اقتباس:
على فكره انا كنت حابه اسالك شي .. في مشرفه راسلتني عشان اعمل ملخص للروايه عشان تعرضها ويزيد عدد القراء .. بس انا ما قدرت ارجع لها رد لاني لسه ما بقدر اسوي رساله خاصه ههههههههه فكيف اعمل لو سويت الملخص عادي يعني لو حطيته هنا مثلا .. ------------------- اقتباس:
تسلمي حياتي على متابعتك لي وان شاء الله البارت الاخير ينال اعجابك انا الان بنزله باذن الله .. |
اه صحيح حبيبه قلبي عمر همس الدموع .. عن جد مشكوره على الرساله الخاصه يا عسل بس انا ما قدرت ارد عليك بالخاص لاني لسه ما بقدر اعمل رساله خاله .. كل عام وانت بخير حياتي .. واتمنى البارت الاخير ينال اعجابك ..
وفي امان الله غاليتي |
(16) ملاك حبي أنا لم تعد نور تملك القدرة على التفكير .. وسط كل هذه الأحاسيس العنيفة التي تهز كيانها .. بينما كفي حسام الدافئتين تحتضنان وجهها برفق .. وجاهدت كي تستطيع تمالك نفسها مع هذا الشعور بالخدر .. وفي اللحظة التي أبعد شفتيه عنها سمعت باب الحجرة يفتح .. لتقترب منهما خطوات سريعة .. تلتها قبضه وجهت لكمه قويه ومفاجئة نحو حسام .. انتفضت نور من الرعب خصوصا عندما سمعت حسام يتأوه من الألم .. ولكن في نفس الثانية التي ميزت وجه سامح والذي كان الغضب يشتعل في عينيه البنيتين .. احكم حسام قبضته وأعاد لكمة أكثر قوة لأخاه .. توقف نبض قلبها وكأنه يحبس أنافسه معها .. لهذا التحول السريع في الأحداث .. وفجأة وجدت نفسها تقف مشدوهة بينهما .. صرخ سامح وهو يضغط على أسنانه بعصبيه بالغة : - هل تخدعني يا حسام ؟. رد عليه حسام بنفس تلك الطريقة المحتدة .. كان شكله مخيفا .. فهي المرة الأولى التي تراه غاضبا إلى هذا الحد : - إياك أن تخطئ يا سامح . كانت نور تتوسلهما من خلال دموعها كي يكفا عن هذا الصراع .. ولكن سامح أسترسل بصراخه مهددا .. ويبدو أنه لم يعد يرى سوى حسام الواقف أمامه : - تأكد من أني لن أغفر لك هذه الفعلة . - مؤكد أنك فقدت عقلك .. إنها زوجتي . ألقى حسام كلمته الأخيرة وكأنه يوجه صفعه لأخاه .. لكن سامح تساءل باستفزاز لا يخلو من الغضب : - ومنذ متى صارت كذلك .. - لم يعد هذا من شئنك .. إنها كذلك .. وستبقى . ضحك سامح بسخرية وتقدم من حسام ليستفزه أكثر بكلامه الواثق : - ليس أنت من يقرر هذا أيها الطبيب . شعرت نور بالدماء تغلي في عروقها .. ودون وعي منها دفعت بجسدها الرقيق وسطهما محاوله تفريقهما .. تجاوب حسام مع قوتها الضئيلة ورجع خطوه للخلف .. فوقفت هي بينهما صارخة : - هذا يكفي .. هل ستتقاتلان في المشفى ؟. لم يلتفتا إليها .. وظل كل واحد منهما يرمق الآخر بنظراته الحاقدة .. كانت هي تدير ظهرها نحو حسام .. وبدأت تحدث ذلك الغضب أمامها بهدوء : - إنه زوجي يا سامح . اتسعت عينيه البنيتين من شده الدهشة .. وركزهما عليها .. فعاودت حديثها وهي تحاول منع دموعها .. كفاها ضعفا .. وكفاها خلطا للأمور .. يجب أن تقسي على قلبها الرقيق .. فهي تسبب الدمار لثلاثتهم : - إنك شاب كامل . قالتها بابتسامه صادقه .. فتعقدت حاجبيه ولم يعد يفهم شيئا .. لكنها راحت تخبره برفق : - نعم أنت شاب مميز .. وكامل .. ولقد أحببتني لأنك تبحث عن فتاه صالحه لتضيف مزيدا من الكمال على حياتك . - ما الذي تقصدينه يا نور ؟. - ما اقصده هو أن الله مؤكد سيكرمك بتلك الفتاه .. والتي لم تعد تشبهيني أبدا .. فأنا لم أعد مناسبة لك . تقدم سامح منها محاولا لمس خدها : - لكني احبك أنت يا نور . ابتعدت نور بسرعة للخلف هربا من أنامله الممتدة نحوها .. ودون إدراك منها شبكت أناملها بكف حسام .. الذي ضغط على يدها الصغيرة .. زم سامح شفتيه ولم تعجبه الطريقة المستنجدة لنور وراح يحدثها بعد أن رقت ملامحه : - أنا لا اهتم يا نور .. حقا لا اهتم بمرضك .. ولا بهذا الزواج .. أنا أحبك وأتقبلك مثلما أنت. - أنا أسفه يا سامح . ظل سامح ينظر إليها ببلاهة .. بينما أردفت هي موضحه : - أنا حقا أسفه على كل ما سببته لك من ألم .. كنت مخطئه منذ البداية .. منذ أن سايرت حبك نحوي .. فلم أكن أعرف في ذلك الوقت أن قلبي ليس ملكا لي . لتلك اللحظة لم تكن قد رفعت عينيها لرؤية حسام وظلت كذلك .. فحديثها عنه جعل الخجل يسري كالمخدر في عروقها : - فهو ملك لحسام .. لزوجي .. وعشقي الوحيد . كانت تشعر بلذة غريبة وهي تنطق كلمه زوجي .. ووجدت نفسها تسترسل بالحديث دون وعي منها : - معه رأيت وجوه مختلفة للحب .. فعشقه لي لم يكن مقتصرا بصفه الحبيب .. ولطالما أحببته أنا بكل تلك الصفات .. ولكني لم أدرك ذلك سوى مؤخرا . غلى قلب سامح وهو يرى نور تتحدث بكل هذا الإحساس .. حاول التكلم ولكنه تراجع وخرج صافعا الباب ورائه .. انهمرت عيني نور بدموعها الحبيسة .. كان الموقف مؤلما جدا بالنسبة لها .. ها هي في كل مره تجرحه .. ليتها لم تتجاوب مع حبه لها .. ليتها استطاعت الحفاظ على الأخوة التي تجمعهما .. ولكنها ليست نادمه على ما قالت .. لقد تحدث قلبها قبل لسانها .. أدارها حسام لتقابل عينيه .. لم ينطق بشيء لكنه مسح دموعها .. احتضنها وراح يربت على رأسها الساكن فوق صدره .. كان يشعر براحة عجيبة أفتقدها منذ زمن .. بل بحث عنها طويلا .. لفت نور يديها حول وسطه لتحدثه من خلال نشيجها : - أنا أحبك يا حسام .. أحبك . - وأنا أيضا أحبك .. صغيرتي . تشبثت فيه نور وهي تعلق عينيها السوداوتين الواسعتين بعينيه : - عدني بأنك لن تتركني أبدا .. فأنا لا أقوى على فراقك . شدها حسام نحوه بقوه .. ودفن وجهها في حنايا صدره .. وكأنه يتمنى سجنها بين ذراعيه إلى الأبد : - وهل أملك أنا القدرة على ذلك ؟. بعد أن هدأت أخذها إلى البيت .. وفور وصولهما لم يتحرك من مكانه .. التفتت إليه نور متسائلة فأجابها بهدوء : - أحكمي إغلاق الباب ورائك . - إلى أين ؟. كان الرعب يتخلل صوتها .. فابتسم لها مطمئنا وهو يأخذ يدها ويطبع قبله دافئة عليها : - لا تقلقي صغيرتي .. ولكن يجب علي أن اذهب للمطار . فهمت نور بان حسام يود اللحاق بسامح .. كانت تعرف مدى حنانه .. ولم تستطع منعه .. نزلت بهدوء مودعه له : - فلتنتبه على نفسك أرجوك . سار حسام بالسيارة فور اطمئنانه على نور .. كان لابد أن يلحق بسامح .. لقد ألمه هذا اللقاء الأخير .. فبالرغم من كل شيء لم يطلب سامح شيئا مما حدث له اليوم .. كما أنه يحب أخاه .. ولا يستطيع العيش مع هذه القطيعة البغيضة .. وجده يجلس على أحد كراسي الانتظار .. كان ينقر على الأرض بإحدى قدميه بعصبيه .. وهو يتأمل نقطه بعيده بعينيه الشاردتين .. جلس حسام بجانبه بهدوء .. وما أن شعر به سامح حتى زاد التوهج الغاضب على ملامحه : - ما الذي جاء بك إلى هنا ؟. - ألا يحق لي وداع أخي الصغير ؟. زفر سامح بسخرية .. ورد بحده : - لا تتساخف يا حسام ؟. - بل كف أنت عن هذا العناد .. أنا لن أضيع سنوات من عمرنا في قطيعه .. ندرك كلانا بأنها ستنتهي يوما ما . ظلت ملامح سامح معقده مثلما هي ولكنه تساءل بهدوء اكبر : - وما هو المطلوب مني الآن ؟. زم حسام شفتيه بيأس وشعر بأن أخاه لن يستمع إليه مطلقا .. رقت ملامح سامح قليلا وأردف قائلا : - أتعرف .. معك حق . ظل حسام صامتا .. واستند بظهره على ذلك الكرسي بقاعه الانتظار .. مثلما فعل سامح .. بدا على سامح الشرود .. ولكنه تحدث أخيرا : - لقد آلمني كثيرا ذلك البريق في عينيها وهي تتحدث عنك .. لطالما شعرت بتعلقها الغير مفهوم بك .. وكأنكما شخص واحد لا يستطيع احد الفصل بينكما . ابتسم حسام وهو يشرد مع أخاه .. وراح سامح يسترسل في الذكريات : - كانت دائمة اللجوء إليك .. كنت تعرف أدق تفاصيل حياتها .. حتى أنها كانت تحتمي بك من عقوبات عمنا حسام على شقاوتها الطفوليه .. التفت إليه سامح ببعض الاستغراب : - لقد كنت مسئولا عنها نوعا ما .. وكنا نشعر أن حبك لها شيئا طبيعيا .. لم أكن أتخيل أنك تعشقها لهذه الدرجة . تغضن وجه حسام عندما تذكر يوم أن اتصل به سامح للندن يخبره بحبه لنور .. ولكنه أجاب بهدوء متجاهلا ذلك الإحساس القاسي : - كنت أريد أن أصبح رجلا يليق بها . خفض سامح رأسه خجلا .. كان الحديث ينساب بسلاسة بين الأخوين .. كم اشتاق لهذا الإحساس الأخوي الدافئ .. لطالما كان التعامل مع حسام لطيفا .. أردف وكأنه يحكي لنفسه : - أنا لا أنكر أن حياتي لم تتوقف بعدها .. لا يعني هذا أني لم أحبها .. ولكن ليس بالقدر الذي تستحقه هي .. أو بمعنى اصح ليس بمثل هذا الحب الذي ينبض في عينيك يا حسام . رمقه حسام بنظره محبه وحدثه بصوته الهادئ : - أنا اشكر لك هذه الصراحة . أعلنت الطائرة اليمنية ندائها على ركابها .. فوقف الأخوين بشكل تلقائي .. أبتسم سامح ولم يخفى على حسام ذلك الألم الكامن في عينيه البنيتين : - فليبارك لك الله يا أخي .. ولتحرص على .... قطع حديثه ضاحكا : - اعتقد انه لا يجب علي توصيتك على نور . لم يرضى حسام باليد المصافحة والممدودة أمامه ولكنه امسكها ليجذب أخاه إلى حضنه .. شدا على بعضهما وحدثه حسام هامسا : - فلتنتبه لنفسك يا أخي .. ولتكف عن نزواتك الطائشة . أردف حسام بمرح أكبر بعد أن أخجلت كلمته الأخيرة سامح : - هيا أذهب الآن قبل أن أطردك بنفسي .. ولا تعد مجددا إلى لندن . - ألا تنويان الرجوع لليمن . قلب حسام شفتيه مجيبا : - يجب أن تنهي نور سنتها الدراسية أولا .. ربما نأتي للزيارة في الصيف .. لكن حاليا بلغ سلامنا للجميع . خرج حسام من المطار والرضا يفعم قلبه .. لم يتوقع مثل هذا الوداع الهادئ .. ولكنه رغم ذلك لم يستطع منع نفسه من اللحاق بأخيه .. كان يقود السيارة بسرعة .. لم يكن التهور طبعه لكنه كان يشعر باشتياق شديد لنور .. وكأنه لم يراها منذ دهور .. ------------------------- في تلك الأثناء كانت نور تغالب توترها بترتيب البيت .. وراحت تدور بالبخور في أرجاءه .. من ثم اغتسلت وارتدت فستانا لطيفا أبيض اللون .. زاد من نقاء وبرائه شكلها .. جعلت خيوط الدخان العطرة المتصاعدة من قطع البخور تتخلل شعرها الأسود الطويل .. كانت تعرف أن حسام يعشق تلك الرائحة .. كما أنها تركت خصلاتها تتناثر بإهمال حول وجهها وترقد على كتفيها وصولا إلى نهاية ظهرها .. وبعد أن أتمت زينتها جلست تحصي الثواني .. كان شعورها مختلف .. وانتظارها لحسام مختلف أيضا .. تلك اللهفة التي لطالما تجاهلتها .. صارت تستطيع تفسيرها بوضوح الآن .. إنها تتوق للقاء ذلك الحبيب الهادئ الصبور .. كانت تشعر بالأسى على حال سامح .. ولكنه لم يعد يشغل تفكيرها منذ أن قرر حسام اللحاق به .. فهي تدرك مدى حنان حسام .. وتثق بكل تصرفاته .. فتح الباب فأسرعت نحوه لتستقبل العائد .. ونار الشوق تلهب صدرها .. قسماته الهادئة أشاعت في نفسها السرور .. لكنها سرعان ما خفضت عينيها بخجل تحت لهيب نظراته .. تقدم حسام منها بحذر وهو يقبل كل جزء فيها بعينيه الهائمتين : - نور .. أهذه أنتي ؟. ابتسمت بعد أن ذكرها سؤاله بيوم عقد قرانهما .. دائما ما يشعرها حسام وكأنه يراها لأول مره .. رفعت عينين قلقتين له .. وراحت تتحسس تلك الكدمة الخضراء بجانب خده : - هل أنت بخير يا حسام ؟. لم يجبها ولكنها جذبها نحوه وأخذها بحضن طويل .. شعرت نور بتوقف عقارب الزمن .. ولم تعد تدرك الثواني إلا من خلال خفقات قلبيهما .. مرغ حسام وجهه بين خصلات شعرها .. وهمس في أدنها بعد أن اخذ نفسا عميقا من ذلك العبير المحبب : - أنا بخير .. ولكني اشتقت لك كثيرا . كانت تشعر بالمثل نحوه .. تفهم ما يقصده .. لكنها حدثته مشاكسة : - لكني أمامك . أبعدها حسام برفق وهو يرمقها بنظره جعلت الحياء يهز كيانها : - وهذا تحديدا ما يزيد شوقي لك . حملها بذراعيه .. وجلس على إحدى الكراسي في الصالة ليجلسها بحضنه .. ظل صامتا يداعب خصلات شعرها .. ويتحسس تلك الحمرة التي غزت وجنتيها بأنامله : - سامح يبلغك سلامه . - حقا ؟. - نعم .. لقد سارت الأمور بيننا بشكل لطيف وغير متوقع . تنهدت نور براحه .. وظلت عينيها معلقتين بعيني حسام وهي تعاود لمس خده المصاب برفق : - حمداً لله على ذلك .. هل تؤلمك ؟. اخذ حسام كفها الرقيقة .. وأخذ يقبل باطن يدها قبلات كثيرة ولطيفه .. شعرت نور بالدغدغة .. لكنها لم تضحك كانت دغدغه لطيفه جدا .. لذيذه جدا .. تعجبت من نفسها .. كم كانت تغفل عن هذه الأحاسيس العنيفة .. والتي لم تشعر بها إلى في هذا الحضن الدافئ .. أسندت رأسها على كتفه باسترخاء .. وضمها حسام نحوه بذراعه .. بينما أنامل يده الأخرى صارت تلعب الآن بأناملها الرقيقة : - لطالما انتظرت هذا اليوم .. وكنت موقنا من مجيئه . ابتسمت نور ولم ترفع رأسها من على كتفه وهي تتساءل بدلال : - أي يوم ؟. - أن أرى الحب يصرخ في عينيك .. أن أسمع لخفقات قلبي صدى في صدرك . مؤكد أنها لم تذق الخمر من قبل .. لكنها باتت الآن تشعر بنشوة السكران إثر هذه الكلمات الحالمة التي تسمعها بصوت حسام العميق .. أردف هو يحدثها بمرح : - هل تعلمين منذ متى أحببتك ؟. - متى ؟. - منذ 21 سنه . رفعت نور رأسها باستغراب وهي تغالب ضحكتها : - هل تمزح يا حسام ؟. - لا صغيرتي . - قبل 21 سنه كنت في بطن والدتي . - نعم أعرف .. لقد أحببتك منذ ذلك الوقت . ظلت نور تضحك .. فضحك معها .. وهو يحدثها مبررا : - لم يكن لدينا أخوات .. وكان لدي إحساس قوي بأن مولود عمي حسام سيكون فتاه .. كنت أتشوق للقائك كثيرا .. ولطالما وجدت لذة في الاستماع لك وأنت في بطن الخالة حياة . رفعت نور حاجبيها وشعور ممتع يلفها .. لم يحدثها احد من قبل عن هذا التعلق الطفولي لحسام بها : - أحقا ما تقول ؟. - نعم .. لقد كانت الخالة حياة تشكي لي كل ما تقومين به من ركلات .. لذلك كنت اربت على بطنها واعدك بأشياء جميله إذا أصبحت فتاه مطيعة . كانت نور تستمتع بحديثه .. وعادت تتساءل بعد أن نقلها حسام لعالمه الجميل : - وهل كنت استمع لكلامك ؟. - لا أعرف .. ففي تلك الفترة لم تكوني تجيدين التعبير عن مشاعرك سوى بالركلات . ابتسمت نور بخجل .. وعادت تتوسد كتفه .. وهمست له : - ماذا أيضا ؟. - استمتعت بكل دقيقة من طفولتك وصباك .. حتى أضحيت شابه فاتنة .. تزداد جمالا يوما بعد يوم .. كنت أغار عليك كثيرا من تلك النظرات المختلسة والتي ترمقك في الطريق .. لكنك لم تبالي أبدا بها . تنهد حسام قبل أن يكمل حديثه : - كم كانت قاسية تلك السنوات التي ابتعدت بها عنك بسبب دراستي هنا .. لكن الأقسى فرحه سامح وهو يكشف لي عن قصه حبكما . شعرت نور بغصة في حلقها .. إنها تعرف بأن حسام لا يلومها على شيء كما أنها لم تقم بأي تصرفات طائشة باسم الحب .. وهذا ما جعل سامح يضيق منها ويكثر من اتهامها بأنها لا تحبه .. كم كان محقا .. فهي تحبه ولا تزال .. لكنها تدرك الآن اختلاف المشاعر بين حبها الأخوي له .. وتلك الأحاسيس الذي تتفجر بداخلها بلمسه من أنامل حسام .. تساءلت بصوت ضعيف : - هل غضبت ؟. أجابها حسام بأسى .. بعد أن فقد السيطرة على مشاعره .. فراح يحدثها بعفويه بالغه : - بل كدت أموت .. حتى أنني فكرت أن أعود لليمن وأتقدم لخطبتك .. لكني خفت أن أخسرك نهائيا .. ذلك الإحساس المؤلم بأن أفقدك جعلني أفكر بعمق أكبر .. كنت أحبك .. لا بل أعشقك .. ولم يكن هنالك من شيء سيغير ذلك الشعور بداخلي . ضغط حسام على جسدها الناعم بين ذراعيه .. وكأنه يؤكد لنفسه أنها أصبحت ملكا له الآن .. ثم ملئ صدره بعبيرها العطر : - أدركت أن أكثر ما يهمني هو سعادتك .. وأني سأظل أسعى لرؤية ابتسامتك البريئة ما حييت . حل الصمت عليهما .. فرفع حسام رأسها بين يديه بعد أن أقلقه هذا الهدوء الذي يلفهما .. فرأى دموعها تتلألأ بحزن على خديها .. لم يكن بحاجه لسؤالها .. فهو يدرك مدى رقه أحاسيسها .. راح يقبل وجنتيها ويمسح دموعها بشفتيه الدافئتين .. وخبئت نور وجهها في صدره : - لقد سببت لك الكثير من الألم يا حسام .. كم أنا حمقاء . طوقها حسام بذراعيه .. وراح يهمس لها بحب : - لم أكن أعرف معنى الألم بمجرد رؤيتك صغيرتي .. مؤكد أن الله راضٍ عني الآن لأنه وهبني إياكِ . نطق بجملته الأخيرة وهو يعاود رفع رأسها ويحتضنه بين كفيه .. مختلف الأحاسيس غمرتها في تلك اللحظة .. وأمام عينيه بدأت تنسى نفسها .. لكن لا تدري من أين جاءها ذلك السؤال وراح يلح عليها حتى نطقت به بصوت متقطع : - ماذا عن ماري ؟. عقد حسام حاجبيه متعجبا : - ماذا عنها ؟. عضت نور شفتها السفلى ثم حدثته بما يجول في خاطرها : - ألم .. ألم تحبا بعضكما يوما ؟. ابتسم حسام بمرح .. كان يود مشاكستها ولكنه أجابها بصدق : - لا . لم تعجبها إجابته المقتضبة فعادت تصر عليه : - لكنها تحبك .. استطيع رؤية ذلك بوضوح في عينيها . - ربما . كان الغرور المصطنع يرن في نبرته فضربته نور بخفه على كتفه .. فأردف ضاحكا : - ما ذنبي أنا إن كانت تحبني . - حسنا .. هل تريد أخباري أنها لم تلفت انتباهك أبدا . أردفت موضحه : - اقصد أنها فتاه لطيفه .. أضافه إلى أخلاقها وجمالها . - نعم ماري فتاه جمليه . زمت نور شفتيها بغيض : - لم تسمع من كلامي سوى أنها جميله . كان حسام يغالب ضحكاته .. ثم حدثها وهو يداعب خديها الناعمين : - أحب أن أرى الغيرة تشتغل في عينيك . - أنا لا أغار . - حقا . خفضت عينيها بحياء .. ثم عادت تعترف وهي تغرق في عينيه مجددا : - أحاسيس كثيرة لم أختبرها إلا معك .. كيف تستطيع تحريض قلبي بهذا الشكل ؟. ضحك حسام على سؤالها .. ووضع جبينه على جبينها ليحدثها بلطف : - هل نسيت أن لدي قدرات خارقه ؟. انحرفت نور برأسها قليلا لتطبع قبله سريعة على خده المصاب .. فابتسم حسام : - لما هذه القبلة ؟. ازدادت الحمرة على وجنتيها وهي تجيبه بمرح : - ألا يحق لي تقبيل زوجي ؟. - تقبيل من ؟. كانت أيضا تغالب ابتسامه خجول راحت ترقص طربا لدقات قلبها المجنون وهي تكرر إجابتها بصوتها الناعم وكأنها تغني : - زوجي . رمقها حسام بنظره خطيرة والمرح يرتسم على ملامح وجهه الأسمر الجذاب .. ثم رفع أصبعه السبابة مهددا : - تذكري أنك من حرضني . - حرضك على ماذا ؟. لم يجبها ولكنه حملها فجأة إلى حجرتهما .. أنزلها برفق على الأرض .. وراح يمطر وجهها بالقبل .. بدأ من جبينها .. ثم عينيها .. أحنى رأسه قليلا ليقبل خدها .. كانت نبضاتها تتسارع بصوره غير طبيعيه لم تألفها في أشد لحظات توترها .. وما أن اقتربت شفتيه من شفتيها حتى ابتعدت مسرعه .. استغرب حسام حركتها .. ولكنها تساءلت بحياء : - حسام . - نعم .. صغيرتي . - هل لك أن تردد ورائي ؟. أبتسم لها حسام موافقا .. فأردفت قائله : - قل ((بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا)) . ردد حسام ورائها باستسلام .. وهو يغالب ابتسامته .. وما أن انتهى حتى انسدلت عيني نور ولم تعد تستطيع الوقوف على قدميها .. احتضنها حسام أكثر حتى لا تقع .. ثم رفعها بين يديه ليضعها برفق على السرير وجلس بجانبها .. يلعب بخصلاتها المتناثرة على الوسادة تارة ويرسم أشكالا وهميه بأنامله على ذراعها المصابة .. ثم راح يحدثها وهي لا تزال نائمة بفعل مرضها : - خذي وقتك صغيرتي .. فمهما طال نعاسك يا أميرتي النائمة .. ستجديني في انتظارك كي أهديك قبله .. لحياة جديدة مليئة بالأمل . مؤكد أنها لم تكن تسمعه .. لكنها لم تعد تشعر بالوحدة .. أو الخوف .. نسيت كرهها لهذا الظلام الذي يلفها .. بل أنه لم يعد ظلاما مطبقا .. فهي ترى خيوط ملونه تشيع البهجة في سواد نومها القهري .. لقد كانت تلك خيوط الحب التي ترسمها أنامل حسام .. والتي تبعث بالأمان إلى صدرها .. فبعد أن كان ظلامها ألما لا يحتمل .. أصبح الآن أكثر دفئا بقرب حسام .. وتحول لحلم جميل مفعم بالحياة .. كان الخدر يتسرب ببطء من جسدها .. وبدأت عينيها تضطرب لتنفض عنهما نومها المفاجئ .. رفرفت جفونها على رموشها السوداء بأسى .. كانت مسحه حزينة تستقر على ملامحها .. لكن سرعان ما داعبت شفتيها ضحكه صافيه .. عندما قرب حسام وجهه منها ولامس أنفه بأنفها وهو يحدثها بحنانه المعهود : - مرحبا صغيرتي .. لقد اشتقت لك . - وأنا أيضا . ابتسما لبعض والهيام ينبض في عينيهما مع خفقات قلبيهما المتزايدة .. عاد حسام يقول بنفس تلك النبرة الدافئة : - أحبك . - وأنا أيضا . استلقى حسام بجانبها ليحتضنها برفق .. وراح يداعب شفتيها بأنامله : - لم أسمع جيدا . غمرتها مختلف المشاعر في لحظه واحده .. ولكن أقواها كانت تلك الفرحة العارمة بقربه منها .. وبدأت تتمنى لو تقضي العمر كله في هذه الأحضان الدافئة .. همست له وهي تريح رأسها فوق صدره العريض .. بينما الحياء يلهب أحاسيسها قبل خديها : - أحبك .. فأنت ملاك حبي أنا . |
اقتباس:
وبمسحها من هنا مو مشكله ويالله شدي حيلك وزيدي مشاركاتك بالنسبه للقصه الثانيه خلاص نزليها بعد رمضان وان شااء الله نكون لها متابعين فيس يرد بسرعه متحمس يقراء البارت الاخير |
السلام عليكم،،
والله ما ادري كيف اعبر عن انبهاري بأسلوبك والحبكة الذكية للقصة وتسلسل الأحداث الرائع واخيرا وهو المميز العواطف والأحاسيس الرقيقة والجميلة وكأنك بكلماتك بترسمي لوحة جميلة مليانه نقاء وحب طاهر وسعادة صافية وتضحية ومسؤلية....واهم شي هو التعبير الواضح والجلي لوصف الحب الحقيقي ومعانيه وصفاته في قصتك...والله باين من اسلوبك انك مشروع كاتبه قصصية ناجحة وما استبعد ابدا ان نشوف قصص منشورة بالسوق العربي بأسمك...الله يسعدك مثل ما اسعدتينا...وأتأسف على التأخير....رائع واتمنى ان نلاقي ابداعاتك القادمة بمنتدانا...رمضان كريم ياحلوة ويعم عليكم الخير والسلام ببركة هذا الشهر الكريم |
الساعة الآن 03:27 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية