كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ـ لا تذكريني بذلك الكلب الذئب فليجرؤ على إبراز أنفه من السياج مرة أخرى.
اضطرت بيني للاحتجاج: كوني منصفة خالتي,,إنه كلب أصيل، وحيوان ذكي جداً.
ـ لايهمني مدى أصالته.. لو رأيته يدنس ممرنا الأمامي ثانية.. ألا تذكرين دايان؟
شحب وجهها و عيناها الساخطتان تنظران إلى أختها التي هزت رأسها بفيض: أجل..أذكر..كان ذلك بعد تنظيفك
الممر.
قالت الخالة أخيراً:" اذهبي إلى النوم بيني و لنذهب نحن أيضاً يادايان. فأمامنا عمل كثير تقوم به في الأيام التالية
قبل رحيلنا".
سألتهما بيني:" وهل قررتما المكان الذي سنذهب إليه؟".
ردت جيلين يحزم: إلى الجنوب بالتأكيد.. لقد رأت دايان أخيراً أن من الحكمة قضاء الصيف في " كوينزتاون" بدل
تحمل الحر في " نور تلاند".
وقفت في الباب تنظر إلى بيني، وقالت يجب أن أعترف أن الحادثة مع ذلك الرجل جعلتك تبدين متعبة.. من الحكمة
أن تخرجيه من رأسك..أتفهمين؟
ـ أجل خالتي.
خرجت الكلمات بإذعان. كانت تعرف أن هذا أمر، ولكنه أمر لن تتمكن من الوفاء به.. ما إن اندست بين
الأغطية حتى برز وجه تشارلز أمامها. هل تمكن من النوم؟ أم أنه مستيقظ بسبب الألم؟ من المؤسف أنها لن تراه
ثانية، فهي ويا للغرابة منجذبة إليه.. الواضح أنه غير مهتم برؤيتها مجدداً. وداعاً آنسة كريستمان.. هذا كل ماقالته.. وداعاً.
جعلتها الفكرة تنكمش في الوسادة، مع أنها تعرف أنها ليست مثلهما.. إنها كأمها مارلين التي هربت عندما وجدت
رجلاً تحبه.. لم تخبرها الخالة دايان غير القليل عن أمها.
لقد قالت لها:" أنت تصبحين مثلها تماماً عزيزتي.. لك ثغرها الجذاب الجميل، وشعرها الأشقر الرائع، مع تموجاته
و نهاياته المرفوعة إلى فوق. إنما لك عينا والدك الزرقاوان القاتمتان..إنهما غريبتان..".
قاطعتها الخالة جيلين:" لا تأتي على ذكر الفتى".
مسكينة خالتي جيلين التي كانت تغلي حقداً.. و مسكينة أمي ذاقت طعم السعادة مدة قصيرة.. انهمرت دموع الحزن
على أبوين لا تذكرهما، فبللت الوسادة حتى نامت. ولكنه كان نوماً متقطعاً، غنياً بأحلام مزعجة.. فيها بدت تنزل
درجاً طويلاً حتى توقفت فجأة، فاستدارت، تحاول الصعود.. ولكن قدميها ظلتا تتحركان ولكنها لم تكن تتقدم.. في
القمة رأت نوراً مشعاً ينير التلال الخضراء. كان تشارلز تايمر يلوح من بعيد، و لكنه اختفى قبل أن تناديه.
أخيراً، استيقظت على أشعة الشمس، و الحلم مايزال طازجاً في ذاكرتها.. تذكرت اختفاء تشارلز عن نظرها،
ففكرت: حسناً.. هذا صحيح..لقد قال لي وداعاً؟ ولكن الشعور بالانقباض عاد يفلفها..رضيت بقدرها و قررت أن
تحضر بعض ملابسها لتحملها معها إلى "ساوث ايلندا".
لكن، كان من المستحيل أن تفعل هذا بحماسة. استحمت فساعدها الحمام على تهدئة توترها، ثم ارتدت بلوزة زرقاء
و جينز.. تعلم أن الخالة جيلين تكره الجينز لكنها هذا الصباح تحس بالقلق و تشعر بالتمرد.وبعد انتهاء وجبة
الفطور، سحبت حقيبة ملابس من الخزانة في المطبخ و حملتها إلى غرفتها، رمت ملابسها الداخلية فيها أولاً. ثم
بدأت تفتش بين فساتينها.
يتبـــــــــــع
|