كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
راقبت بيني أمها تحملها بين ذراعيها، ثم وجدت أنها تبتسم على ما تفعله من رفس و صراخ. ثم وقف الرجل الجالس على البساط ليقطع العشب و يأخذ الطفلة الباكية من بين ذراعي مارلين. عرفت أنها تنظر إلى أبيها.. الرجل الذي تشير إليه خالتها جيلين" بذلك الفتى".. نظرت إليه بانتقاد فوجدته في غاية الوسامة فعلاً..
لم تنهمر الدموع التي توقعت انهمارها بل وجدت أنها عرضة لمشاعر أخرى، كان أقواها اهتمام شديد بمظهرهما، مقرون بإثارة، وامتنان عميق، لتمكنها من رؤيتهما، يتحركان على الشاشة.
أحست في الوقت نفسه بالعزلة ووجدت أن من الصعب عليها أن تصدق أنهما فعلاً أبواها..راقبتهما وهما يعودان ليجلسا على البساط، وهناك انتهى الفيلم.
قال دايفد بأسف:" هنا استدعتني لوسي لاحتساء الشاي".
أعاد آخر جزء من الفيلم عدة مرات من أجلها وأخيراً عرفت أن عليها الذهاب.. أرادت أن تفكر في هذين الشخصين اللذاين شاهدتهما على الشاشة، ورغبت في إلقاء نظرة أخرى على المنزل الذي عاشا فيه، والذي أصبح الآن غريباً أكثر مماشاهدته أول مرة..
قالت:" أتظنان أن جورج في المنزل؟ أرغب في رؤية المنزل مرة أخرى".
قال دايفد:" إنه في المزرعة".
لكن لوسي أضافت :" المرأة التي تدير له المنزل غائبة بضعة أيام.. ولكنني أعرف أنه سيسر بزيارتك المنزل حتى في غيابه.."
وتنهدت صامتة. عرفت بيني قصدها ولكنها لم ترد بل شكرتهما على حسن وفادتها. بعد لحظات كانت تقود سيارتها باتجاه منزل جورج، وهناك أمام المدخل أوقفت السيارة.. وخرجت تنظر إلى اسم كريستمان المحفور..ثم سارت ببطء إلى الممر المرصوف.
تجولت حول المنزل، متأملة الزهور و الشجيرات الشائكة ولكنها وجدتها مهجورة.. كان الباب الخلفي مفتوحاً، فدخلت إلى المطبخ، حيث رأت بضعة أطباق غير مغسولة. من المطبخ مرت بالصالون حيث جلست عدة لحظات. بدا كل شيء صامتاً و بدأت تحس بأنها شخص يتجسس على المنزل. ولكنها قبل أن تغادر المنزل، صعدت تلقي نظرة سريعة على الغرف العليا.. لقد أعطاها دايفد و لوسي الإذن.
تسللت بهدوء إلى الغرفة الرئيسية التي أحست أن أبويها استخدماها. ولكن ما إن وصلت أمام بابها، حتى تسمرت في مكانها بسبب المنظر الذي صدمها. لم تكد تصدق عينيها، رفعت يدها بسرعة إلى فمها لتخنق شهقة تصاعدت إلى شفتيها.
لم تكن الغرفة فارغة.. كان فيها جورج و شينا، النائمين في السرير المزدوج الكبير. كانت ذراع جورج ملتفة حول جسد شينا النحيل. عرفت بيني كل ماتريد معرفته. ارتدت على عقبيها تهبط الدرج ومن هناك هرعت إلى حيث تركت سيارتها قرب البوابة.
عندما انطلقت بالسيارة كانت الدموع تغشي عينيها. فكرت في مارأته،كان جورج و شينا معاً، ولكن كيف لها أن تفعل ذلك بعدما اتفقت و تشارلز على إعلان الخطوبة؟ كيف لها أن تكون عديمة الوفاء للرجل الذي تدعي حبه؟ ظلت الدموع تنهمر فازدادت الرؤية سوءاً. أدركت فجأة أنها تقود السيارة بسرعة فائقة.. وإن تخفف سرعتها فقد تلقى مصير والديها، ما إن اقتربت من آخر القمة، حيث تدهورا حتى لفت السياج الأبيض اهتمامها.. فأوقفت السيارة قربه، لأنها أرادت أن تفكر.
يجب أن تفعل شيئاً لإنقاذ تشارلز من زواجه بشينا.. ماذا بمقدورها أن تفعل؟ لو أخبرته بما رأته لما صدقها.
يتبـــــــــــــع
|