كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
بعد ذلك، ران صمت مطبق ركزت فيه بيني اهتمامها على الطريق.
أشار إلى بيني أن تتخذ السيارة اتجاهاً شرقياً في ريف متموج.. بعد بضعة أميال وصلا أمام مدخل يفضي إلى جادة من الأعمدة الطويلة، وما إن وصلت السيارة إلى الحدائق حتى واجهها منظر منزل صلب البناء مؤلف من طابقين.. ذو أساس حجري وجدران مزخرفة بالحص.
أوقف السيارة قرب الدرج المفضي إلى الشرفة الأمامية.. ثم أحست بوجود امرأة تقطع المرجة نحوهما، لشعرها الأسود أجنحة رمادية على الصدغين. بدا طولها الدليل على أنها والدة تشارلز تايمر.. أرسلت نظرات فضولية إلى بيني ثم خرجت منها صيحة خوف ما إن حطت عيناها الوزيتان على يد ابنها المضمدة.
ـ تشارلي.. عزيزي.. ماذا أصابك؟
ـ مجرد حادث صغير.. أمي، هذه الآنسة كريستمان.. لقد عينتها مساعدة لي.
أدهشت كلماته بيني.. إذ لا تذكر أنهما تفاوضا على تعيينها مساعدة له..مع ذلك، ابتسمت بارتباك، وتركت المسألة تمر، ثم ترجلت من السيارة لتصافح أمه.
قالت كيري تايمر، وتقطيبة قلق صغيرة على جبينها: يبدو أنك مقيمة معنا.. من الأفضل أن ندخل لنعد لك مكاناً تستقرين فيه. أيمكنك حمل حقيبتها تشارلي؟ أظننا سنعطيها الغرفة الوسطى في الطابق العلوي.
دخلا إلى الردهة الأمامية العريضة، كان هناك درج عريض يفضي إلى رواق يوصل إلى عدة غرف نوم، وحمامين..
قالت كيري تايمر وهي ترشد بيني إلى غرفة مطلة على الريف.
ـ ستكون هذه لك.. حضري نفسك. ثم انزلي لإحتساء الشاي. الحمام في آخر الرواق، سأجد لك المناشف..
تمتمت بيني متسائلة عما إذا قد لمحت برودة و تحفظاً في صوت السيدة تايمر: شكراً لك.
وضع تشارلي حقيبتها على طاولة، ثم لحق بأمه. عادت كلماته ترن في أذنيها" عينتها مساعدة لي".. أيعني هذا أنه وظفها عنده؟ لم تفكر قط في تقاضي أجراً ثمناً لخدماتها وما توقعت منه عرض راتب عليها. وإن عرض فسترفض..
لم تخرج كل أغراضها من الحقيبة، بل أجلت ذلك إلى وقت لاحق. عندما نزلت إلى الأسفل،لم تصدر قدماها أي صوت في الرهة. وفيما كانت مترددة تتساءل عن الوجهة التي عليها اتخاذها تناهى إليها صوت كيري تايمر و السخط يرن فيه بوضوح: بالضبط، من هي هذه الفتاة تشارلز؟
ـ إنها بينلوبي كريستمان.. ألم تسمعي اسمها؟
ـ لماذا جئت بها إلى هنا؟ تعلم أن شينا قادرة على طباعة ما تريد.
ـ الفتاة ذات خبرة أمي.. وشينا ليست هكذا.
ـ كل ما تحتاجه شينا هو القليل من التدريب.
ـ إن هذه الفتاة تدرس الطباعة أمي.. ولديها السرعة و الكفاءة.. ولا أريد أن يكون نصف الكتاب الذي سيطبع مليئاً بالأغلاط و التصحيحات..لقد رأيت جهود شينا في الطباعة.. وهي ليست الفضلى.
ـ لماذا لم تستأجر طابع عمومي من ماسترتون.
ـ أجل.. فكرت في هذا.
ـ إذن ..لماذا جئت بها؟
ـ لأعمل بتناغم معها، فلو استأجرت طابعاً عمومياً لقام بالطباعة على بعد أميال مني..
ـ أتعني هذه الفتاة لك شيئاً؟
ضحك:" بالتأكيد لا".
ـ إذن.. لابأس.. أظنك تدرك أنني أميل إلى العزيزة شينا.
يتبــــــــــــع
|