كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
صدقت شينا فجورج كوردا في غاية الوسامة فعلاً. له شعر أشقر بيضته الشمس، وعينان رماديتان باهتمام عندما نظر إلى بيني..لكن لطفه هو ما بدد الارتباك الذي يقع في اللقاءات الأولى عادة.
أخذ يدها و قال:" رائع.. إذن ، أنت الفتاة الصغيرة السمينة ذات الثلاث سنوات، كم كبرت".
سألت بصوت خجول:" هل كنا نعرف بعضناً؟".
ـ بالتأكيد، أنت لا تذكرين لأنك كنت في الثالثة أما أنا فكنت في العاشرة من عمري، ولم أكن وقتذاك أعرف عن النساء شيئاً، كان علي تجنبهن مهما كلف الأمر..حتى وإن كن صغيرات بريئات.
اهتمت لوسي كوردا كذلك بمظهر بيني.. ونظرت إليها فضولاً تبحث في وجهها حتى قالت: عزيزتي.. وكأن مارلين عادت إلى الحياة ولكن عينيك كعيني والدك وهما عينان لا يسهل نسيانهما نظراً لجمالهما.
ترقرت عيناها بالدمع فمسحتهما بيدها.
قال جورج بسرعة:" حالما عرفت أمي قادمة جاءت بلمح بصر".
قالت لوسي:" بالتأكيد، فأنا لم أر كيري منذ زمن طويل، وما التقيت شينا قبل اليوم. مع أنني سمعت جورج يتحدث عنها".
صحبتهم من الردهة إلى صالون كبير فيه مقاعد و آرائك يرجع طرازها إلى عهد قديم.. وقفت بيني حولها محاولة التذكر.. لكن ذاكرتها كانت مغلقة..ثم وعت أن الآخرين ينظرون إليها نظرات فضولية، فشعرت بأنها تبدو كفتاة حمقاء يجب ملاطفتها.
كان في صوت لوسي كوردا تفهماً عندما قالت: تتوقين إلى التجول في أرجاء المنزل.. رافقيني و سيكون لك ما تريدن، و أعتقد أن الجميع سيعذروني.
تأبطت ذراع بيني و بدأت تقودهاإلى الخارج.
قالت شينا بلهفة متوسلة:" هل لي بمرافقتكما؟".
نظرت لوسي إليها مفكرة:" إن رغبت".
خاب أمل بيني لأنها لم ترغب أن ترافقها شينا وهي تجول في منزلها القديم للمرة الأولى. الواقع أنها كانت تتوق إلى التجول في المنزل بمفردها. ألقت نظرة إلى الخلف فأدهشها أن ترى مدى اختلاف تعابير الوجوه في الغرفة.. كان جورج ينظر إليها بلطف و تعاطف و كانت كيري ترقب شينا و على وجهها عبوس خفيف.. أما تشارلز، فبانت السخرية في عينيه.. فشعرت بأنه يقول:" اصعدي إلى فوق و انظري إلى غرفة نومك العتيدة".
وكأنما كان يكره اهتمامها بهذا المنزل، فردت عليه نظرته بشيء من التحدي، و غادرت الغرفة. قلدتهما لوسي أولاً إلى المكتبة المكتظة بالكتب ثم رافقتهما إلى غرفة الطعام و إلى المطبخ.. في الطابق العلوي كان هناك خمس غرف نوم. وعندما وقفت على شرفة غرفة النوم الرئيسية، بدأت بيني تحس بذبذبات غامضة تنبئ بأنها عرفت المكان قبل الآن.
سألت مترددة:" هل كان هناك أرجوحة في مكان ما؟"
سألت لوسي بلهفة:" أتذكرينها؟ كانت متدلية من غصن شجرة مطاط أو سترالية ضخمة. ولكن الحبال اهترأت منذ زمن طويل.. سيريك جورج مكان الشجرة".
قالت شينا بأسى:" أحب هذا الأثاث".
نزلن إلى الطابق الأرضي مجدداً، وما إن دخلت إلى غرفة الاستقبال حتى وقف الرجلان. نظرت لوسي كوردا إلى ابنها:" أنا واثقة أن بيني راغبة إلقاء نظرة على الحديقة، و السقيفات التي هناك خاصة حيث كانت الأرجوحة.. اصطحبها إلى هناك فيما أتحدث إلى كيري".
وافق بكل سرور:" بكل تأكيد".
يتبــــــــــــــع
|