كاتب الموضوع :
Shiningg Tears
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كما أنه أزعج ليزا . ولأول مرة اخذت تتساءل عما إذا كان كين ماريوت قد فكر بالزواج منها لكي يحصل علة معلومات يراها بالغة الأهمية لعمله ، ولكنها ما لبثت ان نبذت هذه الفكرة ، حقاً ان كين كان متطرفاً ، ولكن ليس إلى هذا الحد.
عندما اتصل بها كين تلك الليلة ، كانت هي قد نفت هذه الفكرة من رأسها كلياً ، فقد كان لديها أشياء اكثر أهمية بكثير لتفكر فيها . مثل اجتماع كين بوالديها ، وترتيبات الزواج .
كانت زيارتهما لزالديها ناجحة تماماً ، فقد كان تأثير كين عليهما كبيراً . فهو وسيم ناجح يبدو عليه الثراء ، وقد احسنت ليزا باختياره ، فقد كان ذلك واضحاً على وجهيهما ، ومع ان ليزا كانت واعية للتحفظ الداخلي لكين ، إلا انه اظهر ظرفاً جعل الحديث بينهم أكثر سهولة .
لكن عندما تطرقوا إلى ترتيبات الزواج ، اخذت الأمور في التعقيد ، لقد وافق كين ، بكل سهولة على أي شيء أرادته ليزا وأسرتها ، اما الصعوبة فكانت في أنه لم يكن لديه شخصياً احد يدعوه إلى العرس ، فحسب اعتباره، كان زواجه من ليزا مسألة شخصية لا تخص سواهما ، هما الاثنين .
سألته والدة ليزا محتج :" حتى ولا فرد واحد من أسرتك ؟"
فكانت كلمة ( كلا ) من كين واضحة تماماً ، وتغاضت ليزا عن الصمت الذاهل الذي تلا ذلك بما امكنها من السرعة ، ولكنها شعرت بالغضب من كين لعدم تساهله بالنسبة لهذا الموضوع على الإطلاق ، كان قد تركها تتصرف ، بالنسبة لحفلة الزواج ، كما تشاء ، ولكنه كان يتصرف حسبما يشاء ، هو أيضاً ، لقد أرادها ان تتزوجه ، وهذا ما كان ، نظرة واحدة إلى ملامحه المتحجرة كانت تحذيراً كافياً لليزا بأن احدى قرارات كين والتي هي ( خذيه أو دعيه ) ولا مجال للنقاش .
بعد ذلك جاءت اليها والدتها قائلة ، ان من المؤكد ان الأعراس هي المناسبات التي يتصالح فيها المتخاصمون من أفراد الأسرة ، انه جفاء اثيم يبعث على الخزي ، ورغم انها تعلم ان الطلاق يجعل الأولاد عديمي الصفح ، أفلا يمكنها هي ليزا ، ان تتكلم مع كين في هذا الشأن ؟ من المؤكد ان والديه لا يريدان لهذا الصدع ان يستمر . ثم ماذا بالنسبة إلى شقيقته ؟ ألم تخبرها ليزا ان كين لديه شقيقة ؟
فكان ان قالت ليزا :" سأتحدث إليه يا والدتي ." ولكنها كانت تشك في انها ستحرز أي نجاح ، فقد أصدر كين القانون ، وعلى أسرتها أن تقبل به كما هو ، ولكن ليزا فكرت في ان شقيقة كين قد تحب ان تحضر العرس ، فقد كان يزورها احياناً ، افلا تجرح كرامتها إذا لم يطلب منها الحضور ؟
في طريقهما عائدين إلى المدينة ، قررت ليزا ان تتطرق إلى الموضوع ، وعلى كل حال فإن الدعوات يجب ان ترسل بالبريد هذا الأسبوع ، كل شيء يجب ان يتقرر .
ابتدأت تقول مترددة :" كين ان شقيقتك ..."
فقاطعها بحزم :" كلا ، يا ليزا ."
تنهد كين وهو ينظر اليها : " ان والديك شخصان طيبان ، ماجعلني افهم السبب في رغبتك في دعوة اسرتك لكي يحضروا حفل زواجك ، وان تستمر علاقتك بهم ، ولكن هذا غير ممكن بالنسبة لأسرتي ، صدقيني ."
قالت باستياء :" انك انت لا تريد ان تجعله ممكناً ."
أطلق ضحكة خشنة :" ليس ذلك من طرف واحد ، يا ليزا ، فهما يكرهانني بقدر ما اكرههما ."
" لماذا ؟"
قست ملامحه وهو يقول بلهجة أرسلت قشعريرة في جسد ليزا :" لأنني جعلتهما يدفعان ثمن مافعلاه ."
ثمة شيء غير عادي . فهذا لم يمن مجرد مأساة طلاق أو أولاد محرومين من الحب ، وحاولت ليزا ان تتذكر كل شيء كان كين قاله عن اسرته ، ولكنه كان قليلاً جداً ، كانت تعلم ان والده كان طبيباً نفسياً شرعياً بارزاً كان يقدم آراء خبيرة في المحاكم الجنائية ، دوماً في مجال الدفاع .
" كان يجد عذراً لأي شيء ." كانت هذه احدى التعليقات النادرة التي كان كين يشير بها اليه ، وكانت السخرية في عينيه السوداوين تجعل رأيه واضحاً ، لقد كانت هناك اشياء ما كان كين ماريوت ليصفح عنها قط .
لم تكن ليزا تعلم شيئاً عن والدته ما عدا انها تزوجت مرة أخرى بعد الطلاق. كما فهمت ان شقيقته كانت عصبية إلى درجة تدعوإلى اليأس وكان زوجها يقوم نحوها بدور الممرضة ، وكان هذا مجموعة معلومات ليزا . واخذت تتساءل عما يجعل ابنة طبيب نفسي تصل إلى حد تكون فيه عصابية لا رجاء في شفائها ، كما وصفها كين .
قالت ليزا بهدوء :" اظن من الافضل ان تذكر مافعلاه ، وما فعلته انت ، ياكين."
"دعي عنك هذا فقد اصبح من التاريخ."
"لقد قبلت مراوغتك لي بالنسبة الى اسرتك مدة عام ، ياكين، وقد قبلته لانه لم يكن لي حق بمعرفة ذلك، ولكن من حقي الان ان افهم الرجل الذي سأتزوجه."
فنظر اليها بجانب عينه.
"الاتفهمين الرجل الذي ستزوجينه؟"
"ليس دائما."
قال ساخرا من نفسه:" ولا أنا ."
" الاتظن ان عليك ان تخبرني بما حدث؟" اصرت ليزا على قولها هذا مصممة تماما هذه المرة على ان لا تقبل منه أي مراوغه.
فهز كتفيه:" انها ليست قصة جميلة."
"لست بحاجة الى قصة جميلة، بل اريد الحقيقة. فإذا بقيت مستمرا في استبعادي من حياتك ، فأي نوع من الزواج سيكون لنا؟"
اجابها بحدة:" انه ذلك الذي يصنع معظم المستقبل."
"انه الماضي الذي جعلك ما انت عليه يا كين، فأنت دوما تقول او تفعل اشياء لا افهمها ، انني اريد ان افهم ، وقد حان الوقت لكي تمنحني هذا التفسير."
فقطب حاجبيه :" انك لن تحبي ذلك."
" هذا لايهم."
مضت لحظات صمت سادها التوتر، واخيرا قال معترفا:"هذا صحيح، وهذا شيء احبه فيك ، ياليزا، فأنت لا تخافين مواجهة الحقائق."
ولكنها كانت تعلم ان هذا غير صحيح، فهي تخاف، في داخلها على الاقل، ولكنها تخلت عن عادة دفن رأسها في الرمال، في العطلة بأن كين يحب مزاياها كما يحب انوثتها.
قالت مصرة وهي تذكر نفسها بألاتخاف مهما يكن وما يكشفه:" ماذا حدث؟"
استرخى في مقعده في سيارته الجاغوار وقد فارق وجهه، وكانت اساريره هادئة تماما عندما ابتدأ يتكلم، وصوته جامدا خاليا من المشاعره:" اولا ، انني دمرت سمعهة والدي المهنية ونزاهته المفترضى."
سرت في جسم ليزا قشعريرة ، فهي لم تتوقع شيئا كهذا، فسألته:" وكيف؟"
"لقد كشفت الحقيقة."
"آه، يا كين."
أي نوع من الرجال ستتزوج، انها تعرف كين رجلا عنيفا، اما ان يكون قاسيا بهذا الشكل؟
لم يتحول نظره عن الطريق امامه ، وكأنه لم يسمع هتافها، كان يحيط به جو من القسوةالهادئة وهو يتابع قائلا:" ثم دمرت زوج والدتي ، ماليا وقد استغرق هذا وقتا طويلا ، ولكنني نجحت في ذلك."
|