* الجزء الثاني *
صحية من نومي و أحس حلجي جافي , سحبت المنبه وشفتها الساعة الثالثة صباحا, كنت مكسلة أروح المطبخ وأيب ماي , لكن حلقي جاف, بعد صراع داخلي أروح و الا لا , رحت وأنا اسحب ريولي سحب البارحة نمت الساعة 2:30 , وصلت المطبخ , ومباشره رحت صوب الثلاجة, و قبل ما أدخل أيدي في الثلاجة, دخل طبلت إذني صوت أحد يغني, رحت صوب الباب عشان أشوف من هذا, طلعت راسي من وراء الباب, كانت الدنيا ظلمة ما قدرت أشوفه , لكن صوته خطواته تقترب مني, يا الله لا يكون حرامي, ركضت داخل المطبخ , و عيون تقفز من مكان لثاني , تدور على شيء أقدر أحمي نفسي به , شفت سكين مرمي على المغسلة بسرعة البرق رحت صوبها و حملتها , و جهز نفسي للحرام, صوت يقترب , يقترب , يقترب, يا ربي أعني عليه ما إن دخل ركضت صوبه وأنا رافعه السكين وأنا مغمضه عيوني , كأني دست على شيء خلاني أطيح على الأرض, و السكين تطير من أيدي صرخت بأعلى صوتي: آآآآآآآآآآآآآي
ما خذيت وقت كثير في التفكير بالألم إلي في ركبتي , تذكرت الحرام إلي واقف فوقي, ابتلعت ريقي , ورفعت راسي شوي شوي , لأصطدم بأنه مو حرام , هو سيفوه , أففففففففف, أرتفع صوت ضحكته في المكان , وأخذ يقول:
وش كنت ناوية تسوين ؟
• ما شيء.
• واضح , ههههههههههه" بدل ما يرفعني , راح صوب السكين الواقع قربي, وشلها بايده , و دفع بايده صوبي "
وقال:
كملي فلم الأكشن إلي كنت تسوينه" وكمل ضحكته , بدل ما يرفعني من الأرض و يساعدني , قاعد يضحك عليه "
• أففففففففف , وش ها الريحة؟ " قلتها لما هجم على خشمي ريحه تخنق , خلتني أنسى ضيقي من تصرفه "
أرتبك و قعد يقول:
أي ريحه ؟ أنا ما أشم شيء.
تذكرت شيء, فأخذت أطالعه لثواني , و هو قاعد يحاول يغطي فمه , و الارتباك باين من عيونه :
سيف أنت كنت تشرب ؟
• ها , لا أبد " قالها و هو قايم , شكله ناوي يهرب "
• ليش رديت تشرب ؟
• ريموه قلتلك ما شربت , ها الأمور تركتها من زمان, فسكري على الموضوع . " قالها وهو منرفز "
قمت رغم الألم إلي في ركبتي, و رفعت راسي لفوق , فهو ما شاء الله عليه طويل , و قلت :
• ليش عاد , ليش رجعت تشرب؟ كنت بخير بدون ها السم .
• أوووووووووووه عاد , قلتلك ما شربت , يلا عاد . " وطلع وتركني واقفه مو مصدقه أن أخويه رد يشرب , ما صدقن أنه تركه , الحين يرد يشرب, طب ليش, ليش؟ "
****
ما جان نوم في ذيك الليلة, لأني كنت أفكر بسالم , سالم مثل أخوي , صح هو ابن عمي , لكني أعتبره أخوي إلي ما ولدته أمي, تربا معانا بعد وفات عمي وأمه في حادث, وما عنده أقارب غيرنا, عاش عندنا و هو عمره خمس سنين , نحن في نفس العمر , عشان كذيه كنا دائما معا, المسكين تورط ي لعبه أكبر منه , أخيرا وصلت إلى بيته, كنت مستحي أدخل عليها وأنا عاجز أطلع زوجها , لكن لازم أدخل فأنا الحين رجال البيت, و بعد سالم وصاني عليها, قبل لا أدق الباب تفاجأة بأنه تحرك لوحده , ومن وراه طلع رأسها , شكلها كان يعكس التعب , باين أنها ما نامت الزين البارحة مثلي, دخلت نفس إلى صدري وقبل ما أطلعه منه, سألتني, بصوت كله شوق و ترقب لرد يشفي القلب:
بشر هل من أخبار يديده عن سالم ؟
ما عرفت و ش أقولها , صعب أن تكسر الأمل إلي في عيونها, وهي بعد مو ناقصة, فقررت أجاوبها بجواب حيادي, هذا أحسن :
إن شاء الله خير.
عيونها غدا يلمعا بالفرح, وويهها تبدل لونه من الحزن إلى الفرحة, و سألتني :
• يعني في أمل يطلع ؟
نزلت راسي وأنا في داخلي أقول, شكلي ورطت نفسي بهذي الإيجابة, الحين بعشمها بشيء أمكن ما يصير, لكن , لكن ما يهم الفرحة إلي في عيونها تستاهل أكذب عليها, فقلت :
أيه في أمل .
• الحمد لله , الحمد لله , أشكرك يا رب وأحمدك, مشكور محمد , مشكور , ما قصرت , ما قصرت .
الحين وش بسوي , عشمت البنت بشيء أمكن ما يصير, وش بسوي؟
****
كنت قاعدة أمشط لأختي العنود شعرها , لما دخلت علي أمي" الصراحه هي مو أمي , هي زوجت أبوي , أمي ميتة من أنا صغيرة" دخلت و عيونها ترقصا فرح , وهي تقول:
ألف مبروك بنتي العنود , جاك معرس .
ما أدري ليش أديه تشنجن لما سمعت ها الكلمة, شكلها العنود حست بها الشيء, فقبلت صوبي , و عيونها بدل ما ترسم الفرحة , كانت راسمة الحزن .
سحبت العنود صوب صدرها , و قالت:
مبروك بنت , بتتزوجين من ريال الزين , ولد تاجر عود .
بدل ما أفرح لأختي , كنت حاسدتنها , و هذا إلي ضايقني, ليش ما أفرح لأختي الوحيدة , لأنه بتحصل على شيء كنت أنا لازم أحصل عليه, ليش أنا أنانيه كذيه, أفكر بنفسي بس , ليش .
ما أدري كيف الدمعة نزلت من عيني, ما حسية بها إلا وهي تسيل على خدي.
****
صحان من نومي ألهني صوت الباب وهو يدق بطريقة دفشه , تزعج الواحد , طلعت راسي من تحت الفراش , و ألتفت صوب المنبه , لأشوفه الساعة 9 , لسى الوقت مبكر, قمت من سريري وأنا منرفزه , يعرفون أنه اليوم الجمعة , وأنا ما أصحا إلا على ال11 ليش مزعجين الحين, فتحت الباب لأشوف ذلك اللوح سيف وراء, دزن لداخل , وسكر الباب وراه , تعجبت من تصرفه , و ش يسوي ها المجنون, قبل ما أفتح فمي , هو تكلم :
ريم شوفي , أرجوك لا تخبري أبوي وأمي بلي صار البارحة , أرجوك , وأنا مستعد أسوي إلا تريدينه .
إذا كان ضني في محله , هو رد يشرب , بس ليش , ليش ؟
قعدت ساكتة لثواني أفكر, و هو عيونه تترقب إيجابه مني, و بعد طول صمت قلت:
أزين بس على شرط واحد.
بلهف قال:
إلي هو ؟
• تترك الشرب .
• ها , لكن , لكن
• لكن أيش يا سيف ؟ شكلك تريدني أخبر أبويه .
بسرعة رد :
لا, لا بتركه , بتركه.
• تمام , تعرف إن هذا لمصلحتك , صح؟
هز رأسه بمعنى نعم , وأعطاني ظهره , وقبل ما يعدي عتبت الباب, سألته :
ليش رديت تشرب يا سيف ؟
ما ياني جواب , كمل طريقه , كأنه ما سمع شيء.
****
كنت قاعدة قدام الدريشة , أشوف الحياة إلي حرمة منها, فتح باب الغرفة , فلتفت أشوف من إلي دخل, كانت العنود, وفي أيدها كوب حليب , مدته صوبي, وأخذته , و قلت لها:
مشكوره .
ابتسمت لي وقالت :
لا عادي, ما طلبت شيء." بعدين نزلت رأسها"
أما أنا رديت أطالع ما وراء الدريشة, لكنها قاطعت متابعتي بصوتها:
نوره أيش رايك؟
رديت ألتفت صوبها , وأنا مستغرب من سؤالها :
رأي في وش؟
بصوت يا دوب أسمعه , قالت:
بزواجي .
ما عرفت و ش أقول لها, فأنا في داخلي متضايقة , لأنها بتتزوج قبلي, ليش غاديت أنانيه كذيه, ليش ما فرحت لك , ليش؟
• نوره ما رديتي عليه .
• ها ... حبيبتي , أنا , الراي رايك , أنت إلي بتتزوجين, مو أنا.
قعدت على ركبها قدامي , و حطت أيديها على أديه , و قالت:
يعني ما بتتظايقين إذا وافقت؟
ليش يا أختي تسألين ها الأسئلة الصعبة , ليش؟
أخذت نفس , ومن بعده , هزيت راسي موافقة .
ابتسمت , و شفت الطمأنينة على ويهها.
قالت :
الحمد لله , كنت خافية انك متضايقة.
• متضايقة من أيش؟ " يا لتني ما سألتها ها السؤال"
ابتلعت ريقها , قالت وهي منزله رأسها:
أني بتزوج وأنت بعدك ما تزوجتي, وأنه ها الموضوع بيرد لك ذكريات علي .
ليش ذكرت اسمه , يا دوب قادرة أنساه.
• نوره حبيبتي أنا آسفة , آسفة لأني ذكرته.
صارعت عشان أضل قويه , لازم أبين لهم أني ما عدت مهتمة به , هو الي تخلى عني , ما يستحق أعور قلبي عليه, و لا تهتز شعره من راسي بسببه :
• لا تعتذرين , ما شيء صار, علي صفحه قديمة انطوت .
قلتها وأنا دايسة على قلبي .
****
بعد صلاة الجمع اجتمعنا على الغداء , كانت كل العائلة موجودة إلا هو من البارحة مختفي , من تكلم في التلفون, أبوي وأمي حرقوا تلفونه يتصلون به , لكن الخط مغلق , وين رحت يا حمد ؟
أبويه صح نرفز و تضايق , فغداء الجمعة العائلي إجباري, مهما كانت الظروف لازم نجتمع, لكن أمي هدته , وكملنا الغداء بهدوء و سلام , إلا أن سيف رما علينا بقنبلة, قال:
أبوي أنا أريد أتزوج بنورة أبنت عمي .
قالها بسرعة , لدرجة إني ضنيت بأني توهمت انه قالها .
قال أبوي وحاجبينه البيض مرتفعات لفوق , من الصدمة :
وش قلت؟!!
تأخر سيف في الرد , وكان لونه يتلون مئة لون في ذيك اللحظة , لكنه رد عليه أخيرا و قال:
أريد أتزوج بنورة أبنت عمي .
أمي ردت و هي مستانسه و فرحانه :
هذا خبر حلو يا سيف .
ألتفت صوبها أبوي , و صرخ و هو يقول:
أي خبر الزين , ما يكفيك إلي سويته بالبنت , الحين ياي تورطه بالزواج منك يا الفاشل , إلي ما فيك فايدة. " ورد عيونه إلي يشرن من الضيق صوب سيف القاعد بقربه "
قام سيف بسرعة, حتى إلي الكرسي طاح على الأرض, وأخذ يصرخ على أبويه:
أنا مو فاشل يا أبوي.
قام بعد أبويه , رد عليه بصوت أعلى من قبل :
لا فاشل و نص , و بطالي بعد , ما شاطر إلا بالهياتة نصايف الليل و توريطن في المشاكل.
شبك سيف عيونها بعيون أبوي , و بعدين قال متحدينه:
بتزوجها , يعني بتزوجها , برضاك , أو بدونه. " وبخطوات واسعة طلع من البيت "
أما أنا وأمي ما نطقنا و لا بحرف واحد, الموقف مو سهل, كنا مصدومات مما نسمعه و نشوفه قدامنا , أبويه ثار وماج , وهوا بقبضة أيده على الطاولة إلي اهتزت من شدة الضربة و قال :
ها الولد يريد له تأديب .
* يتبع *