كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
راحت بيني تراجع الأحداث حدثاً فتذكرت أن شينا بنواياها نحو جورج كوردا، كانت تسعى إلى دفع تشارلز للغيرة.. والواضح أنها نجحت، لأن تشارلز قرر أخيراً أن يخطبها.
ولكن، في الوقت نفسه تطورت العلاقة بين جورج و شينا وتعدت الإعجاب، كان تصرفهما الحميم في المطعم الدليل على هذا الواقع. كرهت بيني أن تجرح كرامة تشارلز فقد جعلها تشفق عليه. نعم لقد انتظرته شينا طويلاً ولكن كان عليه أن يكون واثقاً من مشاعره نحوها.. وأخذت تختلق الأعذار له.
ثم تبادر إلى ذهنها سؤال آخر.. متى ينوي تقديم الخاتم لشينا؟ سيكون هذا في حفلة الميلاد.. لاشك أنه ينوي إعلان الخطوبة بوجود كل الأصدقاء.. تنهدت وخيبة أملها المريرة تغمرها. لكن، من يعلم ماقد يحدث؟ هل تحب شينا جورج حقاً؟ أم أن الأمر مجرد هوى عابر؟ هل استرعى منزله و تحفه الأثرية انتباهها؟ تركت بيني المقعد كئيبة و توجهت إلى محل الجواهري.. أخذت علبة الأزرار المدفوع ثمنها سابقاً، ثم عادت إلى سيارتها.. لتقفل راجعة إلى المنزل.
ما إن اقترب يوم الحفلة حتى لاحظت بيني أن مزاج كيري تايمر يزداد تجهماً، ولم يصعب عليها معرفة أن السبب هو استمرار غياب شينا.. وفي أحد الأيام دخلت كيري إلى المكتب.
قالت و كأنها تتوسل: عزيزتي.. أكره أن أزعجك و أنا أراك مشغولة.. ولكن هلا ساعدتني في تزيين شجرة الميلاد؟ سامنثا و أمها مشغولتان في المطبخ.. و.
وصمتت فأضافت بيني:" وشينا غير موجودة هنا".
ـ بالضبط.. يبدو أنها تتجنبنا.. و أود لو أعرف السبب.
ردت بيني بوقار بارد:" أعرف أنك تعتقدين أنني السبب".
تنهدت كيري تايمر:" لم أعد أعرف في ما أفكر..لقد زينت شينا شجرتنا سنوات عديدة..فلماذا تمتنع هذه السنة؟".
ترددت بيني ثم سألت:" ربما وجدت شخصاً آخر تهتم به".
برُد صوت كيري:" أتوحين أنها تنظر إلى رجل غير تشارلز؟ لاشك أنك تمزحين.. بالتأكيد!.. حسناً أتنوين مساعدتي أم لا؟"
ـ بالتأكيد.. فأنا أحب تزيين أشجار الميلاد.
تركت الآلة الكاتبة ولحقت بكيري إلى حيث شجرة الميلاد. في الساعة التالية استمتعت بيني بالتزيين فعلاً. مدت ذراعيها لتربط أسلاك الأضواء، بعد ذلك أضافت الأجراس الزجاجية الملونة و الكرات و تماثيل الغزلان و الحيوانات الأخرى البراقة.
ربطت كيري بضع كرات ملونة على الأغصان المنخفضة، لكنها أمضت معظم الوقت وهي تقف من بعيد لتراقب عمل بيني.. قالت و الامتعاض واضح في صوتها:" تقومين بكل شيء بكفاءة".
أنهت بيني تثبيت النجمة في أعلى الشجرة، ثم نزلت السلم. و سألت بلهفة:" أترينها مناسبة؟"
نظرت كيري إلى الشجرة بصمت، ثم اعترفت على مضض: أجل ..أنا واثقة أنها ستبدو.. جيدة ..إنما ليس بالقدر..
قاطعتها بيني:" لكن ليس بالقدر الذي يبلغ جهود شينا".
ـ حس يا عزيزتي.. شينا فنانة.
هبطت معنويات بيني.. لقد بذلت جهدها من أجل تزيين الشجرة بطريق مميزة، لكن يبدو أن كيري تايمر لم تتأثر بالنتيجة.. سألتها عابسة:" ألم تعجبك؟"
لكن، قبل أن ترد كيري، قال تشارلز من ورائهما، وهو ينظر إلى الشجرة: آه.. أرى الشجرة وقد تمت زينتها.
سألته أمه وهي تدعوه للانتقاد:" مارأيك بها؟"
يتــــــــــــبع
|