* الجزء الثالث *
مديت أيدي أسلم عليه, فمد أيده هو بعد, شكله تعبان وايد , و حالته لا تسر لا صديق و لا عدو , قعد وأن تبعته بعد و قعدت , افتتح الحديث, كالعادة نفس السؤال :
كيف حال عهود ؟
• بخير , لا تخاف عليه , المهم أنت كيف حالك؟
• الحمد لله , الحمد لله . " قعد يقولها و هو يهز رأسه"
ابتسمت و قلت :
عندي بشارة لك.
رفع رأسه إلي من قعد وه منزلنه , و قال بلهفة لمعرفة الخبر :
خير؟
زيت من حجم ابتسامتي, وقلت :
دبرت محامي.
بدل ما أشوف الفرحة في ويهه شفت التعجب و الاستغراب:
كيف ؟!!! كيف دبرت محامي , ومن وين عندك فلوس له؟!!
• أنا ما دبرته , صديقي عبيد دبره , أخوه محامي, وقالي بيكلمه و بخليه ينقص من قيمة أجره.
هنا كأني لمحت طيف ابتسامه على شفايفه الجافتان, وقال:
صدق , الحمد لله , الحمد لله, يعني في أمل.
• ما قلتلك البارحة لا تيأس ؟
• أيه صح , كان لازم استمع لكلام , بس , بس تعتقد أنه بقدر عليهم.
• إنشاء الله بيقدر , و بيرميهم بسجن بعد.
• مشكور محمد ما قصرت معي .
• لا تقول ها الكلام يا أخوي , فهذا واجبي صوب أخوي.
أخيرا طلعت ابتسامته إلي من قلبه, و قال:
تسلم يا أخوي , تسلم.
****
كنت طالعه من المطبخ , وناويه أروح لغرفتي, لكن صوت أمي وهي تناديني خلاني أتوقف , وألتفت ناحيتها, كانت قاعدة على الكنبة , و في أيدها فنجان القهوة, كالعادة كل عصريه تقعد ها القعدة و تشرب قهوة و تأكل تمر, في العادة يكون معها أبوي , لكن أنا ما أشوف عندها اليوم غريبة , المهم طلبت مني أجي و أجلس بقربه, فنفذت طلبها, قعدت بقربها , وما أن قعدت حتى هي بدأت في الكلام :
حبيبتي قول لي هل قررت بخصوص محمد و إلا بعد, ترانا طولنا عليهم برد , مر أسبوع و ما قلنا لهم شيء, عشان كذيه قول لي الحين أنت موافقة و ألا لا ؟
مشكله , الحين أنا في موقف مو سهل , أنا حتى الحين ما قررت , في دخلي شعور قوي يقول لي وافقي , لكن عقلي يقول لي لا , ما أدري و ش أقول , أوافق و ألا لا .
• وش قلت حبيبتي؟
• أمي بعدني محتارة.
• ليش محتارة يا ريم , محمد ريال و النعم فيه , ريال شهم و ذو أخلاق عاليه , شفت كيف هو المتكفل بعائلته من مات أبوه , أصراحة لو تريدين رأيه لا تفرطي فيه .
• أمي أنا أعرف كل هذا الكلام , بس أنت تعرفين أن هذا زواج مو لعبه , و بعد أنت شايفت حالتهم يا دوب قادرين يعشون بالمعاش إلي يطلعه.
• أفهم من كلامك أنك تريدين ريال غني يصرف عليك؟!!
• لا يا أمي مو هذا قصدي , أقصد أنا بزيد عليهم مصاريف , أنا أعرف محمد ريال ونعم فيه , بس .
قاطعتني أمي بكلامها:
ريم بس عاد خلاص , أعطينا قرار نهائي تقطع و يوهنا من الناس , معلقينهم كذيه بلا جواب, و بعد أبوك متضايق , و يرد منك تعطينا جواب اليوم.
هذا إلي كان ناقصن ضغط أهلي عليه , ما كافي ضغط التفكير بها الموضوع.
****
دخلت البيت هلكن من البارحة ما نايم , ما لي خلق أكلم أحد , و لا أشوف أحد , إلي أريده أروح لسريري و أنامـــــــــــــــــم, لكن صوت أبوي المتضايق منعني من أن أكمل طريقي,تلفت صوبه بعد أن سمعته يناديني باسمي , وقلت :
خير أبوي ؟
قرب صوبي , و قال و هو بعده معصب :
وين كنت , حرقنا التلفون نتصل بك, و تلفونك مغلق , و ين غطيت ؟
هنا ارتبكت , ما عرفت وش أقول له , بس إلي أنا متأكد منه إني لازم ما أقوله الحقيقة .
رد يكلمني بصوت أعلى من قبل:
وش فيك ما تتكلم ؟
رديت بصوت مهزوز :
أنا ... أنا كنت مع أحد رباعتي كان في مشكله , ورحت أساعده .
• تضن أني غبي , ما أفهم, تحسب بأن ها الكذبة بتعدي عليه؟
• أبوي أنا ما أكذب , هذا الصدق , و بخصوص التلفون شكلي نسيته مغلق بسبب الربشة كان المسكين مسوي حادث.
• و أين أهل رفيقك هذا ؟
يا دوب قدرت أبلع ريقي , أبوي مو راضي يتركني أروح بحال سبيلي , ناوي على هوشه شكله .
• ما تتكلم يا حمد .
• أهله ,... أهله يعيشون ي منطقة ثانيه , وما يعرف , يعرف أحد غيري .
خفت أحط عيني بعينيه , فيكشف أني أكذب , فنزلته في الأرض , بعيد عنهن .
أمي أخيرا تدخلت , و أنقضتن من أبوي , لما قالت:
• خلاص عاد يا بو حمد , الولد قالك كان مع ربيعه , ما صلح شيء غلط , بالعكس , سوى فعل يرفع الرأس.
ضل ساكت , وما نطق بحرف لكم ثانيه , مما زاد من خوفي , توقعت يستمر يسألني , لكنه راح صوب غرفته , و ما نطق بشيء, وأمي وراء, صح أنه عمري 25 سنه , و ريال بطولي وعرضي , لكن قدام أبوي أشعر أني ولد 4 سنين , ما أقدر أرفع راسي , و لا أرد عليه , من الخوف .
****
كان ينتفض مثل الورقة قدام أبويه رغم أنه رجال كبير طوله , من ما بينتفض قدام صوت أبويه إلي يهز البيت هز لما يتضايق, صوت أجبرني حتى أطلع من غرفتي إلي مسكرتنها , الله يعد ها اليوم على الخير, شكله الدوري يا ي صوبه عشان موضوع محمد , وش أسوي أنا بعدني محتارة مو عارفه وش أقول له, محمد ريال أزين , بس أنا ما أحبه , بس بعد ما أكرهه , ما أعرف كيف أوصف إلي في دخله اتجاها , أمكن أعتبره أخ لأنا تربينا تقريبا معا , هو أكبر مني بأربع سنين , ما أدري وش أسوي , بعد مو أزين أرفضه أمكن ما ألقى شخص مثله, وبعد أمكن هالموضوع يسبب مشاكل بينا و بين عائلتهم , أووووووووووه الموضوع معقد , مو عارفه و ش أسوي .
****
سويتها , نعم , سويتها , رحت لبيت عمي , وأنا في نيتي أطلب أيدها, كنت عارف إن عمي بيسألن عن أبويه , لكن ما يهمن , لأنه بهذي الطريقة بخلي أبوي يجبر يطلب أيد نوره لي , مستحيل لما يسأله عمي عن هذا الموضوع يقول أنه مو موافق على هذا الزواج , صح , هذي خطه مضمونه, دخلت البيت بعد ما فتحت الخدامة لي الباب , سألتها عن عمي , قالت لي في الصالة, سألتها إذا كان أحد عنده , فقالت لا, فرحت صوب الصالة , لكني تفاجأت بأنه مو وحده , هي عنده , نوره , استحيت فنزلت راسي بسرعة, شافني عمي , و قال :
هلا بيك سيف , قرب , قرب .
رفعت عيوني شويه , و رديت عليه :
هلا بيك عمي .
لمحتها تعدل من شلتها .
فنزلت راسي مره ثانيه , وقلت لازم اسلم عليها , فشله :
السلام عليكم نوره .
ما ردت عليه , حركت عجلات كرسيها , و راحت صوب الباب الثاني وطلعت , و تركتني أنا و عمي لوحدنا , واضح أنها بعدها شايله عليه , من حقها , ما ألومها , عمي المسكين استحى من تصرفها فحاول يرقع الموضوع , فقال:
اسموحه ولدي, تعرف نوره , من النوع إلي يستحي.
• لا , أنا لازم أعتذر منك لأني دخلت كذيه, لكن الخدامة قالت لي أنك لوحدك في الصالة .
• ما يهم حصل خير, قرب , قرب. " وأشر لي أجلس بقربه , استجبت لطلبه , وقعدت "
قعد هو الثاني , ومد يده صوب صحن التمر وقربه مني , وقال:
أهبش .
مديت أيدي وأخذ تمره .
• كيف حالك , و حالك أبوك , أمك ؟
• بخير الحمد لله , يسلمون عليك.
• الله يسلمك و يسلمهم من الشر, و ش فيك ما تأكل .
• بسني , مشكور.
مسك بدلت القهوة بيد , و بيده الثانية مسك بالفنيان , و صب القهوة , أما أنا قاعد أفكر كيف أفتتح الموضوع معه , قرب صوبي الفنيان , فأخذت وبديت أشرب منه , وأنا بعدي حائر كيف أبدأ الكلام معه.
• من زمان ما شفناك يا سيف , علومك ؟
• علوم الزينه , علومك أنته و الأهل؟
• الحمد لله بنعمه و عافيه .
لازم أفتح الموضوع الحين و إلا ضعفت و ما تكلمت, حطيت الفنيان على الطاولة إلي بقربي, و جهزت نفسي عشان أفاتحه بالموضوع, أخيرا نطقت بعد تردد :
عمي يت أطلب منك طلب, وأرجو ما تردني .
• خير يا سيف ؟
• خير إنشاء الله , أنا ... أنا أريد ... أريد أطلب يد نوره لي.
أخذ يبحلق فيه عمي بعيونه إلي كادت تطلع من مكانها, شكله مو مصدق بالي يسمعه .
• عمي وش ردك ؟
• ما أعرف و ش أقول لك , بس ..بس مو لازم بو حمد هو إلي يقول هذا الكلام , ومو أنت؟!!
• أيه عمي , بس أنا حبيت أعرف رأيك قبل لا يك أبوي .
سكت , ما نطق بحرف , و نزل رأسه للأرض , وأنا قاعد أطالعه بخوف ممزوج بترقب لرده .
بعد طول انتظار قال:
يا سيف خل أبوك أي , و حينها يصير خير.
ما توقعت هذا الرد منه , بس أحسن من رد ثاني, قمت وأنا أقول:
تمام عيل , أنشاء الله بخلي أبوي أيك بأقرب وقت.
****
سعيد وين أنت رايح .
قبل ناحتي , و حاجبينه مقطبنهن , و قال و ضيق مرسوم على ويهه :
وأنت و ش دخلك و ين رايح ؟
بسرعة نزلت راسي هربا من عيونه إلي يخوفا , و قلت بصوت يا دوب ينسمه:
أنا آسفة ما قصد , بس .. بس عشان إذا سأل أحد عنك.
• إذا أحد سأل عني خليه يكلمني على الموبايل.
هزيت راسي , وأنا أقول:
أزين .. أزين.
طلع وسكر الباب وراه بقوه , فانتشرت رعشه في جسمي .
آآآآآآآآآآآه منك يا سعيد , آآآآآآآآآآآه يوم ما تحبني , و لا تطيق شوفت رقعت ويهي , ليش تزوجتني , ليش؟
رحت بخطى مكسوره صوب المراية المعلقة على اليدار, و قعد أتأمل و يهي , مررت أيدي على ويهي , وقلت:
ومن يحب وحده مثلي , ما شيء ينحب فيه , لا عيون واسعة , ولا وجه صافي , و لا حتى جسم رشيق " تنهدت من خاطر" كنت أضن بزواجي منك بكون أسعد بنت في العالم , لكن غديت أتعس بنت.
****
بعد طول دق على الباب , جاني صوته :
من هناك؟
رديت عليه :
هذا أنا ريم .
• وش تريدين ريم؟
• أريد أكلمك.
• في وش ؟
• الأول خلن أدخل .
سمعت صوت خطواته تقرب من الباب , انفتح الباب, لما طاحت عيوني عليه , شفته متضايق , لفت عيوني لما وراه , لقيت الغرفة مقلوبة فوق حدر , شكله فش ضيقه على الأغراض إلي بالغرفة, قاطع حملت تفتيشي صوته وهو يقول:
وش تريدين ؟
• ممكن أدخل؟
هنا نرفز و قال:
ريم وش فيك , تكلمي و خلصيني أنا مو ناقصنك .
• الأحسن نتكلم و الباب مسكر , صدقني.
رفع حاجبيه لفوق وقال:
ليش؟!!
• لأني أريد أكلمك عن الاتصال إلي جاك البارحة و خليك تركض كا المهبول لبرى , و من ساعتها ما شفناك إلا اليوم.
تطلع فيه شويه , و بعدين قال:
أدخلي .
وسكر الباب وراه, ألتفت صوبي , و قال:
وش عندك؟
• أريد أسألك من إلي أتصل بك , و من في المستشفى , شكله شخص تعزه وايد.
أخذ نفس و بعدين طلعه , وقال:
كان هذا صديقي , صديقي إلي كان في المستشفى , عرفت الحين؟
ابتسمت لما سمعت رده , يحسبني غبيه , صح أنه عمري 17 سنه , بس ما يعني هذا بأن كل إلي سمعه أصدقه, فقلت له:
حمد أنا أعرف أنه مو صديقك , فلا تحاول تكذب عليه , نظرة الخوف ذيك إلي كانت في عيونك , تدل أن كلامي صح.
ابتسم هو بعد , و قعد يصفق , و يقول:
برافوو أصبحت شرطيه وأنا ما أعرفه , شكلك ورثت ها الشيء من أبويه .
• حمد بس ضحك , قولي الحقيقة , أمكن أساعدك .
هنا ضحك بأعلى صوته , بعدين قال:
أنت تساعديني ؟
• أيه أنا .
• ريم أطلع أحسلك, فأنا تعبان , أريد أنام .
• حمد ..
قاطعني بصوته المتضايق :
قلت لك برا , مو ناقصنك أنت.
شفت أنه ما شيء فايده من الكلام معه , شكله ما بيتكلم , فقمت و مشيت , ما أن طلعت حتى سكر الباب ورايه , كأنه ما صدق أني طلعت .
****
يا ربي , شكله الموضوع بينكشف , أففففففففف, وش أسوي , حتى أنا ما تهنيت بك , فالخوف من أن ينكشف كل شيء غطى فرحتي بك , و ش أسوي , و ش الدبرة .
****
كنت رايحه لغرفتي لما يتني الخدامة وقالت لي أن سيف يريدني على التلفون , أصراحة استغربت, وش يريد بي سيف, قلت لها برد من غرفتي عليه , رحت ركض صوب غرفتي, و رفعت السماعة :
ألو سيف , وأين أنت يا المجنون , أبويه متضايق حده منك .
سمعت تنهيدته من على الخط الثاني , تبعها بكلامه :
أنا عارف أن أبوي متضايق مني , بس لازم يفهم بأني مو فاشل , وأنه من حقي أتزوجها.
• سيف ليش تريد تتزوج بنوره , أنت تحبها ؟
ما ياني جواب , غير أنفاسه إلي بدأت تتسارع , فسألته :
سيف ليش ما تجاوبني؟
• أيش تريديني أقولك ؟
• قول لي الحقيقة .
• المهم أنا أريد أتزوجها , هذا المهم .
• لا مو هذا المهم , المهم إذا كنت تحبها أو أنك تتزوجها لأنك تشعر بذمب .
هنا تغير صوتها , وأخذ يصارخ و هو يقول:
أسمعي أنا مو متصل منك عشان تحققين عندي , أنا اتصلت بك عشان تساعديني .
تعجبت من كلامه , أساعده ..:
أساعدك في و يش؟!!
• أريد تسألين نوره إذا كانت توافق تتزوج بي ؟
• أنت جنيت , أنا ما لي دخل بها الأمور.
• ليش أيش فيها ؟
• أيش فيها , إذا عرف أبويه به الموضوع لضربني علين أقول بس , وبعد نوره أعتقد أنك عارف شعوره أزين صوبك .
• ليش الكل ضدي يوم أنا ناوي أصلح شيء واحد صح في حياتي , ليش؟ " قالها و هو معصب , و قبل ما أرد عليه سكر التلفون "
****
أنا عارف بأنها تكرهني بسبب الحادث , بس كان عندي أمل إذا طلبت أيدها تحس بأني ريال مو مستهتر , وأني ندمان على إلي فعلته , وأريد أصلح غلطتي , آآآآآآآآآآآآآآآه ليش البيبان مسكره في ويهي يوم نويت أصلح خطأي ليش , ليش ؟
* يتبع *