منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   7 - المليونيرة المدللة - روبرتا لي - المركز الدولي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t112039.html)

زونار 27-05-09 03:06 PM

7 - المليونيرة المدللة - روبرتا لي - المركز الدولي ( كاملة )
 
الملخص :
" انني اتلقى اوامري من أي شخص يدفع لي"
كان رد مارك رايتر حاسما .
- ... وهو هنا والدك .
لم يتح مسلكه اية فرصة للجدل , وكانت شارلوت تغلي من الغضب .
لم يكن رايتر يرغب بصقة قاطعه في ان يلعب دور المربية لفتاة صغيرة مدللة وفاسده .
اما اخر شيء كانت شارلوت تريده هو وجود مارك غير المرغوب فيه
في خلفية حياتها كي يفسد عليها بهجتها .
ولم يطفئ ذلك شرارة الانجذاب بينهما . ولكن هل كان ذلك كافيا لبناء علاقة مستمرة ؟
اذا تأملنا طرقتي حياتهما المختلفتين لبدا الامر وكانه وصفة لإعداد كارثة ...منتديات ليلاس


زونار 27-05-09 03:07 PM

الفصل الاول
ما ان علم مارك رايتر بطبيعة مهمته القادمة حتى وجد نفسه مدفوعا لأن يقدم استقالته في التو واللحظة . قال بوجه متغضن :
- لم التحق بأعمال المخابرات كي العب دور المربية لفتاه صغيرة مدلله وفاسده لأنها غنية .منتديات ليلاس


قاطعه السير الريك واطسون قائلا :
- دعك من الشعارات لو لم اكن على علم بان هذه النهمة لا تزيد عما ذكرت لما طلبت منك ان تقوم بها .
- لقد كان الاحرى بوالدها ان يقوم بالمهمة بنفسه .
كان مارك وهو يعلق بقوله السابق يعلم انه كان يفضل الامل على العقل ففي الوقت الذي لا تشكل سلامة شارلوت بوفيل اهمية كبرى للغرب كان من الواضح ضرورة ضمان حمايتها التي كانت السبب في اثارة انتباه رئيسه في الدرجة الاولى . ولكنه لم يكن قد توقع ان يطلب منه الاشراف على العملية بنفسه .
حرك السير الريك سلسلة امامه وهو يقول :
- اعتقد ان الحقائق لدينا صحيحه . بالتأكيد ان وكالة الخابرات المركزية قامت بمراقبة الجنرال فارجار لمدة شهور وقد غادر العاصمة بالفعل وانتقل الى التلال .
- ولكنهم يعرفون ما نسعى وراءه .
قال مارك بحزم :
نعم ان تليجواي مستعده الآن للثروة ولحظة وقوعها سيحاول رجال هارجر اسر الآنسة بوفيل .
- لكن والدها يرفض ان يصدق ذلك .
- هو على علم بالثورة دون شك .
هز العجوز كتفيه وقال :
- عندما تتيح استثماراتك في التعدين فرص العمل للآلاف , فقد يكون لك العذر اذا ما فكرت في ان أي مواطن لن يهتم بالاضرار بك او بعائلتك , وعلى أي حال فأن بوفيل يقول انه ظل يخمي ابنته اكثر من 23 سنة دون مساعده من وكالة حكومية ملعونه ولا يجد مبررا لتغيير الوضع .
- هناك فرق شاسع بين حماية ابنتك من المختطفين المهتمين فقط بالمال وبين الارهابيين المولعين باطلاق الرصاص .
- عليك اقناع بوفيل بذلك وفي اسرع وقت اذا وضع المتمردون ايديهم على الفتاة لكان لذلك ردود فعل غير سارة على الغرب .
كان مارك يعلم ان السير الريك على حق وان لم يزد ذلك من سعادته بالمهمة, فقد بدا له انه على مدى الاشهر القليلة القادمة سيكون ملزما بمراقبة سيدة شابه مدلله ولابد انها ستشعر بالكراهية لوجوده حولها بقدر ما يشعر هو بذلك قال :
- سألحق بأقرب رحلة طيران الى نيس واعتقد ان يوفيل ينتظرني .
- وماذا عن الامن الفرنسي ؟ وحيث ان بوفيل يعيش الآن في فرنسا اليس من المتوقع ان يدسوا انوفهم قسرا اذا لم ندعهم الى ذلك ؟
اجاب السير الريك :
- ان الرجل رعية بريطانية .
بدت الاجابة كافية وشد مارك وجهه وقال :
- يا للأسف ان حماية جميلة مدللة اقرب الى الذوق الفرنسي عن البريطاني .
اضاءت الابتسامة التي صحبت كلامه وجهه النحيل وكشفت عن اسنان قوية بيضاء .
كان طويل القامة عريض المنكبين يميل الى ما كان يشبهه عندما كان شابا قويا يدرس في جامعة اكسفورد قبل 12 عاما عما هو عليه الآن كضابط عميل بالمخابرات .
وفي الحقيقة احس العديد من اصدقائه انه عندما اصبح مرموقا في وزارة الخارجية قد اضر بوطنه عندما فضل الوظيفة على الرياضة . بين ان امرين منعاه من الاتجاه الى الرياضة .
احدهما تمتعه بقدر عال من الذكاء الحاد الذي استلزم ان يواجه تحديا عقليا مقابل التحدي البديني , وثانيهما : غرامه الشديد بالمنطق العقلي الذي كان ينظر الى الرياضة كمجرد لعبة .
وهذه الصفات من الممكن ان تحقق له النجاح فيما لو كانت مفرده , غير انها مجتمعه اضافت للرجل قوة اخلاقية كبيرة حتى ان السير الريك وظفه لديه وهو ما يزال بالجامعه . وبعد ان حصل على درجته الجامعية اختفى عن الانظار لمدة عام .
ولم يكن احد فيما عدا عائلته يعرف اين ذهب . وعندما ظهر اخيرا كان اكثر نحافة وقوة . لقد اصبح عقله وجسده اكثر صلابه وحده كانت النساء من جميع الاعمار تتصارعن من اجل جذب انتباهه . كان عمله هو كل حياته ومن اجله تجنب اية ارتباطات عاطفية .
- سأحيطك علما بكل التطورات يا سيدي , ولكني سأقوم بالدور وفقا للأحوال دون تخطيط .
ابتسم السيد الريك وقال :
- هذا ما يناسبني , فأذناك افضل من اذني منيوهن .
مرت 4 ساعات بعدها كان مارك يعبر مطار نيس الحار كأجنبي وقد القى سترته على كتفيه . كان سماء البحر الابيض المتوسط زرقاء دون غيوم والهواء دافئا وناعما على جلده مثل يد امرأة مدللة .
اخذ يراقب العديد من الرجال الذي يحملون حقائب الاوراق ويسيرون امامه وفكر كم هم بعيديون عن واقعهم .
كانت نيس شاطئ الاغنياء والمرفهين الذين كانوا يطيرون بالنفاثات كي يمتعوا انفسهم . الامر الذي جعله يفكر في شارلوت بوفيل .
ضاق فمه لك يكن من العدل الحكم عليها قبل مقابلتها , ولكن مما استنبطه لم تكن بالنسبة له تختلف عن الحسناوات فارغات العقل اللاتي كن يشتركن معها في عطور اربيج ..
طلب من سائق التاكسي ان يذهب به الى نيجرسكو وبطريقة حذره تعودها من كثرة المران اضطجع للخلف في مقعده , كما لو كان ذلك كل لذته متتبعا الحشود السائرة على الشاطئ الحجري عبر منطقة نزهة الانجليز .
اخذ بعد نصف ساعه تاكسيا اخر لاختصار رحلته حيث توجه في اتجاه الانتيب وهي من اجمل المدل على الريفيرا .
احس بالرضا عندما وجد انه غير متبوع وامر السائق ان يوصله الى الكاب وهو لسان خلف المدينة حيث تقع املاك شارل بوفيل .
كانت الاملاك تشغل اصغر جزء من اللسان وتبرز مثل الاصبع من الكتلة الكبرى للكاب . كانت الارض من 3 نواح تنتهي عند الصخرة تكاد تكون حوائطها رأسية , تنحدر لأسفل الى خط الشاطئ شديد الانحدار لا يصلح للسباحه . وبهذا يصبح الجانب المواجه للأرض فقط هو الذي يحتاج الى الحراسة . لمح مارك الحائط الذي يبلغ ارتفاعه 7 اقدام ولا شك انه مكهرب وكان يمتد لمسافة لا تقل عن ربع ميل , ويبدو مستحيل الاختراق وان كانت التجارب قد اقنعت مارك بانه لا يوجد شيء مضمون .
توقف السائق خارج بوابتين سميكتين من الحديد يحرسهما رجل تبدو عليه مظاهر القوة يقف داخل كشك محصن ضد الرصاص . اعطاه مارك اسمه خلال جهاز الانتركوم المثبت في الحائط بعدها سار التاكسي عبر ممر متعرج سقفه مغطى بخشب البلوط . وعندما ظهرت الفيلا اخيرا بدت بألوان متعدده بهيجه تبهر البصر .
كانت الحوائط باللون الكريم ومبلطه باللون الاحمر تقف وسط وهج من الانوار الذهبية تعلوها السماء الزرقاء ويحيط بها النجيل الاخضر بلون الزمرد وهناك اعمدة صدفية من الرخام تحمل باكية الباب الامامي . وكان هذا المطهر المغربي ينعكس ايضا على الاقواس التي تعلو النوافذ .وكانت النوافذ تتميز بشيش خشبي جميل مطلي بلون التركواز الناعم .
وكان بعضها مفتوحا واغلبها مغلقا , كما لو كانت تحجب الداخل عن العوين المتلصصه .
انتظر مارك حتى اختفى التاكسي عن ناظريه قبل ان يضغط جرس الباب الامامي الذي فتحه في الحال رجل يرتدي سترة بيضاء ذو ملامح شرقية لا تعبر عن شيء . ثم قال :
- ارجو ان تأتي من هذه الناحية حيث ينتظرك السيد بوفيل .
خطا مارك داخل القاعه التي كانت واسعه مستديرة .. كان كل مكان غنيا بالاعمال الفنية واللوحات التي تساوي فدية ملك وكانت تلك الاشياء هي التي استرعت انتباهه.
وبينما هو يتحرك وهو يتمتع بأعمال كوردت وغيره اخذ الكلب الابريدور ذهبي الشعر بتشمم ساقيه , صاح مارك بوصت عال وهو ينحني كير يربت على اذني الكلب .
- امسكوا الكلب ! يمكنني ان انزع لوحة كانافاه من على الحائط وان اضع مكانها واحده مزيفة وكل ما يفعله هو ان يلعق قدمي .
سمع صوتا هادئا من خلفه يقول :
حاول ان تفعل !



استدار مارك كي يواجه شارل بوفيل كان مظهره بسيطا لم يوح انه واحد من اغنى اغنياء العالم , كان نحيفا وقصيرا وقد مشط شعره الرمادي بعناية .
وكان احسن وصف له هو انه نظيف ورشيق ولم تكن بذلته السفاري البيج تتناسب ولون بشرته الشاحب بينما كانت احدى يديه المعروقتين تمسك بسيجارة غير مشتعله .
وان كان مظهره يوحي بتقدم سنه كانت عيناه شديدتي السواد تعبران عن الحزم من خلف زجاج نظارته ذات الاطار الذهبي , واصل الرجل حديثه .
- قد يبدو الكلب ساندي غير مؤذ, ولكن اذا قمت بحركة مفاجئة فسيقبض عليك بقوة تفوق قوة مصارع ياباني .
تحرك نحو عربة شاي مملوءة وقال :
- اتود تناول مشروب قبل ان نبدأ الحديث ؟
- شكرا افضل عصير فواكه من فضلك .
ملأ شارل بوفيل كوبين ثم شار الى مارك ليجلس على مقعد ذي مساند قبل ان يجلس في مقابله . فحص الشاب لمدة دقيقة ثم بدأ عليه الرضا فانحنى للخلف في راحه ظاهرة .
- لقد اطلعني السيد الريك على الحقائق واعتقد ان من العدل ان اعترف بأنني لم اخذ الامور مأخذ جد وانتم يا رجال المخابرات تميلون الى ان تجعلوا من الحبة قبة .
حاول مارك ان يكبت نفاذ صبره وهو يقول:
- ليس هناك ما يدعونا الى ذلك فلدينا من المشاكل ما هو اكثرمن الازم دون حاجه الى اختراع غيرها.
- لم اقل انكم تصطنعون وانما تعطون الامر اهتماما اكثر مما يستحق .
قرر مارك الا يكشر عن انيابه وقال :
- اذا نجح المتمردون في السيطرة على تليجواي فإنهم يعتقدون ان رجل صناعة مهما مثلك قد يقنع الغرب بأن الموارد الطبيعيه في بلادهم يجب ان تؤول الى الحكومه وليس الى الشركات الاجنبية وكبداية قد يجبرونك على تسليم كل امتيازات التعدين الخاصة بك .
- اتعني كحركة انسانية لدولة ناهضة ؟
قالها بوفيل في لهجة تهكمية .
- نعم وسيحجز الجنرال فارجار ابنتك رهينة حتى تفعل ذلك .
ظل الرجل صامتا لمدة طويلة ثم قال اخيرا :
- لقد عرضت قضيتك جيدا ياراينر ومن الافضل ان تخبرني عن الحماية الاضافية التي يجب علي اتخاذها نحو ابنتي .
- ليس هناك شيء محدد وقد يجب علينا ان ننذر رجال فارجار بأننا مستعدون لهم وان كنت افضل شخصا مدربا على هذا الوضع ليظل معها طوال الوقت .
سارع بوفيل بالتقاط الحديث :
- مثلك مثلا .
- هل لديك أي اعتراض يا سيدي ؟
- لا . دون شك ولكن ابنتي ستعترض فهي تكره دائما فكرة التابع الشخصي .
- سيتغير تفكيرها لو شرحت لها الموقف .
- ليس لدي أي نية في ان اثير قلقها بالامر .
فكر مارك انه من الواضح ان الاب قد دللها الى درجة افسادها . وتذكر انه علم من ملف بوفيل ان زوجته توفيت عندما كانت ابنته في الخامسة من عمرها . ثم قال بصوت مرتفع :
- ان الامر متروك لك يا سيدي . ولكن كيف لي ان اظل قريبا منها دون ان تعرف من انا ؟
- لقد حالفنا الحظ . اذ ان سائقها روبرتس تقاعد وكنت ابحث عمن يحل محله . ولا استطيع ان اعين احدا في خدمتها دون موافقتها . لذلك ستقوم باختبارك بنفسها , وعليك ان تعد خلفية مقنعه وان تحاول ان تخفي لكنة الطبقة العليا التي تظهر في حديثك ومظهرك .
ثم ظهرت لمعة غير متوقعه في عيني الرجل السوداوين وهو يكمل حديثه .
- من الواضح انك متعود على اصدار الاوامر اكثر من تلقيها . لذلك ستكون هذه المهمة غير سهلة عليك . وابنتي يمكن ان تكون صلبة الرأي عندما يسيطر عليها مزاجها .
ثم اقترب منه خطوة ..
- حظا موافقا سيد مارك فأنت في حاجه اليه .
اختفى الرجل واعاد مارك ملء كوبة من دورق عصير فضي ثم اخذ يتجول في الحديقة . كان النجيل ممتدا حتى حافة الصخرة حيث كان هناك سياج حديدي بارتفاع 4 اقدام يحمي الناس من المنحدر الحاد الى البحر ويطل على الصخور اسفله .
وعلى اليمين كان هناك على بعد 30 يارده من المنزل درج صخري يقود الى صخرة البحر . نزل عليها مارك كي يعرف الى اين تنتهي . وجد في النهاية شرفة مبلطه ببلاط ذهبي يحيط بحمام سباحة واسع على شكل الكلية اخقيم في احد اطرافه لوحة قفز . بينما في الجانب المقابل بنيت خميلة على الطراز اليوناني وحجرات خلع الملابس دون شك كان هناك كما ظن مارك حمام سونار وبار .
تساءل عما اذا كان شارل بوفيه يستفيد من مساحة الترفيه ذات الحجم المهول لم يعتقد ذلك لسبب لا يعلمه . فقد تكون ببساطه مجرد لعبة مكلفة وغالية تلهو بها ابنته .
عاد الى الشرفة المحيطة بالفيلا وجلس هناك ينتظر ظهور الفتاة . اخذ الكلب يتجول وينظر اليه فيما يشبه الابتسامة ثم قبع تحت اقدامه .
نظر مارك الى ساعته لقد مضى على رحيل بوفيل نصف ساعه وتساءل اين اذن ابنته ؟ هل كانت تأخذ غفوة؟ كانت الحرارة تجلب النعاس واحس مارك بالرغبة في غلق عينيه .
كان من القلائل الذين يمكنهم النوم كالقطط ثم النهوض نشيطا كما لو كان قد نام الليل بطوله . اسند ظهره الى وساده مطرزه بالازهار ثم كتم رغبته في التثاؤب. كان من الافضل له ان يظل يقظا فليس من صالح السائق ان يسقط رأسه في نوم اذا كان في انتظار اجراء مقابله له ..
سمع صوتا جريئا خلفه يقول :
- اسفة انني جعلتك تنتظرني طويلا .
قفز مارك واقفا حيث دلفت فتاه طويلة ملقوفة القوام امامه كالنسيم قدم نفسه وهو يمد يده :
- مارك رايتر .
تجاهلت الفتاة يده الممدودة واخذت تتفحصه وتقيمه بدقه ربة المنزل عندما تتفحص قطعه من اللحم ...
قالت له بلهجه ماكرة :
- لابد ان هذه الحرارة تشويك .
وجد مارك صعوبة في ان يسحب يده وقال :
- كل شيء على ما يرام يا انسة لقد تعودت عليها .
- على الاقل ارجو ان تجلس .
جلس وهو يحاول ان يظهر عدم الاهتمام .
جلست الفتاة على حرف مائدة ذات اطار حديدي واخذت تطوح احدى ساقيها الجميلتين بلطف كان قميصها التيل الابيض وسروالها متهدلين وان كانا غاليي الثمن ..
كل ما حولها كان يشي بالدلال والثراء والحياة السهلة .كانت بشرتها فاتحه وكان شعرها ذو اللون الرمادي الذهبي تحيطهما رموش طويلة معتني بها .
كانت عارية الذراعين وصدرها مشدود غير مهدل في شكل بالغ الكمال . احس مارك انها كانت تتباهى بحقيقة جمالها . تعمد ان يركز عينيه على وجهها وعندما لاحظ ذقنها الحاد ونظرتها الماباشرة استنبط انها ذات ارادة قوية مثل والدها .
- يقول ابي: ان لديك خطابات توصية ممتازة وان اخر وظيفة لك كانت مع شخص اسمه السير الريك او اخر مثله . لماذا تركته ؟
- لقد اديت عملا اضافيا كبيرا ولم انل عنه اجرا .
كان تبريره اقرب الى الحقيقة حتى ليصعب على الفتاة عدم تصديقه .فكر مارك في ان ذاك حقيقي بالفعل . وان المرء لا يعمل بالمخابرات من اجل المال . وانه اعتمد على براعته في دعم دخله . لقد استطاع بشجاعته وفصاحته ان ينقذ حياته في مناسبات كثيرة وان ييحول ميراثه الضئيل عن جديه الى ثروة كبيره مكنته من الحياة كما يرغب . لم تكن عائلة فقيرة بل على العكس من ذلك ولكنه كان يصر على شق طريقه بنفسه .. قاطعت الفتاة استرساله في افكاره .
- لن تحصل على وظيفة بأجر مضاعف هنا ايضا .
- اعرف ! ولكن والدك عرض علي مرتبا مغريا .
- انه يعتقد ان المال يشتري الولاء .
- الا تعتقدين انت ذلك .؟
-. لا ان الولاء المشترى يستمر فقط حتى يظهر عرض افضل .. اظن انك تتصور وجهة نظري تماما.
حاول مارك ان يظهر قلقه وهو يقول :
- علي ان اكسب افضل معيشة واتعشم ان توافقي على توظيفي .
- تبدو صغيرا على الوظيفة .
- انني سائق ممتاز .
نظرت اليه نظرة فاحصه .
- اتقبل هذا كأمر مضمون .. هل انت ممتاز في الرياضة ؟
- يعتمد ذلك على نوعها .
قالت بوقاحه :
- ليس رمي السهام مثلا .
قاوم مارك رغبته في صفعها !
- اسبح وألعب التنس .. اذا كان هذا ما تعنيه !
- حسنا ! اعتقد انك ستنجح يا راينر قد يكون مسليا ان يجد المرء شابا بجواره .
سارت بتؤده ناحية غرفة المعيشة ثم توقفت ونظرت من فوق كتفها وقالت:
- يقول ابسي انك حر وتستطيع البدء من باكر , اذن سأنتظرك وسيشرح لك روبرتس واجباتك والى ان يرحل ارجو ان تظل في الفناء الخلفي .
قال مارك :
- لم نتفق على مواعيد راحتي .
- سيكون ذلك وفق راحتي ولكني سأحاول ان اخطرك بمواعيدها مقدما .
- شكرا لك يا انسة .
قالها بتهكم نظرت اليه نظرة جاده وعرف عندئذ ان عليه ان يراقب زلات لسانه كانت الفتاه شديدة الحمق ولم يرغب ان يسمح لنفسه ان يثور اذا ما لعبت دور سيدة الشاشة وان ترفض وجوده بجانبها .. افلت من المأزق ببراعته وقال :
- من اين يمكنني ان احصل على الزي الرسمي ؟
- سيصحبك روبرتس الى الخياط والى ان يتم تفصيل الزي يكفي ارتداء بنطلون البحارة مع قميص ازرق فاتح .
ذهبت دون ان تضيف كلمة اخرى وتنفس مارك الصعداء . كانت شارلوت بوفيل شيطانه مدلله فاسده للغاية من الصعب التعامل معها ومع انه كان على استعداد لتلقي الاوامر الى درجة محدده الا انه لم تكن لديه نية ان يصبح بمثابة حيوان مدلل الى قدمي صاحبته بمجرد الاشارة من اصبع سيدته .

زونار 27-05-09 03:09 PM

الفصل الثاني :


استلقت ( شارلوت) على سريرها وهي تتساءل عن سبب تعاستها ..
ثم تذكرت ..سيرحل ( روبرتس ) اليوم قبل أسبوع من الموعد الذي توقعته.منتديات ليلاس


- ليس هناك ما يدعو للاحتفاظ بـ ( روبرتس ) دون عمل .
قال لها ذلك والدها في الليلة الماضية ولم تعارضة ( شارلوت )
عندما تبين لها صحة منطق والدها .
كانت تعلم منذ شهور مضت أن ( روبرتس ) على وشك التقاعد .
وإن لم تضع ذلك موضع اهتمامها .
لقد كان معها منذ سن العاشرة ولن تجد شخصاً آخر يمكن أن تحبه وتثق فيه مثله .
خاصة ، ( راينر ) رغم أنه بدا كفتا ويمكن الإعتماد عليه .
لقد كان به شيء يثير حيرتها : مظهر الثقة بالنفس المفرطة إلى حد الغرور،
وكان من القوة والثقة مما يدل تماما على أنه يكون أكثر سعادة فيما لو أصدر أوامر بدلا من تلقيها.
كان دون شك جذابا للغاية ، ولا بد أنه تعود على مطاردة النساء له .
ولن يدهشها لو اكتشفت أن أغلب غزواته الغرامية كانت لنساء مخدومية وبناتهم.
ضغطت شفتيها بقوة ، لا بد أنه يتصور عندما قدرها بنظراته دون أن يلاحظ أنها كانت تتبعه.
أنهاهي أيضاًُ فريسة سهلة المنال ، حسنا ، إنه ستلقى مفاجأة ،
ستجعله يرقص وفقا لهواها وستعامله معاملة لم يسبق أن عاملت بها ( روبرتس).
كان هذا بعداً جديداً للتسلية . منذ طفولتها تعلمت أن تحترم أي شخص يعمل لديها .
وفي الحقيقة لم يحدث أن فعلت غير ذلك . حتى الآن ، وعندما قررت ذلك كان مسلياً
أن تضع ( مارك راينر) عند حده وأن تحتفظ به عند هذا الحد .
سمعت طرقة على الباب ، ودخلت خادمتها كي تزيح الستائر ، وتعد الحمام .
كانت ( شارلوت ) تشجع عادة (ماريا ) على البقاء .
ولكنها اليوم ترغب في البقاء بمفردها مع أفكارها .
أزاحت الأغطية الحريرية الساتان الزرقاء جانباً ثم مشت الهوينا ناحية الحمام .
كان جسدها الطويل الملفوف يتحرك بحلاوة .
بينما انسدل شعرها الأحمر الذهبي على كتفيها مثل سقوط أوراق الخريف .
عندما تناولت الفرشاة أخذت تجري لها على الخصلات الحريرية .
كان لون الشعر وراثة عن أمها الأيرلندية التي كان يناسب طبعها طبع ابنتها .
كما كان يردد والدها ذلك عن طبيعتها المزدوجة ، الشكل العملي عن أجدادها
البلجيكيين ، والفتي عن أهل جزيرة الزمرد .
عقصت شعرها في عقدة أعلى رأسها ثم خطت إلى حوض البانيو
الممتلئ المصنوع من الرخام .
أخذت تشعر بالراحة في الماء المعطر ، واستغرقت في التفكير في السائق الجديد .
كانت متأكدة تماما أن والدها اختاره لأنه يستطيع أن يستخدم البندقية
ببراعة تشبة براعته في قيادة السيارة .
لقد حاول والدها طوال حياتها أن يخفي أنها تخضع لحراسة دائمة ولم تجرؤ
على إخباره أنها تعلم تماما ما يجري حولها .
وحتى الآن لم تفكر أنها تعلم أن العديد من البستانيين هم في الحقيقية رجال آمن.
تدثرت في رداء حمام من قماش البشكير وعادت إلى حجرة النوم وضغطت على زر مثبت في الحائط
فانزلقت الأبواب المصنوعة من المرايا وانفتحت لتظهر قلب دولاب
ملابس مساحته خمسة عشر قدما مربعا حيث رصت ملابس الصيف
وأدوات الزينة في نظام ممتاز .
كانت العشرات من ألبسة البحر البكيني مرتبة ونظيفة على رف واختارت أحدها دون تفكير .
كان بلون الياقوت ، الذي زاد لون خدها الكريم عمقا لم يكن يعينها اليوم كيف تبدو .
لم تكن ترة أحداً فيما عدا السائق الجديد ، وكان اهتمامها به اهتمام شخص محترف .
أحس ( مارك راينر ) بالنشاط واليسر في قميصة الأزرق الفاتح وبنطلونة الأزرق الغامق وهو
الزي الرسمي للرجال بالمنزل . كان واقفاً عند نهاية السلم المتعرج .
عندما تهادت بجمالها وعظمتها وهي تنزل السلم وقد ارتدت ثوباً قصيراً وحزاماً فضفاضاً حول وسطها
الرفيع كاشفة عن ساقيها الرائعتين .
قال بعدم اكتراث :
- صباح الخير .
- صباح الخير يا راينر .
كان تعبير وجهه مثل برودة لهجتها . قال في نفسة : إنها تود أن توقفني عند حدي .
وحاول أن يخفي ابتسامته ، استمرت في الحديث قائلة :
- سأنتاول فطوري في الشرفة وسأستدعيك عندما أحتاج إليك .
مرت بجواره ومس رداؤها ذراعه حيث لم تبذل أي جهد لتجنب الأحتكاك به .
وكانت هذه الحركة علامة على أن عليه هو أن يبتعد عن طريقها ،
فعل ذلك بسرعه واتجه إلى حجرة الخدم .
كانت الحجرة خالية ، وعبر الطرقة الضيقة إلى المطبخ المعد بفخامة .
حيته الطاهية ( إيفيت ) بحرارة لأن إتقانه للغة الفرنسية جعله عزيزا بالنسبة إليها.

وأعطته قدحا من القهوة وشريحة من ( البريوش ) عليها طبقة غزيرة من الزبد.
تمطى وجلس على كرسي ثم أخذ يقضم ( البريوش ) وهو يغمغم شاكرا ومقدرا لها ،
علمته طبيعته البحث عن الشائعات ودربته المخابرات على أن يكون
صداقات مع الخدم ،لأنهم يعلمون الكثير عما يجري في المنزل
أكثر مما يعرفه الموظفون ، ولكن الأكثر أهمية بالنسبة له حاليا
هو خوفه من أن يكون ( التليجوانيون) قد تسللوا إلى هيئة خدمة المنزل للحصول على
معلومات حول تحركات ( شارلوت ) وأخذ يحاول أن يقدر مدى شعور كل موظف نحوها أجابت ( إيفيت )
عن تساؤلة الماهر :
- لا شك أن الأنسة ( شارلوت ) مدللة فاسدة ، ولكن لها قلب من ذهب ، عندما ألمتني مفاصلي ،
لأنني أعاني من التهاب مفاصل ، كانت تظهر دائماً في حجرتي للدردشة معي .
- كم مضى عليك منذ تعرفت ؟
- منذ كانت في الخامسة من عمرها سنة وفاة أمها .
وكانت طفلة سعيدة للغاية ، حتى تلك السن كانت السيدة ( بوفيل )
تعتني بابنتها نفسها . وكما تعلم ! لقد انتظر والدها طويلاً
حتى رزقا بالطفلة الغالية .
علق ( مارك) بقلق حتى يجعل الحديث مستمرا ، لا عجب إذن في كون الفتاة مدللة.
- لقد أصبحت فقط صلبة الرأس قوية الإرادة عندما تولت الممرضات و المربيات
تربيتها ، كانت سلطاتهن تتحدى سلطاتها ولكنها كانت دائما تنتصر .
استمرت ( إيفيت ) في الحديث وأخذ ( مارك) يختزن كل شيء
على أمل ألا يأتي يوم يمارس فيه سلطتة على الوريثة الشابة .
وإذا ما فعل فلابد أن تشتعل المعركة حامية بينهما .
أخذت (شارلوت) تلقي نظرة على الصحيفة أثناء تناولها الطعام .
ولاحظت الأنباء التافهة المنسوبة إليها كانوا يصفونها بالمرأة الخارقة التي تمكنت من
الحضور إلي العديد من الأماكن في وقت واحد ، أو أن يحيط بها كل هذه الأعداد من حرس الشرف
والتابعين ، بينما لم يذكر أي شيء عن لقاءاتهما الغرامية مع ( باري دافينيورت)
الوريث لمصانع ( دافينيورت) .
توقف والدها بجانب مقعدها ووضع كفه الحانية على خدها وقال :
- هل ستخرجين أم ستمضين اليوم هنا؟
- هنا ، قد يحضر ( باري ) فيما بعد وسيحضر بعض الشلة لتناول المشروبات .
- تمتعي بيوم سعيد إذن يا حبة العين . لدي اجتماع في روما وسأمضي اللليل هناك.
قبل رأسها ثم سار فجأة للخارج .
تناولت ( شارلوت ) القصة التي كانت تطالعها وحقيبة يد من جلد ذهبية .
يوافق لونها لون صندلها ثم اتجهت ناحية البحيرة كانت الحرارة قد اشتدت
بالفعل وجلست أسفل مظلة ثم خلعت ثوبها وفتحت الكتاب .
كانت رواية من الروايات التي حققت أعلى مبيعات ، ولكنها وجدت بعد
قراءة عدة صفحات أن القصة مكررة ، فألقتها جانبا ، ثم انقلبت على بطنها وضبطت وضعها كي تكون أكثر راحة.
- طلب مني والدك أن أنضم إليك ، رفعت ( شارلوت) رأسها ونظرت فرأت ( مارك راينر ) أمامها فقالت له بحدة .
- لقد أخفتني ..لم أرك وأنت قادم.
ولكنها أصبحت تراه الآن وكان يستحق فعلا أن ينظر إليه.
كان يرتدي مايوها لونه أسود ويلتصق بجلده ، كما لو كان طبقة أخرى من جلده يجذب الأنتباه
إلى عضلات ساقية القويتين . كان عريض الكتفين قويهما وقد اكتسى صدره
بالشعر الذي كانت قد لمحته فيما سبق من خلال قميصة .
كان شعره غزيرا حريريا بينما يلمع جلده البرونزي دون استخدام زيت .
أعتذر قائلاً :
- لم أكن أقصد أن أخيفك.
- لم أخف .. لقد كدت أتضايق . لن يستطيع أحد أن يسبب لي أدنى خوف .
واستمرت :
- أتعرف أن فواتير طعام كلاب الحراسة الأسبوعية يمكن أن تطعم عائلة متوسطة لمدة شهر ؟
قال ( مارك) دون أن تبدو أية نغمة في صوته ، أنني متأكد من أن والدك يحسب
النفقات جيدا .منتديات ليلاس


- لست غبية ، ولكني متأكدة من أنه لا حاجة لنا لوجود بندقية خلف كل شجرة.
أو إلى حارس يتخفى في صورة سائق ، لن تستطيع أن تخدعني يا ( راينر)
فالسائقون الحقيقيون لا يلبسون حمالة مسدس تحت قمصانهم .
لو أنها أملت أن تؤثر عليه بقوة استنتاجاتها لخاب ظنها إذ إنه كاد يبدو
مسرورا سألته:
- هل أنت قوم دوما بهذا النوع من العمل ؟ هز رأسه بينما سقطت على وجهه
خلصة من الشعر الحريري ، أعادها للخلف بيد قوية ثابتة وقال :
- إن أحسن وصف لي هو أنني صاحب سبع صنائع.
- وسيدها كلها أيضاً وأعتقد أن والدي استأجرك لهذا .
قالت هذا معلقة بفضاضة .
- أعتقد أنه تأثر بخطابات التوصية يا آنسة ! غمغمت ( شارلوت )
متجاهلة ملحوظته :
- إنني على استعداد لدفع أي ثمن في سبيل أن أعيش حياة طبيعية .
إنه لمن الأمور التي تسبب الأكتئاب أن يعزل المرء عن العالم الحقيقي .
وإلا يصبح حرا في الذهاب كيفما يريد .
وأن أرى من أختارهم . وحتى عندما أكون بالكلية لا يسمح لي أن أعيش
داخل المدينة الجامعية ، لأن والدي يعتقد أنها غير آمنة.
- ماذا تدرسين؟
- الفنون الجميلة .
- دراسة مناسبة للغاية إذا ما وضعنا في الأعتبار أن والدك من هواة
جمع التحف ، هل تشترين التحف له؟
قطبت جبينها وأجابت :
- لا ! عندما يستطيع هو ذلك . وذوقانا مختلفان تماما .فهو يبحث عن لوحات
الفنانين القدامى .
لفت حلقة من شعرها الذهبي حول إصبعها وكانت هذه الحركة مع الأساور
الذهبية حول معصمها تشكل حركة حسية غير مقصودة ، وأضافت :
- إن هوايتي هي اكتشاف المواهب الجديدة وتمويلها .
قال ( راينر )
- هواية رائعة .
- يظن والدي أن علي أن أقوم بعمل أكثر فاعلية خاصة في مجال الأعمال .
ولكني لم أظهر أي حماس له .
- من يتولى عنه أعماله ؟
- لديه عشرات المديرين .
- ولكن كما قال ( هاري ترومان) من سيستمر من بعده ؟
- أعتقد أنه الرجل الذي سأتزوجه . هو متأكد من أنه سيكون مليونيرا
من نوعه ولم يقاوم فرصة أن يصبح مليارديرا عن طريقي .
ابتسمت ابتسامة واسعة وأضافت :
- وهذا يعني أنني سأبدل شخصاً بأخر من نفس النوع.
- على الأقل الطيور على أشكالها تقع .
قاطعتة بحدة :
- لا أجد الأمر مسليا ، ولست أدري لماذا أقول لك كل هذا ؟
- إنني أقدر ثقتك في يا آنسة ( بوفيل ) وأنا أشفق عليك .
سألته في الحال :
- هل تشفق علي للدرجة التي تسمح لي ببعض الحرية ؟
- أخشى ألا يكون الأمر مرجعه إليك.
- إنني قادرة على العناية بنفسي . إنني أجيد لعبة الجودو .
وحاصلة على الحزام الأسود و أستطيع أن أطلق النار مثل أي رجل هنا فيما عداك .
دون شك .
قالت هذا بطريقة ساخرة وأضافت :
- لا بد أن ننظم مبارة وأن نراهن على النتيجة . اتخذت وضع الجلوس
والتحدي وقالت : هل أنت متحد يا ( راينر ) ؟
- إنني أتمتع بهذا المديح وأفضل أن أرفع من حماسك ، فأنا مقامر سعيد الحظ.
- إذن قد ألعب في الجانب الآمن وأراهن عليك.
أطلق ضحكة فجائية عفوية وأحبت صوت ضحكتة ، وأحبت ما صنعته تلك الضحكة بوجهه ،
حيث أبعدت عنه مظهر الحارس واتسع فمه وأصبح أكثر جمالاً .
حتى عينيه تغيرتا عند الأركان ، وتحول الشعر الرمادي الداكن الصلب ِإلى فضي .
التقطت أنفاسها بصعوبة . ماذا يهمها ؟ شكله هو ليس حبيبها . قالت
بسرعة :
- سأقوم بالسباحة ، أرجوك أذهب للمنزل وأحضر لي ( بيكيني آخر) لأنني لا أريد
أن أظل في ( مايوه) مبلل.
- أفضل ألا أتركك ، سأتصل بالهاتف وأطلب من خادمتك إحضار
المايوه هنا .
كانت (شارلوت) قد وصلت إلى حافة حوض السباحة فاستدارت لمواجهته وقالت
- هل ترفض تنفيذ ما أطلبه ؟
- لا دون شك ولكن ..
- إذن أفعل ما أمرتك ، ستجد المايوهات في دولاب مدخل حجرتي .
لم تنتظر رده وغطست في الماء وعندما صعدت ثانية كان قد غادر المكان .
عندما توجه ( مارك) للفيلا أخذت عيناه تفحصان النجيل . أخذ يراجع نقط
الحراسة بنفسة ولم يترك واحدة ، كانت جيدة الإخفاء ، والحراس رجال
ذوو كفاءة عالية ومع ذلك ظل عصبيا كقط ، كان هذا النوع من العمل بعيداً
عن التمرين ، الأمر الذي كان يزيد من عصبيته ، هذه المهمة
كان من الواجب أن توكل إلى شخص أخر من أفراد الأمن .
قبل ذهابة إلى حجرة (شارلوت ) توقف لحظة للاتصال بالسير ( إلريك) الذي
جاء صوته مقتضباً .
- ( مارك) ! سعيد بسماع صوتك ، لقد تلقينا الآن خبراً بأن المتمردين
قد سيطروا على ( تليجواي)
- إذن سأظل هنا لمدة طويلة ؟
مالم يوافق (بوفيل) على أن تضع ابنته في منزل محصن لعدة شهور
قادمة انس الأمر يا سيدي ، وحتى لو وافق والدها فهي لن توافق .
إذن الأمر كذلك !
أخشى ذلك ، إنها تريد أن تعتبر فتاة عادية .
أعتقد ذلك بحق السماء .
أنا كذلك ، لو استمر الحال كما فعلت هذا الصباح فستحتاج إلى من يحميها مني .
سمع سلية من الضحكات العالية .
هذا حسن كي تتمرن على السيطرة على نفسك يا بني !
لأنك لم تتمرن على ذلك كفاية عندما يتعلق الأمر بالنساء .
ليس هذا بالضبط ما أعنيه .

أجاب السير ( إليرك )
أوه ، إذن أنا لست على الخط معك .
إنك محظوظ .
قالها ( مارك ) وتنهد ثم وضع السماعة .
انتظرت (شارلوت) عودة ( مارك) بنفاد صبر ، كانت قد خلعت البكيني المبلل .
وعلقت القطعتين الحريريتين كي تجفا على قطعة خشب محصصة لراحة القدم
ولفت جسدها في روب من البشكير وردي اللون يكشف من جسدها
أكثر مما يخفي ، بينما عقصت شعرها الذهبي الطويل فوق رأسها .
كانت تحس بأنها مرغوبة إلى أقصى الحدود .
بدا أن (راينر) غير مدرك لتلك الحقيقة ، فوقف أمامها ثابتاً كالتمثال ،
لم يرمش له رمش ولم يظهر أي رد فعل لجسدها شبة العاري أمسك البكيني
ومده إليها قائلاً :
البكيني الخاص بك يا آنسة !

غمغمت :
- إنك لم تبذل أي جهد للإسراع .
- لقد قادتني إحدى الخادمات إلى غرفتي وطلبت مني مراجعة أي شيء مفقود
أو ناقص بحجرتي .
- هل فعلت ذلك ؟
- نعم ، شكراً يا آنسة ، إن والدك رجل لديه تقدير وذوق .
صاحت :
- أنا أكثر تقديراً وذوقاً ! إن والدي يترك إدارة المنزل لي .
- إذن لقد أديت عملاً رائعاً يا آنسة .
كانت لهجته متواضعه ، وإن كانت تعبيراته قد دعتها لأن تشك
أنه لا يعني أن يكون متواضعاً ، سقطت عيناها على قطعتي الحرير
المنقط في يديها بينما كسى وجهها بغيوم الغضب .
- إنهما ليسا من نفس النوع لقد أحضرت العليا لمايوه والقطعة السفلى لمايوه آخر .
- أسف يا آنسة ! لم أكتشف هذا لأنني مصاب بعمى الألوان .
لم تكن ( شارلوت) متأكدة هل تصدقه ؟ ولكن لم يكن أمامها الأختيار
في هذه اللحظة .
قد تكتشف الحقيقية مصادفة ، وبحق السماء عليه أن يسأل الله الرحمة
لو اكتشفت أنه كاذب ، سألته بصوت مرتفع :
- لماذا لم تقل هذا ؟
- لم تتحي لي الفرصة ، لقد أصررت ، وفعلت ما أمرت به .
كان على حق وكانت تعلم ذلك ولكنها لم تكن تعتزم الأعتذار له .
- حسنا ، يمكنك العودة وأن تطلب من ( ماريا) أن تعطيك الزي الصحيح .
انسحب بهدوء ولسبب ما أحست (شارلوت) أنها لم تحرز أي فوز عليه
بل إنها تعلمت درساً من أستاذ في فن التكتيك .

زونار 27-05-09 03:12 PM

الفصل الثالث :

تناولت ( شارلوت) طعام الغداء بجوار حوض السباحة بينما أخذ ( مارك راينر )
يأكل خبزاً فرنسيا وجبنا بجوار مجموعة من الأشجار .
لم تكن لديه الرغبة في الذهاب إلى حجرة طعام الخدم وأن يترك مهمته بمفردها .
كان يراقبها بدهشة وهي تلتهم شمام شارينتيا وسلاطة المحار
وطبقا كبيراً من التوت الطازج والكريمة .
- إنه لإمر لطيف مشاهدة امرأة لا تتعارك مع طعامها .
كان هذا تعليقه عندما انضم إليها بعد قليل ، ثم سيطر على نفسه
عندما تبين له إن هذا التعليق لا يجوز أن يصدر من خادم إلى مخدومته .
لك يبد عليها الأهتمام ، ومع ذلك فقد اتسعت عيناها الرماديتان من السرور .
- وماذا عنك يا ( راينر) ؟ هل تعد السعرات الحرارية ؟
- إطلاقاً .
- عندئذ ستحبك ( إيفيت) وستملأ طبقك عالياً .
- علي أن أقوم بالعديد من التمرينات .
اقترحت ( شارلوت) :
- يمكنك السباحة الآن إذا رغبت وإذا كنت لا تخشى ترك موقعك
ستجد العديد من ألبسة السباحة في كشك حمام السباحة وبذلك لن تضطر
إلى ارتداء لباس مبلل بعد ذلك .
- لقد تركت مايوها احتياطياً في دولاب الملابس .
عندما لاحظ ارتفاع حاجبيها دهشة أسرع بالقول :
- لقد خططت لأخذ حمام سباحة في آخر الليل .
أشارت إليه للإنصرف ، وحاول أن يبدو ممتنا وذهب يبحث عن منشفه .
عندما عاد إلى حوض السباحة كانت الفتاة ممددة فوق مرتبتها وقد
أغمضت عينيها ، أخذ يدرسها ببطء ، لم يجد أي خطأ في تكوين جسدها الجميل .
كانت طويلة القامة ملفوفة القوام كالظبي بكل ماله من استدارات سليمة
وصدر جميل ، قال في نفسه ( آه ، لو قابلتها في الظروف العادية ..)
صعدت نظراته إلى شعرها الذي كان يبرق كالنار ، وكان يختلف تماما عن شعر ( ليزا) الفاحم
الثائر ، تلك الفتاة التي شاركته إجازته الأخير في ( برمودا ) والتي لا تزال تطارده .
أخذ يتهادى على البلاط الرخامي ووقف على بعد ياردة من سيدته .
مرت لحظة ثم أخرى كان يعلم أنها نائمة ، كانت هزات رموش عينيها
تدله على ذلك ، أشتاق أن يلتقطعها ويهزها أو يلكمها بلطف في المكان
الذي يؤلمها أكثر .
لا يزال الأثنان يلعبان نفس اللعبة ، ظل في مكانه دون حراك .
ارتفعت الكتفان المستديرتان بعد مدة بينما رمشت العينان الرماديتنا الذهبيتان
ضد أشعة الشمس ، أحس ( مارك) بأنه تحت الفحص من قمة رأسة حتى أخمس قدمية .
لقد فهم هو أيضاً لاشك في ذلك ، اعتقد أيضاً أن (شارلوت)
هي الأخرى تمتحنه وكانت تنتظر لترى هل يمكنها أن تثيره أم تحرجه بجسدها شبة العاري .
ولكن أي أمل لها لا بد أن يفشل ، لأنه كان جيد التدريب على كبت مشاعره ،
صعد غير مكترث إلى لوحة القفز ، لقد سألته عما إذا كان سباحاً
ماهراً ، فليرها الآن عرضاً جيداً .
صعد بثبات إلى أبعد مكان واتخذ وضعه عند نهاية اللوح وهو يحس
باهتزازه تحته ، أشتدت عضلات بطنه عندما رفع ذراعيه ، وخفض رأسه ثم قفز .
كانت قفزة رائعه وغطس في الماء كالسكين .
لمست كفاه قاع الحوض وانزلق ببطء صاعدا من الحوض بحركة رشيقة
وجلس على حافته وهو علم بأن ( شارلوت) تراقبه .
انتظر حتى تبدأ هي الكلام وكان يشعر بالتوتر ولكنها استدارت في صمت
وتمددت على معدتها يالها من شيطانة قاسية !
أراح نفسه في هدوء على مسافة قريبة منها ثم استرخى على ظهرة ،
تحول توتره إلى سرور ، إذا كانت تتوقع أن يظهر عليه الضيق فعليها
أن تنتظر ذلك طويلاً ، أحس بها تنهض قبل أن يسمع حركتها ، كانت قدماها تحدثان صوتاً
يكاد يكون غير مسموع عندما مرت به .
لم تمتدح ( شارلوت) عن عمد قفزة الغطس التي قام بها ( مارك)
وقررت أنه مغرور أكثر من اللازم ، وعندما صعدت سلم القفز كانت على
علم بأنه يراقبها .


كانت على ثقة من أن أي شيء يستطيع القيام به يمكنها هي أيضاً
أداؤه على قدم المساواة لم تتدرب إذن لبطولة الأولمبياد للاشيء.
أدت قفزة عكسية وغطست بصدرها في الماء ، صاح:
- ممتازة يا آنسة ! لم أشاهد أحسن من هذا فعلا قفزة من الدرجةالأولى .
كانت تعلم في الحال أن تشجيعه الذي كرره مرتين قصد به أن يريها مدى نقص
تربيتها عندما شاهدت قفزته ، أحمر وجهها بغضب كيف يجرؤ على محاولة
وضعها عند حدها !
عندما عادت إلى مرتبتها وجدت أنه من المستحيل أن تشعر بالراحة .
وضايقها أن ( راينر) لم يشعر مثلها بأية صعوبة إذ بعد دقيقة أخذ نفسه المنتظم
ينم عن استغراقة في النوم.
أسقطت نفسها بحذر وأسندت رأسها على كوعها وأخذت تراقبة .
كان ممددا وقد سقط شعره الطويل على جبهته وكان يلمع كالأنوار
في الليل .
وأخذت خطوط شعره تمتد على جانبي أنفه الرفيع الطويل حتى فمه
بينما كان حاجباه الواسعان ناعمين .
وحتى في راحته بدا رجلا يمكن الأعتماد عليه رجلا قادراً تماما على العناية
بنفسه وبها ولماذا بحق السماء لا يكون كذلك ؟
لماذا يكون نائما في الوقت الذي عليه أن يكون منتبها ؟
وحتى عندما فكرت في هذا فتح عينيه على اتساعهما وكانتا لا معتين
كعيني الطائر . قفزت بسرعة واقفه سألته :
- أتود أن تغامر بمباراة تنس ؟
- أليس الجو شديد الحرارة ؟
- ليس بالنسبة لي .
هز كتفيه في إذعان ثم نهض .
- ليس معي المضرب المناسب يا آنسة .
- ستجد ما تحتاج إليه في غرفة تغيير الملابس الموجودة بعد الملعب .
قالت ذلك وهي تتجه نحوها .
عندما ظهر كان وسيما في الشورت الأبيض والسترة التي تحمل العلامة ( ysl)
كانت هي قد غيرت ملابسها بملابس صيفية ذات طيات .
ذهبت في صمت نحو الجانب البعيد من الملعب دون أن تنتظر إجراء
القرعة حسب الأصول .
قررت في نفسها أن يواجه هو الشمس . إن لديه بالفعل فكرة مسبقة
عن عدم مراعاتها للذوق فلماذا إذن تشغل نفسها بعدم إزعاجة ؟
ضربت الكرة نحوه ، ثم تبادلا الضربات لمدة دقيقتين . صاحت بنفاد صبر :
- دعنا نبدأ ، إنه من المضجر تبادل الكرة إلى الأمام وإلى الخلف سأجري القرعة لمن عليه
لعبة البداية .
- هل أنت متأكدة أنك تهتمين بإجرائها ؟
كانت تعبيره باردا ولكنها لم تخدع بذلك فابتلعت أحزانها وأرجحت
المضرب قائلة :
- الناعم أم الخشن ؟
- الخشن .
- الدور عليك .
قالت ذلك بطريقة الطفل الثائر لخسارته وغير القادر على كبت انفعاله .
صدت كرة منخفضة فاصطدمت الكرة بالشكبة كانت لعبة ممتازة من الصعب
عليها ردها ، إذن لقد عقد العزم على أن يلعب بكل قواه .
إذا كانت رمية البداية عنده من الصعب صدها فإن لديها الكثير
للفوز بالمبارة .
فاز بدور الأفتتاح بمجموعة 6\1 وفي منتصف الدور الثاني بدأت في الأنحدار
وإن لم تكن لديها نية التسليم .
أحمر وجهها وتطاير شعرها الأحمر الذهبي في ضوء الشمس الساطع .
وأخذت تندفع نحو كل كرة وأخذت خيوط العرق تسيل على وجهها وبين يديها .
ألقت نظرة سريعة على ( راينر ) قالت في نفسها :
السائق ؟ كان دوما في المكان المناسب ينزلق ناحية الشبكة ويرفع الكرة
إلى زوايا من الصعب صدها ومع ذلك كان يبدو في برودة ثمرة الخيار.
اعترفت ممتعضة بقوة لعبه وبالجاذبيه الجسدية التي يتمتع بها .
ومع ذلك تملكها العناد الذي يصيب الشخص الذي يكره الخسارة .
أعطت اللعبة كل قوتها كانت معركة ميئوساً منها .
لقد هزم إرادتها بالفعل . قال وهما يغادران الملعب :
- لقد أديت معركو ممتازة .
- لقد كنت تلعب لعباً نظيفاً حقاً .
سألها عمن علمها اللعب وقطب حاجبيه عندما أخبرته بأسم أحد أبطال ( ويمبلدون)
- لا بد أن أعرفه .
- إن والدي يؤمن بألافضل .
لم يقل السائق أي شيء .
- هل تتكلم فقط عندما يوجه إليك الحديث يا راينر ؟
- هذا أول أيام عملي يا آنسة ، وأنا أتحسس طريقي .
- هل يعني هذا أنك ستكون أكثر حديثاً في المستقبل .
- إذا كانت هذه رغبتك يا آنسة .
- الآن ، أود أن تكف عن مناداتي يا آنسة في نهاية كل جملة ،
إن أدب الخدم لايناسبك .
- حقاً يا آنسة ؟ أسف لقد نسيت .
- أعتقد أنك لست آسفاً بالمرة .
منتديات ليلاس


ثم أضافت (شارلوت) :
- أعتقد أنك تمثل تمثيلية ، وهو أول شيء لاحظته عليك . إن الدور لا يناسبك.
- إذا لم يكن في الأمر وقاحة أنا ..
- ليست وقاحة يا ( راينر) ، لن أتحمل هذا ولكن هناك أمراً ما يمسك..
اختفت في إحدى حجرات تغيير الملايس وأشارت إليه أن يفعل مثلها .
ظهر ( مارك) أولاً وكان من الواضح أنه عندما ستظهر (شارلوت)
لن تستأنف هجومها عليه كان على حق لأنها عندما لحقت به سألته عن سنه.
- أبلغ الثانية والثلاثين من عمري .
- أين ولدت ؟ ..لم يطلعني أبي على مؤهلاتك وقال إنه أعادها إليك.
- لقد أتيت من مقاطعة (أكسفوردشير)
- من منطقة السماسرة ؟
- تقريباً من منطقة الرهونات .
سألته :
- ماذا يعمل والدك؟
- لقد تقاعد عن العمل ، ولكنه كان يعمل بالجيش النظامي .
قصد ( مارك) بذلك أن تفهم أن والده كان ذا رتبة متواضعة .
وليس جنرالا كما هو الواقع .
- ووالدتك؟
- إنها تخيط الملابس .
لم تكن هذه كذبة حيث إنها عرضت في العام الماضي سجادة
رائعه قامت بصناعتها .
- هل لديك أشقاء وشقيقات ؟
- أخت وأخ ، يدير أخي أملاكاً صغيرة .
وكان هذا أيضاً حقيقياً إذا ما قورن بالآف الهكتارات
التي يمكتلكها زوج شقيقته .
- وأختك ؟
- أنها متزوجه وتسكن على بعد أميال من الحضارة ، فكر ( مارك)
في شقيقته (أليسون) التي تعيش في قلعة اسكتلندية محاطة بالكلاب والأطفال
وزوج محب .
- دعنا نعود إليك .
جلست ( شارلوت ) على طرف الحمام وأخذت تؤرجح ساقيها في الماء اللامع .
قالت :
- أين تعلمت أن أصطحب أصحاب العمل السابقين في الخارج وكثيراً ما كنا نحضر هنا .
- فهمت ، لقد ظننت أنك ربما تكون قد ألتحقت بالجامعة .
- آه ، لا يا آنسة ، لست ميالاً للدراسة .
- لا تنزل من قدرك يا ( راينر ) إنك تدهشني بذكائك المبهر كما أنك تتحدث
جيداً من حيث المحتوى واللهجة .
فكر أنه ليس الوحيد الذكي وأن أية هفوة يمكن أن تكتشف سره ،
قال بصوت عال :
- إنني مقلد جيد ، والعمل مع الناس الأذكياء علمني الكثير .
- ألا تحس بالسخط لكونك تحت أمر شخص أخر.
- القليل جداً منا هو الحر ، وعلى أية حال فإنني أتمته بالحياة في معيشة
فاخرة وأقود سيارات فارهة وأسافر حول العالم بالدرجة الأولى وأتلقى أيضاً ثمن هذا .
سألته بقحة :
- ألم تفكر في أن تصبح زير نساء إنها المهنة المثالية للشخص
حسن المظهر الذي لا يغامر بالعمل الشاق ،وقد ينتهي بك الأمر بأن
تعرض عليك الزواج إحداهن .
- لا يمكن أن أذبح حريتي مقابل المزيد من المال .
- هل تتنازل عنها مقابل الحب ؟
- لا ليس ممكنا ، طالما أمكنني الحصول عليه دون أن أسلم نفسي .
- إذن ستظل عزباً لسنوات طويلة .
قالت ذلك ثم أنزلقت في الماء وقالت :
- هيا تعال ! وأطفئ حرارة جسدك ، بدأ سباقاً وسمح لها بمسافة عادلة أمامه
قبل أن يلحقها ثم يتجاوزها .
ابتسم عندما وصلت إلى الجانب الأخر من الحمام ثم رفعت نفسها إلى الحافة بجانبة .
- لا تقلقي ..ستهزمين أية امرأة على شاكلتك ، سرت ( شارلوت )
عند سماعها المجاملة ، ثم فجأة تضايقت من نفسها لتأثرها بما يقول .
- هل هناك رياضة لا تتقنها يا ( راينر ) ؟
- كرة الشبكة .
لم تمسك نفسها عن الضحك وقالت :
- أعتقد أنك وضعتني في مكاني بما يكفي اليوم ويمكنك أن ترتاح بقية
اليوم ولن أحتاج إليك حتى الغد .
- هل ستظلين هنا في المساء إذن ؟
- وحتى إذا لم أكن كذلك ، فلن أخرج بمفردي .
- لقد قال والدك : إنه يجب علي أن أصحبك في كل الأوقات .
- أنت سائقي وستتلقى الأوامر مني .
قالت ذلك وقد بدا عليها الضيق .
رد عليها ( راينر) :
إنني أتلقى الأوامر ممن يدفع لي أجري وهو أبوك .
لم يتح مسلك ( راينر ) أية فرصة للجدل رغم أنها كانت تغلي من الغضب .
فكرت أنه من الأكرم لها أن تسلم . وعندما تقابل والدها يمكنها أن تعبر عن شعورها بوضوح
وقد تستطيع أن تطرد هذا المغرور ، وقالت :
- في الحقيقية إنني لن أخرج وسيحضر إلي بعض الناس لذا فأنت حر أن تفعل ما تريد
ولكن إذا كانت لديك نية الوجود بالقرب مني فعليك أن تظل في الفناء الخلفي ولا تطارد الفتيات صديقاتي .
أحست بالسعادة وهي ترى اللون يهرب من وجهه ، ومع ذلك سحبت إجابته اللون من وجهها .
لن أحلم بهذا يا آنسة ( بوفيل) أكثر من حلمي بمطاردتك أنت ،
إنني أعرف مركزي .
- أتعرف ذلك .. ليس هذا ما يبدو عليك دائما .
- إنني آسف عندما أضطر أحياناً للحديث بصراحة ، ولكني أؤكد لك
أنه إذا كان الامر يتعلق بالنساء فالأفضل أن أنضم إلى بني جنسي .
لم تصدقه (شارلت) ، كان يدهشها كرجل يستطيع الحصول على ملذاته أينما
وجدها وكيفما ناسبته ، ومع ذلك فإنه وقت الأزمة يصبح جريئاً وذكياً
وبارداً كالثلج ، ولهذا تماما أقترح والدها عليها أن توظفه .
- ما النوع الخاص بك ؟
لم تقاوم نفسها من توجيه ذلك السؤال فأجاب :
- النوع المثير العزب وأفضل النوع الصامت .
- لقد نسيت النوع الجميل أم أنه غير مهم ؟
- لا تحظى الجميلات بالأفضلية عندي ، فالجميلات من الصعب مطاردتهن .
وأنا شخصياً أعتبر مطاردتهن أمراً مملاً .
- أعتقد أن المطاردة هب كل شيء .
- قد يكون ذلك بسبب أنك لم تقعي في المصيدة بعد .
سرت موجه حارة لونت وجهها ،ليس هناك ما يمكنها وقفه به .
وعرفت أن ( راينر) يعرف ذلك أيضاً لأن بريقا باهتا سرى في عينيه .
أعتذر لها قائلاً :
- لم أقصد أن أجرحك .
أنكرت ذلك .
- لقد تغير لوني بسسب أنني غاضبة ،رأت من أرتفاع أحد حاجبيه أنه
في إنتظار أن توضح له ، ولكنها استطاعت الإفلات ببراعة .
- قد أنسى أنك السائق الخاص بي صدفة يا ( راينر ) ولكن عليك أنت ألا تنسى ذلك .
عادت ثانية إلى مقعد الشاطئ الخاص بها واستلقت عليه ثم فتحت الكتاب .
عندما رفعت رأسها و ألقت نظرة وجدت جسده الطويل ، عريض الكتفين ، يبتعد في إتجاه الفيلا .
مرت بلسانها على شفتيها ، كان لـ ( راينر) كل الصفات التي تدير رأس أية فتاة حتى
ولو كانت في مستواها الإجتماعي ، نظراته وسحره وسلوكة الشيطاني
الذي يجعل المرء يشتاق أن يوجه له لكمة أو لكمتين ومع ذلك
فإن تأمل أي نوع من الأرتباط العاطفي معه هو أمر يثير السخرية وإذا ما أخذنا في الإعتبار
الأختلاف في الوضع الإجتماعي لابد أن ينتهي الأمر بكارثة .
طردت أي تفكير معقول في الأمر : لماذا تفكر فيه بطريقة سخيفة ؟
منذ ساعات قليلة مضت ، أقسمت على أن تجعله يمشي على أطراف أصابعه
وفقا لأوامرها ويرقص على ألحانها ، وها هي ذي الآن تفكر فيه كعشيق .
- كيف تتحدث عن مجنون ، على الرغم من جاذبيته فهو رجل لم يستخدم ذكاءه
مفضلاً أن يعمل في عمل أجرة زهيد نسبياً .
إذن لماذا هي منجذبه نحوه ؟ كانت دوما تعجب بالرجال الناجحين ومن هذه الناحية يحصل ( راينر)
على درجة الصفر .
تنهدت ! من المستحيل أن نفكر في العواطف بطريقة معقولة ، ولكن الأمر هنا مثل الإصابة بالحصبة ما
إن يصاب بها المرء حتى يظل يعانيها حتى يشفى تماما .

jello 30-05-09 11:03 PM

القصه روعه يعطيكي العافيه في أنتظار بقية القصه


الساعة الآن 03:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية