كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
صاحت به:" هلا صمت! ستجعلني أحلم بهذه الأشياء الشريرة".
تراجعت فجأة:" أنا آسفة..لقد نسيت أنك مصدوم بسبب اقتراب أحد هذه المخلوقات الرهيبة المرعبة منك".
ـ أنقذني تصرفك السريع من لسعته.. شكراً لك بيني..أنا شاكر لك.
أحست بتوهج رضى بالنفس لآزمها حتى عادا إلى النزل. لكنه توهج كان قصير العمر.. فعندما كانت تستحم و ترتدي فستاناً لونه بلون الفوشيا الناعمة، وجدت نفسها تعود إلى الكآبة.
ازدادت كآبتها بعد العشاء عندما يراقبان التلفاز الذي لم تكن تهتم به كثيراً.. وازداد سوءاً حينما بدأت أفكارها تتركز على سؤال ما كان يدور في رأسها.. ماذا عليها أن تفعل عندما يعود إلى " بليارز"؟ أيجب أن تعود إلى منزلها، أم تبقى لتنهي طباعة المخطوطة؟
ما كانت تتوق إلى فعله، كان أمراً واضحاً في رأسها .. فهي الآن بدأت تعرفه جيداً لذا بدأت تسبب لها فكرة تركه ألماً في أعمق أعماقها.
التفتت التفاتة خفيفة لتراقبه فوجدته مستريحاً في مقعد مريح.. وكان جانب وجهه الوسيم ضبابياً تحت نور المصباح الضيئل الذي يلقي أشعته على طيات الستائر المسدلة. بدت جاذبيته و كأنها تمتد لتغلفها في شباك شرك خفي.
التفتت ينظر إليها..ثم قال فجأة: أنت لا تنظرين إلى الفيلم.. أيضجرك؟
ـ إنه عنيف، و أنا أكره العنف. أبداً عادة بالتفكير في أشياء أخرى.
ارتفع حاجبه الأسود:" كالتخطيط للفرار إلى ويلغتون حال عودتنا؟"
كان على مقربة شديدة من الحقيقة، اضطرت إلى الاعتراف:أجل..كنت أفكر في هذا.
ـ إذن..فلننس الأمر.
في صوته رنة نهائية..فتسرعت تقول: ثم، هناك أمر آخر..
وصمتت نادمة لأنها تكلمت.
ـ تابعي..أمر آخر..مثل ماذا؟
ترددت، ثم قالت:" لا أستطيع إلاالشعور بأنني نحس على بعض الناس".
ضحك من أعمق أعماقه: أنت؟ نحس؟ هذا مضحك كيف؟ هل لي أن أسأل؟
ـ ألا ترى ماحدث لك عندما التقينا على الدرج؟
ـ إنه سوء حظ، زادته عاصفة بحرية.
هزت رأسها: انظر إلى يدك..ثم ما كنت لتتمشى على الشاطئ لولا وجودي معك.
ـ مخطئة..فأنا أسير دوماً على الشاطئ عندما أكون قرب شاطئ ما.. أحب السير على الرمل و أحب تنشق هواء البحر العليل. ثم، بإمكامك النظر إلى الأمر هكذا. لولا الجبيرة التي تحيط يدي للسعني العنكبوت السام فوراً .. أو ولولا قتلك إياه، لقتلني هو بعد لحظات.
ـ أحمد الله..لأنني رأيته في الوقت المناسب.
ـ هذا صحيح، لذلك توقفي عن الهراء. أنت لست نحساً على أي شخص كان.
وقف يطفئ التلفزيون، ثم عاد ليجلس إلى جانبها على الأريكة.. استراحت ذراعه اليسرى على الوسائد خلف ظهرها و شعرت بقربه منها ولكنها لم تظهر هذا عندما قالت: عندما أصبت بمرض السعال الديكي، جلبت أكثر من النحس على والديّ..
قاطعها بنفاد صبر:" يالهذا الوهم! الواضح أن والدك قاد بسرعة جنونية، على المرء أن يحترم قوانين السير. كيف وقع الحادث؟".
ـ لا أعرف إلا أنه وقع في مكان جبلي قرب" كارترتون".. تتساءل أمك عن مكان اشتراه لابنهم أناس تعرفهم. تقول إنها ستسأل.. أظنها قالت إن الإسم هو" كوردا".
يتبــــــــــــــع
|