كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
دهشت بعجلته، ودهشت أكثر عندما أدار المحرك واتجه جنوباً بدل العودة إلى ماسترتون.
ـ إلى أين نحن ذاهبان؟
ابتسم:" نقابل رجلاً بخصوص كلب".
انخفض فكها قليلاً:" سنذهب لمقابلة شخص؟"
ـ أجل، المسجلة تحت بساط السيارة في الخلف.. لدى أحد الرجال كلب حراسة لابرادور ذهبي يقول إنه أذكى الكلاب في العالم.. ويريد مني أن أراه وهو يتصرف تصرفات تدل على ذكائه.
ـ إذن، كنت ستأخذني أصلاً إلى هناك؟
ـ أجل.. ولكن فكرت أن نزور المحمية في طريقنا.
نظرت أمامها مباشرة تحارب خيبة الأمل المريرة..ما أغباها عندما ظنت أنه ينوي أن ينزهها، و ماأحمقها لأنها تصورت ولو للحظة أنه يسعى لرفقتها.
سألها بهدوء:" هل خطب؟"
ـ لماذا تسأل هذا السؤال؟
ـ أحس بذلك..لقد صمت تماماً.. في الغاية كنت كشعاع شمس.. أما الآن فقد الضباب عليك.
هزت نفسها داخلياً، يا الله!أهي شفافة إلى هذا الحد؟ و لكنها رغم ذلك ظلت صامتة.
أصر:" مازلت أنتظر رداً.. ماالذي أزعجك؟ لا يعجبني من يتقلب بين الحرارة و البرودة لحظات".
ردت، وقد أخذت كبرياؤها بالتخلى عنها: وأنا لا أحب من يقول إنه يقول إنه سيصطحبني في نزهة، فيما الواقع عكس هذا.. إنه أمر يشعرني بإحباط رهيب.
ظلنت عيناه على الطريق أمامه: هكذا إذن.. حسناً. صديقيني إن قلت إنني أردت أن ترافقيني ولولا رغبتي تلك لجئت وحدي..
أدركت أن هذا صحيح.. فأبهجتها الفكرة وجعلتها تطرح أسئلة عن كلب اللابردور الذي يتوجهان لرؤيته. كان يشرح لها أموراً عن الكلب ولكن أفكارها كانت منصبة على قوله الذي قاله قبل قليل. " صدقيني إذ قلت إنني أردت منك أن ترافقيني".
جعلتها الكلمات تحس بالسعادة و لكنها الآن بدأت تأخذ زواية مختلفة..لقد أراد أن تكون برفقته لأنه بحاجة إليها لتحمل آلة التسجيل، خاصة إن المقابلة خارج المنزل..صحيح ان الجبيرة انتزعت، ولكنه قلما كان يستخدم يده..إذن، كان بحاجة مرة أخرى إلى مساعدتها لا إلى صحبتها..اللعنة على الرجل.. واللعنة على غبائها.
كان الوقت متأخراً بعد الظهر عندما عادا إلى المنزل ليشاهدا كيري مشغولة بكتابة بطاقات الدعوة لحفلة الميلاد المقبلة.. توقفت بيني رؤية شينا معها، لكن الفتاة لم تكن موجودة..وهذا ما لاحظه تشارلز، الذي نظر إلى كومة المغلفات وقال: أليس من المفترض بشينا أن تساعدك في كتابتها؟
لم تخف كيري توترها:" نعم صحيح لقد اتصلت بها لأخبرها بأنني بدأت بكتابتها، و لأدعوها إلى العشاء، ولكن عندما قلت لها إنك اصطحبت بيني في نزهة وجدت عذراً".
قال تشارلز بخفة:" لا يكدرنّك الأمر ياأمي، سيكون كل شيء على ما يرام".
صاحت بغضب:" ولكنه يكدرني فعلاً".
ثم أدارت نظرت مؤنبة إلى بيني، وكأنها تضيف: تلك السبب في غياب شينا. ثم سألت: هل استمتعت بنزهتك؟
ردت بيني بعذوبة:" أجل .. شكراً لك.. أحببت الطيور المحلية التي رأيتها وكان بلاك مذهلاً".
يتـــــــــــــبع
|