كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
قال لها بهدؤء:" استرخي فقط".
في اللحظة التالية وجدته قربها. تسللت ذراعه اليمنى المصابة إلى جسدها تأسرها إليه.
كان عناقه في البدء ناعماً مغوياً.. ثم ما لبث أن أصبح عميقاً يطالب بالتجاوب.. وجدت نفسها غير قادرة على مجادلة دعوته الملحة.. وبدأت تدريجياً ذراعاها تتسللان إلى عنقه و استسلمت لإحاسيسها.
ولكنها رغم عناقه الآسر الذي أصبح متوحشاً تقريباً ورغم الشوق المتذبذب بينهما، شعرت بالقلق الذي ازداد إلحاحاً، قالت لنفسها إنها حمقاء..فهي لا شيء بالنسبة له.. إنها ترضي فقط حاجته الجسدية..لو كان يحبك لا ختلف الأمر، لكن على الرغم من هذا الوضع الحميم، وهذا العناق الحارق، لم تبدر عنه كلمة حب واحدة. جعلتها هذه المعرفة تجذب نفسها بعيداً عنه، تقاوم لتحرر من بين ذراعيه. جلست تشهق.
ـ تشارلز.. علينا أن نتوقف..نحن..ننسى شينا.
ظل مستلقياً بلاحراك، ثم راح بصوت خفيض، وقال: أنت محظوظة لأن إحدى يدي لا تساعداني.. ولولا ذلك لدفعتك على ركبتي و لصفعتك على قفاك بسبب هذه الملاحظة. كيف لي أن أنسى شينا؟
تنهدت:" أنت على حق..كيف لأي منا أن ينسى شينا؟ إنها جميلة مفعمة بالنشاط.."
قال بصوت مدممدم:" لم يكن هذا ما عنيته بالضبط".
ـ عندما تكون مخطوبة لك تقريباً لايحق لك العبث معي هكذا.
ـ لماذا لا نتباحث هذا الأمر عندما تشاهدين خاتمي في أصبعها؟.. إنه غير موجود الآن، أتراها طريقتك لتعبري فيها عن كرهك لمعانقة رجل؟ كوني صادقة.
ترددت قبل أن تعترف:" تحتاج كل امرأة إلى أن تعرف أنها مرغوبة".
ضحك:" لا حاجة بك للقلق بهذا الخصوص".
شدتها ذراعه مجدداً، فوجدت نفسها تستجيب بحماسة لم تستطع كبحها..راح قلبها يخفق. لكنها فجأة خافت من مشاعرها التي بدأت تحملها إلى مرتفعات قد تختفي فيها كل مقاومتها.. عرفت أن عليها أن تمسك زمام نفسها.. فقالت بصوت خفيض: شينا تراقبك في الظلام.
توقف، ولكن ذراعيه ظلتا حتى قال: آه! وأمي واقفة قربها أيضاً.. ضحكت بيني:" أجل..أعتقد هذا"
ـ لاشك أنهما تتناقشان في" الدوطة" و المهر.. النصف الآخر من الأملاك.
ـ هذا صحيح.. ألا تحب أن يكون العقد ثلاثياً؟
انفجر بوحشية:" اللعنة! أنت بكل تأكيد تعرفين كيف ترمين جردل الماء البارد. لاشك أنه من تعليم الخالة جيلين؟".
نظرت إليه تقول بصراحة:" حسن جداً..لقد أشارت إلى أن من غير الحكمة أن تسمح الفتاة لرجل بأن يستغلها".
برد صوته وهو يبتعد عنها: يستغلها؟ أهذا ما تعتقدينه؟
تحولت عيناها إلى التوسل:" تشارلز..تعرف جيداً أننا على شفير الهاوية لذا على أحد منا أن يتراجع.. وإلا.."
صمتت، غير قادرة على الاستمرار، فأضاف بصوت قاسً: و إلا جررتك إلى غرفة النوم لأعتدي عليك كما تخشى خالتاك.. ولكن الأمر لن يكون اعتداء لأنك ستكونين شريكاً راغباً فأنت تريدينني بمقدار ما أريدك. كوني صادقة، و اعترفي بهذا. نظرت إليه بدون أن تتفوه.
يتبـــــــــــــــع
|