كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ـ ستشعر بأنها أفضل حالاً غداً عندما تعرف أنني رحلت.
ـ وهل تنوين حقاً الرحيل؟ فكرت أن من الممتع الذهاب إلى أوتاكي برفقته،ولكنها قالت: " إنهأفضل حل من أجل شؤونك العائلية".
رد بلهجة قاطعة:" هكذا إذن، حسناً".
انتظرت أن يضيف المزيد أو أن يحاول مجادلتها ليقنعها بالبقاء، أو حتى ليذكرها بوعدها لمساعدته في إنهاء الكتاب. ولكن، لم تبدر منه كلمة.. أحست أن من الإذلال أن تتنازل، ولكن المزعج أن عنادها على وشك أن يرميها مرة أخرى في أحضان خالتيها جيلين.
قاطعت تشارلز أفكارها، ليقول لها فجأة: أنت متعبة، لذا لاتقوين على تفكير السوي.
أجفلتها ملاحظته:" وكيف تعرف في ما أفكر ؟"
ـ وجهك مضطرب.. وهذا يدل على أن أفكارك مشوشة.. ولا يدهشني ذلك فقد كان يومك قاسياً..ففيه وصلنا إلى منزلك، وفيه تم ذاك الجدال مع خالتيك، وهناك القرار الذي اتخذته، وقيادة السيارة إلى هنا، ومواجهة هجوم شينا..أجل.. كان يومك شاقاً.
ـ هذا ما أعتقده.
ترك المقعد.
ـ اتركي عملك فوراً، وتعالي إلى الخارج نتمشى.. إنها أمسية جميلة.
فتح لها الباب، ثم أمسك ذراعها يجرها إلى الخارج.. ولم يتركها وهما يقطعان المرج نحو مساكب الورود.
كانت النجوم مضاءة في السماء. و القمر مرتفع لينير قليلاً الظلال التي تغلف الحديقة في هالة غامضة..نظرت بيني حولها و قالت معترفة: كنت سأشعر بالتوتر لولا وجودك معي، أشعر بالخوف من الأشجارليلاً.
التفت ذراعه اليسرى حولها، تجذبها إلى جانبه.
ـ لاتخافي يافتاتي الصغيرة. لاوجود للغيلان في هذه الحديقة، فرائحة الورود تبعدهم.
عندما شعرت بلمسته، سحبت عدة أنفاس عميقة.
ـ إنها..فعلاً..رائعة.. تبعث النشوة تقريباً..
صحبها إلى ظلال قنطرة مغطاء بورود حمراء قوية الرائحة ثم تمتم: تكاد تبلغ رأسك!
أحست أن كلتا يديه تضمانها.. فالجبيرة لم تعق العناق.. في تلك اللحظة لاحظت أنه تخلص من رباط التعليق في عنقه الذي كان يبقي يده مرتفعة. جهدت أن تبدو غير متأثرة لقربها منه ثم سألت: هل يدك أفضل حالاً؟
ـ ليست سيئة جداً.
ألصقها به.. فتسارعت أنفاسها، وجرى الدم سريعاً في عروقها فوثبت خفقات قلبها بين جنبيها.. هذا أمر سخيف! يجب أن أدفعه عني! كان صوت ما يدعوها بغموض إلى هذا، ولكنها بطريقة ما افتقدت القوة لإبعاده عنها.
وجدت أنها تستند إليه، وترفع ذراعيها إلى عنقه.. تنهد يقول بصوت خفيض:" التاريخ يعيد نفسه".
ولكنها فشلت في فهم مقصده.
أضاف:" في آخر مرة تعانقنا فيها كنا نقول وداعاً.. أحدث ذلك ليلة أمس فقط؟ يبدو أنه حدث منذ عمر".
انتظرت.. فهي ماتزال تأمل أن تسمع الكلمات التي قد تثنيها عن الرحيل.. ولكنها لم تتلق شيئاً. الواضح أن كبرياءه تمنعه من التوسل إليها.
أخيراً تمتم: أمازلت عازمة على الرحيل؟
يتبــــــــــــــع
|