منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207137.html)

سيريناد 26-09-19 04:36 PM

65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كاملة )
 
السلام عليكم

https://i.skyrock.net/8028/89528028/...5_K9epk3SH.gif

رواية الرهان الخاسر

آن ميثر

من روايات دار الكتاب العربى

https://i.skyrock.net/8028/89528028/...5_K9epk3SH.gif

الملخص
لم تكن راشيل تعتقد بأنها قد تراه بعد ذلك أبدا .. إذ انها قد راهنت بكل ما تملكه من عزيمة وإصرار وطردت جويل من حياتها إلى الأبد .. برغم أنه والد ابنتها سارة . معاناة دفينة تؤرقها أحيانا إلى درجة الاصطخاب

ولما عرف جويل مكانها .. كانت ما تزال تراهن على كراهيتها له .. حتى اكتشف أنه يكاد يشاركها المحنة .. وتلسع حياته مذاقات العسل المالح .. ويتخبط بين جدران المعاناة والضباب .. وعندما قررت الرحيل بعيدا .. حدثت المفاجأة التى لم تكن بالحسبان .. !!

سيريناد 26-09-19 04:52 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 
1 - الأطراف المتجمدة
انحرف جويل بسيارته عن الطريق الرئيسي عند مفرق سالتون .واتجه صوب الغرب ,الارض تمتد اميالا تكسوها شجيرات الوزال الشوكيه بخضرتها الدائمه وزهورها الصفراء,تنتشر بينها بعض الاكواخ ,يتصاعد الدخان من مداخنها ليكون العلامه الوحيده التي تنبئ عن وجود حياة . اخذ المساء يظلل اشعة الشمس المائله ومزيج الوان الضوء يبدو رائعا ,ومع ذلك فان جويل _بحاسته الفنيه _لم ينتبه لجمال المنظر, اذ كان مشغول الخاطر تماما ...ولم تكد الشمس تغرب حتى بدا الافق بلونه الشفيق ,وبدت النجوم من خلاله كأنها ترتعد .
كانت السيارات المقبله من الاتجاه المعاكس تضطر الى ان تتخلى عن موقعها في وسط الطريق لسيارته المرسيدس .ولم يكن جويل في حاله نفسيه تسمح له بأن يتنازل ولو بعض الشئ ...كانت معدته تذكره بأنه لم يأكل شيئأ منذ الصباح ,وكان يحس بالضمأ.
نظر الى الساعه الذهبيه في معصمه ,وكانت قد تخطت السابعه مساء ,واحس بالظلام يرخي سدوله ولم يكن راغبا في القيادة على ذلك الطريق خلال الليل .وبدأ يدرك انه امسى على بعد خمسة او ستة اميال فقط من لانغثويت .وربما يكون سعيد الحظ فيجد في الفندق كل مايريده حتى صباح اليوم التالي .
كانت القريه صغيره ,تقوم حول ميدان مستدير .صندوق الهاتف يقبع خارج مكتب البريد قرب المتجر ,واخيرا الحانه التي تحمل اسم "الديك الذهبي ".وكان كل مايطمع فيه مكانا نظيفا للنوم ,وشرابا باردا ينعشه .
وكان شاب او شابان يتسكعان في الساحه ,اثار فيهما منظر السياره المرسيدس بعض التعليقات الفظه واضطر جويل ان يترك السياره خارج الحانه داعيا الله الا يعبث احد بمسامير صدئه في طلائها وسأل نفسه :اين ذهب السحر الريفي القديم الذي كان يحلم به ؟وترك جويل حقيبته في صندوق السياره ,وارتدى سترته الصوفيه واحكم رباط العنق وهو يجتاز المدخل المؤدي الى الحانه ولم يكن فيها سوى شخص او شخصين من الزبائن المسنين .الفتاة التي تقوم على الخدمه في مقتبل العمر .شقراء مفعمه بالصحه ,بدأت تعير اهتمامها للوافد الغريب ذي البشرة السمراء ,وغمرته بنظرة دافئه مشجعه ,وقالت له :
_حسنا ,ياسيدي ,بم تأمر ؟واخرج جويل حافظة نقودة من جيبه الداخلي ثم قال :
_اوه ,اي شيء بارد من فظلك .
ونظر حوله ,ثم سأل :
_اعتقد انكم تستقبلون النزلاء للمبيت ؟وملأت له كأس ,وناولته اياها ,واتسعت عيناها ,ونظرت اليه بشيء من الفضول ,واستوضحته :
_نزلاء للمبيت ,ياسيدي؟اعتقد ان السيد هاريس يمكن ان يستقبل زائرا او زائرين ,وان كنت غير متأكدة .
وناولته المبلغ المتبقي له والتقت عيناهما ,وهي تقول :
_اتحب ان اسأل لك عن المبيت ,ياسيدي ؟ووضع جويل باقي النقود في جيبه ,وقال :
_اذا سمحت !
اراح جويل جسمه على كرسي مستدير من كراسي الحانه ,كان الشراب باردا لذيذا ومنشطا ,كما اراده بعد تلك الساعات الطويله في قيادة السياره ,وخطر له ان لانغثويت لم تكن عادة تستقبل غير زائرين قلائل في مثل ذلك الوقت من السنه .
ظهرت الفتاة ومعها رجل في اواسط العمر بدا انه صاحب الحانه ,واصطنع جويل ابتسامه اعتقد ان الرجل بادله مثلها ,واستند هاريس بذراعه وهو يسأل :
_سمعت انك تريد مكانا للمبيت ,هل تطول اقامتك ؟واجاب جويل في هدوء :
_ربما لليله واحده فقط !
واستفسر الرجل الاكبر سنا :
_فأنت مسافر على الطريق اذن ,ياسيدي ؟.
وهز جويل رأسه ,ثم اذعن لفضول السائل ,فقال :
_انني في مهمه في لانغثويت .
واجاب السيد هاريس :
_حسنا ,هناك غرفه ,وزوجتي تعدها لك الان ,هل نقدم لك الطعام ايضا ؟كان جويل يقاسي من الجوع ,واجاب في هدوء يستحوذ على الاعجاب :
_اذا كان ذلك ممكنا ,وتكفيني لهذا المساء بعض الشطائر ,وربما يكفي بعض الخبز المحمص للافطار .
عند ذلك ظهرت سيدة ظن جويل انها السيدة هاريس ,وتحدثت مستفسره :
_هل هذا السيد الذي يريد ان يقضي الليل هنا ؟واومأ زوجها بالايجاب ,فأضافت :
_حسنا ,ياسيدي !غرفتك حاضره واظن انك جائع ؟نظر جويل الى السيده هاريس واجاب :
_انا ,حسنا ...
واومأ بالموافقه ,وعلق زوجها :
_نعم يا الي ...ان السيدوالتفت اليه مستفسرا :
_لم اعرف اسمك ياسيدي ..
ثم اكمل الحديث لزوجته :
_انه يريد الطعام ...
ورد جويل فورا :
_اسمي كنغدوم ,جويل كنغدوم ...من لندن .

وصعد الى غرفه صغيره تستخدمها الاسرة عادة .وجاءت السيدة هاريس لتقوم بنفسها على خدمته ,ولم يكن ذلك ليحرمه من الشقراء التي قدمت له الشراب في الحانه ,كانت تلتمس العذر لتدخل فجأة وتخرج بعد ان تسأله اذا كان يلزمه اي شيء ,كان فمه يبدو عنيدا ساخرا بعدما اتى على الوجبه التي قدمتها له السيده هاريس التي دخلت وبدا عليها شعور بالارتياح عندما وجدت الصحن خاليا فقالت :
_ارجو ان يكون الطعام اعجبك ياسيدي .
واومأ جويل برأسه علامة الموافقه ,وقال :
_كان لذيذا للغايه ...شكرا ياسيدة هاريس ...
وابتسمت وكان وجهها ينم عن سرورها ,وقالت وهي تجمع الصحون :
_سوف تقيم معنا الى الغد فقط ؟ونهض جويل ,وهو يقول :
_امل ذلك ...اعني بالطبع ان العمل الذي قدمت له ربما لا يأخذ وقتا اطول من ذلك (تنهد)
ثم اضاف :
_ينبغي ان اعود الى لندن .
قالت مستفسره :
_اذا ...فانت تعمل في لندن ,ياسيد كنغدوم ..
واجاب جويل بطريقه تنم عن عدم الرغبه في اعطاء اجابه شافيه :
_احيانا .
وسألت :
_ولكنك تسكن هنا ؟واجاب :
_يمكنك ان تقولي ذلك .

كانت السيدة هاريس كما يبدو تحاول العثور على مدخل للتعرف على مهمته ,وكان هو من جانبه يحاول التهرب من الاجابه على مثل هذا السؤال ,وقال :
_اذا اذنت ,سأصعد الى غرفتي الان ...كان يوما مضنيا ,واشعر بشيء من التعب .
وحاولت السيدة هاريس ان تخفي شعورها بالاحباط ,واجابت :
_طبعا ,ياسيدي ,انك تعرف المكان .
وابتسم جويل وقال :
_طبعا تصبحين على خير !
وظهر عليها الرضا الكامل لطريقته المهذبه في الحديث ,واجابت مبتسمه :
_وانت بخير ياسيدي .
وسلك جويل طريقه عبر الردهه الى الدرج ,وظهرت الفتاة الشقراء عند المدخل تقول بشيء من الحياء:
_الا تأتي لتأخذ شرابا الان ؟وهز رأسه وهو يقول :
_لا ,اشكركوردت في الحال :
_غير معقول ...هل تنام الان ؟واجاب :
_ولم لا ؟اليست الساعه بعد العاشره ؟وردت عليه باستغراب :
_ياللغرابه !العاشره !كنت اظن ان سكان لندن يسهرون الى ساعة متأخرة من الليل !ماذا حدث لسنوات السبعينات الراقصه المرحه ؟اجاب بجفاف :
_اعتقد انها شنقت نفسها ..اسعدت مساء!

سيريناد 26-09-19 04:53 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 

كان الفراش بارد كالثلج ,ولكن حرارة الافكار التي كانت تعتمل بداخله ساعدته على احتمال الموقف ,اضطجع جويل على ظهره ,واسند رأسه على ذراعيه ,وبدأ يحدق بعبوس في ظلال الازهار البارزه على الستائر المصنوعه من الكريتون اخيرا ,انه هنا في لانغثويت ,وفي بقعة ما في الخارج ...ربما على مسافة ميل ...توجد راشيل ...راشيل غيلمور كما تسمي نفسها الانواحس بمذاق الصفراء الكريه في مؤخرة حلقه :راشيل تظن انها تستطيع ان تفعل ذلك ...به هو ! وتكورت يداه بشده , وانضغطت كل منهما في قبضة قويه ,لو تمكن منها هنا ...والان ,لاعتصر عنقها بيديه !
ولكن الانفعال كان ضياعا ...انه يعرف ان الهدوء والموضوعيه لهما فعل اوقع ,ولكن لم يكن بوسعه ان يتأكد تماما انها فعلت ذلك نكاية به ,ومع ذلك فأية محاوله لتبرير سلوكها لم تكن شيئا مستساغا.
كان يعمل في وضع اللمسات الاخيره للوحة السيدة انطونيا باري عندما جاء فرنسيس يدق بابه ,كان قد استيقظ في ذلك اليوم مبكرا عن عمد ليستفيد بالضوء ,وصار فرنسيس اخوه غير الشقيق يحكي القصه التي جاء بها الى جويل في تلعثم حتى اكملها ,ولكن جويل لم يأخذ القصه على انها ورطه ماليه جاء يطلب فيها العون المالي من اخيه ,وقال جويل بشيء من القلق :
_ولكنني لا افهم لماذا تظن ان تفكير ابي في الزواج يمكن ان يسبب لي الضيق .
عندئذ اخذ فرنسيس يذرع بخطواته المرسم ,وهو يردد :
_بالطبع ,لا يهمك ...تركت لك جدتك ثروة كبيره ...اما انا فليس لي اقارب اثرياء من طرف امي ,واذا تزوج ابي مرة اخرى ,فالمنتظر ان يحرمني من الميراث كما حرمك !كان جويل قد اخذ يدفع شعره الى الخلف بيدين مضطربتين ,وعلق قائلا :
_لكنك لم تكترث عندما حدث ذلك ,
واضاف :

_كان الامر يختلف في حالتي وانت تعلم ذلك ,كان ابي يعلم انني لست بحاجه الى ثروته ,وكما تقول انت فان جدتي هونت من دور ابي في رسم مستقبلي .اما بالنسبة اليك فالامر مختلف ,انك ابنه ,وحتى لو تزوج ,فان الامل في ان ينجب اطفالا ضعيف ! الاترى انه في الثالثه والستين من عمره ؟اجاب فرانسيس :
_الا تعلم ان بإمكان الرجل احيانا ان ينجب حتى لو كان في التسعين من عمره ,ومع ذلك فأنك لم تسمع القصه كامله بعد ,انك لم تسأل من تكون المرأة التي ينوي ان يتزوج بها ؟هز جويل كتفيه بشئ من عدم الاكتراث ,وهو يقول :
_ان ذلك امر لايهم .
واستأنف فرنسيس الحديث ,وهو يتلذذ بوقع كلامه على اخيه :
_ربما يهم ,اسمها غليمور ...راشيل غليمور ...وكان اسمها من قبل راشيل آبي .
عند ذلك فقط حدث مالم يكن متوقعا ,فقد انطلق جويل بخطوات غريبه وفعل ما لم يكن منتظرا بالمره اذ امسك بأخيه غير الشقيق من قميصه ,وجذبه تجاهه بعنف ,وهو يقول :
_ماذا تقول؟وقع فرنسيس في شيء من الاضطراب ,واخذ يخلص نفسه ,وهو يقول :
_هذه ...هي ...ال...حقيقه ...الحقيقه ياجويل ..انها ,راشيل ...راشيل !
دفعه جويل بعنف جعله يدور حول نفسه ,ويستقر في النهايه على الارض ,وكان وجهه ممتقعا من الغضب عندما نهض على قدميه ,واخذ ينفض التراب عن ثيابه ,وهو يحدق في اخيه بخبث :
_انها ليست غلطتي ...فقط لانك لاتحب الحقيقه ...عندما تسمعها
لم يعد جويل يسمع .عرف ان ماقاله فرنسيس صحيح .وهو لم يكن ليأتي اليه بقصة مثل تلك ان لم يكن لديه البرهان على صدقها ,واخذ يبحث عن سيكار ,وضعه في فمه ثم اشعله بيدين تفتقدان الاتزان ,وصار يحملق بأكتأب خارج النافذه ,كان يطل على شاطئ نهر التايمز عبر السطوح .وعندما احس انه استعاد بعض توازنه استدار تجاه فرنسيس الذي اشعل سسكارا ,واخذ ينفث دخانه بعصبيه عندما بادره جويل بقوله :
_اخبرني بما تعرفه .
وتململ فرنسيس واجاب في دمدمه :
_لا اعرف .
وتصلب فك جويل وهو يقول :
_لا تحاول ان تخدعني ,قل لي كيف عرفت انها راشيل .
اجاب فرانسيس :
_رأيتها .
_ماذا تعني ؟
_رأيتها ,اوه ,بالله ياجويل !كف عن النظر الي هكذا !انها ليست غلطتي ,في الليله الماضيه ...مع ابي ! حقا .
ونطق بالعباره الاخيره عندما القى جويل بسيكاره الى الارض ,وسحقه بنعل حذائه .
_اين ؟
_في بيروكيوس يتعشيان ..رأيتهما ..اؤكد لك .
كان جويل يحرك رأسه من جانب الى اخر تعبيرا عن الشك ,وقال :
_ابدأ من البدايه .
اخذ فرنسيس يدخن يسكاره بشده ,وهو يقول :

_حسنا !عرفت منذ وقت ,ان هناك امرأة .اوه ,نعم ,منذ ...منذ ان رحلت امي ..كنت استطيع ان اعرف ذلك .
_ارجوك ...ادخل مباشرة في الموضوع .
_منذ اسبوع ,اخبرني ابي ان هناك شخصا ما .
_ولكنك لم تخبرني بذلك من قبل !
_ليس فورا ,لا !
قال فرانسيس ذلك مدافعا عن نفسه .
_كما ذكرت في كلامي ياجويل ,ان عمره ثلاثة وستون عاما ,وكنت اظن ,ان اي امرأة لايمكن ان تقبل به الا اذا كانت في مثل سنه !وانت تعرف كذلك ان امي وامك كانتا قريبتين منه في العمر .
_حسنا ...استمر .
_الذي حدث هو انني لم اسأل كثيرا ,ولقد اخبرني ,وكان الاجدر به ان يضحك كثيرا عندما اخبرني ...ان اسمها السيدة غليمور ...السيدة راشيل غليمور .وانت تعرف ان اسم راشيل ليس اسما مألوفا .
_وسأل جويل :
_هل هذا هو كل شيئ؟اجاب فرانسيس :
_لا !قال انها قادمه من يوركشير ,وانها تعمل في قريه تسمى لانغثويت كمديرة منزل في بيت كولونيل متقاعد .
واخذ جويل يكرر الكلمات نفسها :
_مديرة منزل في بيت كولونيل متقاعد !
_نعم ,هذا ماقاله لي .
_ربما تكون اخطأت ؟
_اؤكد لك اني رأيتها .

_لا اقصد ذلك .انما اقصد العمل الذي تشتغل به ,انت تعرف يافرنسيس ان راشيل كانت تدرس في الجامعه عندما ...
واكمل فرانسيس الجمله :
_عندما هجرتك ...اليس كذلك ؟ولكن كيف تعلم اذا كانت اكملت دراستها ام لا ؟كان ذلك منذ ست سنوات ...وتزوجت وانجبت طفلا .
شحب وجه جويل الاسمر ,وهو ينطق :
_طفل !هل اخبرك ابي بهذه القصه كذلك ؟واطفأ فرنسيس سيكاره ونظر الى اعلى وهو يقول :
_نعم ,ذلك قد يفسر لماذا تعمل كمديرة منزل .اقصد انه ليس من السهل ان تجد المرأة عملا اذا كان لديها اطفال .
وضاقت عينا جويل تحت رموشه الكثيفه ,وهو يسأل:
_وماذا عن زوجها ؟هز فرنسيس كتفيه ,وقال :
_كيف لي ان اعرف ؟ربما يكون قد توفي .قال ابي انها ارمله .
وخطا جويل عبر الغرفه ,وهو يقول :
_ارمله ...لا اكاد اصدق ذلك ,هل انت متأكد ان هذا كله لم يكن الا خدعه ماكره لتحقيق نزواته ؟
_ماذا تعني ؟هز جويل رأسه ,واجاب :
_لا اعرف كان ابي يكرهني لانني كنت اعارضه .
_لا اعتقد ان اباك كان يكرهك ,ياجويل !

سيريناد 26-09-19 04:54 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 
_بل اعتقد ان رغبته في الزواج من راشيل لهذا السبب بالذات .
_انك مجنون .
_هل تعتقد ذلك ؟كانت ملامح جويل ,وهو يتكلم مشبعه بالحقد ,واضاف :
-هل هذا هو كل شيء؟اجاب فرانسيس :
_ما الذي تريد ان تسمعه مني ...بعد ذلك ؟
_ما الذي قاله ابي عندما اخبرك ؟
_اخبرتك بكل ما اعرف .
_لكنك لم تخبرني ,كيف رأيتهما معا في الليله الماضيه ؟تنهد فرنسيس , وقال :
_كان ذلك مصادفه وابي لا يعرف انني رأيتهما .
_وماذا بعد ؟
_كنت ذاهبا الى فريديز ,وكنت بحاجه الى المال .
_كالعاده ...
_تذكرت بيري سيمونز فجأة .

كان بيري سيمونز صاحب مطعم ,بيروكيوس ,وكان جويل يعرف ذلك ايضا .
_ذهبت الى هناك لاني كنت انوي اقتراض مبلغ من المال .وهناك رأيتهما .
_وتركت المكان ؟
_نعم !
كم كان الوقت عندئذ؟هنا نظر فرنسيس الى ساعته ,وقال :
_حوالي الحادية عشرة .
ولكن الساعه الان الثامنه والنصف !اذن ماذا كنت تفعل خلال تسع ساعات ونصف الساعه ؟هز فرانسيس رأسه , وقال :
_لم اكن اعرف ماذا اعمل ؟ولم اكن اعرف هل اخبرك بما حدث ام لا ؟
_ولم لا ؟هز فرنسيس رأسه وقال :
_لقد...سرت ...اميالا ...ووصلت الى شقتي حوالي الرابعه وكان بوسعي ان اطلبك في الهاتف عندئذ ,ولكنني ظننتك مشغولا .
لم يكن ما يقصده فرنسيس بخاف على جويل ,وكانت شفتاه ترتعدان ,والقى نظرة اخيره الى اللوحة الخاصه بالسيده انطونيا ,ثم سار عبر المرسم الى الباب المؤدي الى الجزء الاساسي من الشقه ,وقال بصوت متثاقل :
_حسنا ,سأصنع بعض القهوه ,اعطيت هيرون اجازه الليله ,وعلى ذلك فانه لن يعود الا متأخرا ,ويمكننا ان نواصل حديثنا في المطبخ ان شئت. .
عرف جويل فيما بعد ان راشيل عادت الى يوركشير ووجد ان اباه لم يكن ممانعا في الحديث عن السيده غيلمور عندما اكتشف ان ابنه الاصغر اخبر جويل بالخطط التي كان ينوي السير فيها .واضطر جويل ان يمسك لسانه وان يسيطر على قبضتي يديه عندما وقف امام ابيه بوجهه الذي يعبر عن الاعتداد بالنفس ,ولو كان هناك بقية من شك في صدق ما قاله فرنسيس لزال هذا الشك تماما اثناء المقابله التي تمت بينه وبين ابيه .كان جيمس كنغدوم راضيا تماما عن نفسه .
ووجد جويل ان غضبه تركز على راشيل بعنف يكاد يصل الى الرغبه في تدميرها ,كيف تجرؤ على ان تفعل هذا به؟لابد انها كانت تكرهه الان كما يكرهها وتحقد عليه بالدرجه نفسها من الحقد الذي بدأ يشتعل في نفسه ازاءها .
ورغم ذلك لم يكن ليسمح بسهوله بان يحدث ما كان وشيك الحدوث .وجد نفسه يدافع باستماته عن حقوق فرانسيس ,ولم يكن ليصرح بدوافعه الحقيقيه التي لم تكن تقل انانيه ,لو ان راشيل كانت قد تزوجت بالفعل ,وانجبت طفلا ,فهي تكون بذلك قد اثبتت خصوبتها ,وابوه كان لايزال قوي الصحه مكتمل الرجوله ,كانت زوجتان تكفيان اي رجل في رأيه ناسيا انه لو لم تمت امه عقب ولادته مباشرة لما فكر ابوه في الزواج مرة اخرى .

كان قد مضى ثلاثة ايام تمكن فرانسيس خلالها من اكتشاف اسم مخدوم راشيل هو الكولونيل فرنشاو .وعرف ان هذا الكولونيل يعيش في مبنى الاولد هول في لانغثويت واعتقد جويل ان الوصول الى ذلك المكان لن يكون بالامر العسير .
وحاول في الحاح ان يستجمع في مخيلته صورة الفتاة التي قرر ان يقترن بها ذات يوم .وكانت السنوات الست التي مضت قد وضعت نقابا مشوشا على ملامح راشيل ,كان يستطيع ان يتذكر بعض التفاصيل حول راشيل .ولكن من الصعب عليه ان يصيغ تلك التفاصيل في منظور صحيح .
ست سنوات كانت بمعيار الزمن ,فترة طويله ,كيف تبدو الان وهي في الرابعه والعشرين او الخامسه والعشرين من عمرها ,لابد انها تستطيع ان تتذكر ,كانت اصغر منه بعشر سنوات ,ولكنها كانت تسيطر عليه , وهي مازالت بعد صغيره في تلك السن ,لم يكن لأمرأة قبلها او بعدها شيء من تلك السطوة على شخصه ,ومضى في هواجسه ,عندما يقابلها في الغد سوف يجعلها تعلم انها قضمت باسنانها اكثر مما يستطيع فمها ان يمضغه عندما قبلت ان تقف منه موقف التحدي ,كيف تجرؤ على ان تتخيل انها يمكن ان تصبح عضوا في اسرته بدون ان تثير ردود فعل منه ؟واستولت عليه الفكرة ,والحت عليه ...ولم تتركه الا بعدما جمدت اطرافه من نوبة الغضب....

سيريناد 26-09-19 04:55 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 
2 - يبدو أنها ابنتى

وفي الصباح التالي كان من اليسير عليه أن يسأل السيدة هاريس عن موقع الأولد هول , ورفعت السيدة هاريس حاجبيها وهي تقول:
"تقصد منزل الكولونيل فرنشاو ؟ هل انت صديق له يا سيد كنغدوم ؟"
وأجابها وهو يزدرد اليمونه الهندية التي أمامه:
"ليس بالضبط ,اعرف شخصا هناك .. يعمل لديه "....
"لابد انه السيد هانسون .. هل هو ذاك يا سيدي؟"
هز رأسه إلى الأعلى وقطب وجهه , وأجاب:
" هانسون , لا اعرف أحدا بهذا الاسم "
وزمت السيدة هاريس شفتيها, وهي تقول:
"لا تعرف, أن السيد هانسون سكرتير الكولونيل فرنشاو , انه شاب مثقف , ويأتي الى هنا احيانا في عطلة الاسبوع"
وازداد وجه جويل تقطيبا , وعلق في تردد:
- "حقا ؟ لا! إن الشخص الذي اعرفه هوـ في ظني مديرة منزل الكولونيل."
وانفجرت اسارير وجه السيدة هاريس وصاحت:
"السيدة غيلمور ؟"
وركز بصره على الليمونه الهندية , وقال:
"صحيح."
ورفعت السيدة هاريس حاجبيها وقالت:
"لا اعرف عن السيدة الشابة اكثر من التحية التي نتبادلها أحيانا"
كان جويل يفكر بسرعه, وعلق على اجابتها:
"ولكن , هل يوجد اخرون يعملون هناك , اعني في الأولد هول ؟"
"على حد علمي , لا ! هناك فقط الكولونيل فرنشاو والسيد هانسون , والسيدة غيلمور بالطبع , أوه والصغيرة سارة "
وشعر جويل بوخز في أعصابه , فسألها:
"اهي ابنه السيدة غيلمور ؟"
"نعم... وأنت تعرف ذلك ؟"
لم يجب جويل بشيء .. إذا فالطفل أنثى واسمها سارة , ووجد نفسه يلح على السيدة هاريس ليجرها إلى الكلام:
"كنت تنوين أن تخبريني كيف أجد الأولد هول ؟"
وأومأت بالموافقة , ورفعت من أمامه صحن الليمونه الهندية , ووضعت بدلا منه صحنا آخر فيه قطعة من اللحم , وشيئا من البيض والسجق والطماطم, كان ذلك الطعام في العادة يثير شهية جويل , ولكنه بعد الليلة القلقة التي قضاها كان يحس بالغثيان , ومع ذلك أرغم نفسه على الطعام وبدأ باللحم:
"لو انك تتبعت طريق كراغستون لمسافة ميل فسوف تجده على يسارك . انه البيت الوحيد لأميال عديدة"
" أشكرك "
وسكب جويل لنفسه بعض القهوة , كانت الساعة تشير إلى الثامنة ونصف . خطر له أن الـتاسعة قد تكون وقتا مبكرا لا يسمح بالزيارة . فكر في الاتصال بالهاتف, ولكنه كان يريد أن يرى الانطباع الذي يرتسم على وجه راشيل عندما تراه,
وكان يريد أن يستشعر نشوة الزهو التي تتملكه عندما يواجهها بنظرات الاحتقار.
كان الصباح لطيفا في ذلك الوقت الباكر من شهر مارس/ آذار, وقرر أن يلبس سترة تنسجم مع سرواله الأزرق الغامق , واخذ يدفع ذراعيه في أكمام السترة بينما عيناه تتفحصان ساحة القرية,
تحت أشعة الشمس الساطعة , ووقعت عيناه على زهور النرجس البرية وعلى أزهار بيضاء وصفراء تنمو في كل شبر من الأرض أما المباني فكانت تبدو نظيفة معتنى بها.
لم يكن العثور على طريق كراغستون أمرا صعبا بعد إرشادات السيدة هاريس ووصل إلى مبنى الأولد هول . كان الدخان يتصاعد بشدة من المداخن, دليلا على أن بعض سكان المنزل استيقظوا, وكانت هناك حافلة صغيرة قديمة تنتظر في الساحة الأمامية, , وبوابات صدئة من الحديد انفجرت تاركة المدخل مفتوحا على مصراعيه .وتوقف جويل بسيارته أمام تلك البوابات مباشرة. غير واثق إذا كان ينبغي عليه أن يترك السيارة في ذلك المكان أم لا ؟ ولكنه عندئذ أرخى الكابح وولج بسيارته بين أعمدة البوابة , واندفع فوق الممر المفروش بالحصباء ووقف إلى جوار الحافلة الصغيرة.
وترجل من السيارة, ووقف لحظة ينظر إلى النوافذ المطفأة. إذا, هذا هو المكان الذي تعيش فيه . منذ متى ؟ السنتان الأخيرتان أم السنوات الثلاث الأخيرة ؟ ودفع كتفيه إلى الخلف وواصل حديثه مع نفسه : منذ موت زوجها, دون شك, وغليمور؟
من يكون ؟ ماذا كان عمل ذلك الرجل الذي تزوجها لتلك الفترة القصيرة ؟ ولماذا تزوجته ؟ هل أحبته ؟ لو كان الأمر كذلك , فلا شك أن الحب كان يعرف طريقه إليها بأسرع مما كان يعرف طريقه إليه ,
ومشى إلى مدخل المبنى . وبدأ يشد بقوة حبل الجرس , وسمع رجع الصدى يتردد في جنبات المبنى , كان الصوت كفيلا بإيقاظ الموتى.
وفتح الباب شاب نحيف يميل شعره إلى الحمرة ووقف ينظر إليه في ترقب وقال:
"نعم ؟"
وشعر جويل بشيء من الاضطراب وتعثر في الكلام لحظة ثم ملك نفسه وقال:
"أريد أن أتحدث إلى السيدة غيلمور"
ورد الشاب في الحال:
" راشيل! "
اجاب:
"نعم راشيل!"
وبدا أن الشاب كان يضمر له عدم الود , إذ أجابه:
"إنها مشغولة الآن , تستطيع أن تأتي فيما بعد"
وتذرع جويل بالصبر وقال:
"أرجوك أن تبلغها أن شخصا من آسرة كنغدوم يريد أن يتحدث إليها . اعتقد انك ستجدها راغبة في الحديث إلي.".
ونظر إليه الشاب بشيء من البرود واخذ يردد:
"كنغدوم , آنت احد أقارب جيمس كنغدوم ؟"
وأجاب جويل وهو يهم بالاقتراب من عتبة الباب:
"نعم , والآن , هل تبلغ رسالتي من فضلك ؟"
وهز الشاب كتفيه, واستدار ليعبر الردهة الفسيحة في مدخل المنزل , أما جويل فأسند كتفه إلى دعامة الباب . لا بد انه هانسون الذي تحدثت عن السيد هاريس , كان يبدو اصغر سنا مما كان يتوقع.
وسمع من خلفه صوتا يقول:
"هل طلبت ان تتحدث الي ؟"


الساعة الآن 03:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية