منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207137.html)

سيريناد 30-09-19 06:50 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 


وبدأت تدرك انها ساذجه وغبيه الى حد بعيد ,لم يكن الزواج احد مشروعات جويل في يوم من الايام ,وكان ينبغي ان تاخذ حذرها عندما عرفت اراءه حول الاطفال ,تكلم كثيرا في تلك الايام عن اناس يعرفهم ,ويرى ان الاطفال جلبوا المذله لحياتهم ,وكان يأسف للازواج الذين يضحون بشبابهم من اجل تربية ابنائهم الذين لا يلبثون ان يكبروا ويهجروا الاباء ليعيشوا حياة خاصه بهم .وكانت راشيل تتظاهر بالموافقه بينما هي في قرارة نفسها تعلل تلك القسوة منه بحرمانه من حنو الامومه في طفولته ,فقد ماتت امه وعمره بضعة اشهر ,وكانت تعتقد انه اذا ما تم الزواج بينهما فسوف يسعى لانجاب الاطفال مثلها تماما .
وصارت تمضي وقتا طويلا في منزله ,وتعرفت على خادمه هيرون ,وبدأت تعتاد المكان.

كان جويل يعاني من حالة صداع نصفي مستمر يعاوده في رأسه ,ولم تكن النوبات تحدث على فترات متقاربه .وفي احدى الامسيات التي كان هيرون قد استأذن فيها بالانصراف ,حضرت راشيل الى المسكن .ووجدت جويل شاحبا يتصبب عرقا ,ومع ذلك كان مستغرقا في اكمال لوحة لاحد المعرض التي ستقام خلال يومين .
واقنعته راشيل بان اصراره على العمل ,وهو في تلك الحال ,يعتبر خبلا ,وانه لايمكن ان ياتي انتاجه بالدرجه المطلوبه وعليه ان يذهب الى الفراش ليسترخي ويستريح .

واقتنع في النهايه بان يفعل ذلك شريطة ان تبقى معه ,وتبقى في مسكنه ولا تعود الى بيتها قبل ان يفيق ليوصلها ,وتوجست راشيل اول الامر ولكنها وافقت بعد ان وجدته في حالة من الخوار لم تكن تتوقعها ,وتركته يستريح وبقيت هي في غرفة الجلوس .

ولم تكن لتغفر له او لنفسها قط ماحدث اذ كان شيئا ليس في الامكان تجنبه .

وفي اليوم التالي اكتشفت بالضبط كم كان ذلك الذي حدث شيئا مهما لجويل ,وعوضا عن ان يعتذر عما حدث بدا انه يعتبره مرحلة من مراحل التطور الطبيعي للعلاقه بينهما ,ولم يحاول ان يشير الى موضوع الزواج كعلاج لما بدر منه .

وشعرت راشيل بانها تحطمت وتجنبته لاكثر من اسبوع عانت خلالها عددا من الاتصالات الهاتفيه كانت في اول الامر تتخذ صيغة الالحاح ,ولكنها تطورت الى سباب غاضب بسبب مراوغتها له ,واخيرا وافقت ان تقابله وتواجهه بحقيقة مشاعرها ,كانت مقابلة رهيبه بدأها جويل بالتوسل اليها ,وانهاها بانه لم يكن بعد مستعدا لان يضحي بحريته من اجل اداب المجتمع وتقاليده ,وطلب منها ان تكون متعقله وراشده وناضجه وان تساير الافكار الجديده التي تدمغ العذراوات بالرجعيه والتخلف ,كان كل مافعله ان اعطاها درسا في التحضر !

وتبادلا الفاظا قاسيه ومؤذيه شعرت راشيل بعدها بالاسف المرير لذلك ,ولكنه قضى على ماتبقى لديها من مشاعر تكنها نحوه .

عند ذلك وبعد ثلاثة اسابيع مضت ,اكتشفت انه كان عليها ان تدفع ثمنا اخر تكفر به عن تلك الليله الطائشه ,كانت حاملا ,وبلا مال ومع ذلك صممت على الاتطلب من جويل اية مساعده .

****

سيريناد 30-09-19 06:51 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 

وافاقت راشيل من تلك الافكار واستجمعت قواها ,وابتعدت عن المكان ,وجاءتها الخواطر حول سارة وأين ذهبت مع جويل ؟ ترى هل تتعلق سارة به ؟وماذا يقول جيمس كنغدوم في ذلك ؟
كانت الساعه قد تجاوزت الثانيه عشرة بقليل عندما وصلت راشيل الى مسكنها ,ولم يكن هناك اثر للسيارة التي كان جويل يقودها يوم حضر الى لانغثويت .ودخلت الشقه ,وخلعت سترتها ,وذهبت لتعد لنفسها بعض القهوة لتشغل الوقت ,عندما قرع الجرس .وذهبت لتفتح الباب ,وهي تحاول ان تهدئ من روعها .
ودخلت ساره الى الشقه بشئ من الجلبه وهي تمسك بدميتها هيلغا في احدى يديها بينما تلوح في يدها الاخرى باحدى اوراق الرسم .كانت عينا راشيل تتركز على الطفله ولم تبرحاها الا لحظة وقعتا برغم ارادتها على الرجل ذي العينين الضيقتين الذي يقف بسخريه في المدخل ينظر اليها بشيء من الاصرار الغامض ,وعلق وهو يستند على دعامة الباب قائلا :
_هاهي سارة سالمه امنه كما ترين ,هلا دعوتني للدخول ؟
كان من العسير عليها ان تركز انتباهها ,اذ كانت سارة تشد يدها بقوة تريد ان تريها ما احضرته معها ,وقالت في شئ من التعثر :
_هل هناك ما يحملني على ان ادعوك للدخول ؟
_لا! ولكن هل هناك ما يحملك على الا تدعوني ؟
قالها جويل بحدة ودلف الى غرفة الجلوس .
واضطرت راشيل ان توجه كل انتباهها الى الطفله عندئذ, واخذت الرسم الذي كانت سارة تقدمه اليها ,واحست ان قلبها ينبض باضطراب وهي تنظر الى الصورة التي رسمها جويل ,كانت موهبته في الرسم فوق الشك .وكانت راشيل قد ابدت اعجابها بعمله ,وبسهولة اندماجه في الوانه.ولكن صورة سارة كانت تختلف بطريقة ما ,وحاولت ان تقنع نفسها ان ذلك الشعور ناشئ عن حساسية خاصة لان الصورة تمسها عن كثب ,ولانها تعرف نقطة الضعف في نسب سارة مما زاد من حدة الموضوع .ولكن المشكله كانت اكبر من ذلك. ولو اتيح لها ان تعرف الامر بطريقة افضل لعرفت انه هناك مشاعر حقيقيه وراء كل خط من خطوط الصورة ,ولم يكن باستطاعتها ان تجازف في ماهية تلك المشاعر .
وخاطبت سارة امها تعبر عن سعادتها :
_انظري ...انني ابتسم !
وضحك جويل ضحكة خرجت من انفه ,وقال :
_السبب وراء ذلك هو كمية الايس كريم الضخمة التي اكلتها .
قالها وهو يستلقي على الاريكه دون استئذان.
وتركت سارة امها وراحت نحوه وقالت :
_وفي اي حال ,فأنت ايضا اكلت واحدة .
_ولكنها لم تكن كبيرة مثل التي اكلتها انت .
_كان بامكانك ان تأكل واحدة كبيرة .كان طعمها لذيذا رغم كل شيء.
ثم سألته :
_هل صحيح ان ذلك الرجل يقوم بطهو جميع طعامك ؟
وانتفض رأس راشيل الى الاعلى ,والقت بالصورة على منضدة مجاوره وسألت :
_اي رجل ؟اين كنت ياسارة ؟
_ذهبنا الى منزل جويل ...العالي في السماء ...وصعدنا في المصعد الذي ذهب ....
وقاطعتها راشيل وهي في حاله من الروع :
_هل اخذتها الى مسكنك ؟
ونظر جويل اليها بعينين قاسيتين .وقال:
_ولم لا ؟الم تذهبي انت الى هناك مرارا ؟
واتسعت حدقتا سارة ,وسألت :
_صحيح يامامي ؟ذهبت الى هناك فعلا ؟ورأيت كل الغرف ؟
_نعم !
قالتها راشيل باختصار ولم تكن تستطيع ان تنكر ,وادركت بوضوح ان جويل كان يبين لها كيف يستطيع بسهوله ان يدمرها ,ولشد ما كان مقتها له بسبب ذلك .
وبدأ يتحدث الى سارة :
_كنت انا وامك صديقين منذ سنوات ,قبل ان تولدي .
وسألته سارة :
_هل كنت تعرف ابي؟
كانت سارة قد بلغت حدا من الاثارة ,ولكن راشيل بدأت تضيق بالموقف ,وتدخلت لتضع حدا لما يدور ,وقالت :
_بالطبع لم يكن يعرفه .سارة,حان وقت الطعام ,قولي وداعا للسيد كنغدوم ,واذهبي لتغسلي يديك ,سأعد لك بعض الحساء ,وسيكون جاهزا خلال خمس دقائق .
وبدا على سارة انها اصيبت بشئ من الاحباط ,واتجهت نحو الباب ,وقالت وهي تستند على المقبض :
_وداعا ياجويل .
وابتسم جويل ,وقال :
_الى الملتقى ياسارة .

سيريناد 30-09-19 06:53 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 

وانصرفت سارة ,ونظرت راشيل اليه ببرود ,وقالت على مضض :
_اعتقد ان من واجبي ان اشكرك على عنايتك بسارة .
ونهض جويل على قدميه ,وقال :
_اذا كنت لا تريدين ذلك فلا داع ,استمتعت بصحبتها ,انها طفله ذكيه ,ولقد وجدت صحبتها مبعثا للاثاره .
وصمت برهه وقال :
_اريد ان اراها ثانية .
وخرجت من بين شفتيها ..دون ان تفكر جيدا فيما تقول عبارة :
_لن تستطيع .
وعندما رأت صرامة ملامحه ,حاولت ان تجد الاسباب لتقنعه ,فأضافت:
_ارجوك يا جويل ان تحكم عقلك ! لاداعي لجعل الامورتسير الى الاسوء .
وسأل بقسوة :
_اليس من حقي ان اطلب معرفة ابنتي ؟
كان القميص الثقيل الذي يلبسه منفرجا يكشف عن حنجرته ,وكان يلبس سترة فاتحة اللون من قماش قطني متين وسروالا ازرق مضلعا .وكان يقف ملاصقا لها بحيث بدأت تتنسم رائحته ,واضاف :
_الا تعتقدين انك مدينة لي بالقليل من وقتها ؟
واجابت على الفور :
_انا لا ادين لك بشئ .انك تاخذ ما تريد ..انك لا تنتظر حتى تطلب .
وكان لابد لها من السقوط في ذلك العناق المؤثر الذي اكتسحها كالسيل .
_مامي؟
كانت هذه الصيحة الرقيقه التي انبعثت من ساره تعبيرا عن الاندهاش هي التي اعادت راشيل الى صوابها ,وجذبت نفسها بعيدا عن جويل ,واتجهت نحو الطفله ,وهي تصلح من شعرها باصابع مرتعشه ,وتشد السترة الصوفيه على اسفل ظهرها ,وقالت بشيء من الارتجاف :
_اذن انت هنا ياعزيزتي...ه...هل غسلت يديك؟
وزمت سارة شفتيها ,وحدقت بعبوس الى حيث كان يقف جويل خلف امها ,يصلح من شعره بيديه .
وسار جويل نحو الباب قائلا بهدوء :
_سوف اراك قريبا ياساره ,وداعا ياراشيل .
ولم تحر راشيل جوابا ,اذ لم تكن تثق في قدرتها على الكلام ,وكان كل ما تشعر به عندئذ انها تود لو انقضت عليه .بدا لها كما كان يبدو دائما ,الطباع نفسها والسلوك نفسه ,بكل اسف .
وانغلق الباب خلفه ,حولت سارة انتباهها الى امها ,وقالت بحدة ذهنها المعهوده
_لا اعتقد ان ذلك الرجل ,والد جويل ,يجب ان يراك هكذا مع جويل وحتى انا لا احب ان اراك تفعلين ذلك ,انت امي انا ولست امه هو .
واحتضنت راشيل طفلتها بين ذراعيها ,وعانقتها بقوة .وتمنت يائسه لو كان الامر بتلك البساطه .تمنت لو ان الصراع الذي كان عليها ,ان تواجهه كان مجرد صراع غيرة طفله على امها .

سيريناد 18-10-19 02:19 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 
[SIZE="6"]




٦- الصفعة



كان المساء التالي موعد دخول سارة المستشفى للعلاج. وكان المقرر أن تمضي ليلة واحده كالعادة . لكن راشيل قررت ألا تتصل بالسيدة تالبوت بالرغم من وصية جيمس ,وبغض النظر عن أي شيء أخر فهي لم تكن تعرف تلك المرأة جيدا فضلا عن أنها لم تكن مهيأة للتعامل مع غرباء في مثل تلك الظروف .وخلال فترة الصباح وصل رسول من الصالون الرمادي محملا بصناديق الثياب والأحذية والملابس التي ارتأت اريكا غراي أنها لازمة لكسوة المرأة التي ستغدو زوجة جيمس كنغدوم .وأتاح ذلك لسارة على الأقل وقتا مبهجا تفتح فيه الرزم وتخرج الفساتين وتدور بها في غرفة نوم راشيل وقد جعلت الواحدة منها تلو الأخر يتدلى أمامها موازيا لقامتها .وكانت الفكرة بان يشتري لها رجل , أي رجل ملابسها شيئا بغيضا بالنسبة إليها

لكن راشيل لم تكن قادرة على إخفاء إعجابها بكل تلك الملابس وبدلت سروالها وسترتها بقطعتين من القطيفة القطنية المضلعة بلون اخضر فريد وبلوزة لها لون ارجواني فرح .كان التحول إلى هذا الزى الجديد شيئا يبعث على الرضي ,, وعجبت بطريقة ساخرة لما يمكن أن تصنعه الثياب في مظهر الإنسان فقد بدت بالفعل اصغر سنا بكثير بل بدت كذلك اقل نحافة .وقررت أن تخرج مع ساره لمشاهدة معالم المدينة في فترة ما بعد الظهر , ولم تكن سارة قد شاهدت بعد مبنى البرلمان أو قصر بكنغهام .بل تاقت نفسها إلى أن تسير في حديقة سانت جيمس بارك وتطعم طيور البط التي تسبح في البحيرة وتستمتع بشمس الربيع التي تومض من خلال الأشجار وتحدثت راشيل إلى سارة عن حياتها في لندن عندما كانت طالبهوعبرت ساره عن أمنيتها في أن تصير طالبة في يوم من الأيام .وعندما رجعا كانت السيدة تالبوت مديرة منزل السيد جيمس كنغدوم هناك , ولم تكن قد ضيعت وقتها سدى أثناء غيابهما إذ كان الأثاث نظيفا لامعا وأواني الطعام الذي تناولاه ظهرا وضعت نظيفة في مكانها الأصلي .وأحست راشيل بشيء من الغضب والإحباط عندما اتضح لها أن جيمس قد أعطى تلك المرأة مفتاحا لشقتها , وأدركت انه كان يسخر منها عندما كان يأتي ليدق جرس مسكنها وينتظر حتى تسمح له بالدخول .وابتسمت السيدة تالبوت ابتسامة فيها شيء من الاعتذار وحيتهما بأدب :

"طاب يومك سيدة غليمور , أهلا سارة ."وأخذت تمسح يديها في الثوب الفضفاض الأزرق الذي كانت تلبسه فوق ملابسها , وقالت :" أرجو ألا أكون قد تجرأت بعض الشيء يا سيدة غليمور . لكنني انتهيت للتو من القيام بشيء من ترتيب المنزل ."وترددت راشيل , ثم قالت بلهجة أكثر حدة:" كيف دخلت هنا يا سيدة تالبوت ؟"وهزت مديرة المنزل كتفيها , وقالت :" ترك لي السيد ... مفتاحا ."" صحيح ؟"وأخذت راشيل تفك أزرار سترتها الناعمة وخلعتها ووضعتها على ظهر الكرسي , وأيقنت أن السيدة تالبوت لم يكن لها ذنب في الموضوع , ولكن ذلك لم يكن يهون من الواقع .واتجهت إلى سارة وبدأت تعاونها على خلع سترها , وجاءت السيدة تالبوت تقول :" هل اعد لك فنجانا من الشاي ؟"ونصبت راشيل قامتها , ثم تنهدت بشيء من الاستسلام , وقالت :"ولم لا ؟"ونظرت سارة باستغراب إلى أمها عندما انصرفت السيدة تالبوت لتعد الشاي وقالت :" لماذا هي هنا ؟"" اوه , جاءت لتساعدني في أعمال المنزل . هيا اغسلي يديك بسرعة , اعتقد انك تحبين أن تأكلي بسكوته وشيئا من الحليب ؟"وأومأت سارة بالموافقة , وهرولت إلى الحمام بينما استجمعت راشيل ما بقي لديها من رباطة جأش واتجهت إلى حيث كانت السيدة تالبوت , تهم بسكب الماء المغلي في براد الشاي , وقالت راشيل بهدوء :

" انظري ... إنني آسفة إذا كنت قد أبديت بعض الخشونة ولكنني لم أكن اعلم أن جيمس يملك مفتاحا للشقة ."وأكملت السيدة تالبوت صب الماء المغلي , وقالت :" حسنا , يا سيدة غليمور . فهمت انك لم تكوني تعرفين بسائر الترتيبات التي وضعها السيد كنغدوم ولكنه قال انه أخبرك إنني أبيت هنا عندما تكون سارة في المستشفى ."وتنشقت راشيل نفسا عميقا وقالت :" افهم ذلك . ولكن كيف عرفت أن سارة ستدخل المستشفى الليلة ؟""تأكد السيد كنغدوم من مستشفى سانت ماثيوز قبل ان يسافر "وأومأت راشيل بالموافقه وقالت :" بالطبع ... لابد أن يفعل ... أوه ... حسنا ... أن علينا أن نحتمل ."وبدا على السيدة تالبوت أنها أحست بشيء من الارتياح وقالت :" إذا أوضحت لي مكان نومي , فسأذهب إلى غرفتي وأترككم بسلام ."

وهزت راشيل رأسها وقالت :" أوه لا تكوني بلهاء , لابد أن نتناول الطعام معا , واعتقد انك تفضلين مشاهدة التلفزيون على أن تقيمي في غرفتك طوال الليل ."وابتسمت تالبوت وقالت :" لا مانع لدي من ذلك ... ولكن لا تشغلي نفسك بي .. فإذا أردت الخروج أو زيارة الأصدقاء ."واستدارت راشيل حتى لا ترى المرأة الأكبر وجهها وقالت :" ليس لي أصدقاء في لندن يا سيدة تالبوت ."ودق جرس الهاتف بينما كانت راشيل تساعد سارة وهي تضع بعض مقتنياتها في حقيبة السفر المصنوعة من القماش , وكانت تالبوت في غرفة الجلوس , ولذلك أجابته وجاءت إلى باب غرفة نوم سارة بشيء من الدهشة وقالت في ادب :" انه السيد جويل , هل تردين على المكالمة ؟"واحمر وجه راشيل . كانت عندما سمعت الجرس يدق تظن أن المتكلم إما يكون جيمس أو سكرتيرته . ولكن ماذا كان يريد جويل ؟ أم انه اكتشف السبب الحقيقي لزواجها من جيمس ؟كان من الصعب عليها أن تنهض على قدميها وتسلك كما لو أن شيئا عاديا أن يطلبها ابن زوجها على الهاتف .وسارت راشيل مسرعه الى غرفة الجلوس تاركة السيدة تالبوت مع سارة ورفعت السماعه , وقالت :" نعم ؟"وكان صوتها ينم عن اضطرابها , ورد جويل :" آسف لم أكن اعرف أن معك كلبا للحراسه ."

وتجاهلت راشيل لهجته الساخرة وقالت :" ماذا تريد ياجويل ؟"" أريد أن أتحدث معك يا راشيل ! كنت سأقترح أن احضر إليك بعد أن تنام سارة , ولكن يبدو أن ذلك مستحيل الآن "وصمت برهة". ومع ذلك وبما أن لديك من يقوم برعاية الطفلة بصفة مستمرة , فأنني اقترح أن نتناول العشاء سويا ."" لا ... أشكرك ياجويل !"وطقطق بلسانه وقال :" ولكنك لا تستطيعين ان ترفضي اقتراحي هكذا , فلا بد أن نتحدث وإذا أردت أن احضر إليك ... ."واجابته بيأس :"انت تعرف انه لا يمكنك هذا .""حسنا ! ... معقول ... وإذن ماذا تقترحين ؟""لا استطيع ان اقترح شيا ."ونظرت في ضيق خلفها وأكملت :"هل يمكنك أن تطلبني غدا , يا جويل !"" لماذا هل سيكون كلب الحراسة قد انصرف عندئذ ؟"" سوف تتركنا السيدة تالبوت صباح الغد ."" الايكون هذا أضاعه لأحدى الفرص ؟""لا استطيع أن أراك الليلة .""إذا كنت تصممين "وسكت لحظة" إذن فأنني ادعوكما أنتما الاثنين غدا على وجبة الظهيرة ".."لا اعرف ياجويل !"" عند الحادية عشر و نصف , ياراشيل ".قالها بشيء من التصلب ." سوف أطلبك على الهاتف ."/SIZE]

سيريناد 18-10-19 02:23 PM

رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
 
ووضع ألسماعه , وأعادت راشيل السماعة إلى موضعها , ووقفت تحدق إلى الهاتف ثوان , ثم قفلت راجعه الى غرفة سارة , وهي تتنهد . كان شيئا شديد الإيلام لـ راشيل دائما أن تترك سارة في المستشفى وعلى الأخص في هذه المرة , إذ كانت كل الممرضات غريبات عليها ,وكانت سارة تبدو ضعيفة ضئيلة في سرير المستشفى العالي الذي كان يعتبر الماكينة التي حفظت لها حياتها طوال الشهور الـستة الأخيرة , وكأنه يتغذى عليها كمصاص ضخم للدماء .ولكن ذلك التشبيه لم يكن عادلا , فالواقع أن سارة هي التي كانت تأخذ دماء عيناتها من الآلة . ورجعت راشيل بعد ذلك إلى الشقة تسير ببطء على قدميها وهي غير راغبة في أن تتواجد مع السيدة تالبوت . وتمنت لو كانت تملك سيارة تقودها خارج المدينة بعيدا عن الشقة التي تجسد بقسوة فكرة ارتباطها بجيمس .كانت تقترب من الشارع الصغير حيث يقع بيتها ومرت بجوارها سيارة سبور خضراء قاتمة توقفت فجأة أمامها , واعترتها الدهشة عندما وجدت النافذة القريبة منها تنزل , ووجدت نفسها تطالع ملامح اريكا غراي , ولم تدهش عندما انفتح باب السائق بقوة , وخرج منه رجل ,هو جويل .ودار حول السيارة متجها إليها , كان وجهه متجهما ومتصلبا , وسألها باقتضاب :" ماذا تفعلين ـ يا للشيطان ـ بالتجوال في الشارع في هذا الوقت من الليل ؟"كان جذابا يميل إلى السمرة , يرتدي بذلة عشاء من المخمل الأحمر الداكن . واعترى راشيل نوعا من الانزعاج , وقالت في شيء من الدفاع عن النفس :"الوقت ليس متأخرا بعد ... ثم إن هذا أمر لا يعنيك ."ونظرا لأن جويل كان يدرك أن اريكا تستطيع أن تسمع كل كلمة يقولانها اكتفى بزم شفتيه , ولكن عينيه كانتا تتوعدان المحاسبة فيما بعد وقال :"اصعدي إلى السيارة سنوصلك إلى البيت ."وأجابت في شيء من التوتر :" أشكرك, لم يبق لي سوى ياردات قليلة ."
وعندما أدركت أن اريكا تشعر بشيء من الغضب أكملت :" كان الجو جميلا في المساء , وأحسست برغبة في المشي . طبت مساء .. طبت مساء يا آنسة غراي ."وتقوست أصابع جويل حول زندها ليمنعها من التحرك وقال :"انتظري !"كان قد اقترب منها وكان بوسع راشيل أن تحس بدقات قلبها في أذنيها , ومست أصابعها قماش سترته الناعم , واخترقت عيناه الجريئتان الثاقبتان عينيها وقال :" هل أكلت ؟"وحاولت راشيل أن تومئ برأسها :" نعم بالطبع ."وجذبت عينها بعيدا عن وجهه وقالت :" هل يمكن أن انصرف ألان ؟"وشدد جويل ضغط أصابعه على ذراعها عن عمد . وأخيرا وبإشارة تنم عن السخرية تركها تنصرف , ورجع إلى السيارة وقال :" سوف ننتظر حتى تدخلي المبنى"وأسرعت راشيل حول ناصية الطريق , ودخلت المبنى وكانت على وشك البكاء بغباء , وحاولت أن تقنع نفسها بان ذلك نتيجة لقسوته المتعمدة , لكن التعذيب الداخلي الذي تشعر به كان شيئا اكبر بكثير من الألم الجسدي .وحدثت نفسها بمرارة , كان يعتقد أن بإمكانه أن يخرج من الموقف بأي شيء وكان على الأغلب يحصل على ذلك الشيء .وحاولت أن تتنشق أنفاسا مهدئة , ثم بدأت تصعد الدرج إلى شقتها في ذلك الوقت , فقد دق جرس الهاتف بدقائق قليلة وكان المتحدث هذه المرة هو جيمس وقال :" تصورت انك لن تتغيبي كثيرا . هل استراحت سارة في المستشفى ؟"" نعم للغاية , كيف حالك ؟""أوه , إنني بخير , ومشغول جدا بالطبع . هل حضرت إليك السيدة تالبوت ؟"
وكانت السيدة تالبوت تشاهد البرنامج التلفزيوني في الركن الآخر من الغرفة وقالت :"نعم ... هي هنا ."" حسنا , فأنا لا أحب أن أفكر انك وحيده في الشقة ."وعلقت راشيل بجفاف :"سارة لا تصلح حارسا !؟."ولكن من وجهة نظر جيمس ربما كانت سارة بالفعل حارسا في بعض الأوقات , والأمر يتوقف على ما يريد المرء أن يحرسه , وأجاب :" اعرف , ولكنني ظننت انك تقلقين عليها أكثر إذا كنت وحيده ."وسألته وكأنها تريد تغير الموضوع :" متى تعود ؟"وصمت لحظة ثم أجاب :" يوم الخميس المقبل على ما اعتقد . لماذا ؟ هل اشتقت إلي ؟"ونظرت راشيل مرة أخرى تجاه السيدة تالبوت وبدا صوتها قاسيا شيئا ما , وهي تقول :" بالطبع ."وأراد أن يستثيرها فقال :" لا تتظاهري بأنك متحمسة لهذه الدرجة بهذا الخصوص . هل السيدة تالبوت معك ؟"واصطنعت راشيل شيئا من الاسترخاء وقالت :
" نعم , إننا نرقب البرنامج التلفزيوني ."وعلق بشيء من التردد :"افهم , هل رأيت جويل ؟"وفقدت شعورها بالاسترخاء , وتصلبت أصابعها حول السماعة وفكرت في شيء من الغيظ : لابد انه تحدث بالطبع مع سكرتيرته خلال اليومين الماضيين ,وأجابت في حرص :" نعم رأيته ."" متى ؟"" ألا تعلم ؟ لقد جاء إلى الصالون الرمادي ليزور السيدة غراي بينما كنا هناك ."" صحيح ! ماذا كان يريد ؟"وكزت راشيل على شفتها السفلى بشيء من الألم وقالت :" قلت لك انه حضر لزيارة الآنسة غراي"وساد صمت ثم قال جيمس :" آمل ألا تخبري جويل بشيء عن مرض سارة ."" ولماذا اخبره ؟"" فعلا , لماذا ؟ انك تعلمين بالعلاقة بينه وبين اريكا ألان أليس كذلك ؟"
ولعقت راشيل شفتيها وقالت :" لا اعتقد أن هذه المسائل تعنيني ."وأبدى موافقته قائلا:" لا , ربما لا , اعتقد انك تعرفين تماما طبيعة ابني , وتعرفين ما يريده من أي امرأة ."" لا داعي لأن تشرح لي يا جيمس , أنا لست بلهاء تماما ."" لا عزيزتي , غير أنني اشعر انه من واجبي أن أحميك "وسمت لحظة" والآن ولأسباب أخرى أكثر أهمية , قررت أن من الخير أن نعلن خطوبتنا الرسمية قبل , قبل عملية سارة ."وصدمت راشيل للنبأ , قالت :" قبل ؟"وأجاب جيمس بما ينم عن أعمال الفكر :" نعم , وفي أية حال فانك كخطيبة لجيمس سوف تحصلين على ميزات معينه , بل إن الأمر يبدو لي انه الترتيب الأكثر ملائمة من زوايا متعددة . فنحن لا نريد أن يظل هذا الأمر سرا يا راشيل , وهناك بعض الإجراءات الرسمية ينبغي أن أقوم بها . وفكرت أن نعقد اجتماعا بسيطا في أي مكان وليكن فندقا مثلا , وتعلن الخطوبة رسميا في حفل عشاء , ما رأيك ؟"" لا اعرف فيما أفكر ." وكان في ذلك على الأقل شيء كبير من الحقيقة . ثم أضاف :" كلما تم تقبل جويل وفرنسيس لفكرة إتمام هذا الزواج في وقت أبكر كنت أكثر ارتياحا لذلك , وعندما تصل سارة إلى الحالة التي تستطيع فيها أن تحتمل السفر نقيم حفل زواج هادئ قبل أن نسافر إلى لياركوس."وكان قد مضى على راشيل فترة طويلة ظلت فيها صامته لدرجة انه قال:" راشيل ؟"وكان عليها أن تجد شيئا ترد به بسرعة وقالت ببطء :
" اذا كان هذا هو ما تريد ؟"وسألها بحده :" أليس هذا ما تريدينه أنت أيضا ؟"وأسرعت تطمئنه :" إنني فقط أفكر في مقابلة كل أصدقائك ومعارفك , ترى ماذا سيكون رأيهم فيّ ؟"واختفت نغمة القلق القصيرة من صوته وقال :" يا عزيزتي ... سيصاب الجميع بالدوار من الحسد . هل وصلتك بعض الملابس من صالون اريكا ؟"وهدأت راشيل من صوتها وقالت :" ملابسي ؟ لم يكن لدي ادني فكرة أن امرأة واحده يمكن أن تمتلك كل تلك الملابس ."وظهر انه قد سر بذلك , وقال :" وسوف أراك تلبسينها , هل تقابلينني في المطار عند عودتي ؟"" إذا كنت تحب أن افعل ذلك ."" بالتأكيد ."وتنهد بشيء من الأسف وقال :" وألان علي أن انصرف .. إنني أتكلم من بيت السيد هارتز وهو احد المندوبين في المؤتمر الذي احضره , ولست على ثقة من انه سوف يرحب بهذه المكالمة على قائمة الحساب ... بلغي سارة حبي عندما ترينها في الغد , واخبريها إنني سأحضر لها هدية خاصة ".


الساعة الآن 09:18 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية