كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
سرعان ماأدركت أن هذا العناق هو وسيلته لإقناعها بالبقاء.. ولكنها وسيلة لم تكن تعني شيئاً. كان لهذه المعرفة
تأثير الدوش البارد عليها.. هزت رأسها تقول هامسة: أجل..ربما من الأفضل أن أرحل بعد الفطور مباشرة.
رد بلهجة حادة، وهو يتركها فجأة: حسناً.. في هذه الحالة، أعتقد أنك تفضلين العودة إلى الداخل. كانت خائبة الأمل
لأن ظنها في محله. عادت بيني أدراجها إلى المنزل..فلاحظت أنه يحاول اللحاق بها.. ذهبت إلى غرفتها فوراً،
بعدما اعتذرت،وفي ذلك الوقت أدركت أن هناك سبباً آخر لرحيلها. إنها تعجب بهذا الرجل أكثر مما يجب.
عرفت أنه متسلط، متعجرف، مع ذلك كان فيه مايثير اهتمامها.. ما يجعلها..مستيقظة. ولم تحتج إلى ذكاء فائق لتفهم
مشاعرها، لذا من الحكمة الفرار، مادام لديها القوة لاستخدام ساقيها.
في الصباح التالي، نهضت من الفراش، استحمت بسرعة. وأعادت ملابسها و أغراضها إلى الحقيبة، ثم حملتها إلى
الطابق السفلي.عندما تركتها في الردهة، سمعت أصواتاً من غرفة الطعام، ولم تدهشها رؤية شينا جالسة مع تشارلز
و أمه.
قال تشارلز ممازحاً، بقصد الإزعاج: شينا هنا لتتأكد من رحيلك.
تورد وجه السوداء الشعر، التي أنكرت بحرارة: هذا غير صحيح..خرجت لامتطاء الخيل قبل أن تشتد حرارة
الشمس.
نظرت إليها كيري بمحبة: هذا أفضل وقت لامتطاء الخيل.. يجب أن أعترف أنك تبدين جذابة بثياب الفروسية.
ابتسمت شينا، و كأنها تشير إلى هذا ما تعرفه. استمر الحديث على المائدة خفيف الوطأة لم يتخلله اقتراح من
تشارلز ليثنيها عن رأيها. راقبته سراً و كانت تجد صعوبة في إبعاد عينيها عن وجهه الوسيم.. جعلتها بذلته الأنيقة
الخفيفة تدرك أنه حتى في صباح يوم الأحد، يتقن ارتداء ملابسه..وعندما حمل حقيبتها إلى الكاراج، كانت تحس
بالكآبة.
كانت الهوندا السيفيك متوقفة قرب الرينو الرمادية. ودعت كيري و شينا بأدب ثم استوت إلى المقود.. اندفعت
الدموع إلى عينيها عندما كانت تدير المفتاح، و لكن الدموع اختفت حينما لم تلق تجاوباً من المحرك.. حاولت مرة
أخرى، ثم أخرى، ولكن لا أثر للتجاوب.
قال تشارلز:" أعتقد أن بطاريتك فارغة، أو ربما هناك ماهو أكثر خطورة".
رفع غطاء المحرك، ونظر إليه، ثم أقفله مجدداً.
شحب وجه شينا، وتوسلته بيأس: حاول أن تديرها أنت تشارلز..لاشك أن بيني فعلت شيئاً غبياً..
هز رأسه: كما تريدين..أنا مجرد ميكانيكي ذو يد واحدة.. وأخشى أن ما تطلبينه خارج عن قدرتي.
التفتت إلى بيني: بما أنك عازمة النية على ترك هذا المكان، فسأقلك بالرينو. قد أصلح لك سيارتك في غضون
الأسبوع.
قالت محتجة: لكنك لا تستطيع القيادة..ربما يجب أن أنتظر..
أصمتها بمقاطعتها ببرود: الرينو أوتوماتيكية لذا لن تكون قيادتها صعبة. خنق أي جدال آخر في المهد، خاصة بعد
ما رأته يخرج حقيبتها من الهوندا و يضعها في مقعد الرينو الخلفي..ثم التفتت إلى الباب الأمامي يفتحه منتظراً أن
تدخله..
قالت شينا بلهفة: أنا قادمة معك. سأكون رفيقتك في طريق العودة.
يتبــــــــــــــــع
|