** قلوب أعياها الألم **
محاولة متواضعة من قلمي المتواضع , الذي يخط لأول مرة قصة باللغة العامية قصة أرجوا بأن تحوز على إعجابكم, وأن تبهر ألبابكم بأحداثها و شخصياتها ...
فقراءة ممتعه مع : قلوب أعياها الألم ...
*الجزء الأول*
كان حاط رأسه على كفه , وعينيه مذهولتين , ودمع يريد يطلع للحياة من حبسهن ...
ولسانه ينطق بشيء واحد بس:
• مستحيل , مستحيل , مستحيل
تقطع قلبي لما وقعت عينيه عليه, آآآآآآآآآآآآه يالتني أقدر أساعده , أطلعه من ما هو فيه , لكن ما في يدي حيله ,
وهذا إلي يزيد الألم في قلبي, ما كان في يدي إلا أن أوقف في الظل و أتفرج على سالم و هو يتألم, هذا شيء صعب, عن جد صعب .
تعالى صوت دق باب, فوجهت عيوني صوب ذاك الباب إلي في الفترة الأخيرة كل مرة نفتحه نلقاه يخفي وراءه بلاوي تكسر الظهر, عشان كذا قلبي نجز من مكانه, كأنه متوقع مصيبة يديدة بتحل بنا, وما خاب ضنه, كان وراء الباب مصيبة أعظم, كانوا الشرطة واقفين وراءه, فحسية قلبي طاح لريولي من الخوف لما شفتهم .
ما أعرف وش قالوا له , عقلي ما هو عندي , فالخوف شل تفكيري , بس إلي كنت أنا متأكدة منه بأنهم يريدون يأخذونه معاهم, هنا نطقت , لما قيدوه , صرخت بأعلى صوت : لاااااااااااااااااااااااااااااااا
لكن صرختي ما هزت شعره من رأسهم , كملوا طريقهم كأن شيء ما حصل , لكن سالم , حتى وهو في أصعب حالاته, نظر أليه بذيك النظرة إلي كلها حنان, فنطقت عيونها بما عجز لسانه عن قوله, كأنه يقول لي : ( لا تخافي, كل شيء بيكون بخير )
كيف يا سالم كل شيء بيكون بخير وأنت بيرمونك بالسجن , كسف قولي ؟!!
الدموع نزلت من عيوني إلي تتبعهم وهم يأخذون سالم بعيد عني, حسيت برجولي مو قادرة تحملني أكثر من كذا, فهويت على الأرض .
****
ما أعرف كيف قدرت أرفع سماعة التلفون وأتصل بابن عمه محمد, ما أعرف غيره, فهو رجال العائلة بعده.
ما هي إلا دقايق ما ينعدن ووصل إلى البيت ومعه أمه, سألني عن إلي صار, لكن أنا نفسي ما أعرف إلي صار, فالخوف ما خلاني أحس بشيء , فقال بأنه بيروح لمركز الشرطة , و ترك أمه معي .
كنت أريد أروح معه , أتطمئن على سالم.. أهلي و ناسي , لكن ما وافق , و قال أبقى في البيت و هو بيحل الموضوع , رضت بأمره مجبرة, راح وقلبي معه يسأل على الغالي إلي ما أدري كيف بعيش بدونه, يلعن تلك الساعة إلي أشتغل فيها بذيك الشركة , آآآآآآآآآآآآآه و ش بيصير له,و أيش بيكون مصيره , و مصيري ؟
****
رحت لمركز الشرطة , و بعد جهد جهيد رضوا يخلوني أشوف سالم, كنت انتظره في غرفة لونها أغبر يسد النفس و ينشر الكآبة في النفس, و الضوء كان خافت يا دوب أشوف إلي حولي, فتح الباب وطلع من وراءه سالم و شرطي ماسك ذراعه أجبره يجلس على الكرسي إلي مواجهني , و قال بصوت خشن , و بنبرة صوت آمرة :
عندكم ربع ساعة .
وطلع و تركنا لحالنا, تفحصته للحظه , كان حاله كسيفه , تعور القلب , عيونه حمراء مثل الدم, و حولهن دايره سوداء كأنه ما نايم من أيام, وويه شاحب , صدق عور قلبي , فتح هو الحديث, وبصوت ملهوف قال:
• كيفها , كيف عهود ؟
• بخير , لا تخاف عليها , أمي الحين معها , أنت كيف حالك ؟
• شوفت عينك " و تنهد بقوه "
• قول بالي صار.
• إلي صار أنهم خدعوني , خلوني أوقع على أوراق بدون ما أعرف, ثبتوا عليه تهمة اختلاس و أنا ما أخذت و لا درهم حمر .
• من هم إلي ورطوك؟
• وش الفايدة إذا قلتلك من هم يا محمد ؟ التهم ثابتة عليه , و هم لعبوها صح 100% , ذلاك الحراميه " وضرب بقبضة أيده على الطاولة, فأجبر الغبار إلي يغطيها يطير في الهواء "
• ليس أنت مستسلم , لازم هناك شغله تبريك , بس أنت قولي كل شيء .
• ها الأمور تريد محامين و أنا ما عندي فلوس , وأنت بعد ما عندك, عشان كذيه أنا مستسلم و مخلي أموري لرب العالمين.
ما كان عندي كلام أقوله, كانت نضرت اليأس إلي في عينه تألمن, قلت لها باني بحل الموضوع, لكن الظاهر أني ما بقدر, ما بقدر.
****
دخلت على الصف و فقابلتني صديقتي فاطمة بحضنها, و بابتسامة واسعة قالت:
أهلا بالعروس .
استحيت لما قالت كلمة عروس ما أحب أحد يعرف بهالموضوع , الحمد لله بأنه هي بس إلي كان في الصف , حررتني من حضنها, و هجمت عليها بكلامها:
يا الخايسه ما تقول لي , أعرف بصدفه من أمي .
رديت عليها وويهي غاد مثل الطماطه :
أقولك وش ؟!
ردت عليه :
تستهبلين حظرتك , عن الخطبة .
ردت عليها :
أي خطبه ؟!
ردت عليه وهي معصبه :
ترانك زوتيها , كفايه استهبال و تكلمي ؟
رديت عليها وأنا رايحه لطاولتي, و عيونها يتبعني :
ما في خطبه , و لا خرابيط .
• يا الغبية بس عاد تمثيل , أمرك انكشف و الكل يعرف بأن محمد ولد يرانكم خطبك.
قعدت على الكرسي , و حطيت شنطت على الأرض و قلت :
هو طلب أيدي ما خطبني , فهمت الحين ؟
قربت مني , و قعدت عل الكرسي إلي قدامي وقالت :
وش الفرق ؟ المهم الخلاصة فيها عرس في النهاية . " وابتسمت ذيك الابتسامة الهبلى "
طلعت الهواء إلي دخلته في صدري, قلت لها:
في فرق يا ذكيه , طلب أيدي يعني لسى ما وافقت, الخطبة يعني وافقت , فهمت.
رفعت حاجبيها الكثيفان لفوق , و عيونها كادا يطلعن من مكانهن و هي تقول:
يا الهبلى , ليش ما وافقت , أنا لو مكانك لوافقت فورا , وبدون تفكير , من يرفس الزواج بريوله هل الأيام ؟
• من قالك بان رفضت , أنا بعدي أفكر .
• طب ليش فهميني ؟
• لأني بعدني صغيرة.
• ها وش قلتي ما سمعت " وقربت أذونها صوبي "
* شوف الموضوع مو سهل مثل ما أنت تفكرين, شفت صديقتنا عبير كيف الطلقة بعد سنه من زواجها, شوفي المسكين لصق فيها أسم طالق و هي 17 من عمرها, شفت كيف صارت حيتها , غادت ما تطلع و الا تدخل مثل قبل , و الناس يتكلمون عليها, المسكينة من بيتزوجها الحين ؟
* لا تكوني معقده يا ريم, ذيك البنت غير وأنت غير , وبعد محمد غير وأنت غير, و الا نسيتي أيام الطفولة؟ " وغمزت لي بعينها "
بعض الأحيان أود أقتل هالهبلى من تصرفاتها .
قلتها وأنا واصله حدي من الضيق:
أنا الغلطانه إني أكلمك.
دخلت المدرسة, و أنقضتن من فاطمة و غلاستها و وراها الطالبات .
****
كم كان صعب يوم قلتلها أنه ما فيه فايده , واحتمال ينسجن لخمس سنوات على جريمة ما ارتكبها, المسكينة انهارت, و الحين هي في غرفتها وأمي معها, طلعت أمي , فهجمت عليها بسؤالي :
كيف حالها؟
قالت أمي إلي كانت العبرة خانقتنها :
المسكينة بعد شده نامت, الله يكون في عونها يا محمد, الحين صدق يا ولدي ما فيه أمل يطلع؟
ردت عليها بصوت مخنوق :
أيه أمي , للأسف متورط وكل الأدلة ضده , وهو بعد مستسلم , و المحامين , و المحامين يريدون فلوس وايده , باختصار كل الأمور ضده .
رفعت أمي رأسه لفوج, واديها بعد و قالت:
• يا الله , الله يعينه , ويفرج من كربه آمين يا رب العالمين.
• آمين . " قلتها من كل قلبي , فسالم مثل أخويه تربينا معا"
• أمي الحين أنا لازم أروح البيت عشان البنات , وأنت باتي الليله معها .
• أزين يا محمد .
****
سحب من أيدي الرمونت بكل وقاحة , و قعد قربي على الكنبة , وأخذ يقلب ها التلفزيون كأني مو موجودة , صرخت عليه:
ما تشوفني أتفرج على التلفزيون ؟
بحركاته البايخه المعتادة قال:
ها ... ما أسمعك ؟ " وأخذ يطول على التلفزيون "
قمت وأنا منرفزة و قلت:
حمد بس عاد , رد لي الرمونت أنا يايه قبلك .
رد عليه ببرود أعصاب يستفز الواحد:
وش فيك طولي صوتك , مو سامع . " وبعد طول على التلفزيون "
• أأأأأأأأأأأفففففففففففففف منك يا حمد , دوم كذيه , بروح أقول لأمي عنك.
ضل على استهباله, بعض الأحيان يتصرف كأنه طفل ابن 8 سنين , مو كأنه رجال عمره 25سنه :
أوووووه منك ريم رفعي صوتك مو سامع .
هنا ما تحملت , رحت على أمي إلي في حجرتها ركض, للأسف لقيتها تتكلم في التلفون, شكلك نجيت يا حمد بفعلتك, لا ما بخليك , أنا من أسبوع كامل انتظر ها الفيلم, ما بخليك تفوته عليه .
رحت للصالة وأنا مجهزة أسلحتي له , بآخذ الرمونت , يعني بآخذه , قبل ما أدخل سمعت صوته المرعوب وهو يقول:
أنت متأكدة , أزين في أي مستشفى أهي , مشكوره ما قاصرتي معانا , أنا الحين ياي .
يا رب يا رب تكون بخير.
بغى يصدمني و هو طالع ,اشتبكت عيني بعينه , فشفت فيها الخوف , كمل طريقه و هو يركض, أيش إلي صار له , ومن كان يكلم ؟ أسأله ما لقدت ألهن جواب .
****
ما تهنية بالنوم من 6 شهور , فأنا كل لحظة والثانية أصحا على كابوس, كابوس ذاك الحادث , إلي خلاني عاجزة , مو قادرة أتحرك, آآآآآآآه 6 أشهر مرا لكني مو قادرة أنساه , مو قادرة أعيش , الناس كلهم ينضرون إلي بنظرة شفقه, و تركني الشخص إلي أحبه بسببكن , ليش ما تتحركن؟ , ليش؟ قعدت أضرب على ريولي كالمجنونة, حياتي توقفت لما توقفت عن الحركة.
دخل إذني صوت أختي, و هي تقول:
• أيش إلي جرى يا نورة , ليش تبكين ؟
• أنا ما أبكي رد نامي .
شغلت الليت , و قالت:
كيف ما تبكين , شوفي الدمع إلي على خدك , و عيونك الحمر, بسبب الحادث صح ؟
• وهو شيء غيره في بالي , أريد أنساه بس مو قادرة , مو قادرة ." وحطيت رأسي على كفي.
قامت أختي العنود من سريره , و جلس على سريري, و ضمتني بحضنها , وقالت :
• نورة حبيبتي , لا توقفين حياتك على ذلك الحادث, كملي طريقك , ترانك كذيه ما بتهني بحياتك , و الحادث ما بيفارق فكرك.
• أريد , و الله أريد أنساه , بس كيف و هو أنساه و هو خلاني عاجزة ما أقدر أمشي , قول لي كيف؟
ضمتني أكثر إلى حضنها , و قالت :
نورة , أنت بتضلين أختي الكبيرة نورة , إذا كنت تمشين أو لا.
أثر في كلامها , فرفعت أديه , و حضنتها أنا بعض , هي إلي تداوي قلبي المجروح بكلامها هذا .
* يتبع *