كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
عادت للجلوس، و استأنفت شرب العصير: هذا هو الوضع تماماً.
نظر إليها وفي عينيه و ميض تسلية
ـ بمناسبة الحديث عن الخالتين.. ماذا ستكون ردة فعلهما إن شاهداك في غرفة غريب في الفندق؟
اعترفت:" ستعتبرانني طائشة حمقاء. و ستطير خالتي في الهواء رعباً".
ـ و الخالة دايان؟
ـ قد تصاب بالدوار أو يغمى عليها.. إنهما حساستان تجاه صحبة الرجال.
ـ لاشك أن والدتك مختلفة عن أختيها.
ـ كانت أصغر منهما بكثير.. لقد تزوجت ضد رغبة أختيها..أو على الأقل رغبة جيلين على ما أعتقد.
ـ يبدو أن هاتين المختلتين عقلياً سيطرتا على حياتك؟
أجبرها الولاء على القول:" ليستا مختلتين عقلياً.. تقولان إنهما قامتا بما في وسعهما من أجلي".
ـ تقولان؟ يبدو أن قولهما مجحف.
جعلها التفكير بخالتيها و باستنكار هما تقول: إن لم نذهب إلى قاعة الطعام قريباً فسأضطر إلى العودة إلى البيت..
على أي حال، يجب أن تأكل شيئاً.
ـ أنت خائفة منهما.
ـ صعب عليّ عدم الإذعان لرغبتيهما.. المسألة أنني أريد المحافظة على السلام.
قال ساخراً:" لاشك أنهما ممسكتان بك من رأسك حتى أخمص قدميك وأظن أنه سينتهي بك كما انتهى بهما..عانس
عجوز".
تردد صدى سخريته في أذنيها وهي تحلق به إلى قاعة الطعام.. ولكنه على حق..اجتاحتها موجة بؤس و إشفاق على
الذات. سينتهي بها المطاف كما انتهى بحالتيهما.. ومن غير المحتمل أن ينقذها أحد من هذا المصير.
أبعدت عن نفسها الأفكار المحزنة ثم أكملت المسير نحو مائدة موضوعة قرب النوافذ..كانت قاعة الطعام مطلة على
الميناء و أنواره التي كانت تبرز مشرقة في الظلام. ووجدت بيني المنظر خلاباً.. فطلب تشارلز تايمر اللحم
المقلي.. وفكرت بيني في اللحم المقلي فوجدت أنه يريد فعلاً منها أن تقطع اللحم له.. ولكن عندما وصل اللحم، كان
مقطعاً قطعاً صغيرة.
قال الساقي:" لم تكن هذه الضمادة على يدك وقت الغداء، سيد تايمر هل صدمت شيئاً منذ ذلك الوقت؟"
قال تشارلز بغموض:" يمكنك قول هذا. له شعر أشقر و عينان زرقاوان كبيرتان".
نظر الساقي إلى بيني نظرة إعجاب تورد لها وجهها.
ـ صدمتك، أليس كذلك؟
ـ تقريباً.. شكراً لتقطيع اللحم.
تجاهلت بيني إشارته إليها و لكنها بعد ابتعاد الساقي قالت ببرود: يبدو أنهم يعرفونك نعم المعرفة هنا.. أأنت أحد
نزلائهم الدائمين؟
ـ أجل..أقيم هنا كلما زرت ويلنغتون.
ـ وهل تأتي دائماً إلى المدينة؟
ـ فقط عندما أريد محادثة الناشر.
نظرت إليه مفكرة.. هل ستراه مرة أخرى؟ لا.. هذا غير محتمل أبداً. إن صورة الخالة جيلين التي تسللت إلى
رأسه، كفيلة بجعله يعيد التفكير مرتين قبل أن يتصل بها.
اجتحاتها موجة اكتئاب، ولكنها تماسكت لتشير إلى اللحم المقطع في طبقه: أرأيت.. لاحاجة بك إلى مساعدتي في أي
حال.
نظرت إليها العينان البنيتان بثبات، تتأملان ملامحها بإمعان, انتطرت منه أن يتكلم ولكنه لم يقل شيئاً.
يتبـــــــــــع
|