منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207137.html)

سيريناد 24-10-19 08:48 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 


كانت راشيل تتكلم عن عمد حتى تتهيأ لأسوأ ما يمكن أن يصادفها .
واستقلتا سيارة أجرة إلى ذلك المبنى الفاخر الذي يطل على حديقة ريجنت بارك والذي يشغل جويل منه الشقة القائمة فوق سطحه . وكانت خبرة مؤلمة لراشيل . إذ تذكرت آخر مقابلة بينها وبين جويل في شقته ،وكانت تلك الذكرى تقترن بالحزن والإذلال....
واستقلتا المصعد ، وتردد صدى قرع الجرس داخل الشقة وتصلبت عضلات راشيل في شيء من العصبية لما قد يحدث بعد ذلك .ولكن لم يصدر من داخل الشقة أي صوت يجيب ... ونظرت راشيل إلى وجة سارة المضطرب ، ودقت الجرس من جديد بشيء من التصميم وبدأ وجه سارة يتغضن بعد المحاولة الثالثة وسألت وهي تبكي :
" إنه غير موجود ؟ هل تظنين ذلك ؟ إنه ليس متوعكا على الإطلاق .
كان هيرون يدعي ذلك فقط ."
ولم تكن راشيل تعرف كيف تجيبها ، كان واضحاً أن الموقف سوف يساعد بالفعل على أن تتحرر سارة من الوهم ، وكان ذلك ما أرادته ودمدمت في شيء من الغرابة .
" من المحتمل أن يكون هيرون قد خرج ...ومن المحتمل أن يكون جويل نائماً "
وأخرجت سارة زفرة من أنفها وقالت :
"لو كان ذلك ..لسمع جرس الباب "
" نعم ، ولكنه قد لا يأتي ليجيب "
وسمع صوت الباب ينفتح من خلفهما ،فاستدارتا في دهشة ، وارتفع صوت سارة :
"جويل ! إنك هنا !"
كان جويل يستند متثاقلاً إلى الباب ، وهو يحاول أن يقف بجهد كبير ،لحيته طالت على مدى يومين مما أضاف شحوباً
إلى فكيه ، وكان يلبس إزار حمام وضعه على جسمه بطريقة متسرعة ، وقد بدت بعض حبات العرق على جبهته ،
شعره أشعث ، ومن الواضح أنه في حالة صحية سيئة ،
ودمدم وهو يزيح شعره عن جبهته :
" أسف ، لم أكن أتوقع أن يزورني أحد ، وقد أنصرف هيرون"
واستجمعت راشيل رباطة جأشها :
"إننا أسفتان أيضاً يا جويل ،أنا وسارة أردنا ذلك ..وكانت قلقة عليك "
وخطأ جويل إلى الخلف مستنداً إلى الحائط وقال :
" إلا تدخلان ؟"
وكزت راشيل على شفتها وقالت :
" ربما يكون من الأفضل ألا نفعل "
وقال جويل ، وهو يجفل من تقلصات أصابته :
" أرجوكما أن تدخلا ،سوف أكون بخير ،فقط أعاني من صداع قوي "
كانت راشيل تنظر إليه بشيء من الشك ، ولكنه كان يرتعش وتأكدت من كونه لا يصطنع الصداع ، وتصورت المسـألة لا بد أن تكون حالة الصداع النصفي التي كانت تصيبه . وأمسكت بيد سارة ، ودخلت إلى الشقة ، وأخذت تهبط الدرج إلى غرفة الجلوس الرئيسية ، كان ذلك الخطو يعود بها أدراج الزمن ، غير أن السجاد السمكية . كانت جديدة وكانت تنسجم مع
الأريكة المخملية الطويلة المقوسة ومع الكراسي الوثيرة الأنيق.
وكانت أبراج لندن وسطوح المباني تبدو من خلال الستائر الطويلة خلف النوافذ الزجاجية المعدنية
وأغلق جويل الباب ، وأسند ظهره إليه ، وأخذ يحكم حزام إزار الحمام ، كانت سارة خلال ذلك قد أطلقت يدها من يد راشيل وأخذت تستكشف المكان الجديد.
!" "سارة
ولكن جويل أشار إليها بألا تقلق ، وقال:
" لا تقلقي ،أستأذنك بضع دقائق ،أصلح فيها من نفسي بعض الشيء "
وقالت راشيل في شيء من الحرج :
" لا نريد أن نزعجك ،هيرون أخبرنا أنك تستريح ,و..."
" هيرون ؟"
" أتصلنا بك هاتفياً منذ حوالي نصف الساعة ..وهكذا عرفنا . ربما ما كان ينبغي أن نأتي "
وحدق جويل فيها لحظات قليلة . وأخيراً لاح في عينيه شيء من الفهم :
"لا أستطيع أن أتصور ما فكرت فيه "
وطأطأت راشيل رأسها ، وانتهزت سارة الفرصة لتتدخل وتقول له في شيء من اللوم :
" لماذا لم تحضر لتزورنا ؟ قلت إنك ستفعل !"
وحول جويل انتباهه إلى سارة ،وهبط الدرج إلى الجزء الرئيسي من الغرفة ، وقال لها في رقة :
"كنت أنوي ذلك ، ولكنني كنت مريضاً خلال اليومين الماضيين هل اشتقت إلي ؟"
ووضعت سارة يديها على كتفيه ، وأجابت :
" نعم ، وانتظرت لتأتي ، وعندما لم تحضر شعرت بالإعياء "
وغامت عيناه ، وضمها إليه ، وهو يقول :
" صحيح ؟" كانت هذه أول مرة يضم الطفلة إليه بتلك الكيفية ،
ولم تستطع راشيل أن تتحمل رؤية ذلك المشهد ، واستدارت واتجهت إلى النافذة ، ونهض جويل بعد دقيقة ، وقال :
"سأذهب لأرتدي ملابسي "
واستدارت راشيل ، وقالت :
" لا داعي ..يمكننا أن ننصرف .. اطمأنت سارة والأفضل أن ترقد في الفراش لتستريح "
ونظر إليها جويل ، وقال :
" أستطيع أن أرتدي بعض الملابس ،وأستطيع أن أتحمل الموقف إذا كنت أنت تستطيعين ذلك "
وضغطت راشيل راحتيها على وجنتيها ، ودمدمت :
"آسفة ..ظننت بك ظن السوء ، وآسفة لإزعاجك . لا داعي لأن تشغل نفسك بنا"
وأخذت راشيل تتجول في الغرفة كما كانت تتصرف سارة ، وكأنها تجدد ذاكرتها ..كم أحبت هذه الغرفة فيما مضى! اتساعها وارتفاع جدرانها . أناقتها.
ورجع جويل حليق الوجة أنيقاً ،أما شعر رأسه فقد أصلح تماما بالفرشاة ،
وكان يبدو نحيلا جذابا وهو يرتدي سرواله المتموج البني القاتم وقميصه القمحي المصنوع من حرير سميك . ومع ذلك كانت وجنتاه الشاحبتان والحلقات القاتمة حول عينيه تكشف أنه لم يستكمل شفاءة بعد . وقال وهو يتأرجح عند المدخل :
" والآن ..هل أحضر لك شراباً ؟"
واتجهت إليه لتأخذ بذراعه ولتقوده تجاه الأريكة وقالت :
" تعال ، واجلس ،سوف أحضر أنا المشروبات ، أي شراب تريد ؟"
وغاص جويل في الأريكة دون معارضة ، وأسند ظهره ، وقال وعيناه طارفتان :
" يكفيني شراب بارد منعش ، إذا سمحت ،لم يكن ثمة ثلج في الوعاء ،واجتازت راشيل باب المطبخ تاركه جويل وسارة لتحضر بعض الثلج من الثلاجة ، وتذكرت كيف كانت تعد وجبات العشاء لنفسها ولجويل هنا ، وكيف كانت تجعل جويل يجفف لها الصحون وكيف كان ذلك ينتهي ...

سيريناد 24-10-19 08:49 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 

وسكبت كأسا من شراب الليمون لسارة ،وآخر من الليمون الحامض لجويل ، وكـأساً آخر لنفسها ، وشرب جويل نصف كأسه بطريقة تدل على أنه كان بالفعل يعاني من الظمأ . وقال :
" كنت تواقاً إلى هذا .."
وسألته راشيل بقلق :
" هل أكلت شيئاً اليوم ؟"
هز رأسه ،وهو يرتجف :
" لا أستطيع أن أذوق الطعام"
وشربت سارة كأسها ، ثم تسلقت على ركبته متجاهلة اعتراض راشيل ، وقالت :
"هل تأتي غداً لتزورنا ؟"
وداعب جويل خصرها الصغير وقال :
" سوف نرى .."
وقالت راشيل بعد أن جلست على السجاد :
"ولكنك لا بد أن تأكل شيئاً !"
ونظر إليها جويل بطرف عينيه ، وقال بهدوء :
"هل تعدينني بألا تتزوجي أبي ؟"
وأحكمت يديها حول كأسها ، وهي تقول :
" ولكنني لا أستطيع أن أفعل ذلك "
ودمدم يقول :
" أريد الفرصة لأبدل ما أستطيع من أجلك ، أرجوك ، أريد هذه الفرصة "
" لا !"
ونهضت راشيل ثانية ، ودق جرس الباب ونظرت إلى جويل بعينين مستفسرتين ، وعلت وجهه علامات الاستسلام وقال وهي تتجه لتصعد الدرج .
" لا تفتحي الباب ! لا أريد أن أرى شخص آخر "
ولكن سارة بحماسها العادي لفتح الأبواب ، تسللت عن ركبتيه ، واتجهت لتفتح الباب قبل أن يلحق بها أي منهما ليمنعها من ذلك .
كان أريكا غراي تحدق إلى الطفلة في ذهول ، وتصلبت ملامحها الدقيقة عندما رأت راشيل ، وقالت بشيء من اللامبالاة :
" هل قطعت عليكم شيئاً ؟"
ووقع بصرها على جويل ، وقالت :
" أوه جويل ، حبيبي هل تشكو من شيء ؟ لماذا لم تخبرني ؟
حاولت الاتصال بك ، ولكن كل ما كان يقوله هيرون أنك لا تريد أن يزعجك أحد .."
كانت سارة قد أغلقت الباب وهي تحدق بشيء من الاشمئزاز في المرأة التي كانت تلتصق بذراع جويل .
ونظرت إلى أمها ، ولاحظت راشيل الرعدة التي كانت تنتاب شفتها السفلى ، وقالت في هدوء
"أعتقد أننا يجب أن ننصرف ،يا سارة ..فات موعد نومك "
لكن جويل ابتدرها قائلاً :
" لا ! انتظري ! راشيل لا تنصرفي الآن !"
وقالت أريكا بصون ينم عن السخرية العميقة :
" لو أن وجودي غير مرغوب فيه .."
وكانت راشيل تحس بإحساس مخيف ،وقالت :
" لا ! ليس كذلك ،سارة !"
وألقى جويل نظرة قلقة تجاه أريكا ، وقال :
"نحن لم ننه الحديث بعد ، يا راشيل ،أرجوك أن تنتظري "
وزمت سارة شفتيها ، وقالت :
"أريد أن أذهب إلى دورة المياه "
وعبرت أريكا عن احساس بالإشمئزاز ، ونظر إلى الفتاة الصغيرة وقال :
" إنك تعرفين أين هي .. لقد صحبتك إليها في المرة الماضية ..هل تذكرين ؟"
وأومأت سارة بالإيجاب ،وخرجت من الحجرة وعندئذ لفت راشيل حزام حقيبة يدها حول معصمها ، واتجهت نحو الباب تستعد للرحيل .
وقطب جويل وجهه وقال:
" راشيل ! " وأمسك بظهر الأريكة يستند عليها" ، راشيل
أرجوك بحق الله!
وحدقت اريكا تجاهه في دهشة وقالت :
" جويل ..! ماذا يحدث هنا ؟"
وأدار جويل عينين معذبتين تجاهها ،وقال بشدة كما لو كان قد توصل إلى قرار:
"نعم ! لقد حان الوقت لتعرفي كل شيء ..."
وحاولت راشيل أن تسكته فقالت :
"جويل !"
ولكنه تجاهلها قائلاً :
"هناك شيء يجب أن تعرفيه ..يا أريكا ! ..لقد عرفت راشيل منذ سنوات..
عندما كانت طالبة في الكلية هنا ..وكانت قد قابلت أبي في تلك الأيام أيضاً ..
ولكن سارة ليست كما تتخيلين طفلة من أبي ..أنها مني أنا ..هل تفهمين ..سارة أبنتي !

سيريناد 25-10-19 08:41 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 
9 - الهروب





خيم الصمت على الثلاثه نصف دقيقه بدت كأنها دهر ,وعادت سارة ثانية الى الغرفه ,كانت تركز كل اهتمامها على البقعه التي احتلت مكانا بارزا في مقدمة سترتها الفرائيه القرمزية ذات القلنسوة ,وهمست في كأبه والدموع تسيل على وجنتيها :
_اصابني دوار ياماما...انظري ماحدث لسترتي .
واحست راشيل بشيء من ارتياح في اعماقها لهذه الشكوى باعتبارها نوعا من التحول ,وقالت وهي تتجه اليها :
_اوه ,ياحبيبتي ,لاتكترثي ,سوف تزول بالغسيل .
وقالت سارة :
_أ..أعتقد انني تسببت في فوضى ...هناك ...
واشارت الى الردهه خلفها ,واصدرت اريكا حركات تعبر عن ضيق صدرها ,ولكن جويل اسكتها بنظرة منه وقال :
_لا تكترثي يامحبوبه ...سوف يعني هيرون بما حدث .
_سوف اعني انا بها .اين اجد مواد التنظيف ؟
وقال بنغمه متصلبه :
_قلت ان هيرون سيعني بذلك ,لدينا مسائل اخرى نناقشها ياراشيل !
وعلقت راشيل :
_ليس الان ,الاتظن انك قلت ما فيه الكفايه ؟
وقالت اريكا :
_انني اؤيد ذلك !
ولكن جويل قاطعها قائلا :
_اخرسي .
واتجه الى حيث كانت راشيل تقود سارة نحو الباب ,وهو لايكاد يحفظ توازنه :
_راشيل ,الى اين تذهبين ؟
_اعتقد ان اجابة السؤال واضحه ,انني اعود بسارة الى البيت ,تصبح على خير ياجويل ,وانت ياانسه غراي !
وصاح جويل :
-راشيل !
كانت راشيل تستحث سارة عبر الباب ولم تكن لديه القوة لمنعها من الخروج .
وفي اليوم التالي كانت سارة قد شفيت تماما من الدوار ,مما طمأن امها .وكانت السيدة تالبوت تنتظر راشيل عند عودتها وقالت في اعتذار :
_اسفه ,ياسيدة غليمور لانني تأخرت .
واصطنعت راشيل الابتسام ..وقالت :
_كلا ,ولكن المسأله تبدو غريبه نوعا ما .امرأة راشدة تحتاج الى حاضنه تعني بها !
وتغير لون السيدة تالبوت ,وقالت :
_اوه ! لا اعتقد ان السيد كنغدوم ينظر الى الموضوع هكذا ,ولكن لندن يمكن ان تغدو مكانا مخيفا لمن لم يعتد الحياة فيها .
وتمنت راشيل لو اخبرت مديرة المنزل بأنها سبق ان عاشت في لندن لسنوات في وقت كانت فيه اكثر جاذبيه مما هي الان ,ولكنها قررت الا تفعل ذلك ,ودق جرس الهاتف ,وذهبت راشيل لتجيب على المكالمه .كانت تتوقع ان يكون المتكلم جيمس .لكنها سمعت صوت جويل يقول :
_راشيل !راشيل ! اهذا انت ؟
ونظرت راشيل بارتباك الى السيدة تالبوت التي كانت تخرج خيطان الصوف من حقيبتها ,وواصلت المحادثه :
_ماذا تريد ؟
-اريد ان اراك ...
ولهثت راشيل :
_سارة..
_سارة في المستشفى ,وقد تأكدت من ذلك ,اوه ! انني اعرف ان السيدة تالبوت عندك ,ولكنك لست سجينه ,بامكانك ان تخرجي .
_لا يمكنني ذلك .
_اذن احظر اليك .
_لاتكن مخبولا!
_واذا؟
وفكرت راشيل في يأس :
_هل انت في الفراش ؟
_لا ,ولكن هل لذلك اي دخل في الموضوع ؟
_نعم ,لانني عندئذ لن احضر .
وكان جويل يبدو ساخطا وقال :
_حسنا ,لست في الفراش ,وفضلا عن ذلك هيرون هنا .
_وكيف اعرف ؟
_هل تريدين التحدث اليه ؟
_لا !
ونظرت مرة اخرى الى مديرة المنزل :
_وماذا عن اريكا ؟
_اتركي لي اريكا ياراشيل !
_حسنا .
كان يسعدها ان تخرج من الشقه ,وكان جويل مريضا وليس هناك ما يخيفها .واعادت راشيل السماعه الى مكانها ,وكادت تخرج عن صوابها عندما رن الجرس فجأة للمرة الثانيه ورفعت السماعه ,وقالت :
_نعم ؟
_راشيل ؟
كان الصوت صوت جيمس ,وواصل الكلام يقول :
_اين كنت اذا ؟...
_ماذا تعني ؟
_مضى وقت طويل وانا احاول الاتصال .وفي هذا المساء اتصلت مرة فلم يجبني احد ,وفي المرة الثانيه كان الخط مشغولا ,ما الذي يحدث ؟
_لاشيء ياجيمس !في الليله الفائته ..سارة وانا خرجنا لفترة .ولكنا عدنا بعد الثامنه بقليل .
_كان لدي اجتماع في الليله الفائته ..ولم استطع الاتصال بعد السابعه والنصف .وعندما انتهى الاجتماع ظننت انك في الفراش .
_افهم .
وبلعت ريقها بشئ من التشنج واضافت :
-اسفه .
_واين كنت الليله ؟
_كنت في صحبة سارة الى المستشفى
_اليست السيدة تالبوت عندك ؟لماذا لم تجب ؟
وتنهدت راشيل :
_حضرت متأخرة ,اسفه اذا كنت قد امضيت وقتا فيه شئ من الاحباط .
_وانا ايضا اسف ,ولكن منذ لحظه كان الهاتف مشغولا ,مع من كنت تتحادثين ؟
وتعثرت الكلمات في حلقها ,وصاح :
_ماذا حدث ؟ الاتريدين ان تتكلمي ؟
وعرفت راشيل ان عليها ان تخبره ,وصاحت :
_لقد كان المتحدث جويل ,اذا كنت تصر على ان تعرف .
وقال باقتضاب :
_ماذا كان يريد ؟
_اوه .كذا , وكذا .
_هذه ليست اجابه ,ياراشيل !
_انه يريد ان يراني .
_لماذا ؟
_ليتحدث عن سارة ,على ما اعتقد .
_هل عرف بحالتها المرضيه ؟
_نعم !
_انا سعيد بأمانتك في هذا الخصوص ,لانني تحدثت مع جويل بنفسي واعرف انه علم بكل شئ.
_افهم .
ولماذا اخبرته ؟
_هو اكتشف ذلك .
_من سارة ؟عندما اخذها الى مسكنه ؟
ونطقت راشيل ,وهي تلهث :
من خلال ...الحديث
_اعرف كل شيء ياراشيل ...ولاجدوى من الكذب علي
.لا اكذب عليك _
_من الافضل الاتفعلي ذلك .
_ما الحكايه ياجيمس؟لماذا تتحدث بهذه الطريقه ؟
_اريد ان اعرف ما كان يقوله جويل ,وكيف سيكون تصرفك عندما يتم كل شيء ؟
_ماذا تعني ؟
_لابد انك تعرفين ان جويل يريد ان يتبنى الطفله !
_يتبنى سارة ؟انا لا اعرف ذلك .
_ربما يكون ذلك مايريد ان يتحدث اليك عنه .
ومسحت راشيل بيد مضطربه على وجنتها ,وقالت :
_ولكن .
_لم يكن يجب ان تخبريه انها ابنته .
_ربما لم يكن يجوز لي ذلك .
-هل تريدين ان يأخذ الطفلة منك ؟
وكادت تختنق وهي تقول :
_تعرف انني لا اريد ذلك .انني احب سارة ياجيمس !

سيريناد 25-10-19 08:58 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 

_اعرف انك تحبينها ,ولكن من الامانه ان تعرفي كيف يفكر جويل .
_حسنا ...لاتشغل بالك ياجيمس ! لن يأخذ سارة .سوف تجري العمليه كما اتفقنا ,سوف نتزوج بمجرد ان تشفى .
وساد الصمت لحظه ,ثم قال جيمس :
_كنت افكر في ذلك ,ياراشيل ,اقصد في زواجنا ,الاتظنين انه من الافضل ان نتزوج قبل ان تتم عملية نقل الكليه لسارة ؟
_قبل ؟
_نعم قبل .لو اننا تزوجنا ياراشيل ,لكان لي الحق الشرعي في تبني سارة باعتبارها طفلتي .
وضغطت راشيل بيدها على معدتها المضطربه ,وقالت :
_لا اعرف ياجيمس!
_ولم لا ؟ما الفارق ؟ فبعد ان نتزوج ادخل المستشفى واجد انا وسارة العلاج اللازم ,وبعدها لن يوجد شئ يؤخر اقامتنا في هذا البلد .
لم تكن راشيل تعرف كيف تجيبه ,كان رأسها يدور ,وكانت في حالة من الاضطراب والقلق ,وقالت :
_جيمس لابد ان افكر .
_تفكرين .لماذا ؟هل كنت تنوين ان تغيري رأيك ؟
وانفعلت راشيل بغضب وقالت :
_لا ! انا لا افعل ذلك .
_حسنا .
_اوه جيمس ! اعطني يومين لأقلب الموضوع على وجوهه ,لم اكن اتوقع ذلك بهذه الطريقه المفاجئه ...
وسكتت ,ثم قال :
_سوف اعود خلال ايام ثلاثه ,ياراشيل ,هل يمكنك ان تعطيني رأيك عندئذ؟
وزفرت راشيل زفرة تعبر عن الارتياح وقالت :
_اوه ,نعم ....ارجو الا تكون غاضبا ياجيمس!
ورد جيمس بأزدراء :
_لست غاضبا .لا ,ولكن اشعر بشيء من خيبة الامل ,ارجو ان تتذكري انك تستفيدين من هذا ...فعندما تصبحين زوجتي لن يستطيع انسان ان يأخذ سارة منك .
عندما وضعت السماعه ,التفتت راشيل الى مديرة المنزل ,وقالت :
_سوف اخرج لبعض الوقت ,ياسيدة تالبوت .
وبدا على السيدة تالبوت شيء من الدهشه ,وقالت :
_تخرجين ؟ياسيدة غليمور ؟
واومأت راشيل بالايجاب وقالت :
_نعم ويعرف السيد كنغدوم بذلك .
واخذت تحاسب نفسها لماذا قالت هذا ,لم تكن طفله صغيره لتحتاج ان تفسر حركاتها ,وخشيت ان يكون الدور المرسوم لها في المستقبل ان تحاول دائما ان تجد الاعذار لتصرفاتها .
_حسنا ..اذا كنت واثقه من ذلك ياسيدة غليمور !ولكن الساعة الان بعد التاسعه .
_اعرف !
واتجهت راشيل الى حجرتها ,ولبست سترتها الجلديه ,ولم تكن القميص الزرقاء كافيه لوقايتها من البرد ولكنها كانت تنوي ان تأخذ سيارة اجرة عند نهاية الممر ,وانزلتها السيارة امام المبنى وحملها المصعد الى الشقه ,وضغطت على الجرس وانتظرت .لم يكن هيرون هو الذي فتح لها الباب ولكنه جويل بنفسه .كان يقف بأدب الى الداخل عندما رأها ,وقال :
_الا تدخلين ؟
ورفعت راشيل بصرها في شيء من الشك ,كان قدر كبير من الارهاق قد زال عن وجهه ,وكانت عيناه فقط تعكسان قسوة الالم الذي يعانيه .ولكن من الواضح انه شفي بالفعل ,وعلقت ببساطه ,وهي تتوقف على الدرج الهابط الى الغرفه :
_الحمد لله انك احسن .
كانت الغرفه مضاءة بالمصباح ,والستائر قد ازيحت لتكشف عن المنظر الشامل العريض لاضواء لندن ,وواصلت راشيل :
_لماذا لم تقل لي ذلك ؟واذن كان من الممكن ان نتقابل في مكان اخر .
ورد جويل وهو يهبط الدرج برشاقه امامها :
_ولم ذلك ؟ان هذا المكان ليس اقل بهاء من اي مكان اخر ,اخلعي معطفك ,وتعالي نجلس ,ماذا تشربين ؟
هزت راشيل رأسها ,وقالت :
ما الذي تريد ان تقوله لي ؟ لننته من هذا اولا !
احضر عربة المشروبات محمله بالزجاجات والكؤوس وقال في صوت هادئ :
_انا وانت وحدنا هنا ,ياراشيل ولا داعي للعجله .
واتسعت عينا راشيل ونظرت تجاه الباب ,وقالت :
_اخبرتني ان هيرون هنا .
وتنهد جويل وقال :
_حسنا ,انه في غرفته ,المهم اننا وحدنا ,هل يرضيك ذلك ؟
وبقيت راشيل حيث كانت ,وقالت :
_اعتقد انه لا طائل وراء هذا الكلام ياجويل ,طلبني ابوك بالهاتف واخبرني انه كان يحادثك .
وحدق فيها بشيء من العبوس ,وقال :
_راشيل ! استحلفك ان تأتي وتجلسي ,لن احاول ان اغويك ,او ارتكب شيئا من الاشياء التي قد يوحي بها اليك تفكيرك ,اريد ان اتحدث اليك .
واسرعت انفاسها ,وقالت :
_عن اي شيء ؟
_تعالي واجلسي اولا .
وهبطت راشيل الدرج وجلست على طرف الاريكه ,ولم تكن قد خلعت معطفها ,وعندما قدم لها كأسا به سائل عديم اللون ,اخرجت يدها من جيبها ,لتتناول الكأس وسألت :
_ماهذا ؟
_عصير !
قالت وهي تتناول الكأس :
_اشكرك .
وعاد جويل ليجلس الى جوارها على الاريكه وقد اقترب منها بدرجه كانت تخشاها ,وقال :
_والان ,ماذا قال لك ابي ؟
هزت راشيل كتفيها في شيء من الارتباك ,وقالت :
_فقط ...انك تحادثت معه ...
كانت ملامح جويل تعكس الشعور بالمراره وقال :
_فقط ذلك ,ولا شيء اخر ,هل طلبك بالهاتف ليقول لك انه كان يحادثني .
وامتقعت بشرتها ,وقالت :
_لا ! كان لديه كلام اخر .
_مثل ماذا ؟
_لا يحق لي ان اخبرك به .

سيريناد 25-10-19 09:00 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 
وبدت في صوته نغمة من الاحتقار ,وهو يقول :
_وهل اخبرك انني تحدثت مع الجراح الذي سوف يجري العمليه ؟
وهزت راشيل رأسها وقالت :
_لا ! لماذا تحدثت الى الدكتور لوريمر ؟
_كنت اريد ان اعرف الحقائق .
وصار يمعن النظر الى السائل في كأسه ,وقال :
_هل تعرفين ,انها لن تنجح ؟
واحست راشيل بتقلص في عضلات معدتها وقالت :
_ماهي التي لن تنجح ؟
_عملية زرع الكليه ,انا لا احبها .
_ماهي تلك التي لا تحبها ؟
وصار وجه راشيل اكثر شحوبا الان وتنهد وقال :
_لاتنشغلي هكذا ,لو ان بامكان اي شخص ان يجري هذه العمليه فسوف يكون لوريمر ,ولكن المسأله ليست هكذا ,المهم النتائج التي تتبع ذلك .
حدقت راشيل فيه وقالت :
_ماذا تعني ؟
وهز جويل رأسه ,وقال :
_سارة مازالت طفله .
_ولكن ذلك لن يغير من الموضوع شيئا .
_دعيني اتم ...سارة مازالت طفله ,ونظرا لانها تعاني من هذه الحاله لفترة طويله وتسببت في اعاقة نموها الجسمي قليلا ولحسن الحظ فان الاثار مازالت بسيطه ,ولكن اذا حدث زرع كلية شخص بالغ ,فسوف تحتاج الى نوع من العقاقير المثبطه لطرد الجسم لاي عضو غريب كي تبقى على قيد الحياة ,وانت تعرفين ماتصنعه هذه الادويه المثبطه ,انها تعوق النمو .
واصابت راشيل قشعريره ,وقالت :
_انا لا اصدقك ,قال الدكتور لوريمر ان هناك فرصه كامله لنجاح العمليه .
_وسوف تنجح العمليه من الناحيه الفنيه ,ولكن اطلبي لوريمر على الهاتف اذا كنت لا تصدقين ما اقول ,واطلبي منه ان يشرح الموقف ,اعتقد ان اهتمامك الاول موجها لان تظل سارة على قيد الحياة بعد العمليه ,ولا اعتقد انك فكرت فيما بعد ذلك .
_انك تنسى ان سارة لايمكن ان تعيش على الكلية الصناعيه طوال حياتها ,انني اريد لها الفرصة لكي تعيش حياة عاديه .
_وان مثلك .
_اذن لماذا تحاول ان تخيفني وتقنعني بالغاء فكرة زرع الكلية ؟
_انني لا احاول ان اخيفك ,ياراشيل ! كل ما اقترحه هو الا تتعجلي ذلك ,لقد تعودت سارة على جهاز الكليه الصناعيه ...وربما يكون من الافضل ان تنتظري وتفكري ...راشيل ! انني اريد صالح الطفله ايضا وانت تفهمين ذلك .
_حقا ؟ حقا تريد ذلك ؟
ووضعت راشيل الكأس التي كانت تمسك بها على منضدة مجاورة ,ونهضت ثم قالت :
_لماذا ؟لماذا ؟لتحرمني منها ؟
_عم تتحدثين ؟
ونهض جويل ,ولكن راشيل ادارت ظهرها ,وهي تقول :
_لا تحاول ان تنكر .اخبرني ابوك بما تسره .
_وهو؟
وكان صوت جويل باردا للغايه .وانفرجت شفتا راشيل في شيء من المراره :
_انك تريد ان تتبنى سارة .وهذا ما هددت به في البدايه ,يالك من شخص متغطرس .
وشرب جويل مابقي في كأسه وسقطت الكأس الفارغه على السجادة ,وقال :
_اذن هذا ماقاله لك ؟
_هل تنكره ؟
وهز جويل كتفيه :
_وهل يغير شيئا من الواقع ...اذا ما انكرت ؟
_ماذا تعني ؟
وهز جويل رأسه ,وقال :
_لا انكر انني اريد ان اتبنى سارة ...
وقالت راشيل في شرود :
_هذا خبال .
_لماذا ؟
_لانك لاتشعر بأي حب تجاه الاطفال .
_على العكس ,انني احب سارة كثيرا .
_ولكنك كنت دائما تقول ...
_انني اعرف ما كنت اقوله دائما ...ذلك انتهى ...لقد كنت ابله ياراشيل .
وكانت تشعر بالصداع ,وصاحت :
_لن اسمح بذلك .
وبدت على وجهه علامات المرارة :
لن تسمحي لي !كيف تمنعينني ؟
بالزواج من ابيك_
وسألها جويل باحتقار :
_هل هذا هو ماقاله ؟
ولنفرض انه قال ذلك....._
وهز رأسه ,وقال:
_اوه ,ياراشيل ...من اذن هو الابله الان ؟
وردت في غضب وصدرها يرتفع ويهبط:
_لا تجرؤ على تسميتي بلهاء!
_انك تحبينني ...ليتك فقط تعترفين بذلك
انت ؟
اخرجت ضحكة ساخرة
_انني اكرهك
وتصلبت اصابع جويل ,وقال:
_انتبهي ,ياراشيل ...لاتغريني لافعل بك ماكنت اريد ان افعله منذ ست سنوات
وخارت قواها ,وصارت تتوسل اليه ,وهي في حالة من الانهاك:
_دعني اذهب ,ياجويل ...ارجوك ...لم يعد بوسعي ان اتحمل اكثر من ذلك
كانت يدا جويل ترتعشان ,وانفاسه تختلط بانفاسها
انني احبك ...دعيني احبك ياراشيل ,لا تتركيني !_
وانتزعت نفسها ,وواجهته وهي ترتجف بطريقة افقدتها السيطرة على نفسها
_اوه...نعم ...انت تريد ان تفعل ذلك .تريد ان تأخذ ما تريد لكي تحدث جيمس بفعلتك.
واثارها بقوله:
.راشيل ,انك تتحدثين لغوا .بحق الله دعيني اشرح_
._لا اريد سماع اي شرح منك ...ياجويل
راشيل ...تعالي الى هنا!_
وحاول ان يمسك بها ,ولكنها راوغته ,واسرعت تصعد الدرج ,وخرجت من الباب قبل ان يستطيع ان يوقفها ,وسمعته يجري خلفها ,وبدلا من ان تنتظر المصعد بدأت تجري هابطة الدرج ,تدور معه دورة بدوره .وتهبط معه طابقا وراء طابق ,كان رأسها يدور ,وساقاها تنضحان بالالم ,هل كان يجد في اثرها ؟هل اخذ المصعد ؟أيكون قد سبقها الى الطابق الارضي وبدا الدرج وكأنه لانهاية له ,ترى كم طابقا لايزال امامها ؟ولم تكن تقدر ان بأمكانها ان تواصل الخطو ,بدا الدرج وكأنه شيء غريب للغايه .لم تكن تتبين هل هي تتسلق درجات السلم او تهبط عليها ؟كانت ترى هذه الدرجات صاعدة اليها .ومدت قدمها لتصعد الدرجه الاولى ,ولكن لم يكن هناك شيء ,وزلت قدمها ,وهوت ,وصارت تهوي ...واصطدم ذراعاها وساقاها ...اواه...يا للألم ...وراحت في نوبة من الاغماء.


الساعة الآن 03:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية