كاتب الموضوع :
Shiningg Tears
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
هذا جواب اخر لايشفي الغليل، فحملقت به باستياء، بعد كل ماعانته، تريد ان تعرف عن ابنها اكثر من هذا. هذا الى انه من غير الممكن ان يكون كين قد اجرى فحصا كافيا عن ابنهما في خمس دقائق فقط.
سألته :" اهذا كل ماعندك لتقوله؟"
فقال بسرعة يخفف عنها:"انه بخير تماما، صدقيني انه بخير."
ابتدأت ليزا تشك في انه لم يذهب لرؤية الطفل على الاطلاق، وانه يدعي ذلك فقط، او ربما سأل ممرضة عنه.
فقالت له :" صفه لي."
" حسنا ، انه له شعرا كثيرا شديد السواد." وهذا ايضا غير كاف ، حيث ان شعرهما اسود، هما الاثنين.
فاصرت على اعادة السؤال:" وبعد؟"
" زجلده احمر نوها ما."
" انك لست ماهرا في الوصف، ياكين."
قال بشيء من العنف:" ورأسه غريب الشكل."
"آه..."
قال بسرعة يفسر لها الامر :" لا تقلقي ياليزا ، فقد اخبروني انه سيعود الى طبيعته بظرف ايام قليلة. فهذا من تأثير الضغط...
حيث انه بقي مدة طويلة في وضع الولادة قبل ان يرفعوه."
وكان هذا معقولا، فرؤوس الاطفال لينة ، فبان الارتياح على ليزا، وعادت تسأله:" وماذا بعد؟"
فهز كتفيه:" من الصعب رؤية التفاصيل ، فهو في الحاضنة حيث حوالي عشرين شريطا متصلا به."
فتحركت هواجسها:" هل هو في خطر؟"
" كلا ياليزا ، لا خطر هناك، وانما هو تحت الرقابة فقط، كل اطفال العمليات القيصرية يوضعون في الحاضنات، لان سرعة الولادة تسبب هبوطا في حرارة الجسم، ما يجعلها بحاجة الى بعض الوقت لكي تعتدل."
" كم عليه ان يبقى هناك .؟"
فقطب جبينه قائلا:" عدة ساعات."
" الم يولد منذ اكثر من عدة ساعات."
" حسنا ، انهم لا يحتاجون الى مكانة لاجل طفل اخر، ويكفي انهم لا يحتاجون الى مكانه لاجل طفل اخر، ويكفي انهم نجحوا في اعادة نبضات قلبه الى حالتها الطبيعة، ولكن ليس ثمة ضرر من مداومة المراقبة."
تصورت ليزا فجأة جمعا من الاطباء والممرضات قد احتشدوا جميعا حول ابن كين ماريوت خوفا من تلك النظرة الاجرامية في عينيه اذا كفوا عن المراقبة، فقد كان كين ماريوت رجلا ذا شخصية محسوسة اذا اقتضى الامر. ولكنه على كل حال، لايمكن ان يكون في مكانين في وقت واحد.
بينما قام بكل مابوسعه لاجل ابنه، فقد اختار البقاء بقربها ليراقبها بنفسه."
قالت وفيض كبير من الحب له يغمر قلبها:" هل هناك شيء اخر."
" ان لديه الان شيئا واحد من كل ما ينبغي ان يكون لديه شيء واحد منه، واثنين من كل ماينبغي ان يكون لديه اثنان منه وخمسة من كل شيء اخر.
لم يكن لدى ليزا اي شك في مقدرة كين على الحساب فقالت وابتسامة تلوح على شفتيها:" انك ميئوس منك، يا كين ماريوت."
قال بجد:" انا فعلا كذلك، من دونك ، ثم اياك ان تجعليني اخاف من الحياة مرة اخرى، ياليزا ، فقد جعلتني انظر مباشرة الى هوة مظلمة لايمكنني مواجهتها."
قالت برقة:" انا اسفة." فقد كانت تعرف كل شيء عن تلك الهوة المظلمة من دون كين...
اضاف هو باقتناع تام:" هذا لانني احبك."
فقالت :"نعم."
ان تصديقها له الان لا يشوبه ظلال الشكوك، ذلك ان تصديقها له لانها ترى الحب في عينيه ، في صوته.
همست وعقلها وقلبها تشملهما سعادة متماثلة:" وانا احبك ايضا ياكين."
***
كان وصف كين لطفله خاطئا بأكمله، فهو لم يكن وغدا صغيرا على الاطلاق، وانما كان طفلا ممتلئا منتفخ الوجنتين ذا عينين قاتمتي الزرقة اما رأسه فلم يكن غريب الشكل على الاطلاق، وكان مغطى بشعر جعد اسود رائع الجمال.
عندما اقتنع كين بأن الخطر زال عن ليزا كليا ، اخذ تحفظه نحو انبنه يزول تدريجيا، وابتدأ في اتخاذ دور الاب الفخور، وبعد عدة ايام اصبح الوغد الصغير يستحق ان يتعبر الشخص ابنا له ، مادام لايتدخل في صحة ليزا
والذي جعل ليزا تدرك ، من وراء صراعها ضد الموت، كم تعني بالنسبة الى كين ، لقد اصبحت الحياة فجأة بالغة الحلاوة، وخصوصا الان بعد ان ايقنت من ان كين يحبها.
زارتها اسرتها في المستشفى وقدمت التهاني بالمولود الجديد. ولكن الزيارة الاكثر اهمية بالنسبة الى ليزا ، كانت من جينا . فقد شعرت ليزا بالمحبة التي تدفقت من جينا تغمرها، ثم وهي تحتضن الطفل الذي لن تحصل عليه طوال حياتها ، وكانت الطريقة التي ضمته فيها الى صدرها ، بالغة الرقة والحنان وكان الطفل كان منبعا لكل فرح وعجب وجمال، ثم قالت لليزا وهي تتنهد بسعادة:" انه كامل الجمال ياليزا."
اشرق وجهها الجميل الرقيق بابتسامة مضيئة:" اظنني اتحسن ياليزا، فانا لم اعد اخاف من الناس والزحام مثل قبل ، وانا اعدك بأن اكون عمة جيدة."
قال كين محبذا:" بل الافضل" ونظر الى شقيقته بعطف بالغ.
فتملك ليزا الارتياح البالغ والشكران وهي ترى كل شيء على احسن حال، واذ اخذت تنظر اليهم، هم الثلاثة ، كين وجينا والطفل، شعرت بالآم الماضي قد تلاشت بالنسبة للجميع.
وبعد عدة ايام بدا المستقبل اكثر اشراقا بعد ان اخذت تسأل كين عن مشروع وينجيكامبل." اليس عليك ان تعود الى ملبورن."
"كلا ، فلدي جاك كونواي يهتم بكل شيء."
قال ذلك وهو يعبث باصابع طفلة بابتهاج، وهزت هي رأسها غير مصدقة:" لديك مديرا لشركة الدولية المختلطة يؤدي العمل لأجلك؟"
فأوما يجيبها:" انه رجل جيد، ويحسن الادارة داخلا وخارجا، وهو لايقوم بالتسويات حين لا ينبغي ذلك له."
نظر اليها وعيناه تتألقان بالرضى:" لقد اريتني ان على ان امنح الاخرين مزيدا من الفرص، ياليزا. وقد قرر قبولها الاسبوع الماضي، وذلك قبل ان يتعرض مجيء طفلنا كل شيء بيوم واحد."
" اصبح شريكا لك؟" ولم تستطع ان تتصور جاك كونواي خارجا في ساحة العمل، فهو بالنسبة اليها، مكانه خلف مكتب مدير، المنفذ العالي المقام.
واجاب كين :" بكل تأكيد، فقد ابتدأ يتعب في الشركة الدولية المختلطة." وهذا عمل يحمل تحديا جديدا بالنسبة اليه ومشاركة حقيقية في الارباح، وبجانب ذلك لم يعد هناك مجازفات الان:" نظر اليها بابتسامة كبيرة:" فهذا يمنحني وقتا اكثر اقضيه معك ومع هذا الوغد الصغير."
انهم اسرة الان ، وامتلا قلب ليزا بالرضى والامنتان العميقين، فقد طمأنها الطبيب الى ان ليس ثمة سببا يمنعها من انجاب مزيدا من الاطفال. انما ذلك سيكون بعملية قيصرية على الدوام. ولكن المشكلة التي حدثت لها هذه المرة لن تتكرر. ذلك انها كانت احدى القلائل من سيئات الحظ اللاتي لديهن حساسية قوية نحو العقار الذي استعملوه لها ، والان بعد ان عرفت حالتها وسجلت ، فكل شيء في المستقبل سيحسب حسابه.
انها طبعا لن تتحدث الى كين في ذلك الا بعد وقت طويل ،
|