كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
دخلت إلى البيت وأنا لا أسمع و لا أرى ما أمامي فدمع شوش رؤيتي ... و الأسئلة التي تدور في رأسي بحثا عن إجابة شتت تفكيري وأصمت أذني...
(( أنها أمي.... يبدو بأنها تقول شيئا ...لكني ...لكني لا أسمعها .... ولا أيد أن أسمعها ... أريد أن أهرب إلى غرفتي ... وأبقا فيها وحيدة مع دمعي الذي يبدو بأنه أحب رفقتي.... آآآآآآآآآآه ))
فهرولت ناحية غرفتي .... وقفلت الباب ورائي ... وقفزت ناحية سريري الذي هجرته منذ عام تقريبا رغما عني... وها أنا أعود إليه رغما عني ... آآآآآآآه .... آآآآآآآآآه لم أعد أعرف من أنا ... من أكون ؟ ... الذي أعرفه بأن قلبي حزين ... وفكري مشغول به ..... ما معناه هذا .... أمعقول.... أمعقول....لا ...لا مستحيل.... أبتعدي أيته الأفكار المجنونة من رأسي ...فأنا أكرهه ... أكرهه .... أكرهه .... وغرست رأسي في وسادتي لعلها تسد الطريق على هذه الأفكار الغبية من الوصل إلى ذهني الذي أعياه التعب من كثرة التفكر و البحث عن إجابة عم عما يحصل لي...
(( ما هذا الصوت ... كأنه صوت قرع الباب... كأن هذا صوت أمي... أرجوك ...اتركيني ...الذي في يكفيني ... لا أريد أن أتكلم مع أحد ... أريد بأن أبقى لوحد... لوحد... لوحد ... توقفي ... توقفي ... لا أريد أن اسمع شيئا و لا أن أكلم أحدا ...فكفى أتركوني وحالي ... أتركوني وحالي ...)) أخت أغرس رأسي أكثر فأكثر في وسادتي التي أسقتها مقلتيه من دمعها السخي ...
(( آآآآآآآآآآآه الساعة 2 صبحا و عيني جافها النوم ... وفكري يرفض الركود .... و الدمع ...... آآآآآآآه هذا قصة أخرى ... لا يريد أن يتوقف .... يا الله من هذه التي في المرآة ... مستحيل أن أكون أنا ... عيني حمراوين مثل الدم ... و شعري متناثر بعشوائية .... ووجهي شاحب .... ماذا جرت بي ... ماذا فعلت بي ... كم أكرهك ... لا أنا بقربك سعيدة .... و لا ببعدك كذلك .... أكرهك ... أكرهك ... أكرهك ..... آآآآآآآآآآآه أكاد أختنق .... كأن شيئا ثقيل جلس على صدري ... ماذا أفعل ... إلى من ألجئ .... من سوف يزيح هذا الثقل من صدري ... هذا الوجع .... من ... من ....؟ ))
جاء الجواب من قدمي .... التين قادتاني إلى مكان كان محذوفا من خريطة حياتي ... لم أدرك إلى أين حملتني قدماي إلا بعد فوات الأوان ...
كانت جالسة على سريرها ... مصوبة بصرها نحو الباب المفتوح على مصراعيه... و الدمع من مقلتيها ينزف ...
كأنها شعرت بأني سوف ألجئ إليها ...
غريب حقا ...
ها هي تفتح يديها ... لترسل لي رسالة مغزاها ... حضني يرحب بك ...
لم أصدق ... هرولت ناحية حضنها... فليس لي مكان آخر ألجئ إليه ...
طوقت عليه و غرستن نحو حضنها ... الذي لم أزره منذ أمد بعيد ....
(( آآآآه ... كم هو دافئ وحنون ... كم أِعر بطمأنينة ... كم حواني هذا الحضن مرات عديدة وأنا صغيرة ... أنه يعيد لي ذكريات سعيدة ... كم كنت بحاجة له .... أرجوك لا تبعديني عنه .... لا تحرميني منه .... فأنا أخاف إذا رحلت عنه ... تهجم عليها تلك الأفكار... ويعود ذلك الحمل الثقيل عل صدري ... لا تبعديني عنه يا أمي ... أرجوك ))
لم تتفوه بكلمة واحدة ... بل اكتفت بأن تضمني إلى صدرها ...و تمسح على رأسي ... كأنها تعلم ما هو دوائي ....
(( يا لك من امرأة يا أمي ... لماذا جافيتك ... لماذا لم أتواصل معك... لماذا لم أفتح لك قلبي ... لماذا ... لماذا .... لماذا ؟؟؟ ))
(( ما بهن عيني ثقيلتان ... يبدو بأنهما أخيرا سوف يستسلمان للنوم ... لنوم .... لنو..... ))
فتحت عيني لأجد نفسي مستلقية على سريرها ... و الغطاء يغلفني .... أخت أتفت يمنتا ويسارا بحثا عنها ... فالتقطتها عيني واقفة تكبر ....
(( كم الساعة ... إنها الخامسة صباحا... يبدو بأنها تصلي صلاة الفجر.... كم تبدو مسالمة .... ونور ... ما سر هذا النور الذي يشع من وجهها .... هو كذلك كان يشع منه النور كلما صلى .... آآآآآآآآآآه لماذا ذكرته ... لماذا فكرة تبه .... ابتعد عن فكري وأرحني .... ))
أغمضت عيني ...و أخذة أهز رأسي على تطير ذكراه بعيدا عن فكري ....
جاءني صوتها الحنون ... ليوقف نبت جنوني ....
- ماذا بك وردتي ؟ أأنت بخير ؟
(( وردتي .... آآآآآآآآآآآه منذ زمن لم أسمع هذا اللقب .... كانت لا تنادين إلا به ... ))
ردت عليها بصوت مبحوح من كثرة البكاء ...
- لا شيء ... لا شيء يا أمي ...
- الحمد لله ... فقد خفت بأن مكروها أصابك...إذا سوف أكمل صلاتي ... ( ورسمت ابتسامة ساحرة على شفاهها )
- حسنا ...
(( كم أريد أن أشعر بهذا الفرح ... بهذه النشوة التي تشع من وجهها المنير ... أهي الصلاة السبب ... لم أجرب لأعرف... أأنت هي دوائي ... أأنت ..؟ ))
لم أحد نفسي إلا ابعد الغطاء عني ...و انتصب واقفة... وأقترب منها ... كانت قد أنهت الصلاة ... سألتها سؤال لم أتوقع في حياتي بأني سوف اسأله ...
- علميني كيف أصلي يا أمي ؟
لا أعلم ماذا جرى لها ... أخذ الدمع ينسكب من عينيها ... و شفتيها يخطان ابتسامة عريضة ... ونقضت عليه بحضنها ... وأخذت تقول... بصوت متقطع ...
- الحمد لله .... الحمد ... لله .... الحمد ...لله ...
في وسط ذهول سألتها قائلة :
- ماذا بك يا أمي؟
- لقد عدتي إلى طريق الصواب يا وردتي ...لقد عدتي... عدتي ... الحمد لله ... الحمد لله...
(( يا لك من إنسانة يا أمي ... قلبك كبير ... لا أعلم لماذا هجرتك ... وعشت معك عامين كغريبتين ... لا أعلم لماذا ...؟ ... إذا كنت فتحت قلب لك لربما ما كان حالي ها الحال ... ربما ...))
لقد قامت بتعليمي كيفية الوضوء ... وكيفي أصلي .... و آآآآآه لو تعرفون كم هو حلو ذلك الطعم الذي ذقته ... طعم عبادة الخالق جل و على ... كم هو لذيذ ... أخيرا هدأت نفسي ... وحلت السكينة على فكري...
(( لماذا لم أصل قبلا ... لماذا ابتعدت عن ربي ... لماذا ...لماذا ... لماذا ؟.. ))
طلعت الشمس لتعلن ولادتي من جديد ... بفطرة لم توسخها الدنيا ... ها أنا ذا إنسانة جديدة ... بعقل و فكرن جديد ... (( الحمد لله يا رب العالمين لأنك انتشلتني من الفساد ... واعدتني إلى طريق الصواب .. الحمد لله ... الحمد لله ... ))
كان مزاجي قد تحسن ... ونزاح الهم من صدري ... الحمد لله ... لكن ... لكن دوى صوت قرع الباب ... فتحت الباب ...و في نفس الوقت فتحت باب الأحزان عليه من جديد ... كان هو ... نعم هو ...
(( ماذا يريد هذا مني بعد ... ؟ لماذا جاء ؟ ... لماذا لا يرسل ورقت طلاق ويرحني ... يبدو بأنه يهو تعذيبي ... نعم هذا هو السبب ... لتني لم أفتح هذا الباب .. لتني ... ))
صوته الرجولي هجم على مسمعي ...
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ردت عليه وبركان الغضب قد انفجر في داخلي ...
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .... ( لم ادع له مجالا للكلام ... هجمة عليه بقول ) ... ماذا جاء بك ... لماذا أتعبت نفسك بزيارة ؟... كان بإمكانك أن ترسل أحدا غيرك بورقة الطلاق...
نكس رأسه لبضع ثواني ... ومن ثم رفع رأسه ... ورمقني بتلك النظرة التي بعثت القشعريرة في جسد ... ومن ثم قال بصوت هادئ ..
- إلى أين استمعت إلى كلامي أنا وأمي ؟
- استمعت إلى ما يكفي لأفهم بأنكما تخططان لطلاق...
- يبدو بأنك لم تسمعي الجزء الذي أعترف به بأني أحبك ...
اتسعت حدقت عيني .... وفتحت فمي كالبلهاء...
(( مستحيل ما سمعته ... أحبك ... أحبك ... أقالها بلسانه ... أم أوهام صورت لي هذا ...... آآآآآآآآآه هل هو حقيقة أم خيال ... ))
جاء صوته ليدخل طبلة أذني من جديد ... و يجب على سؤالي ....
- أنا نفسي لم أعرف هذا الأمر إلا ذلك اليوم عندما كنت أكلم أمي ... لقد سألتني أمي لماذا أدافع عنك...؟ فخرج من فمي لا إراديا ... لأني أحبها ... هنا صمت لبضع ثواني ... لأستوعب ما قلت .... لأجد بأنه الجواب الوحيد على جميع تساؤلات ... لماذا أفرح بقربك ... و أحزن عندما ابتعد عنك .... لماذا أحزن لحزنك ... وأفرح لفرحك ... لماذا أرى العالم بلون آخر .... لماذا ... لماذا ... و لماذا ... آلاف التساؤلات .... و الجواب هي كلمتان ....نعم كلمتان .. ( رفع يده ونصب إصبعين منهما ...و أكمل قائلا)... بأني أحبك ... أتصدقين هذا ... أنا نفسي لا أصدق.... حتى أمي تفاجأت في البدء ... لكنها قالت ... بأنها تريدني أن أطلقك لأنها كانت تضن بأني باقي معك إكراما لها ... لكن مادمت أحبك فلأنسى طلبها .... لهذا ذلك اليوم ركض ناحيتك .... وأخذت أقرع بابك كالمجنون .... أعترف لك ...بأني أحبك وبأعلى صوتي ... لكنك ...لكنك فاجأتني بكلامك ...بأنك تكرهيني .... بأنك لا تطيقيني .... وتريدين أن تتحرري مني .... ما دام هذا طلبك .... فلن أرفضه .... فأنا أريد أنا أفرحك ...لا أن أسعدك ... لهذا ... لهذا سوف أحقق طلبك .... وصدقيني لن أحزن ...و لن أتضايق ...لأني أعلم بأن هذا هو الذي سوف يسعدك .... لهذا أنت ... أنت ( أخذ نفسا عميقا .... وما أن أخرجه من صدره ...نطق ...نعم نطق بها ) أنت طا....( جاءت يدي لتسد الطريق على الأحرف عن رأيت النور )
أخذت أهز رأسي بنفي .... و لساني الثقيل يجاهد في سبيل أن يتحرك ليقول .... ليقول بعد جهد جهيد ...
- لا تقولها ....لا تقولها .... فأنا أعشقك ....
(( ماذا أقول ... ماذا قلت .... ؟ أعشقه .... أعشقه ..... لا ... لا ........ كلا ... نعم ... نعم ... أنا أحبه ... هذا السبب ... هذا السبب لنقلاب حالي من حال لحال ... هذا السبب الذي جعلني لا أفارق الدمع .... و الحزن يعتصر قلبي ... هذا هو السبب ... هذا هو الجواب .... نعم ... نعم ... ))
أمسك بيدي .... وطبع قبلتا عليها .... وخط ابتسامته التي اشتقت لها .... ومن ثم قال :
- نسيت أن أقول لك بأنك جميلة بالحجاب .... يا قلبي ....
تحركت شفتيه لتخطان ابتسامة عليهما ....ابتسامة من القلب ... ابتسامة لم أشهدها قبل ...
(( يا لك من رجل .... قلبت كياني ... و بعثرت أوراق ... وقلبت حياتي .... لتغرس بذرة ... بذرة خير في داخلي ... بذرة كلها حب و مودة ... و إيمان ... كم احبك ... و سوف أضل حبك إلى آخر نفس في حياتي ... يا زوجي العزيز ))
النهاية...
|