كاتب الموضوع :
Shiningg Tears
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان لايطيق احدا بجانبه، ذلك انه اذا كان ينحدر في الحياة، فكبرياؤه تريد منه ان ينحدر وحيدا.
نظرت اليه وقد جمد الدم في عروقها، لم تكن هناك مشاركة حقيقية بينها وبين كين، فهو يعين مايمكن ان يشاركها به وما لا يمكن . كين ذو العزيمة المتينة، كين الذي لايعرف حلا وسطا، فإما ابيض وإما اسود، اما الرمادي فلا مكان له عنده، فإذاكانت السفينة ستغرق، فهو اول من ينزل النساء الى قوراب النجاة، دون اعتبار ما اذا كن يفلن الموت مع ازواجهن الذين يحببنهم ، ذلك لانه لم يعرف الحب ولايفهمه.
سألته بهدوء:" مالذي حدث ياكين؟"
لوى شفتيه ساخرا وهو يقول متمهلا:"آه ، انها الاحوال عامة."
شعرت ليزا وكأن قبضة حديدية عصرت قلبها،" ولماذا جئت الى البيت إذن؟"
قال بعنف:" كان علي ان اتحدث اليك، ولم استطع ذلك في الهاتف."
ارتفعت يد ليزا الى بطنها وهي تفكر في ماستخبره به وجها لوجه، ولكن من الواضح ان هذا الوقت لم يكن مناسبا لذلك.
وجاءها بكوب عصير، فأخذته من يده وهي تقبض اصابعها بشدة توقفهما بذلك عن الارتجاف، نظرت الى وجهه المتحجر، محاولة ان تتفحص عينيه السوداوين، ففشلت، وسألته بقدر امكانها من الهدوء، مخفية بذلك مشاعر الانزعاج التي تملكتها، سألته قائلة:" مالذي تريد ان تحدثني شخصيا عنه ، ياكين؟"
قال بسرعة ولهجة بالغة الخطورة:" انني بحاجة الي معلومات عن مشروع وينجيكاميل، ياليزا، انني بحاجة الى ان اعلم، بحاجة الى ذلك الان."
انه لم يعد الى البيت لاجلهاإذن، لان يكون معها، لقد عاد الى البيت لان عمله كان معرضا للخطر بامكانها ان تنقذه، وشعرت بالغثيان في معدتها، انه لم يستقبلها بالحب والتدليل، لانها كانت ثانوية بالنسبة لما هو اهم لديه فالاشياء المهمة تأتي اولا,
حدثها عقلها بأن من الغباء ان تشعر بكل هذا الاستياء، فقد كان كين اخبرها بالحقيقة قبل ان يعرض عليها الزواج، وانه يقدم عمله عليها، ولكن معرفتها بذلك لم تمنع قلبها من ان يبكي بدموع من دم.
رفعت اليه عينين حمراوين اكتسبا لونهما من نزيف حبها:" الهذا تزوجتني ياكين؟ لكي تحصل على بعض معلومات مني عند الحاجة؟"
كان الشك ساروها في ذلك عندما عرض عليها الزواج، ولكنها نبذت هذه الشكوك لانها لم تشأ ان تصدقها، كما ان جاك كونواي قد ارتاب في ذلك هو ايضا، وقد كان برد هذا الامر بالنسبة الى نفسه وهو يستغلها، ولكن ليزا قد اصرت على ان كين كان مختلفا عن جاك كونواي. وانها كانت حقا تعني شيئا عند زوجها.
اخذت تراقب مابدا على وجه زوجها من ردة فعل لسؤالها هذا، وكأنها مجرد متفرجة تقريبا، توترت ملامحه، وبدا الغضب في عينيه، ام لعله الاحباط؟ واحست بنفسها تموت في الداخل. وتخدرت حواسها ،لم تستطع ان تعرف ما شعرت به كين. وهل كان بامكانها ان تعرف؟ في السخرية.
وانفجرت بها ثائرا:" كفى هذا، ياليزا، فهو لاجلنا معا."
ردت عليه ببرودة:" احقا ياكين؟ يبدو انني اذكر بأنني زوجتك في السراء والضراء، كما يقول عقد الزواج، وبالنسبة الي لايهمني سواء كنت ناجحا في عملك ان لا."
قال بعنف:" انك زوجتي، لقد تزوجتك لانني اردتك زوجة لي، وانا اتوقع من زوجتي ان ثقف بجانبي عند الحاجة اليها، فهل ماسألته هو كثير عليك؟"
كانت تعرف انه يكره ان يطلب منها شيئا، فهذا يمس كبرياءه، وهو ماكان ليفعل لولا حاجته الى ذلك، وعند الجهاد في سبيل البقاء، ولكنه بالطبع كان يضع هذا دوما في احتماله كسلاح انقاذ، واخذت تفكر( بعد يوم واحد فقط غدا من المفروض ان يتصل به جاك كونواي، ولو كان اتصل اليوم ماكنت سأعلم قط بأن كين تزوجني لاجل هذا الامر. فيالها من سخرية مرة)
قالت له بعنف:" لقد اعطيت جاك كونواي كلمتي بأنني لن اخبرك بذلك."
"جاك كونواي؟ اتظنين ان وعدك هذا له يهمه بشيء لو انه استطاع تحويل الامر الى مصلحته؟ هذه لعبة يقوم بها المنتصرون ياليزا، وجاك كونواي يعرف هذا ، وانا اعرفها. وكل شخص يصل الى مركز ما ، يعرفها، وانت تعرفين كما اعرف ، انه استخدمك كورقة لعب في يده."
ضحك ساخرا، ثم تابع ببطء وهو ينظر الى ليزا بسخرية:" كلمتك... اراهن على انه قد استمتع بهذا. انه يعشق ان تكون له سلطة القول نعم او لا للرجال امثالي، اتعرفين لماذا ياليزا؟"
كان هذا سؤالا لايحتاج الى جواب، لم يكن بحاجة الى تشجيع ليتابع قوله:" لانه يحسدنا، لانه لايملك الشجاعة للخروج من تحت جناح الشركات الكبرة الواقي. آه ، كلا، ان جاك كونواي يفضل الامان."
ثم عاد يواجه ليزا وعيناه تلمعان استهزاء:" ليس هناك سوى مشكلة واحدة معه، ياليزا وهو انه لديه السلطة، ولكن ليس الربح، وهذا يؤلم جاك كونواي في الاعماق، انه لايريد ان يلقي بنفسه في ميدان المغامرة ولكنه يكره نجاح اولئك الذين يفعلون ذلك، لانه يعلم انهم يربحون اكثر مما يمكن ان يملا جيوبه من وراء راتبه ، بالرغم من مكانته الرفيعة."
قد يكون ما يقوله كين، صحيحا، ولكن حسب اعتبار ليزا، لم يكن لذلك علاقة بها، لم تكن تهتم بلعبة السلطة عند الرجال، فهي تهتم فقط بالزواج الحقيقي الذي لم تحصل عليه.
اصبح صوت كين الان مقنعا رقيقا وهو يقول :" الاتظنين ان عليك ان تكوني اكثر وفاء لي منك له، ياليزا؟ انني تحت الخطر الان، ومستقبلنا رهن الاحداث."
حدثت ليزا نفسها تصحح كلامه،( ليس مستقبلنا وانما عمله الغالي عليه. فإذا كان كين يحبها، لما كان مستقبلهما رهن الاحداث على الاطلاق، ذلك انهما كانا سيجتازان المحنة مهما كانت سئية.
اجابته باكتئاب:" الموضوع، بالنسبة الي، لا يتعلق بالوفاء ، ياكين، وانما هي الكرامة ... كرامتي."
صعد الاحمرار الى وجنتيه، وازداد تألق عينيه وهو ينكر عليها قولها بعنف:" ليست هذه مسألة كرامة، فأنا لن استعمل المعلومات للاضرار بالشركة الدولية المختلطةبأي شكل كان، كل ما اريده هو ان اعرف وذلك لاتمكن من التخطيط في اي ناحية اتوجه، فإذا كان مشروع وينيجكامبل لا يأتي الي ، ياليزا، فعلي ان اتخذ خطوه يائسة لانقذ ما استطيعه، ولكن اذا حصلت على المشروع فسيكون لدي مجال لاتخاذ خطوة بارعة."
عندما لم تتجاوب معه بسط يديه الاثنتين يناشدها ان ترى المنطق... وفكرت هي في ان كين يمكنه ان يجد منطقا لكل شيء. فالمنطق هو الذي جعله يقوم بكل ما قام به، حتى الزواج منها، ذلك المنطق الجامد عديم الشعور.
"ليزا، لقد صدر القرار. لابد انه صدر الان، ولم يبق سوى صدور بيان بذلك من الشركة عن الجهة التي ستعطي العقد ولن يشكل هذا، بالنسبة الى الشركة اي فرق فيما لو عرفت ذلك الان، لافرق مهما يكن."
كان منطقا هادئا واضحا اسكت نقاشها عن الكرامة.
لينفذ الى قلبها، مباشر، ليقتل كل رجاء في ان يحبها، واخذ هو يتقدم اليها ومازال باسطا ذراعيه وقد تعمد تلطيف اساريره وهو يسألها برقه:" هل اطرد عمالي ام احتفظ بهم، ياليزا؟ هنالك اعمال كثيره يمكنني القيام بها اذا حصلت على مشروع وينجيكامبل، وبعكس ذلك لا استطيع، وستدب في اعمالي فوضى اذا انا طردت عمالي، ثم اصبح علي ان اعود لاستئجارهم."
|