كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
7- في قلب الخطر
اشاحت مارغ وجهها بأسف عن المنظر الرائع امامها :
- ليتنا لا نغادر المكان .
التفت كونورواي نحوها يجذب السرج عن جواد مارغ :
- اترغبين في ان تعودي بدائية ؟
ابتسمت لتسليته الساخرة :
- شيء من هذا القبيل .. مالعيب في العوده الى الطبيعه والاصل ؟
- الامر سهل مامت اشتريت المؤن .. ولكنه لن يكون رومانسيا متى اضطررت الى البحث عن الطعام .
ابعد السرج ورمى بطانيه نحو مارغ :
- ادعكي ظهر الجواد وتاكدي من جفافه .
وقف الجواد بإذعان وهي تمسح بقع العرق السوداء حيث كان السرج واللباده من تحته :
- انت لا تصدق انني قد احب الحياة البرية الجافة ؟
نظر اليها من فوق السرج :
- اخبريني انت .. فبعد شهر ستتكسر اظافرك وتنخدش يداك وتتشققان وستنحرق بشرتك الجميلة . وماذا عن شعرك ؟ من سيرتب لك شعرك الذهبي اللماع ؟
ضحكت مارغ :
- لماذا لم تشر الى الصعوبات والاخطار ؟ لم لم تتهجم على شيء اخر غير زينتي ؟
كانت مسروره سرا انه لاحظ هذا القدر منها ..
وقف ريف اما الجواد الذي كان يدعكه اخاه الآن .
- اتريد بعض المساعده كونورواي ؟ المخيم جاهز وغلوريا تجمع الحطب للنار .
نظر كونورواي الى الموقع الذي اختير لمخيم الليل :
- لا ... من الافضل ان تحضر قصبات الصيد من الصرة وتبدأ بالتقاط السمك للعشاء .. اما انا ومارغ فسننهي عملنا هنا .
تحدته حالما انفردا ثانية :
- وماذا سناكل ان لم يلتقط ريف اية سمكة ترويت ؟
- هناك الفاصوليا . طعام الغرب الدائم .
انها المرة الثانية التي تشاهده فيها يبتسم بحرية . تسارع قلبها امام جاذبيته التي تظهر بجلاء عندما يضحك .
ضرب مؤخرة جواد ريف ليبعده عن الطريق ... سار الى جواده الذي مازال مسرجا . انهت مارغ جواها ثم اقتربت من الجواد الكستنائي تمسح انفه , فنفخ انفاسا ناعمه في يدها وملء عينيه البنيتين الفضول وهو يتاملها .
مرت اصابعها في غرة الجواد السوداء :
- ما اسم جوادك ؟
هز كتفيه بلا اكتراث والسخرية تطل من عينيه وهو ينظر الى وجهها :
- بوي .. فيلا .. واحيانا اسماء متعدده يجب الا تذكر امام سيدة .
رفعت رأسها دهشة : اليس له اسم ؟
- لا انه مجرد حيوان لبعض الجياد في المزرعه اسماء وهي تلك المسجله اساسا كسلاله .
رفع السرج عن ظهر الجواد ووضعه على كتفه يحمله الى حيث السروج الاخرى . ثم عاد ليبدأ دعك الجواد .
- ولد هذا الجواد في الجبل لذا لا نسب له .
- الا تسمي جيادك .. صدقا ؟ لماذا ؟
كانت حافة قبعته منخفضه الى الامام بحيث ظللت وجهه لم تكن متأكده لكنها ظنت ان قسمات وجهه ازدادت قسوه . امتنع لبرهة عن الرد فظنته سيتجاهل سؤالها ولكنه قال :
- كان عمري 5 سنوات عندما اهداني ابي اول جواد . اسمه الحجر الاصفر واعتقد انني كأي طفل في العامل خلته افضل جواد وحينما بلغت الـ12 امتطيته وانطلقت الى الجبال لأصطاد ولم انتبه الى الوقت حتى ادركت ان بعد الظهر حل ولأنني كنت بعيدا اميالا كثيره عن المزرعه ولا امل لي بالعوده قبل الظلام اتخذت طريقا مختصرا وكان ذلك يعني السير في منطقة شديدة الانحدار كثيرة المنزلقات كنت قد اتخذت الحجر الاصفر من قبل معي وسلكت به هذا الطريق لكنني نسيت ان اليوم السابق شهد عاصفة.. وما ان بدأ النزول حتى بدات الارض تنزلق من تحتنا ارتميت من فوق الجواد وتدحرجت حتى الاسفل . وتدحرج معي الجواد الذي انكسرت قامتاه الاماميتان .
انقبض صدرها بحده ... واسودت عيناها الزرقاوان لتعكسا الالم الذي شعر به ...
- كنت بعيدا اميالا عن المنزل وعن طلب العون .. مع انه لم يكن هناك ما يمكن القايم به من اجل الجواد . ولأنني لم استطع تركه يتألم ويعاني عاجزا وضعت حدا لعذابه , اخطأت مرتين قبل ان اقتله .. توجهت الى المنزل سيرا على قدمي .
لم تستطع مارغ رؤية ملامح وجهه عبر ستارة من الدموع ولكنها عرفت ان وجهه نحوها .
- لذلك لا اضع اسماء لما اضطر يوما الى تدميره .. الجياد حيوانات فقط كاماشية التي نذبحها لنأكلها كان درسا تعلمته .
ملأت الغصة صوتها عندما قالت :
- اجل .. اجل .. افهم هذا .
عرفت ان الدموع ستنهمر من عينيهافي اية لحظة وعندئذ سيسخر منها كونورواي فسارعت تقول :
- ساذهب لأساعد غلوريا .
- اذهبي لا احتاجك .. استطيع انهاء كل شيء هنا .
تساءلت مارغ عما اذا كانت حاجته للاخرين قد توقفت منذ ذلك اليوم . فقبل التاريخ بسنتين ترمته امه لسبب لم يستطع يوما ان يفهمه .. فهل من الغريب ان يصبح في كبره بهذه القسوة والسخرية ؟
رغبت بقوة في ضم ذلك الصبي الصغير بل ما عاد يسمح لنفسه بالحزن والألم .
حاولت قدر المستطاع نسيان ذلك المنظر الذي وصفه لها بصوته الاجش فلم تقدر , طاردها التفكير فيه فخيم على جمال السهول , وحجب عنها صفاء الجدول .. لم تعد تلك الحادثة القديمة تؤلمه .. لذا من الحماقه ان تتركها تؤلمها .
منتديات ليلاس
لكن هذا لم يغير واقع قدرتها الى اركاعه . فما زالت قادره على استخدام الجاذبيه التي يشع بها تجاهها لتتمكن من التلاعب به ليوافق على زواج غلوريا وريف .
لن يجعله ذاك البرود المتاصل فيه يتردد في استخدام اية وسيلة ضمن مجال قبضته .. ولن تستطيع هي ان تؤلمه مجددا لأنه اصبح ابعد من الالم نفسه . لم يكن يشفق على احد فلماذا تشفق هي عليه ؟
نظفت الاسماك التي اصطادها ريف وشويت ببطء فوق جمر نار المخيم ثم قدمت للجميع مع بسكويت من دقيق الشوفان والطماطم كانت وجبة لذيذة ولكن شهية مارغ كانت قليلة .
اخذت تحدق الى وعاء القهوة الرمادي المعلق على جانب النار .. اشركت غلوريا ريف في حمل الصحون الى الساقية لغسلها فهم لم يقيموا المخيم قرب الماء . والسبب ان كونورواي يرفض ان يسدو الطريق على الحيوانات التي تقصد الجدول للشرب .
وقف كونورواي قرب النار واعاد ملء كوبه :
- اتريدين المزيد من القهوة ؟
هزت رأسها لا اراديا فانعكس لون النار الكهرماني على شعرها .
- لا .
سمعت صراخ غلوريا الذي تبعه ضحك ريف الذي اعلن انه حيوان مسالم فابتسم كونورواي ساخرا بخبث :
- صديقتك متوترة قليلا .
جعل استهجانه عينيها الزرقاوين قطعتي الماس بارقتين باردتين وحادتين وقسا قلبها عليه .. كيف يجرؤ على السخرية من مشاعر غلوريا وخوفها امام الحيوان الذي لا تعرفه ؟
قالت بصوت هامس جاف :
- ماذا تتوقع كونورواي ؟ التخيم في البرية امر خارج نطاق خبرة غلوريا تماما .. يشعر المرء عادة في البرية حيث تحيط به الحيوانات بالارتباك والخوف .
- وهل انت خائفة ؟
نظرت اليه متحديه نظرته :
- لا ... ولكن كثيرا ما كانت عائلتي تخيم في باري يلستون لذلك ليس التخييم بتجربه جديده الي .
كان واقفا في دائرة بعيده وقال بلهجه ساخرة :
- اراك مازلت منكبة على الدفاع عن صديقتك .
ردت بعذوبة لتبعد الغضب عن صوتها :
- واراك ما زالت منكبا على الفصل بينهما .
- لم ادرك ان الفراشات سريعات الغضب هكذا .. ما بالك مارغ ؟
اغمضت عينيها لتكبح اندفاعا يدفعها الى رد حاد , سحبت نفسا عميقا ثم اطلقته بتنهيده وهي تهز كتفيها :
- لا تمضي الفراشات نهارا كاملا على ظهر جواد متسلقات الجبل .
- اعضلاتك كتشنجه ؟
ردت بجفاء وهي تحرك عن غير قصد عضلات ظهرها المتألمه.
- استنتاج ذكي .
حدقت الى السنة النار ولكن خشخشة اوراق الصنوبر حذرتها متأخره من دنو كونورواي منها . وما ان حاولت الالتفات حتى اطبقت يدان على كتفيها , وبدأتا يدلكان عضلات ظهرها المتشنجه انسدلت منها اهة صغيرة وهي مزيج من الألم والارتياح .
- لولا انحيازك الى صديقتك لرأيت ان احداهما على المدى البعيد لن يناسب الاخر ولانضممت اليّ في محاولة تفريقهما قبل ان يقوما بغلطة فادحة .
كانت اصابعه كالسحر على عضلاتها المتألمه .. تمنت لو يمتنعان عن الحديث ولكنها هزت رأسها وتمتمت :
- انت لا تعرف اخاك جيدا كونورواي . تعتقد انه نجا من فراق ابويكما ولكنك مخطئ لقد اختار زوجة يعرف انها ستبقى الى جانبه في كل الاوقات وان كنت تظن ان الرحلة ستنكشف نقاط اختلافهما فقد فشلت لأنها ان كشفت له شيئا فهو تأكده من اذعان غلوريا له مهما كان بدون تذمر الا ترى انها انضمت اليه رغم خوفها مما سيحيط بها ؟
سخر منها بصوت منخفض :
- لكن هل ستبقى على اذعانها وتبعيتها له ؟
ارسلت اصابعه القوية الاسترخاء الى عظامها ولكن سؤاله اجفلها . واجابت :
- انت لا تعترض على غلوريا بالذات كونورواي .. بل على الزواج نفسه .. لا يهم من يختار ريف لأنك لن توافق .
رد ببرود وبساطه :
- لا .
انطلقت ضحكة قصيرة عميقة من حنجرتها فلم تكن تتوقع ان يعترف بهذا .. امالت رأسها الى جانب واحد لتنظر من فوق كتفها الى تعابير وجهه الكسول .
- اتكره النساء حقا الى هذا الحد ؟
ابتسم ابتسامة ماكرة :
- وما رايك انت بالرجال .. مارغ ؟ هل انت معجبه بهم ؟ تسعين اليهم ؟ اتنظرين اليهم بعين المساواة ؟ ام تستمتعين بالتلاعب بهم حول اصبعك الجميله؟ ثم تتركينهم يقعون عندما يغدون غير قادرين على تسليتك ؟
كان اتهامه الساخر قريبا من الهدف.. انها فعلا تميل الى التلاعب بالرجال انما ليس بقسوة كما يتهمها ففي اعماقها تميل الى ان يكون الرجل الذي تسعى اليه هو من تحبه ولكنها مع كونورواي فقد تريد ان تكون الساحرة العديمة المشاعر .
لم تع مدى الاثارة التي توحيها عيناها المذعنتان حتى رات النور يظلم في عينيه عندئذ اشتعلت شرارات ماكرة في عينيها تتحداه .
تمتمت بصوت اجش :
- وانت كونورواي ؟ هل تحتقر حقا كل ما في المرأة؟ ام انك تجد انها ذات نفع احيانا ؟
ابتسم وقد تعرف الى الدعوة المنبثقة من عينيها ورد ببرود:
- احيانا .
ركزت نظرتها الزرقاء على وجهه تحس بتسارع نبضات قلبها نسيت للحظة تجاوبها الصريح مع عناقه ولم تفكر الا في الطريقه التي اثارته بها :
- كهذا الصباح عند قمة التل ؟
ضاقت عيناه مفكرا وكانه يزن قوة الشك الذي نصبته له زاد شعاع النار من كثافة شعره الاشعث الاسود ومن قسوة ملامحه المتعجرفه المؤثرة :
- هل استمتعت به ؟
ردت همسا : وانت ؟
اشتدت يداه عليها يرفعها ليديرها الى ذراعه جعلت صدمة تلامسهما رأسها يدور ويستند الى ذراعه اما شعرها الذهبي فانسكب على كتفه فيما راح يمعن النظر في جمال وجهها بتعمد بطيء تركت نفسها تسترخي بشكل واضح .
تحرك جرس انذار صغير معلنا انها ستخسر سيطرتها على نفسها وان كونورواي سيغويها .
عند هذا الاعتراف برزت قوة المقاومة فشهقت شهقة قوية والتوت مبتعده عنه مستخدمه ذراعيها لتضع مسافة بينهما .
امسكت اصابع قوية فكها ورفعت ذقنها الى فوق ولكنها لم تجرؤ على ملاقاة عينيه خشية ان يأسرها لمعانهما الفضي الى فمه البارد الهادئ المسيطر مقارنة مع ثغرها المرتعش ورقتها .. قال بعجرفة :
- اريدك .
اجل انه يريدها انما ليس بما فيه الكفاية ليس بعد .. استقامت ثم خرجت من دائرة ذراعيه ودنت من النار شعرت به يراقب تصاعد صدرها وهبوطه فحاولت السيطرة على انفاسها .
لم يتحرك كونورواي للحاق بها بل جلس مستريحا غير منزعج اجبرت نفسها على اللعب بقواعد اللعبة تلك القواعد التي ستسمح لها بالفوز .
تنهدت ثم رمته بابتسامه خفيفة من فوق كتفها :
- يجب ان تعذرني كونورواي اخشى اني انجرفت قليلا .
- لماذا الاعتذار؟ لقد استمتعت .
قالت بصدق كامل مع ان ما قالته يخدم غايتها :
- وانا كذلك اكثر من اللازم لابد وان ريف وغلوريا عائدان اتود كوب قهوة آخر ؟
- لا بأس .
نسيت ان الوعاء على النار منذ مدة طويلة وحاولت امساكه دون الاستعانه بشيء ماكادت اصابعها تلامس مسكته حتى تركته بسرعه .
رمى لها منشفة ثم قال ساخرا :
- هكذا تحترق اصابعك .
كادت تقول له ان هناك اكثر من طريقة كانت جالسه على مسافة منه عندما عاد ريف غلوريا .
ركع ريف امام الابريق :
- آه .. القهوة .
امسك بالمنفة قبل ان يحاول ملء كوبه ثم وجه سؤالا الى كونورواي قبل ان يجلس على الارض قرب النار جاذبا غلوريا اليه ضاما اياها تحت ذراعه :
- اكان هذا صوت كوجر الذي سمعته منذ قليل ؟
التفت الى مارغ فرآى انتفاضتها فسخرت منها عيناه ذلك انها كانت صماء عن كل ما حولها وهي بين ذراعيه .
عبس ريف :
- الن ترتب حملة صيد للتفتيش عنه .. قد يحدث فوضى ودمار وقت وسم عجول الربيع.
- انه حتى الآن يحصر صيده بالغزلان التي لا ابالي ان قتلها فبذلك لن تبقى اعداد كبيره من الغزلان تناقش ابقاري في المرعى , وان اقدم على تذوق لحم البقر قتلته .
ارتعدت غلوريا :
- ارجو الا يفعل هذا .
رد كونورواي بجفاء :
- وانا ايضا بالنسبة لي المزرعه كبيرة بما يكفي لكلينا وانا احترم حق الكوجر في الحياة وان تمكنت ابعدته من المنطقة بدل قتله .
احست مارغ بضيق يطبق على حلقها لمجرد شعورها بان كونورواي يعطف على حيوان مفترس اكثر مما يعطف على البشر فهل صلته القوية بالارض هي ما تجعله هكذا ؟
في وقت لاحق من تلك الليلة وفيما هي نائمة في فراشها نظرت الى النجوم والسؤال ما يزال بدون رد . في كونورواي صفات كثيره لا تفهمها سخريته قسوته كراهيته لأقامة اية علاقه دائمة مع امرأة ولكن هل هناك من مزيد ؟ اما زال الصبي ابن الـ12 الحساس الوحيد مختبئا في مكان ما في اعماقه ؟
جعلت الشمس مارغ تنسى كل تساؤلاتها التي لم تجد لها ردا في الليلة الماضية ولكن الردود في كل الاحوال غير هامة فما زالت مصممة على المضي قدما بخطتها ولكنها باتت تدرك ان ما تلعبه لعبة خطيرة وان اغواء كونورواي بوعود ايجابيه بعيدا عن الوفاء بها امر قد يخدم غايتها ويجعل اللعبة اكثر اثارة ..
عندما كانت غلوريا تصب الماء على ما تبقى من نار المخيم كانت مارغ تحرك الفحم لتتأكد من عدم ترك شيء مشتعل وكان ريف يسرج الجياد على بضع خطوات وكان كونورواي يحمل الاغراض فوق الجواد الاضافي .
اعلنت مارغ مبتسمة :
- كل شيء على ما يرام .
دنت غلوريا بقلق منها تنظر اليها نظرات ريبه :
- ليلة امس .. ليلة امس رأيتك مع كونرواي .. ماذا تفعلين ما رغ ؟
بحثت عيناها في وجه مارغ بفضول وكأنها فقدت عقلها فردت مارغ:
- ما بدا لك تماما .. انا اغريه ليلاحقني الا تعرفين القول المآثور " الرجل يطارد المرأة حتى تصطاده " حسنا .. انا سأصطاده .
سألتها وانفاسها مقطوعه من فرط الصدمه :
- هل وقعت في حبه ؟
ضحكت مارغ بخفة :
- لا ايتها السخيفة , لست غبيه الى هذا الحد ولكنني سأدفعه الى الموافقه على زواجكما قبل نهاية الشهر .. من المستحيل اقناع هذا الرجل بالمنطق لذا ليس بيدي الا وسيلة الخداع العاطفية.
- آه مارغ .. اتظنين ذلك ؟
- لا شأن للظن بهذا, لأنني سأسعى الى اغوائه حتى يركع .
وقف ريف يمسك لجام جواد غلوريا منهيا بذلك الحديث بين الفتاتين :
- تعالي حبيبتي نحن على اهبة الاستعداد للعودة .
عندما دخل الـ4 فناء المزرعه كانت الجبال غربا تعكس توهج الشمس الغاربة في اثناء رحلة العودة لم تحاول مارغ التحدث الى كونورواي او ممازحته .. فعليها في هذه الرحلة ان تظهر له انها بعيده المنال ولكن ذلك لا يعني ان تكون غير ودوده معه ان اقترب منها او حادثها .
كان احد عمال المزرعه موجودا ليأخذ الجياد منهم . حالما ساعد كونورواي مارغ على النزول عن السرج ابتسمت له ولكنها تعمدت تجاهل بقاء يديه ثواني على خصرها بعد ترجلها .
قال ريف :
- ارجو ان تكون لوسيا قد حضرت لنا شواء كبيرا مع البطاطا والصلصة والمقبلات .
كانت ذراعه ملقية على كتفي غلوريا وهو يتجهون نحو المنزل .
قالت مارغ :
- ارجو ان تكون جهزت لنا مغطسا من المياه الساخنه اما الطعام فينتظر .
ضحك ريف :
- بامكانكما الاسترخاء في مغطس ان شئتما اما انا فسأستحم بسرعه , واكل .
ضحكت غلوريا :
- وانا جائعه ايضا .
رفع ريف حاجبه بشكل معبر امام اخيه :
- هناك سيارة امام المنزل .. آه! آه! يبدو ان عندنا زوار .
تعرفت مارغ الى السيارة الذهبية والبنية انها سيارة بيترا هاريس وهذا ليس بالضبط ما ارادت ان ينتهي عليه اليوم نظرت الى كونورواي فلمحت بريقا في عينيه وهو يراقبها
انه يتوقع رؤيتها محبطة لكنها قالت عن عمد وعفوية :
- لعلها تبقى على العشاء .
لوى فمه وقال :
- سأسألها .
انتقلت عينا ريف بينهما لقد رأى ما رأته غلوريا الليلة السابقة وان لم تكن غلوريا قد اخبرته فهو بدون شك وضع لما رأى استنتاجا خاصا .
قال بجفاء :
- يجب ان تكون هذه الامسية مثيرة للاهتمام .
تبع تعليقه وخزة حاده في صدره من كوع غلوريا .
ما ان دخلو الى المنزل من الباب الخلفي حتى وجدوا المطبخ فارغا الا من الروائح اللذيذة المنبعثة من الفرن .
ومن ردهة المدخل سمعو صوت بيترا . لم تستطع مارغ ان تفهم ما كانت تقول ولكن من الواضح انها تتكلم مع لوسيا.
صاحت بيترا بغبطة عندما دخل الاربعة الى الردهة :
- اوه .. كونورواي هذا انت .
حياها برقة :
- مرحبا بيترا لم اتوقع رؤيتك هنا .
- كنت على وشك الخروج في الواقع اخبرتني لوسيا انكم خرجتم في رحله . هل ذهبتم انتم الـ4 فقط .
ارتدت عيناها الى مارغ وقد تطاير الشرر منهما .
ردت مارغ بابتسامة تحد :
- اربعتنا فقط .
- يبدو ان رحلة العودة كانت شاقه اذ ارآك تبدين متجهمة ومتعبة .
مياو! التقطت مارغ المرح المتطاير في عيني لوسيا السوداوان وحاولت الا تجعل هذا الشرر المرح يدخل عينيها فلا جدوى ان تكتشف بيترا انها ولوسيا يضحكان منها .
قالت مارغ :
- انت على حق في كلا الامرين .
دفعها الشيطان الخبيث للنظر الى كونورواي ثم اضافت :
- مع ان الرحلة بكل تأكيد استحقت التعب !
امتدت ألسنة نار ملتهبة لفحت وجه مارغ , فعرفت انها اثارت غيرة بيترا فعلا وهذا ما عرفه كونورواي ايضا اذ بدا في عينيه الرماديتين التسلية .
سأل :
- لماذا جئت الى هنا بيترا ؟ أللعمل ام للتسلية ؟
خمدت النيران ما ان ادارت بصرها اليه :
- العمل اساسا .
واضافت بعينيها ان كمية العمل تعتمد عليه :
- املت ان اتمكن من اقناعك بالمجيء الى منزلي الليلة لتساعدني في مراجعة حساباتي .
لم يدهشه طلبها وهذا ما جعل مارغ تدرك ان ذلك امر عادي , او ستار لمزيد من المواعيد الحميمه .
- اتناسبك ليلة الجمعه ؟
ارسلت بيترا ابتسامه بارده اشبه ما تكون بابتسامة نصر.
- الجمعه موعد رائع سأذهب الآن لأترككم تنظفون آثار الرحلة بحرية .
اتسعت العينان الزرقاوان ببراءة :
- ألن تبقي معنا على العشاء ؟
في لهجة مارغ رضى كامل لأنها ارادت قلب الطاولة في وجه بيترا والتظاهر بانها المضيفة هذه المرة .
اضافت :
- انا واثقة ان لوسيا قادرة على الاكثار من الطعام .
قال كونورواي :
- اهلا بك ان رغبت .
لاح على ثغره طيف تسلية وكأنه يعرف ما تضم دعوة مارغ بين حناياها .
- شكرا لك حبيبي. ولكنني اعرف انكم على وشك الانهيار .. اراك مساء الجمعة .
|