كاتب الموضوع :
Shiningg Tears
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تجاهلت إشارته تلك إلى الطعام والشراب وحاجته إليها ، كما تجاهلت كذلك إشارته إلى المعلومات التي يريدها لعمله الغالي .
قالت وعيناه تفيضان بتمرد مرّ :" لقد ساءك ان جعلتك تنتظر ، أليس كذلك؟"
أجاب دون أن يحاول التخفيف من استيائه ، ذلك أن التساهل لم يكن من طباع كين ماريوت قال :" نعم ، لقد ساءني ."
" ولكن ليس لديك مانع في جعلي انتظر ."
فقال بكل الغطرسة التي اصبحت تكرهها : " إنك تعلمين أن هذا شيء مختلف ."
فقالت بغضب :" كلا ، هذا غير صحيح ."
توترت ملامحه ، وبدا التحذير في عينيه وهو يسألها بلهجة ناعمة خطرة :"هل هذه طريقتك في العودة إليّ ، يا ليزا ؟"
فقالت متحدية :" وما الذي يجعلني أقوم بذلك ؟ ما دمت لا تقترف أي خطأ؟"
فاشتد التحذير في عينيه :" إنك تجعلين المصالحة بيننا صعبة قدر الإمكان."
" وكيف ؟ كل ما أطلبه منك هو أن تكون عقلانياً ."
" ولكنني كذلك ، فأنا دوماً عقلاني وهذا هو السبب في وصولي إلى مركزي هذا ."
" لم يكن لي حيلة في تأخري هذا ."
" كان يمكنك أن تتصلي هاتفياً بالمطار وتتركي خبراً . ثم تقابلينني في شقتي . لقد تعمدت تركي انتظر هنا ، يا ليزا . "
لم يكن قد خطر ببالها الاتصال بالمطار . ففي اعماقها لم تكن تعتقد انه سينتظر . ولكنها لم تشأ أن تعترف له بهذا فقالت :" إنك جعلتني انتظر ثلاثة اسابيع دون أن تفكر في أن تخبرني إلى متى ستتأخر ."
فتوتر فكه :" أنا نفسب لم اكن أعلم كم سأتأخر ثم أن لا وقت عندي للناس الذين يصعبون الأمور لمجرد الرغبة في ذلك . فإذا كانت هذه طرقتك في الوصول الى التفاهم ..."
قاطعته بحدة :" إذا كان هذا هو حكمك عليّ ، فأنا لا أرى أي مجال للتفاهم بيننا ."
بدا في عينيه نفاد الصبر :" ليزا ، قرري أمرك الآن . هل تريدينني في حياتك أم لا ؟ فإذا لم تكوني تريدينني ..."
وأشار إلى الباب الذي اقبلت منه :" فهناك باب الخروج من المحطة ومن حياتي ,"
هتفت بها كبرياؤها في أن تذهب الآن ، أن تتحدا وتخرج ولكن مشاعرها وسيطرة شخصيته الطاغية عليها قيدا حريتها ، وحام في ذهنها الفراغ الذي سيملأ حياتها ضارعاً إليها بأن لا تستعجل . لقد كان كين شديد الضيق من هذا الانتظار ولكنه انتظر فعلاً ، رغم انها لم تتصل به هاتفياً ، كما كان ينبغي كما كانت هي نفسها شديدة التوتر مما كان يغلي داخلها من مشاعر . وتنفست بعمق تهدئ من نفسها قبل أن تقول :" إنني مستعدة للتجربة أثناء هذه العطلة الأسبوعية الأخيرة . ثم أرى بعد ذلك . وسأقرر أمري مساء الأحد ."
فقال بحدة :" وهذا ما سأفعله أنا ."
" ماذا يعني هذا ؟"
فلم يجب وتنفس بعمق ثم نفث نفساً حاراً وكأنه يكبت عواطف جياشة . وعبرت وجهه لمحة من الألم قبل أن تكسوه ملامح متحجرة لا تكشف شيئاً عما يخفيه من أفكار ومشاعر . ثم توقف وانحنى يلتقط حزمة ملفوفة بالورق كانت سقطت بجانب حقيبته ، ثم دسها في يدها وذلك بحركة غاضبة عنيفة . فكت الحزمة وقد تملكتها الحيرة ، كانت باقة غير منتظمة من أزهار البنفسج . فضحكت وقد تملكها التوتر لهذه الهدية و الطريقة التي قدمها بها إليها . ثم قالت وهي تهز رأسها :" يا لك من رجل ، يا كين . هل هذه هي المفاجأة التي وعدتني بها ؟"
فنظر إليها باستياء ، ثم قال عابساً :" إنها جزء منها . إنني لم أفعل ذلك قط من قبل ."
قالت وهي تنظر إليه بعجب ، باحثة عن معنى ذلك :" كلا ، إنك لم تفعل هذا قط ."
لم يحدث أن قدم إليها أشياء شخصية لا شيء خاصاً بها . لقد اعتاد أن يدعوها إلى العشاء ، المعارض ، الأندية الليلية دون أي اهتمام بما ينفقه من نقود على الترفيه والمسرات التي يتشاركانها . ولكن اللفتات الشاعرية كا لأزهار أم الهدايا الصغيرة الأخرى لم تشكّل أي جزء من علاقتهما فمثل هذه الأمور ليست من طبيعة كين .
لم يسبق أن حدث ذلك من قبل ...
فلماذا يحدث الآن ؟
هل هذه الأزهار يقصد بها مراضاته بعد تلك المكالمة الهاتفية الغاضبة هذا الصباح ؟ أزهار لكي ينال بها ما يريد منها ؟ ولكن ألا يظن أن الورود أكثر
|