كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
6- أين يقودها القدر؟
لم تكن بيني مخطئة بشأن قيمة العمل، و التركيز عليه، إذ لم يطل حتى تلاشت ذكرى المنحدر من أفكارها وليس ذلك فحسب بل ارتفعت معنوياتها، و تسلل بعض المرح الذي تبعثه قصة كلب البودل الذي بذل جهده ليعلم مالكه أن الهاتف يرن.
لم تسمع تشارلز يدخل إلى الغرفة بسبب انغماسها بالعمل وما أحست بوجوده حتى جاء من ورائها حيث انحنى ولثم وجنتها بشفتيه. في الوقت نفسه تسللت يداه تضمانها إليه.. طغت صدمة تصرفه هذا على أية صدمة أخرى.
فشهقت وهي تقول:" لقد نزعت الجبيرة".
ـ أجل .. و تبدو أصابعي على ما يرام.
حرك أصابعه التي راح يمررها على بشرتها.. فضح تنفسها الحاد العميق تأثرها ولكنها حاولت إبعاد يديه عنها: تشارلز.. أرجوك..هل أنت واثق أن لا ضير في نزعها في هذا الوقت. تفحص يده ثم طوى أنامله أنملة أنملة
ـ لا أراها تضررت كثيراً..على الأقل ليس كما ظننا في البداية.
ـ لكن..لكن صورة الأشعة أظهرت الضرر؟
ـ لم أشاهدها، قيل لي إن الجبيرة ستساعد الأصابع للتغلب على الصدمة التي سببها هبوط وزن طن عليها.
تصاعدت ريبتها: أتعتقد أنك كنت بحاجة إليها فعلاً؟ ألم يكن ذلك مجرد خداع؟
ـ خداع؟ وما الهدف؟
بدا وميض مرح في عينيه وهو ينتظر الرد. ولكنها ندمت على ما قالت، ولم تتمكن من التفوه بسؤال كان يدور في رأسها.. فقام هو عنها بهذا.
ـ أتعتقدين أنني وضعت الجبيرة كخدعة لأحصل على مساعدتك؟
أحست بالندم:" الواقع أنني فكرت في هذا إنما للحظة فقط فقد تذكرت أنك في تلك المرحلة لم تكن تعرف أنني قادرة على مساعدتك..ثم، لا يمكن للمرء التأثير على من يديرون المستشفى. فما داموا ارتأوا وضع الجبيرة فهذا يعني أن الأمر ضروري حتماً".
ـ و الألم الذي عانيته يومذاك؟ أتعتقدين أنني تظاهرت بأنني أتألم.
راعها الاقتراح، خاصة وقد تذكرت وجهة الشاحب ألماً: لا..لا بالتأكيد لا. آسفة لأنني استخدمت صفة الخدعة.
ـ هل هذا اعتذار؟
نظرت إليه عاجزة: " وما عساي أقول غير هذا؟"
ـ سيرضيني شيء آخر كهذا مثلاً.
أمسكت يده اليسرى القوية ذراعها ليسحبها من مقعدها..ثم أدارها لتواجهه، وضمها بين ذراعيه. بعدما تحررت يده اليمنى من الجبيرة راحت تتلمس خصلات شعرها الأشقر وتلف الخصل في لفائف، أما اليد الأخرى فتسللت إلى خصرها، عندئذ أدركت كم كان عناقه محدداً في الماضي.منتديات ليلاس
يتبـــــــــــــــع
|