كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أهذا هو ماحدث لأمها؟ كانت الخالة دايان من سربت لها معلومات مفادها أن" ذلك الفتى" برز من الغيب، و أطاح بالمسكينة السخيفة مارلين عن قدميها في طرف يومين. عبست بيني و حدقت في الظلمة: يومين؟ هل يعيد التاريخ نفسه؟.. ظلت الأفكار تدور في رأسها وتدور حتى حرمتها من نعمة النوم.
في اليوم التالي، كانت رحلة العودة سريعة، ولكنهما توقفا للغداء في مقهى صغير قدم لهما السلطة . جلسا إلى المائدة و تشارلز ينظر إليها بانتقاد قائلاً ببرود: لديك ظلال تحت عينيك.
ـ أتقول لي بلطف إنني منتفخة العينين؟
ـ ليس بالضبط، ولكنك تبدين متعبة..ألم تنامي جيداً؟
ـ نمت في النهاية..ولكنني بقيت مستيقظة وقتاً طويلاً.
ـ لماذا؟ أندمت على القرار الذي اتخذته؟ أي البقاء؟
ـ لا..لم يكن الأمر هكذا..
وتلاشى صوتها.. فبان الإصرار في لهجته:" ما الأمر إذن؟"
صعب عليها أن تلتقي عيناها بعينيه..ولم تستطع غير النظر إلى الطعام في طبقها، وراحت تفتش عن رد.. أخيراً قالت: لن تكون أمك مسرورة أبداً عندما تراني عائدة معك.. أما شينا..
ـ التفكير فيهما هو ما يوترك؟
هزت رأسها بصمت، وحمدت الله لأنه وجد سبباً لما أرقها.
ـ لماذا لاتتركينهما لي..اجلسي إلى آلتك وانسي أمرهما.
حركت يدها كمن يدير مفتاح تحويل خيالي، وقالت ضاحكة: ويب..ويب..أنت فعلاً مستعبد.
قال متجهماً:" يقلقني ذلك الموعد النهائي البغيض..أفضل الكتابة براحتي لا التفكير في سيف مسلط على رأسي بسبب تأخري في التأليف".
جعلتها لهجته، والنظرة في عينيه تشعرها بالرضى.. وما إن تابع المسير حتى شعرت براحة كبرى. كانت ابتسامة صغيرة تتلاعب على شفتيها وهي تصغي إلى الموسيقى المتناهية من الراديو. بدا لها للحظات كل شيء مشرقاً في عالمها.
لم يخفف من وطأة العودة إلى " بليارز" رؤية كيري وشينا جالستين في كرسيين من الخيرزان، في قسم مظلل من الشرفة الأمامية..ما إن أوقف تشارلز الرينو قرب العتبات العريضة، حتى وقفت المرأتان على أقدامهما لتحدقا بصمت إلى بيني.
كانت كيري أول من تكلم:" لقد عدت؟"
رد تشارلز عنها:" نظرك ثاقب يا أمي".
قالت شينا بلهجة متحجرة تدل على أنها تبذل جهداً للسيطرة على غضبها: أتقصد أنك أخذتها إلى ويلنغتون، ثم عدت بها؟
قال بلطف:" بل أقنعتها بالعودة وهو الأصوب قولاً..لقد قررت أنني لن أتمكن من إنهاء كتابي في الوقت المحدد بدون مساعدتها".
ترجلت بيني من السيارة، ووقفت تنظر إلى المرأتين الواقفتين في أعلى الدرج. لم تشأ أن تعتقد المرأتان أنهما ذهبا إلى ويلنغتون ثم عادا، فقررت أن تكون صادقة: لقد ذهبنا إلى"أوتاكي".
همست كيري بصوت ضعيف:"أوتاكي؟".
ضحك تشارلز:" هذا صحيح..أظنني قلت لك إنني أفكر في زيارتها.. لقد تقاعد ماكروي العجوز و زوجته و انتقلا إلى منطقة دافئة بدل من الريف الجنوبي البارد. كان لقصصه عن كلاب الرعاة قيمة عظيمة بالفعل.
اغتنمت بيني الفرصة لتتهرب، مستغلة قوله حجة: أريد البدء بهذه التسجيلات، ما دامت تلك اللهجة الاسكتلندية عالقة في ذهني.
قال يوافقها الرأي :فكرة عظيمة . سأرافقك لأصغي إليها فيما تبدئين بالطباعة، ربما نتمكن معاً من تفسير ماهو صعب.
يتبــــــــــــــع
|