كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وضع شريطاً في الآلة، وضغط الزر فتهادى إلى مسمعيها لصوته.
أصغت بيني لحظات قبل أن توقف الآلة، ثم ضغطت زراً آخر لتعيده إلى بدايته. وبعد ذلك وضعت ورقة في الآلة الكاتبة، و جلست أمامها، لتطبع بضع سطور و لتعود نفسها على الإحساس بالآلة.. ثم شغلت المسجلة ثانية، وراحت تصغي إلى صاحب الصوت وهو يروي قصة كلب.
راقب الكلمات تمر بسرعة على الصفحة: يالله!.. أنت بكل تأكيد سريعة! ويجب أن أعترف أن هذا ممتاز.
ردت بخشونة:" شكراً".
لكنها أحست بفخر لأن العينين البنيتين نظرتا إليها و فيهما شيء لم يكن هناك من قبل ..فهل هو نوع جديد من الاحترام؟
قال صوت هادئ من خلفهما: هل لي أن أسأل ماهو" الممتاز"؟
التفتت بيني في مقعدعا لتواجه فتاة طويلة سوداء الشعر، كانت تراقبهما من عن الباب.. ولم تحتج إلى أن يقدمها تشارلز لتعرفها بيني.
قال بصوت عادي:" مرحباً شينا.. هذه بينلوبي كريستمان.. بيني هذه شينا ديكسون".
أرسلت شينا لبيني ماهو أكثر من هزة رأس بقليل وهي تدخل الغرفة.. ولكن صوتها كان مشبعاً بالقلق وهي تقول: تشارلز.. يدك..ماذا فعلت بها؟
استقبل السؤال بلا اهتمام: وضعت بضع أصابع في وجه وزن ثقيل.. ستشفى عاجلاً أم آجلاً.. لكنها في الوقت الحاضر غير قادرة على الطباعة لذا جلبت بيني لتساعدني في الطباعة.
أطلقت شهقة احتجاج:" وهل نسيت أنني أعرف الطباعة؟".
نظرت عيناها الملتهبتان كالجمر بترفع إلى بيني وإلى شعرها الأشقر..
رد تشارلز بهدوء:" لم أنس شينا.. لكنني أعرف أن السرعة أمر أساسي لي في هذا الوقت.. لأنني مضطر إلى إنهاء الكتاب في آخر شباط فهل تعتبرين نفسك طابعة سريعة؟".
اتسعت العينان السوداوان وهما تنظران إليه: أنت تعلم أنني سأعمل ليلاً نهاراً..
رد بلطف:" وكلما تعبت كلما ارتكبت المزيد من الأغلاط الطباعية.. المسألة أني لا أريد أن أخذل الناشر.. فالرجل يعتمد عليّ".
صاحت بعنف مفاجىء:" فلينفجر الناشر!أجل.. أعرف كل شيء عن الرتابة في الطباعة على الآلة الكاتبة، و قراءة النسخة و تصحيحها، وطبعها مجدداً ثم إنزالها إلى السوق قبل الميلاد! لقد سمعت كل هذا من قبل، لكن لا يهمني كل هذا".
ـ يهمني أنا شينا. لقد وقعت عقداً، لاأنوي الإخلال به.
نظرت إليه نظرة طويلة ثابتة و قالت بصوت أجش متوتر: فهمت.. مما تقوله ان عقدك مع الناشر هو أهم عندك ..من..من.. ارتعشت الكلمات على شفتيها فارتدت فجأة لتغادر الغرفة شامخة الرأس.
أحست بيني بالشر.. فهمست: لقد كدرتها.. وربما تشعر بالحرج.
ـ كان عليها أن تفكر في مشاكلي بطريقة موضوعية.. تعرف جيداً أنها طابعة تعسة. فكرت في وقت مافي القيام بعمل مكتبي في " ماسترتون" فبدأت تتعلم الطباعة.. ولكنها سئمت ولم تكمل ما بدأته.
ـ أمر مؤسف.. كان بإمكانها أن تساعدك كثيراً.. كنتما ستعملان معاً جنباً إلى جنب.
قال ساخراً:" وهل هذا واقع؟".
كانت عيناه في الوقت نفسه تفتشان في أساريرها، تلمست مرة أخرى يده اليسرى خدها.
يتبــــــــــــع
|