10 _ الكلمة الأخيرة لمن ؟

أيقظتها يد على كتفا من نوم عميق . فتحت كاتى عينيها . كان لظلام يسود الكون لا ينير سوى ضوء السيارة.
_ أين نحن ؟
_ سرعان ما ستعرفين .
تنفست بعمق تملأ رئتيها من من هواء الليل , وقد اتسعت عيناها الخضروان وهما تحومان فوق البناء أمامها. كانت درجات أنيقة تصعد الى باب واسع من خشب السنديان ما ان نظرت اله حتى انفتح على مصراعيه مرسلا دفقة من الضوء الذهبى . رفعت رأسها , فوق لباب يوجد نافذة زجاجية ملونة رائعة الجمال أرسلت خليطا من الألوان أخذ يتألق على السيارة .
شهقت كاتى و تقدمت خطوة الى الأمام , كان هذا بيتها القديم صرخت و هى تصعد راكضة خلفه وتمسكه من ذراعه :
_ جيك انتظر ! لا يمكنك أن تدخل الى هنا , لقد باعه أبى .
_ لا تخافى كاتى , انهم ينتظروننا .
منتديات ليلاس
ووضع يدها تحت ابطه يرغمها على مرافقته الى الداخل , ألقت نظرة مذعورة على الرجل المسن الذى وقف فى مدخل الردهة ثم تمتمت : مساء الخير .
ماذا يفعل جيك ؟ تملكها الغضب. هل المنزل هو فندق الأن ؟ ما زالت تتذكر نفسها طفلة , وقد تعلمت العد لتوها , وهى تدور فى أنحاء المنزل , تعد الغرف والخزائن والمجموع خمسة وثلاثون .
غالبت دموعها .......
فى حالتها الذاهلة هذه , سمحت لجيك بأن يقودها الى غرفة الطعام حيث جلست على الكرسى الذى قدمه لها دون أن تتلفظ بكلمة . استقرت عينا كاتى أخيرا على الرجل الجالس أمامها . سألته بسرعة :
_ جيك كيف جئنا الى هنا ؟ كيف علموا بقدومنا ؟ لم تفهم ما كان يجرى لقد غادر الشقة فى لندن باعتبار افتراقهما الى الأبد واذا سمعت ضحة جيك قالت له بجفاء : هذا ليس مضحكا .
_ جوابا لسؤالك : تليفون السيارة .لكن الطعام ألا كاتى , وبعد ذلك نتحدث .
_ جيك يجب أن أغير ملابسى . ماذا ......؟
_ ارتاحى , كاتى و استمتعى بطعامك . لن يكون هنا أحد سوانا أؤكد لك .
وفى نصف الساعة التالية , تنالت سمك لسلمون الطازج , وحلوى الشيكولاتة اللذيذة . ولكن فى فم كاتى كل ذلك بطعم الرماد .
_ هيا بنا كاتى ! أرى الانتظار يكاد يقتلك .
_ ما الذى يجرى ؟
_ اصبرى .......
ثم وضع يده حول كتفييها وقادها نحو غرفة الجلوس . فوق المدفأة الرخامية كانت لوحة كبيرة لفتاة صغير السن .
فتحت كاتى فمها ذاهلة . كانت صورتها فى الثالثة عشرة . تذكرت أن أباها أصر على رسم هذه الصورة كهدية فى عيد ميلاده , وكانت ظن أباها ما زال يمتلكها .
_ والأن هل ابتدأتى تفهمين ؟
_ كلا لم أفهم بعد .
أمسك جيك بيديها قائلا : المنزل ملكى .
هل تتذكرين متى ولماذا باعه أبوك ؟
_ وكيف أنسى ؟ الحبيبة مونيكا تكره الحياة فى الريف , ولا تريد قضاء حياتها فى كورنوال . لا أدرى لماذا تسأل جيك ؟ اذا كنت تذكر , كنت أنت هناك حينذاك وكنت أنا فى الخامسة عشرة , وقد قلت لى أن أتقبل تمنيات أبى وكل شىء سيكون على ما يرام , انها كذبة أخرى .
_ تماما كاتى , كنت فى الخامسة عشرة . كنت قد عرفتك منذ عام فاشتريت هذا البيت من أبيك . فكرى فى هذا . اذا كان لى علاقة بمونيكا , كما تتصورين , لماذا نفق مبلغا باهظا لشراء منزل تكرهه هى ؟
_ لقد تسائلت عما اذا كات شقتك فى لندن هى بيتك الوحيد . انها حسنة , ولكن بالنسبة الى ثروتك .......
_ لقد بعت منزل طفولتى عندما مات أبى واحتفظت بهذا . لابد أن هذا يوحى اليك بشىء .
هذا صحيح . أنا أحب هذا المنزل . ولكن لأننى أعزب , هذا البيت واسع جدا بالنسبة الى . لقد اشتريته وشخص واحد فى ذهنى بشكل خاص .
_ شخص واحد بشكل خاص ؟
_ نعم .
لوى شفتيه بابتسامة كسول وهو يرفع عينيه متعمدا الى اللوحة وفوق المدفأة . لقد أخبرها الأسبوع الماضى أن ساقه كسرت أثناء التزلج ليس مرة واحدة بل اثنتين . وهذا يدل على أن قصته عن الفندق قد تكون حقيقية ..........
_ لقد كسرت ساقك مرتين .
_ نعم كاتى ......
ورفع يديها الى شفتيه يطبع قبلة على كل من راحتيها . ثم سألها برقة :
_ والأن هل فهمت ؟ .
لن تجعلى هذا سهلا بالنسبة الى , ولكن لماذا تفعلين هذا ؟ فقد عاملتك بكراهية , وليس لى عذر فى ذلك , فالغيرة شور لا يحسد عليه الشخص , وليس ثمة مبرر لسلوكى .



يتبع liilas