كاتب الموضوع :
سندس7
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
العامرية
سورافوسكي
شكرا لكما على المرور..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ئئ
استيقظ علاء وقد أظلمت الدنيا..فمدّ يده ليعرف الوقت لكنه فوجئ ب19مكالمة لم يرد عليها كلها من سالم..
قفز عن السرير وأسرع يغير ثيابه..متسائلا كيف أمكنه نسيان موعده الهام والنوم بعمق..
ما إن خرج من حجرته حتى طلب رقم سالم وسار بمهل..حين رد سالم على الاتصال كان والده قد مثل أمامه فلم يكن منه إلا أن أقفل الخط..
:"تعال علاء أود التحدث إليك.."
أومأ برأسه فسبقه والده إلى غرفة المكتب بينما عبثت أصابعه بأزرار الهاتف النقال إلى أن انتهى من إرسال رسالة لم يعتذر فيها لكنه أرجأ الموعد إلى الغد..
لحق علاء بوالده بعد برهة..وكما اعتقد جازما كانت محاضرة أخرى عن مستقبله الذي لم يضع بعد برأي والده..
اكتفى علاء بالإنصات ولم يقاطعه أبدا..بدلا من محاولة إبداء أي تجاوب راح يتأمل الترهلات والتجاعيد التي ظهرت على وجه أبيه وذاك الشعر الذي لم يعد مغزوا بالبياض بل مستوطنات كاملة به..
لمّا أنهى والده حديثه طلب مبلغا لا بأس به وحصل عليه دون أدنى جدال..فلطالما كان مدلّل والده رغم أن عفراء هي الصغرى..فكما يظن" رمضان" كان وجه خير على أحواله المادية..لذا ما كان يرفض له طلبا من بين أبنائه الخمسة(عصام..عليا..عمر..ثم هو وعفراء)
وكانت مشكلته انصياعه لأوامر زوجته دون جدال والتي أصرت على دخول كل أبنائها مجال الطب..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
علاااااااااااااااااااء
عادة ما كنت أسهر إلى الفجر على أفلام الأكشن والأفلام التي تعرض لقطات مزرية خالية من الأخلاق لا يستطيع النظر إليها إلا من مات فيه الضمير..لا..ليس لضمير فقط..بل الضير الشرف الأمانة الكبرياء بل والعقل..!
وأفرغ علبتين سامتين من السائر داخل رئتي..اليوم لم أستطع الاستمرار في السهر وغلبني النعاس على الأريكة..
فتحت عيني بتثاقل..فإذا بي على سريري والغطاء فوقي..لا أدري كيف حصل هذا..فآخر ما اذكره أني كنت على الأريكة..فجأة تصاعد صداع هائل إلى رأسي وبدأت أنفاسي تتسارع..وشعرت بثقل يجثم فوق صدري..إنه الموت..
بدأ البرد يسري بأصابع قدمي يصعد رويدا رويدا..بينما كان رأسي كبركان على وشك الانفجار..لم استطع الحراك وانقطع نفسي..شعرت كأنما تروس مليئة بالأشواك تسحب من جوفي تجرح كل خلية من خلاياي..فتجتمع الدماء داخل مريئي وما تلبث أن تخرج من فمي وتحرقني..
ثم طرت..طرت في الهواء حتى سقف الحجرة وأنا اصرخ واصرخ ولا أحد يجيب..نظرت إلى جدثي عيناي زائغتان وفمي مفتوح عن آخره..شعرت بقبضة على ذراعي التي لا أراها وإذا بملكين..
:"لم يقل الشهادة..!"
أنا:"قلتها..والله قلتهاااااااا"
صرخة أطلقتها من الصميم..كانت رعدا زلزل أنحاء المنزل بل وكل من عليها..عاق لا يحافظ على صلاته ماذا تتوقعون ..؟!
غلبتني دموعي وهويت ظننتهما أشفقا علي فتركاني ..حتى ارتطمت بالأرض فالتفت لأتأكد من بين دموعي أني سقطت من الأريكة فقط ..!
"حلم..حلم حلم..!"
احتضنت نفسي وكتمت صوتي سامحا بهطول دموعي..
كانا في الخارج يبثون عن مصدر الصوت..سمعت طرقتين على باب حجرتي ثم صوتا لم أميزه
:"لا بدّ أنه نائم فهو يسهر إلى الفجر.."
لكن الفجر لم يؤذن له إلا في هذه اللحظة..قد تظنون أني هدأت بعد الأذان؟..لا.. كثيرا ما سمعت أن الرؤيا قبل الفجر واقعة لا محالة..وكل ما أنكره آمنت به هذه اللحظة..انهرت وتوقفت عن البكاء..ورميت نفسي على الأرض بخشونة..
وحلّ صمت رهيب
"إذا أنا هكذا..هكذا.."
شعرت أني أغرق وأغرق في بحر ليس له قرار"أنا إلى النار في النهاية.."
وبدأت المخايلات والقبر تظنون أن هذا جعلني أفيق..؟،بل أعميت عمى كاملا ثم غلبني النعاس مجددا..
|