كاتب الموضوع :
doode al 7aloo
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
التخلي عن تود للزواج به , وقد كنت ما زلت أتوق إلى معرفة ما
حدث حقآ .
كان في نبرة صوتها دعوة مفتوحة فلم تجد من بد معها من أن
تقول شانا :
- شعرت دومآ بأن أبي كان مصيبآ في رأيه فلم أكن وتود
مناسبين لبعضنا بعضآ وقد حدث في الواقع أن أقترحت على تود
الافتراق ولكنه وقتذاك كان مرهف الحس .
وهزت العمه رأسها متفهمه :
- لقدواجهت صعوبات عاطفيه كبرى ... أليس كذالك ؟
- صحيح ... وكنت قد بدأت أشعر بأنني سخيفة وأن الانتظار
اصبح ثقيلآ . غير أن تود قال إن الامر سيختلف حين نتزوج .
- أفهم هذا ... إن هذه الصعوبات قد تكون رائعة إذا كان
الإنسان يحب الشخص الآخر . فقد كنت افتعل المشاكل مع زوجي
عمدآ حتى يلذ لنا التصالح .
ابتسمت شانا غصبآ غير أن أفكارها عادت إلى لقائها الأول
ببيري . فبعد أن تعرفت إليه تزايدت خفقات قلبها بطريقة مثيرة .
وارتجف جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها وأحست بالخجل
وأنعقد لسلنها , أما بيري فسره تأثيره الكبير فها .
- يومذالك اصر بيري على أن أقابله واخرجني للعشاء .
كانت تحاول بقولها ذاك أن تخرج نفسها من الذكريات :
-أذكر أنني أحسست بالذنب كنت اتمتع بوقتي معه. مع
ذلك أعي تمامآ أنني مخطوبة لتود , وكنت خلعت خاتمي وهذا
مازاد الشعور بالذنب .
وعلقت عمتها :
-قد يكون الضمير أحيانآ مزعجآ للغاية. أكملي عزيزتي.
-13-
- كان بيري متسلطآ .. لم يصغ الي حين قلت إن علي ألا أراه
ثانيآ . وقد حدث أن كثرت لقاءاتنا وكأن القدر ساعده , فلقد سافر
تود الى اسكتلندة ففقدت بذالك من يراقبني .. أذكر انني تركت
عملي عدة ايام ليتسنى لي الخروج معه بسيارة استأجرها... ففي
ذالك الوقت بدا فجأة اننا نعرف بعضنا بعضآ منذ مدة طويلة ,
.... وكان الامر غريبآ عمتي ... غير طبيعي .
- لم يكن غريبآ بل وقوعآ في الحب . كان كل منكما يكمل
الآخر. وهذا امر بعيد كل البعد عن الغرابة . انه حدث طبيعي ,
وجميل بل هو أجمل مافي الوجود لأنه الحب شانا .. الحب
الحقيقي !
- فكرت في إرجاع الخاتم الى تود حالما يعود من رحلته ولكنه
أصيب بذاك الحادث المشؤوم , كما تعلمين , وبما أن أخاه كان
مسافرآ فقد طلبوني لأكون معه في المستشفى .. فامتلأ قلبي شفقة
عليه .. عمتي .. كنت أحب بيري حتى الجنون , ولكن تود كان
يحتاجني . أما الباقي فتعرفينه .لقد عاد من السفر أخوه وزوجته
مارغريت التي قالت ما إن رأته إنها لا ترغب في كسيح في منزلها
يقيد حركاتها .. فكان أن اتخذت قراري .
امتد الصمت طويلآ بينهما , كانت خلاله شفتا العمة مطبقتان
بشدة . تعرف أنها حاولت يومذاك اقناع ابنة اخيها بالعدول عن
قرارها فمن العبث العيش مع رجل عاجز حتى عن اكتساب
معيشته . رجل لن يعطيها سوى القلق والجهد في العمل . وكما بدا
فيما بعد أنه أعطاها إلى ذلك كله ألم القلب على مختلف وجوهه إذ
كان جاحدآ لا يعرف معنى العرفان بالجميل . فبعد اسابيع على
زواجه اصبح كل شيء عنده امرآ محتمآ .. فلم يعد يمانع في خروج
زوجته للعمل لإعالته بل أصبح همجيآ يكاد لا يقول لزوجته كلمة
-14-
متمدنة .كل ذلك شهدته العمة بأم عينها ولم تشهده مرة يقول لها
كلمة شكرآ , حينتقدم له فنجان شاي أو تأتيه بسكائره أو بحلواه
المفضل . وكانت تمضي الشهور عليها دون أن تشتري ثوبآ جديدآ
ودون أن ترى من الحياة ما يبهج . ولم يحدث في السنوات الثلاث
التي بقيت فيها متزوجه به أن عطلت يومآ أو قامت برحلة الى مكان
ولو ليوم واحد .
كان التهاب الرئتين الذي أودى بحياته , نعمة من الله , هذا ما
فكرت فيه العمة دائمآ مع أنها أخفقت هذا الشعور عن ابنة اخيها
التي قالت , حين قيل لها إن لا أمل منه , بصوت مفجوع :
- إنه صغير جدآ ..أليس الامر مهولآ عمتي ؟ إنه يحتضر في
مثل هذا السن !
نظرت العمة الى ابنة أخيها الآن وهما جالستان قبالة يعضهما
بعضآ . أجل ... لقد كان التهاب الرئتين نعمة من الله !
- لن أسأل ما اذا كنت مهتمة ببيري , فلقد شاهدت هذا في
عينيك طوال ازمتك . وشاهدت الندم على ما كان . ألم تسأليني منذ
قليل , كيف للمرء أن يبدأ من جديد .. إن الجائزة التي ربحتها
ستجعلك تسافرين إلى بلاد بيري .
- حبآ بالله عمتي لن أسافر الى نيوزيلندا لأرمي نفسي عليه..
لقد قلت لك إنه كرهني قبل سفره .
- أهذا ما قاله لك ؟
- كانت الكراهية مسطورة على وجه .
- هراء ! فالرجل لا يحب في لحظة ويكره في أخرى .
- قال إنه لا يريد رؤيتي مادام حيآ .
- إنه رد فعل طبيعي يقوم به من اعتاد على أن تنفذ أوامره
ورغباته , وقد طلب منك التخلي عن تود فرفضت .. وكان يعلم
-15-
مثلنا جميعآ , انك مخطئة في اتباع طريق تدمير حياتك وحياته معآ.
لذا أفهم غضبه .منتديات ليلاس
تمتمت شانا :
-كان يبدو مريرآ جدآ .. لا استطيع الذهاب عمتي فمن
المستحيل بعد هذه المدة الطويلة التقاط الخيوط .
- لا أقترح عليك التقاط الخيوط من حيث تركتها .. إنما أطلب
منك البدء من جديد .
البدء من جديد ... إن رغبتها في رؤية بيري من جديد تمد
جذورها في نفسها . فما الضير في المحاولة ؟ وما الضير في السفر
ورؤية ما ستكون عليه ردة فعله حين يلقاها .
قالت بعد تردد لعمتها :
- هل لي أن اقرأ رسالته ؟ اذا كنت لا تريدين .. فلا بأس ...
ولكن .
- بالطبع كنت سأسمح لك بقراءتها يا عزيزتي إلا انني
وللأسف رميتها , فأنت تعرفين اشمئزازي من الاحتفاظ بأشياء لا
لزوم لها .
صاحت بها شانا حتى قبل أن تنهي كلامها :
- عمتي ! أنت اكثر شغفآ الى ادخار الرسائل ...
أنا لا أخفي عليك شيئآ فرسالة بيري كانت ردآ عاديآ على رسالتي .
وفد ذكر فيها انه يسره أن يسمع أخبارنا , وأن نزوره..وإذا أردنا ..
الوقت الذي نريد .
- ألم يذكرني ؟
- طبعآ ذكرك .. قال إنه يتطلع شوقآ الى رؤيتك من جديد .
زادت العمة عن غير وعي كمية من السكر فوق فنجانها ,
-16-
وشرعت تحركه ثانية , تحدق بالدوامة التي أحدثتها الملعقة في
الفنجان .. أما شانا فسمعت قلبها يخفق بسرعة متناهية فسألت :
- هل قتل هذا ؟
فسألتها العمة متجاهلة سؤالها :
- هل سترافقيني ؟
أعقب كلام العمة صمت طويل , قطعته شانا أخيرآ .
- لا أدري عمتي .. أحب أن أراه ثانية .. لكن ..
- تحدثت الى السيدة ماكسويل عن الرحلة , فوعدتني بالاعتناء
بالمنزل أما السيد بلايت فوعدني بالعناية بالحديقة .. إنه يعاني من
البطالة بعد تقاعده ويجد أن في جني بعض المال عونآ له .
أجفلت شانا :
- لقد أعددت كل شي . كيف لك أن تكوني واثقة متيقنه من
مافقتي .
- لم أكن واثقة . بل متفاءلة .. وبما أنك فتاة عاقلة عرفت أنك
سترغبين البدء بحياة جديدة .. أنت قادمة معي اليس كذلك ؟
ترددت شانا قليلآ وهي تتصور اللقاء بينها وبين بيري الذي كان
في ذروة الغضب يوم رحل بعيدآ . ولكن مضى على ما حدث أربع
سنوات .. وهو زمن كفيل يكسر حدة المرارة . الم يكتب الى عمتها
رسالة يقول فيها إنه يتطلع شوقآ الى رؤيتها من جديد , وهذا خير
دليل على نسيان الأسى .
وتطلعت اى عمتها ثم قالت :
-أجل ... أنا قادمة معك .
لم تضيع العمة لحظة من وقتها فلم يمض أسبوعان حتى كانتا
على متن الطائرة .
وكانت شانا قد سألت دهشة قبل سفرها بيوم وذلك إثر
-17-
|