كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ـ وكيف يمكن أن تثير اهتمامك؟
ـ لأنني فضولي.. لماذا تخيفك؟ مع أنني لا أراك ممن يخاف بسهولة.
ـ إنها لا تخيفني.
ـ غير صحيح، فقد برز خوفك واضحاً أثناء المكالمة. لماذا تعيشين معها؟ على الفتاة في مثل سنك أن تعيش مستقلة.
ردت ببؤس:" الأمر يتعلق بالواجب و الخالة دايان توافقها الرأي".
ـ الخالة دايان؟ أهي معكما كذلك؟
ـ إنها أصغر سناً و ألطف من الخالة جيلين.. مع أنها أحياناً تحاول فرض نفسها كما يحدث الآن في الجدال القائم
بيننا.
ـ أوه!وعم هو؟
بدأت بيني تسترخي، وتستريح إليه، وبدأت عقدة لسانها بالانحلال فشرحت له مشكلة عطلة هذه السنة.
سألها: ولماذا يتوجب عليك مرافقتهما؟ إنها فرصة لتستريحي منهما.
ـ إنهما بحاجة إلى مساعدتي. هما شقيقتا والدتي. عندما قتل أبواي في حادثة سيارة، ضمتاني إلى كنفهما.. ومن
واجبي الآن رد الجميل.
خرجت الكلمات منها آلياً..فهي مغروسة في رأسها من جراء تكرار الخالة جيلين الدؤوب لها.
قال لها بهدوء: ما تقولينه إنهما تحكمان الطوق حولك.. وترفضان تركك وشأنك.
قالت تدافع عنهما:" ليس تماماً، فأنا أذهب إلى العمل كل يوم".
ابتسم بجفاء: مهما يكن ستكونين الراحة الكبرى لهما في سن متقدمة.
تدرك بيني أن هذا هو الواقع، ولكن الولاء أبقاها صامتة..
جاء سؤال مفاجئ: كم عمرك؟
همست وكأنها تخجل من هذا الواقع: ثلاثة وعشرون.
ـ لا أرى في يدك خاتم خطوبة..ألديك صديق؟
هزت رأس ببؤس..صديق!هه!أضاف بخبث:" أراهن أن الخالة جيلين تهتم بكل واحد منهم".
جعلها الولاء ثانية تمتنع عن الاعتراف بالحقيقة.. فقالت: أظن أنني أخبرتك بمافيه الكفاية عني.. فأخبرني شيئاً عن
كتابك.. أنا واثقة أنه مثير أكثر من شؤوني. أهو رواية أدبية أم لا؟
ـ لا..إنه عن الكلاب.
ـ كلاب؟
لم تستطع إخفاء دهشتها.. فقال يشرح لها: كلاب رعاة الغنم هي نجوم الكتاب. وكما ذكرت لك سابقاً، عندي مزرعة
ولكنني لم أقل لك إن هناك من يديرها نيابة عني عندما أكون غارقاً في هوايتي الأدبية.
ـ أنت متزوج.. بالتأكيد.
ولكنها تساءلت لماذا تهتم بطرح هذا السؤال.
قال:" بالتأكيد لا.. ولم أخطب امرأة أيضاً، مع أن أمي تسعى جهدها، لتعدل هذا الواقع".
لم ترغب في الظهور بمظهر الفضولية، ولكنها لم تستطع مقاومة السؤال:
ـ أتعيش مع أمك؟
ـ أجل..أم ربما عليَّ أن أقول إن أمي تعيش معي.
ـ آه؟
صمتت منتظرة منه أن يقول المزيد، راقبته وهو يرتشف شرابه..تعرف أنه اطمأن إليها كما اطمأنت هي إليه.
قالت تحثه:" أخبرني عن المزرعة..".
اعترفت لنفسها أنها تحب أن تعرف المزيد عنه..
ـ لقد اشتراها جدي و أدارها له أبي حتى مات بعدما رماه جواد عن ظهره.
ـ أنا آسفة..
يتبـــــــــــــع
|