الجزء الحادي عشر
الشكر لله أن العيد جاء قبل موعده !,
صباح المطر وهو يغازل سطح بيت الجد ., صباح الاطفال الذين يكتفون بقبلة أمهاتهم فطوراً ., صباح شتوي ممطر وقد اجتمع الجد والجده وريانه على مائدة الفطور ., من عادة ريانه النهوض باكراً حتى في أيام العطل الرسميه ., هي عطله الربيع من أسبوعين فقط لكن لها نكهه خاصه .,
"ريانه لما تنهضين باكراً يا عزيزتي " الجد ابو سليمان
"لا اعلم هي الساعه البيولوجيه .. اعتقد!" ريانه تداعب حبات الزيتون
" مم الساعه البيولوجيه تلك لما لا توقفين منبهها " الجد
" هاها جدي ليس لها منبه " ريانه تضحك بقهقة الأطفال
دق الهاتف ., وذهبت ام سليمان لترى مَن على الخط ., " دعيني انا اجيب اكملي فطورك جدتي" ريانه تقفز من المائده الى الهاتف
" ألو " ريانه
" .... " لا مجيب
" ألو .. مَن " ريانه
يتدخل الجد :" اذا لم يجيبوا اقفلي الهاتف "
ترد عليه ريانه وقد اغلقت السماعه بيدها :" لكن هناك صوت ..صوت مُشَوَش!"
"الو " ريانه
"اهلا حبيبي "
جمود من جهة ريانه ., وقفت ولم تحرك حتى الهواء المحيط بها ., اصفرت وجنتاها .,
"اهلا" ريانه
ام سليمان :" من على الخط "
ريانه ترد باستفهام يخالطه رعشه :" هذه أمي يا جدتي!"
ام سليمان :"أمك ., كيف حالها؟ وحال مازن ؟ اخبريها أن .. " يشيراليها ابو سليمان بالسكوت , فخديجه اتصلت بابنتها وليس بهم
سكوت اخرس من الطرفين ...
" اهلاً !" ريانه تبدأ بفرط خرزات السكوت
" كل عام وانتِ بخير " خديجه قد رتبت لِهذا اللقاء مجموعه كلامات لكن اسراب الخوف اخذت كل حرف منها
"لِما !؟" ريانه وقد عرفت المغزى
" يوم ميلادك اليوم حبيبتي" خديجه
"لولا ميلادي لما اتصلتي!" ريانه وبدأت عينيها تذرف دمعات
" ..... " سكوت من جهة خديجه
" لِمَا تنتظرين يوم ميلادي لتخبريني ان كل عام سأسمع عنك مره ! " ريانه اصبحت معاجم العالم مفتوحه امامها لتنهل منها اقسى و أحن الكلمات
تردف ريانه : " لما لا تتطمنين علي من فتره لِأخرى ., ان كنتِ لا تريدين سماعي فقط ضعي مازن على الهاتف اريد ان اسمع عنه ., مرت اسابيع وكُنتُ في كل مره يدق فيه جرس الهاتف يقفز معه قلبي ., بانتظارك ! ., اين كنتِ !"
تبكي ريانه مطولاً على الهاتف وقد ضمته اليها وكأنها تريد ان لا ينقطع الاتصال بينها وبين عائلتها المتغربه!
ترد خديجه وفي نبرتها بحة الشوق :" ريانه والله العظيم كنت احاول مراراً الاتصال بك لكن الخطوط دائماً متقطعه ورديئه ., ويجب ان اذهب الى المنطقه المجاوره كي اتصل لان خطوط الهاتف لدينا بها مشاكل .."
" امي !! لا تتعذري فأعذار العالم لن تغفر لكِ عندي" ريانه تخرج تلك الكلمات كالنار من قلبها الصغير ., قالتها وكبرت ريانه بضعة سنوات بعد تلك المحادثه ,. قسى قلبها من قسوة الأيام عليها ., معذورة تلك الصغيره فأهوال الغربه غَرَبَت روحها ., تركت السماعه وذهبت الى غرفتها عند فرح النائمه وخبأت رأسها بداخل غطائها واغمضت عينيها لتترك الدموع تنساب على وجنتي الورد
التقطت ام سليمان الهاتف :" الو ., ام مازن ., اهلاً"
خديجه وقد ظهرت علامات الأسى على صوتها :" اهلا ., كيف احوالكم وكيف عمي ابو سليمان"
ام سليمان : " الحمدالله جميعنا بخير ., ونسأل عنكم ؟., كيف حال مازن ؟"
خديجه :" الحمدالله يطلب رضاك .,ام سليمان اتمنى ان تخبري ريانه انني كنت احاول مراراً الاتصال ., وانها بروحي دوماً ., وانني سآتي لأخذها قريباً ., لكن الاوضاع هنا مزريه نوعاً ما ., ومكوثها لديكم افضل حل .,بلغيها التحايا .. ارجوك"
ام سليمان تغلق الهاتف وقد صعبت عليها ريانه ., لكنها احست بروح الأم خديجه وكيف انها ضحت بابنتها من اجل سعادتها وأرتأت ان تركها احلى الأمرين .,
ابو سليمان وقد تأثر من المكالمه واحس ان على عاتقه تلك الطفله ., فهي لها مشاعر واحاسيس ولم تعد طفله ., قد تضحك لكن خلفها ألام الدهر ,. " يالله كن بعونهما ., اصعب قرار والله والله "
ذهبت ام سليمان الى ريانه وفتحت الغطاء : "ريانه حبيبتي لا تكوني قاسيه على امك ., فهي امك ايضا ., وقد اخبرتني انها حاولت الاتصال لكن الظروف يا ريانه الظروف يا صغيرتي "
تتكلم ريانه وقد كَونَ الدمع مجريان على خديها :" لا اريد ان نفتح هذا الموضوع مره اخرى ., انا لدي اخ واحد تبقى من عائلتي .,ارجوك جدتي اريد ان انام"
ذهبت ام سليمان الى الجد :" ياااه كم تعز عليّ تلك الفتاه ., الله يجبرها" ., رؤيه ريانه بهذه الصوره المنهاره يجعل اقسى قلب يرق لها ., طفله تُترك لعائله لم تعرف الا اسمها وتتأقلم لتتعايش معهم ., احبتهم واحبوها لكنها تظل غريبه ., فالأيام الجميله ولت وعليها ان تعتاد غربة الوطن هذه
"سأتصل بعبدالعزيز ., لنرى ماسنفعل!" تمسك السماعه ام سليمان ., وبعد نصف ساعه في غرفة الجلوس يتواجد عبدالعزيز واسامه والأبوان ., يتكلم عبدالعزيز :" لاداعي للقلق سأتولى التفاهم مع ريانه ., والأمور ستجري كما هي ., فلا مستجدات بالموضوع "
يتدخل اسامه :" لكن يجب علينا مراعاه نفسية ريانه فهي فتاه حساسه جداً"
ترد ام سليمان :" لا اعتقد اننا مقصرين معها ., فأنا اعاملها كفرح"
عبد العزيز:" افضل ان انقلها لتعيش معي بالبيت مع بناتي فهن في مثل سنها "
اسامه :" لاداعي فهي مرتاحه لدينا .و ثم لا نعلم ماهي ردة فعل زوجتك"
عبدالعزيز:" سحر انسانه طيبه وملتزمه ., لا يوجد ممناعه منها ., عموماً دعونا لا نستبق الاحداث ., فرأي ريانه هو الأول والفصل"
بالطرف الأخر من القشه تركن خديجه في غرفتها وانفاس امها المتسارعه جراء سعال عرضي ., الساعه تشير بتثاقل الى التاسعه صباحاً ., المنزل هادئ بعض الشيء الا من ديك يصيح في الخارج ., دموع اسى في مقلتي خديجه ., تعلم ان ذنبها غير مغفور له عند ريانه ., فأين هي منها قبل بضعة أسابيع ., تلوم نفسها لِمَ تركتها بدون ذكر الأسباب ., ولِمَ لَم احاول ان اتصل في اليوم مئة مره ., جربت الاتصال مرات ومرات لكن ريانه لها النتيجه الظاهره ., رأت مازن يتقلب على الفراش من شق لشق وكأن هاجس ريانه يحوم حوله ., رأت ان تجعله يحادث اخته ., نعم يجب عليه محادثتها ., خديجة لديها رهبه الموقف وكأنها تهرب من أمرٍ واقع لا محاله وماإن تصادفه حتى تلوم نفسها ., ترغب ان يحادث مازن اخته ولكن تخاف من ردات الفعل من أي منهما ., صحيح ان مازن حالياً يفتقد ريانه لكن مع الوقت اصبح وجودها خيال عنده ., وتتوقع انها هي كذلك ., والحقيقه نعم البعيد عن العين بعيدٌ عن القلب ايضاً ., حتى وإن كان عزيز فالأيام كفيله بركنه في ذكريات الماضي بتأنق المكان المُخَبَأ به !
طَرقُ باب خفيف على غرفه خديجه ., تذهب خديجه واذا به اخيها هشام :" صباح الخير ., أتريدين ان اعمل لك بيض معي !" ثم تصيبه الدهشه من خديجه : " مابال كل هذه الدموع !"
تخرج خديجه من الغرفه وتغلق بابها وترتمي على هشام باكيه :" اتصلت على ريانه اليوم ! " ولم تكمل فهشام اعلم بالحال
" وهذه اول مكالمه أليس كذلك" هشام
خديجه : "نعم ., وذلك تقصير مني ., حاولت ., لكن لا لم احاول .," تتشتت الكلمات في جوفها كدوائر حجر رُمي في بركه
يرد هشام :" دائماً بدايات الأمور صعبه ., ولا تلومي نفسك ., كُنت معك في كل مره لم نلتقط الخط ., انا اعلم ان ريانه بقلبك وعقلك وروحك فأنت أم في النهايه ., ومن وجة نظري انتِ أم شجاعه جداً لإتخاذك قرارات صارمه لصالح ابنتك "
يدخلان المطبخ واذا بماجد يجلس على طاوله الطعام بانتظار احد ما ليقوم بمشاركته الفطور ., فقد اعتاد مشاركه هشام او امه ببيض الصباح!
عرف ماجد القصه واردف : "خديجه انا اتكفل بجلب ريانه الى هنا متى شئتي بدون كلفه ذهابك ., لكن أرى ان تنتظري قليلاً ., ثم ان ريانه مرت بظروف صعبه ومن الطبيعي ان تجدي ردة الفعل هذه "
اتفق الجميع على اخذ مازن لِيُحادث اخته قليلاً ., ووضعوا البيض بالمقلاه على الطاوله واكلوا منه بنهم الا خديجه التي اكتفت بالقليل ., وكان النصيب الأكبر لماجد الذي التهمه التهاماً لدرجه انه بدا شجار اخوي على اخر لقمه !
طبيعة منزل اهل خديجه ريفي بسيط ., يغلب عليه الحصير والخيزران ., به مجموعه من الدجاج وديك ويحوي ايضاً على بضعٌ من المعز وبقرتان ., في السابق كان العدد يفوق ذلك بكثير بحكم انهم بمزرعه وتُمَول عدد من المناطق القريبه ., ولكن الحال لا يسكن على حال.,
تصحو ام خديجه وقد قرر الأخوه عدم اخبارها بما حدث فمصائب الدنيا تنكب على عاتقها وهي غير مؤهله لغيرها ., " صباح الفل " ام خديجه على ابنائها
" صباح الخير ., فاتكِ عجة البيض من يَدَيّ " ماجد غامزاً
تتكلم الام مديره ظهرها له بنية اعداد كوب من الحليب لها :" لا اعتقد !"
يضحك الجميع على ماجد , في هذه الأثناء تدخل زوجة هشام :" لو لديك زوجه لما احتجت احداً ليعمل لك بيضاً"
يرد هشام :" انا متزوج وانا عملت البيض لنفسي " هشام لديه روح مرحه جداً ويستطيع تلطيف الاجواء بسهوله
يضحك الجميع ., وتتكلم خديجه :" فعلاً ماجد لماذا لم تتزوج بعد "
يرد ماجد بسرعه : "لم يخطبني احد بعد"
خديجه :" الزواج ستر يا ماجد ., ومااحلى الدنيا عندما تملأها أطفال من لحمك ودمك "
خديجه قالت الكلمات بعفويه سريعه لدرجه انها استوعبت عندما انتهت انها ضربت على وتر قلبها ., آه ريانه
ريانه في منزل جدها استيقظت من اغفاءه سريعه انستها بعضاً مما حدث ., نزلت ووجدت عمها عبدالعزيز .,"اهلاً ريانه "
سلمت عليه وجلست ., اردف :" لقد جئت بنفسي كي ادعوكِ لدينا على الغداء ., سحر تُعد لنا دجاج بالزعتر"
ريانه:" دجاج بالزعتر ! وكيف مذاقه!"
عبدالعزيز :" تعالي لتتذوقيه بنفسك ., اعِدك شهي للغايه"
ريانه أومأت بالموافقه ., وقد علمت بقرارة نفسها ان الدعوه لها علاقه بمكالمه والدتها
في منزل العم عبدالعزيز حيث سحر وثلاث فتيات رابعتهُن هي ريانه ., وقد تذوقت الدجاج بالزعتر وكان شهياً :" خالتي سحر الدجاج اكثر من رائع ., اشكرك" ريانه بأدب
سحر تبتسم :" لا داعي للشكر ., فنحن احببناك ونتمنى ان تقيمي معنا لمده ., فالفتيات في مثل سنك ., وستمرحن كثيراً"
ريانه :" اود ذلك لكن لا استطيع فبيت جدي مكان ملائم ., ولا اريد ازعاجكم"
عبدالعزيز :" لا يوجد ازعاج حبيبتي ., فأنا اتطمن كثيراً عندما تكوني ضمن نطاق عائلتي"
ريانه عرفت الان ان عمها يريدها في بيته لان بيت الجد لا يوجد به من يفهمها الجد والجده كبيران في السن ., فرح مراهقه ولها شخصيه أنانيه ., اسامه مهما كان فهو رجل ولا يتفهم ., اما هنا في بيت العم فالكثير من الفتيات ., هن ثلاثه لا يفصل بينهما الا سنه ., فسحر لا تطيل كثيراً بين الحمل والأخر ., وايضا العم عبدالعزيز انسان متفهم وتتذكر مواقفه مع امها ., وسحر انسانه طيبه وتتفهم الفتيات نظراً لوجود بناتها ., تعلم ريانه انه كُتِبَ لها التنقل في البلاد ., وانها يجب ان تتأقلم سريعاً في أي مكان كي تعيش فقط ., صعب وقاسي شعور عدم التوطن لكن القدر يختار وريانه لها حق الاختيار ايضاً
وافقت ريانه على المضي قدماً ., وعلى المكوث ولو لفتره بسيطه مع العم عبدالعزيز والفتيات ., وكان لديها شرط ان تعود لبيت الجد متى شاءت ., وكان قبول الطرفين سيد الموقف ., لملمت حاجياتها من غرفه فرح : " الى اين ريانه ., فعلاً ستذهبين لبيت عبدالعزيز" فرح
ريانه تجيب وهي تضع قطع ملابسها الصغيره :" نعم ., سأجرب الحياه هناك "
فرح : "متأكده انها ستعجبك ., لان الفتيات في مثل سنك ., وستكُنّ في مدرسه واحده "
تعلم ريانه ان العمه فرح اكثر انسان سعيد بهذه النقله ليصفى جو الأُنس الليلي
تعكر محادثات نفس ريانه صوت فرح :"سأزورك كثيراً لاني سافتقدك "
ريانه :"نعم شكراً"
تنزل بعض من كتبها معها وحقيبه يدها وتنادي عمها اسامه ليساعدها ., "عمي اسامه هل تساعدني في حمل حاجياتي؟"
"نعم ياحلوه بالتأكيد ., ريانه سأشتاق لكِ ., عديني ان لا تطيلي الغيبه" اسامه وقد تقطع قلبه عليها
"اعدك عمي ., ولا تنسى ان تأتي لزيارتي " ريانه تترجى احن شخص عليها في المنزل
تنزل ريانه وخلفها اسامه مع حاجياتها ., يراها الجد :" ريانه تعالي بجانبي" وكأنه يريد ان يحكي لها حكايه كما الأجداد ., لكن حياه ريانه حكايه كبيره فلا تحتاج لأي من الحكايا الطفوليه :" ريانه متى شئتِ ارجعي لست مضطره للمكوث ببيت لا ترتاحي فيه ., انا لم اوافق في البدايه فأنا احب ان اراك امام عيني ., لكن بعد التفكير وجميعنا يعرف ان بيت عبدالعزيز ملائم لكِ ولمصلحتك ., عموماً ريانه اعتبريها زياره ., اتفقنا"
قبله على رأس الجد :" بالتأكيد ستكون زياره فقط"
مد الجد يده المرتعشه الى جيبه واعطاها بعض من النقود و كتاب مُهترئ صغير عليه جلد عنابي ومن الزمن اصبح بني :" لم اعلم لِمَن اعطي الكتاب ., وجاءت بك الأقدار الينا كي اسلمه لكِ "
ريانه وقد امسكت الكتاب تريد فتحه :" ماهذا يا جدي!"
الجد :" لا تفتحيه الان ., واخفيه مع حاجياتك الثمينه ., فهو يحوي أثمن الأثمان من حياتي "
ريانه تبتسم :" اهااا ., خواطرك جدي "
الجد كاتب متمرس يحب الأدب والتاريخ ., ويكتب الكثير من الخواطر الأدبيه ., وكان يأتيه الأدباء لتصحيح الملافظ والكلمات .,
" نعم هي خواطري .,لكِ " الجد وقد لمعت عيناه
سبحان الله مهما كان الانسان قوياً في شبابه وجَلَداً ., يأتيه الزمن لِيرسم خطوطه على خَلقه وخُلُقَه فيتغير ., فقد كان قوياً جداً صلباً كالحجز ولا تهزه الرياح العواتي ., ولم يروا له دمعه قط ., لكن الكهوله تُحَسِسه بين حين واخر بعجزه ., وغالباً مايكون الخائن الأكبر الدموع
تضم ريانه افراد اسرة الجد ., وكان بانتظارها عمها عبدالعزيز ., وقد جلب فتياته معه بالسياره لمؤانستِها ., ركبت ريانه وركبت معها همومها الى مكان تجهله ., قد يكون خلاصها وقد يكون غير ذلك ., قد يُحبِبها بالرجوع الى بيت الجد او قد ترتاح فيه ., تساؤلات عده تدور في مخيله الصغيره طوال الوقت لكنها تركتها للأيام لتكشف الخافي
وصلت للمنزل بمعانقه حاره من سحر ., وذهبوا الى غرفة الجلوس لترى ان هناك كعكه لذيذه بانتظارها كُتِبَ عليها " كل عام وانتِ بخير "
تبسمت ريانه وتركت الحياه تسير الى الأمام فلا يوجد ماتنتظره في الخلف ., فالوفاء الذي يشع من كل نسمه من انفاسهم ., ربما هو ما أغرمني بهم ., سرقوني ومضينا ., قد يكون الى غير رجعه ., فقط سَأُغمض عيني واتخيل بأن مايحدث هنا هو واقع جميل ., سأتشبث به حتى يتركني هو!