لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-09, 05:02 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

4- مخالب امراة

بلاد السماء الواسعه ..آخر معقل للباحثين عن الاوقات السعيده ..هكذا صنفت الدراسات مونتانا كانت المروج الخضراء الواسعه تمتد غربا وكانها موجة مد بحري تغرق الارض !
اطلت من فوق الافق الواسع قمم تطاول السماء الشفافه احست مارغ باستجابه متصاعده في خفقات قلبها ..ان هذا الجمال الاخضر الحي الذي ارتدى ثوب الصيف باكرا منقطع النظير
اخضرت الارض وتدرجت فيها الوان متعدده لاحصر لها وتطاولت الاشجار والجبال الصخرية لالتقاط اشعة الشمس ، فاصبح المنظر خلابا يقطع الانفاس ويوقع في النفس رهبة واجلالا للخالق
تمتمت "هذا شعوري دائما"
نظرت غلوريا اليها باستغراب:
-ماذا قلت...؟
ادارت نظرها على مضض الى السياره:
-كنت ابدي اعجابي بالمناظر...انا لا اتعب ابدا من تامل الجبال المتوحشه التي لم تمسها يد الانسان
قالت غلوريا:
-تشعرني بصغري وتفاهتي...انها رائعة ساحره
مالت مارغ الى الامام لتنظر من وراء صديقتها الى سائق السياره
-لقد عشت في مونتانا طوال حياتي انما في بلده ..فكيف شعور من يقطن الجبال طوال السنة ريف..؟
-لا ادري
التوى راسها الاشقر الى الجانب دهشة:
-ماذا؟
-عندما ولدت انتقلت أمي للعيش في المدينه ..ولم اكن اقضي الا الصيف مع ابي في المزرعه ..لذلك لافكرة لي عن حال الريف في مثل ذلك الوقت ولكنني لم امكث فيه يوما لاعرف الاجابه
-لم اكن اعرف هذا...فلم تخبرني غلوريا شيئا عن انفصال ابويك ظننتهما انفصلا بعدما كبرت
ارتدت الى الوراء تنظر الى الامام مفكره ..من الصعب تصور كونورواي يكبر في مدينه
سألت :
-كونورواي اكبر منك وهذا يعني انه وجد صعوبة في التكيف مع الوضع ؟
رد ريف:
-لم يحاول قط التكيف اخبرتني امي انه حالما اكتشف عدم عودتها الى المزرعة ابدا هرب...كان في التسعة من عمره وقد عاد الى المزرعه بالتنقل بسيارات عده مجانا ، حدث هذا ثلاث او اربع مرات قبل ان يقترح جدي لامي تركه في المزرعه مع والدي ..واخيرا وافقت امي..اذكر انني سالته بعدما كبرت كيف تشجع وفر من هيلينا حيث كانت تسكن امي الى المزرعة بمفرده فقال انها الطريقة الوحيده التي كانت امامه للعودة الى البيت لقد كانت المزرعة بالنسبة اليه البيت دائما اما بالنسبة لي فكانت مجرد مكان اقضي فيه اجازة الصيف
فكرت مارغ في عناد ابن التاسعه الذس قطع مئة وخمسين ميلا وصولا الى مكان يعتبره بيته
يبدو ان عناده لم يتغير الان وهو عازم على منع الزواج بين ريف وغلوريا ، لن يترك شيئا يقف في طريقه ، واما سبب دعوته لمارغ فرغبته في ان تكون الشاهده على ما يحدث ، حركت مارغ راسها قليلا تسحب نفسا عميقا ، في هذه السيارة ثلاثة اغبياء وليست متاكده أي منهم هو الاكبر،ربما هي ، لان الاخران يعميهما الحب ، ان الشهر القادم شهر طويل ومتعب
-كيف كان كونورواي في طفولته؟
على المرء معرفة اكبر عدد ممكن من المعلومات عن عدوه ، ردريف مفكرا
-لا اعرف...لاينتبه المرء في طفولته الى هذه الأمور كثيرا ، كان بالنسبة لي دوما الأخ الأكبر يعلمني ركوب الخيل ويصحبني إلى الصيد والقنص ، يتركني أطارد الطريده بمفردي كان باختصار "كونورواي"
ارتجفت غلوريا رغما عنها ، فمد يده يغطي يدها الصغيره ...تمتم بصوت هامس:
-لاتبدئي بالقلق...ما أن يعرفك حتى يرى أي أخت عظيمه ستكون له
صمتت مارغ فعلى مايبدو أن ريف لن يخبرها الكثير عن كونورواي الذي يجعل مجرد ذكر اسمه غلوريا ترتبك ..ارتسمت ابتسامه على ثغرها ، أنها قلقه من ارتباك غلوريا فيما هي تجلس على أحر من الجمر منذ نصف ساعه ..بدت قمم الجبال أوضح مظهرا عندما أصبحوا بالقرب من وجهتهم
خفف ريف من سرعته وانعطف نحو طريق ترابيه ، تقود قدما نحو البريه ، لم يكن للشق في السياج بوابة إذ دخلت السيارة إلى الأرض المسيجه ثم أومأ نحو الأرض الممتده حولهم
-هذه هي........أما المنزل فعلى بعد بضعة أميال
نظرت مارغ إلى حيث أشار فلم ترى إلا لوحة تحدد أن الأرض هي أملاك "كونورواي" ولوحة أخرى مدون عليها "ممنوع الدخول"
برقت شمس العصر في عيني مارغ حالما ارتقوا تلة معشوشبة بان منه المنزل، كانت نباتات طويله تحرس المنزل من اطرافه الثلاثه تحميه من ريح الشتاء الغضوب ، وبدا المنزل المؤلف من طابقين مثالا للهندسه في مطلع هذا القرن
قالت غلوريا لتكسر الصمت وسحر الجمود بعدما توقفت السيارة أمام المدخل:
-انه جميل
قال ريف وهو يفتح بابه "انه مجرد كوخ الجبل"
لم يكن منزلا كبيرا يليق بعزبة ،لكن معالمه الرشيقه تدل على الترف ، تحرقت مارغ لرؤية الداخل
عندما خرجت من السيارة طافت عيناها في مباني المزرعه لم يكن هناك دليل على وجود نشاط في المزرعة او البيت ، توقعت ان يكون كونورواي باستقبالهم وكانت مستعده لمواجهة عينيه الرماديتين الساخرتين
همست غلوريا:
-لم اتوقع ان يكون رائعا هكذا
نظرت مارغ الى صديقتها :
-انا ايضا اتحرق شوقا الى رؤيته من الداخل
توجهت الى مؤخرة السياره حيث كان ريف يفرغ الحقائب فحمل الحقيبتين الثقيلتين فيما حملت كل منهما الحقائب الاخف وزنا
كان خشب الردهة الرسمية مصقولا اما الجدران فكانت عاجية اللون ،قاد درج خشبي في نهاية الردهه الى الطابق العلوي ..الى اليسار مدفاة من الغرانيت المحلي وفوق المدفأة رأس خروف محنط
وضع ريف الحقائب ارضا وقال عابسا :
-اتساءل اين هي لوسيا
اقترب وقع اقدام بطيئة فالتفت راس مارغ باتجاهها ، تتساءل أي نوع من النساء هي لوسيا.......على المرأة التي تدير منزل كونورواي انت تكون مثال المرأة لترضيه
فوجئت مارغ كثيرا عندما رأت المرأة الشابة اللوزية العينين التي ظهرت امامها انها اخر ماتوقعته في مدبرة منزل
كان شعرها كستنائيا طويلا يتطاير حول كتفيها وعينيها بندقيتي اللون صفرواين كعيني قطه
تجاهلت الفتاتين وتوجهت مباشرة الى ريف
-اهلا بك في بيتك ريف
توقعت مارغ ان تكون المراة بعمر كونورواي ولكن مواهبها على مايبدو تتعدى مواهب مدبره منزل
ارتبك ريف ونظر الى غلوريا قبل ان يعيد اهتمامه الى المراة الاخرى:
-لم اتوقع رؤيتك هنا بيترا
بيترا..؟ اذن هذه ليست مدبرة المنزل ؟ ارتفعا حاجبا مارغ قليلا بدهشه متزايده ..فالمراة تاخذ دور المضيفة لا الضيفه
ازدادت ابتسامة المراة عمقا:
-لقد عينت لجنة استقبال رسمية لكم ، سيغيب كونورواي اظطرارا بعد ظهر اليوم ..انا اسفه لانني لم اسمع صوت السياره ولكنني كنت في المطبخ اساعد لوسيا في تحضير عشاء الليله
قال ريف بادب ، مع شئ من الحماس "ستنظمين الينا بالتاكيد
-سافعل
ارتدت عينا المراة الى مارغ:
-انا بيترا هاريس.....اقرب جارة لكونورواي لاشك في انك صديقة ريف غلوريا
اقرب جاره؟.اهذا كل شئ..؟هذا مافكرت فيه مارغ وهي تصافح اليد الطويلة النحيلة المقدمه اليها
-لا ......انا مارغ بريسكوت صديقة غلوريا
ضاقت العينان الصفروان لحظه ثم التفتتا الى الفتاة البسيطه الجمال السوداء الشعر قرب مارغ ، اشتعلت وجنتا غلوريا بشكل مؤلم بسبب ادراكها لجمال مارغ الواضح ولمظهرها الذهبي
ارادت مارغ ان تصيح عاليا ردا على الادانه الخفيفه في عيني المراة فجمال غلوريا هو من الداخل ولكنها تشك في ان تفهم هذه المخلوقة ذلك
قهقهت بيترا بصوت مرتفع لتغطي غلطتها ولكن لم يكن في ضحكتها تسليه ..فعندما ارتدت العينان الصفروان الى مارغ كان فيهما لمعان غريب اسرعت مارغ تنظر الي يدي المراة متوقعه ان تراهما قد تحولتا الى مخالب قطه مستعده لتخدش وجهها
قالت بيترا بصوت اجش "تشرفت بمعرفتك"
كاذبه!
-يجب ان اعرف انك لاتبدين ابدا مرافقه
-انا هنا صديقة غلوريا
تركت المراة يد مارغ والتفتت الى غلوريا تميل براسها في اعتذار زائف
-اسفه للغلطه
رنت غلوريا بطرف عينها الى ريف ، كانها تخاف ان يدرك فجاه انها غير جميله..لكن عينيه الدافئتين ردتا على نظرتها المرتابه
اضافت بيترا "ستحمدين الله لان صديقتك موجوده...فبعد زوال سحر النماظر المحيطة بنا ستشعرين بالسام لانك لن تجدي ماتفعلينه"
لم تستطع مارغ ان تمنع نفسها من التعليق "لاتبدين سئمه انسه هاريس"
-لكنني اعيش هنا ..ولدي اصدقاء في المدينه يقيمون عندي وقد بدؤ يتسلقون الجدران كما يقال بعد اسبوع
وجهت ابتسامة بارده نحو مارغ "اسمي السيدة هاريس"
ردت مارغ بقليل من الدهشه "هل انت متزوجه"
-ارمله...........قتل زوجي في حادثة صيد قبل اربع سنوات
قالت مارغ بجفاء "كانت صدمة لك"
-انشغلت في البداية بالحفاظ على ادارة المزرعه وحتى ساعدني كونورواي على ايجاد مدير كفؤ ، كان اسوء مافي الصدمة قد مر
اهتزت الكتفان الناعمتان وكانما بذلك توحي ان الزواج امر مضى وانتسى
اضافت "لدي لانني مالكة مزرعه مايكفي من مسؤليات تشغلني وبناء على هذا لا اجد وقت للسام .
ضحك ريف الذي لم يدرك الشرارات المتطايره بين بيترا ومارغ:
-ولن تسام غلوريا........لانني ساملاء كل لحظة فراغ عندي لاتاكد من استمتاعها بهذا للشهر
ضحكت بيترا ملء حنجرتها ، تسخر من الشابتين :
-يتحدث كعاشق مثالي..ستجدين الحياة هنا بسيطه ياغلوريا...فليلة في الخارج تعني التنزه تحت ضوء القمر..وريف معلم صبور..وربما تصبحين في هذا الشهر ريفية مثلي
غاير ريف قول بيترا:
-لن تكون فتاة ريفية لاننا سنقضي معظم ايام حياتنا لندن لذا اريد ان تبقى فتاة مدينيه
كان البريق في عيني غلوريا يقول انها ستكون مايريدها ريف ان تكون، نسيت مارغ المراة الكستنائية الشعر ذات العينان الصفراوين وتذكرت سبب وجودها في هذا المنزل مهمتها ان تفعل ما بوسعها للتاكد من ان يعيش ريف وغلوريا (بسعادة الى الابد)
قالت بيترا بعذوبه "فلارشدكما الى غرفتكما"
وارتدت نحو الدرج في نهاية الردهه
-اعرف انكما راغبتان في افراغ حقائبكما والاستراحه قبل العشاء
سارت مارغ في المقدمه تلحق المراة المتهادية فوق سجادة الدرج المزينة بالزهور ، بدت بيترا قانعة بلعب دور المضيفه في هذا المنزل ، انما ليس لفترة الظهر فقط
وقفت بيترا في اعلى الدرج تنتظر ان تلحقا بها
-لعلكما لن تعترضا على استخدام حمام واحد ، ستكون لكما غرفة اما الحمام فسيكون مشتركا
هزت مارغ راسها "يناسبنا ذلك"
-عظيم
ابتسمت المراة ابتسامة قصيره ثم تابعت المسيرعلى الرواق وفتحت بابا لتدخله:
-هذه غرفتك غلوريا
تقدمت صديقتها بتردد الى الباب فسدت على مارغ الرؤيه وكانت بيترا قد ابتعدت تشير الى مارغ ان تلحق بها
-هاهي غرفتك مارغ
انفتح الباب على غرفة يسيطر عليها اللون الابيض وشئ من اللون الازرق ، غطت سجادة فارسيه الارض بلونها الازرق والابيض ، كان الاثاث البارع التصميم في الغرفه من الانتيكات
برقت عيناها اعجابا وتقديرا وهي تخطو الى الغرفه...كان على السرير المزدوج غطاء ابيض مزينا يدويا
وضعت حقيبتها الصغيره على الارض ثم التفتت الى المراة الواقفة بالباب متمتمه "ما اجملها"
خنقت نظرة المراة أي اعجاب قد يبدر عن مارغ اذ قالت بشراسه ان عليها الا تغرم بغرفة لن تمكث فيها سوى شهر ، ثم بدا ان عيني بيترا تغير من اللون الكهرماني المحذر الى الذهبي الاصفر المتحفظ
قالت وهي تلوح بيدها نحو باب قرب المدفاة :
- من هنا الحمام ، وغرفة صديقتك والعشاء السابعه
-شكرا لك
لكن كلمات الشكر توجهت الى باب مقفل ، زمت شفتيها مفكره،هناك ماينبئها بان عليها الا تحذر كونورواي فقط بل بيترا ايضا ، هزت راسها لتخلص تفكيرها من الافكار البغيضه ..كان الحمام كبيرا واسعا ومعداته قديمة الطراز لكنها في وضع جيد ..جعلتها تقرع الباب المشترك همهمه بدرت عن غلوريا وريف في الغرفة المجاوره
رد ريف "ادخل"
هب مسرعا ليحمل حقيبة مارغ الزرقاء الكبيره
-ساحمل هذه الى غرفتك ..على فكره .ما رايك بذات العينين المتوثبتين مارغ؟
هزت كتفيها "لم اتصور ان بامكان المرء ان يكره شخصا من النظرة الاولى"
-وضعت بيترا لنفسها حق المطالبة بكونورواي لذا لايعجبها ان تقترب منه احداهن خاصة ان كانت مثلك
-تحذيرك واضح الاسباب انما عليها الا تقلق لانني غير مهتمه بحقها على الرحب والسعه في اخذ كونورواي ..انهما زوج متناسب متكامل
رفع ريف حاجبيه:
-ارجوك يكفيني شؤم ان تكون موجوده هنا الليله فلا تطرحيها علي زوجة اخ
قالت غلوريا معترضه "ريف لاتقل كلمات كهذه"
شع الحب في وجهه ، ونظر مبتسما ابتسامة حنون :
-ولماذا الانني افضل المراة ان تكون انثى لاقطة متوحشه
-اذهب وخذ حقيبة مارغ الى غرفتها
رات مارغ رغم لهجة الامر التوهج الذي انار وجه غلوريا لاطراء ريف فبدت جميله
غمزها "امرك" وخرج من الغرفه
لاحقته نظرات غلوريا حتى ابتعد ثم عقدت ذراعيها حول صدرها وكانما تريد ابعاد برد مفاجئ ، اشاحت بوجهها عن انظار مارغ تتنهد قائله "حسنا ها نحن هنا"
طافت العينان البنيتان بالغرفه :
-اخبرني ريف عنها ، ولكنني ماتوقعت ان تكون هكذا ، بنى جده هذا النزل لزوجته...هل تتصورين مدى صعوبة الامر في تلك الايام ..؟ لقد شحن الاثاث الى "ياناك" ثم نقل بالعربات الى هنا
تقدمت مارغ الى السرير المرتفع القوائم ، فمررت يدها فوق الغطاء الربيعي الاخضر
-هذا جميل.......الغطاء الذي على سريري مشغول يدويا كذلك ومن صنعهما يملك صبرا طويلا
صححت لها غلوريا
-بل حب غامر انها هذه اللمسات الصغيره التي تميز هذا المكان انه "بيت" لان شخصا ما اهتم بالناس المقيمين فيه ..لقد اخذت وقتها لتصنع هذه الاشياء لانها تهتم ولانها كانت فخورة بالبيت الذي تعيش فيه..مارغ...لا استطيع الصبر ليكون لي بيت ، خلقت بعض النساء ليكن عاملات ولكنني لست من هذا النوع اريد زوجا واولادا ومكانا استطيع ان اصنع فيه اعمالا يدويه كهذه لهم
وعدتها مارغ بخفه:
-سيكون لك ماتريدين......اما الان فمن المفترض ان نفرغ حقائبنا ، اريد ان استحم واغير ملابسي قبل العشاء......قالت بيترا انه في السابعه
نظرت غلوريا الى الساعة الصغيرة التي في معصمها:
-الوقت متاخر اكثر مما ظننت ..لدينا الوقت الكافي تقريبا لنستعد
-وهذا على الارجح افضل لنا ......فلدي احساس ان بيترا لاتريد ان نحشر انوفنا فيما يتعدى هذه الابواب حتى السابعه
ابتسمت ابتسامه قلقه ملئها التسليه:
-ساتركك لتفرغي حقيبتك.....من ينته اولا ياخذ الحمام
-اتفقنا
كانت مارغ الاولى اذ دخلت بكسل للمغطس الفاخر العميق..في غرفتها، ارتدت روبا حريريا وتوجهت الى طاولة الزينه الصغيره ، كانت قد كومت شعرها الذهبي فوق راسها ، تثبته في مكانه بملقط ، عندما انتزعت الملقط هزت راسها فتحرر شعرها الذي شرعت تمشطه باصابعها قبل ان تاخذ الفرشاة عن الطاوله
منتديات ليلاس
انعشها الحمام ونشط جسمها،وقفت قرب الستائر الزرقاء تنظر الى الخارج ، كانت النافذه تطل على فناء المنزل الخلفي حيث يكمن منظر رائع يكاد يقطع الانفاس ، منظر الجبال المرتفعة فوق الوادي والسهل التابع للمزرعه
بدات الشمس رحلتها في المغيب ، كانت الجبال مرتفعه تلتقط النار الذهبيه التي تحول قممها الصخريه الى تيجان ملكيه .........
فرشت الغابات الخضراء القاتمه سفوح الجبل بغطاء مخملي كثيف ..واحست ان سحر الجبال يمد يده لياسرها
....
استرعت حركة ظلال اشجار الصنوبر قرب المنزل انتباهها فسمحت لعينيها على مضض ترك رهبة القمم المستحمه تحت اشعة الشمس ، كانت ابنية المزرعة الخارجية بعيده عن نظرها قابعه وراء الاشجار ترد الريح ،ومن ذلك الاتجاه جاء طيف طويل خرج من بين الظلال الى النور كانت خطوات طويلة تحمل كونورواي الى فناء المنزل الخارجي.
انه يرتدي كما شاهدته اول مره جينز باهت الالوان وقميصا ابيض مغبرا يبرز بوضوح عضلاته المفتوله وينتعل حذاء رعاة بقر كان احد قفازيه منزوعا والاخر يشد حتى ينتزع ايضا ، فجاه توقفت الخطوات المتوثبه ثم ارتفع الراس الاسود والقى نظرة على النافذه حيث تقف مارغ
ارتدت الى الوراء مذعوره ثم ادركت انه لن يستطيع رؤيتها من هذه الزاوية والمسافه ، طوى قفازه ووضعه في اليد الاخرى مع رفيقه ولكن فمه التوى بابتسامه ظلت مرتسمه على وجهه وهو ينظر الى النافذه.
خضب اللون الرمادي وجنتيها بالتأكيد لن يراها من هذه المسافه ولكن الستائر كانت مرفوعه جانبا وهذا منزله وهو يعرف بدون شك أي غرفه خصصت لمارغ ، تركت الستائر بسرعه فشاهدت ابتسامته الساخره تزداد عمقا وبعد قليل عادت خطواته الى المسير نحو المنزل مجددا فيما القفازان الجلديان يضربان جانبا ساقاه برضى.
ابتعدت مارغ متوتره كان عليها ان ترد عليه نظرته ترفض ان يظهر تفوقه عليها في لقائهما الاول هنا،قررت الا تتراجع مرة اخرى
-ماذا سترتدين مارغ؟
كانت غلوريا واقفه بباب الحمام تركز على خلع روبها لذلك لم ترى نظرة الغضب على وجه صديقتها ، ردت مارغ وهي تسحب نفسا عميقا لتطرد كل اثر للغضب :
-ال...الفستان الكريب الأحمر انه صيفي رائع ولكنه لايدل على المبالغة في الاناقه
-فكرت ان ارتدي الأصفر المزين بالزهور..مارايك؟
-سيكون رائعا..
كانت ابتسامتها مشدوده ولكن غلوريا لم تلحظ هذا ، بل أعلنت وهي تعود إلى غرفتها
-سأذهب لارتدي ملابسي ....تعالي إلى غرفتي متى ماجهزت
سارت مارغ إلى المرآة المؤطره بخشب الجوز فوق طاولة الزينه ..حققت بضع لمسات من الفراشاة لشعرها تسريحة شعثاء لغيمة ملتفه فابتعدت الخصلات المبعثره عن وجهها في موجات براقه من الكهرمان المغبر..لم تكن بحاجة إلى مكياج فقد امن لها مرطبا توهجا لطيفا أما ظلال العيون فأضفت المزيد من اللون الأزرق إلى لون عينيها الزرقاوين.
سخر منها انعكاس صورتها بخبث : اتضعين طلاء الحرب؟
اجابت نفسها مبتسمه "اجل " والتقطت الماسكارا
في السادسة والنصف كانت جاهزه تساعد غلوريا في اقفال سحاب فستانها العنيد
سالتها غلوريا:
-اتظنين ان علينا النزول الان؟لم تبلغ الساعة السابعه
-لا ادري مايحول دون ذلك فهذا يساعدنا على القاء نظرة على المنزل قبل العشاء
ترددت غلوريا بعدما تقدمت مارغ الى الباب:
-هل ابدو على مايرام ؟
ابتسمت مارغ برد مرح لتخفف من توتر صديقتها :
-كزهرة الجبل ..تعالي
كانتا فوق الدرجة الثالثه عندما سمعت مارغ خطوات تقترب منهما تشنجت عضلاتها اليا ظنا منها انه كونورواي ولكنها لم تسمعه يمر بغرفتها فهل السبب خفته بالسير؟
رغبت في التظاهر بانها لم تسمع خطوات الرجل وكان بامكانها تجاهله لولا غلوريا القت نظرة الى الوراء من فوق كتفها عندئذ لم يعد لديها خيار الا ان تحذو حذوها
لم تواجه العينين الفضيتين الرماديتين ..بل رات دفء نظرة ريف التي القاها على غلوريا التي توقفت..سرت رعشة في اوصالها ولم يكن هذا رد فعل مرحب به لانها تريد ان تكون اهدء حالا عندما تلتقي كونورواي وجها لوجه
قال ريف لغلوريا "تبدين جميله حبيبتي"
نظرت بجذل الى عينيه "اترى ذلك!"
طرد بريق الحب عنها كل بشاعه فبدت جميلة كما يقول ريف..شعرت مارغ ان لاداعي الى تواجدها معهما فقالت
-اراكما في الاسفل
ظاهريا كان وجودها في هذا المنزل من اجل مرافقة غلوريا غير انها ترفض ان تصبح ظلا لصديقتها ومن حق غلوريا وريف الاختلاء بين فترة واخرى
عندما وصلت إلى الأسفل ترددت مارغ ثم لمحت مائدة مفروشة بالأبيض عبر باب مفتوح فقدرت أنها غرفت الطعام وكان ان توجهت اليها ، كان الباب التالي باب غرفة الجلوس نظرت اليه بفضول لتتعرف الى الغرفة معتقدة انها ستجد مضيفتها في غرفة الطعام
كانت المائدة البيضاوية جاهزة عليها انية خزفية مزخرفه وكريستال لماع ، وكانت ثريا ضخمه تتدلى في وسط السقف وتنير المائده ، لم يكن في الغرفة احد ولم ترغب مارغ في انتظار الاخرين هناك
ارتدت على عقبيها وقفلت عائدة الى غرفة الجلوس وهناك انجذبت نظراتها الى لوحة معلقه فوق رف مدفأة رخاميه ، كانت لوحة لامرأة ..امرأة جميلة رائعه ذات شعر نحاسي احمر وعينين لوزيتين كانت الشفتان الخوخيتان مقوستين بابتسامه مقطوعة الأنفاس تعانق الحياه ..مع ذلك..،ورغم كل الحيوية المتدفقه من هذا الوجه الجميل كان هناك جو من والضعف البراءة.
قال صوت ساخر "هذه أمي.."
ارتدت مارغ عن اللوحه لتنظر الى زاوية الغرفه حيث جاء صوت كونورواي كانت العينان الرماديتان تسخران من النظرة القلقه في تعابير وجهها وهو ينهض من كرسي مجنح الظهر.
لقد استبدل الجينز الأغبر بسروال مفصل يدويا ، وكان القميص الحريري ناصع البياض فيه خطوط خضراء وصفراء يحتضن منكبيه العريضين ويضيق عند الخصر النحيل
وصل اهتمامها بثيابه صداه إليه إذ بادلها التحديق بتحديق آخر تأمل قماش فستانها الواسع قليلا الكاشف عن حناياه الممتلئه بدون ان يكون وقح الإيحاء كانت نظرته تحدجها من راسها لأخمص قدميها أحست مارغ بحرارة خائنه تكتسح وجهها لكنها رفضت ان تشيح بصرها
-سمعت عن أفيال وردية اللون ولكني لم اسمع عن فراشات ورديه انسه بريسكوت..؟
التوى ثغره بتسلية ساخره فلامست لا اردايا قماش فستانها الوردي
أضاف "أتحبين تناول المرطب"
ردت بحده "لا"
لكنها ندمت على حدتها وأضافت بسرعه "شكرا لك على أي حال "
لن تستفيد ابدا ان فقدت أعصابها منذ الليله
-يجب ان اعتذر عن عدم وجودي هنا لاستقبلك انسه بريسكوت أتمنى ألا تكوني قد انتظرت طويلا قدومي قرب النافذه..
ردت ببرود "لم أكن انتظرك بل كنت استمتع بمناظر الجبال من نافذتي"
ومض الرضى في عينيه...لقد تعمد خداعها لتعترف أنها رأته وهاهي قد التقطت الطعم بكل غباء ارتدت عنه غاضبة من نفسها لأنها لم تستعد بشكل أفضل لهذا اللقاء
ظهرت امرأة في الباب ترتدي فستانا ازرق اللون وميدعه زرقاء مربوطه حول جسدها الضخم كان شعرها قصيرا دب فيه الشيب ولكن لك يكن يشوب عينيها السوداوين شئ وجهها قوي البنيه ، انتقلت نظرات المرأة من مارغ الى كونورواي ان هذه المرأة بدون شك هي مدبرة المنزل
قالت المرأة وهي تدخل الى الغرفه :
-حملتني السيدة هاريس هذه الصينية المليئة بالجوز والزيتون قالت إنكم ستتناولون المرطبات هنا قبل العشاء
أكد كونورواي ظن مارغ:
-انسه بريسكوت هذه مدبرة منزلي لوسيا اروز أنها ذات دم هندي فهي من قبيلة "كراو" جدها زعيم حرب هندي..هذه مارغوت بريسكوت صديقة السيدة الشابه التي ترافق ريف
جاءت ابتسامة مارغ طبيعيه ، تدفعها إليها نظرة المرأة اللطيفه
-تشرفت بمعرفتك
جعدت ابتسامه عينا المرأة السوداوين الدالتين على الذكاء
-أتمنى ان تستمتعي بإقامتك هنا انسه بريسكوت رغم أصلي فانا نادرا ما اسلك درب الحرب بعد قضاء ثلاثين سنه في هذا البيت بات من الصعب استفزازي
كانت كلمات الترحيب صادقه وهي اصدق ماسمعته مارغ هنا .
نظرت بسرعه الى كونورواي فرات تعابير وجهه من الواضح ان لوسيا غضت الطرف عن ملاحظته الساخره وقدمت كلمات تقدم بين جنبيها نصيحة خفيه
سألت مارغ "هل لي ان أساعدك بالمطبخ!"
رفضت المرأة والابتسامة لاتفارق وجهها الضاحك "كل شئ جاهز تقريبا.....ثم يقال إذا كثر الطباخون ....."
وصمتت تاركه انطباع بأنها تعتبر وجود بيترا هاريس طباخه زائده عن اللزوم حملت الفكرة ابتسامه اضطرت إلى إخفاؤها حالما دخلت المرأة الكستنائية الشعر الى الغرفه ترمي ابتسامه تثير الذهول نحو كونورواي ..فتمتمت مدبرة المنزل وهي تنسحب:
-من الأفضل ان أعود الى المطبخ
لكن لم تكن عينا بيترا دافئتين البته عندما نظرتا الى مارغ :
-هل مر وقت طويل على وجودك هنا آنسه بريسكوت..؟أخشى إنني كنت مشغولة في المطبخ
-منذ دقائق فقط
أعجبت مارغ بالفستان الذهبي الذي احتن برقه حنايا جسدها، كانت عينا كونورواي تراقبانها من فوق حافة كأسه المرفوعة الى فمه ،انه على الأرجح يعرف ان هذه النمره لم تحب على الأرجح الفراشة الورديه ، وتنتظر الفرصه لتنشب مخالبها في أجنحتها الهشه ،
عندما توجهت عيناه الى الباب لحقت عينا مارغ بهما فرات ريف يرافق غلوريا الى الغرفه

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 05:04 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

5-معركة تحت القمر

كانت مارغ عددا مفردا بين الموجودين فهناك ريف وغلوريا و كونورواي و بيترا التي سيطرت على الحديث بسرد فكاهات مرت لإحداث مرت في المزرعه
كانت تسرد قصصا إما تشمل كونورواي أو ريف موحية بمكر إلى قربها منهما ومذكره بصمت مارغ خاصة وغلوريا عامة بأنهما دخيلتان .
ولكن عزلة مارغ لم تنته في غرفة الطعام كان عليها أن تعرف أن بيترا لاتستطيع إبعادها عن المجموعة لولا موافقة كونورواي
في غرفة الجلوس قامت بيترا بدور المضيفه بشكل طبيعي فجلست على الأريكه أمام طاولة تقديم القهوه الفضيه حيث انظم لها كونورواي
جلس ريف وغلوريا على الكرسيين المقابلين للاريكه وهذا ما ترك مارغ أمام خيارين فقط احدهما مستحيل لأنه يعني الجلوس قرب كونورواي على الأريكه وثانيهما الجلوس على الكرسي الذي يجعلها خارج حلقتهم
حافظت مارغ التي كانت تغلي غضبا على جو الهدوء ورباطة الجأش لن تحاول التدخل في الحديث أو جذب الاهتمام إلى نفسها بأي طريقه فقد يكون هذا ما توقعه كونورواي منها.
أحست بالرضى لاكتشافها أن غلوريا غير مبعدة عن الحلقه فقد راحت بيترا تطرح سلسلة من الأسئلة المهذبة عن طفولتها وكليتها ودراستها وكانت ردود غلوريا مهذبة كدأبها مع الغرباء ولكنها كانت تجيب بدون تردد وهذا ماهلل له قلب مارغ بصمت ذلك أنها تعرف مدى الشجاعة المطلوبة لهذا من صديقتها الخجول .
قالت بيترا :
-ريف......يجب أن تصحب غلوريا لرؤية بحيرة القندس
نظرت إلى غلوريا ثم أضافت:
-ليست بعيدة عن المنزل انه مشوار لطيف سيرا على الأقدام وهي بحيرة رائعة للسباحة ولكن المياه باردة قليلا لأنها قادمة من الجبال والبحيرة خير مكان تقضين فيه أوقاتك في غيبة ريف..أتعرفين السباحة..؟
ردت غلوريا بارتباك:
-في الواقع...لا اعرف...لم تتح لي يوما فرصة تعلم السباحة
-وماذا عن ركوب الخيل ..؟أنا واثقة أن كونورواي سيجد لك فرسا لطيفة مناسبه ،هل تجيدين الفروسيه..؟
امتدت يد غلوريا المرتبكه إلى خصلة شعر سوداء ثم التفتت إلى ريف:
-ركبت الخيل بضع مرات لكنني غير ماهرة في ذلك
ابتسمت بيترا ابتسامة لم تعرف مارغ ما إذا كانت بدافع الرضى أو التفهم المؤدب ..كان كونورواي مستندا إلى ظهر الأريكه مكتفيا على مايبدو بالسماح لبيترا بالاقتراحات المتعلقة بالنشاطات اليومية في ساعات النهار ، أضافت بيترا التي لم تهتم بافتقار غلوريا إلى الحماس بالنسبة لموضوع الخيل
-على أية حال....اعرف انه سيأتي وقت سترغبين فيه في الابتعاد عن المزرعه وأنا أريدك أن تشعري بحرية للمجئ إلى منزلي متى شئت فهناك أنشئت ملعب تنس والتنس رياضة أهواها كثيرا أنت على الرحب والسعه في منزلي
تسلل لون وردي إلى خدي غلوريا التي غضت طرفها لتنظر إلى الفنجان :
-انه للطف عرضك هذا لكنني لا اعرف لعبة التنس ..أنا لا أميل إلى الرياضه
انفرجت شفتا مارغ قليلا بعدما هبطت عليها الحقيقة المره كيف لها أن تكون عمياء إلى هذا الحد ؟ لم يكن كونورواي مهتما بفصلها عن المجموعه لتشعر بأنها شخص غير مرحب به بل أرادها بعيدا عن غلوريا حتى يشير بخبث إلى ريف إنهما شخصان متغايرا الطباع والميول كليا
صاحت بيترا بعجب مع ضحكة مبتورة:
-يا الهي غلوريا! لاتعرفين السباحة والتنس ولا تحبين ركوب الخيل ..ماذا ستفعلين هنا مدة شهر ؟ ستصابين بالجنون إن أمضيت أيامك جالسة في المنزل بمفردك
-لقد نسيت أن غلوريا ليست بمفردها هنا
اصطك الفنجان فوق صحنه بصوت مرتفع عندما وضعته مارغ على الطاولة الصغيرة قرب كرسيها تصادمت عيناها بعيني كونورواي الرماديتين المعدنيتين لتعلمه بأنها عرفت ما الهدف من وراء تصرفه
أضافت "واثقة بأننا سنجد ما نشغل به أوقاتنا"
قال ريف وقد حل محل التعبير المرتبك ابتسامة مشعه:
-وأنا أكثر من مستعد لتسلية غلوريا في المساء غدا صباحا سأصحبك لرؤية المزرعة لئلا تضيعي إذا خرجت في نزهه..وسأطلب من لوسيا تحضير سلة طعام لنقوم بنزهه بعد الظهر إلى بحيرة القندس
تمتمت غلوريا التي استردت بسمتها "ساحب ذلك"
مال كونورواي إلى الأمام يأخذ سيكاره من العلبة على الطاوله..ثم قال بهدوء:
-أخشى أن ذلك غير ممكن فانا بحاجة إلى يد عامله هذه الأيام لذا لن أتمكن من السماح لك ببضعة أيام راحة يجب أن تستيقظ مستعدا للعمل في الصباح الباكر
غضنت تقطيبة وجه ريف الفتي :
-ماذا ؟ لماذا تفتقر إلى يد عامله.؟من هو الغائب؟
-جيم سلايد...طردته في الأسبوع المنصرم لأنه نام أثناء الدوام
اسودت عينا ريف اللوزيتان بريبه:
-هذا مايفعله جيم منذ سنوات لماذا طردته فجأة بعدما تغاضيت عنه طوال هذه المده؟
-كاد نومه يسبب حريقا في مخزن الغلال وقد طردته لأنني غير مستعد لتكرار ما حدث
تحدت العينان الرماديتان الثابتتان ريف الذي لم يرد إلا بإظهار سخطه..بعد ذلك نظر إلى غلوريا..:
-آسف حبيبتي أظن أن هذا ينهي ذاك
توقفت يدها عن أدارت خصلة شعرها بعصبيه وقالت تطمئنه :
-لابأس..سنقوم بهذا في يوم آخر
نظرت بيترا إلى الساعة الرقيقة الذهبية في يدها:
-على ذكر يوم آخر...ليس الوقت ببعيد عن الغد وعلي أن أقود سيارتي إلى المنزل ..سأحضر ثيابي و أغراضي من غرفة النوم
أية غرفة نوم ولمن..؟ تساءلت مارغ بخبث حاقد فيما كانت المرأة تنهض ..تلاشت عيناها صدفة بعيني كونورواي ..كان شيئا من كراهيتها لبيترا ظاهرا على تعابير وجهها ، فابتسم ابتسامة ملؤها التسليه
كسر ريف من غير قصد نظرات التحدي المتبادله بينهما بسؤال عن جدول أعماله غدا ، ظل النقاش بين الرجلين محصورا في عمل المزرعة حتى عادت بيترا التي وقفت بالباب ..طافت ابتسامتها الماكرة بالجميع وتوقفت أخيرا على غلوريا:
-عمتم مساء جميعا غلوريا اتصلي بي أو تعالي لزيارتي إن شعرت بالوحده تسعدني زيارتك..وأنت أيضا انسه بريسكوت
أضافت كلماتها تلك على مضض،أجابت مارغ على مضض أيضا:
-كنت لطيفه بقيامك باستقبالنا سيده هاريس
ضاقت نظرة بيترا للحظه:
-أسعدني ذلك..هلا رافقتني إلى السيارة كونورواي؟
لم يرد ولكنه وقف ، غادر التوتر الخانق الذي استولى على مارغ نفسها بمغادرة كونورواي لم تكن قد لاحظت مدى تشنج أعصابها حتى ابتعد
ولكنها عرفت أن ريف وغلوريا لن يعترضا إن تركتهما بمفردهما ..بل الواقع أنهما سيرحبان بذلك ، فقالت وهي لا تنتظر ردا:
-سأتناول القهوة في المطبخ
كان المطبخ كبيرا واسعا فيه مائدة قديمه مخصصة للفطور وكراسي من طراز وندسور الخشبية يحافظ رغم حداثة أدواته على سحره القديم الطراز كحال سائر المنزل
رفضت لوسيا اروز عرض مارغ بتقديم يد المساعدة وأصرت على أن ما تبقى من عمل لا يحتاج إلى أربع أيد لطن مارغ ظلت معها عدة دقائق تحدثها
ما أن تركت المطبخ حتى عرفت مارغ أن المدبرة تاخذ دور الأم...إنها امرأة دافئة عاطفيه لذا أحبتها مارغ أملت أن يكون هذا الشعور مشتركا
عندما اقتربت من نهاية الدرج في ردهة الدخول ، انفتح الباب الأمامي الذي دخل منه كونورواي ..فتوترت أطراف أعصابها وبعد تردد بسيط في خطواتها سارت قدما إلى الأمام ونظرتها تطوف ببروده على قسماته المتحفظة
منتديات ليلاس
اتخذت قرار كان وليد اللحظة ارتدت على عقبيها تريد العودة إلى غرفتها ولكنها شعرت بالخطوات الرشيقة تحمل كونورواي إليها
-هل ستخلدين إلى الراحة باكرا..؟
توقفت مارغ على الدرجة الأولى ولكنها لم تستدر:
-كان يوما طويلا مرهقا
أضافت بصمت إن الشهر سيكون طويلا ومرهقا أيضا خاصة إذا كانت الليلة مثالا لما هو قادم
-هل من خطب انسه بريسكوت؟
كانت السخرية من جديد هي المسيطرة على صوته ، دنا من الدرج ووقف قرب الحاجز بحيث أصبح قبالتها تماما
هزت كتفيها "لا ابدآ"
أطلقت نظرتها شرارات زرقاء حالما اصطدمت بقسوة اللون الرمادي في عينيه..وجهت عن قصد اهتمامها إلى شفتيه فرات فيهما اثر احمر الشفاه الخفيف...
أضافت ساخرة "كان عليك الاقتراح على السيدة هاريس محو احمر شفاهها ..يبدو انه لن يزول بسرعه"
ازدادت خطوط فمه عمقا..ولم يتحرك ليمسح اثر احمر الشفاه
-لم تكن الأمسية بالنسبة لك ممتعه..أليس كذلك..؟أنت معتادة على أن يحدق بك المعجبون لذا طعم المرارة حاد دائما ..ربما بعد شهر تعتادين على هذا الطعم
كانت لحظة من تلك الرهيبة التي تفقد مارغ فيها القدرة على الكلام ربما بعد ساعة تجد رد مناسبا أما الآن فهي عاجزة لم تستطع بسبب غضبها إبعاد الارتعاش عن صوتها
-أرجوك..ابلغ غلوريا إنني متعبه
أحنى راسه بأدب وتسلط والبسمة الساخرة تضحك على عذرها "بالتأكيد"
ارتجفت ساقاها ولكن حملتاها بسرعة إلى غرفتها ومع أنها لم تكن متعبه ارتدت ثوب النوم وصعدت إلى السرير
في وقت لاحق سمعت غلوريا وريف يتبادلان تحية المساء في الرواق قبل أن يقفل باب غرفتيهما ،ظلت مستلقية فترة طويلة قبل أن تغفو..ولكنها لم تسمع كونورواي يصعد لغرفته
بعد أسبوع اتخذت الحياة في المزرعة نمطا محددا كانت ساعات النهار هي المحببة إلى مارغ إذ تقضيها هي وغلوريا في التنزه والاستكشاف اكتشفتا بحيرة القندس وأماكن أخرى ولكنهما ابتعدتا كثيرا يوما عن مباني المزرعة وبعد الظهر كانتا تسترخيان تحت أشعة الشمس أو تساعدان لوسيا إن سمحت لهما
كان السبب الرئيسي لاستمتاع مارغ ابتعاد كونورواي عن المنزل منذ الصباح وحتى المساء
كانت الأمسيات والحمد لله قصيرة ، فما أن يستحم كونورواي وريف من غبار النهار حتى يمد الطعام ويؤكل ثم ما يلبث أن يحين موعد النوم لم تكن تقضي برفقه كونورواي إلا وقتا قصيرا ولكنها كانت تجده وقتا طويلا إذ دأب على مهاجمتها بكلمات ونظرات ماكرة تدفع الغضب إلى عروقها وكان يتجاهل غلوريا كل التجاهل ويتعمد ترهيبها ليجعلها تتصرف بطريقة خرقاء
كان الغرض الأساسي من الزيارة هو أي يتعرف كونورواي إلى غلوريا لكنه للأسف أبدى عدم اكتراث مطلق بها وهذا ما أزعج مارغ التي وجدت نفسها عاجزة عن القيام بشئ فلن تستطيع أبدا الإشارة إلى فضائل وحسنات صديقتها وكأنها عبدة تباع في سوق النخاسة
وقفت أمام النافذة تنظر إلى الجو الملبد بالغيوم التي اخفت قمم الجبال وحجبت الشمس ، تحولت القطرات الكبيرة التي كانت ترتد عن النوافذ وأصبحت مطرا منهمرا وتبع سياط البرق قصف الرعد
كان ريف قد أسرع في العودة إلى المنزل قبل نصف ساعه غارقا بالماء وكانت مارغ جالسه على الأريكة في غرفة الجلوس تحدق إلى اللوحة الموضوعة فوق المدفأه تتساءل كيف لهذه المرأة الجميلة إن تكون أماً لولدين مختلفين كل الاختلاف
دخل ريف إلى غرفة الجلوس "مرحبا......أين غلوريا"
مازال شعره الأسود رطبا كان الشبه بين الأخوين قويا ولكنه اختفى حالما التقت عيناه الودودتان عينا مارغ
-في المطبخ تصنع بعض الشوكولا الساخن
تنهد "ستكون هذه الفتاة زوجة رائعة لرجل محظوظ"
جلس على كرسي قبالة الأريكه ومضت صاعقه على مسافة قريبه فابتسم ابتسامة رضا
-مطر مطر مطر ! بدأت اعتقد أنني لن أحظى بظهيرة مريحه ..ماذا فعلت في هذا اليوم الممطر الجميل مارغ؟
اتجهت عيناها نحو اللوحة..لتجيب:
-اقرأ
ولكن الكتاب كان مرميا على الوساده قربها منذ وقت ثم نظرت إلى ريف عابسه :
-هل لي أن اطرح سؤالا فيه بعض التطفل ؟
-اطرحيه وسأقرر ما إذا كنت أريد الرد عليه أم لا
-مازالت صورة أمك معلقة فوق المدفأة كنت أتساءل عن السبب
أمالت راسها جانبا ترقب ابتسامة ريف المازحه تختفي وهو يلتفت ناحية اللوحه وفي عينيه حب صادق:
-كانت هي وأبوك منفصلين مدة ثمانية عشر عاما؟
-لم يكن انفصالا
استند إلى الوراء في كرسيه ثم التفت واستدار إلى مارغ مفكرا
-كانا يعيشان منفصلين كنت أعيش مع أمي عند أبيها مده تسعة أشهر ثم نعود إلى هنا صيفا
-كل سنه..؟
-كل سنه ، كنت استيقظ ذات صباح في هيلينا لأسمع أمي تقول إننا ذاهبان إلى المزرعه لم تكن تتصل مسبقا لتحذيره بقدومنا لكنني لا اذكر أن أبي قد امتنع يوما عن استقبالنا يصعب علي إن اشرح حبهما العميق كان لهما في كل صيف شهر عسل حقيقي كنت أراهما يضحكان ويتحدثان همسا وكنت أرى أبي يسرق منها قبلة بين الحين والأخر ، لا استطيع تعداد الأوقات التي رايتهما فيها يتبادلان نظرات الحب ولكن ما أن يمر شهر آب حتى تقول أمي أننا عائدان إلى جدي
أعمى الارتباك عينا مارغ:
-لكن..لماذا..؟...اعني...إن كانا متحابين فلما انفصالهما؟
سحب نفسا عميقا ونظر إلى اللوحه
-لم تكن أمي تتحمل عزلة المزرعه كانت بحاجة إلى الناس حولها أنها امرأة اجتماعيه تحب دوما رؤية وجوه جديده لقد اعتقدت أنها ستتأقلم مع الوقت ولكنها أخيرا وجدت ذلك مستحيلا
قالت مارغ بذهول:
-أنها لمعجزة أن يظلا متحابين طوال هذه السنوات
أكمل ريف:
-كان أبي يزور هيلينا سنويا في عيد الميلاد حيث يقضي فيها بضعة أيام وكان كونورواي يرافقه حتى أصبح في السادسة عشرة من عمره..سألتني عندما كنا قادمين إلى المزرعة عن كونورواي الذي اعتقد أن أمه هجرته وهجرت أباه مع انه يعرف أنها أرادته يعيش معها ..لم يبح لي قط بما يفكر به ولكنه كان يسئ الظن بأمي معتقدا بأنها تقيم علاقات مع رجال آخرين ولكن لم يحصل ذلك يوما فأمور كهذه يصعب إخفاؤها مدة ثمانية عشر عاما عن ابنها الذي عاش معها طوال الوقت كان أبي الرجل الوحيد في حياتها انه حب نادر مميز..!
نظرت مارغ مجددا إلى الصورة
-كان مميزا فعلا
-أتدرين ماكان يسميها أبي...؟ فراشته
تجمد كل شئ في مارغ البرد الذي أوقف دقات قلبها أوقف معه أنفاسها سرى شئ من الشلل في أطرافها أن طفولة كونورواي هي المسؤله عن كراهيته المريرة واحتقاره لها أنها بالنسبة له..: فراشة أخرى !
جاء صوت غلوريا السعيد من الباب:
-ها أنت ريف حضرت لك بعض الشوكولا ظننتك ستحتاجه بعد هذا المطر الذي أغرقك
غمز ريف لها "ذكريني بأن أتزوجك"
امسك بيدها وهي تضع الكوب على الطاولة الجوزية الخشب..فضحكت مقطوعة الأنفاس..."سأذكرك"

&&&&&&&&&&&&&&
قصف الرعد ، فرج الجدران
-ريف!
جعل صوت كونورواي الأمر مارغ تكاد تقفز لاشك أن الرعد أخفى صرير الباب الأمامي ، كان واقفا بباب غرفة الجلوس ثيابه جافه تقريبا ، وأكمل بجفاء:
-لا يعني هطول المطر أبدا انتهاء العمل
أشاحت مارغ بوجهها عن هاتين العينين مع أن حواسها تجاوبت بعمق مع وجوده
قال ريف متذمرآ :
-لقد غيرت ملابسي المبلله
-لو حملت معك معطفك الواقي من المطر لما تبللت تعال من الأفضل أن نسن شفرات جزازة الخشب
تنهد ريف "ها قد خسرت راحة بعد الظهر"
نهض عن كرسيه معتذرا لغلوريا بابتسامه
-شكرا للكاكاو حبيبتي ولكنني أخشى أن تشربيه أنت
ما أن اقفل الباب الأمامي خلف الرجلين حتى انطلقت تنهيده استسلام طويله من شفتي غلوريا
0اشربيه أنت مارغ فانا لا أريده
وضعت الكوب أمام الأريكه ولكن مارغ صاحت بها وقد لاحظت نظرة اليأس على وجهها:
-هاي..ليست هذه نهاية العالم.........ريف عائد
دست غلوريا يديها في جيبي سروالها وتوجهت نحو النافذه متمتمه:
-وقت العشاء
-تعرفين أن عليه أن يعمل
-اعرف
قالت مارغ:
-لا تسمحي للطقس بأن يبعث إلى قلبك الإحباط لماذا لا توقدين المدفأة فذلك سيطرد الكآبة عنك
التفتت غلوريا إليها:
-مر على وجودنا هنا سبعة أيام لم استطع خلالها التحدث على انفراد مع ريف لو لساعة انه يعمل من الفجر حتى المغرب وفي الليل يتواجد أخاه دائما
قالت مارغ بلطف "وأنا أيضا"
أدركت فجأة أنها في خضم لهفتها إلى إبعاد نفسها عن كونورواي نسيت أن غلوريا تريد الانفراد بريف والواقع انه احد أسباب مجيئها إلى هنا
أكدت لها غلوريا بسرعه
-لا ألومك
-اعرف انك لا تلومينني ولكن ربما هناك ما استطيع أن أقوم به لتأمين انفرادك بريف
ارتفع حاجبا غلوريا بشكل مؤثر"ليت هناك طريقه"
قدمت الفرصة نفسها بشكل مفاجئ ذلك المساء ، كانت مارغ تتعمد التحدث إلى كونورواي بلطف على مائدة العشاء إنما بدون المبالغة لئلا يشك في أي دافع أخر لكنها ركزت على عدم تبادل الملاحظات الجارحة أو الساخره
عندما ترك الأربعة المائدة لاحتساء القهوة في غرفة الجلوس نظر كونورواي الى النوافذ التي اظلمها الليل وقال:
-لقد توقف المطر يجب أن نخرج لتفقد الماشية غدا
كررت مارغ قوله وهي تتمسك بالفرصة:
-توقف المطر..؟ اعتذر منكم سأتخلى عن احتساء القهوة للقيام بنزهه سيرا فقد حبسني الطقس اليوم بما فيه الكفايه
كان كونورواي خلفها بحيث لم يستطع رؤية غمزتها لغلوريا التي ردت وبريق الفهم السري في عينيها البنيتين
-بالتأكيد لن نعترض
-سأحضر كنزتي
بدأت المسير إلى الدرج ثم توقفت وضحكت بخفه :
-الأفضل أن أرى إن كان لدى لوسيا مصباح يدوي لا أريد أن أتعثر بشئ واكسر ساقي في الظلام
قال كونورواي "سأرافقك"
رفضت بسرعه:
-لاداعي لهذا...سأكون على مايرام بمفردي صدقني
كانت قسماته المنحوتة المعالم متحفظة وفمه خاليا من الرحمه
ترددت مارغ متعمده إعطاءه انطباع بأنها تريد الجدال لكن كونورواي لم يكن سهلا كحال الرجال الذين عرفتهم فاستسلمت بعدما سمحت له بأن يقومها بنظرة طويله
-حسنا.......سأحضر كنزتي
عندما نزلت والكنزة في يدها كان في عنقها عرق ينبض بجنون عزت هذا النبض المجنون إلى النظرة المثيرة للاضطراب التي كان يراقب بها كل خطوة تخطوها كانت قد تأخرت في تمشيط شعرها بتسريحة توحي أن الريح بعثرته وأضافت قليلا من احمر الشفاه البراق إلى شفتيها
عرفت أنها تبدو فتاة بريئة فاتنة..كان تركيزها هذه المرة على الفتنه أكثر من البراءة كما حدث في المرة الأولى التي حاولت فيها خداعه ربما يكره الفراشات لكنه بشر ولقد أثبتت بيترا هذا
حملتها قدماها بخفه إلى الردهة ومنها إلى الباب الذي فتحه لها توقفت في الخارج بانتظار إغلاق الباب والانضمام إليها ثم تقدمته مجتازة الدرجات الحجرية القليلة عندما استدارت نحو الممر المسيج بالشجيرات الشائكة الصغيره تظاهرت بتجاهل الرجل السائر على مسافة غير بعيده عنها
كان السير في الدرب المفضي إلى المرعى خيارا مقصودا فهنا سيصب القمر عليها نوره الفضي فيزداد شعرها اشقرارا وشفتاها لمعانا
طافت عيناها في الأرض المترامية الأطراف لك يكن من الضروري التظاهر بأنها مسحورة بجمال الليل إذ كان القمر يحتل قبة السماء السوداء المشتعلة بنيران النجوم وعلى مسافة منه شاهدت برقا يومض ويخبو
تمتمت وكأنما لنفسها "ما أجمل هذا المنظر"
لكنها لم تنس للحظة واحده وجود كونورواي معها
-اجل
أجفلتها سخريته الجافة ما أن ألقت نظرة إلى جانب وجهه القوي حتى علمت انه غير متأثر بجمال الليل أو جمالها
توقفت متسائلة عن رده المعدومة فيه الحماسة " أليس المنظر جميلا"
اشتعل عود ثقاب عند طرف سيكاره ثم أنطفا وبعد ذلك ارتدت نظرته الفضية إلى وجهها
-هل تحبين الإطراء..؟
-إطراء
لاح على فمه طيف ابتسامة متوحشة :
-أليس من المفروض أن أتأثر برؤية جمالك في ضوء القمر؟؟
تطايرت شرارات الغضب من عينيها ولكن صوتها كان هادئا عندما ردت "لا"
تابعت المسير بتؤدة ولكنها كانت تشعر بنظراته المرتابه على وجهها تعرف أنها تعمدت اقتناص بعض الإعجاب منه لكنها ستقطع ذراعها قبل أن تعترف
-أليس من المفروض أن نتحدث عن ريف وغلوريا؟
جعلها تعبيره الساخر تتوتر ولكنها تابعت المسير تنظر إلى سفح الجبل بدون أن ترى شيئا منه
قالت بلا اكتراث "إذا رغبت في ذلك"
-أليس هذا سبب دعوتي إلى التنزه برفقتك؟
-أنا لم ادعك إلى التنزه برفقتي كونورواي بل أنت من دعا نفسه
نظرت إليه بتأنيب
ابتسم ابتسامة تسلية " عرفت انك تريدين مني أن أرفقك ولكنني لم افهم السبب"
رفعت راسها إلى الوراء تنظر إليه بغضب
-ليست أسباب خروجي في هذه النزهة بمعقده فهي لاتعدو أن تكون رغبة في تنقش الهواء الطلق إن هدوء الأمسية لا يشجعني على الدخول في نقاش معك
-حاولت استرضائي طوال الأمسية...لماذا مارغ؟
أطلقت لفظة اسمها الفضة اضطرابا في معدتها
-لقد سبق أن قلت لك
-لقد ادعيت سببا لكنك لم تقولي الحقيقة
الرجل شديد الملاحظة ولكنها تحدثه بخفه
-لماذا لا تقول لي ما هي الحقيقة.؟
-أتصور أن فتاة بمثل جمالك معتادة على إعجاب الجنس الآخر... بعد أسبوع هنا قد تحتاجين إلى رفقة رجل... عبث عابر لتحافظي على التمارين
ازداد راسها ارتفاعا فومض شعرها الأشقر تحت ضوء القمر وسألت:
-من المفترض أنني خدعتك لتخرج معي لهذا السبب؟
-لقد اخترت موقعا رومانسيا ...نزهة تحت ضوء القمر على درب يبعد مسافة عن البيت
ابتلعت ريقها غصبا ثم استرقت النظر إلى ما حولها لم تدرك كم ابتعدا عن المنزل وكم كانا منفردين إذ لا تحيط بهما إلا المراعي والسهول وضوء القمر
ردت بجرأة:
-لو كانت هذه نيتي لأخذت رجلا منجذبا إلي على الأقل......... إن كراهيتك لي أوضح من الوضوح
تفرس في وجهها المستدير إلى الأعلى نحوه:
-بل على العكس....أنا منجذب إليك اعتبرك ساحرة متأمره إنما هذا لا يخفف من إعجابي بك فأنت امرأة جميلة خلابة
أرسلت وقاحة إعلانه رعشات باردة إليها ردت عليه بحده وهي تشيح بوجهها:
-وفر إطراءك وغزلك لبيترا اعتقد أنها ستكون أكثر امتنانا لك مني
امسك ذقنها بإبهامه وسبابته ليدير راسها إليه مجددا:
قال ساخرا بصوت أجش وعيناه مركزتان على لون وجنتيها الوردي الذي لم يستطع إخفاؤه النور الخفيف:
-أتغارين؟
انتزعت وجهها من لمسته:
-أيها المغرور المتعجرف..........
انقلب اللمعان في عينيه إلى فولاذ
-تساءلت كم سيطول بك الوقت قبل أن تفقدي أعصابك ، اصرخي الآن ما شاء لك ذلك فليس هناك احد حولنا ليسمعك
قالت بصوت حاد "دعني"
قال "لماذا أردت أن أرافقك ؟
و ابتسم بغرور وتعجرف
فضلت الاعتراف بالحقيقة قبل أن يسئ الظن بها
-خرجت من المنزل .....لأنني أردت بعض الخلوة
-هذا طبيعي
-لا........الخلوة لريف وغلوريا أردت لهما الخلوة ولهذا أوحيت إليك إن ترافقني
ارتفع راسه عنها برضى ، وقال متمتما:
-عرفت الحقيقة أخيرا
-لقد خدعتني........أليس كذلك؟
ازدادت ابتسامته عمقا: "وهل استطيع ذلك..؟"
ابتعدت عنه " ألا تستطيع..؟"
سألها صوت صغير خفي... أيستطيع ذلك؟
لا!
لكن الإنكار المتوحش كان للصوت الخفي
قال كونورواي و الضحك الصامت في صوته:
-من الأفضل أن نعود إلى المنزل .. وان لم تقتنعي دفعني فضولي إلى اكتشاف الأمر بنفسي
بدا كلامه تهديدا لها ..من الأفضل في بعض الأحيان التراجع وخسران معركة على خسران الحرب كلها
ما ان دخلا المنزل حتى سارعت مارغوت الخطى أمامه , في هذه اللحظة خرجت غلوريا من غرفة الجلوس ..لم يكن في قسمات وجهها بريق داخلي نسيت لبرهة رغبتها في الوصول بأقرب وقت إلى غرفتها ونظرت إلى غرفة الجلوس وعلى جبينها تقطيبة حيره محاولة معرفة ما أذا تشاجرت غلوريا وريف
-أين ريف..؟
ردت غلوريا بجفاء "في غرفة الجلوس لقد كان مرهقا فنام منذ عشرين دقيقه
أغمضت مارغ عينيها وهي لاتصدق ، تناهت إليها ضحكة خافتة خلفها مالبثت أن أصبحت مجلجلة ، رمت كونورواي بنظرة غضب فلمحت بريق التسلية في عينيه ورأت الابتسامة العريضة على وجهه:
دخل نوع من المكر الى الملاح وقال وهو يهز راسه "آه يالسخرية القدر يا مارغ..؟
عبست غلوريا بعدما ابتعد نحو مؤخرة المنزل
-ما لمضحك..؟
رفعت مارغ يدها إلى شعرها المشعث وابتسامة خفيفة تلامس شفتيها ..اجابت وهي تتنهد ضاحكه:
-لاتسالي غلوريا..لا اظنك ستجدين الامر مضحكا كما وجده هو .

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 05:05 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

6- نداء الطبيعة

اعلن مارغ وهي ترجع خصلة منسلة من بين خصلات شعرها المربوط على شكل موزة قديمة الطراز :
- لقد غيرنا اغطية اسرة كل الغرف الا غرفة كونورواي لوسيا لأننا لم نعرف اية غرفة غرفته .
منتديات ليلاس
كانت لوسيا آروز جاثية على يديها وكبتيها في الردهة تنظف وتلمع الخشب, فاستقامت ويدها على اسفل ظهرها :
- لقد اهتممت بغرفته .. انه ينام في الطابق السفلي في اخر المنزل ... لم افكر في ذكر الامر .
سألتها غلوريا وهي تحمل الشراشف امامها :
- اتريدين مني ان اضعها في الغسالة ؟
هزت مدبرة المنزل رأسها رافضة العرض :
- لقد قمتما بما فيه الكفاية انتما ضيفتان لا خادمتان .
اصرت مارغ :
- لكننا نستطيع مساعدتك .
اضافت غلوريا :
- هذا افضل من الجلوس بلا عمل .. اننا بذلك نفيد بشيء ثم هل غسل الشراشف امر متعب ؟ كل ما علينا وضع مسحوق الغسيل وكبس زر الغسالة .
- فلتضع غلوريا الغسيل في الغسالة اما انا فسأساعدك بتلميع الخشب .
لم تترك لها مارغ مجالا للاحتجاج اذا انحنت لتأخذ قطعة قماش قابعة قرب قدمي لوسيا آروز... لكن مدبرة المنزل حاولت أخذ قماش التنظيف من يدها :
- لن اترككما تفعلان هذا .
ابعدت مارغ القماش عن يد لوسيا .. لتسأل غلوريا بخفة :
- وكيف تمنعينا ؟
قالت مارغ تداهنها:
- هيا لو سيا .. نريد مساعدتك قلت بنفسك انك لن تستطيعي القيام بالتنظيف اللازم في الوقت المحدد. لقد مضى على وجودنا عنا 10 ايام ولا يمكننا الباقء على هذه البطالة فيما انت لا تتوقفين عن العمل .
رفعت لوسيا يديها في الهواء مستسلمة :
- استسلم ! سأحضر قطعة قماش اخرى وسننظف الردهة .
ابتسمت مارغ :
- اتفقنا . انا انظف الخشب قرب الارض لئلا تضطري الى الوقوف والجلوس كثيرا اما انت فقومي بتنظيف ما حول الزخرفة .
بعد ساعتين من الزخرف على الارض على يديها وكبتيها بدأت عضلات ظهر مارغ وكتفيها بالاعتراض .. كانت تتألم ولكنه نوع لذيذ من الالم فقد كان العمل متنفسا للتململ القلق الذي سيطر على الفتاتين .
عادت الامسيات الى سابق عهدها .. كونورواي مسيطر بوجوده على الـ3 الاخرين اذ لم تحاول مارغ كونورواي لإبعاده عن ريف وغلوريا .
لم تخبر مارغوت بحقيقة ماحدث بينها وبين كونورواي عندما حاولت ابعاده عن طريق غلوريا وريف واكتفت بأن قالت انه حاول اغواءها هذا دون ذكر استجابتها العميقه لها .
استطاعت غلوريا بعيدا عن الوقائع الدقيقة ان تفهم الجانب المضحك من المسألة.. فبينما كانت تراوغ تحاول تصد تحرشات كونورواي كانت هي بصغي الى شخير ريف .
ولكن نتيجة الحادث تضاعف احساس مارف بمصيفها المفتول العضلات. لقد كانت دوما المسيطرة على اية علاقة تقيمها لذا لم يعجبها الاحساس بأنها عرضة للخطر . لنه لا يحب الفراشات ومن الممكن ان يحاول يوما تحطيم جناحيها .
ثم هناك التحدي الصامت كذلك .. لقد حصلت على كل رجل سعت اليه ولكن ماذا عن كونورواي ؟ اهو الاستثناء والشواذ في القاعده ؟
سمعت صوت صلصلة خلفها.. فمسحت خصلة عن وجهها , وبدأت تستدير مفكرة ان من السخف ان تضع غلوريا اسوارة في يدها ثم رافق الصلثلة وقع حطوات واسعه غاضبة تقترب منها .. لمحت قسمات وجه كونورواي المخيفة التي لا تلين .
في اللحظة التالية اطبقت قبضة قوية على معصم مارغ وشدها غير مبال بصرختها واجفالها . كانت ساقاها مخدرتين بسبب الجثو مدة ويلة ولأنهما لم يستطيعا حمل تقلها سعت تثبت جسمها على صدره بيدها الحرة.
قال بحده :
- مالذي يجري هنا بحق الله ... .
جذب يدها عن صدره ليبعد قطعة القماش التي مازالت بين اصبعها وانتزعها ثم رماها بعيدا .
- لوسيا !
تهاوت مارغ بقوة على صدره وقلبها يثب وثبا . ترك معصمها آليا ولف ذراعه حول خصرها ليلتقي نقلها .
جعلتها حركتها المفاجئة الاضطرارية تنظر الى عينيه الضيقتين المظلمتين فذعرت من العنف الكامن فيهما .
صاح بصوت راعد مهدد :
- لوسيا .. ما معنى هذا ؟ الافضل ان تفسري ما يجري .
كان قربه منها يخدر احسيسها بدا أن من العسير بل من المستحيل ان تشيح وجهها عن قسماته لم تبد لوسيا آروز خائفة من غضبه لكن مارغ قفزت الى الدفاع عنها .
قالت بانفاس متقطعه :
- كنت اساعدها .
ارتدت نظرة كونورواي اليها لثوان تشل اعصابها :
- اصمتي مارغ ... لوسيا قادرة على الرد عن نفسها .
انصب اهتمامه من جديد على مدبرة المنزل التي ردت ببساطه :
- عرضت الفتاتان المساعده .
نظر من فوق كتفة قائلا :
- وانت كنت تعملين كذلك ؟
لم تستطع مارغ رؤية غلوريا التي وقفت مرتبكة قرب الدرج وعيناها البنيتان مصدومتين بسبب رؤية مارغ اسيرة الاسد الهادر :
تمتمت :
- كنت ... كنت اقوم بالغسيل .
اطلق سبابا قبل ان يضيف :
- سأقول هذا لمرة واحده فقط يا لوسيا .. انهما ضيفتان في منزلي وانا لا اسمح للضيوف بالزحف على ايديهم وركبهم لتنظيف الخشب او غسل الملابس !
وقفت لوسيا اماه بهدوء ويداها مضمومتان امامها :
- انهما فتاتان قديرتان تتمتعان بصحه كاملة كونورواي لذا لا تتوقع منهما الجلوس في المنزل يوما بعد يوم وهما تتلاعبان بأصابعهما .
- لا اهتم ابدا بما تفعلان .. لن اسمح لهما بالعمل كخادمتان في هذا المنزل . هل هذا واضح ؟
ردت مارغ بتحد:
- وكيف ستمنعنا ؟ حاولت لوسيا ولم تنجح لقد اخذت منها قطعة القماش وبدأت بتلميع الارض بدون استئذانها .
- اشتدت الراع حول خصرها تسحقها بقوة .. طالبها بريق عينيه القاسي ان تصمت . شرح سيفان فولاذيان وجهها المتورد ثم انتقلا الى لوسيا :
- فلتبق مارغ بعيدا عن هذا .. هل كلامي واضح لوسيا ؟
ردت مدبرة المنزل نظرته بلا تردد :
- لست الملامه على هذا .. انت على حق . انهما ضيفتان هنا .. وعليك تقع المسؤولية لا علي لقد اخترت اهمالهما لذا لا يحق لك ان تفقد اعصابك لنهما وجدتا طريقة خاصة لهما لللتسلية وملء الفراغ .
ابعد مارغ عنه وكأنها دمية من قماش ثم التفت ليشرف على مدبرة المنزل :
- من الافضل لك يالوسيا ان تتذكري انك لست جزءا من العائلة بل موظفة مدفوعة اجرتها .
صلصل المهماز في حذائه مجددا قبل ان تنقله خطواتها الواسعه الى الباب متوقعه ان يهتز زجاج النوافذ من تأثيره انتقلت نظرتها الى مدبرة المنزل المحدقة بصمت الى الباب ..
قالت لها مارغ صادقة :
- انا آسفة لوسيا .. لم نقصد ان نسبب لك المتاعب .
هزت لوسيا كتفيها وغمرت بعينها السوداوين :
- سينسى غضبه اما الآن فيستحسن ان تتركا شغل المنزل لي على الاقل حتى يهدأ قليلا .
ظل الجو في المنزل مشحونا . لذا كان العشاء ذلك المساء امرا مربكا .
لكن مزاج كونورواي السيء لم يتحسن .. بدا ان مزاجه السوداوي يطوف بالبيت والغريب ان خروجه المفاجئ من البيت بعد الطعام مباشرة لم يبعث الى نفسيهما الراحة ظلت الغيوم تحوم في المنزل حتى اليوم التالي .. ولأنها لم ترغب في ان تتحداه ترددت في عرض المساعده مجددا ...
في امسية اليوم التالي تفاجأت مارغ عندما سمعت ما قال . اما ريف فردد:
- رحلة على ظهر الخيل ؟
بدا كونورواي غير مهتم للذهول الذي اثاره .
- فكرت في الانطلاق صباح الاثنين باكرا . ان هذه الرحلة ستمنح الفتاتين فرصة للاعتياد على امتطاء الخيل وسنغيب يومين فقط .
ابتلعت غلوريا ريقها :
- الخيل ؟
ارتفع حاجب اسود بتسلية ساخرة واكد كونورواي لها :
- اجل .. الخيل .. الا اذا رغبت في السير على الاقدام حتى قمة الجبل ؟
- لا بالتاكيد لا .
نظرت غلوريا الى مارغ لترى ردة فعلها .
قال يذكرها :
- قلت انك قادرة على ركوب الخيل .
رد ديف عنها ومد يده ليغطي يدها .
- انها تجيد الفروسية ساختار لها فرسا لطيفة هادئة .
قال كونورواي يوجه كلامه الى مارغ :
- وانت مارغ ؟ اتجيدين ركوب الخيل ام تفضلين فرسا لطيفة هادئة كذلك ؟
في صوته شيء من الحده . حاولت استكشاف تعابير وجهه ولم تفلح فهي لاتصدق انه فعلا يريد القيام بهذه الرحلة .
ردت بشيء من التملل :
- اجيد الركوب .
علق بخشونة :
- لا ارك متحمسة .
سحبت نفسا عميقا مستنجده برباطة جأشها وشجاعتها :
- ربما .. لآنني لا اظن ان هذه الدعوة صادرة عنك بملء ارادتك .
همست غلوريا متوسلة :
- مارغ !
تحداها كونورواي :
- اتعتقدين ان خطبة لوسيا القصيرة بالامس ذكرتني بمسؤولياتي كمضيف وابتزتني لكي افعل هذا ؟
- اجل .. هذا ما اظنه .
ارتجف فمه ولكنه هز رأسه المتعجرف اعترافا :
- حسنا .. انت على حق في هذا الاعتقاد والسؤال يبقى اتردين الذهاب ؟
بالتأكيد تريد الذهاب ....
ارتفع ذقنها فالتقت عيناها نظرة كونورواي المراقبة وهو يدرك خوف غلوريا من الحيوانات خاصة من الجياد كما يدرك خوف غلوريا من الحيوانات خاصة من الجياد كما يدرك افتقارها الى روح المغامرة .
لم تدن مارغ من غلوريا ان رفضت اختبار عالم اخر .. لكن كونورواي يدينها فهو يعتبر ذلك عيبا خطيرا في زوجة اخيه العتيده وها قد آن الآوان ليعرف ان لدى غلوريا جراءة كبيرة فغلوريا وان كانت تحب امان المنزل ستذهب الى حيث يقودها ريف .
تلاعبت ابتسامة بثغر مارغ . اخيرا اجابت : اجل . احب ان اذهب .
قال كونورواي :
- اتفقنا اذن . سأبدأ بتحضير ما يلزم .
وبدا عليه الاستغراب بسبب نظرة الاذعان على وجه مارغ .
كان الفجر قد انبزغ عندما امتطو جيادهم مبتعدين عن مباني المزرعه باتجاه سفوح الجبل ... شخر جواد مارغ بانتعاش وشوق للرحلة . نظرت مارغ خلفها الى الممر العريض الذي تركوه خلفهم .
كان الصمت اسا تقريبا الا انه لم يكن صمتا حقيقيا , فالعشب يخشخش تحت حوافر الجياد التي بعثرت قطرات الندى الالماسية ..
سألها كونورواي بصوت خفيض :
- اتعيدين النظر ؟
كان وجه مارغ بريق متوهج عندما نظرت الى كونورواي الذي يسير جواده قربها .
- ابدا .
لم يدق البريق الاصفر الشاحب الا دقائق قبل ان تشرق الشمس من فوق القمم .. بدا ان الجبل يستحم اشعة الشمس المتصاعده . وما ان وصلوا الى سفح الجبل حتى ارتفعت الشمس في كبد السماء فكست السفوح بأشعتها البراقة .
عندما دخلوا الى غابة صنوبر عبقت رائحتها الزكية في الجو تقدمهم كونورواي فلحقت به مارغ وتبعها غلوريا وريف وكان الطريق ضيقا بحيث لم يتسع الا لراكب واحد وهذا ما جعل الحديث مستحيلا لم تمانع مارغ في هذا لآنها كانت غارقة في افكارها .
توقف جواد مارغ فجأة كانت تراقب سنجابا ينظر اليهم من وراء جذع شجرة بقلق اعادت بصرها الى الامام فوجدت كونورواي قد اوقف جواده ليتفحص جواد المؤن .
همز كونورواي جواده الكستنائي نحو منبسط من الارض فسيح فلحقت به محافظة على انفرادها دون محاولة الاقتراب منه .. تجاهلت للحظة المناظر وركزت نظرتها على الكتفين العريضتين امامها .
جلس كونورواي بسهولة وكانه جزء لا يتجزأ من الجواد ومما يحيط به .. كانت نظرته لطيفة كما لم تكن يوما اهتزت احاسيس مارغ وهي تلمح جانب وجهه المتجهم الذي عكست اشعة الشمس الذهبية شرارات متوهجة على قسماته جذبتها جاذبيته ورجولته كامغناطيس .
كونورواي في بلاد البراري هذه بين عالمه ومعدنه حاولت مارغ ابعاد عن جاذبيته فابتعدت عيناها الزرقاوان عمدا عنه وحطتا من جديد على المناظر التي يخترقونها ولكن كانت عيناها مع تقدم الصباح تزداد انجذابا الى الرجل الذي يتقدمهم .
بدأت كثافة الاشجار تجف مفسوحة المجال لفسحات عشبية مرتفعه مرقطه بالصخور وملونه بأزهار الجبل البرية . بدا تسلقهم المستمر رفعهم مسافة لا بأس بها ولكن قمم الجبال ما تزال بعيده وما هذه الا تلة قيمة لها مقارنة بالجبلين الآخرين اللذين ينصلان بسلسة من السفوح .
مع ذلك فقد اغوت التلة مارغ فمن ورائها كان في بطن الوادي ممر ملتو يخترق جدران الجبل المحصنه وكان المجاز الضيق في اعلى التلة بعد بمنظر رائع . حثت جوادها للاقتراب من كونورواي الذي ألقى عليها نظرة جانبية ملؤها التساؤل .
سألت :
هل سنصل الى قمة التلة ؟
اقنعت نفسها ان انحباس انفاسها عائد الى الاهاق لا الى بريق عينيه القضيتين .
- بأمكاننا هذا .
التفت نحو غلوريا وريف .
- سنصعد الى القمة ريف .
لوح ريف لهما :
- سنلتقي عند ظهر المرتفع .

لم يكن هذا ما فكرت فيه مارغ . ارادت ان يتشارك الأربعة المنظر ولكنها لن تستطيع الاحتجاج الآن. شد كونورواي حبل جواد المؤن ولكز جواده فسار الجوادان تلحق بهما مارغ .
كانت قمة الجبل اكثر انحدارا وابعد مما اعتقدت مارغ .. بدا لها ان شجرة صنوبر وحيده تنمو في شق صخرة .
اطلقت مارغ في آخر بضعة ياردات لجوادها عنانه , فأسرع يطيعها .
قالت حين توقف جوادها قرب جواده :
- لم اتوقع ان تكون بعيده الى هذا الحد .
كانت عيناها تطوفان بالمنظر الخلاب واضافت :
- ولكنه يستحق العناء .
كانت مباني المزرعه مستترة تقريبا وراء الصنوبر, وكان السهل الاخضر ممتدا كأنه وشاح اخضر على ارض الوادي .
ترجل كونورواي يلف الحبل على قربوص السرج .
- سنتنفس الصعداء قليلا هنا ونعطي الجياد بعض الراحه .
كانت مطيتها اقل رشاقه من مطيته بشكل ظاهر .. كادت عضلاتها المتشنجه غير المعتاده على الركوب الطويل تحتج . ولكن تعبها كله ولى ما ان رأت امامها شكل اسود في السماء الصافية الزرقاء .
همست بانفعال :
- - كونورواي .. انظر !
كان يخفض من رباط سرجه , فتوقف ليلحق بأصبعها .
- اهو نسر أو صقر ؟
- انه نسر .. نسر اصلع .
اقتربت مرغ منه لا اراديا ووجهها يتسابق في شرايينها من الاثارة .. لم تكن قادرة على انتزاع بصرها عن النسر السايح فوق الجبال ..
- لا اعرف كيف لأحد ان يدعي الثراء ان لم ير نسرا كهذا يطير بحرية .
- انه تصريح يدل على عمق التفكير .
في صوته ما جذب نظرها اليه .. فوراء نظرته الكسول شيء من الاعجاب . لقد جعلها منظر النسر خفيفة مرحه , نحسبالخفة والطيش .. ردت بجراءة :
- ألأنه صادر عني ؟ لم تتوقع مني مثل هذا التصريح .
برقت التسلية في عينيه قليلا قبل ان يتحرك بكسل نحو جواده . وضع الركاب فوق السرج وفك الحزام .. رفع نسيم عليل اجنحه شعرها الشعثاء فبعثر الذهب المحروق تحت اشعة الشمس .
قال بصوت هامس :
- اتحاولين المناورة من جديد مارغ ؟
هزت كتفيها بلا اكتراث :
- لا افهم قصدك .
- عرفت عندما اقترحت بلوغ هذه القمة ان غلوريا لن ترغب في ذلك بارادتها وخاصة وهي تمتطي جوادها .
ربت عنق الجواد ومر من تحت رأسه ليقف قربها .
- ألم تحاولي ترتيب انفرادها بريف ؟
تنهدت تنهيده رضى :
- قل ما تريد .
رفعت وجهها الى الشمس تاركة اشعتها الدافئة تنتشر فوقه .
- انا في مزاج رائع جدا لذا لن اتشاجر معك كونورواي .
رد بعذوبة :
- لم اكن افتعل شجار .
ظهرت التسلية في عينيها :
- حقا ؟!
نظرت عبر اطراف اهدابها الذهبية فالتقت نظرتها عينيه الساخرتين .. وطافت عيناه ببطء على وجهها .
- اعتقد انك تحاولين العبث بي .
تجاوزها ليأخذ قربه ماء عن سرجه . امالت رأسها الى جانب واحد وجرأة لعوب تكتنفها :
- وماذا ان كنت احاول العبث بك ؟
فتح غطاء القربة واعطاها اياها قائلا :
- لا اظنك من طبقتي .
تطاير الشرر من عينيها اللازورديتين من فوق حافة القربة وهي تشرب القليل من الماء البارد. كانت احاسيسها كلها متحفزه وجاهزه للقبول . اعادت له القربة وهي تقول بصوت منخفض كأنها تحذره:
- لا اظنك تعرفني جيدا .
لولا رفعه القربه الى فمه في تلك اللحظة لرأي المكر في عينيها ففي لحظة نفسها رفعت يدها تدفع القربة بخفة فانسكب الماء على وجهه ... لم يستطع رغم الغضب في عينيه منع نفسه عن الضحك .
قال مزمجرا انما دون غضب حقيقي :
- ايتها الماكرة !
اعاد الغطاء الى فوهة القربة ثم تقدم خطوة ملؤها التهديد . ولكن تراجعها تعثر اذ اصطدم بجواده الذي تحرك بضع انشات احتجاجا . حاولت التملص من يديه الممتدتين نحوها ولكنها فشلت وامسك بذراعها .
- انا آسفة كونورواي .. صدقني لم استطع منع نفسي .
لكن غليان التسلية في صوتها كذب تأكيدها فشدها اليه ضاغطا ذراعيها الى صدره فحاولت التحرر منه ضاحكة .
ارجعت رأسها الى الخلف وادارت عينيها المرحتين الى عينيه . ولكنها لم تر في اللمعان الضبابي غضب بل شيئا اخر . تلاشت الابتسامه تدريجيا عن شفتها .. انحدرت نظرتها اكثر ثم تلاشت قدرتها على المقاوة بسرعه .
اثارت يداه احاسيس لا عهد لها بها واشتياقا الى المزيد من العناق .
بدد وقع حوافز الصخور السحر . وصاح ريف الذي ما يزال على مسافة بعيده . كانت شجرة الصنوبر الوحيده والجواد يخفيانهما عن نظره:
- كونورواي .. ألن تعودا ؟
عندما رفع رأسه على كره منه , انخفضت يداه الى خصرها يضمها اليه فوضعت رأسها على صدره وابتسامة رضى صغيره تتلاعب على شفتيها .
نادى كونورواي بصوت اجش مضطرب :
- سننزل حالا .
اقشعرت بشرتها من السعاده .. كانت تشعر بأنفاسه المضطربه وتسمح خفقات قلبه غير الرتيبه التي توازي خفقات قلبها جنونا .. بامكانها ان تحصل عليه .
في تلك اللحظة السعيده عرفت انها قادرة على اركاع هذا الرجل .. ولا يهم ابدا انه لا يحبها لأنها تعرف الآن انه يرغب فيها امنت لها هذه المعرفة قوة هائلة قد تستخدمها لتتسب ما تريد .
ابعدها كونورواي عنه ثم سار الى الجوادين يربط حزاميهما ظاهريا بدا غير متأثر وكانهما غرانيت صلب سيطرته على نفسه رائعه .. ولولا تنعمها ببضع ثواني بين ذراعيه بعد انهاء العناق لما عرفت انها اثارته بنجاح .
قفز الى جواده :
- اركبي .
ضاقت عيناه بتفكير اما مارغ فنفحته بابتسامه مذهلة واطاعت امره ستكون هذه الرحلة اكثر اثارة للاهتمام واكثر اثارة مما افكرت ..

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 05:07 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

7- في قلب الخطر

اشاحت مارغ وجهها بأسف عن المنظر الرائع امامها :
- ليتنا لا نغادر المكان .
التفت كونورواي نحوها يجذب السرج عن جواد مارغ :
- اترغبين في ان تعودي بدائية ؟
ابتسمت لتسليته الساخرة :
- شيء من هذا القبيل .. مالعيب في العوده الى الطبيعه والاصل ؟
- الامر سهل مامت اشتريت المؤن .. ولكنه لن يكون رومانسيا متى اضطررت الى البحث عن الطعام .
ابعد السرج ورمى بطانيه نحو مارغ :
- ادعكي ظهر الجواد وتاكدي من جفافه .
وقف الجواد بإذعان وهي تمسح بقع العرق السوداء حيث كان السرج واللباده من تحته :
- انت لا تصدق انني قد احب الحياة البرية الجافة ؟
نظر اليها من فوق السرج :
- اخبريني انت .. فبعد شهر ستتكسر اظافرك وتنخدش يداك وتتشققان وستنحرق بشرتك الجميلة . وماذا عن شعرك ؟ من سيرتب لك شعرك الذهبي اللماع ؟
ضحكت مارغ :
- لماذا لم تشر الى الصعوبات والاخطار ؟ لم لم تتهجم على شيء اخر غير زينتي ؟
كانت مسروره سرا انه لاحظ هذا القدر منها ..
وقف ريف اما الجواد الذي كان يدعكه اخاه الآن .
- اتريد بعض المساعده كونورواي ؟ المخيم جاهز وغلوريا تجمع الحطب للنار .
نظر كونورواي الى الموقع الذي اختير لمخيم الليل :
- لا ... من الافضل ان تحضر قصبات الصيد من الصرة وتبدأ بالتقاط السمك للعشاء .. اما انا ومارغ فسننهي عملنا هنا .
تحدته حالما انفردا ثانية :
- وماذا سناكل ان لم يلتقط ريف اية سمكة ترويت ؟
- هناك الفاصوليا . طعام الغرب الدائم .
انها المرة الثانية التي تشاهده فيها يبتسم بحرية . تسارع قلبها امام جاذبيته التي تظهر بجلاء عندما يضحك .
ضرب مؤخرة جواد ريف ليبعده عن الطريق ... سار الى جواده الذي مازال مسرجا . انهت مارغ جواها ثم اقتربت من الجواد الكستنائي تمسح انفه , فنفخ انفاسا ناعمه في يدها وملء عينيه البنيتين الفضول وهو يتاملها .
مرت اصابعها في غرة الجواد السوداء :
- ما اسم جوادك ؟
هز كتفيه بلا اكتراث والسخرية تطل من عينيه وهو ينظر الى وجهها :
- بوي .. فيلا .. واحيانا اسماء متعدده يجب الا تذكر امام سيدة .
رفعت رأسها دهشة : اليس له اسم ؟
- لا انه مجرد حيوان لبعض الجياد في المزرعه اسماء وهي تلك المسجله اساسا كسلاله .
رفع السرج عن ظهر الجواد ووضعه على كتفه يحمله الى حيث السروج الاخرى . ثم عاد ليبدأ دعك الجواد .
- ولد هذا الجواد في الجبل لذا لا نسب له .
- الا تسمي جيادك .. صدقا ؟ لماذا ؟
كانت حافة قبعته منخفضه الى الامام بحيث ظللت وجهه لم تكن متأكده لكنها ظنت ان قسمات وجهه ازدادت قسوه . امتنع لبرهة عن الرد فظنته سيتجاهل سؤالها ولكنه قال :
- كان عمري 5 سنوات عندما اهداني ابي اول جواد . اسمه الحجر الاصفر واعتقد انني كأي طفل في العامل خلته افضل جواد وحينما بلغت الـ12 امتطيته وانطلقت الى الجبال لأصطاد ولم انتبه الى الوقت حتى ادركت ان بعد الظهر حل ولأنني كنت بعيدا اميالا كثيره عن المزرعه ولا امل لي بالعوده قبل الظلام اتخذت طريقا مختصرا وكان ذلك يعني السير في منطقة شديدة الانحدار كثيرة المنزلقات كنت قد اتخذت الحجر الاصفر من قبل معي وسلكت به هذا الطريق لكنني نسيت ان اليوم السابق شهد عاصفة.. وما ان بدأ النزول حتى بدات الارض تنزلق من تحتنا ارتميت من فوق الجواد وتدحرجت حتى الاسفل . وتدحرج معي الجواد الذي انكسرت قامتاه الاماميتان .
انقبض صدرها بحده ... واسودت عيناها الزرقاوان لتعكسا الالم الذي شعر به ...
- كنت بعيدا اميالا عن المنزل وعن طلب العون .. مع انه لم يكن هناك ما يمكن القايم به من اجل الجواد . ولأنني لم استطع تركه يتألم ويعاني عاجزا وضعت حدا لعذابه , اخطأت مرتين قبل ان اقتله .. توجهت الى المنزل سيرا على قدمي .
لم تستطع مارغ رؤية ملامح وجهه عبر ستارة من الدموع ولكنها عرفت ان وجهه نحوها .
- لذلك لا اضع اسماء لما اضطر يوما الى تدميره .. الجياد حيوانات فقط كاماشية التي نذبحها لنأكلها كان درسا تعلمته .
ملأت الغصة صوتها عندما قالت :
- اجل .. اجل .. افهم هذا .
عرفت ان الدموع ستنهمر من عينيهافي اية لحظة وعندئذ سيسخر منها كونورواي فسارعت تقول :
- ساذهب لأساعد غلوريا .
- اذهبي لا احتاجك .. استطيع انهاء كل شيء هنا .
تساءلت مارغ عما اذا كانت حاجته للاخرين قد توقفت منذ ذلك اليوم . فقبل التاريخ بسنتين ترمته امه لسبب لم يستطع يوما ان يفهمه .. فهل من الغريب ان يصبح في كبره بهذه القسوة والسخرية ؟
رغبت بقوة في ضم ذلك الصبي الصغير بل ما عاد يسمح لنفسه بالحزن والألم .
حاولت قدر المستطاع نسيان ذلك المنظر الذي وصفه لها بصوته الاجش فلم تقدر , طاردها التفكير فيه فخيم على جمال السهول , وحجب عنها صفاء الجدول .. لم تعد تلك الحادثة القديمة تؤلمه .. لذا من الحماقه ان تتركها تؤلمها .
منتديات ليلاس
لكن هذا لم يغير واقع قدرتها الى اركاعه . فما زالت قادره على استخدام الجاذبيه التي يشع بها تجاهها لتتمكن من التلاعب به ليوافق على زواج غلوريا وريف .
لن يجعله ذاك البرود المتاصل فيه يتردد في استخدام اية وسيلة ضمن مجال قبضته .. ولن تستطيع هي ان تؤلمه مجددا لأنه اصبح ابعد من الالم نفسه . لم يكن يشفق على احد فلماذا تشفق هي عليه ؟
نظفت الاسماك التي اصطادها ريف وشويت ببطء فوق جمر نار المخيم ثم قدمت للجميع مع بسكويت من دقيق الشوفان والطماطم كانت وجبة لذيذة ولكن شهية مارغ كانت قليلة .
اخذت تحدق الى وعاء القهوة الرمادي المعلق على جانب النار .. اشركت غلوريا ريف في حمل الصحون الى الساقية لغسلها فهم لم يقيموا المخيم قرب الماء . والسبب ان كونورواي يرفض ان يسدو الطريق على الحيوانات التي تقصد الجدول للشرب .
وقف كونورواي قرب النار واعاد ملء كوبه :
- اتريدين المزيد من القهوة ؟
هزت رأسها لا اراديا فانعكس لون النار الكهرماني على شعرها .
- لا .
سمعت صراخ غلوريا الذي تبعه ضحك ريف الذي اعلن انه حيوان مسالم فابتسم كونورواي ساخرا بخبث :
- صديقتك متوترة قليلا .
جعل استهجانه عينيها الزرقاوين قطعتي الماس بارقتين باردتين وحادتين وقسا قلبها عليه .. كيف يجرؤ على السخرية من مشاعر غلوريا وخوفها امام الحيوان الذي لا تعرفه ؟
قالت بصوت هامس جاف :
- ماذا تتوقع كونورواي ؟ التخيم في البرية امر خارج نطاق خبرة غلوريا تماما .. يشعر المرء عادة في البرية حيث تحيط به الحيوانات بالارتباك والخوف .
- وهل انت خائفة ؟
نظرت اليه متحديه نظرته :
- لا ... ولكن كثيرا ما كانت عائلتي تخيم في باري يلستون لذلك ليس التخييم بتجربه جديده الي .
كان واقفا في دائرة بعيده وقال بلهجه ساخرة :
- اراك مازلت منكبة على الدفاع عن صديقتك .
ردت بعذوبة لتبعد الغضب عن صوتها :
- واراك ما زالت منكبا على الفصل بينهما .
- لم ادرك ان الفراشات سريعات الغضب هكذا .. ما بالك مارغ ؟
اغمضت عينيها لتكبح اندفاعا يدفعها الى رد حاد , سحبت نفسا عميقا ثم اطلقته بتنهيده وهي تهز كتفيها :
- لا تمضي الفراشات نهارا كاملا على ظهر جواد متسلقات الجبل .
- اعضلاتك كتشنجه ؟
ردت بجفاء وهي تحرك عن غير قصد عضلات ظهرها المتألمه.
- استنتاج ذكي .
حدقت الى السنة النار ولكن خشخشة اوراق الصنوبر حذرتها متأخره من دنو كونورواي منها . وما ان حاولت الالتفات حتى اطبقت يدان على كتفيها , وبدأتا يدلكان عضلات ظهرها المتشنجه انسدلت منها اهة صغيرة وهي مزيج من الألم والارتياح .
- لولا انحيازك الى صديقتك لرأيت ان احداهما على المدى البعيد لن يناسب الاخر ولانضممت اليّ في محاولة تفريقهما قبل ان يقوما بغلطة فادحة .
كانت اصابعه كالسحر على عضلاتها المتألمه .. تمنت لو يمتنعان عن الحديث ولكنها هزت رأسها وتمتمت :
- انت لا تعرف اخاك جيدا كونورواي . تعتقد انه نجا من فراق ابويكما ولكنك مخطئ لقد اختار زوجة يعرف انها ستبقى الى جانبه في كل الاوقات وان كنت تظن ان الرحلة ستنكشف نقاط اختلافهما فقد فشلت لأنها ان كشفت له شيئا فهو تأكده من اذعان غلوريا له مهما كان بدون تذمر الا ترى انها انضمت اليه رغم خوفها مما سيحيط بها ؟
سخر منها بصوت منخفض :
- لكن هل ستبقى على اذعانها وتبعيتها له ؟
ارسلت اصابعه القوية الاسترخاء الى عظامها ولكن سؤاله اجفلها . واجابت :
- انت لا تعترض على غلوريا بالذات كونورواي .. بل على الزواج نفسه .. لا يهم من يختار ريف لأنك لن توافق .
رد ببرود وبساطه :
- لا .
انطلقت ضحكة قصيرة عميقة من حنجرتها فلم تكن تتوقع ان يعترف بهذا .. امالت رأسها الى جانب واحد لتنظر من فوق كتفها الى تعابير وجهه الكسول .
- اتكره النساء حقا الى هذا الحد ؟
ابتسم ابتسامة ماكرة :
- وما رايك انت بالرجال .. مارغ ؟ هل انت معجبه بهم ؟ تسعين اليهم ؟ اتنظرين اليهم بعين المساواة ؟ ام تستمتعين بالتلاعب بهم حول اصبعك الجميله؟ ثم تتركينهم يقعون عندما يغدون غير قادرين على تسليتك ؟
كان اتهامه الساخر قريبا من الهدف.. انها فعلا تميل الى التلاعب بالرجال انما ليس بقسوة كما يتهمها ففي اعماقها تميل الى ان يكون الرجل الذي تسعى اليه هو من تحبه ولكنها مع كونورواي فقد تريد ان تكون الساحرة العديمة المشاعر .
لم تع مدى الاثارة التي توحيها عيناها المذعنتان حتى رات النور يظلم في عينيه عندئذ اشتعلت شرارات ماكرة في عينيها تتحداه .
تمتمت بصوت اجش :
- وانت كونورواي ؟ هل تحتقر حقا كل ما في المرأة؟ ام انك تجد انها ذات نفع احيانا ؟
ابتسم وقد تعرف الى الدعوة المنبثقة من عينيها ورد ببرود:
- احيانا .
ركزت نظرتها الزرقاء على وجهه تحس بتسارع نبضات قلبها نسيت للحظة تجاوبها الصريح مع عناقه ولم تفكر الا في الطريقه التي اثارته بها :
- كهذا الصباح عند قمة التل ؟
ضاقت عيناه مفكرا وكانه يزن قوة الشك الذي نصبته له زاد شعاع النار من كثافة شعره الاشعث الاسود ومن قسوة ملامحه المتعجرفه المؤثرة :
- هل استمتعت به ؟
ردت همسا : وانت ؟
اشتدت يداه عليها يرفعها ليديرها الى ذراعه جعلت صدمة تلامسهما رأسها يدور ويستند الى ذراعه اما شعرها الذهبي فانسكب على كتفه فيما راح يمعن النظر في جمال وجهها بتعمد بطيء تركت نفسها تسترخي بشكل واضح .
تحرك جرس انذار صغير معلنا انها ستخسر سيطرتها على نفسها وان كونورواي سيغويها .
عند هذا الاعتراف برزت قوة المقاومة فشهقت شهقة قوية والتوت مبتعده عنه مستخدمه ذراعيها لتضع مسافة بينهما .
امسكت اصابع قوية فكها ورفعت ذقنها الى فوق ولكنها لم تجرؤ على ملاقاة عينيه خشية ان يأسرها لمعانهما الفضي الى فمه البارد الهادئ المسيطر مقارنة مع ثغرها المرتعش ورقتها .. قال بعجرفة :
- اريدك .
اجل انه يريدها انما ليس بما فيه الكفاية ليس بعد .. استقامت ثم خرجت من دائرة ذراعيه ودنت من النار شعرت به يراقب تصاعد صدرها وهبوطه فحاولت السيطرة على انفاسها .
لم يتحرك كونورواي للحاق بها بل جلس مستريحا غير منزعج اجبرت نفسها على اللعب بقواعد اللعبة تلك القواعد التي ستسمح لها بالفوز .
تنهدت ثم رمته بابتسامه خفيفة من فوق كتفها :
- يجب ان تعذرني كونورواي اخشى اني انجرفت قليلا .
- لماذا الاعتذار؟ لقد استمتعت .
قالت بصدق كامل مع ان ما قالته يخدم غايتها :
- وانا كذلك اكثر من اللازم لابد وان ريف وغلوريا عائدان اتود كوب قهوة آخر ؟
- لا بأس .
نسيت ان الوعاء على النار منذ مدة طويلة وحاولت امساكه دون الاستعانه بشيء ماكادت اصابعها تلامس مسكته حتى تركته بسرعه .
رمى لها منشفة ثم قال ساخرا :
- هكذا تحترق اصابعك .
كادت تقول له ان هناك اكثر من طريقة كانت جالسه على مسافة منه عندما عاد ريف غلوريا .
ركع ريف امام الابريق :
- آه .. القهوة .
امسك بالمنفة قبل ان يحاول ملء كوبه ثم وجه سؤالا الى كونورواي قبل ان يجلس على الارض قرب النار جاذبا غلوريا اليه ضاما اياها تحت ذراعه :
- اكان هذا صوت كوجر الذي سمعته منذ قليل ؟
التفت الى مارغ فرآى انتفاضتها فسخرت منها عيناه ذلك انها كانت صماء عن كل ما حولها وهي بين ذراعيه .
عبس ريف :
- الن ترتب حملة صيد للتفتيش عنه .. قد يحدث فوضى ودمار وقت وسم عجول الربيع.
- انه حتى الآن يحصر صيده بالغزلان التي لا ابالي ان قتلها فبذلك لن تبقى اعداد كبيره من الغزلان تناقش ابقاري في المرعى , وان اقدم على تذوق لحم البقر قتلته .
ارتعدت غلوريا :
- ارجو الا يفعل هذا .
رد كونورواي بجفاء :
- وانا ايضا بالنسبة لي المزرعه كبيرة بما يكفي لكلينا وانا احترم حق الكوجر في الحياة وان تمكنت ابعدته من المنطقة بدل قتله .
احست مارغ بضيق يطبق على حلقها لمجرد شعورها بان كونورواي يعطف على حيوان مفترس اكثر مما يعطف على البشر فهل صلته القوية بالارض هي ما تجعله هكذا ؟
في وقت لاحق من تلك الليلة وفيما هي نائمة في فراشها نظرت الى النجوم والسؤال ما يزال بدون رد . في كونورواي صفات كثيره لا تفهمها سخريته قسوته كراهيته لأقامة اية علاقه دائمة مع امرأة ولكن هل هناك من مزيد ؟ اما زال الصبي ابن الـ12 الحساس الوحيد مختبئا في مكان ما في اعماقه ؟
جعلت الشمس مارغ تنسى كل تساؤلاتها التي لم تجد لها ردا في الليلة الماضية ولكن الردود في كل الاحوال غير هامة فما زالت مصممة على المضي قدما بخطتها ولكنها باتت تدرك ان ما تلعبه لعبة خطيرة وان اغواء كونورواي بوعود ايجابيه بعيدا عن الوفاء بها امر قد يخدم غايتها ويجعل اللعبة اكثر اثارة ..
عندما كانت غلوريا تصب الماء على ما تبقى من نار المخيم كانت مارغ تحرك الفحم لتتأكد من عدم ترك شيء مشتعل وكان ريف يسرج الجياد على بضع خطوات وكان كونورواي يحمل الاغراض فوق الجواد الاضافي .
اعلنت مارغ مبتسمة :
- كل شيء على ما يرام .
دنت غلوريا بقلق منها تنظر اليها نظرات ريبه :
- ليلة امس .. ليلة امس رأيتك مع كونرواي .. ماذا تفعلين ما رغ ؟
بحثت عيناها في وجه مارغ بفضول وكأنها فقدت عقلها فردت مارغ:
- ما بدا لك تماما .. انا اغريه ليلاحقني الا تعرفين القول المآثور " الرجل يطارد المرأة حتى تصطاده " حسنا .. انا سأصطاده .
سألتها وانفاسها مقطوعه من فرط الصدمه :
- هل وقعت في حبه ؟
ضحكت مارغ بخفة :
- لا ايتها السخيفة , لست غبيه الى هذا الحد ولكنني سأدفعه الى الموافقه على زواجكما قبل نهاية الشهر .. من المستحيل اقناع هذا الرجل بالمنطق لذا ليس بيدي الا وسيلة الخداع العاطفية.
- آه مارغ .. اتظنين ذلك ؟
- لا شأن للظن بهذا, لأنني سأسعى الى اغوائه حتى يركع .
وقف ريف يمسك لجام جواد غلوريا منهيا بذلك الحديث بين الفتاتين :
- تعالي حبيبتي نحن على اهبة الاستعداد للعودة .
عندما دخل الـ4 فناء المزرعه كانت الجبال غربا تعكس توهج الشمس الغاربة في اثناء رحلة العودة لم تحاول مارغ التحدث الى كونورواي او ممازحته .. فعليها في هذه الرحلة ان تظهر له انها بعيده المنال ولكن ذلك لا يعني ان تكون غير ودوده معه ان اقترب منها او حادثها .
كان احد عمال المزرعه موجودا ليأخذ الجياد منهم . حالما ساعد كونورواي مارغ على النزول عن السرج ابتسمت له ولكنها تعمدت تجاهل بقاء يديه ثواني على خصرها بعد ترجلها .
قال ريف :
- ارجو ان تكون لوسيا قد حضرت لنا شواء كبيرا مع البطاطا والصلصة والمقبلات .
كانت ذراعه ملقية على كتفي غلوريا وهو يتجهون نحو المنزل .
قالت مارغ :
- ارجو ان تكون جهزت لنا مغطسا من المياه الساخنه اما الطعام فينتظر .
ضحك ريف :
- بامكانكما الاسترخاء في مغطس ان شئتما اما انا فسأستحم بسرعه , واكل .
ضحكت غلوريا :
- وانا جائعه ايضا .
رفع ريف حاجبه بشكل معبر امام اخيه :
- هناك سيارة امام المنزل .. آه! آه! يبدو ان عندنا زوار .
تعرفت مارغ الى السيارة الذهبية والبنية انها سيارة بيترا هاريس وهذا ليس بالضبط ما ارادت ان ينتهي عليه اليوم نظرت الى كونورواي فلمحت بريقا في عينيه وهو يراقبها
انه يتوقع رؤيتها محبطة لكنها قالت عن عمد وعفوية :
- لعلها تبقى على العشاء .
لوى فمه وقال :
- سأسألها .
انتقلت عينا ريف بينهما لقد رأى ما رأته غلوريا الليلة السابقة وان لم تكن غلوريا قد اخبرته فهو بدون شك وضع لما رأى استنتاجا خاصا .
قال بجفاء :
- يجب ان تكون هذه الامسية مثيرة للاهتمام .
تبع تعليقه وخزة حاده في صدره من كوع غلوريا .
ما ان دخلو الى المنزل من الباب الخلفي حتى وجدوا المطبخ فارغا الا من الروائح اللذيذة المنبعثة من الفرن .
ومن ردهة المدخل سمعو صوت بيترا . لم تستطع مارغ ان تفهم ما كانت تقول ولكن من الواضح انها تتكلم مع لوسيا.
صاحت بيترا بغبطة عندما دخل الاربعة الى الردهة :
- اوه .. كونورواي هذا انت .
حياها برقة :
- مرحبا بيترا لم اتوقع رؤيتك هنا .
- كنت على وشك الخروج في الواقع اخبرتني لوسيا انكم خرجتم في رحله . هل ذهبتم انتم الـ4 فقط .
ارتدت عيناها الى مارغ وقد تطاير الشرر منهما .
ردت مارغ بابتسامة تحد :
- اربعتنا فقط .
- يبدو ان رحلة العودة كانت شاقه اذ ارآك تبدين متجهمة ومتعبة .
مياو! التقطت مارغ المرح المتطاير في عيني لوسيا السوداوان وحاولت الا تجعل هذا الشرر المرح يدخل عينيها فلا جدوى ان تكتشف بيترا انها ولوسيا يضحكان منها .
قالت مارغ :
- انت على حق في كلا الامرين .
دفعها الشيطان الخبيث للنظر الى كونورواي ثم اضافت :
- مع ان الرحلة بكل تأكيد استحقت التعب !
امتدت ألسنة نار ملتهبة لفحت وجه مارغ , فعرفت انها اثارت غيرة بيترا فعلا وهذا ما عرفه كونورواي ايضا اذ بدا في عينيه الرماديتين التسلية .
سأل :
- لماذا جئت الى هنا بيترا ؟ أللعمل ام للتسلية ؟
خمدت النيران ما ان ادارت بصرها اليه :
- العمل اساسا .
واضافت بعينيها ان كمية العمل تعتمد عليه :
- املت ان اتمكن من اقناعك بالمجيء الى منزلي الليلة لتساعدني في مراجعة حساباتي .
لم يدهشه طلبها وهذا ما جعل مارغ تدرك ان ذلك امر عادي , او ستار لمزيد من المواعيد الحميمه .
- اتناسبك ليلة الجمعه ؟
ارسلت بيترا ابتسامه بارده اشبه ما تكون بابتسامة نصر.
- الجمعه موعد رائع سأذهب الآن لأترككم تنظفون آثار الرحلة بحرية .
اتسعت العينان الزرقاوان ببراءة :
- ألن تبقي معنا على العشاء ؟
في لهجة مارغ رضى كامل لأنها ارادت قلب الطاولة في وجه بيترا والتظاهر بانها المضيفة هذه المرة .
اضافت :
- انا واثقة ان لوسيا قادرة على الاكثار من الطعام .
قال كونورواي :
- اهلا بك ان رغبت .
لاح على ثغره طيف تسلية وكأنه يعرف ما تضم دعوة مارغ بين حناياها .
- شكرا لك حبيبي. ولكنني اعرف انكم على وشك الانهيار .. اراك مساء الجمعة .

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 05:09 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8- امرأة سهلة المنال .

انقضت نحلة بسرعه هائلة على رأس مارغ فأحنته متجنبه اياها . رفعت يدها تحمي عينيها من شمس الظهيرة ونظرت مجددا الى الشاحنه المتوقفة قرب السياج كان كونورواي فيها فاشتدت اصابعها على زجاجة المرطبات البارده المفتوحه .
لم تر منذ الرحلة كونورواي كثيرا اذ كان بينهما عدد كبير من العوائق منها ما يتعلق بحيوان مريض ومنها ما يعود الى عطل ميكانيكي وغير ذلك . ها هو الركود يهدد خططها ان ل تأخذ زمام المبادرة بيدها . ولعلها اليوم يوم الجمعه تعمد الى التأثير في كونورواي قبل ان يزور بيترا هذه الليلة .
منتديات ليلاس
لم تكن مارغ مهتمه ستتمكن مع الوقت من التغلب على المنافسة التي تمثلها المرأة الاكبر سنا فالمشكلة ان وقتها ضيق فبعد اسبوع ينتهي الشهر .
اصبحت المسآلة مسألة ان لم يكن ما تريد فأرد ما يكون من حسن الحظ ان كونورواي يصلح سياجا قريبا من المنزل وهذا يعني انها لن تجتاز مسافة طويلة للوصول اليه .
ما ان اقتربت الشاحنة حتى مررت يدا على اطراف كنزتها الطويلة التي ربطت اطرافها حول جيدها . كانت البلوزة ظاهريا مربوطة بسبب الحرارة اللاهية ولكنها في الواقع ارادت بذلك جذب اهتمامه الى استدارة خصرها ورقته .
- مرحبا اتجهد نفسك بالعمل .
استقام كونورواي عن السياج ونظر من فوق كتفه وقد ومض بريق غريب في عينيه وقفت مارغ قرب الشاحنه الدنيا تدور بها للحظة بعد ما وقع نظرها على جذعه البرونزي الملتمع بالعرق .
- هل ستقومين بنزهة ؟
في سؤاله درجة لا يستهان بها من السخرية .
خلع قفازاجلديا ثم تحرك بكسل نحو الشاحنة ونحو مارغ كانت عيناه منصبتين على زجاجة المرطبات في يدها .
احست بطنين غريب في اذنيها لم تستطع تفسير سببه فحولت اهتمامها بسرور الى الزجاجه بعيدا عن تأثيره المغناطيسي .
ارجعت رأسها الى الخلف توحي بعدم اكتراث متهور .
- اجل .. احسست بالضجر ففكرت في التنزه قليلا. وبما ان لا مكان محدد اقصده فكرت في حمل زجاجه مرطبات بارده اليك فالحر شديد اليوم .
استند الى الشاحنه قربها ثم وضع قفازه وكماشته في مؤخرة الشاحنه وبعد ذلك اتى ليتناول زجاجة المرطبات البارده منها :
- هذا حسن تقدير منك !
ابتسمت :
- احاول ان اكون مفيده .
حاولت اختراق قناع عينينه الضبابي بسبب رده الجاف .. فقد يكون كونورواي غامضا في بعض الاوقات ..
راقبته يفتح الزجاجه ويرفعها الى فمه .. عندما ارجع رأسه الى الخلف امعنت النظر في خطوط عنقه السمراء وعروق اوتاره المتحركه القوية .
مسح الزجاجه من اثر فمه واعطاها اياها .
- خذي جرعه فلاشك انك ظمأت بعد اجتيازك هذه المسافة .
تشعر فعلا بجفاف وضيق في حلقها لذا قبلت الزجاجه ورفعتها الى شفتيها .
سألها واصابعه تلامس اصابعها وهو يتناول الزجاجه منها :
- اين غلوريا ؟
- في المنزل .
احست باضطراب فأشاحت بصرها عنه متظاهره بالاهتمام بصورة مرسومه على صفحة سماء زرقاء واسعه وراقبتها عيناه بصمت فشعرت بأن المجيء اليه غلطة فادحه .
- اعتقد ان عليّ تركك لتعود الى عملك .
قال بصوت لطيف :
- ليس الآن .
نظرت بدهشة الى معصمها الذي اصبح فجأة اسير يده ..
- جئت فقط من اجل جلب المرطب فكرت لوسيا انك بحاجه الى ما هو بارد .
ارتفع حاجبه متسائلا :
- لوسيا ؟ يبدو ان ذاكرتها بدأت تضعف والا تذكرت براد المرطبات الصغير الذي ارسلته معي ؟
اللعنه ! لماذا سمحت لنفسها بالوقوع في فخ كذبتها ؟ انها غلطة لا ترتكبها مراهقة .
قالت وهي تحاول التملص :
- ربما اسأت فهمها .. على أي حال انا الهيك عن عملك .
- وانا لا اعترض .
وضع الزجاجه نصف الفارغة في الشاحنه ثم ضغط قليلا على معصمها يجرها نحوه .
كان من المفروض ان تكون المبادره الى أي عناق انما ليس بهذه السرعه . تركت ساقاها تحملانها اليه على مضض لذا لما اوقفها على بعد قدم منه كادت تتنهد ..اضطرتها قامته المديده الى رفع رأسها الى الخلف لتلتقي نظرته المتعجرفه :
- كونورواي.. انا ..
لامست يده خدها فتوقفت كلماتها قال لها متمتما بتسلية ساخره :
- كم رجل قال ان عينيك بلون السماء ؟ سماء مونتانا .. زرقاء حية تجذب الرجل وتعد بأن وراءها الكثير الكثير .
ما ان تحرر معصمها حتى احست بيده على خصرها :
- ارجوك !
تغلب على محاولتها الظهور بعدم الاكتراث الانقباض في صوتها ..
قال لها بايحاء ساخرا :
- الم تأتي الى هذا المرج حتى تهبيني بعض العسل يا فراشتي ؟
شهقت شهقة صغيرة وحاولت الابتعاد عنه .
ثم قال لها بصوت اجش :
- آسف يافراشتي .. لكن هناك من يوشك ان يصبح معنا .
نهض بسرعه ثم نظر الى الاعلى مضت عدة ثوان قبل ان تفهم معاني كلماته ذلك ان مشاعرها هي ما يسيطر كليا عليها .
سمعت هدير محرك سيارة فوقفت مشتعله الوجنتين تفتقر الى السيطرة على نفسها ولكنها استطاعت الاستداره لترتب ثيابها .
ماكادت تنهي ما تفعل حتى توقفت سيارة الشاحنه . والتفتت مارغ مرتبكة .. فأرادت الصراخ باحباط في وجه بيترا ..
استندت بيترا الى باب سيارتها واصابعها ملتفة كالمخالب البارزة على المقود .
- هل قاطعتكما كونورواي ؟
هز كتفيه وهو ينظر ساخرا الى وجه مارغ الممتقع :
- بالامكان الانتظار هل من خدمة اسديها لك ؟
- اردت تذكيرك بموعدنا الليلة .
كانت الكلمات موجهة الى كونورواي ولكن الكراهية في عينها كانت لمارغ .
اكد لها كونورواي بعذوبة وفي عينيه بريق حميم اسود :
- لم انس .
قالت بيترا :
- لماذا لا تأتي باكرا ؟ ادعوك على العشاء .
وافق بتحفظ :
- حسنا .
كوفئ بابتسامة تصيب بالدوار .. ولكن الغثيان قلب معدة مارغ .
تمتمت بيترا ثم عادت الى السيارة تعدها للاقلاع .
- لن اعطلك عما كنت تفعل . هل اقلك الى المنزل مارغ ؟
ردت مارغ ببرود :
- لا شكرا افضل السير على قدمي .
التوى الفم المرجاني الاحمر استياء :
- كما تشائين .
هزت رأسها مودعه ورمت كونورواي بقبلة ثم شغلت السيارة وعادت من حيث اتت .
سألها كونورواي بعذوبة مثيرة :
- ستعودين الآن ؟
ردت بتصميم :
- اجل , فورا.
- اقترح عليك اذن قبل العودة ان تربطي بلوزتك مجددا .
اكدت نظرة الى مقدمة بلوزتها كلامه .. لاشك ان عيني بيترا الحادتين قد لا حظتاها ايضا .
ردت بتحد رافضة اظهار احساسها بالذنب :
- شكرا سأفعل هذا .
لكن الاحساس بالذنب طارد خطواتها . لقد رغبت في اطباق الفخ حول كونرواي ولكنها لم تتوقع ان يوقظ في داخلها هذه المشاعر . احست بصدق ان ثقتها بنفسها بانت مهزوزة بكل سيء.
لم يكن كونورواي على مائدة العشاء عندما دخلت الى غرفة الطعام مع علوريا وريف وتركت الامر للوسيا ان تشرح مكان وجوده فقد كرهت ذكر لقائها به بعد الظهر وتجنبت نظرة التساؤل في عيني لوسيا.
كانت الوجبة الممتازة بلا طعم ولكن مارغ اجبرت نفسها على تناول كل مافي طبقها لأنها لم تكن مستعده الى مواجهة الاسئلة عن شهيتها . بعد الوجبة في زاوية غرفة الجلوس مع كتاب تاركة غلوريا وريف بعض الخلوه النسبية .
كانت افكارها مشوشة ومرتبكة لذا لم تستطع التركيز على ما تقرأ بل لم تستطع التركيز الا على شيء واحد وهو صورة المرأة النحاسية الشعر المعلقه فوق المقود .. انها فراشة مثلها .
فجأة احست بالتملل والضجر فأقفلت الكتاب وقالت بصوت مرتفع جذب مرتفع جذب انظار ريف وغلوريا :
- سأذهب لأرى ان كانت لوسيا بحاجه الى مساعده في المطبخ .
لكن المطبخ كان نظيفا ومدبرة المنزل غير موجوده .. فكرت في التنزه قليلا وتراجعت نحو ردهة المدخل الخلفية .
وهناك اجتذبها باب موصد كانت تعرف انها غرفة كونورواي فقد دلتها عليها لوسيا مرة , ولكن مارغ لم تدخل الى الغرفة يوما تعاظم فضولها وسيطرت عليها حاجه ملحه الى رؤية غرفته .
فتحت الباب بحذر ودخلت الى الغرفة تلمس زر النور .. نظرت بصمت الى الغرفة شاهدت السرير المنفرد والطاولة الصغيرة الى جانبه وخزانة الادراج وكرسيا مستقيمة الظهر .
لم تتوقع هذه البساطه كلها خاصة اذا ما قرونت بأناقه الغرف الاخرى انها اشبه بغرفة راهب .. اغلقت الباب بهدوء رغم علمها بأنها تتطفل على ما لا يخصها .. ولكنها غير قادره على الخروج .
غريب هذا الرجل تقدمت نحو السرير الضيق وهي تتساءل لماذا اختار باعاد نفسه عن ترف الحياة ومباهجها التي يوفرها للمنزل .
اينام هنا ليحافظ على قسوته ؟ هل يتجنب اللمسات النسائية الرقيقة التي لاحظتها في سائر ارجاء المنزل ؟
لمست كتابا عن الزراعه على طاولة السرير. ابتسمت لنفسها , انها مجنونه لأنها دخلت الى هنا فالغرفة لا تكشف عنه اكثر مما يكشفه هو بنفسه لقد توهمت عندما ظنت العكس .
جلست على حافة السرير بدون ان تدرك ما تفعل كان الفراش قاسيا ثابتا انما غير متحجر .
شدت حركة انتباهها فتسمرت في مكانها من الخوف رأت مسكة الباب تتحرك فحبست انفاسها وتضرعت الى الله ان يكون الداخل لوسيا فالوقت مبكر على عودة كونورواي لكن كتفيه العريضتين وجسده النحيل الخصر هو من سد المدخل .. التقت عينها الرماديتان بعينها الزرقاوين المذهولتين ..
التقت عيناه الرماديتان بعينيها الزرقاوين المذهولتين .. كان قلبها قد بلغ حنجرتها فلم تستطع التفكير في سبب معقول واحد تقدمه كعذر على وجودها في غرفته ..
تمتم وهو يدخل الى الغرفة التي اقفل بابها وراءه :
- هذه دعوة غير متوقعه .
اشتعلت الحرارة على وجنتيها بعدما وعت فجأة انها جالسة على سريره اسرعت تقف فقال ساخرا :
- لا حاجه للوقوف .. كنت سأنضم اليك .
تمتمت بارتباك :
- كنت على وشك الخروج .
- لا حاجه بك الى ارتداء ماهو مريح .
تفرست عيناه الفولاذيتان بتركيز كسول فتوفتا على ثغرها المرتجف ثم على العرق النابض في عنقها واخيرا على فتحة ياقتها فارتفعت يدها تحمي الفتحه .
قالت تحتج بارتباك :

- انت لا تفهم لم اتوقع عودتك بسرعه ظننتك .. اعني .. بيترا ... .
ولكنها ببساطه لم تستطع صوغ كلمات تشير الى ماقد يفعله هو وبيترا .
لمعت اسنانه البيضاء ولاحت ابتسامة الذئب على شفتيه:
- بعدما جرى اليوم اتظنين انني افضل خربشة قطة غيور على رفرفات ناعمة من فراشة ؟
تسارعت انفاسها بشكل غير سوي :
- لا! اعرف انك ستسيء الظن بي لأنك وجدتني في غرفتك .. لقد دخلتها فقط بدافع الفضول . لم يخطر على بالي شيء مما تظن .ز اقسم لك .
اشتدت خطوط فمه عمقا .
- لا تزعجي نفسك يتوجه هاتين العينين الزرقاوين البريئتين اليّ او الانكار ان السبب من وراء سعيك اليّ ظهر . انه ترسيخ صورتك في تفكيري قبل ان اذهب لزيارة بيترا .. لقد عدت للتلاعب مجددا مارغ .. .
فتحت فمها تريد الاعتراض على ما يقول لكن الامر لن يجدي ففي اعماقها مشاعر كثيرة تعتمل بقوة .
طأطأت رأسها لتبعد عينها عنه حتى تستطيع التوجه الى الباب :
- اعذرني .. انما يجب ان انصرف .
وقف كونورواي في طريقها فسد عليها الممر .
- ماللعبة الآن ؟ اتلعبين لعبة المرأة الصعبة المنال ؟
- انا لا العب .. ارجوك دعني اخرج .
كان هناك مجال لتتخطاه ولكنها لم تثق به .
ضحك عليها بصمت وبانت التسلية في عينيه .
- هكذا اذن .. تدخلين ببساطه الى غرفتي يجذبك الفضول . والآن تريدين الطيران بعيدا تاركة اياي مع صورتك وانت بانتظاري على سريري .
ابتلعت ريقها بشدة :
- كونورواي .. ارجوك !
لا فائده من تبادل الكلمات معه .. عليها ان تنجو قبل ان يرتد عليها . في هذه اللحظات لم تكن مستعده للتعامل مع كونرواي او مع ردات فعلها المرتبكة نحوه .
اتجهت بساقين مرتعشتين الى الباب .
عندما اصبحت على مسافة منه كتمت انفاسها ثم انتفضت حالما تحركت يده ولكن تلك اليد لم تمتد اليها بل الى زر المصباح المعلق فوق الرؤوس فأطفأه فكان ان غرقت الغرفة في ظلام دامس .
اوقفها فعله المفاجئ وعماها المؤقت فعجزت عن الحراك .
كان صوته الهامس على مقربة شديده منها ناعم مغري :
- ان التقطت فراشة فامسكها من جناحيها .شهقت لأنه امسكها من كتفيها . ثم صاحت بأنفاس مقطوعه :
- اتركني .
خافت من مشاعرها التي تدفعها الى الاستناد الى صدره مستسلمة حاولت تحرير نفسها من قبضته .. ولكنه استغل حركتها وادارها اليه .
توسلت اليه ونفضت الى الوراء شعرها الذهبي الطويل فزاد من ضغط يدها على صدره :
- لا .. ارجوك .
ضحك فسرت قشعريره الى اوصالها .. قال :
- اليس هذا ماخططت له مارغ ؟
زادت انفاسها الحارة من حرارة بشرتها فقالت هامسة بيأس :
- لم اخط لهذا .
بدات عينها تعاندان في الظلام .
قال كونورواي :
- الم تخططي لإشعال رغبتي فيك ؟
سحبت نفسا عميقا فأضاف :
- اعرف انك خططت لهذا كانت الفكرة في فكرك منذ لقائنا الاول كل مافعلته كان مدروسا لتعميني مشاعري وما السبب الا التلاعب بي واركاعي لتاخذي بعد ذلك ما ترغبين وتطيرين .
شهقت مجددا :
- لا .
ارجعت رأسها الى الوراء محولة مرة اخرى ان تتخلص من قربه المثير للاضطراب وانفتحت اهدابها المغمضة بقوة تركز بصرها على قسماته القاسية فكان ما رأته عينين نصف مغمضتين تنظران الى وجهها المرتفع نحوه بنار فضية خطفت منها انفاسها .
تمتم تمتمة عميقة :
- تبدين الهة وثنية بهذا الثغر المكتنز وبهاتين العينين المتطايره منهما شرارات النجوم .
- ارجوك !
ما ان التفت اصابع يده وراء عنقها حتى عرفت انها لن تحتمل فبدات تقاوم ما هو قادم ولكن اليد الثابته وراء عنقها لم تسمح لها بتجنبه ... ارتدت قبضتاها المنهمرتان على صدره بدون ان تحدثا ضررا .
همست :
- لا استطيع ..
كانت افكارها مشوشة .. ما الذي لا تقدر عليه ؟ هي لا تقدر على التوقف ! لا تقدر على التفكير او التنفس بل لا تقدر على العيش بدون نيران لمساته المجنونه !
انهت كلامها بآهة وتنهيده :
- انا مجنونه .
ارتد رأسه عنها واكن اصابعه تابعت تسللها الى عنقها ثم تمتم بصوت اجش :
- هكذا اريدك. اريد ان تنجرفي حتى الجنون وحتى تصبحي غير قادره على التفكير فياحد سواي . اريد ان تحترق جناحاك لئلا تستطيعي الطيران قبل بزوغ الشمس .
سحبت مارغ انفاسها بحده تعرف انها لا تريد ابدا ان تطير ولكنها تدرك ان الاستسلام الى مشاعرها الجنون عينه .
قالت معترضه :
- غلوريا .. ريف ..
اصمتها مجددا :
- انهما يستمتعان بالخلوة التي دأبت على تأمينها لهما لذا لن يفقداك اشك في ان يتوقع ريف عودتي باكرا الليلة .
هزت رأسها بوهن ثم طأطأت رأسها مجددا عندئذ استراحت شفتاه على شعرها .
- كونورواي .. انا ...
عندما حملها الى السرير تسلل بصيص من نور النجوم الى وجهه فرأت خطوط وجهه مطبوعه بشراسه وهذا ما خطف انفاسها ....
- مارغ ؟
حاول صوت مالوف اختراق حلمها .. فتحرك رأسها معترضا .
- مارغ؟ اين انت ؟
صاحت باختناق لتمنع هذا الذي يريد تبديل حلمها .
- لا ؟
غطت اصابع كونورواي ثغرها بخفة :
- هس ..
جعلها اعترافه غير المباشر بالصوت الذي ناداها تدرك ان الحلم بدأ يتلاشى .
- مارغ ؟
استطاعت الآن التعرف الى صوت غلوريا الذي ما يزال على مسافة منها لكنه يقترب :
- اين يمكن ان تكون ؟
قال ريف :
- قالت انها ذاهبة الى المطبخ اليس كذلك ؟
- اجل لكنها غير موجوده هناك .
عاد التعقل اليها مجددا فحاولت التحرر من قبضة كونورواي ولكنه اوقفها بسرعه .
- لا .. فأنت تعلمين علم اليقين انك تريدين الذهاب .
كان صوته الآمر قرب اذنها ..
قال ريف :
- ربما خرجت تتمشى .
بدأ وقع الاقدام يسير نحو الردهة التي تمر بغرفة كونورواي .
اخذت يدا مارغ تدفعان بجنون جدار صدره الصلب . وهمست يائسة :
- سيجدوننا .
- لن يفتشا عنك هنا .
- لا... لا... !
قال ريف :
- ربما هي في غرفتها .
وصل وقع الاقدام قرب باب غرفة النوم ..
ردت غلوريا :
- فلنتأكد في الخارج اولا .
- انها امرأة ناضجه تستطيع العناية ..
ضاعت كلمة بنفسها وراء الباب .
تمتم كونورواي :
- قلت لك انهما لن يجدانا هنا .
تأوهت مارغ :
- ولكنهما لن يتوقفا عن البحث .. ارجوك دعني اذهب .
- لا ...
اطبقت اصابعه على ذقنها لتمنعها من الحراك ثم عاد يعانقها ..
اخترقت تكتكة قفل الباب حلمها من جديد وابلغها توتر عضلات كونورواي انه سمع التكتكة هو ايضا , ولكنه لم يرفع رأسه ولا سمح لها بالحركة .
سمعا لوسيا تقول وهي واقفة في الباب :
- كونورواي .. انهما يبحثان عنها .
استرخت قبضته عنها ثم ومضت عيناه وهما تنظران الى عينيها المتوسلتين اللتين طغى عليهما الخجل .
قال كونرواي بلهجة آمرة :
- اخرجي من هنا لوسيا .
انتزعت عينيها عن وجهه والتفتت الى مدبرة المنزل .. كان جسمها الممتلئ يبدو طويلا بفعل النور المتدفق من الردهة .. تحركت حنجرتها المتشنجه ولكنها عجزت عن نطق اية كلمة .
تنهدت لوسيا بقناعه ثابته :
- لن تفعل هذا كونورواي .
سخر بعجرفه :
- ولم لا ؟ السيدة اكثر من راغبة .
- دعها تذهب .
ابتسم ببرود لمارغ :
- لها ان تذهب انها حره .
وابتعد عنها واكمل :
- هذا ان كانت تريد حقا ان تذهب .
وقفت على قدميها تكاد تتعثر في مشيتها ولكن كانت خطوتان فقط هما ما استطاعت القيام بهما فقد علقت ذراعها بقبضة مؤلمة دفعتها من جديد الى صدره..
حذرت لوسيا بصوت منخفض :
- كونورواي .
قاطعها بصوت هامس ينذر بالشر وقال بوحشية :
- لا .. لا يمكنها الذهاب .. يعرف كلانا انني لم اكن اغويها بل هي من سمحت لي بذلك فمنذ قدومها الى المزرعه وهي تدأت على دعوتي الى مغازلتها ثم تتعمد التراجع لتستطيع التلاعب بي .. تعرف انني اجدها جذابه كحال أي رجل اخر , وتنوي استخدام هذا التجاذب لتحصل على ما تريد اليس هذا صحيحا يا مارغ ؟
لم يكن لديها القدرة على الانكار فاعترفت بصوت هامس اجش :
- اجل .. اجل .. هذا صحيح .
قال بسخرية لسعت كبرياءها بقوة :
- لكنني لم اصبح العوبة في يدك بل انا آخذ ما اريد .. وحالما انتهي منه ارميه بعيدا .
ثم تركها قبل ان يدفعها نحو الباب حيث تقف لوسيا :
- اذهبي الآن لكنني لم انتهي منك .
تقدمت مارغ الى الامام متعثرة ولكن لوسيا عقدت ذراعها لتدعمها ثم اقتادتها الى الخارج .
- سأرافقك الى غرفتك .
احست مارغ ان بمظهرها الاشعث كانت ثيابها تكشف بوضوح ماجرى ولا ريب ان شفتيها متورمتان ووجهها متورد بقوة تعرف انها تبدو كأمرأة كانت في فراش رجل ..
استرقت نظرة الى مدبرة المنزل متسائلة عما تظنه بها هذه المرآة الفخورة بها . لقد صدق كونورواي عندما قال انها ما فتئت تغويه ولكنها لم تنو الوصول الى هذه المرحلة . ارادت تأجيج رغبته فيها حتى يذعن لما تريد .
عندما وصلتا الى الغرفة لمحت مارغ العطف اللطيف في عيني لوسيا السوداوين فشعرت بالخزي والعار فهي لا تستحق ابدا رجاحة عقل هذه المرأة وتعاطفها .
اشاحت بوجهها عن نظرة مدبرة المنزل القلقة :
- انا على ما يرام .
اقتربت بعيدا عن دعم تلك المرأة .
- هلا اخبرت غلوريا انك رأيتني هنا وانني مصابة بصداع .
هزت لوسيا رأسها :
- لن اسمح لأحد بازعاجك لن اسمح لأحد مهما كان .
قصدت بلا احد مهما كان كونورواي ايضا ولم تكن لتشك في ان المرأة تنوي فعلا حراستها من نفسها ومنه . وما ان خرجت لوسيا حتى دفنت مارغ وجهها بين يديها ..
صدمتها سخرية الموقف بقسوة لقد اردته طوال الوقت ولكنه هو من اصطادها وهي من رطعت على ركبتيها .
لم تفكر قد اثناء تخطيطها في اركاعه في انها ستقع راسا على عقب في حب كونرواي . نعم هذا ما حصل لها بالضبط .. لقد وقعت في حيبه .
لم يكن ما جرى الليلة نتيجة مشاعر جسدية بحته بل كان حبا مجنونا غبيا مؤلما .

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, آخر الغرباء, big sky country, دار الفراشة, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات رومنسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية