كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ضحك مجدداً: أتدبر أمري في الوقت الراهن بيد واحدة أمي.. لكن ما إن أصبح بحاجة إلي يديّ الاثنتين حتى أسارع إلى نزعها فوراً.
عندما قال تلك الكلمات تذكرت بيني صورته وهما في النزل في " أوتاكي".. كان النور يشع من وراء رأسه، وكان وجهه مظلماً أما جسده فكان يشع رجولة.. قال لها يومذاك:" عندما أريد مغازلة امرأة أحتاج إلى كلتا يديّ".
لماذا تتذكر هذا الآن بحق الله؟ انجذبت عيناها بطريقة لا إرادية نحوه، وكأنما رأسها يستدير بفعل مغناطيس ضخم.. ولم يدهشها أن تراه مصوباً ناظريه إليها. عندما عاد للكلام كان صوته حازماً.
ـ حان وقت العودة إلى المنزل.
العودة إلى المنزل.. كان للكلمات رنين جميل.. ثم تذكرت أنها كلمات دارت في رأسها عندما صحبها في المرة الأولى إلى منزله..أحست يومذاك بأنها فعلاً عائدة إلى موطنها.. لكنها تعرف الآن أن العودة إلى بليارز تعني العودة إلى المنزل.
أمسكت لوسي ذراع بطريقة ودود: تعرفين أن هذا منزل جورج.. ولكنني و أباه نسكن في مكان قريب من هنا.. منزلنا هو في الدخل التالي إلى اليسار.. كان زوجي يحب الصور، فإن زرتنا أريناك بعض الصور التي قد يكون فيها أبواك.
برقت عينا بيني:" حقاً؟ ألديكم حقاً صوراً لأمي و أبي؟"
ـ يجب أن أفتش في الصناديق القديمة فقد مضى على تصويرها ما يزيد عن العشرين عاماً.
توقفت لوسي عن الكلام ثم أضافت تقول: سأتصل بك عندما أجد الصور.
ردت بيني شاكرة:" أنت في غاية اللطف".
ابتسمت لوسي ثم لثمت قبلة على خد بيني: وأنت فتاة حلوة.
في أثناء العودة، التفتت كيري من فوق كتفها اتقول لبيني برضى: حسناً عزيزتي.. لقد فتحت فتحاً جديداً، لقد أحبتك لوسي من النظرة الأولى، و أستطيع الجزم أنها ستقبل بك كنة بذراعين مفتوحتين.
أشعرتها الكلمات بالهستيريا..ولكنها ضبطت أعصابها و قالت: وأنا واثقة بأنها ستكون حماة متفهمة..ولكن هذا فقط إن وقع اختيار جورج عليّ. أتظنين هذا..شينا؟
بدا الغضب في عيني سوداء العينين و قالت بمشاكسة: لم تدعُني مع أنني ألمحت بصوت مرتفع إلى رغبتي في الصور.. ولكنها لم تطلب مني مرافقتك..لا.. لم تفعل..
ظلت تنظر إلى بيني بدون أن تحاول إخفاء خيبة أملها، قال تشارلز من فوق كتفه: لا أفهم لماذا تهتمين هكذا.
ـ أنت لاتعرف حقاً ما يثير اهتمامي.. وأنت إما تقفل الباب على نفسك في المكتب، و إما تسافر و إما تقضي نهارك في المزرعة حيث تلقي الأوامر على العمال.
قاطعتها كيري:" مهلك شينا..كان يومنا جميلاً، فلا تفسديه بتكدرك بسبب ماهو تافه".
ـ ليس شيئاً تافهاً!
ثم لاذت بصمت نكد، بعث التوتر.
أدهش تصرفها الغريب بيني، فلم تفهم لماذا ترى شينا أن من المهم رؤية الصور العائلية. و عرفت أن تشارلز راقب سوداء الشعر عبر المرآة ولكن، لم يبدُ، رغم التساؤل الذي في عينيه، قلقاً..لم تتكلم شينا مرة أخرى حتى وصلوا قرب نهاية المنطقة الريفية الجبلية، حين فاجأتهم بالميل إلى الأمام وربتت كتف تشارلز.
يتبــــــــــــــع
|