كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أدركت أن مبعثه تفكيرها في تشارلز.. والواقع أنها بدأت تدرك عمق تجاوبها معه و بسبب حبها له تخشى أن تفقد سيطرتها على نفسها. لقد عانقها في مناسبات عدة.. والسؤال الجارف الذي كان يقض مضجعها..لماذا؟ في البدء ظنت أنه نوع من التحايل لإقناعها بالبقاء وراء الآلة الكاتبة ولكن هذا العذر ما لبث أن زال بعدما وعدته بالبقاء.
لم تصدق أنه يحبها..فلو كان يحبها، للاحظت الدلائل..أليس كذلك؟ إذن، هذا يعني أنه لا يقوم بتلك المداعبات إلا إرضاء لغروره؟ لقد أزيلت الجبيرة عن يده الآن.. وهو كما قال يفضل أن تكون يداه حرتين عندما يغازل امرأة.. عندما قال لها هذا لم تفكر كثيرا في ما قاله.. أما الآن فتتساءل عما إذا كان عليها أن تعتبر قوله إنذار لها.
في الصباح دخلت إلى المكتب الذي تحول تدريجياً إلى ملاذ لراحة فكرها.. إنه الجنة، حيث الأفكار التعسة تتلاشى في العمل.كانت آخر فكرة طرأت على بالها أنها تعني شيئاً للرجل الذي تحبه.. جعلها التوتر تضرب بقوة على مفاتيح الآلة، لكن عندما تناهى إليها صوت تشارلز كان توترها قد تلاشى..دخل إلى الغرفة بخفة فلم تسمعه ووقف ينظر إليها وعلى وجهه نظرة تسلية.
ـ أمن الضروري أن تضربي هذه الآلة يوم الراحة؟
هزت كتفيها و قالت بغضب:" بالتأكيد ضروري".
ـ هكذا إذن.. أنت غاضبة هذا الصباح..أليس كذلك؟ حتى و نحن نبدو رائعين بفستاننا الليلكي.. أظننا متعبون من العمل المرهق لذا نزهة في الريف ضرورية لنا.
دهشت، و التفتت إليه:" نزهة في الريف؟".
ـ سأصحبك إلى محمية الطيور المحلية في جبل" مونت بروس".. على أن ننطلق بعد الغداء.
رفعت كلماته معنوياتها، فسلبتها القدرة على المقاومة: ستكون رحلة رائعة إذ لم أذهب إلى هناك قط.
شعرت في تلك الصبيحة بإثارة جياشة، سببها الترقب للخروج معه.
غادرا المنزل، بعد وجبة الغداء مباشرة، وفيما كانت الرينو تطوي الأميال الخمسة عشر، أخبرها قليلاً عن الهدف من إقامة المحمية: الهدف منها هو حماية النماذج النادرة للطيور المحلية.
أصغت إليه بسعادة وكانت مستمتعة برنة صوته العميق وهو يخبرها عن طير" اليبوكيكو" و " الكاكابو" و " الكيوي"، لكنها قلبياً كانت تعرف أنها لن تهتم أبداً حتى ولو كانت المحمية لتوليد الفئران بدل الطيور.. فتشارلز هو الذي يرافقها، وهي الآن مترعة الكأس.
ما إن وصلا إلى المنطقة الحرجية حتى قادها إلى قفص مميز وقال لها: هاهو طير" التاكاكي" الذي اعتقدوا أنه انقرض، حتى اكتشفت مستعمرة صغيرة له.
تأملت الطير الكبير، وقالت: لم يكن لدي فكرة عن جمال ألوانه.. الواقع أن كل شيء هنا جميل رائعة، وتلك البحيرة هادئة آمنة.
نظر إليها محدقاً: هل استمتعت حقاً بالمجيء إلى هنا؟
برقت عيناها وهي تنظر إليه:" أجل، لقد أحببت المكان، شكراً لك".
ازدادت رضى عندما شعرت بأصابعه تتشابك بأصابعها. اقتادها من قفص إلى آخر، حيث تأملا كل طير في مكانه. وعندما سارا في طريق معزول، تاقت إلى أن يضمها بين ذراعيه.. وأن يعانقها في هذا المكان لئلا تنساه أبداً.. ولو اعترف لها بحبه لملكت الدنيا كلها.
لكن، لم يحدث شيء من هذا القبيل وعوضاً عن ذلك نظر بسرعة إلى ساعته وقال: ياإلهي. تكاد تبلغ الساعة الثانية والنصف.. من الأفضل أن نعود. أخذ ذراعها، وهرع بها، راكضاً تقريباً، إلى السيارة.
يتبـــــــــــــع
|