لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-09, 05:26 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56702
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: ناتالي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ناتالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يعطيك العافية ياقلبي
عن جد شكرا كتير لتعبك معنا
وبصراحة خجلتينا بكرمك لأنك نزلتي جزء كبير بفترة قصيرة
وانا عارفة ومقدرة إنك مشغولة
وبصراحة ابدعتي ياقمر
ومنستنى النهايه ياأحلى ام دودي:i03Rose_Yellow:

 
 

 

عرض البوم صور ناتالي   رد مع اقتباس
قديم 13-01-09, 06:20 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,635
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناتالي مشاهدة المشاركة
   يعطيك العافية ياقلبي
عن جد شكرا كتير لتعبك معنا
وبصراحة خجلتينا بكرمك لأنك نزلتي جزء كبير بفترة قصيرة
وانا عارفة ومقدرة إنك مشغولة
وبصراحة ابدعتي ياقمر
ومنستنى النهايه ياأحلى ام دودي:i03Rose_Yellow:

مرررررررررررررررررررحب

هلا وغلا ياناتالي ..

بصراحه أنتي مشاركة ومشجعة تمام

وبأذن الله الليله تكون القصه كامله ...

ومشكووووووووووووووره عزيزتي على تواجدك الدائم ..

 
 

 

عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
قديم 13-01-09, 06:21 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,635
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


10-عروس غريت سليف

كانت مرارته واضحة وندمه على خطوبته واضحآ أيضآ . وليس
لدى شانا أدنى شك في هذين الاستنتاجين .منتديات ليلاس
قالت حين ذكرت لها عمتها إن بيري تجاهلها أثناء الفطور
والغداء في اليوم التالي :
- ماكان يجب أن اعود الى حياته , فعودتي الى حياته أحدثت
شرخآ فظيعآ فيها . وهذا ما يكرهه .
- لقد تخاصمتما إذن ؟
- يمكنك تسمية ذلك بالخصام . لم يستطيع مسامحتي على ما
فعلته به .
- لم يستطع مسامحتك .. ما أغبى هؤلاء الرجال ! إنما ألم
تذكري بحزم أنك ما عدت تعبئين به ؟ أكان ذلك كذبآ ؟
هزت شانا رأسها بلا تردد :
- ما قلت ذلك إلا لأبعد عنك الإحساس بالذنب .. ولكنك
كنت تعرفين منذ البداية أنني كذبت , أليس كذلك ؟
حين هزت عمتها رأسها إيجابآ :
- عرفت ذلك يا عمتي من الملاحظات الوقحة التي كنت
توجهينها لي في مناسبات مختلفة .
- وهو أما زال يحبك ؟ طبعآ يحبك أعرف ذلك .
-136-


رفعت شانا رأسها .. بعد أن ظلت مستيقظة طوال الليل ,
فهمت من بين أشياء كثيرة أسباب تصرفات عمتها . فهمت أن كل
حركة قامت بها العمة وكل تصرف تصرفته يصب في غاية واحدة
وهو جمعهما من جديد .
- كنت تأملين منذ البداية أن تقنعي بيري بالتخلي عن سندي
والزواج بي .. تآمرت , وناورت , بكل الطرق .. تركتنا في الصباح
ساعة الفطور ومهدت لنا الطريق لنبقى معآ , وقلت لتشارلز إن قلبي
محطم بسبب موت تود , ليكون لطيفآ معي , فتثيرين بذلك غيرة
بيري . أعلم أنك كنت متفائلة , تحسين بالرضى على جهودك ذلك
أن بيري كان يبدو أحيانآ غيورآ من تشارلز ..
- كنت اعلم أنه يحبك .. ولما ذكرت شيئآ عن نبش الماضي
اضفت الى أدلتي دليلآ اضافيآ . اعلمي أنني حتى الآن موقنة انه لن
يتزوج سندي .
- سيتزوجها عمتي .. كنت تتآمرين ولم تفكري في أن اللطف
الذي يظهره لي ما هو إلا شفقة غير أنك لم تأخذي هذه الحالة
بعين الاعتبار .
- منذ متى تعرفين .. مؤا ... خططي ؟
- فكرت في كل شيء ليلة أمس .
- أكنت مستيقظة ؟
- لم أستطع النوم .
تمنت لو تتخلى العجوز عن الموضوع غير أن الأخيرة لم تكن
مستعدة بعد :
- بسبب خصامكما ؟
- أجل .. طبعآ بسبب خصامنا !
حركت العمة يديها بسرعة دليل الغضب :
-137-


- لماذايخرج الناس دائمآ عن طورهم فيؤلمون من يحبون ؟
أليس لديه عقل يمنعه من الزواج بتلك الفتاة الرهيبة ؟
- إنها مسألة شرف عمتي .. لن يتخلى عنها !
- شرف ! بل حماقة وعناد .. عناد لعين صرف .. هذه عادة
الرجال !
- لن يفسد حياته بسبب العناد . لا .. انها مسألة شرف . ألم
تفكري في ما سيكون عليه موقفه أمام الناس لو فسخ خطوبته
وتزوجني ؟ إنه عضو محترم في هذا المجتمع , وأهل سندي هم
اقرب جيران له . فكري في الإحراج الذي سيسببه فسخ الخطوبة
وفي الاحترام الذي سيخسره حين سيدينه جميع الناس على سوء
تصرفه .. لا يمكنه فسخ خطوبته ولو أراد .
حين لم ترد العمة طرقت شانا موضوع عودتهما بلادهما ,
فنظرت اليها العمة متفهمة :
- انت ترغبين في العودة في أسرع وقت , طبعآ . أنا مستعدة
للسفر متى شئت .. ولكنني يجب أن أقول إنني أكره الهزيمة . ما
هذا الموقف السخيف ! انت وبيري تحبان بعضكما بعضآ بجنون .
ومع ذلك يرفض الغبي فسخ خطوبته . انني حانقة عليكما كليكما .
لماذا تضعان الضمير والشرف , أو كائنآ ما تسمى تصرفات بيري ,
قبل السعادة ؟ انت يومآ رفضت الاصغاء الى نصيحة من كانوا
ينظرون الى وضعك بموضوعية وركبت رأسك الابله العنيد دون ان
تفكري في المعاناة التي تنزلينها بك وببيري .
- عمتي .. لقد تباحثنا هذا مرارآ من قبل , لذا أرجوك لا
تعودي إلى تذكيري بغلطتي .
تابعت العمة وكأنها لم تسمع مقاطعة شانا :
- والآن جاء دور بيري .. أيمكن لرجل في مثل سنه أن يكون
-138-


عديم التفكير أو التعقل فيرمي بسعادته عرض الحائط ؟ أرجو أن
يندم على هذا في كل لحظة من لحظات حياته !
- عمتي ! ما أفضع هذا القول ! انظري إلى الأمر من جهة
أخرى . إن بيري وسندي إن نحينا الحب جانبآ , متلائمان فهما
ينتميان الى الطبقة ذاتها ويشتركان في الاهتمامات نفسها .
- بالله عليك يا طفلة .. لا تستفزيني أكثر من هذا لم أر قط
شخصين أقل أنسجامآ وملاءمة من بيري وسندي ! أما بالنسبة للحب
فتكادين تخرسينني من الذهول .
ولكن من الواضح انها لن تخرس أبدآ .. اذ تابعت وتابعت ,
متجاهلة احتجاجات شانا تلوح بيديها ساخطة :
- الحب .. ! الحب ! تتكلمين وكأن لا اهمية له , تمرين به
مرور الكرام .. إن كنت تحسبين الحب غير مهم فأخطأت . إنه
السبب الرئيسي للزواج الذي يدوم طويلآ , وهو أي الحب كان منذ
الأزل وسيظل إلى الأبد السبب الرئيسي لزواج ناجح دائم .
أتعتقدين أنهما قد ينسجمان في حياتهما دون حب ؟
- إذا كان لهما اهتمامات أخرى ..
قاطعتها العمة ثانية :
- أتعلمين ما هو رأيي ؟ إن بيري قرر الزواج لينجب وريثآ .
وهذه رغبة طبيعية .. أجل .. هذا هو سبب خطوبته لتلك الفتاة .
وغاصت العمة في تفكيرها العميق , فسارعت شانا تقول بنفاذ
صبر .
- المهم يا عمتي أنه خطبها , وهو ينوي الزواج بها .
كانت شانا قد فكرت قبلآ , أن الرغبة في وريث , قد دفعت
بيري إلى اتخاذ خطوة الزواج . فقد انتظر وقتآ طويلآ لم ينظر خلاله
كما قال تشارلز الى فتاة أخرى بجدية حتى أشهر قليلة ماضية , راح
-139-


يلاحظ سندي غير ان استنتاجها هذا حفظته لنفسها . لأنها كانت
ترغب في وضع حد لهذا الجدال المؤلم , فقد بدت عمتها على
وشك أن تتفهم الموقف , وبدأت بالحديث عن حفلة الشواء ..
التي دعي اليها بعض عائلات المزارعين من مسافات بعيدة ..إضافة
الى رعاة بيري , وهذا يعني أنه سيكون هناك حشد كبير ..
التقت شانا ببيري وهي تبدو ساحرة خلابة رغم شحوب وجهها
حين كانت على وشك الخروج من المنزل . . تنحت عنه لأنها
تتوقع أن يرغب في الوحدة وأفسحت له المجال ليتقدمها بيد أنه
توقف , غير قادر على إخفاء بريق الاعجاب في عينيه اللتين طافتا
بها من رأسها حتى أخمص قدميها .
- يليق بك اللون الأزرق خاصة فيه هذا اللون بالذات ماذا
تسمينه ؟
ارتفعت حمرة لذيذة على خديها وقالت بخفر:
- عمتي اشترته لي .. تسميه زهرة العريشة الزرقاء .
هز رأسه , أما هي فاسترقت النظر اليه من تحت أهدابها ..
فلاحظت ملامح وجهه المتوترة المتشددة , وعرفت أنه يجبر نفسه
على أن يظهر بمظهر المسترخي .
- أجل .. هذا ما يجب ان يسمى .
وانتقلت عيناه الى شعرها الذهبي الذي يشكل هالة جميلة حول
وجهها المستدير ثم قال فجأة :
- تعالي فلنتمش معآ .
تقدمت سندي واهلها من بيري قبل ان تتمكن شانا من الابتعاد
عنه . فنظرت الفتاة اليها نظرة مهينة قبل أن تلتفت إلى وجه بيري
غير المبتسم , وتسأل بنعومة فائقة :
- أهناك خطب ما حبيبي ؟ تبدو متجهمآ بشكل مخيف .
-140-


هز رأسه ثم رسم ابتسامة ضعيفة على شفتيه نحو والدها :
- لا شيء سندي .. أين تشارلز ؟
- قادم أراد أن يأتي بسيارته .
قطب بيري .. وتوجه نظره الى السيارة الكبيرة التي لم
يستخدمها سوى ثلاثة.
- لماذا أراد المجيء وحده ؟
- أظنه سيطلب منك البقاء هنا الليلة .
رافق رد السيد جيلبرت نظرة إلى شانا فضحكت أفكاره وجعلت
فم بيري يشتد ويتصلب فجأة .
- انه على ما يبدو عازم على اصطحاب السيدة بلايث معه غدآ
الى البلدة .. ولكن ما كان يجب أن أذكر هذا .. فسيقدم هو على
هذا الطلب حالما يصل .
تدخلت سندي وعلى فمها ابتسامة زائفة تقول لشانا :
- هذا بسبب خيبة املك ذلك اليوم . هل استعدت عافيتك
تمامآ من مغامرتك سيدة بلايث ؟
برقت عينا شانا وردت بجفاء :
- أجل .. شكرآ لك آنسة جيلبرت .
ثم التفتت الى والد تلك الفتاة وقالت بصوت لطيف :
- أشكرك لأنك أرسلت رجالك بحثآ عني .. شكرآ لك . وأنا
آسفة لما أنزلته بكم من إزعاج .
هز رأسه اعترافآ بالكلمات المتواضعة , ولكن ابنته تدخلت مرة
اخرى .
- أستغرب فعلتك تلك . ألم تكوني على علم بالأخطار
المحدقة بالأحراج سيدة بلايت .. بيري حبيبي .. ألم تحذرها ؟
لمعت عيناه غضبآ يخبئه لها متى أصبحا منفردين . كان يبحث
-141-


عن كلمات ما فسارعت شانا بكرم اخلاق لإنقاذه:
- حذرني بيري بالفعل آنسة جيلبرت غير أنني كنت قد ابتعدت
كثيرآ حين تذكرت تحذيره أي بكلمات أخرى تهت قبل أن أتذكر .
اتسعت عينا سندي .
- أي أنك استخففت بالتحذير ؟
احمر وجه شانا .. ولكن قبل أن ترد قال بيري متوترآ :
- شرحت شانا الأمر سندي .. وقالت إنها نسيت تحذيري فلا
تتهميها بالاستخفاف . . فما من أحد يكون طائشآ بإرادته كما
تذكرين .
مرت دقيقة صمت متوتر تمنت شانا فيها أن تعتذر وتنسحب ..
ولكن عملآ كهذا سيكون أكثر من موجه وستعوزه اللياقة في هذه
المرحلة . قالت سندي بصوت حزين فيما نظرتها إلى شانا مشبعة
بالحقد :
- آسفة بيري .. لقد بدا لي ان السيدة بلايث تنظر الى المسألة
بخفة , وأنا واثقة أن ايآ منا لا يريد أن تتيه ثانية .
ردت شانا ببرود :
- اطمئني لن يتكرر هذا ثانية . فلست غبية لأقع في الغلطة
ذاتها مرتين .
احمر وجه سندي هذه المرة فرأت شانا أن لا بد من
الانسحاب . رفعت نظرها الى بيري وابتسمت له بعذوبة , لأنها
امرأة , ولانها تريد أن تشغل بال سندي . وتمتمت بنعومة:
- يجب أن أذهب لأبحث عن عمتي . أتسمح لي بيري ؟ وأشكر
لك لطفك وتفهمك .
وأبتسمت منحنية لوالدي , ثم ابتعدت .. ولكن وجهها
راح يتضرج عندما فكرت في ما قالته لبيري .. فسيعرف ما تعني ..
-142-


وفكرة معرفته هذه أحرجتها وجعلتها تبدو مضطربة حتى وجدت
عمتها , التي سألتها حالآ :
- مالخطب يا طفلتي وجهك أحمر .. لعلك مصابة ببوادر
انفلونزا ؟
- لا شيء من هذا القبيل .
وأخذت تروي لها ما حصل وانتهت :
- كنت لئيمة عمتي .. أليس كذلك ؟ لا ريب أن بيري يعرف
ذلك .
- ويعرف كذلك أن تلك الفتاة الكريهة تستحق كل شيء ..
بدت العمة عدوانية إلى أقصى حد وهي تردف :
- ليتني كنت معكم ! لأنني كنت سأجعلها تتمنى لو أنها لم
تفتح فمها بكلمة !
ومدت اصبعها قرب وجه شانا مهددة :
- ستكون هي سبب خراب نفسها .. تلك الفتاة .. تذكري
كلامي !
أدارت وجهها وقد تغيرت أساريرها بأعجوبة:
-آه .. تشارلز .. يا ولدي العزيز ! سأتركك مع شانا .. إذا
كنت لا تمانع .
ومالت اليه قليلآ وكأنها تسر اليه بشيء.
- أظن انني وجدت لي شابآ.
وحدق تشارلز مذهولآ إليها وهي تبتعد :
- حسنآ .. هل هذا صحيح ؟
ولكن صوتها كان حادآ , وهي تنظر بصمت محركة رأسها
وكأنها لا تصدق .
-143-


- الطبيب ... ؟
- جورج ؟ .. عمتك والطبيب ! يارب العالمين ! من كان يفكر
في هذا ! هل انت واثقة ؟
قطبت جبينها وراحت تمعن التفكير في هذه العلاقة .
- إنهما يجلسان دائمآ قرب بعضهما بعضآ , وكثيرآ ما يتحدثان
حين نخرج الى الشرفة عند المغيب .. وقد رقصا معآ طوال الوقت
تقريبآ في حفلتكم الراقصة . أتذكر ؟
هز تشارلز رأسه ورد بحبور :
- لم يكن لي عينان يومها إلا لك .
انطلقت من فمها ضحكة لا إراديآ , وسألت وأفكارها تتمدد في
كل اتجاه :
- أتظنه قد يتزوجها ؟
سيباع المنزل وعندئذ تضطر هي إلى البحث عن مسكن آخر
تعيش فيه وحدها فليس لها أحدى في انكلترا , لا احد أبدآ .
لقد اعتمدت على عمتها .. تستمد منها الراحة . خلال الايام
العصيبة التي مرت بها كانت عمتها تزورها رغم كرهها لتود وهي
عندما كانت تأتي كانت تحمل معها الهدوء والراحة حتى وإن كانت
أحيانآ غير قادرة على منع نفسها من تعنيف تود في محاولة منها
لدفعه الى التعقل .
كررت السؤال ثانية :
- أتظنهما سيتزوجان تشارلز ؟
- لا أستطيع الجزم شانا .. وكيف لي بحق الله أن أعرف .
- لا .. طبعآ .. لن تستطيع أن تعرف .. ولو بقيت هنا ..
كان وجهها قد كل ألونه ولكن في الضوء الخـافت في
الحديقة لم يستطع تشارلز رؤيته وكانت نظرتها على رجل يدنو من
-144-

عمتها التي راحت ما إن أصبحت على مقربة منه تحدثه ثم رأت
ذراع جورج تندس حول كتفي العمة غلوريا ليكملا طريقهما الى
حيث كان يجري تحضير الطعام .
قال تشارلز :
- فلنلحق بهما لنرى ما قد نجد .. عمتك والطبيب !
- حسنآ .. حسنآ ! هذا موضوع جديد للثرثرة سيدوم طويلآ ,
أؤكد لك . هل تعرفين أن كل امرأة متوسطة العمر تتصل بجورج
عله يحبها ولكن جورج كان منشغلآ عنهن جميعآ لذا لا استطيع
فهم الوضع الآن .
- قد نكون متسرعين في استنتاجنا .
- هذا صحيح .. تعالي ..
وضع تشارلز يده تحت مرفقها وقادها الى حشد من الناس
كانوا يتحدثون ثم لم تجد نفسها إلا خلف العمة وجورج الذي ما
زال يضع ذراعه حول كتفي العمة ويتحدث معها بصوت منخفض
عندما ارتدت شانا خطوة الى الخلف , همس تشارلز :
- ما بالك ؟ ألا تريدين الإصغاء ؟
همست ترد :
- بالطبع لا ... دعنا نحمل شيئآ نأكله .
هز كتفيه باعتذار .
- هل غضبت مني ؟
- لا .. إنما ليس من اللائق استراق السمع الى احاديث الناس .
- أنت محقة . . ظننتك أردت معرفة ما إذا كانت علاقتهما
حميمة , فإن كانت علاقة صادقة بقيت عمتك هنا طبعآ .
- طبعآ .. فلا أعتقد أن جورج قد يرغب في العيش في
انكلترا , فضلآ عن ذلك أن عمتي أحبت موطنك هذا بل لقد
-145-


تكلمت مازحة عن رغبتها في شراء مزرعة .
- وهل ستعيشين وحدك .. لو قررت عمتك البقاء ؟
هزت رأسها , تتمنى لو تتغير دفة الحديث .
- سأضطر عندئذ إلى العيش وحيدة .
- ألك منزل ؟
- قلت لك أعيش مع عمتي .
- أجل .. إنما .. ألم يكن عندك منزل حين كنت متزوجة ؟
توقفت لتتناول قطعة ضلع من لحم خروف .. تردد تشارلز
قليلآ ثم حذا حذوها .
- لقد تخليت عنه بعد وفاة زوجي .
واقترب من مقعد خشبي طويل يقبع تحت شجرة فجلست
عليه مختارة زاوية بعيدة عن اشخاص يحتلون منتصفه ويتحدثون
بصوت مرتفع . جلس تشارلز على مقربة منها وراحا يتناولان
الطعام .
- إذن .. لن يكون لك منزل حين تعودين إلى بلادك . هذا إذا
قررت عمتك البقاء هنا ؟
التفتت اليه عابسة , لتسأله :
- والى أين يقودنا حديثك هذا ؟
انتفض تشارلز قليلآ :
- لا أفهم قصدك شانا ؟
ردت بهدوء :
- بلى .. تعرف . فأنا متأكدة ان في رأسك فكرة ما تشارلز .
- تعرفين إذن ما أود الوصول إليه ؟ أنت تعجبينني كثيرآ .. لذا
أطلب يدك للزواج .
تسـاءلـت كيف تـرد علـى هذا , دون أن تجرح مشاعره أو
-146-


كبرياءه ؟ لن يحس بالجرح , لسبب بسيط هو أنه لا يحبها ..بل
يعتقد ذلك .. فبعد هذه المدة القصيرة باتت تعرفه أكثر مما يعرف
نفسه , فردت عليه بلهجة ناعمة :
- يشرفني هذا تشارلز ولكنني لا أستطيع الزواج بك .
- لماذا شانا ؟ أنا أعجبك دون شك ؟
-الإعجاب لا يكفي ..
- لكن .. لا يمكنك العيش وحيدة . فكري في طلبي .. أرجوك
عديني أن تفكري .
ردت بمرارة :
- أنت تحس بالاسـى علي وأنا أرفض شفقتك تشارلز أما
بالنسبة للعيش وحيدة , فالوقت ما زال مبكرآ على هذا التكهن .
فعمتي لم تلمح بعد إلى أن علاقتها بالطبيب علاقة جادة .
- إذن أنت لن تفكري حتى في الزواج بي ؟
بدا كئيبآ إلا أن شانا لم تشعر بالذنب ذلك أنه سيتغلب على
جرحه هذا في بحر أسبوع . قالت له :
- ليس الزواج جزءآ من مخططاتي المستقبلية .
ما إن ظهرت سندي مع بيري حتى توقف البحث في
الموضوع .
سألت سندي أخيها :
- هل رتبت امر رحلتك الى كريستشرش ؟
فقطب اخيها في وجهها , وقال لها بحدة :
- لا .. لن نذهب .
احتلت نظرة رضى وجه شقيقته بينما نظر بيري بحدة الى شانا ,
التي أخفضت رأسها امام نظرته ..
- ألم ترغبي في الذهاب الى البلدة ؟ ( سألها بيري بفضول )
-147-


- لم يطلب تشارلز مني ذلك .
اتجهت عينا بيري الى تشارلز :
- أو لم تفعل ؟
حبست شانا أنفاسها وهي تنظر الى وجه تشارلز المحتقن . كان
يسود الجو صمتآ متوترآ قبل أن ينفجر قائلآ :
- لا ! بل طلبت منها ان تتزوجني .. ورفضت !
وهب عن المقعد الذي كان يجلس عليه قرب شانا ثم ابتعد في
الظلام , فقالت سندي بلهجة متسلية وازدراء بارز :
- طلب منك الزواج ؟ ما أسعدني لأنك أظهرت بعض التعقل
ورفضت طلبه سيدة بلايث ..
صمتت فجأة , ليس بسبب البريق الغاضب الذي ظهر في عيني
شانا .. بل بسبب النظرة التي رمقها بها خطيبها . إنها تسعى دون
ريب للمتاعب .. ولا بد أن سندي فكرت في ما تقدم عليه فقد
سارعت تتابع , وكلماتها تتعثر الواحدة بالاخرى في محاولتها منها
للتراجع عن قلة تهذيبها التي أظهرتها أمام فتاة هي ضيفة بيري :
- ما أعنيه .. أن تشارلز يفكر حاليآ في وريث , ولا أحسبك
ترغبين في الزواج لهذا السبب فحسب .

تركت هذه المرة صوتها يتلاشى في نهاية الجملة ذلك أنها
أدركت أنها لم تنجح في تصحيح غلطتها إذ كان فم بيري المشدود
وعظام فكيه البارزين يعصفان بخفقات قلب شانا الى درجة
الجنون . ولكن سندي تستحق هذه النظرة لأنها السبب في ما يقع
عليها من توبيخ .
قال بيري بقسوة :
- فلنغير الموضوع . ماذا تريدين أن أحضر لك من طعام أم
تفضلين الاختيار بنفسك ؟ اتنصحيننا بما تأكلين شانا ؟
-148-


نظر الى وجهها , فهزت رأسها :
- إنه لذيذ .
غير أن الارتباك لم يمر بعد على الرغم من الحديث الطبيعي
المتعلق بالطعام . كانت سندي شاحبة شحوبآ أزرق , من جراء
غلطتها .. والنظرات التي وجهها اليها خطيبها , ولكنها تمكنت من
الابتسام :
- احضر لي ماتريد بيري.
حاولت بكلماتها هذه استرضاءه وعندما فشلت أضافت:
- سأتناول ضلعآ مشويآ وهمبرغر.
تحرك دون أن يتفوه بكلمة , إلا أنه أثناء توجهه إلى المقصف
تكلم مع بعض المدعوين , أما سندي فقالت بنبرتها الناعمة التي
يفوح منها الزيف :
- آسف سيدة بلايث , إن أغضبتك .. إنما كنت أحاول
المساعدة . أترين .. الحياة في هذه المنطقة مملة لمن عاش في
أماكن معدة للتسلية والمرح . صدقيني لن تتمكني من تكييف نفسك
في محيط مختلف تمامآ .
ردت شانا بهدوء دون أن تلتفت إليها .
- لن أقبل الزواج بأخيك أبدآ آنسه جيلبرت , فلا تقلقي . فأنا
لا أحبه .. وهو لا يحبني .
- حب ..
فكرت الفتاة قليلآ في الكلمة ثم أردفت ببطء وحقد:
- أنت دون شك تحبين شخصآ آخر .. سيدة بلايث ؟
رفعت شانا نظرها عن صحنها , وقد توترت اعصابها . ليت
بيري يعود .. قالت .
- لا اظنني أفهم قصدك .

 
 

 

عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
قديم 14-01-09, 01:32 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يعطيك الف الف الف عافيه على الاجزاء الجديده بجد بدت السوالف تحلى ,, نستناكي ياعسل الله يسلم هل اليدين يارب ,,

 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 14-01-09, 03:01 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,635
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


غير أن الفتاة اطلقت صيحة استهجان بنفاذ صبر .
- ليس من الصعب أبدآ أن أرى أنك متيمة ببيري . وعلى ما
أحس أن الجميع لاحظ هذا الحب .
تساءلت شانا عندئذ ما قد تقوله سندي لو أعلمتها أن هذا
الخداع لا طائل منه لأنها تعرف أن سندي تطلق هذه الكلمات فقط
لأنها على معرفة مسبقة بها .. معرفة اكتسبتها حين تعمدت سرقة
صورتها من جيب بيري لتراها . ولكن , شانا طبعآ لن تبوح بما
تعرفه حتى وإن ارادت , لأن ذلك يعني أفتضاح أمر تشارلز . تصاعد
لون احمر قاتم غطى وجهها , فرفعت رأسها لترى بيري يعود حاملآ
صحنين من الطعام . فوقف فجأة تنتقل عيناه النافذتان عدة مرات
منها إلى الفتاة الأخرى وكانت شانا تشعر بالراحة لأنها أنقذت من
ايجاد رد مناسب لكلمات الفتاة الاخرى الكريهة .
- هل لي أن أجلس هنا ؟
جعل صوته , المهذب , البارد شانا ترتجف .. وكان على
وشك الجلوس بينهما ولكن سرعان ما ألصقت سندي نفسها بشانا ,
فجلس في الفسحة الشاغرة الى جانب خطيبته . تناولت منه صحنآ
ومنديلآ ورقآ .
- شكرآ حبيبي .
وابتسمت له , فأحست شانا أن الابتسامة كانت عن أمر
متعجرف له ليتخلى عن بروده ويعاملها كما يجب أن تعامل
الخطيبة .. شعرت شانا أن بيري فهم ما فهمته , إلا أنه أبقى الأمر
مخفيآ تحت قناع لم يتغير واحتفظ بصوته باردآ مهذبآ وهو يرد على
اسئلة سندي غير أن شانا وجدت الجومتوترآ مشحونآ فاتخذته عذرآ
وتركتهما وحدهما .
لحقت بعمتها وبجورج وراحت تتحدث معهما فترة حتى
-150-


سألتها العمة عن مكان وجود تشارلز .. ففكرت شانا قليلآ ثم
قالت :
- لقد ذهب الى مكان ما .
- الى أين عزيزتي . لا أراه هنا ؟
-لن تستطيعي رؤيته بين هذه الجموع .
نظرت اليها العمة متسائلة :
- تبدين متعبة عزيزتي .. لا يجب أن نبقى هنا طويلآ .
- لا .. أظنني سأدخل الى المنزل قريبآ .
وقال الطبيب :
- ربما لم تشفي بعد من محنتك تلك التي عرضت لك في
الأحراج .. أجل .. يجب أن تستريح باكرآ .
بعد قليل تقدم منها لانس فراح يبادلها الحديث ثم لم يلبث ان
تركها , فالتفتت الى عمتها فإذا بها تراها قد ابتعدت غير أن جورج
اقترب منها قائلآ إنه يريد أن يتحدث معها على انفراد فعملت ما
سيقول :
- طبعآ , ما الامر دكتور ؟
وراح يتكلم ذاكرآ لها أنه وعمتها يريدان الزواج ولكن عمتها
ترفض أن تتخلى عن ابنة أخيها , التي لا تستطيع العيش وحيدة .
فكان أن رفضت طلبي رغم موافقتها عليه . فقلت لها إنه يمكنك
العيش معنا ولكنها ذكرت أنك لن توافقي أبدآ . لهذا أردت أن
أتحدث إليك إذ اشعر أن الغموض يلفك . فالمكان يعجبك هنا ,
وأنت تتكيفين مع الحياة في بلادنا بشكل رائع . فلماذا هي متأكدة
من رفضك الاقامة معنا ؟ أهناك سبب خاص يمنعك من السكن
معنا ؟
فكرت شانا في أنها ستحب الاستقرار في هذه الأرض إنما
-151-

ليس على أساس أن تكون ضيفة عند الطبيب فعليها ان تدفع ثمن
اقامتها , وكيف لها ذلك ولا وظائف في مجتمع كهذا . إنها على أية
حال لن تستطيع البقاء بعد زواج بيري بسندي .
عندما كرر الطبيب سؤاله اضطرت للرد :
- ثمة سبب ما غير أنني أرفض أن يؤثر في علاقتكما , أنا أريد
للعمة السعادة لذا يجب عليها ألا تضحي بنفسها لأجلي . سأحدثها
بالأمر .
- أخشى أن تغضب عمتك مني إذا كلمتها . فقد منعتني من
إزعاجك ولكنني تمكنت من ترك المجموعة دون أن يلاحظني
احد , لأكلمك .. لا .. يجب الا تقولي شيئآ .
- أتعرف ؟ شككت في أن علاقة ما تنمو بينكما .
- صحيح ؟
- لم يكن الأمر مفاجئآ .. ذلك أنكما كنتما تجلسان على
الشرفة متلاصقين , وتتمشيان معآ وذراعك حول كتفيها ..
- أجل .. أجل .. أظن أن
- لذلك سأتمكن من التحدث إليها دون ذكر حديثنتا هذا .. فلا
تقلق .. سيكون كل شيء على ما يرام .
- شكرآ لك عزيزتي .
- عليك العودة قبل أن ترانا .
وقفت تحدق فيه وهو ينسحب بسرعة سعيدة بما سمعت متمنية
بإخلاص نجاح مساعيها في دفع العمة الى الزواج بالطبيب .
ارتدت على عقبيها تسير ببطء مفكرة قبل أن تدخل إلى البيت
غير أنها توقفت فجأة , وتراجعت لتلتصق بجذع شجرة فقد سمعت
أصواتآ .. صوت بيري وسندي .. ما أغباها لأنها توقفت هنا فهما
لم يشاهداها بسبب وجودها بين الأشجار .
-152-

- .. ولن أقبل بأن اتعرض للإهانة بتصغير شأني امام تلك
الفتاة ..!
كانت شانا تسمع هذا القول من سندي الحقود .
قاطعها بيري :
- ما السبب الذي يدفعك الى كرهها ؟ لقد شرعت منذ البداية
بالكذب وادعاء ما لم يحدث منها لتحدثي شرخآ وسوء تفاهم بيني
وبينها .
خفق قلب شانا .. إنه شجار .. نظرت حولها بيأس . يجب أن
تبتعد , فهي لا تريد التطفل والإصغاء إلى شجار خطيبين ولكن لو
تحركت الأن للاحظا وجودها . لماذا لم افكر في هذا الاحتمال قبل
أن أتوقف هنا ؟
- لقد ذكرت حين تحدثت إلي بواسطة جهاز الإرسال , أنها
صديقة فإذا هي أكثر من صديقة .. أليس كذلك ؟
شهقت شانا بصمت .. أتدرك سندي ما تفعل ؟
- أكثر ؟
كانت النبرة ناعمة يلفها غضب لاذع بلغ مسمعي شانا حاملآ
معه شرآ .. فارتجفت .. إن بيري في مزاج بشع الآن .
- وكيف , أذا جاز لي السؤال , حظيت بهذه المعلومات ؟
- إذن انت تعترف ؟
أتحاول خداعه ؟ هزت شانا رأسها وكأنها تقول لسندي إن بيري
حين يشاء ينال ما يريد رد بيري بثبات :
- أعترف .
- أتعترف أيضآ أنك ما زلت تحبها ؟ أتعترف ؟
لا رد من بيري .. وبعد لحظات صمت كرر بيري سؤاله :
- ألن تخبريني كيف توصلت الى المعلومات ؟ ... فأنا أريد
-153-


الوصول إلى الحقيقة .
حاولت مرة أخرى التخلص منه :
- أشعر وكأنك تريد فسخ خطوبتنا ؟
صمتت تنتظر رده فلما لم يجب تابعت بصوت كالفحيح :
- لن أسمح لك بفسخها . لن أفقد ماء وجهي .. فأبعد اي
فكرة عن فسخ الخطوبة من رأسك !
شهقت شانا وهي تسمع هذا الكلام ثم لم تلبث أن ارتدت إلى
الوراء ببطء مبتعدة عن الشجرة الملتصقة بها . فلو استطاعت التسلل
إلى الأخرى ومنها إلى التي بعدها لاستـطاعت الابتـعاد دون ان
يلاحظها أي منهما .
كانت سندي تتوجه رأسآ الى المتاعب .. لكنه فاجأها ببرود :
- مازلت أنتظر ردك على سؤالي سندي .
بدأت الفتاة تتكلم بشكل غير مترابط وبصوت أجش مشبع
بالغضب . اغتنمت شانا الفرصة فتسللت الى الشجرة الثانية فالثالثة
فالرابعة وهكذا دواليك حتى وجدت نفسها أخيرآ بعيدة عن الأشجار
فسارت بطريقة طبيعية .
صاح احد الرجال :
- إنه أحد الجياد الوحشية ؟ لقد فر من الإسطبل .
وانهالت عشرات التحذيرات إلى مسمعي شانا التي شُلت
قدماها فجأة إذ كانت ترى الجواد يتجه إليها بشكل عاصف بل
بالأحرى كان يطير شامخ الرأس يزبد أنفه .. كانت أمامه مباشرة ..
تقف في طريقه وصرخات التحذير تعلو وتعلو حتى صمها
الصياح .. ولكن بين الصياح سمعت بيري يأمر بشراسة وهو يركض
أمام الجمع المسحور .
- شانا .. بالله عليك تحركي !
-154-


غير أنها بقيت مسمرة يخفق قلبها بشدة وقد شلها الرعب شلآ.
- شانا ...
أحست بألم عظيم حين لمس حافر طرف رأسها . تأوهت تأوهآ
شديدآ منتظرة الألم والعذاب الذي سيأتيها تحت الحوافر .. غير أن
يدآ أمسكت عنق الجواد الجامح ولجمته وهذه اليد لم تكن يدآ قوية
فحسب بل يدآ فائقة القوة استطاعت أن تغير وجهة الجواد قبل أن
تطأ قائمتا الجواد وجه شانا المذعورة .
- شانا .. حبي ...
أحست به يحملها من حيث وقعت وأحست بالرجال يسرعون
للإمساك بالجواد الفار . أما سائر الناس فراحوا يتحدثون دفعة
واحدة مهنئين بيري على سرعة تصرفه . أما بعضهم فسمعتهم
يقولون إنها معجزة أن تبقى على قيد الحياة ولكن صوتآ أجش
صاح :
- يا لحماقة الفتاة ! كان امامها متسع من الوقت للابتعاد عن
طريقه .
إنها سندي ...
قالت شانا بصوت يقطعه الالم :
- أنا آسفة بيري ... حاولت أن أتحرك .. حاولت حقآ غير
أن الرعب شلني .
- اصمتي حبيبتي ... اصمتي ..
كان يحملها بسهولة , فأنزلت رأسها الى كتفه وهي تفكر ..
لا .. يجب ألا اضع رأسي عليه , لئلا يفسد الدم ملابسه .
- شانا .. شانا .. أوه يا طفلتي هل أنت بخير .
تقدمت العمة مع الطبيب يسيران جنبآ إلى جنب مع بيري
قاصدين المنزل فردت بضعف :
-155-


-أجل عمتي .. لا تقلقي .
- لولا بيري لــ ...
وصمتت غير قادرة على إتمام الجملة .
حمل بيري شانا إلى غرفة نومها يتبعه الطبيب الذي ما إن
عاينها حتى استقام واقفآ ونظرة رضى على وجهه :
- إنه جرح بسيط .. أنت أكثر الناس حظآ في هذه البلاد .
بعد وقت قصير دخلت خادمة تحمل الماء الساخن الذي تناوله
الطبيب منها ثم شرع ينظف لها الجرح , وضمده لها بضمادة بيضاء
أما بيري فوقف قرب السرير يراقب العملية كلها حتى ذهب الطبيب
مبتسمآ برفقة العمة بعد ذهابها . جلس بيري على كرسي , وفتح فمه
ليقول شيئآ ثم لم يلبث أن صمت ذلك أن طرقآ على الباب انهال
في اللحظة نفسها .
أطلت لونا ونظرة غريبة تعلو وجهها .
- الانسة جيلبرت تو التحدث إليك سيدي .. وهي تقول
حالآ .
فوقف بيري وعيناه تقدحان شررآ بشكل خطير :
- أين هي ؟
- في غرفة الجلوس .
فلحق بالفتاة ولم تمض خمس دقائق حتى عاد وابتسامة تضيء
قسماته . كانت شانا قد تركت السرير ووقفت امام المرآة تنظر الى
الضمادة الضخمة التي تغطي الجرح الذي تلقته من حافر الجواد .
فاستدارت حالما تلاقت نظراتهما في المرآة .. استدارت بدافع لا
يقاوم مرتبكة خجلى متمنية لو تأخر قليلآ في الدخول عليها . كانت
ترتعش فلم تجرؤ على التفوه بسؤال كان يلوح على فمها .. أما
هو فقطع المسافة الفاصلة بينهما ليحتويها بين ذراعيه , دون أية
-156-


كلمة . ثم أنحنى يقبل رأسها المضمد بحنان , ودقات قلبه تصل إلى
مسمعيها لتتناغم مع دقات قلبها .
تمتم وفمه على شعرها المنسل من الضمادة :
- كل شيء على ما يرام يا أعز الناس . أصبح كل شيء الآن
على مايرام .
غير معقول .. غير صحيح .. وارتجفت بين ذراعيه ثم دست
نفسها أقرب فأقرب إلى قلبه .
- على مايرام .. وسندي ؟
شرع يقص عليها أمر الشجار , دون أن يذكر التفاصيل ولكنها
فهمت أنه أجبر سندي على الاعتراف بالحقيقة فعلم أنها سمعت ما
قاله لأمه وعلم طبعآ بعملها المشين الذي حدث حين فتشت جيوبه
بحثآ عن الصورة . كانت شفتاه وهو يتكلم ترتجفان ازدراء .
- قرفت منها حتى كدت أرفض أن أتم حديثي غير أني عدت
فقلت إن الخطوبة انتهت ...
عرفت شانا حين صمت أنه لا يريد أن يخوض في التفاصيل.
ولكنه أردف :
- لم يكن بيننا حب بل مصلحة أردنا أن يقوم الزواج عليها
وهو زواج مناسب لشخصين لديهما رغبة معينة لا حب . كنت
أرغب في وريث في حين أن سندي رغبت في المركز الذي سؤمنه
لها زواجي بها .. لديها المركز والثراء . لذا لم تشأ الزواج إلا ممن
يؤمن لها ما اعتادت عليه دائمآ . فلما فكرت وجدت أنني الشخص
الذي ينسجم مع مخططاتها . أما أنا فلم أكن لأتزوج بفتاة أسبب لها
ألمآ . وبما انني احبك أنت حبآ سيدوم إلى الأبد , فقد اخترت
سندي التي هي نقيضك تمامآ آمنآ بذلك من أن تذكرني بك .
- أنت تجعلني .. أشعر .. بالحزن ...
-157-


لم تكن تريد أن تقول هذه الكلمات التي انسلت من بين
شفتيها دون رقيب . ولأنه يفهمها ويفهم أحاسيسها , فقد جذبها إليه
اكثر ورفع لها رأسها , وطبع على جبينها قبلة .
- أعلم أنني قلت أشياء فظيعة لك عندما كنت غاضبآ ولكن يا
أغلى الناس , لم أعن منها شيئآ ...
وارتجف .. وهذا غريب عليه لأنه يناقض قوته .
- يا حبيبتي .. لقد مضى علينا زمن طويل طويل .. إنك لي
أخيرآ .. با للمعجزة !
- في الواقع هي معجزة ..
وفكرت : كنت في البداية امرأة مرفوضآ وجودها .
قرأ بيري ما في افكارها فرد عليها .
- أتفكرين في رفضي الترحاب بك ! أترين حبيبتي .. كنت
أشعر أن لا فائدة من فتح الجروح . لأنني كنت قانعآ بالصفقة التي
عقدتها مع سندي كما انني لم أستطع تصور نفسي أتخلى عنها .
أجل يا حبي .. أعرف أنني لم احاول فهمك حين رفضت ترك
تود .. ولكنني بت أفهمك الآن , فالشرف والكرامة انتصرا على
حبك كما انتصرا على حبي حتى احسست أنني لن أستطيع العيش
دونك .. نعم إن هذا ما أحسسته منذ أن عدت إلى حياتي ثانية ..
لم أستطع إجبار نفسي على التفكير في ترك سندي ..أترين ؟ في
ذلك الوقت لم يكن لي عذر .. ولكن حين عرفت أنها فتشت
جيوبي وحين رأيت تصرفاتها معك أدركت ان لديها جانبآ مختلفآ
تمامآ عن الذي أعرفه . عرفت ان لدي عذرآ لأعيد النظر ثم عندما
قالت بحزم إنها لن تقبل ذل فسخ الخطوبة , عزمت الرأي ولكنها
طلبت مني ان أُشيع بين الناس انها هي التي تركتني .. كان هذا ما
أرادت الحديث عنه الآن .. فوافقت .. طبعآ .
-158-

أعقب كلامه صمت عميق رفعت على أثره عينيها فتمتم :
- يا فتاتي العزيزة الحلوة .. لم تتغيري أقل تغيير .. احبك
شانا !
وأحس بقلبها يقفز على صدره فرحآ .. فقال وكأن الغيرة لا
تزال تحرقه :
- كرهت تشارلز .. كرهته مع أنني اعرف أنك لن تقبلي الزواج
به .. لأنك تحبينني أنا .
تراجعت الى الوراء لتنظر إلى عينيه , واخذت تخبره بكل شيء
عن عمتها وما اكتشفته من مؤامراتها .. فابتسم :
- تلك المتآمرة العجوز ! كم سببت لي من ألم قلب !
ضحكت شانا :
- لقد أخبرت تشارلز قصة محزنة عن قلبي المحطم حتى يحس
بالأسى علي .. وما هدفها إلا أن تجعلك تغار فتفكر ساعتئذ في
ترك سندي والزواج بي . أما أنا فظننتك تشفق علي . لقد اتخذت
جانب البرودة لأنني أرفض الشفقة .
- اذن هذا هو سبب تبدلك ذاك ؟ الشفقة ؟ آه لم أشعر قط
بشفقة تجاهك بل بالحب . ألم أقل لك يومآ إنه قُدر لنا أن نكمل
بعضنا بعضآ .
وضحك يضمها اليه ثانية , فاستكانت على صدره متوهجة .
- ستسعد عمتي .. لأن الفضل يعود لها في اجتماعنا من
جديد ... كدت أنسى ! عمتي والطبيب سيتزوجان ...
أبعدها عنه دهشآ :
- ماذا ؟ ماذا قلت ؟
- هذا صحيح ...
ثم راحت تشرح له .
-159-

- لم أفكر قط ان جورج قد يتزوج .. إنها أخبار رائعة ! ماكنت
لأتركهها تعود إلى انكلترا لتعيش وحيدة بل .. كنت سأعرض عليها
مسكنآ .. لأنني مدين لها كثيرآ .. كثيرآ .
وافقت بحرارة :
- كلانا مدين لها .
بعد صمت قصير بين احضان بعضهما بعضآ قال لها :
- سنقوم بالرحلة الى البحيرات لنقضي شهر عسل ممتعآ .
سنتزوج حالآ .. أتوافقين ؟
لقد لاح أنه يطلب ولكنه في الواقع ما كان يطلب بل يأمر .
فردت بطواعية :
- بكل تأكيد .. أنا تحت أمرك حبيبي .
وتمتم بحنان ويداه تطبقان على خصرها :
- ستكونين أروع عروس تشهدها غريت سليف وأحبهن
وأجملهن على الإطلاق .

* * * * * * * *

وأخيرآ تمت الرواية على خير .. بقلم أختكم أم دودي


-160-

 
 

 

عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, anne hampson, آن هامبسون, boss of bali creek, تسرقين العمر, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:37 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية