لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-09, 01:41 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 24713
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: pearla عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
pearla غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلم ايدك حبيبتي على الجزء الحلو متلك و لا تتاخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور pearla   رد مع اقتباس
قديم 11-01-09, 07:44 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 59662
المشاركات: 288
الجنس أنثى
معدل التقييم: فراولة2008 عضو على طريق الابداعفراولة2008 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 170

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فراولة2008 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ألف شكر
تعودنا منك كل حلو
الله لا يحرمنا منك

 
 

 

عرض البوم صور فراولة2008   رد مع اقتباس
قديم 12-01-09, 10:14 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,635
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



8-لا أطلب شفقة

تلقت شانا في يومها الأول في المستشفى زيارة سيدتين أو
ثلاث من زوجات الرعاة ممن تعرفت عليهن وعمتها أثناء تنزهاتهما
اليومية وقد حملن معهن الزهور والفاكهة والكتب , لتتسلى بها أثناء
وحدتها . أما بيري فجاء قبل الغداء ليوصل عمتها ولكنه بعد الظهر
عاد وحده فقال لشانا إن العمة تستريح الآن , وهي ستقصد
المستشفى في السادسة .منتديات ليلاس
قالت شانا له بوهن عزيمة , لاحساسها العميق بالذنب:
- إنها متعبة . أليس كذلك ؟
كان بيري عندما زارها في الصباح متحفظآ غير أنها علمت أن
عليها قريبآ مواجهة غضبه وأسئلته المتعلقة بأسباب عصيان أوامره
والذهاب إلى الغابة وحدها . ستعود غدآ إلى الدار وعندها سيبدأ
بطرح الاسئلة , وبالتأنيب المناسب ..
- أعتقد أن الجميع متعب . (أجاب باقتضاب)
وقف يشرف عليها وهي مستلقية على السرير . كان شعرها
الجميل كهالة ذهبية حول وجهها المستلقي على الوسادة وكانت
عيناها النجلاوان البنفسجيتان ملبدتين وشفتاها مرتعشتين حين
قالت :
- أنا مذنبة أستحق اللوم بيري ... أريد العودة .. الى انكلترا !
-109-


لا تدري كيف انسلت منها هذه الكلمات فهي لم تشأ قول اي
شيء من هذا القبيل غير أن رغبتها المفاجئة في السفر وترك الرجل
الذي يثير وجوده فيها جيشانآ من المشاعر , دفعت هذه الكلمات
إلى الانسلال قبل أن تستطيع كبحها أو لجمها .
- أتودين مغادرتنا ؟
هزت رأسها .. كانت تشيح وجهها عنه , فغاب عنها رؤية
الخطوط الرمادية المرتسمة على وجهه ... ولأنها لم تجد سبيلآ
إلى التراجع أجابت :
- أجل بيري .. أريد الرحيل . لقد تمتعت بإقامتي هنا , أشكر
لك حسن استقبالنا . إلا انني أشعر بوجوب التفكير في الرحيل
قريبآ .
أعقب عبارتها تلك صمت مطبق طويل .
-هل تحدثت إلى عمتك ؟
حين هزت رأسها نفيآ .. أضاف :
- أنها مسرورة بوجودها في المزرعة لذا أعتقد أن من الخير لها
ألا تصر على الرحيل قبل ان تستعد هي . فربما تكون عطلتها هذه
آخر عطلة تحظى بها , فهي ليست صحيحة الجسم دائمآ . لذلك .
لن يكون مستساغآ قطع العطلة عليها .
أدارت وجهها اليه متفحصة , فكانه لا يرغب حقآ ان يغادرا
بيته بعد .. تعسر على شانا ان تصدق ما قاله , فعندما وصلتا ذكر
أنه لا يرحب بوجود شانا ولكنه عاد فتبدل فتغيرت تصرفاته بشكل
واضح دون أن تفهم لذلك سببآ . تنهدت تنهيدة عميقة :
- أعتقد انك علة حق . ربما يجب أن أكتم عنها شعوري هذا .
- لقد جعلتني أؤمن أنك احببت الاقامة عندنا ؟
جر كرسيآ فجلس عليه ... كان مظهره أكثر رسمية وهويرتدي
-110-


سترة رمادية قاتمة وربطة عنق فوق قميص ابيض ناصع كالثلج .
- لماذا غيرت فجأة رأيك ؟
هزت كتفيها بعجز :
- إن مرد قولي ذاك شعوري الحالي . فمن الخطأ الفادح هيامي
على وجهي في البرية . أشعر أنني الحقت الخزي والعار بنفسي .
ابتسم فدهشت .
- أيكون مرد ما أسمعه منك خوفك مما سأقوله لك حينما
تستعيدين عافيتك ؟
اخفضت جفنيها استحياء :
- انت شديد الملاحظة بيري .
- لا تصعب قراءة أفكارك شانا .
عكس صوتها دهشتها حين ردت :
- لا أفهم لماذا لست غاضبآ مني .
- غضبت في البدء غضبآ شديدآ , ولو وجدناك في الليلة الاولى
لصببت عليك جام غضبي كله . ولكنك بقيت تائهة فلما مرت
الساعات وحل الظلام عليك ..
وصمت .. وظل صامتآ فترة طويلة وكأن الكلام تعسر عليه
فجأة .. فلما أردف خرجت منه الكلمات بصعوبة .
- لقد تغلل القلق إلى نفوسنا واستولى علينا , لأننا كنا نعرف
انك تضعفين وتضعفين طوال الوقت . وسيأتي عليك وقت تعجزين
فيه عن التحرك وعندئذ تستلقين بين العشب المرتفع ويصبح من
المستحيل علينا إيجادك .
صمتت شانا تحدق إليه مذهولة .. بعد لحظات أضاف :
- لا تشغلي بالك شانا .. فلن أوبخك على ما حدث قلت
لعمتك إن حاجتك إلى العزلة التامة دفعتك إلى الخروج كما
-111-


فعلت . وأحسبني أفهم ما شعرت به شانا . ولأنني فهمتك لن أسبب
لك المزيد من الانزعاج .
وأمسك يدها فوق الغطاء , فغطاها بيده التي شعرت بها دافئة
وقوية تؤكد لها بشكل حاسم أنه صادق . لقد قال إنه فهم .. إذن
فهو يعرف انه آلمها ألمآ شديدآ عندما ذكرها بالماضي .. وهو يتفهم
ألمها ويعتبر الذكريات السبب في عصيانها أوامره , فابتسمت له ,
ورد عليها بابتسامة مماثلة . وسألها بلطف :
- أما زلت راغبة في العودة الى وطنك ؟
ردت بخجل :
- ليس الآن بيري .. أشكرك لأنك لست غاضبآ مع أنني
أستحق غضبك .
حلت ابتسامة خبيثة مكان الاخرى :
- ألذلك أقلقت نفسك حتى المرض ؟ هل انا مخيف الى هذه
الدرجة شانا ؟
إن محادثتهما الحميمة هذه غريبة .
- لا أشعر بالخوف عندما تكون على هذهى الحالة .
زال تحفظه تمامآ .. كان ينظر اليها والرقة في عينيه . يده تضم
يدها بنعومة . لقد أصبح سهل المنال فجاة , فتذكرت أملها بأن
يسامحها قبل أن تغادر منزله الى الأبد . فظلل وجهها سحابة الم ,
وارتجف فمها , فقال لها باهتمام مفاجئ :
- مابك ؟ أتعبة انت ؟
هزت رأسها , لا تريد ازعاجه او اقلاقه :
- لا .. لست متعبة .
وقعت اشعة الشمس على شعرها فزادت من نظارة لونه
الذهبي , ولامس الضوء عينها ليغير لونهما فتغيرت سيماء وجهها
-112-


وأصبحت الشرايين الزرقاء أكثر شفافية حول صدغيها .. فابتلع
بيري ريقه بصعوبة , ثم أشاح بصره عن صورتها الرائعة . قال
بطريقة مباغتة أذهلتها :
- يجب أن أذهب . وكما قلت .. ستحضر عمتك لقضاء ساعة
معك قبل العشاء .
نظرت اليه .. ما أشد وسامته وما أروع طوله وما أبهى استقامة
كتفيه العريضتين .
- شكرآ لمجيئك .. هذا لطف منك لأنك كثير الانشغال هذه
الأيام .
بقي قرب السرير فترة , يحدق في وجهها .. وكأنه يكره ان
يتركها . ثم وعدها مبتسمآ :
- سأعود صباح الغد .. أما في المساء فستعودين معي .
- ما أسعدني حين أعود إلى البيت !
قطعت كلامها فجأة وقد أدركت أنها تسرعت في الكلام من
غير تفكير . ارتفع اللون الوردي الى وجهها , فأسدلت ستارة
أهدابها على عينيها لتمنعه من رؤية الانفعال فيهما . ظل يتفرس فيها
بصمت وجمود , وكأنه يفكر في كلامها . عرفت انه مثلها , يسمع ما
قاله لها منذ زمن بعيد : ستكونين عروس (( غريت سليف )) الرابعة
وأجملهن وجهآ وأحبهن إلى القلوب .
أخيرآ , تمكنت من التطلع إليه . كانت عيناه كئيبتين واحدى
يديه مشدودة .. ودعها بسرعة ثم غادر الغرفة .
جاء الطبيب بعد برهة قصيرة , وعبر عن رضاه عن حالتها ثم
ذهب فورآ ..
كانت شانا تقرأ كتابآ حين ظهرت الممرضة الشابة تعلن وصول
زائر .
-113-


-تشارلز !
حيته شانا بحماس , ثم وضعت كتابها على غطاء السرير .
- ما أسعدني برؤيتك .. اكنت مع بيري ؟
تقدم منها ليجلس على الكرسي الذي تركه بيري منذ قليل ..
- لا .. جئت خصيصآ لأراك .
- أوَ اجتزت تلك المسافة كلها لتراني فقط ؟
ارتد في كرسيه , ناظرآ الى وجهها :
- ولم الدهشة ؟ ألا تذكرين أنني قلت لك إنني قادم يوم أمس ,
ولكن بيري ذكر أنكم ذاهبون الى البلدة .
صمت لأنه لاحظ انه بملاحظته تلك أحرج شانا . ثم لم يلبث
أن تنهد , ناقلآ حديثه إلى مسألة ضياعها.
- إن بيري دون شك حذرك مسبقآ من مغبة التوغل بعيدآ ,
فنحن نحذر الزائرين دائمآ من المخاطر التي تشكلها الأحراج هنا .
- اجل .. حذرني .. ولكنني نسيت تحذيره .
- نسيت ؟ وكيف تنسين بحق الله ؟
- يصعب علي شرح الوضع لك تشارلز . فأرجوك لا تطرح
المزيد من الأسئلة . كيف عرفت أنني تهت ؟ هل اتصل بيري بكم ؟
- طلب منا المساعدة.
- طلب مساعدتكم ؟ أتعني ان رعاتكم بحثوا عني أيضآ ؟
- لم يبلغ بيري أبي قبل صباح الامس . إذ وجد انه في ذلك
الوقت بحاجة الى كل رجل قادر على المساعدة . لم يكن يشك في
البدء في قدرته على العثور عليك قبل الغروب . ولما أغربت
الشمس رأى أن لا بد من طلب المساعدة .. فأرسلنا له الرجال ..
طبعآ .
- كلهم ؟
-114-


- معظمهم .
- ما أفظع ما قمت به لقد انزعجت المنطقة بأسرها ! وكيف
وصلوا ؟
- بل قولي بما سافروا .. لقد أتوا بالسيارات والشاحنات
والفانات والسيارات الخاصة ... لا تشغلي بالك بهذا الأمر شانا
فلست أول من يتيه في المنطقة .
- لن أسامح نفسي إذ كان على التفكير في ما سأكبدكم من
متاعب وإزعاج قبل أن أهيم على وجهي . لن أنسى ذلك أبدآ ..
أبدآ .
- بل ستنسينه بكل تأكيد .. لقد انتهى الأمر بسلام .. كيف
تشعرين الآن ؟
- بخير إلا من الحروق طبعآ .
هز رأسه متفهمآ :
- حروق الشمس كالجحيم أما العطش فهو الجحيم عينه .
ارتجفت للذكرى .. مع أنها ما زالت متكدرة لما كبدتهم من
مشاق .
- اجل إنه الجحيم .
وغير تشارلز الموضوع .
- كان علي المجيء لأراك شانا . بيري لا يعلم أنني هنا .
ولكنني سأزوره قبل عودتي .. طبعآ .
في نبرته ما أحرجها من جديد .. آه ليت تشارلز لا يعقد إقامتها
فتمتمت عازمة على تجنب الموضوع .
- هذا لطف كبير منك .. هل انزعج أهلك حين أرسلوا
رجالهم للبحث عني ؟
كانت بسؤالها تفكر في سندي التي تخشى عندما تلقاها أن
-115-


تواجهها بتعليق لئيم يتعلق بمن لا يحترمون القوانين . سمعت
تشارلز يرد :
- انزعجوا ! .. أبدآ .. فليست المرة الاولى التي نُطلب فيها
لمساعدة احد . لقد تاه في السنة الماضية جماعة من السواح كانوا
قد تركوا سياراتهم بعد تعطلها وقد حدث أن شاهد أحد رجالنا هذه
السيارة فعاد ليبلغنا . وقد أسرع عندها رجالنا ورجال بيري للبحث
عنهم .. كانوا جماعة من الاغبياء ! لا بد انهم تلقو تحذيرآ بأن
افضل وسيلة للنجاة هي البقاء قرب سياراتهم .. ولو فعلوا هذا لما
عانوا شيئآ .. لقد لزمنا حتى وجدناهم يومين من التفتيش . وعندما
عثرنا عليهم حملناهم إلى المستشفى حيث مكثوا فيها أربعة أيام .
دخلت الممرضة الى الغرفة تسأل :
- أتتناول الشاي مع شانا سيد جيلبرت ؟
- لا .. شربة ماء فقط .. ارجوك .
ثم التفت الى شانا ليتابع الحديث .
- أفضل انتظار العشاء , لأتناول وجبة كاملة .
ظل عندها نصف ساعة اخرى , ثم خرج قائلآ :
- سأراك في الحفلة .
ابتسمت له شانا . ثم برقت عيناها وهي ترى عمتها غلوريا في
الباب تبتسم لتشارلز , الذي تنحى جانبآ ليتركها تمر :
- تشارلز ... يا للطفك ! أيعلم بيري أنك تزور شانا ؟
جعل انتقال حديث عمتها من الترحيب الى السؤال شانا
تشهق .. لقد قاد تشارلز سيارته ما يزيد عن مئة ميل في حر الظهيرة
- لما يعرف بعد ...
إذن يجب أن تزور المنزل .منتديات ليلاس
-116-

نظر اليها تشارلز مستغربآ , ثم تبادل النظرات مع شانا :
- كنت على وشك أن أقول إنني سأزوره .
احمر وجه العمة بشدة .. وتمتمت :
- عذرآ على تطفلي . كان علي أن أدرك انك لا بد زائرآ
المزرعة قبل عودتك .
- إلا أنك بدوت ملهوفة حتى أقوم بهذه الزيارة سيدة جيليس ؟
لقد حيرته بالحاحها كما اذهلت شانا . ولكن العمة هزت
كتفيها بعدم اكتراث مفتعل :
- ملهوفة ؟ ولمَ أكون ملهوفة إن زرته أم لم تزره ؟ لا .. لقد
ذكرت تلك الكلمات عرضيآ ليس إلا . هذا ما يحدث للمرء عادة
حين يكون فكره مشغولآ بأمور اخرى .
نظرت شانا الى وجهه عمتها ممعنة وأجابت :
- وما هي الأمور التي تشغل بالك عمتي ؟
- انت بكل تأكيد ...! لا أقوى على عدم التفكير في المحنة
الفظيعة التي مررت بها . إنها وحدها تكاد تميتني رعبآ .
نظرت شانا اليها بارتياب , تتذكر كيف تجاوزت العمة الأمر
بسهولة . ولكنها لم تقل شيئآ . بل ودعت تشارلز الذي لوح بيده
قبل ان يغادر الغرفة .
- اجلسي عمتي .. كيف جئت ؟ أوصلك بيتر ثانية ؟
- اجل .. أليس هذا لطفآ منه ؟ أنا لن اتعب إن جئت سيرآ
ولكن بيري يرفض ذلك . ذلك الشاب عطوف حقآ لقد قال بصوته
الصارم : لا .. ستتعبين كثيرآ .. فكان أن ارسل بيتر ليوصلني ...
والآن عزيزتي .. كيف حالك اليوم ؟ تبدين بصحة جيدة , وأنت
على فراشك مستلقية .
-أنا في أتم عافية فكل شيء حتى الحروق أفضل حالآ .
-117-


لاح لها أن أفكار عمتها بعيدة جدآ . فبعد أن سألتها ذلك
السؤال فقدت الاهتمام بردها وراحت تتمتم وكأنها تحدث نفسها :
- اتساءل ماذا سيعتقد بيري حين يعرف ان تشارلز قطع تلك
المسافة ليراك . أنا نفسي ما كنت لأصدق أنه سيفعل ذلك .
هزت شانا رأسها مرتبكة فهي ما عادت تفهم عمتها هذه
الايام . فقررت أن من الأجدى لها ترك العمة وشأنها فلتفعل ما
تشاء .
غير أن العمة لم تلبث أن انتقلت إلى الحديث عن أمور أخرى
بعفوية حتى حان وقت رحيلها .. فانحنت تقبل ابنة اخيها :
- عمت مساء عزيزتي .. وانا سعيدة لأنك لم تتلقي اللوم على
ما قمت به .
ولكن لماذا تهتم العمة بأثر زيارة تشارلز على بيري ؟
والسؤال هل سيبدي بيري أية ردة فعل ؟ طبعآ لن يفعل . ولكن
شانا كانت مخطئة في ما تيقنت منه ذلك أن بيري حين وصل إلى
المستشفى صباح اليوم التالي كان أول ما قال باقتضاب ووجوم :
- يبدو تشارلز مهتمآ بك اهتمامآ عليه أن يشعرك بالفخر , فلقد
قطع هذه المسافة ليراك فقط .
نظرت شانا اليه بسرعة , كانت جالسة الى الوسائد ..
تبدو جميلة خلابة ترتدي سترة نوم وردية جميلة , فردت عليه:
- هذا ما أدهشني ايضآ . فلو كان قلقآ علي لسأل عن حالي
بواسطة جهاز الإرسال .
جلس بيري ساخطآ :
- كان قلقآ عليك بالتأكيد . ما من شك في هذا !
وازدات حيرة شانا فسألته متوترة :
- هل أنت منزعج لأنه زارني ؟
-118-


ارتفع رأسه بتعجرف فجأة .
- منزعج ؟ ولماذا أنزعج ؟
- لا سبب أبدآ .. لكنك لا تبدو راضيآ .
ارتجفت شفتها , فقطب جبينه ثم غدا أرق وألطف .
- لست غاضبآ ولكن زيارته فاجأتني وهو إلى ذلك لم يعلمني
بها . إنه لا يتمادى عادة ولا يتجاوز غزله حدود معينة .
- لكن تشارلز لم يغازلني قط ولم يتمادا
- أثق بكلامك ولكن هذا لا يعني أنه لن يتمادى .. فهو مهتم
بك حقآ .
جعله هذا التفكير يعبس عبوسآ شديدآ .. لكن وجهه كان
يرتدي قناعآ باردآ لم تفهمه . فقالت شانا بهدوء:
- هو يهدر وقته إذن . لأنني لست مهتمة به أبدآ .
- ألا تجدينه جذابآ ؟
- إنه جذاب دون شك ؟ فمظهره جميل وجسده رائع وأخلاقه
عظيمة لذا أحسب أن امرأة ما ستقع في حبه رأسآ على عقب يومآ .
ابتسم بيري ابتسامة خالية من المرح . كان متباعدآ منطويآ على
نفسه , فعيناه كئيبتان وأفكاره بعيدةكل البعد عن السعادة .
- اذن .. تجدينه جذابآ ؟
هزت رأسها وقد اربكتها تصرفاته :
- قلت لك إنه جذاب . إما أنك أسأت فهمي وإما أنك حرفت
معنى قولي .
فكان رده غير المتوقع :
- أنا آسف .. أفهم من هذا أنه رغم طلته البهية لم يفتنك ؟
- لست في مزاج يقدر فيه أي إنسان على أن يفتنني بيري . أقوم
وعمتي بعطلة ستنتهي وشيكآ لذا من الغباء أن اتورط مع احد .
-119-

هز رأسه وقال :
- لن تسافرا قريبآ . فعمتك تحس بالاستقرار والرضى .
نظرت اليه بدهشة :
- ألا تهمك المدة التي سنمكثها عندك ؟
- نحن نحب الزائرين , فالزيارة تضفي تغييرآ مستساغآ على
حياتنا .
- لدى عمتي منزل وحديقة ..
- ومن يرعاهما لها ؟
- جاران غير أننا لن نستطيع الابتعاد طويلآ .
- أخبريني ... ماذا ستفعلين حين تعودين ؟
- سأعود الى وظيفتي التي أرجو أن تكون شاغرة .
- وماذا تفعلين في العطلات الأسبوعية ؟
- اقوم بأعمال منزلية , أو أخبز إلا أنني أمضي معظم أوقات
فراغي برعاية الحديقة فعمتي لم تعد قوية الجسم . ورعاية الحديقة
تتطلب قوة وقدرة .
بدت عيناه مستقرتين في عمق عينيها بشكل غريب فاحمرَ
وجهها وحل الاحمرار محل الشحوب , وارتفعت ابتسامة الى
شفتيها , أما هو فلم تتزحزح نظرته عن وجهها حتى هز رأيه أخيرآ
وقال بصوت تغمرة الشفقة :
- ليس لديك خيارات كثيرة .
أهذه شفقة ؟ ثارت أعصابها .. شفقة ! ونظرت الى الوراء تتذكر
مناسبات أظهر فيها الشفقة ولكن وجهه حاليآ مطبوع بالشفقة .. انه
يفكر في حياتها ورتابتها . . ربما يحس رغم شفقته أن اللوم يقع
عليها وحدها . فحياتها كان يمكن ان تكون مختلفة كل الاختلاف
لو اتبعت قرار قلبها بدل قرار ضميرها . أحست بالبرود فامسكت
-120-


آليآ بالاغطية تشدها ثم لم يلبث أن عاد الشحوب إلى وجهه فتغيرت
ملامح وجهه وهو يرى هذا التغيير المباغت .
قالت بجفاء :
- حياتي هادئة مستقرة وعامرة . ربما ليس فيها إثارة . نعم
ولكنني قانعة بها .
اتضح أن تصرفاتها وكلماتها جعلته ينتفض فمال الى الامام في
كرسيه ... واقترب منها كثيرآ , تلمع عيناه غضبآ . حتى بدا اكثر من
مخيف .. ورغم ذلك .. تحبه ! ألا تتمكن من مد يدها إليه فهذا
عذاب أليم . آه ليته يمسك يدها أو يضمها ضمآ شديدآ قويآ كما
كان يفعل في الماضي . يالبؤسها وضعفها ! أيجلس حبيبها قربها
وهي عاجزة عن الابتسام ابتسامة مشرقة أو عن الاستناد إلى كتفه
بتملك ؟ تجمع ثقل كبير في عينيها ومات قلبها فعوضآ عن القيام بما
تتوق إليه كان عليها ادعاء الهدوء والبرود , ووضع قناع غير
عاطفي .. كان عليها أن تحافظ على رأسها شامخآ لتظهر أن
كبرياءها ما تزال محفوظة .
ووقف بيري فجأة .. وكأنه أحس أن وجوده لم يعد مرغوبآ ..
فودعها بكلمات متوترة ككلماتها وتركها .. تركها تعض بقوة على
شفتها , وتبتلع بصعوبة الشفقة ...!
إنها ذل لن تقوى على احتماله أبدآ !
أن يتصرف بلا مبالاة خير لها من الشفقة .
* * * * *
-121-


 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة doode al 7aloo ; 12-01-09 الساعة 03:09 PM
عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
قديم 12-01-09, 10:59 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81990
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: nana1210 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nana1210 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

:) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

 
 

 

عرض البوم صور nana1210   رد مع اقتباس
قديم 12-01-09, 03:12 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,635
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

مررررررررررررررحب

أولآ مشكوووووووووووورين كل اللي كرموني وشجعووووووني برد جميل ..

وانا قلت اني مارح انزل شي الا لما اخلصها كلها..... بس الفصل هذا مشوووووووووق

كثير وحبيتكم تشاركوني به .. واشوف حمااااسكم خخخخخخخخخخ

 
 

 

عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, anne hampson, آن هامبسون, boss of bali creek, تسرقين العمر, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية