كاتب الموضوع :
زونار
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الاول
ما ان علم مارك رايتر بطبيعة مهمته القادمة حتى وجد نفسه مدفوعا لأن يقدم استقالته في التو واللحظة . قال بوجه متغضن :
- لم التحق بأعمال المخابرات كي العب دور المربية لفتاه صغيرة مدلله وفاسده لأنها غنية .منتديات ليلاس
قاطعه السير الريك واطسون قائلا :
- دعك من الشعارات لو لم اكن على علم بان هذه النهمة لا تزيد عما ذكرت لما طلبت منك ان تقوم بها .
- لقد كان الاحرى بوالدها ان يقوم بالمهمة بنفسه .
كان مارك وهو يعلق بقوله السابق يعلم انه كان يفضل الامل على العقل ففي الوقت الذي لا تشكل سلامة شارلوت بوفيل اهمية كبرى للغرب كان من الواضح ضرورة ضمان حمايتها التي كانت السبب في اثارة انتباه رئيسه في الدرجة الاولى . ولكنه لم يكن قد توقع ان يطلب منه الاشراف على العملية بنفسه .
حرك السير الريك سلسلة امامه وهو يقول :
- اعتقد ان الحقائق لدينا صحيحه . بالتأكيد ان وكالة الخابرات المركزية قامت بمراقبة الجنرال فارجار لمدة شهور وقد غادر العاصمة بالفعل وانتقل الى التلال .
- ولكنهم يعرفون ما نسعى وراءه .
قال مارك بحزم :
نعم ان تليجواي مستعده الآن للثروة ولحظة وقوعها سيحاول رجال هارجر اسر الآنسة بوفيل .
- لكن والدها يرفض ان يصدق ذلك .
- هو على علم بالثورة دون شك .
هز العجوز كتفيه وقال :
- عندما تتيح استثماراتك في التعدين فرص العمل للآلاف , فقد يكون لك العذر اذا ما فكرت في ان أي مواطن لن يهتم بالاضرار بك او بعائلتك , وعلى أي حال فأن بوفيل يقول انه ظل يخمي ابنته اكثر من 23 سنة دون مساعده من وكالة حكومية ملعونه ولا يجد مبررا لتغيير الوضع .
- هناك فرق شاسع بين حماية ابنتك من المختطفين المهتمين فقط بالمال وبين الارهابيين المولعين باطلاق الرصاص .
- عليك اقناع بوفيل بذلك وفي اسرع وقت اذا وضع المتمردون ايديهم على الفتاة لكان لذلك ردود فعل غير سارة على الغرب .
كان مارك يعلم ان السير الريك على حق وان لم يزد ذلك من سعادته بالمهمة, فقد بدا له انه على مدى الاشهر القليلة القادمة سيكون ملزما بمراقبة سيدة شابه مدلله ولابد انها ستشعر بالكراهية لوجوده حولها بقدر ما يشعر هو بذلك قال :
- سألحق بأقرب رحلة طيران الى نيس واعتقد ان يوفيل ينتظرني .
- وماذا عن الامن الفرنسي ؟ وحيث ان بوفيل يعيش الآن في فرنسا اليس من المتوقع ان يدسوا انوفهم قسرا اذا لم ندعهم الى ذلك ؟
اجاب السير الريك :
- ان الرجل رعية بريطانية .
بدت الاجابة كافية وشد مارك وجهه وقال :
- يا للأسف ان حماية جميلة مدللة اقرب الى الذوق الفرنسي عن البريطاني .
اضاءت الابتسامة التي صحبت كلامه وجهه النحيل وكشفت عن اسنان قوية بيضاء .
كان طويل القامة عريض المنكبين يميل الى ما كان يشبهه عندما كان شابا قويا يدرس في جامعة اكسفورد قبل 12 عاما عما هو عليه الآن كضابط عميل بالمخابرات .
وفي الحقيقة احس العديد من اصدقائه انه عندما اصبح مرموقا في وزارة الخارجية قد اضر بوطنه عندما فضل الوظيفة على الرياضة . بين ان امرين منعاه من الاتجاه الى الرياضة .
احدهما تمتعه بقدر عال من الذكاء الحاد الذي استلزم ان يواجه تحديا عقليا مقابل التحدي البديني , وثانيهما : غرامه الشديد بالمنطق العقلي الذي كان ينظر الى الرياضة كمجرد لعبة .
وهذه الصفات من الممكن ان تحقق له النجاح فيما لو كانت مفرده , غير انها مجتمعه اضافت للرجل قوة اخلاقية كبيرة حتى ان السير الريك وظفه لديه وهو ما يزال بالجامعه . وبعد ان حصل على درجته الجامعية اختفى عن الانظار لمدة عام .
ولم يكن احد فيما عدا عائلته يعرف اين ذهب . وعندما ظهر اخيرا كان اكثر نحافة وقوة . لقد اصبح عقله وجسده اكثر صلابه وحده كانت النساء من جميع الاعمار تتصارعن من اجل جذب انتباهه . كان عمله هو كل حياته ومن اجله تجنب اية ارتباطات عاطفية .
- سأحيطك علما بكل التطورات يا سيدي , ولكني سأقوم بالدور وفقا للأحوال دون تخطيط .
ابتسم السيد الريك وقال :
- هذا ما يناسبني , فأذناك افضل من اذني منيوهن .
مرت 4 ساعات بعدها كان مارك يعبر مطار نيس الحار كأجنبي وقد القى سترته على كتفيه . كان سماء البحر الابيض المتوسط زرقاء دون غيوم والهواء دافئا وناعما على جلده مثل يد امرأة مدللة .
اخذ يراقب العديد من الرجال الذي يحملون حقائب الاوراق ويسيرون امامه وفكر كم هم بعيديون عن واقعهم .
كانت نيس شاطئ الاغنياء والمرفهين الذين كانوا يطيرون بالنفاثات كي يمتعوا انفسهم . الامر الذي جعله يفكر في شارلوت بوفيل .
ضاق فمه لك يكن من العدل الحكم عليها قبل مقابلتها , ولكن مما استنبطه لم تكن بالنسبة له تختلف عن الحسناوات فارغات العقل اللاتي كن يشتركن معها في عطور اربيج ..
طلب من سائق التاكسي ان يذهب به الى نيجرسكو وبطريقة حذره تعودها من كثرة المران اضطجع للخلف في مقعده , كما لو كان ذلك كل لذته متتبعا الحشود السائرة على الشاطئ الحجري عبر منطقة نزهة الانجليز .
اخذ بعد نصف ساعه تاكسيا اخر لاختصار رحلته حيث توجه في اتجاه الانتيب وهي من اجمل المدل على الريفيرا .
احس بالرضا عندما وجد انه غير متبوع وامر السائق ان يوصله الى الكاب وهو لسان خلف المدينة حيث تقع املاك شارل بوفيل .
كانت الاملاك تشغل اصغر جزء من اللسان وتبرز مثل الاصبع من الكتلة الكبرى للكاب . كانت الارض من 3 نواح تنتهي عند الصخرة تكاد تكون حوائطها رأسية , تنحدر لأسفل الى خط الشاطئ شديد الانحدار لا يصلح للسباحه . وبهذا يصبح الجانب المواجه للأرض فقط هو الذي يحتاج الى الحراسة . لمح مارك الحائط الذي يبلغ ارتفاعه 7 اقدام ولا شك انه مكهرب وكان يمتد لمسافة لا تقل عن ربع ميل , ويبدو مستحيل الاختراق وان كانت التجارب قد اقنعت مارك بانه لا يوجد شيء مضمون .
توقف السائق خارج بوابتين سميكتين من الحديد يحرسهما رجل تبدو عليه مظاهر القوة يقف داخل كشك محصن ضد الرصاص . اعطاه مارك اسمه خلال جهاز الانتركوم المثبت في الحائط بعدها سار التاكسي عبر ممر متعرج سقفه مغطى بخشب البلوط . وعندما ظهرت الفيلا اخيرا بدت بألوان متعدده بهيجه تبهر البصر .
كانت الحوائط باللون الكريم ومبلطه باللون الاحمر تقف وسط وهج من الانوار الذهبية تعلوها السماء الزرقاء ويحيط بها النجيل الاخضر بلون الزمرد وهناك اعمدة صدفية من الرخام تحمل باكية الباب الامامي . وكان هذا المطهر المغربي ينعكس ايضا على الاقواس التي تعلو النوافذ .وكانت النوافذ تتميز بشيش خشبي جميل مطلي بلون التركواز الناعم .
وكان بعضها مفتوحا واغلبها مغلقا , كما لو كانت تحجب الداخل عن العوين المتلصصه .
انتظر مارك حتى اختفى التاكسي عن ناظريه قبل ان يضغط جرس الباب الامامي الذي فتحه في الحال رجل يرتدي سترة بيضاء ذو ملامح شرقية لا تعبر عن شيء . ثم قال :
- ارجو ان تأتي من هذه الناحية حيث ينتظرك السيد بوفيل .
خطا مارك داخل القاعه التي كانت واسعه مستديرة .. كان كل مكان غنيا بالاعمال الفنية واللوحات التي تساوي فدية ملك وكانت تلك الاشياء هي التي استرعت انتباهه.
وبينما هو يتحرك وهو يتمتع بأعمال كوردت وغيره اخذ الكلب الابريدور ذهبي الشعر بتشمم ساقيه , صاح مارك بوصت عال وهو ينحني كير يربت على اذني الكلب .
- امسكوا الكلب ! يمكنني ان انزع لوحة كانافاه من على الحائط وان اضع مكانها واحده مزيفة وكل ما يفعله هو ان يلعق قدمي .
سمع صوتا هادئا من خلفه يقول :
حاول ان تفعل !
استدار مارك كي يواجه شارل بوفيل كان مظهره بسيطا لم يوح انه واحد من اغنى اغنياء العالم , كان نحيفا وقصيرا وقد مشط شعره الرمادي بعناية .
وكان احسن وصف له هو انه نظيف ورشيق ولم تكن بذلته السفاري البيج تتناسب ولون بشرته الشاحب بينما كانت احدى يديه المعروقتين تمسك بسيجارة غير مشتعله .
وان كان مظهره يوحي بتقدم سنه كانت عيناه شديدتي السواد تعبران عن الحزم من خلف زجاج نظارته ذات الاطار الذهبي , واصل الرجل حديثه .
- قد يبدو الكلب ساندي غير مؤذ, ولكن اذا قمت بحركة مفاجئة فسيقبض عليك بقوة تفوق قوة مصارع ياباني .
تحرك نحو عربة شاي مملوءة وقال :
- اتود تناول مشروب قبل ان نبدأ الحديث ؟
- شكرا افضل عصير فواكه من فضلك .
ملأ شارل بوفيل كوبين ثم شار الى مارك ليجلس على مقعد ذي مساند قبل ان يجلس في مقابله . فحص الشاب لمدة دقيقة ثم بدأ عليه الرضا فانحنى للخلف في راحه ظاهرة .
- لقد اطلعني السيد الريك على الحقائق واعتقد ان من العدل ان اعترف بأنني لم اخذ الامور مأخذ جد وانتم يا رجال المخابرات تميلون الى ان تجعلوا من الحبة قبة .
حاول مارك ان يكبت نفاذ صبره وهو يقول:
- ليس هناك ما يدعونا الى ذلك فلدينا من المشاكل ما هو اكثرمن الازم دون حاجه الى اختراع غيرها.
- لم اقل انكم تصطنعون وانما تعطون الامر اهتماما اكثر مما يستحق .
قرر مارك الا يكشر عن انيابه وقال :
- اذا نجح المتمردون في السيطرة على تليجواي فإنهم يعتقدون ان رجل صناعة مهما مثلك قد يقنع الغرب بأن الموارد الطبيعيه في بلادهم يجب ان تؤول الى الحكومه وليس الى الشركات الاجنبية وكبداية قد يجبرونك على تسليم كل امتيازات التعدين الخاصة بك .
- اتعني كحركة انسانية لدولة ناهضة ؟
قالها بوفيل في لهجة تهكمية .
- نعم وسيحجز الجنرال فارجار ابنتك رهينة حتى تفعل ذلك .
ظل الرجل صامتا لمدة طويلة ثم قال اخيرا :
- لقد عرضت قضيتك جيدا ياراينر ومن الافضل ان تخبرني عن الحماية الاضافية التي يجب علي اتخاذها نحو ابنتي .
- ليس هناك شيء محدد وقد يجب علينا ان ننذر رجال فارجار بأننا مستعدون لهم وان كنت افضل شخصا مدربا على هذا الوضع ليظل معها طوال الوقت .
سارع بوفيل بالتقاط الحديث :
- مثلك مثلا .
- هل لديك أي اعتراض يا سيدي ؟
- لا . دون شك ولكن ابنتي ستعترض فهي تكره دائما فكرة التابع الشخصي .
- سيتغير تفكيرها لو شرحت لها الموقف .
- ليس لدي أي نية في ان اثير قلقها بالامر .
فكر مارك انه من الواضح ان الاب قد دللها الى درجة افسادها . وتذكر انه علم من ملف بوفيل ان زوجته توفيت عندما كانت ابنته في الخامسة من عمرها . ثم قال بصوت مرتفع :
- ان الامر متروك لك يا سيدي . ولكن كيف لي ان اظل قريبا منها دون ان تعرف من انا ؟
- لقد حالفنا الحظ . اذ ان سائقها روبرتس تقاعد وكنت ابحث عمن يحل محله . ولا استطيع ان اعين احدا في خدمتها دون موافقتها . لذلك ستقوم باختبارك بنفسها , وعليك ان تعد خلفية مقنعه وان تحاول ان تخفي لكنة الطبقة العليا التي تظهر في حديثك ومظهرك .
ثم ظهرت لمعة غير متوقعه في عيني الرجل السوداوين وهو يكمل حديثه .
- من الواضح انك متعود على اصدار الاوامر اكثر من تلقيها . لذلك ستكون هذه المهمة غير سهلة عليك . وابنتي يمكن ان تكون صلبة الرأي عندما يسيطر عليها مزاجها .
ثم اقترب منه خطوة ..
- حظا موافقا سيد مارك فأنت في حاجه اليه .
اختفى الرجل واعاد مارك ملء كوبة من دورق عصير فضي ثم اخذ يتجول في الحديقة . كان النجيل ممتدا حتى حافة الصخرة حيث كان هناك سياج حديدي بارتفاع 4 اقدام يحمي الناس من المنحدر الحاد الى البحر ويطل على الصخور اسفله .
وعلى اليمين كان هناك على بعد 30 يارده من المنزل درج صخري يقود الى صخرة البحر . نزل عليها مارك كي يعرف الى اين تنتهي . وجد في النهاية شرفة مبلطه ببلاط ذهبي يحيط بحمام سباحة واسع على شكل الكلية اخقيم في احد اطرافه لوحة قفز . بينما في الجانب المقابل بنيت خميلة على الطراز اليوناني وحجرات خلع الملابس دون شك كان هناك كما ظن مارك حمام سونار وبار .
تساءل عما اذا كان شارل بوفيه يستفيد من مساحة الترفيه ذات الحجم المهول لم يعتقد ذلك لسبب لا يعلمه . فقد تكون ببساطه مجرد لعبة مكلفة وغالية تلهو بها ابنته .
عاد الى الشرفة المحيطة بالفيلا وجلس هناك ينتظر ظهور الفتاة . اخذ الكلب يتجول وينظر اليه فيما يشبه الابتسامة ثم قبع تحت اقدامه .
نظر مارك الى ساعته لقد مضى على رحيل بوفيل نصف ساعه وتساءل اين اذن ابنته ؟ هل كانت تأخذ غفوة؟ كانت الحرارة تجلب النعاس واحس مارك بالرغبة في غلق عينيه .
كان من القلائل الذين يمكنهم النوم كالقطط ثم النهوض نشيطا كما لو كان قد نام الليل بطوله . اسند ظهره الى وساده مطرزه بالازهار ثم كتم رغبته في التثاؤب. كان من الافضل له ان يظل يقظا فليس من صالح السائق ان يسقط رأسه في نوم اذا كان في انتظار اجراء مقابله له ..
سمع صوتا جريئا خلفه يقول :
- اسفة انني جعلتك تنتظرني طويلا .
قفز مارك واقفا حيث دلفت فتاه طويلة ملقوفة القوام امامه كالنسيم قدم نفسه وهو يمد يده :
- مارك رايتر .
تجاهلت الفتاة يده الممدودة واخذت تتفحصه وتقيمه بدقه ربة المنزل عندما تتفحص قطعه من اللحم ...
قالت له بلهجه ماكرة :
- لابد ان هذه الحرارة تشويك .
وجد مارك صعوبة في ان يسحب يده وقال :
- كل شيء على ما يرام يا انسة لقد تعودت عليها .
- على الاقل ارجو ان تجلس .
جلس وهو يحاول ان يظهر عدم الاهتمام .
جلست الفتاة على حرف مائدة ذات اطار حديدي واخذت تطوح احدى ساقيها الجميلتين بلطف كان قميصها التيل الابيض وسروالها متهدلين وان كانا غاليي الثمن ..
كل ما حولها كان يشي بالدلال والثراء والحياة السهلة .كانت بشرتها فاتحه وكان شعرها ذو اللون الرمادي الذهبي تحيطهما رموش طويلة معتني بها .
كانت عارية الذراعين وصدرها مشدود غير مهدل في شكل بالغ الكمال . احس مارك انها كانت تتباهى بحقيقة جمالها . تعمد ان يركز عينيه على وجهها وعندما لاحظ ذقنها الحاد ونظرتها الماباشرة استنبط انها ذات ارادة قوية مثل والدها .
- يقول ابي: ان لديك خطابات توصية ممتازة وان اخر وظيفة لك كانت مع شخص اسمه السير الريك او اخر مثله . لماذا تركته ؟
- لقد اديت عملا اضافيا كبيرا ولم انل عنه اجرا .
كان تبريره اقرب الى الحقيقة حتى ليصعب على الفتاة عدم تصديقه .فكر مارك في ان ذاك حقيقي بالفعل . وان المرء لا يعمل بالمخابرات من اجل المال . وانه اعتمد على براعته في دعم دخله . لقد استطاع بشجاعته وفصاحته ان ينقذ حياته في مناسبات كثيرة وان ييحول ميراثه الضئيل عن جديه الى ثروة كبيره مكنته من الحياة كما يرغب . لم تكن عائلة فقيرة بل على العكس من ذلك ولكنه كان يصر على شق طريقه بنفسه .. قاطعت الفتاة استرساله في افكاره .
- لن تحصل على وظيفة بأجر مضاعف هنا ايضا .
- اعرف ! ولكن والدك عرض علي مرتبا مغريا .
- انه يعتقد ان المال يشتري الولاء .
- الا تعتقدين انت ذلك .؟
-. لا ان الولاء المشترى يستمر فقط حتى يظهر عرض افضل .. اظن انك تتصور وجهة نظري تماما.
حاول مارك ان يظهر قلقه وهو يقول :
- علي ان اكسب افضل معيشة واتعشم ان توافقي على توظيفي .
- تبدو صغيرا على الوظيفة .
- انني سائق ممتاز .
نظرت اليه نظرة فاحصه .
- اتقبل هذا كأمر مضمون .. هل انت ممتاز في الرياضة ؟
- يعتمد ذلك على نوعها .
قالت بوقاحه :
- ليس رمي السهام مثلا .
قاوم مارك رغبته في صفعها !
- اسبح وألعب التنس .. اذا كان هذا ما تعنيه !
- حسنا ! اعتقد انك ستنجح يا راينر قد يكون مسليا ان يجد المرء شابا بجواره .
سارت بتؤده ناحية غرفة المعيشة ثم توقفت ونظرت من فوق كتفها وقالت:
- يقول ابسي انك حر وتستطيع البدء من باكر , اذن سأنتظرك وسيشرح لك روبرتس واجباتك والى ان يرحل ارجو ان تظل في الفناء الخلفي .
قال مارك :
- لم نتفق على مواعيد راحتي .
- سيكون ذلك وفق راحتي ولكني سأحاول ان اخطرك بمواعيدها مقدما .
- شكرا لك يا انسة .
قالها بتهكم نظرت اليه نظرة جاده وعرف عندئذ ان عليه ان يراقب زلات لسانه كانت الفتاه شديدة الحمق ولم يرغب ان يسمح لنفسه ان يثور اذا ما لعبت دور سيدة الشاشة وان ترفض وجوده بجانبها .. افلت من المأزق ببراعته وقال :
- من اين يمكنني ان احصل على الزي الرسمي ؟
- سيصحبك روبرتس الى الخياط والى ان يتم تفصيل الزي يكفي ارتداء بنطلون البحارة مع قميص ازرق فاتح .
ذهبت دون ان تضيف كلمة اخرى وتنفس مارك الصعداء . كانت شارلوت بوفيل شيطانه مدلله فاسده للغاية من الصعب التعامل معها ومع انه كان على استعداد لتلقي الاوامر الى درجة محدده الا انه لم تكن لديه نية ان يصبح بمثابة حيوان مدلل الى قدمي صاحبته بمجرد الاشارة من اصبع سيدته .
|