رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
كانت راشيل تتمنى لو كان شعورها بالعرفان أكثر عمقا وهي تضع السماعة , وبرغم كل شيء فإن نساء كثيرات يمكن أن يحسدنها على فرصة الزواج من احد كبار الأثرياء في لندن .ولماذا إذا كانت تشعر باستمرار بأنها أشبه بالفأر الصغير الذي وقع بين مخالب قط ؟ وخطر لها أن ما يطلبه منها يعتبر شيئا تافها إذا ما كان يعنيه بالنسبة إلى سارة هو الفارق بين الحياة والموت .وانصرفت تالبوت صباح اليوم التالي بعد التاسعة بقليل , وشعرت راشيل بالارتياح لذلك ,إذ كانت تخشى حرج الوقوع في البحث عن عذر لقدوم جويل إلى الشقة ,وقررت انه عندما يصل جويل فسوف تصارحه بكل شيء حدث , كل شيء. وذهبت إلى المستشفى لتحضر سارة , التي سألتها وهما تسيران في طريق العودة إلى الشقة تحت شمس غائمة :" ماذا سنفعل يا أمي ؟ اعتقد أن اليوم سيكون يوما جميلا , هل نمضي بعض الوقت في استطلاع المعالم السياحية مرة أخرى ؟"وتنهدت راشيل , وقالت في شيء من التردد :" الحقيقة أن السيد كنغدوم سوف يحضر لاصطحابنا إلى الغداء " وشعرت بشيء من وخز الضمير عندما نطقت سارة :" جويل ؟ هو ؟ بحق هو ؟ اين يصطحبنا ؟ هل تظنين انه ربما يأخذنا إلى شاطئ البحر ؟"وقالت راشيل بوهن :" لا اعتقد ذلك , فالجو شديد البرودة "." انه ليس باردا على الإطلاق .""- حسنا , ولكنه لا يسمح بالذهاب إلى شاطئ البحر ."وشعرت بالضعف عندما رأت وجه سارة يعكس القنوط مرة أخرى وقالت :
"لننتظر مرة أخرى , احكي لي عن المستشفى . هل كان كل شخص هناك رقيق معك ؟"وأدركها جويل بعد الحادية عشرة بقليل حين كانت راشيل تشارك سارة في احتساء كوب الحليب الذي تعودتاه في فترة الصباح . وكانت للتو قد خلعت الدبابيس من شعرها وعلى وشك أن تمشطه عندما دق جرس الباب .وذهب سارة لترى من الطارق بينما شغلت راشيل بتثبيت شعرها ولكن يديها كانتا ترتعشان بسبب العجلة .كان جويل يلبس في ذلك الصباح بذلة زرقاء من قماش قطني متين لها سترة قصيرة فوق قميص باللون الأزرق الفاتح دون ياقة . وومضت عيناه على سروالها الأخضر وقميصها القرمزي , ثم ضاقتا عندما استقرتا على شعرها بجماله الحسي الغامض . وقال بصوت اجش :" لا تلفيه إلى أعلى هكذا , اتركيه طليقا ."ولكن راشيل استدارت بعيدا وقالت :" انه طويل بدرجه لا تسمح أن اتركه طليقا ."وواصلت تثبيته في التسريحة المعقودة على مؤخرة عنقها. وقالت سارة في صوت صغير :" ماما قالت انك ستصطحبنا إلى الغداء ."وبعد أن تردد لحظه التفت جويل إلى الطفلة وانحنى عليها ورفعها إلى اعلي بين ذراعيه وهو يبتسم في عينيها وقال :" نعم سأفعل ."قالها وهو يبدي علامة الموافقة واضاف :" يا الله انك كتلة ثقيلة ! كم وزنك ؟ نصف طن ؟"وضحكت ضحكه خفيفه فيها شيء من السذاجه وقالت :" لا إن وزني 28 ليبرة فقط . اعرف ذلك لان الطبيب لوريمر قال ذلك" ." الطبيب لوريمر !"قالها جويل بغضب ."ومن يكون الطبيب لوريمر ؟"ونظرت راشيل إليه نظرة توسل وقالت :"جويل !"" هل قلت شيئا خاطئا ؟"" لا داعي لأن تسأل الطفلة ."" ولكن الإنسان يسأل الطفلة إذا لم يجد الإجابات في أماكن أخرى ." " سأجيب على أسئلتك ."" صحيح ... ستفعلين ؟"والتوت شفتا جويل :" وماذا عن ... لماذا تتزوجين أبي ؟ إذن ... ."وتغضن فم سارة وقالت :" أوه ! لماذا تتجادلان ثانية ؟ إنكما دائما تتجادلان ! قلتما إنكما أصدقاء ."وتنهد جويل , وتخلصت ملامحه من التوتر :" نحن أصدقاء ."وطمأنها برفق وأضاف :" والآن ... هل أنت مستعدة ؟"كانت سارة قد ذهبت إلى الحمام وأكملت راشيل تثبيت شعرها , ولبست السترة الجلدية القصيرة التي كانت أحضرتها مع السروال , وكانت تتجنب عيني جويل , ولكن صوته كان أسرا وهو يقول :" إنني مصمم على أن اكتشف , بالوسائل المشروعة وبغير المشروعة ."ورفعت راشيل عينيها إليه وقالت :" وهذه الأخيرة تعرف منها الكثير , الوسائل غير المشروعة !" وحرك جويل رأسه ببطء من جانب إلى أخر , وقد سيطر عليه شعور بالحيرة وقال :" انك تستمتعين بسوق مثل هذه الاتهامات إلي. ما الذي تستفيدينه من ذلك ؟ هل تشعرين بالارتياح عندما توبخينني لأنك تعرفين تماما انك في مأمن كامل ... طالما سارة معنا ؟"وحاولت راشيل أن تهز كتفيها بشيء من اللامبالاة , وقالت :" إنني أقول فقط ما أحس به ."" ولا تقيمين وزنا للنتائج ؟"وسألته بقسوة :" هل تنكر انك تستحق الاتهامات التي أوجهها إليك ؟"" ليس كثيرا .""انك تعتقد انك ذكي للغاية ؟"ورد عليها في رفق :" لنقل إنني لا أظن انك أنت ذكيه للغاية ."" اعتقد انك لست في وضع يسمح بإصدار مثل هذا الحكم ." "ربما لا , ولكن توجد نقاط أخرى عديدة حول هذا الموضوع ما زالت لا توصل إلى النتائج , ولكنها ستوصل إلى النتائج بمرور الوقت ."" لا ينبغي لي ان اعتمد على ذلك" ... ."ولكنني افعل هذا , إنني اعتمد على ذلك كثيرا جدا ."ولم تكن الابتسامة التي ترتسم على وجهه تدل على الابتهاج واضاف :" وسوف تقومين أنت بتقديم الإجابة لي" ." اليس كذلك ؟"وكورت راشيل قبضتي يديها وقالت :" لم لا تسأل أباك لماذا يتزوجني ؟"" هل تعتقدين إنني لم اسأله ؟"وسألت بارتعاش :" وماذا قال ؟"" ولماذا أخبرك بذلك ؟ إنني أريد أن اعرف القصة من وجهة نظرك أنت" .وقالت راشيل وهي تعبث بأزرار معطفها :" لا اعتقد انه أخبرك بشيء , ولو فعل لما كان لك هذا الاهتمام بالسؤال عن دوافعي ."وحني جويل رأسه وقال :" حسنا , إنني اسلم لك بهذه النقطة , ولكن من الواضح على الأقل بالنسبة إلى شخص له أخلاق كأخلاقي إن الحب لا دخل له في هذا الموضوع ."" انك لا تعرف ذلك ." " أنا لا اعرف ذلك ؟ إذن لماذا لم تقولي لي هذا الكلام منذ البداية ."وتقوست شفتاه بشيء من الاحتقار وأضاف :" أوه , يا راشيل , انك لا تحبين أبي , ربما تحبين نقوده , ولكنك لا تحبين ابي .... ."وصفعته على وجهه صفعه شديدة قبل أن يكمل الكلام , ولكنه لم يحاول أن يمنعها , واكتفى بان ابتسم , ثم حول حدقتي عينيه إلى نقطه أخرى ورائها وقال :" هل انت مستعدة يا سارة ؟"" حسنا ... فلنذهب إذن" !لم تكن راشيل تتذكر كيف جمعت حقيبتها , وسترة سارة , وتبعتها بعد ذلك , كانت تبدو وكأنها مخدرة بدرجة كبيرة , وكان النهار لا يزال ممتدا مفعما بالبرودة , وكانت سارة تجلس في المقعد الخلفي وكان عليها أن تجلس إلى جانب جويل في مقدمة السيارة ولم يكن أمامها خيار ! |
رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
انتهى الفصل السادس :peace:
|
رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
7 - تبرع بكليته
اتجهت السياره بهم صوب الجنوب ,واعتقدت راشيل انه يقصد برايتون ,وكان الصباح صباح ربيع مشرق في لندن ,ولو كان وقتا اخر لتطلعت الى مشيه رشيقه على طول الشاطئ بعدما تناولت وجبة الظهيرة ,ولكن نظرا للضروف المحيطه فان الفرص لم تكن مشجعه ,وزاد من اكتئابها ان برايتون تبدو غارقه في نوع من اضطراب البحر والرطوبه ,جعلت النزهه على الشاطئ شيئا مستحيلا وصلوا قبيل الواحده ظهرا بقليل ,ولكي يبعد جويل عن سارة الشعور بالاحباط وعدها بان يأخذها الى مبنى الملاهي بعد الغداء . وابدى الجميع اعجابهم بالطعام ,حتى راشيل رغم انها لم تستطع ان تأكل شيئا ,وكان جويل يركز على ساره التي اكلت وجبة شهيه وكانت سعادتها واضحه .وشربوا القهوة في قاعة الانتظار ,وهنا بدأت سارة تلح في زيارة مبنى الملاهي ,ووجدت راشيل العذر لعدم الذهاب معهما ,اما سارة فكانت سعيدة تماما لذهابها مع جويل .ولكن راشيل الان تتمنى لو ذهبت معهما ,ولم يكن باستطاعتها ان تبقى في قاعة الانتظار بالفندق ,كما لم تكن لديها رغبه خاصه للخروج في الهواء البارد الرطب . ونهضت ووضعت حزام حقيبتها الجلدي على كتفها ,وخطر لها ان تسير على شاطئ البحر مسافه قصيرة فلربما وجدت مبنى مدينة الالعاب . وخرجت الى ردهة الاستقبال متجاهله العيون العديدة التي تتبع سيرها ,وبدأت تهبط الدرج ,وترددت قبل ان تبارح الفندق . وجاء صوت غريب من خلف اذنها يقول : لاينبغي ان اشغل نفسي بأمره !واستدارت لتواجه واحدا من الرجال الذين كانوا يراقبونها ,وقالت في شيء من الصلابه_ عفوا ماذا تريد ؟ زوجك !الشخص الذي مضى مع الفتاة الصغيره ,لاينبغي ان اشغل نفسي بأمره _ اعتقد انك مخطئ!_ _لا ! هو المخطئ ياحبيبتي .كيف يترك زهرة جميله مثلك ؟ ما الذي حدث؟هل تشاجرتما ؟ ونظرت راشيل حولها تطلب النجده ,ولكنها كانت قد ابتعدت عن الفندق ,ولم يكن هناك من يستجيب لنداء الاستغاثه ,وقالت: ارجوك ان تنصرف ,وتتركني لحالي ,ان زوجي وابنتي قادمان الان_ حقا؟ لا يبدو ذلك _ _انصرف عني! كانت انفاس راشيل قد بدأت تضطرب ,ولم يكن حدث لها مثل ذلك من قبل تعالي ...واشربي كأسا معي ومع صديقي .لن تجدي انسانا في هذا الضباب. _ اذا لم تنصرف!_ وسمع صوت يقول: راشيل! _ كان صوت جويل موضع ترحيب كامل من راشيل .كان يخطو بخطوات واسعه خلال الحديقه ,بينما سارة تجد في اثره, وجرت راشيل لتقابله والقت بنفسها بين ذراعيه وهي ترتعد ثم دفعها بيديه ,واخذ يسأل: _ما الخبر ؟ماذا كان ذلك الرجل يقول لك؟ واستعادت راشيل هدوءها وقالت: _اوه ...اوه...لاشئ. ونظرت وراءها ,ولكن الرجل كان قد اختفى وعندئذ اخذت سارة تشد بقوة يد امها _قابلنا ذلك الرجل صديق جويل ,وهو يمتلك هذا القارب ,وقال اذا حضرت في يوم اخر لايكون فيه ضباب فسوف يأخذني في القارب .ممكن يامامي ؟ممكن ؟ وقال جويل وهو يهز رأسه: _ليس الان سارة ...ماما الان تعاني من صدمة بسيطه. وادار بصره الى راشيل: _هل دخل الفندق ,ذلك الرجل الذي كان يتحرش بك ,هل اجد في اثره ؟ وهزت رأسها بسرعه ,وقالت: _اوه !لا...لا...هو لم يتحرش بي حقيقه .كان فقط يستظرف نفسه على ما اعتقد ,وفضلا عن ذلك فانهما في الحقيقه رجلان في الفندق كان فم جويل متجهما وقال: _هل تقولين ذلك لتخيفينني ؟ام انك تخشين ان يصيبني بعض الاذى ؟ وحركت راشيل كتفيها وتمتمت: _بعض من هذا وبعض من ذاك ,على ما اعتقد! وتردد جويل لحظه وقال:: هيا ...لنبحث عن مكان نشرب فيه الشاي ,وبعدئذ نعود الى المدينه_ كانت رحلة العوده الى لندن بالنسبه الى راشيل اكثر امتاعا ,واستطاع جويل ان يجعل من شخصه صحبه مسليه ,وكانت سارة تشعر بسعادة غامره لان امها الان تشارك في الحديث .ولكن سارة غلبها النعاس في المقعد الخلفي للسيارة ,وقال جويل : _لم يكن اليوم ناجحا للغايه ؟ ونظرت راشيل اليه شزرا وقالت: _ _كيف ؟ _اخذتكما الى برايتون وكنت اعتقد انه بامكاننا ان نجد بعض الوقت للحديث ....ولكن لم تسر الامور وفق تقديري .... ودمدمت راشيل: _ولم تكن البدايه طيبه كذلك. وعلق: _وتعتقدين انني المسؤول عن ذلك ؟ !_لم اقل هذا _هل تعتزمين اذن ان تتحدثي الي ؟ _السنا نتحدث الان ؟ .لا...اننا نتبادل الكلمات فقط _ _اوه !ياجويل ! لماذا تصر دائما على ان تجعل الحياة صعبه ؟لماذا لا تقبل انني سأتزوج اباك .لا استطيع ان اقبل ذلك _ يجب ان تقبله _ _راشيل ان سارة ابنتي... انها لحمي ودمي وتقوست اصابع راشيل وقالت : _ان لك عملك وحياتك ,ياجويل ,وهذا ماتحرص عليه . _كنت اظن ان ذلك كل ما اريد ... وهزت رأسها في يأس وقالت : _هل انت متأكد من ان الانانيه ليست الدافع الوحيد وراء اهتمامك ؟ وتصلبت اصابعه على عجلة القياده وقال : _انني اتركك توجهين الي كلاما كثيرا ياراشيل ,ولا يمكن لشخص اخر ان يتجرأ على جزء مما تفعليه . وادارت راشيل رأسها ,وصارت تحدق بلا غايه ,وقالت : _لست اطلب تسامحك او تساهلك ! واخذ جويل يسب برفق : _لا ...الا تستطيعين ان تلتقي معي على منتصف الطريق ؟ _لاتوجد علامه تحدد منتصف الطريق فيما بيننا . ودمدم في صوت اجش: _اعتقد انك لست اقل احتراما لي في داخل نفسك ... واحمر وجهها وقالت : _لا اعتقد ان تبادل السباب يمكن ان يؤدي بنا الى اي تقدم ... _انني لا اسبك ...انني فقط اذكر الحقائق ... _ما الفائده التي ترجى من اثارة هذا الان ؟ _ولم لا ؟كان من حقي ان اعتبر هذه نقطه جوهريه تماما في الموضوع . |
رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
وصاحت في غضب : _فقط لانني اخذت على غرة عندما جذبتني ...وهذا لايعني انني احتفظ بعاطفه يائسه نحوك ...ومن الغريب انني لا استطيع مقاومتك . وساد صمت كامل .وعندما جازفت بالنظر اليه مرة ثانيه احست احساسا سخيفا بالندم عندما رأت خطوط المعاناة التي ترتسم على فمه . واوقف جويل السيارة امام مدخل المبنى حيث تسكنان ,وقطبت سارة وجهها عندما رأت ان امها فقط تستعد للنزول واخذت ببراءة تدعو جويل : _الا تنوي ان تأتي معنا ياجويل ؟ وتبادلت راشيل معه نظرات سريعه وعززت الدعوة بشيء من الحرج : _نعم ,تفضل ,سوف تشرب الشاي وتتناول بعض الشطائر اذا كنت تقبل ذلك . وتردد جويل بعض الشئ ,وكانت اصابعه لاتزال حول عجلة القيادة ,وسأل : _وماذا عن السيدة تالبوت ؟الا تجد في ذلك شيئا من الغرابه ؟ واجابت سارة : _السيدة تالبوت ليست هنا ,انصرفت هذا الصباح ,اقامت مع ماما الليله الماضيه عندما كنت انا في المستشفى . وخرجت راشيل من السيارة ,لكن جويل كان سبقها الى ذلك ,واغلق بابها .ورفع سارة على كتفيه وقال لها : _اذن كنت في المستشفى الليله الفائته ,ياعزيزتي .ماما لم تقل شيئا عن ذلك . واستقلا المصعد الى الشقه ,وظل رأس راشيل مطأطأ تخشى اللحظه التي تخبر فيها جويل بالحقيقه .اذ كانت تحس انه قد ان الاوان لذلك . وحمدت الله انه لم يثر الموضوع بعدما دخلوا الشقه مباشرة ,بل استرخى على الاريكه ,وصار يبدي اعجابه باللعب التي كانت سارة تحضرها له ليتفرج عليها ,وفي النهايه استجاب لطلبها ورسم صورة كامله لها وهي تلعب مع هيلغا ولعبها الاخرى ,وقالت راشيل انها صورتها المطابقه لها تماما . زاد الجوع من شهيتها للطعام ,ورفضت ان تفكر في اي شيء اخر .وجلس جويل على الطرف الاخر من المائده بعد ان خلع سترته القطنيه .وكلما وقعت عيناها في عينيه كانتا تحذرانها بانه لم ينه بعد الموضوع معها .وبعد ان احتسى فنجانا ثانيا من الشاي قال : _كان الطعام لذيذا. ونظر الى ساره وقال : _ما رأيك في ان اقوم انا وانت بغسل الاطباق والاواني بدلا من ماما ؟ _حسنا. وكان هذا شيئا جديدا بالنسبه الى سارة التي لم يسبق لها ان احست بأنها عضو في اسرة . _ولكن هل استطيع ان اغسل ؟ كانت راشيل تجلس قلقه في غرفة الجلوس بينما جويل وساره يغسلان الاواني ,وكانت تسمع سارة وهي تطرطش في الماء وتضحك بسذاجه من الكلام الذي يقوله جويل .وخطر لها لماذا لا تستجيب سارة لجيمس بالدرجه نفسها .لكن جيمس لم يسبق ان لاعبها ابدا .كان يتكلم معها بالطبع ,ويهتم بشؤونها ,ويحضر لها اشياء كثيرة ,لكن لم تكن بينهما العلاقه التي من الواضح انها قد وجدت بين سارة و...ابيها . وعندما رجعا الى غرفة الجلوس كان وجه سارة يعكس بعض الضيق ,وقالت : _سترتي كلها ابتلت ...ياماما . وعلق جويل باختصار : _اسف !انها غلطتي ,سوف تجف . كانت عيناه تتحديان راشيل ,ولم تستطع من جانبها ان تتحمل نظرته القاسيه ,وقالت تطمئن الصغيره في شيء من التسرع : _لا بأس...ياسارة .يمكنك ان تخلعي كل ثيابك الان ,وسوف اعاونك على الاستحمام . وصاحت سارة في الحال : _هل يمكن ان ينوب عنك جويل في ذلك ؟ زفرت راشيل وقالت : -لا ,ياسارة ,سوف اقوم انا بذلك . وقال: _ما الحكايه ياراشيل ؟هل تخشين ان ارى اثار الة نقل الدم ...هذه هي علتها ...اليس كذلك ؟مرض الكليه ؟ كانت ساره تريد كوبا من الحليب لوجبة العشاء ,وذهبت الى غرفة الجلوس لتقول تصبح على خير لجويل وسألته : _هل ستأتي لتغطيني في الفراش ؟ كانت تبدو صغيرة ومتوسله في بيجامتها القطنيه المزخرفه بغصينات النبات .وكانت راشيل ترقب وجه جويل ,وتعجبت : _هل يمكن ان يتغير شعوره نحو الاطفال ؟ وخطر لعقلها خاطر مخيف ,لو ان جويل علم بوجود سارة في ضروف اخرى فلربما رغب في ان يتبناها هو واريكا ! وكان صوتها جافا,وهي تحدث سارة : - ارجوك ان تسرعي ياسارة ,فقد تجاوزت الساعه السابعه . وردت ساره باصرار : _اريد ان يأتي جويل . ونهض جويل ,وقال : _ولم لا ؟ ونظر الى سارة بابتسامه متسامحه وهو يقول: _هيا ارني اين تنامين ؟ |
رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
وصحبتهما راشيل الى غرفة النوم ,وبعدما قبلت سارة وتمنت لها ان تصبح على خير ,تركتهما وعادت الى غرفة الجلوس ,ولم تكد تفعل حتى رن جرس الهاتف ,وبدأت اعصابها تهتز كانت تستطيع ان تتصور من المتحدث ,وقالت في صوت هادئ هالو! _راشيل ؟راشيل ؟هذا انت كان صوت جيمس ,وتنشقت راشيل نفسا مضطربا قبل ان تجيب : نعم ,نعم,ياجيمس .انه انا!_ _هل انت بخير ؟يبدو عليك الاضطراب . _لا ,لست مضطربه . وكانت راشيل تحاول بصعوبه ان تحتفظ بثبات صوتها . واضافت : الواقع انني كنت اساعد سارة في النوم . _وكيف حالها ؟هل سار كل شيء على مايرام الليله الفائته ؟ _نعم ...كان كل شيء على مايرام ...وكيف حالك ,ياجيمس ؟ _كالعادة, على احسن مايكون .وماذا عنك ؟هل تستمتعين بوقت جميل في لندن ؟ انه ابعد مايكون عن ذلك ياجيمس_ _ولما لا ؟لاشك ان الانسه كلاي اخبرتك انني فتحت لك حسابا في مصرف هارودز, الم تخبرك بذلك ؟كنت اتخيل انك تستمتعين بصكوك الشراء المفتوحه. وزفرت راشيل زفرة وقالت: لا ! لا ! لابد ان الانسه كلاي نسيت ان تخبرني بذلك ,ولكن ,ارجوك الا تسبب لها المتاعب ياجيمسسوف يكون اول شيء افعله في الصباح ان اتصل بالانسه كلاي حول هذا الموضوعكانت راشيل تحاول ان تعترض ,ولكنها تعلم ان ذلك الاعتراض بلا جدوى .فان كان جيمس عندما يقرر امرا يصمم عليه بلا تراجع ,وكانت يدها التي تمسك بالسماعه ترتعد بعض الشيء ,وواصل حديثه : _وفي اية حال ,ظننت انه من المناسب ان اضعك معي في الصورة فيما يتصل بترتيبات حفل الخطوبه ,اتخذت بالفعل بعض الترتيبات الاوليه وخطر لي انك ربما تريدين ان توجهي الدعوة الى اشخاص معينين. وهزت راشيل رأسها بالنفي ثم قالت: لا اعتقد._ كان الاشخاص الوحيدون الذين يمكن ان تدعوهم يعيشون بعيدا عن لندن. _حسنا ,اذن اجاب جيمس بهذه الاجابه ,ولم يبد انه شعر بنوع من الاحباط .وخيل الى راشيل انه لن يتحمس لدعوة اي من زملائها من ملجأ الايتام ولاشك انه كان يريد ان يجعل منها صورة مثاليه يصنعها على يديه ,كما كان يفعل من قبل مع كل الاطفال الايتام الذي كان يتبناهم . واحست راشيل بجويل يقدم من الداخل ,ثم وقف خلفها ,ولم يقل شيئا ,ولكنها احست بوجوده الصامت ,وكان ذلك مما سبب لها بعض التوتر وقالت ,وكأنها تريد ان تنهي الحديث هل هذا كل شيء اذا ؟_ وتبع ذلك صمت دام لحظه ,وتحدث جيمس اخرا : _هل انت متأكده انه لايوجد ما يضايقك ,ياراشيل ؟يبدو انك شارده بعض الشيء. وحبست راشيل انفاسها ,وقالت : _اخبرتك ياجيمس ,انني بخير ,كل ما لدي هو شيء من الصداع . واحدث جويل صوتا يدل على التشكك ,وصار يتنقل داخل الغرفه وقد اشعل سيكارا, ولحسن الحظ فان جيمس كان يحاول التخفيف عنها ,ولم يسمع شيئا غير مناسب ,وسألها : _لماذا لم تقولي لي ذلك ؟لابد انه تغيير الجو . وسكت لحظه ثم قال : _حسنا ,ياعزيزتي ,سأضع السماعة .وعلى فكرة ,فانني انوي العوده يوم الثلاثاء بدلا من الخميس .وسأخبرك بوقت الوصول فيما بعد ,بلغي سارة حبي ,هل تفعلين ؟ _سوف افعل ,وداعا ياجيمس . _الى اللقاء ,ياحبيبتي . قالها بالالمانيه ,واردف يقول : _كما ترين ,فانني اتعلم اللغه . واجابت راشيل اجابه مناسبه ,والتفتت على مضض لتواجه جويل الذي يقف امام المدفأة ,وعلق في سخريه بارده : _حبيبتي ! قالها هو الاخر بالالمانيه ,واضاف : _ابي تحول الى عاشق في كبر سنه . واتجهت راشيل الى النوافذ تجذب الستائر ,وهي تقول : _هل ينبغي ان تكون بغيضا ؟يخيل الي انك بعدما اكتشفت نقطة الضعف في سارة تريد ان تستغلها في الاعتراض . وزفر جويل زفرة ثقيلة ,واجاب في شيء من القوة : _اعتقد انه كان من حقي ان اعرف الحقيقه عن حالتها ,قلت من قبل انها تعاني من نقص طفيف في الدم ,وكانت تلك اجابه مضلله ,سارة تحتاج الى جهاز الكليه الصناعيه ,وذلك هو السبب في دخولها المستشفى الليله الماضيه . واتجهت راشيل اليه وهي تطوي يديها باحكام : _حسنا ,سأخبرك بالحقيقه,ولدت راشيل بنقص طبيعي في كليتيها . واغتم وجه جويل وقال : !_استمري وبدت راشيل ,وكأنها تبحث عن الكلمات وقالت : _حسنا ...نحن ...انا ...لم اكن اعلم في اول الامر ,كانت تبدو طفله عاديه صحيحة البدن ,ولكنها لم تكن تنمو بما يتلائم مع عمرها .ولم يكن وزنها يزداد بالسرعة المطلوبه .ولكن ذلك يحدث احيانا مع الكثيرين من الاطفال ...ونظرا لهزال جسمها كانت عرضه للعدوى وكان اضعف فيروس يجعل حرارتها ترتفع ويجعلها تعاني من اضطرابات معويه .واخيرا اكتشفنا العله الحقيقيه. واسترخت راشيل بوهن في احد المقاعد المريحه ,وهي تحدق بلا غايه في النار المتوهجه في المدفأة ,وحركت كتفيها وقالت : _فحصها الاطباء والاخصائيون ,وبذلوا كل ما يستطيعون ولكن لم يكن ذلك كافيا على الاطلاق ,ومنذ ستة اشهر كانت تعاني من حالة عطل كلوي ,وعند ذلك بدأت جلسات التنقيه بالكليه الصناعيه . اذ ذاك اخذ جويل يقطع الغرفه جيئة وذهابا بشئ كبير من التوتر وقال : _وحتى عندئذ لم تفكري على الاطلاق في ان تطلعيني .. ونظرت راشيل اليه نظرة تدافع بها عن نفسها ,وهي تقول : _ولماذا افعل ذلك ؟لم يكن همك ...كان همي انا .فانا التي قررت ان احضر سارة الى الوجود . ولكن في مثل تلك الضروف!_ _لم تكن للضروف علاقة بأي شيء ...كانت فقط غلطه من غلطات الطبيعه ,وربما كان ذلك عقابا على فعلتي. ودمدم بوحشيه: _لا تتحدثي بمثل هذا الهراء ...ماذا فعلت غير انك هجرتني ! حسنا !وحتى ذلك ...ربما يكون بالوراثه ...من المحتمل ان ابوي ايا كانا_ ولسارة ابوان ايضا ! |
الساعة الآن 07:22 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية