كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ـ أنت على حق. لقد كنت حمقاء.. إنما هناك أشياء أخرى، أشياء ذات أهمية كبرى.
حملت عيناه البنيتان السؤال:" مثل ماذا؟"
هزت رأسها، وظلت صامتة.. كيف تقول له إن الرجل الذي تحبه لا يضمها إليه كثيراً وهو يراقصها على أنغام فالس حالمة؟ ولا يضغط ذقنه على جبينها، ليمنحها تلك اللمسة الحميمة التي تتوق إليها؟ ولن يكون هناك في المستقبل المزيد من تلك العناقات غير المتوقعة. فعلى الرغم من عدم وجود الخاتم هناك شيء مابين هذا الرجل وبين شينا.. لكن ماهو؟
بذلت جهداً كبيراً لإخفاء فضولها ثم ابتسمت له و قالت: بدت شينا سعيدة عندما عادت بصحبتك.
ـ صحيح؟ لم ألاحظ.. أعتقد أنها سعيدة الآن.
نظرت إلى عينيه:" لابد أن هناك سبباً".
ضحك ضحكة عميقة: أجل.. هناك سبب. ستعرفين كل شيء ما إن يعلن عنه.
غاص قلبها إلى أسفل الدركات من جديد.
ـ إذن سيكون هناك إعلان الليلة؟ أعترف أنني تساءلت عنه كثيراً.
ـ لا..ليس الليلة، لأن شينا تعتبر الليلة غير مناسبة.. تفضل أن تعلن الخطوبة في حفلة في منزل ذويها.. سيعلن أهلها الخبر.. تفهمين هذا.
ـ أجل..أعتقد أنني أفهم.
جعلها الانقباض الذي شعرت به تفقد التركيز على النغم الموسيقي.. فتعثرت خطواتها..
وأضاف:" سيكون الإعلان على الأرجح في مطلع السنة الجديدة حيث سيكون نصف أهالي المنطقة مدعوون".
ـ ستكون حفلة الحفلات بلاشك.
صعب عليها إخفاء المرارة من صوتها.. إذن، هذا ماكان تشارلز و شينا يتباحثه في الحديقة تحت ظليلة الورود.. في نفس الوقت، قررت أنها، إذا دعيت، لن تحضر الحفلة. يجب أن تجد عذراً.. صداعاً أو..أو أي شيء.. ثم طغى عليها المنطق، وقررت أن تحل هذه المشكلة في وقتها.
ما إن انتهت الموسيقى حتى أدار تشارلز الشريط ليقول مبتسماً: لقد أهملت سائر الدعوين.. وحان وقت عودتي إليهم.
ـ بالتأكيد.
لحقت به إلى الداخل حيث الأصوات و الهمهمات المرتفعة. فيما كانت تجيل النظر في غرفة الاستقبال شاهدت كيرك دينغويل يراقبها عن كثب. تقدم منها ليجذبها إلى منطقة هادئة في غرفة الجلوس القريبة، حيث قال: شاهدتك ترقصين مع تشارلز.. وأتساءل عما إذا قال لك إن هناك إعلاناًما..
هزت رأسها :" لا..ليس الليلة.. ربما في حفلة رأس السنة".
ـ هاكذا إذن..
صمت ثم راحت تراقبها عيناه الزرقاوان بثبات: والآن.. هناك ماأريد أن تتذكريه.. عندما يحين يوم زفافك يجب أن تأتي لمقابلتي في المكتب.
ـ آه.. لماذا؟
ـ لأن الترتيبات المالية استتغير عندما تغادرين منزل خالتيك..
ـ أتعني..
ـ أعني أن لا داعي لتضعي على عاتقك حمل نفقات ذلك البيت.
ـ لكن..كيف ستتدبران أمرهما؟
ـ الأمر سهل.. إن ادعاء جيلين الفقر خدعة كبيرة.. ولقد انخدعت في البداية، لكنني لن أنخدع بعد الآن. فهما تملكان مالاً أكثر مما تتصورين. أعرف هذا لأنني جعلت شغلي الشاغل أن أصل إلى الحقيقة.. لكنهما تفضلان استخدام مالك بدل مالهما.
ابتسمت بيني:" على الأقل، يسعدني أن أعرف أنني دفعت ثمن تربيتي".
يتبــــــــــــــع
|