كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
صمت قليلاً، ثم مرت عيناه فوقها بقلق طفيف: أواثقة أنك غير متعبة؟
وصل توتر شينا إلى حد الانفجار.. فتعالى صوتها بغضب وهي تحدث تشارلز: شخصياً.. أعتبر أن الوقت قد حان لنتخلى عن هذا التأليف الغبي، و لتستقر حتى تدير أملاكك، يجب ألا تترك كل شيء لموظفيك.
ظل هادئاً وهو يقول: أهذه حقيقة، شينا، يا صديقتي القديمة؟ حسناً. وأنا أعتبر أن الوقت قد آن لعدم التدخل في شؤوني الخاصة.
كانت سريعة في فهم غلطتها، والاعتذار: أنت على حق تشارلز.. طبعاً أنت على حق..هذا ليس شأناً من شؤوني و أنا آسفة..أعرف أن من تأليف الكتب مهم لك..أعرف أنها جرثومة أصابتك و نحن فخورون بما أنجزت.
تقبل غصن الزيتون الذي رفعته و قال بجفاء: شكراً لك على الكلمات اللطيفة شينا.. و بمناسبة الكلام عن الجراثيم..
و أخبرهما بحديث العنكبوت السام ثم أضاف: " لولا بيني لقتلني".
ما إن ران الصمت حتى حمل آلة التسجيل و اتجه إلى المكتب، تلحق به بيني كالطفل المطيع. كانت مدركة أن كيري تايمر، عابسة من القلق وأن شينا ترسل إليها سهام محرقة من عينيها الملتهبتين. ولكن تصرفهما أمر متوقع. وكان عليها أن تتعلم كيف تتجاوب مع هذا التصرف.. ولعل أسهل طريقة لتجاهله هو رسم ابتسامة على وجهها لحجب قلقها، وهذا ما فعلته عندما كان تشارلز يضع المسجلة قرب الآلة الكاتبة.
ما إن استقرت للمباشرة بالعمل حتى وجدت أن كلام ماكروي البطيء المتشدق، قد سهل عليها متابعة كلماته.. وفيما تطايرت أصابعها فوق المفاتيح أحست بالامتنان لأنها رغم تعليم الآخرين حافظت على مهارتها في الطباعة.
كانت تعلم أن تشارلز يراقبها وهو يصغي من مقعده..خلال فترة استراحة قصيرة التفتت إليه فوجدت عينيه مستقرتين عليها. كان في أعماقهما تعبير لايمكن تفسيره، ولم يكن سببه سراً لها.
قال:" أرى أنك فتاة ذات مستقبل باهر في حقل مهنتك.. ولا أظن الحياة في الريف تناسبك أبداً. الواقع أنني أعيد النظر في فكرة مرافقتك لتقابلي جورج كوردا".
ـ آه! لماذا؟
ـ سيكون من المؤسف أن يتورط المسكين عاطفياً بالفعل، ثم يراك تعودين إلى المدينة.
قالت تؤكد له:" لن يتورط أحد منا عاطفياً".
أضافت في نفسها: على الأقل أنا.. ثم شغلت آلة التسجيل فتناهى إليها صوته فوق صوت المسجلة: هل أنت منزعجة؟
أوقفت المسجلة مجدداً:" بالتأكيد لا، ولماذا أنزعج؟"
ـ أراك تضربين المفاتيح ضرباً..
يالله! هل هي شفافة إلى هذا الحد؟ فكرت بسرعة لتقول: ربما أنا محبطة قليلاً..كنت أتطلع شوقاً لمقابلة المالك الحالي لمنزل والدي.على ؟أي حال، إن كنت تفضل ألا تصحبني أذهب بمفردي.
وكان ملء لهجتها التحدي. نظر إليها بصمت مطولاً..ثم قال: لدي فكرة.. بإمكان أمي إعداد حفلة ما قبل الميلاد تدعو فيها آل كوردا.. أتدركين أن الميلاد بعد أربعة أسابيع؟
ـ وسيكون الميلاد الأول الذي أقضيه بعيداًعن خالتي.. كان عادة يمر هادئاً في مكان ما كنا نقضي فيه العطلة.
ـ في هذا العام ستختبرين ميلاداً عائلياً يتم في البيت. تحب أمي أن تستخدم كل الزينة، وتحب طهو ديك حبشي وحلوى الميلاد. أما شينا فتساعدها في تزيين شجرة الميلاد.. إنها تقاليد سنوية.
يتبــــــــــــــع
|