها نظراته على صديقتها أعطت مارغ انطباعا بأنه ينظر إلى فريسته.
لم تتظاهر حتى بأنها تهتم بالمتكلم على الهاتف ..........إذ كان سمعها منصبآ على ما يقوله الرجل لصديقتها، وقف كالطود الشامخ ثم تحدث بصوت خفيض ، حاد:
-غلوريا وارندر...؟
لم يكن هناك ما يدل على أن غلوريا تعرفه
أضاف "أنا شقيق ريف"
اتسعت عينا مارغ دهشة ، فالتشابه بين الأخوين لا يتعدى البشرة السمراء ، كانت تعرف أن لريف أخآ ، فقد ذكر هذا في يوم ما أو ربما ذكرته غلوريا.
تمتمت غلوريا بارتباك:
-كيف ...........كيف حالك؟
سرعان ما نهض جسمها الصغير عن الأريكة ووقفت أمامه ناسية أن في حضنها دفتر الملاحظات الذي وقع ارضآ حيث تناثرت الأوراق على البلاط.
صرت مارغوت على أسنانها وهي تراقب تورد وجنتي غلوريا ومحاولاتها اليائسة لجمع الأوراق المتناثرة ، لم يحاول الرجل مساعدتها ولم يصدر عنه أي كلمة دبلوماسيه ليخفف من ارتباك غلوريا، ولم يبتسم حتى لإزالة كل هذا الارتباك ، كان واقفا ببساطه نافذ الصبر حتى استعادت غلوريا الأوراق التي ضمتها إلى صدرها بطريقة دفاعيه.
منتديات ليلاس
-ريـ.........ريف كلمني عنك دائما
بدا أن غلوريا غير قادرة على مواجهة نظره الرجل، فأشاحت بصبرها بعجز أما هو فكان يقف ناظرآ إلى قدها الصغير بتحقير......
تجاهل الرجل التعليق الودي المقصود وقال بفظاظة:
-اتصل بي ريف هذا الصباح ، وقال انه طلبك للزواج
اهو عدم تصديق ........لا......لقد عرفت مارغ إن ما في صوته أكثر من عدم تصديق ....انه الازدراء القاطع
ابتلعت غلوريا ريقها بصعوبة .."اجل"
جاء اعترافها بصوت هامس وكأنه اعتذار ذليل....وكان تذللها ذاك ما زاده تجهمآ وقسوة ، سألها متحديآ ببرود:
-متى تتخرجين انسه وارندر..؟
-أمامي.......عام آخر
لان صوته ، وانخفض عندما قال :
-أمام ريف ثلاث أو أربع سنوات لينال درجة الحقوق الأخيرة ، فهل أعيلك وأعيل أخي مدة أربع أعوام؟
انتفضت غلوريا وتقوقعت على نفسها بشكل ظاهر ! ياللمستأسد المتسلط! انه ليس بمتسلط فحسب بل هو مستبد أيضا
إن هذا الرجل قادر على استخدام قوته الجسدية لتحقيق مأربه تجاه شخص آخر إذا لزم الأمر ، النساء هن اضعف جسما وأسهل هدفآ لذا ليس لغلوريا الخجولة ، المخلوعة الفؤاد فرصة في مواجهة سخريته اللاذعة.
انصرفت مارغ إلى الهاتف غاضبه ،قاطعت بيل بقولها :
-بيل علي الذهاب الآن، اتصل بي غدآ
وعندما وضعت السماعة، كان فكرها مشغولا بما قد تفعله لإنقاذ فضلى صديقاتها ، إن تولت عنها الجدال باء الجدال بالفشل ، إن هذا الرجل لن يصغي إلى منطق امرأة ، مهما كانت محقه .....وما من شك انه يرى إن للمرأه مكانين فقط في الحياة :المطبخ وغرفة النوم
ضاقت عيناها للحظه ، وعلت ثغرها ابتسامة رضى.....حسنا.... انه يؤمن بأن النساء مخلوقات سخيفة لا تتغير.
دفعت باب غرفة الهاتف ، وخرجت وهي تضم دفترها إلى صدرها ....توقفت ، ثم تبنت نظرة الشقراء البلهاء وتقدمت لمواجهة خصمها
قالت بحبور لشريكة سكنها :
-هاي غلوريا ........أنا جاهزة الآن!
تعامت عن الصدمه البادية على وجه غلوريا وتعمدت أن تكون نظرتها بريئة.
مع أنها كانت مستعدة لنظرته الكريهة، إلا إنها ذعرت ما إن رأت عينيه الشرستين ، وأحست وكأنما شرارات فضيه تشع من عينيه إلى وجهها قبل إن يرتد طرفه عنها غاضآ نظره وكأنها شخص عديم القيمة......رفرفت مارغ عينيها لحظه لتسترد رباطة جأشها .......فلم تتوقع من شخص شعره اسود إن تكون عينيه رماديتين كالمعدن.
انتاب غلوريا ارتباك وخوف ، ارتدت عيناها المتوسلتان إلى وجه مارغ التي حاولت بعث الطمانينه إليها عبر ابتسامتها التي كانت تحثها بلطف على تقديمهما واستغرقت غلوريا بعض الوقت لتفهم حيرتها.
-أنا.....أود أن تلتقي شريكتي في السكن .....صد...صديقتي .....مارغ بريسكوت ....مارغ....هذا......هذا شقيق ريف.
ارتعش صوتها ، واجتاحت وجهها موجة احمرار:
--أنا.....آسفة جدآ. لكنني لا اعرف اسمك الأول ....سيد كونورواي
-كونورواي يكفي
رفع سيكاره بين شفتيه وارتفعت يده السمراء تشعل طرفها
-تشرفت بمعرفتك سيد كونورواي
لن تمد يدها للتحية لأنها متأكده لأنه سيتجاهلها وهذه اهانة لن تسمح بها.
-وأرجوك ، نادني مارغ..........أصدقائي ينادونني هكذا
مرت نظرته الزئبقية على وجهها مجددآ بنفاذ صبر وكانت تعابير وجهه توحي بأنه يتمنى لو تذهب في حال سبيلها ، ولكن هذا مازادها تصميما على البقاء ، اتسعت ابتسامتها ونظرت إلى غلوريا التي عاد إلى وجهها بعض اللون ، نظرة دافئة:
اعرف لماذا أنت هنا سيد كونورواي .....لاريب في انك سمعت بخبر غلوريا وريف.........أليس هذا أمرا رائعا؟
في نظرته كلمات تقول أن تخرس وتغرب عن وجهه ، إذن لم يفهم البلاهة الطبيعية التي تبنتها.؟فسارعت تضيف بانفعال زائف..:
-يحسد الجميع غلوريا ، فعندما تراهما معا يعتمر نفسك الدفء ، إنهما متحابان حبآ يشع كالذهب الخالص...وريف يحسن رعايتها فما من احد يجرؤ على قول كلمة ضدها أمامه.......ستكون فعلا فخور به خاصة عندما ترى الطريقة التي يدافع فيها عنها.
ربما يريد فسخ الخطوبة ، ولكنها واثقة أن ريف لن يخضع للتهويل بسهولة كغلوريا
ضاقت عينا أخيه لتعابير وجه مارغ الساذج المخادع
رمى بنزق الكلمات ودخان سيكارته يلتف حول وجهه:
-آنسه بريسكوت!
دعت مارغ إلى الله أن يعي جمالها الأشقر ، لكنه بدا غير مهتم بجمالها وجاذبيتها ، قاطعته بسرعة قبل أن يضيف الكلمات التي أراد بها صرفها عنه.
-مارغ.......اعتقد انك قطعت كل هذه المسافة لتقابل خطيبة أخيك و ياله من أمر رائع ! أراك وأخيك مقربين جدآ .....حتام أنت باق هنا؟
سحب نفسا عميقا من سيكارته ليكبح جام غضبه ..وأجاب بكلمات ذات معنى وهو ينظر عبر سحابة الدخان إلى غلوريا:
-حتى انهي ماجئت من اجله..!
أي حتى ينهي الأمور بين غلوريا وريف..؟
عصف بها الغضب فكيف يرفض غلوريا زوجة لأخيه حتى قبل أن يلتقيها ؟ أفرجت عن الغضب الذي احتقن في داخلها بضحكة لطيفة تاركة بريق المعركة في عينيها يؤول على انه لمعان سعادة
-هذا يعني إن بإمكانك مرافقتها إلى العشاء ليلة غد..؟
دفعتها تقطيبته الغاضبة إلى الشرح:
-أنا وغلوريا وريف خارجون لنتعشى احتفاء بخطوبتهما .......ليس لغلوريا عائلة إلا عمتها.....وأنا اعتبرها أختي التي لم تلدها أمي ..انه احتفال عائلي ..الم تفقد أبويك أيضا سيد كونورواي ولم يبقى غيركما أنتما؟..ربما ألان بإمكاننا نحن الأربعة تناول العشاء ومباركة الخطوبة السعيدة ، هل رافقتك زوجتك سيد كونورواي..؟
رمشت بأهدابها الطويلة المعكوفة في وجهه القاسي التعبير....فأجابها بصوت يوحي صراحة أن هذا ليس من شأنآ من شؤونها...
-ليس لدي زوجه انسه بريسكوت
أرجعت مارغ راسها إلى الوراء تنفض الشعر الأشقر الذهبي حول كتفيها
-أراهن انك ستكون عمآ قبل أن تصبح أبآ ، واسمي مارغ
طافت عينها في وجهها المغتبط ثم انتقلتا إلى عنقها ...أحست انه يود لو يهزها بين يديه حتى تصطك أسنانها وتقع ، وفي هذا الوقت تحركت غلوريا بقلق ووقفت فرب صديقتها ، أدارت مارغ نظرها إلى صديقتها التي كانت عقد أصابعها بيضاء من شدة الضغط على دفتر الملاحظات الذي تناثرت أوراقه قبل قليل ، إذ لم يرجع إلى غلوريا رباطة الجأش وجود مارغ إلى جانبها وتوليها زمام الأمر نيابة عنها ، بل كانت على شفير الانهيار أما الدموع فتجمعت في مآقيها بذل.
مدت مارغ يدها تمسك معصم صديقتها وتلويه إلى الأعلى ثم صاحت مذعورة :
-انظري كم تأخرنا غلوريا....عندنا بحث يجب أن ننهيه قبل يوم الاثنين ...هيا! ستقفل المكتبة في وقت قريب.
تركت معصم غلوريا ودست أصابعها في كتفها ثم شدتها واقتادتها نحو الباب ثم قالت للرجل:
-سترى أخاك ريف وهو بدون شك سيبلغك بالوقت الذي سنلتقي به جميعا للعشاء ليلة الغد...تشرفت بمعرفتك ! اعرف أن سعادتك من اجلهما توازي سعادتي ..عمت مساء سيد كونورواي.
رد على تلويحها الوداعي بنظرة عميقة كئيبة ، وشعرت بعينيه الرماديتين تلحقان بهما حتى أقفلت الباب وراءها ، وتنسمت بقوة جرعه من المساء العليل.
كانت راحتي يديها تنضحان عرقآ ، إن هذا لغريب! مسحت العرق على جنبي سروالها الأزرق..لاتذكر ابدآ أنها وقعت تحت إرهاب رجل ..هذا الكونورواي المتعجرف اثر فيها أكثر مما أدركت ..التفتت إلى غلوريا التي مازالت أعضاؤها مرتعشة ، وقالت بصوت مرتفع:
-إذن، هذا هو شقيق ريف الأكبر..؟
أطلق قولها غلوريا من عقال الخوف الذي أخرسها ، ونقلت عيناها الواسعتان الحائرتان إلى الشقراء .
-أوه...مارغ..انه لايريد أن أتزوج ريف!
كانت الهستيريا تشد أطراف صوتها فالحب الكامل انقلب إلى كابوس...
-قبل أن تدخلي إلى الغرفة قال إن كنت أحب ريف حقآ لن أتمسك بالزواج منه ، قال إن على ريف إن يكمل تعليمه ومن ثم يبدأ بالحياة العملية ثم قال إن علي إلا أثقل كاهله بعالة أخرى.
ردت مارغ بهدوء:
-تفاهات هناك نساء كثيرات ينفقن على أزواجهن في إثناء دراستهم الجامعية ، وليس ريف بشخص فريد بحيث لاتستطيعين إعالته مؤقتآ.
همست غلوريا:
-إن ريف من عائلة كونورواي ، وأنا اجزم إن كونورواي الأكبر لايظنني زوجة ملائمة لريف ..أتعلمين؟ لم اسمع ريف يناديه بإسمه ، فإما يشير إليه بقوله شقيقي أو كونورواي.
نظرت مارغ من فوق كتفها فرأت إن كونورواي قد غادر المبنى..فدست يدها بسرعه تحت إبط غلوريا وجرتها إلى الرصيف:
-لاتشغلي بالك برأي شقيق ريف بك،لان الرأي المهم هو رأي ريف وحده وأنا اعتقد أن ريف مؤمن بأنك الزوجة المناسبة له ولولا ذلك لما طلب منك الزواج .
-لكنني خدعته حتى أقدم على الطلب...الم اجعله يظن إنني راحلة إلى مونتانا في الصيف ، وأنني لن أراه حتى مطلع الفصل الدراسي القادم.
-وما الفرق..؟إن تقدم بطلب يدك الآن أم في الفصل القادم ؟ هل ظننت انه قد ينتظر أربع سنوات أي حتى ينال شهادته..؟اعتقد أن هذا الكونورواي الذي قال لك انك غير ملائمة لن يلبث أن يغير رأيه .
أطاحت الريح بخصلة شعر ذهبية إلى وجه مارغ فردتها بسرعه إلى الوراء وهي تفكر في ريف ، اتره غير رأيه بالنسبة لزواجه بغلوريا فاتخذ أخاه عذرآ لـ فسخ تلك الخطوبة...؟
سألت :
-أيعرف ريف أن أخاه في البلدة..؟
-أظن أن الأخ الأكبر قرر المجئ حالما سمع الخبر من ريف في الصباح
حمدت مارغ ربها ففي ريف صفات لاتروق لها شخصيآ ، ولكنها مؤمنه بأن عاطفته تجاه غلوريا صادقه وصريحه.
سحبت مارغ نفسآ عميقآ ثم باشرت حديثها عن المعركة التي تلوك في عقلها خيوطها.
-علينا عندما نصل إلى المكتبة أن نخبر ريف بما حدث بطريقة دبلوماسيه
هزت غلوريا رأسها رافضه "لا"
اتسعت عينا مارغ الزرقاوين :
-لا..لماذا؟ انه خطيبك !
-لن أكون السبب في خلق مشكلة بين الأخوين ،لم يمر على خطوبتنا يوم كامل ، ولن اهرع إليه شاكية لمجرد إساءتي فهم كونورواي.
تساءلت مارغ إذا كان المنطق هو سبب ترددها أم خوفها من أن يتأثر ريف برأي أخيه.
سألتها متحديه "وماذا عن عشاء الغد؟"
-ريف.........ريف سيتصل بي صباحا وعندها اعرف متى موعد لقائنا نحن الأربعة.
أوضح صوتها المرتعش أن نقاشهما لم يغير من ارتباكها ، فما زالت غير واثقة من ردة فعل ريف ، وتريد أن تؤجل اللحظة التي سيكتشف فيها الأمر.
في نفس مارغ رغبة قوية تدفعها إلى إقناع غلوريا بالاتصال بريف حالا وفورآ ، لكنها كبحت هذه الرغبة .......فصديقتها نادمة تقريبآ ، لان تدخل مارغ أدى إلى طلب الزواج.
جعلت مارغ صوتها هادئآ غير مبال:
-حسنا....لماذا لاتخبرينني كل ماتعرفينه عن شقيق ريف..؟؟

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 04:55 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

2- في وجه الإعصار

ما تعرفه غلوريا عن شقيق ريف معلومات لا تتجاوز عدد الأصابع
اليد الواحده فالأخ الأكبر يكبره بثماني سنوات وهذا يعني انه في الثانيه او الثالثه والثلاثين ورث مزرعه العائله بعد وفاه والدهما منذخمس سنوات 0وتقع هذه المزرعه في مكان ما قرب "ديلون"في مونتانا 00
كان نصف تفكير مارغ منصبا علي الفقره التي تقراها أما النصف الاخر فمع كونوواى0
أن طول الأخوين واحد ولكن عند هذا الحد يقف تشايههما فريف نحيل أما أخوه فمفتول العضلات ذو كتفين عريضتين0

قسماتهما الأماميه متشابهه فالفك محدد بدقه والأنف روماني والجبهه تشع ذكاء0 لكن الفم يختلف ففم ريف متقوس ومتحرك وجاهز للأبتسام في ايه لحظه0اما فم اخيه فقاس و متجهم0
كانت النتيجه أنهما يختلفان كالليل والنهار فدفء الشمس ينير وجه ريف الوسيم فيما يرمي الليل ظلاله علي قسمات وجه اخيه فيبدو رجلا مميزا انما غير وسيم أبدا0
رنت بطرف عينها الي غلوريا فضبطتها تحدق الي الفضاء وعلي وجهها حيره وارتباك 0
سحبت مارغ نفسا عميقا وزفرت تنهيده طويله فلم تكمل أي منهما شيئا في الساعتين المنصرمتين 0
اقفلت صفحات دفتر الملاحظات بحده وتمتمت لئلا تزعج الموجودين في المكتبه حولها:
فلنذهب غلوريا0
جمعت غلوريا أوراقها بدون ان تقول كلمه احتجاج ثم لحقت بمارغ الي خارج المكتبه0
كان القمر الفضي بدرا فضيا فوق عاصمه مونتانا يلامس نوره قمم الجبال المحيطه بالمدينه...راح هواء الليل البارد يتلاعب بخصلات مارغ الصفراء.سارت الفتاتان بصمت وتوتر وذهول لذا لم تسمعا همسات إطارات سياره ما فوق الرصيف حتي توقفت قربهما انفتح الباب الأمامي سادا عليهها الطريق. كانت غلوريا الأقرب إلي الشارع فتركزت عليها العينان الرماديتان الفولاذيتان.
جاء الأمر القاطع: "ادخلي سأقلك".
كونورواي مره اخري!
يبدو أنه كان بانتظارهما خارج المكتبه ولكنه يوجه الدعوه إلي غلوريا فقط..إنه مصمم علي أن يتم حديثه معها منفردا.تقدمت مارغ الي الأمام وابتسامه عريضه علي شفتيها:
سيد كونورواي!لم نتوقع رؤيتك منتظرا خروجنا .ياللطفك لانك تدعونا لتقلنا! الدراسه مرهقه فكريا بل هي تستنزف كل طاقتنا.
عندما تسللت إلي المقعد المجاور له تجنبت النظره التي صبها عليها.
_من يرى تصرفك هذا يعرف فورا انك شقيق ريف لأنه لطيف مثلك.
بعدما جلست أخذت تفسح المجال لغلوريا المرتبكه لتصعد إلي جانبها ثم سمحت مارغ لعينيها الزرقاوين البريئتين مواجهه نظرته..
كان خط فمه خشنا بشكل مخيف فتركت عينيها تشعان ودفعت ابتسامتها الي الذبول.
تمتمت بصوت خفيض:"آه!كنت تريد أن تقل غلوريا وحدها?
لم تقصد أن تقلني أيضا.آسفه سيد كونورواي..لم اقصد أن أكون بلهاء..أتريد محادثتها علي انفراد?


قال بلهجه ساخره :"أن كان هذا لا يزعجك ذلك كثيرا 00آنسه بريسكوت0"
-لا باس 0
ترجلت من السياره وهي تهز كتفيها بخجل:
المنزل غير بعيد فطالما سرت بمفردي هذه المسافه انما لم يحدث ذلك ليلا 000
ما ان وقفت مارغ خارج السياره حتي تعلقت نظره غلوريا بتوسل في وجهها 0فابتسمت لها بلطف دون ان تعطيها الطمأنينه التي تنشدها ثم قالت تحثها:"
-هيا اصعدي 0اراك في الشقه0
-مارغ00لا000ليس بمفردي !
كان الاحتجاج الخائف يظهر بوضوح ارتباك غلوريا وخوفها من البقاء وحيده مع شقيق ريف لكن مارغ تعمدت اساءه فهمها:
-لا تكوني سخيفه غلوريا 00لن يتحرش بي احد 00فالشارع مضاء كله الا ذلك الجزء الصغير 00سأكون علي ما يرام 0
كما توقعت لم تصعد غلوريا الس السياره بل كانت متردده تتوسل مارغ بصمت حتي تنقذها 0 راح كونورواي من الداخل يلعن0
ثم قال :
-"اصعدا كلتاكما 0"
كان ظهرها نحو الباب المفتوح فغمزت لغلوريا 0لم تستطع اخفاء ابتسامه النصر0
مع انها تعرف انه نصر مؤقت0
حثت غلوريا علي الصعود الي السياره اولا ثم راح تفكيرها يبحث عن وسيله لانقاذ صديقتها حتي جلستا فلا امل لها هنا في المشاركه بالنقاش كما حدث في المنزل 0
ما ان توقفت السياره بعيدا عن حافه الطريق حتي حل الصمت المطبق الذي هدد بأن يصبح ثقيل الوطأه علي النفس 00وسرت ارتعاشه لم تستطع منعها فوق كتفي غلوريا التي اشارت الي مارغ بعدم السماح للرجل بالسيطره عليهما0
قالت مارغ:"
اظن ان الجانب الرومانسي في يجعلني اري ان حفلات الزفاف مثيره جدا"0
سمعت صوتا يدل علي الأشمئزاز يخرج من حنجره كونورواي وابتسمت مطمئنه في الظلام0
لقد وعدني ريف بأن أكون "أشبينتها " 000أعرف أنه سيطلب منك أن تكون أشبينه 0 ولهذا أراني مسروره بالتعرف اليك قبل حفل الزفاف 00كنا نتحدث عن الألوان التي علي غلوريا
اختيارها 00تريد اللونين الأخضر وألأصفر المفضلان عندها ولكنني أفكر في الأصفر والأحمر أو الأخضر والأبيض 00فما رأيك سيد كونورواي؟
أقتربت الي الأمام وكأنها مهتمه حقا برده0ثم اردفت قبل ان يرد :"هل تعتقد ان هذا يتوقف علي موعد الزفاف 00فألأصفر والأبيض لا يناسبان الشتاء 0 مع انني اشك في انهما سينتظران حتي الشتاء0
جعلتها تفاهه حديثها تصاب بالغثيان00
كانت تعرف ان كونورواي يراها شقراء سخيفه بليده الحس 0في هذه اللحظات كان اهتمامها منصبا فقط علي حمايه غلوريا اطول مده ممكنه فالمسافه ما بين المكتبه ومسكنهما قصيره جدا 00
توقفت السياره أمام المبنى.. فأسرعت مارغ تقول بسعاده:
_شكرا لانك أوصلتنا سيد كونورواي
تلقت هزه رأس خفيفه ردا على كلامها
ألقت مارغ تحية سريعه ثم ترجلت من السيارة .أرادت أن تركض إلى الباب الأمامي ولكنها جاهدت للتباطؤقليلا وما ان اغلقت الباب وراءها حتى هرعت إلى غرفة الهاتف الصغيرة..
جعل الانفعال أصابعها ترتجف .زجربت الرقم مرتين قبل ان تطلبه بدقة
_ريف كونورواي هنا
_ريف أنا مارغ
كانت دهشته واضحه:
_مارغ؟ما الخطب ؟هل أصاب غلوريا مكروها؟
_اجل بطريقة ما.زليس لدي وقت طويل لأشرح لك .أخوك هنا
_كونورواي؟اللعنة عليه!
فهمت مارغ ان كونورواي اوضح لأخيه رأيه بخطوبته في الصباح.وهذا يعني أنها لن تضطر إلى شرح مطول .سحب نفساَعميقاَ, عليها أن تعلمه بمعرفتها بعدم موافقة اخيه على الخطوبة:
_إنه وغلوريا خارج المنزل الآن.أنا مؤمنة أنه يقول لها إن خطوبتكما خطوة غير حكيمة..لم تشأ غلوريا أن تعرف أنت
بالأمر..لذلك أريد منك عندما تناديها لأقول لها إنك على الهاتف
ان تتظاهربأنك المتصل.
رد ريف متجهماَ:"سأهتم بالأمر"
وضعت السماعه جانباَ ثم هرعت الى السيارة خافقة القلب فانحنت نحو النافذه0
-غلوريا اتصل ريف وهو يريد محادثتك0
في صوتها أثر للأنتصار00وقد ازداد هذا الأحساس عندما رأت الألاتياح الذي انبسط علي اسارير صديقتها 0
انطلقت غلوريا كالرصاص الي خارج السياره غير عابئه بالقاء كلمه وداع للرجل المتجهم الوجه القاعد خلف المقود 0ولكن مارغ لم تستطع مقاومه النظر اليه000في بعض الأوقات يحب المرء صب الملح فوق الجرح0
قالت بعذوبه:"
-ربما ترغب في محادثه ريف سيد كونورواي؟
اشتد ضغط فمه :"لا000آنسه بريسكوت 00لا ارغب"0
شغل المحرك ثم انطلق بالسياره00فأقفلت مارغباب السيارهوالرضى يشع من عينيها الزرقاوين اللتين راحتا تراقبان أنوار السيارهالمتواريه مهزومه هذه المره0
عادت الي المبني بخطوات كسوله 000وهناك رأت ابتسامه سعيده تشع من وجه غلورياالباكي فعرفت ان ريف بذل جهده ليقنعها بحبه 0لقد فشلت اولى محاولات كونورواي فهل سيكرر المحاوله ثانيه؟
ارتفع حاجبها البني الرفيع بريبه 0أجل سيفعل ذلك علي الأرجح 0
لم تعتد مارغ علي ان تسأل غلوريا عما يقوله ريف لها فغلوريا انسانه منطويه علي ذاتها عندما يتعلق الامر بمشاعرها الداخليه وترفض التطفل0

انتهت الأمسيه بالتأكيد علي ان العشاء في الأمسيه التاليه دفع علي مارغ المشاركه به خاصه بعد ما دعت كونورواي اليه0
ما ان حل الموعد حتي اكتشفت مارغ انها ويا للغرابه تتطلع شوقا الي لقاء آخر مع كونورواي00ولكنها عزت السبب الي فضولها 0فمن المثير للأهتمام ان تعرف ماهي خططه بعدما واجه جبهه متحده 0لقد فشل في فصل غلوريا عن ريف وعنها فهل سيحاول مواجهه الثلاثه معا ؟
ابلغت مرآه جدار الفندق مارغ انها اختارت ملابسها بعنايه فائقه فقد اعطاها فستانها البسيط جوا من البراءه فيما القي لونه الازوردي تأثيره علي عينيها الزرقاوين 000
التقطت ابتسامه ريف الدافئه في المرآه وردت عليها كانا رفاق سلاح اتحدا من اجل حمايه الفتاه الصغيره ذات الشعرالغامق الماشيه بينهما0
-أين هو؟
في سؤال غلوريا نرفزه ظاهره فعيناها تجوبان ردهه الانتظار بما فيها السلم المفتوح بحثا عن الرجل الذي جاءوا لملاقاته اشتدت ذراع ريف حول خصرها0
- قال كونورواي انه سيلقانا في الصاله 0
- سألت مارغ:" اليس لأخيك اسما صغيرا؟"0
- اجل00اسمه رايد000لكنني لا اذكر متي ناداه احد بهذا الأسم وانا لا انصح بأن تناديه رايد الا اذا اردت ان تصبحي ضفدعه في ناظريه0انه يكره الاسم0
- رايد؟لكنه اسم رائع0
- اسمته امي بأسم ابيها الذي كانت معجبه به0
- دس يده تحت مرفق غلوريا ومد يده الأخري ليفتح باب الصاله 0 رغبت مارغ في الأستفسار عن تلك المسأله الغريبه00
ولكن لا وقت لديها لمناقشه تاريخ أسره كونورواي فقد دخلوا الي الصاله حيث كان شقيق ريف منتظرا 0
ألقت عيناها علي الأشخاص الموجودين في الصاله فلم تره بينهم 0
ومض نور ثقاب في مقصوره ما في الزاويه أضفي نورا ذهبيا علي الشعر الأسود العقيقي وعلي القسمات السمراء 0
شعرت مارغ بأن ريف رأي أخاه ايضا0تلاقت عيونهما من فوق رأس غلوريا لتقول لها عيناه فلننه الأمر 0اقتادت اليد التي تلف الخصر النحيل غلوريا الي المقصوره0
انبأ لمارغ حدسها بأن كونورواي رآهم حالما دخلوا0مع انه لم يعترف بوجودهم حتي اقتربوا منه في تلك اللحظه نهض برشاقه لملاقاتهم0
لم يكن يرتدي الستره المزينه بجلد الغنم او الجينز ولم يكن منتعلا الحذاء العالي الساقين وأدركت مارغ متأخره أن مظهره أثر فيها كثيرا في لقائهما السابق 00ولم تكن تتوقع المكر والدهاء اللذين تراهماالآن 0 لو نظر غريب الي هذا الرجل المرتدي سروالا رماديا وستره سوداءفوق قميص أبيض لظنه مدير اعمال 0ولما وثق ابدا علي تصنيف مارغ له عندما كان مرتديا ثياب الرعاه تلك لقد اساءت تقديره وهذه غلطه لن تكررها ابدا0
تجاهلت العينان الرماديتان المعدنيتان مارغ وغلوريا وانصبتا علي عينى شقيقه0أجبره ريف علي العتراف بوجودهما بتقديمهما رسميا 0صحب ذلك ابتسامه ساخره اعتلت الفم القاسي لكن النظره الموجهه باختصار الي مارغ وغلوريا كانت متحفظه وخاليه من المشاعر0
قال بلطف :"هلا جلسنا"0
تاكدت مارغ بخبث من الجلوس قرب كونورواي 00ولكن اليس من الطبيعي ان يرغب ريف في الجلوس قرب غلوريا 00ان مارغ تمنت لو اختار الجلوس قرب شقيقه؟
كانت رغبتها في الألتصاق بالجدار قويه لا تقاوم فقد بدأت راحتا يديها بالتعرق ولكنها أجبرت نفسها علي الأسترخاء والتوقف عن الخوف من الرجل الجالس قربها 0لقد تلاعبت به بكل سهوله
بالأمس لذا لاسبب يدعوها إلى الخوف من عدم قدرتها على تكرار ذلك إن دعت الحاجه
سأل ريف حتى يكسر الصمت عن المزرعه فتلقى رداَ مهماَ
من كونورواي .نظرت مارغ بسرعة إلى وجه صديقتها الشاحب
متوقعة أن يكون الحديث التالي عن الطقس
بعد ما سجلت الساقية طلباتهم ,لاحظت مارغ نفاذ الصبر يعتمر
وجه ريف أما كونورواي فلم يكن غاضباَ..بل الواقع أنه بدا قانعاَ بإ قلاقهم 0
قالت مارغ بعدما تلقت ردا مختصرا من كونورواي علي سؤال لريف:
-هل لي بسيكاره؟
كان ريف يمد يده الي جيبه عندما أخرجت يد الرجل الجالس قربها سيكاره من العلبه وقدمتها لها0 هل ما شاهدته في عمق عينى كونورواي الرماديتين شئ من التسليه ؟أعرف أن طلبها للسيكاره حيله للتخفيف من حده تعبير ريف والهاء غضبه المتصاعد؟
رفضت بأبتسامه هادئه:
-لا00شكرا لك0
أصبحت علبه ريف أمامها 00فأخذت واحده منها تشرح سبب الرفض بخفه مدروسه:
-أفضل السكائر ذات الفيلتر فالنوع الذي تدخنه سيد كونورواي يلتصق تبغه بأحمر الشفاه:
-أحسد التبغ!
اضطرب نبض في عنقها وهي تنظر عن غير قصد الي فمه القاسي 0
سمعت هسيس ثقاب ثم شاهدت اصابعه تلتف حول الشعله ليقدمها اليها 00ابتعدت عيناها بطريقه لا اراديه عن بريق السخريه في عينيه 00لا يمكنه قراءه افكارها000أحنت رأسها الذهبي فلامست طرف سيكارتها الشعله 0
عندما وصلت المرطبات انشغل الجميع بها مؤقتا كلما امعنت مارغ في ملاحظه كونورواي المكشوفه ازدادت اقتناعا بأنها لم تكن محاوله لمغازلتها فليس كونورواي من الصنف العابث 0لقد كان يقرر امرا واقعا 0 لطالما اطراها الرجال فلماذا تزعجها ملاحظته العابره عن جمالها ؟ان هذا غير منطقي 0
التفت اصابعها حول الكأس البارده أمامها وابتسمت لغلوريا التي كانت تنظر باضطراب الي ريف 0أخذ يخزها التيار الكهربائي المنبعث من الرجل الجالس فرفعت كأسها :
-أريد أن أقترح نخبا0000نخب السيد والسيده ريف كونورواي
العتيدين0
رأت كونورواي بطرف عينها يرجع الي الوراء وكأنه يبعد نفسه عن المجموعه00تسلل لون وردي خجول الي وجنتي غلوريا وهي تنظر الي وجه ريف المبتسم عبر أهدابها السوداء00جعل انعكاس الأحراج شرارات الحب في عينيها ملموسه 0تلاقت ثلاثكؤؤس فوق المائده لكن غياب الرابع كان بارزا0تلاشت البسمه اللطيفه علي وجه ريفثم تصادمت عيناه بعينى أخيه 0لم يقرب ريف الكأس الي فمه بل قال بحزم :
-كونورواي؟
لم يتأثر كونوراي بالتأنيب القاسى بل بدا مستريحا واثقا من نفسه0
قال في رد وقح غير لطيف:
- لقد جعلت من عدم رضاى عن خطوبتك واضحه 00فلا تتوقع مني شرب نخبها ريف00
- لكنها حياتى 00ولي ملء الحق بتسييرها كما اريد0
- ولي كونك أخاك الأكبر الحق بالتدخل أو الحق بأبداء رأيى علي الأقل ان كنت مصمما علي الزواج بهذه الفتاه فلن استطيع منعك 0ولكنني أستطيع سحب دعمي لك بل هذا ما سأفعله0
- صاح ريف : هذا ظلم كونورواي 00المال مخصص لتعليمي
- ولكن من سوء حظك أن والدنا اعطاني الحق الحصري بالنسبه للمال حتي تبلغ الثلاثين0
كان الصوت الخفيض كسولا هادئا عندما كشف صاحبه عن اوراقه ولكن ريف أجاب بأن أحاط كتفي غلوريا بضمها اليه:
- قد تصاب بصدمه فأنا وغلوريا قادران علي النجاح بدون دعمك وهذا يعني التضحيه من كلانا 0 سنعمل فتره معينه وسنحاول تسديد اقساط الجامعه شيئا فشيئا صدقني سننجح0
- سأل كونورواي ساخرا:"وتحافظ علي درجتك العلميه التي تنالها حاليا ؟"
- ربما سأتأخر 0أنما في النهايه سنتخرج0
- ياله من موقف نبيل !الكفاح بمفردكما حتي النهايه لكن الواقع القاسي أنكما ستكونان مشغولين بالكفاح لتبقيا علي قيد الحياه وستمر أرع سنوات أو خمس قبل أن تدرك غلطتك 0انتما ببساطه غير منسجمين وحتي ذلك الوقت قد ترزقان بطفل 00أنا وأنت ريف نعرف كيف تكون الحياه قاسيه مع ابوين منفصلين0
رد ريف بشراسه :"أنا وغلوريا منسجمان كل الأنسجام وحبنا الي ذلك قوى "0
رد بهدوء أصمت ريف:"هذا ما ادعياه والدانا"0
لم يعد ريف قادرا علي ملاقاه نظره اخيه وهذا دليل مؤكد علي أن قول كونورواي قد لمس وترا حساسا لدي ريف00وترك الأخ الأكبرالصمت المشحون يستقر بثقله علي المائده قبل ان يضيف بهدوء:
-أنا لا احاول تعسير الأمور000بل أحاول الاحتكام الي المنطق ريف000هذا ليس الوقت المناسب لربط نفسك بزوجه00ليس لأنك صغير السن بل لأنك في السنوات القليله القادمه بحاجه الي تخصيص وقتك لدراستك ومستقبلك000فتهمل بذلك ما يحق للزوجه من اهتمام أو العكس000توقيتك خاطئ ريف000انت تتوقع الزواج بعينين مغمضتين 0افتحهما 000وتأكد أنك لا تمزج بين الرغبه والحب 000عاشرها اجعلها خليلتك 0أنما لا تكن غبيا وتتزوجها 0
أصبح وجه غلوريا الرمادي قرمزيا 000وتساءلت مارغ لماذا اعتقدت انه سيكون أقل وقاحه بوجود الثلاثه معا000كان ريف قد بدأ يصغي الي جدال أخيه ولكن قله الأحترام في كلامه الأخير لحسن الحظ أزالت أثر الممرات الداخليه التي بدأ يشقها في نفس أخيه000
لم يحاول ريف اخفاء غضبه:
- لو ازعجت نفسك بالتعرف الي غلوريا لما تسرعت في أهانتها!
- لم أدع قط أنني ذلك اللبق في هذه العائله00اسمع ستهدر وقتك وجهدك في الدفاع عن شرف هذه الفتاه أمامي00أن وجدت انك بحاجه الي القيام بشئ ما فاذهب وهيئ لنا مائده في غرفه الطعام00
سادت لحظه صمت مشتعله قبل ان يقف ريف مشيرا الي غلوريا حتي ترافقه وكان أن نسيا أمر مارغ 0تفرست بالرماد المتجمع في نهايه سيكارتها وأفكار مجرمه تتسابق الي ذهنها 00
التفت كونورواي متحديا بصوت هادئ0
-حسنا00آنسه بريسكوت ؟
-نعم؟
-من الواضح أنك تؤازرين هذه الخطوبه000ألن تدافعي عن صديقتك؟
-لا رغبه لدي في تكذيبك بفظاظه000لكنني أرى ثلاثه اشياء تتعلق بهما هناك رغبه جسديه لكن مشاعرهما قويه وعميقه وأظن أن شخصيه كل منهما تكمل الأخرى وتفي بحاجاتهما الأساسيه0
-عمل ريف الي وراثه جدنا00فهو ذو طموحات سياسيه فهل تتصورين غلوريا زوجه سياسي؟سيكون خجلها وجبنها مشكله بعد عده سنوات0
نفضت مارغ ببطء رماد سيكارتها غير قادلره علي ملاقاه عينيه لئلا تفصح عيناها الموافقه الجزئيه0
-يجب ان يتزوج ريف في النهايه فتاة مثلك قادره علي ان تكون عون له علي مستقبله 0
غضنت تقطيبه ارتباك جبينها وهي ترجع خصله من شعرها الذهبىالي ما وراء اذنها0
سألت:"مثلي؟"
- أمرأه جذابه000جميله تكون مضيفته التي ستستقبل جميع الشخصيات المهمه0
أحنت مارغ رأسها الي جانب واحد وكأنها تفكر في ما يقول:
-حقا ؟من الغريب كيف تتضارب آراؤنا0 كلما رأيت رجلا في مكتب عام يساورني الأحساس بأنه فقد أتصاله بالناس العاديين0
وأضف الي هذا أن ريف برأيي يفضل زوجه منتظره في البيت لا زوجه تشاركه العمل0
ضاقت مره اخري الأهداب السوداء فأسدلت ستاره علي عينيه لا يمكن اختراقها0
-هذا رأي مثير للأهتمام0أنت مقتنعه بأن زواجهما سيحقق النجاح؟
-بل سيكون ناجحا جدا0
-وهل تؤيدينزواج طالبين لم يبرحا مقاعد الدراسه؟أترضين أن تعيله غلوريا وتعيل نفسها بضع سنوات حتي ينال درجته الجامعيه؟أن هذا ضغط كبير علي الزواج000ألاتوافقيني الرأى؟
هزت مارغرأسها وبريق المعركه في عينيها الزرقاوين أجبرت نفسها علي الأبتسام لأخفاء العدائيه التي أثارها فيها0
-أجل 000ولكن لو ساعدتهما لما احتاجا الي الكثير من الكفاح00
-أهذا ما علي القيام به برأيك؟
كان كونوراي يستند الي الخلف بحيث زادت الظلال عمق لون شعره الأسود00لقد اضاء قسماته القويه الصارمه نور خفيف فقط000جعلها تفرس عينيه الجريئتين تحس بلسحر البدائي الذي يملكه000وتسارعت نبضات قلبها الذي تأثر بسحر رجولته الغامره0
أشاحت رأسها وتظاهرت بالتركيز علي اطفاء السيكاره00
يجب ان تتحرر من جاذبيه نظرته النغناطيسيه0
-لن أدعي أبدا أنني أقول لك ما يجب أن تفعل 0
ضحكت بصوت منخفض موحيه بأن الفكره سخيفه0
-ألن تدعي؟
قيلت الكلمات الساخره بصوت منخفض لم تكن مارغ واثقه أنها سمعت أم تخيلتها00ولكن عندما تكلم ثانيه لم يكن هناك مجال للخطأ أذ كان صوته واضحا وهادئا:
-لكنك قد لا تخالفيني الرأي لو قلت أنك تفضلين أن أتعرف الي غلوريا بشكل افضل قبل أن أتخذ قراري النهائي0
-بالتأكيد لن أخالفك الرأى فليس هناك ماهو أسوأ من النفوربين أخوه00لو تعرف أن غلوريا ستتألم كثيرا في ما لو سببت المزيد من الجدال بينك وبين ريف0
وهذه بكل تأكيد الحقيقه000فغلوريا أكثر من حساسه
:-وأنا لا اريدهما أن يقوما بما هو غبي كالفراروالزواج سرا0
كانت العينان النافذتان منصبتين علي وجهها ووجدت أن من الأفضل لو أنه يعتقد انها تتكلم بحكمه البسطاء وأنها لا تحاول تهديده لكي يغير رأيه0
طافت نظره عميقه بوجه مارغ ثم مد كونورواي يده ليمسك الكأس البارده أمامه00شرب العصير وأعاد الكأس الفارغه
الي المائده ثم قال مقترحا:
-هل نذهب للبحث عن ريف وصديقتك000ربما قررا تناول العشاء بدوننا0
هزت مارغ رأسها موافقه انتظرت حتي وقف لتخرج من المقصوره 00ألقت عيناه نظره شامله عليها وهي ولقفه قربه ولمستها يده لم تقودها مباشره لكنها كانت تشعر بوضوح بالرجل الذي يرافقها!

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 04:57 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ذئب وحيد

كان الحديث على العشاء رسميا وكان بالإمكان إن يريح التوتر بضعة تعليقات لطيفة من جانب كونورواي ، ولكنه لم يقم بها، لقد ظنت مارغ إن كلامها قد ترك اثرآ في نفسه ...ولكن نظرة واحدة إليه أكدت لها أن ماقالته لم يغير شيئا من موقفه بشان خطوبة غلوريا وريف.
منتديات ليلاس
ولكن الحسن في الأمر انه لم تتم أي مواجهة أخرى....اعتقدت مارغ أن السبب اعتقاد كونورواي انه دفع ريف إلى ابعد حدود قد يجرؤ عليها ، ولكن هدفه الاساسي كان إتعاس غلوريا وقد نجح...لا تتذكر مارغ أنها رأت وجه صديقتها مضطربا هكذا.
عندما كان كونورواي منشغلا بتسديد الفاتوره ، قررت مارغ أن تترك الخطيبين بمفردهما ، ستستقل سيارة أجرة وتعود بها إلى الشقة .
قالت بهدوء:
-ريف...لماذا لاتنطلقان معآ.؟ لاتخشيا علي سأتدبر أمري..
بدت الراحة في عيني ريف:
-أهذا ماتريدينه حقآ؟
ابتسمت "انه اقتراحي"
فتحت غلوريا فمها لتحتج ولكن كونورواي ارتد متحركآ نحوهم ، كانت خطواته الكسولة الخادعة تقطع المسافة بسرعه، نظر الأخ الأكبر إلى ريف وغلوريا نظرة ساخرة ثم قال :
-نلتقي هنا في السابعة لتناول الفطور ريف ، وذلك قبل أن أتوجه إلى المزرعة
لم يكن مجرد اقتراح بل امرآ ، زادت مارغ من الصر على شفتيها بسبب هذا التسلط ، ولكنها بسطت شفتيها بابتسامه حالما التفتت العينان الرماديتان إليها:
انحنى راسه المتعجرف الأسود ،مودعآ "آنسه بريسكوت"
-عمت مساء سيد كونورواي
افترقوا في بهو الفندق ، حالما اختفى كونورواي عائدآ إلى غرفته ، عرض ريف أن يقلها ، ولكنها رفضت بخفة . فأصرا على الانتظار حتى اتصلت مارغ بشركة تاكسيات وتلقت تاكيدآ بأن السيارة قادمة حالا .
انطلقت سيارة ريف من موقف سيارات الفندق ، ووقفت مارغ تراقب من وراء الزجاج راس غلوريا الأسود قرب كتف سائقها ...أن طريق الحب الصادق غير مفروشة ابدآ بالورود ، أليس هذا مايقال ؟
إن حبهما صادق..
-لاتقولي لي إنهما نسيا اصطحابك معهما..؟
ارتدت بحدة تركز عينيها المذعورتين على كونورواي ..كانت إحدى ذراعيه تفتح السترة واليد الأخرى في جيب سرواله ..أضاف بلهجة ساخرة:
-أم تراك رتبت أمر تركك هنا..؟
فقدت لبرهة القدرة على الكلام ، ارتفعت يدها إلى حنجرتها وتمكنت من إصدار ضحكة حادة..:
-لقد أخفتني..!
علق شعرها في ياقة معطفها الخفيف ، فحررته ثم أردفت:
-لن يعود ريف وغلوريا مباشرة إلى المنزل ، لذا قررت أعود بالتاكسي ...فانا لا أحب أن أكون عذولا...
كان صوتها خفيضآ ومقطوع الانفاس بشكل غريب ...هو لا يعتقد أنها بقيت على أمل رؤيته مجددآ
-اشك في أن تكوني أنت "العذول"
شدد على كلمة "أنت" ، ثم أضاف:
-لكن لم يكن هناك حاجة لطلب التاكسي ...انوي القيام بنزهة في السيارة...سأقلك
-لاداعي لهذا.......فالتاكسي في طريقه اليّ
نظرت بسرعه من الزجاج ، فلمحت أنوار سيارة تنعطف تجاه الفندق.
-في الواقع أنها هنا الآن ...اشكر لك عرضك على أي حال
قبل أن تمد يدها إلى مسكة الباب ، كانت ذراعه أمامها لتفتحه لها ، عندما مرت من تحت ذراعه نظرت لا اراديا إلى عينيه الرماديتين اللتين لاتعكسان إلا صورتها ، كان سائق السياره قد اقترب من الباب حالما خرجت إلى الممر الخارجي وكان كونورواي وراءها مباشرة .
-هل طلبتما تاكسيآ؟
ردت مارغ بسرعه "اجل"
أطبقت يد كونورواي على مرفقها وقال:
-لكن السيدة لن تحتاج إلى سيارة أجره
دس ورقة نقدية في يد السائق
-هذه مقابل أتعابك
نظر السائق إلى الورقة النقدية فتهلل وجهه
-شكرآ سيدي
سرعان ما اختفت الورقة في جيبه ، ومضى في حال سبيله
تحركت شفتا مارغ لتحتج إنما من غير المجدي مواجهة هذا الرجل، ومن الأفضل قبول عرضه بهدوء بدون افتعال ضجة ..قالت وهو يقودها إلى موقف السيارات:
-لعلني لم أبعدك عن طريقك سيد كونورواي
-ابدآ....آنسه بريسكوت
في صوته نبرة سخريه...
-لم احدد الجهة التي سأسلكها ، أضيق عادة بالأماكن المقفلة في المدينة
فتح لها باب السيارة ، ولم تعلق على ماقال حتى استوى إلى مقعده
-لكنك تبدو منسجمآ مع محيط المدينه
ضاقت عيناها على سرواله الرمادي الرائع التفصيل وعلى سترته السوداء وكنزته البيضاء ..التفتت نظرته إليها بسرعه قبل أن ينظر إلى الخلف ليرجع السياره
-أتعتقدين أن الثياب تصنع الرجل...آنسه بريسكوت ؟
عارضته لا اراديآ "مارغ ..ولكنك لاتبدو متضايقآ منها "
-هذا غريب ...مارغ! خلتك تدركين أن الذئب ذئب حتى وهو في ثياب حمل
تخلت عن واجهة البراءة ، واحتد لسانها:
-وهل أنت ذئب...سيد كونورواي؟
-ناديني كونورواي فقط....أنا ذئب مستوحد يفضل السفر بدون حقيبة أو رفيقه
ارتدت مارغ إلى الوراء ..أيحذرها..؟ أيظنها تلقي شباكها عليه ؟ بالتأكيد لا ! إذ لم تحاول إعطاءه إشارة إلى اهتمامها به
ربما هو معتاد على أن تلاحقه النساء ..فثمة عدد كبير من النساء ينجذبن إلى مثل هذا الرجل الخطير ، والفوز به في رأيهن تحد كبير..في ظل ظروف مختلفة لحاولت هي التجربة من قبيل الاستمتاع بالأمر.
وجهت بصرها إلى الخارج متظاهرة بالاهتمام بالمناظر التي تمر بها..بدا لها أن الصمت طريقة لإنهاء هذا الحديث الشخصي الغامض.
لكن كونورواي لم يترك الصمت يطول "هل أنت من مونتانا..؟"
-اجل...يعيش أبواي في "ويست يلوستون" حيث ولدت وترعرعت
-إذن أنتي معتادة على المناظر الخلابة؟
-وهل يعتاد احد عليها ؟ لا اعتقد
ابتسمت بشكل طبيعي
-الديك أشقاء وشقيقات ؟
-أربعه ثلاثة أشقاء وشقيقة واحده
أدار المقود لينعطف:
-اكبر منك أم اصغر؟
-لدي شقيق اكبر مني بسنتين ، أما الآخرون فاصغر مني
نظرت بسرعه إلى وجهه المستدير ، مستغربة اهتمامه بعائلتها
-آدم وهو أخي الأكبر الوحيد المتزوج بيننا، التقى زوجته عندما عمل في كالفورنيا ..اتصل بأهلي ذات ليلة قائلا انه تزوج ..فصدمنا الخبر جميعا ..ولكن ما أن أتيحت لنا فرصة لقاء زوجته جولي حتى أحببناها
أدار راسه قليلا ، ناظرآ إلى وجهها قبل أن يقول بفظاظة :
لم يكن المكر قط فضيلة من فضائلك ، أليس كذلك؟
ردت ، وشرر خبيث يتطاير من عينيها اللازورديتين :
-لكنني لم أتقاعس قط عن المثابرة
-أخوك هو شانك أنت أما أخي فهو شأني أنا
كان فمه خطآ قاسيا أما خطوط قسماته الصارمه فلم تتحرك قيد أنمله أمام محاولة الاقتناع المغلفة بالعسل ، سرت فيها رعشة خوف لاتعرف سببها ، فمنذ رأت كونورواي وشئ غير ملموس يقلقها ، ففي هذا الرجل شئ ما يميزه عن أي رجل عرفته سابقآ...في هذه اللحظة بالذات عرفت ماهو
لم يعجب كونورواي بها ، ليس لأنها جميله أو لأنه يعتقدها غبية ، بل لأنها امرأة ..أمسكت مارغ نفسها تاركة أفكارها تستوعب هذا الاكتشاف ، يكره كونورواي النساء....لا...ليست الكراهية الكلمة المناسبة ..انه يحتقرهن ويسخر من توق أرواحهن إلى العاطفة..إنما ما السبب؟
طفولته مختلفة عن طفولة ريف الذي لاتراه يحمل أي جرح عاطفي من جراء انفصال أبويهما الذي أشار إليه كونورواي باختصار , فهل وقع في حب امرأة نبذته في وقت ما ؟
هذا ممكن انه رجل مشبوب العاطفه إنما قوي لايرحم انه عكس ريف
مررت مارغ يدها على عينيها ..هل البصيرة النافذة نعمة أم نقمه ؟ لاتريد أن تعرف مثل هذه الأشياء عنه ...بل لاتريد أصلا أن تفكر فيها
أجبرت عينيها على التركيز على المناظر الخارجية ..كانا قد توجها نحو شارع بلدة هيلينا الرئيسي
كان قديما قناة محاطة بالصبار وقد ظل على تلك الحال حتى وصل أربعة أشخاص يبحثون عن الثراء في تموز عام 1864 وجد الأربعة الذهب وما أن حل الخريف ، حتى اكتظت المنطقة بالمستوطنات ومنذ ذاك الوقت أطلق على المنطقة اسم "لاست تشانس غوتس" أي قناة الحظ الأخير
وولدت المدينة ولكن الاسم لم يكن مشرفآ فحوله المواطنون الى هيليلنا ، وسموا الشارع الرئيسي الذي استخرج منه عشرين مليون دولار من الذهب بقناة الحظ الأخير
-فيم تفكرين..؟
قطع كونورواي الصمت مجددا ..استطاعت مارغ أن تحس بلمسة عينيه الباردتين ولكنها لم تبعد عينيها عن الشارع المضاء
هزت كتفيها ترد عليه "بالمدينة وتاريخها"
سرت قشعريرة في جسمها وتمنت لو لم تقابله يوما
-حقآ؟
أبطأت السيارة سيرها لتتوقف أمام مدخل المبنى السكني .أطفأ المحرك والتفت إليها ، طاف البريق المعدني فوق شعرها الذهبي الذي زاده لهيبا الأضواء في الشارع
امتدت ذراعه بإهمال إلى ظهر المقعد بحيث لم تكن تبعد الا انشات عن راسها..فتوترت قليلا واستجابت إلى الغريزه التي نبهتها أن تتصرف بحذر
قال بصوت هامس ساخر :
-خلتك تفكرين في طريقة جديده للتلاعب بي لاغير رايي؟
ابتلعت ريقها "أتلاعب بك"
رفرفت جفونها
-أليس هذا مافعلته منذ التقينا..؟
-لا افهم قصدك
عرّت نظرته القاطعة واجهة البراءة والسذاجة وكانت عاجزة عن منعه
-أتعني محاولتي إقناعك بإعطاء غلوريا وريف فرصه..؟ اعترف إذن إنني فعلت
ابتسم برود:
-أتتوقعين حقا أن اصدق انك بريئة كما تحاولين الظهور
رفرفت أهدابها مجددآ بارتباك:
-أنت تدور وتدور في الكلام، لا افهم ماتقول
-تمثيلك رائع ..إنما للذكاء طريقه في إظهار نفسه
-تمثيلي..؟
تعلم انه أصاب ولكن أن توقفت عن تمثيل دور الشقراء البلهاء انتهى بها الأمر إلى فقدان أعصابها وعندئذ ستقول له بالضبط ماتظنه بعجرفته ، وهذا الغضب لن يفيد غلوريا وريف ابدآ، مع انه بكل تأكيد سينفس شئ من إحباطها
مدت يدها إلى مسكة الباب:
-سيد كونورواي أنا لا افهم كلامك ...من الأفضل أن ادخل المبنى
لكن الباب كان مقفلا ..فتشت عن زر الفتح قبل أن تعي انه من جهة السائق..التفتت إليه مضطره :
-هل سمحت بأن تفتح الباب ......أرجوك؟
قوبل طلبها بصمت وبنظرة رضى عن النفس...التوى فمه بسخريه:
-كيف تتمكن الفراشات من سرقة هذه الكمية من رحيق الإزهار ثم تبقى ذات مظهر بريء ؟
لم يكن ينتظر ردآ..؟
فراشه..! سرت الكلمة كالبرد فوق بشرتها ، فاقشعر جسمها ، بالأمس فقط استخدمت الاسم نفسه لتصف نفسها ..وها كونورواي يختار الاسم ذاته ، أهي مصادفه ..؟ أم بينهما شئ غامض
-لماذا...لماذا...قلت فراشه؟
اضطرت إلى طرح السؤال ،كانت مقطوعة الأنفاس مذهولة
أجاب ببطء وعجرفه :
-لأنك ضعيفة كالفراشة ومثابرة وجميلة مثلها
إن نبرة صوته تدينها و لا تطريها ، تسمرت مارغ كالفراشة التي أطلق اسمها عليها،وسمرتها نظرته الفولاذية الحد
قال هامسآ:
-طالما تساءلت ما إذا كان العسل أحلى منك ؟
تراقصت خفقات قلبها بسبب هذه الكلمات
ومض بريق ساخر في عينيه عندما رأى تأثرها بسحر كلماته ، نظر إليها نظرة كادت تخترق أعماقها فأحست بطنين في إذنيها وبنيران حارة من الإذلال تتسابق إلى شرايينها ، ثم شعرت وكأن قلبها سيتحطم تحت عنف نظرته
غضت طرفها بتعب وانهزام فانسدل شعرها الذهبي الأشعث إلى الإمام ،ليخفي نيران الإذلال في وجهها
التوت شفتاه بابتسامة ساخرة :
-من منا الأقوى... آنسه بريسكوت؟
همست كافحيح وقد انطلقت السنه لهب زرقاء من عينيها :
-جسديآ......انت.؟
لكن كونورواي من فولاذ، لا من خشب ، والنار المندفعه من عينيها ارتدت دون ان تؤذي هدفها
اشتدت الاخاديد حول فمه عميقآ..وحذرها بصوت بارد:
-لاتظني ابدآ ان الفرق بيننا جسدي فقط؟
استوى من جديد في مقعده ، امتدت يده الى لوحة العدادات ، تبعتها تكتكه لباب السياره الذي انفتح
-عمت مساء.....آنسه بريسكوت
عندما ترجلت من السياره كانت ساقاها ترتجفان ، لكنه لم يحطم معنوياتها ، فما ان اصبحت بينهما مسافة آمنه حتى استدارت تمسك الباب المفتوح ، وتميل الى الاسفل وتحدق اليه :
لاتظن ابدآ ان الامر انتهى بيننا عند هذا الحد كونورواي ...سابذل جهدي ليتم زواج غلوريا ورف في اسرع وقت ممكن!
رمت قفاز التحدي في وجهه وصفقت الباب ثم اتجهت بحده نحو المبنى
سارعت خطواتها ظنآ منها انه سيلحق بها ، حبست انفاسها ولم تطلقها حتى سمعت هدير مولد السياره...كانت كلمات جريئه تفوهت بها لكنها عازمة على تحقيقها
عادت غلوريا في وقت ما بعد منتصف الليل ، كانت مارغ في سريرها تتظاهر بالنوم إذ كان فكرها مشغولا بأفكار انتقاميه حاقده تشك في أن تتمكن من كبحها أمام حديث ليلي ...ولكن من حسن حظها لم تحاول صديقتها إيقاظها
حمل معه الصباح فرحة كبيرة ذلك أنها عرفة أن كونورواي مغادر المدينه ، نامت مارغ ليلا نومآ متقطعآ سببه ذكرى تأثيره فيها...بدت غلوريا بدورها أكثر استرخاء واقل تعبا عندما استعدت لمقابلة ريف
قوست ظهرها ، ومددت عضلاتها المتشنجه ، فلم تستطع مارغ إلا التساؤل عما جرى في لقاء ريف وكنورواي هذا الصباح ، كانت متأكده من أمر واحد قد يرشح عن هذا اللقاء وهو إصرار كونورواي على موقفه.
رفرفت عينيه متعبه وتفكيرها منصب على المهمه التي بين يديها ، لوكانت تركز على ماتفعل لانهت البحث التفصيلي منذ ساعه،وبخت نفسها ،لتجبر نظرها على التركيز على الورق الملتف على الآلة الكاتبه.
فيما كانت تنزع الورقة الخاليه من الأخطاء،انفتح باب ردهة المبنى , فالتفتت مارغ فإذا بها غلوريا تدخل الغرفه.
استقبلت صديقتها بابتسامة وتنهد :
-توقيت رائع غلوريا ، أنها الصفحة الأخيرة والآلة الكاتبة كلها لك
-لقد أحضرت لك سندويشا ومرطبا ...الست جائعه؟
جمعت مارغ أوراقها ووضعتها في ملف ، ثم فوق السرير وهي تقول :
- أنتي منقذتي
أخذت كيس المشتريات واحتبت فوق السرير
- -هل تناولت وريف الغداء بعد مشواركما؟
قوبل تعليقها بالصمت فانعقد حاجبا مارغ، وهي تنظر إلى صديقتها ، كانت غلوريا تعلق معطفها الوردي اللون في الخزانه ولكن أفكارها كانت بعيدة جدا
فرقعت مارغ بأصابعها لتعيد إلى غلوريا انتباهها :
-غلوريا..؟
ارتدت غلوريا إليها بذهول:
-ماذا؟....أسفه..هل قلت شيئا
وضعت مارغ علبة المرطبات على الطاولة الصغيرة بين السريرين ، وأمسكت بالسندويش:
-لاشئ هام..كنت مشغولة الفكر
-صحيح..؟
علقت المعطف قبل أن تتوجه بتؤده إلى سريرها وتجلس عليه ، تنظر إلى يديها المتشابكتين في حجرها ...وتمتمت:
-كنت أفكر؟
مازحتها مارغ:
-تخمين صائب..أما السؤال التالي فهو فيمن كنت تفكرين ؟
التوت اليدان المتشابكتان بعصبية في حظنها :
-تعلمين أن ريف التقى كونورواي هذا الصباح
-اجل..........
فتحت الورقة التي تظم السندويش مدعية الاهتمام بما تفعل
قالت بصوت ساخر "ماذا قال الرجل الكبير"
-ان طلب انتقال ريف الى جامعة هارفرد مقبول ، لقد تلقى كونورواي الاشعار الاسبوع الماضي في المزرعه
كان كونورواي يخبئ ورقة رابحة في جيبه ..كل ماعليه فعله هو الفصل بين ريف وغلوريا في الصيف اما المسافة بين مونتانا والساحل الغربي تتكفل بالباقي ، وعلى مايبدو انه يتعمد مبدأ (البعيد عن العين بعيد عن القلب)
ارجعت مارغ راسها الى الوراء ، فانسدلت خصلاتها الذهبيه الى ظهرها:
-اذن عليك وريف ان تحددا موعد الزواج في شهر اب اليس كذلك..؟ان علاماتك في هذه السنة تخولك الانتقال الى جامعة اخرى بسهولة
تنهدت غلوريا:
-لكنني لا استطيع تحمل مصاريف التعليم خارج الولايه
اضافت مارغ في نفسها بوحشيه"وهذا مايعرفه كونورواي جيدآ"
اشتدت اصابعها على السندويش تسحب الخبز تتمنى لوكان عنق كونورواي مكانه
-ولن يتمكن ريف من مساعدتك لان كونورواي يسيطر على المال،لايمكنكما السماح له بابتزازكما هكذا
-يقول ريف ، انه لايعتقد ان علينا القيام بعمل عاجل
-لانه يعلم ان كونورواي لن يغير رايه..............
عندما ظهرت خطوط الالم حول ثغر غلوريا ندمت مارغ على ردها السلبي ، كان عليها ترك بصيص امل لصديقتها
سحبت غلوريا نفسا عميقا:
-لقد اقترح كونورواي على ريف هذا الصباح اقتراحا
ارتابت مارغ في اقتراح يقدمه :
-من أي نوع؟
-انه ...اعترف انه تسرع في ابداء حكمه
-هذا امر عظيم منه
قضمت سندويشها، فاكملت غلوريا:
-اعترف انه اصدر حكما مسبقا علي حتى قبل ان نلتقي وانه على الاقل يجب ان يعرفني بشكل افضل ولكنه مازال يرفض الخطوبه
سالت مارغ "اذن...ماذا اقترح؟فترة اختبار؟"
-شئ من هذا القبيل ، بعمل ريف في المزرعة صيفا ...وقد دعاني كونورواي لقضاء شهر كامل لتزداد معرفة كل منا بالاخر
اول ماطرء على بال مارغ ان هذا الاقتراح كارثة كاملة، اذ تخاف غلوريا ذاك الرجل فان امضت بصحبته شهر فمن يدري ماذا سيحدث ..انها تعرف قدراته ، كماتعرف ماقد يفعل من اجل تحقيق مآربه
حدقت الى سندويشها تقول ببطء:
-هناك عائق غلوريا...كيف ستبقين هناك شهرا؟ ان ذلك يعني عدم قدرتك على تامين قسط الفصل الدراسي القادم
ان عليهم معا العمل عند والدي مارغ ذلك الصيف في مطعمهما وفي فندقهما اللذين يملكانهما "قرب مدخل يلوستون بارك"
اضافت"سيظطر والدي الى استخدام شخص غيرك ..ولن تتمكني من الحصول على عمل صيفي بعد قضاء شهر هناك"
-عرض علي كونورواي ان يعوضني
وضعت مارغ السندويش النصف الماكول في الكيس لان طعمه بدا لها فجاة كالقطن
قالت معترضه بيأس :
-آه لن تفكري في العرض جديا ، تعرفين إن هذا لن ينجح إذ سيحول حياتك إلى جحيم كامل...تعرفين ماقد يفعله في غياب ريف..هل ستتحملين كل ذلك؟
-لن استطيع تحمل شئ بمفردي...إنما....
ارتدت عيناها البنيتان المتوسلتان إلى وجه مارغ وأضافت :
-لكن.......لوكنت معي.......
قاطعتها مارغ بسرعه ، بعدما سحبت نفسا عميقا:
-سأبوح لك بسر صغير...لم يحبني كونورواي ولن يدعوني لقضاء شهر بمزرعته ..ثم علي أن اعمل أنا أيضا في الصيف
-مارغ...لقد فكر كونورواي إن من غير اللائق لي أن أقيم في منزله لمدة شهر واحد بمفردي معه ومع ريف...اعني, لديه مدبرة منزل ,...ولكن...حسنا....لقد دعاك أنتي أيضا ...كمرافقه وعرض أن يقدم لك أنت أيضا تعويضا
-اوه........لا
هبت مارغ واقفه وابتعدت عن السرير لتقف قرب النافذه
اضفت اشعة الشمس لمعانا بلاتينيا ذهبيا على شعرها المتراقص على كتفيها
هزت راسها بقوه "لا"
-أرجوك..؟
في صوتها الم وتوسل
ارتدت إليها مارغ "لن ينجح ذلك غلوريا"
يا الهي ان هذا الرجل شرير ! لقد وضع في حسبانه كل ماقد يعترض سبيل غلوريا
تؤكد دعوته لمارغ مدى قوة غطرسته ، لقد تحدته ، وهاهو يعرض عليها مقعدا أماميا لتراقب منه كيف سيمزق الخطوبة أربا أربا.....لقد أساءت مارغ تقديره مرة أخرى وهي لاتحب الهزيمه .
لكن عيني غلوريا المتألمتين بالعاطفه لم تريا شيئا في عيني صديقتها
-يجب أن ترافقيني
احتجت مارغ بغضب:
-إلا ترين ؟....لوذهبت معك لانتهى بي الأمر بفقدان أعصابي فأضع عندئذ المزيد من العقبات إمامك وأمام ريف ، إن أفضل قرار تتخذينه هو رفض هذه الدعوه والابتهال إلى الله حتى لايؤثر في ريف فيفسخ الخطوبه
-لا استطيع
التفتت صاحبة الشعر الأسود ، والدموع مغرورقة في عينيها البنيتين ، عندئذ أرادت مارغ أن تمسك بكتفيها وتهزها لتتعقل
-لماذا لاتستطيعين...؟ لايمكنك الذهاب بمفردك
أبعدت غلوريا دمعة بيدها ، وتركت نظرتها العنيدة تلتقي نظرة مارغ النافذة الصبر :
-بلى استطيع....أنا أحب ريف ولكنني لا أريد أن أقف بينه وبين أخيه،وبما إنني افتقر إلى العائله ، لفهم أهمية علاقتهما ، إن كان هناك أمل ضئيل في أن يوافق كونورواي على زواجي بريف بعد قضاء شهر بمزرعته فسأخاطر...ولكنني سأشعر بأنني أفضل حالا فيما لوكنت معي....اعلمي إنني سأذهب في كل الأحوال
تنهدت مارغ:
-غلوريا........تعقلي، وهناك مسالة والدي اللذين يتوقعان قدومي للعمل عندهما هذا الصيف ...لا استطيع أن أقول لهما في آخر دقائق أن عليهما البحث عمن يحل مكاني
ردت غلوريا تذكرها بهدوء:
-لكنك قلت أن لديهما طلبات كثيره للعمل وهذا يعني أن من السهل عليهما إيجاد بديل
اعترفت مارغ على مضض:
-اعتقد إنهما قادران على هذا ولكنهما لن يوافقا على ما سنفعل....لدى كونورواي مدبرة منزل فلماذا مرافقه؟
-اتصلي بهما لمعرفة رأيهما
عندما رأت وجه زميلتها المستسلم والمتوسل في آن، عرفت مارغ ان عليها الاتصال ، فأي نوع من الصديقات ستكون لوتركت هذه المخلوقه الضعيفة تدخل إلى عرين كونورواي بدون حمايه؟
لكن السؤال هو: من سيحمي مارغوت...؟
وأملت أن تأتي الحماية من والديها
لكنهما كانا متفهمين بشكل يثير السخط

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, آخر الغرباء, big sky country, دار الفراشة, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات رومنسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية