لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-08, 09:28 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

5- شرارة أم سحر ؟



كان ماكس ينتظر عند الباب حين وصلت بايلي إلى المنزل من عملها . ذنبه الأصفر المخطط بدا مستقيماً وهو يتلوى عند قدميها ليذكرها بموعد وجبته .منتديات ليلاس
تمتمت : لحظة واحدة يا ماكس
وأخذت تتصفح البريد وهي تدخل المطبخ ، ولكنها توقفت حين رأت ورقة صفراء .
- مياو ..
قالت : ماكس ، انتظر ..
ولوحت بالورقة الصفراء قائلة : لدي مورغان لفاف لنا .
لطالما كانت المسؤولية عن الشقق لطيفة فتستلم ما يصلها نت طرود ، لتوفر على بايلي رحلة إلى مكتب البريد .
تركت ماكس الساخط ، وسارعت بايلي تنزل السلم إلى شقة السيدة مورغان ، التي استقبلتها بابتسامة دافئة .. وكانت السيدة موغان امرأه مسنة وأرملة وقورة ، تظهر الحماية للمستأجرات الصغيرات في السن .
أعطت بايلي مغلفاً كبيراً من الورق السميك الأسمر قائلة : هاك عزيزتي .
وعرفت بايلي لحظة رأت المغلف أنه ليس مفاجأة غير متوقعة من والديها ، بل مخطوطة قصتها المرفوضة .
قاومت لتخفي خيبة أملها وقالت : شكراً لك .
ما إن قرأت بايلي نقد جو آن حتى ادركت أن " لك إلى الأبد " ستعود مرفوضة . لكن ما لم تتصورة هو هذا الإحساس المزعج بالمعدتها .. هذا الشعور بالإحباط الكامل .. لقد استقبلت دار كوين للنشر هذه المخطوطة لما يقارب 4 أشهر ، فبدأت بايلي تصدق أن رئيسة التحرير احتفظت بقصتها طويلاً لأنها تفكر جدياً بشرائها .
توقعت بايلي أن تعيد كتابة قصتها ، لكن على أساس عقد كبير في جيبها ، يحملها عالياً على أمواج النجاح .
وكان ماكس ينتظر فرب الباب ، ولكنة بدأ هذه المرة نافذ الصبر أكثر . ودون تفكير رمت بايلي الطعام في طبقة .. ولم تدرك أنها أعطت قطها الجشع العشاء الذي كانت تنوي أن تحضره لنفسها ‘لا بعد فوات الأوان . وانقض ماكس على الفور على قطعة الديك الرومي بعد أن شق طريقة من بين قدميها متلهفاً . وهزت بايلي كتفيها ، فهي لم يكن لديها أي شهية للطعام .
لزمها 5 دقائق اخرى لتستجمع شجاعتها وتفتح المغلف .. وبحذر ، تفحصت ختم المغلف .. لما كل هذا الحذر ؟ إذ لم يكن في نيتها اعادة استخدام المغلف . وما إن فصلت الختم حتى أخرجت المخوطة ، وقرأت بسرعة رسالة المطبوعة المرفقة بها .. ابتلعت الغصة التي سدت حلقها ، ولم خفف من خيبة املها أن الرسالة شخصية ، وليست رسالة رفض بسيطة .
رفعت سماعة الهاتف واتصلت بجو آن / لقد مرت صديقتها بهذه التجربة أكثر من مرى وهي واثقة من ان لديها بضع كلمات حكيمة لتساعدها في هذه اللحظات ... ولسوف تفهم جو آن كم ثقتها بنفسها اهتزت .
رن الهاتف لكن لم يجبها سوى جهاز الرد الآلي .. أصغت إلى الرسالة لكنها لم ترغب في ابلاغ جو آن هذا الخبر السيء عبر الآلة ، لذا تمتمت متجهمة : انا بايلي .. وعلقت السماعة .
ذرعها لشقتها اتسكين مشاعرها لم يساعدها .. ونظرت إلى جهاز الكمبيوتر ، الموضوع في زاوية غرفة الجلوس الصغيرة ، لكن الرغبة في الكتابة بدت عدية .
لقد حذرتها جو آن وكذلك آخرون في الجمعية من أن الرفض مؤلم . لكنها لك تتوقع أن يؤلمها إلى هذا الحد .
بحثت في حقيبة يدها عن حبة سكاكر فـأطبقت يدها على بطاقة عمل ، بطاقة باركر ، وسحبتها بلطف ، لقد كتب عليها رفم هاتف منزله ...
هل تتصل به ؟ وقررت ألا تفعل . دست البطاقة في جيبها ، لماذا فكرت في الإتصال به ؟ فالحديث مع باركر الآن غباء ، وفيه مخاطرة . إنها فتاة ناضجة ، يمكنها تحمل الرفض . من يريد أن يصبح كاتباً علية أن يتعلم كيف يتعامل مع الرفض .
الرفض هو درجة على سلم النجاح ، هذا ما قالته احداهن في احد الإجتماعات ، وجلت بايلي هذه الكلمة على ورقة وألصقتها على الحافة السفلى للكمبيوتر . والآن عليها التصرف على هذا القول ، وبما أن هذه الدرجة هي الأولى فإن امامها مسافة طويلة تقطعها ، لكن السلم اللعين أكثر صعوبة مما توقعت .
وبتردد ، عادت إلى المطبخ واعادت قرائة الرسالة من باولا أول برايت ، رئيسة التحرير في دار نشر كوين ، التي تقول انها تعيد المخطوطة " مع الأسف " .
وتمتمت بايلي توجة الكلام إلى ماكس ، المشغول بالتمتع بعشائه : ليس بقدر الأسف الذي اشعر به .. وتقول انني كاتبة واعدة .
المشكلة الأساسية بحسب قول المحررة تكمن في مايكل .. ولم يثر هذا دهشة بايلي وأشارت الآنسة أولبرايت مشكورة إلى قصص مشهورة تحتاج إلى اعادة صياغة ، وأنهت رسالتها تقول لبيايلي أنها لو اعادت كتابة القصة فسيسر قسم التحرير بإعادة التقييم .
أمر غريب .. لم تلاحظ بايلي هذا الكلام عندما قرأت الرسالة للمرة الأولى . إن اعادت صياغة العمل فلديها فرصة .
بحماس مفاجئ ، اخذت بايلي الهاتف .. لقد غيرت رأيها .. وبدا لها الإتصال بباركر فكرة جيدة ، لا بل فكرة عظيمة . ولعلها فرصتها الوحيدة للإصلاح أمر مايكل المسكين .
رد باركر على الهاتف بشيء من العصبية والتوتر .
قالت بايلي آملة أن لا تبدو غبية : باركر .. أنا بايلي يورك .
فرد بلعجة أقل سخطاً : مرحباً .
وجف فمها تماماً لكنها سارعت تفحص عن سبب اتصالها : اريدك ان تعرف انني ... كنت ، أفكر بدعوتك إلى العشاء ، هل يمكنك أن تلاقيني اليلة بدل الغد ؟
انها تريد أن تصحح شخصية مايكل في اسرع وقت ممكن .
- وهل هذه بايلي يورك التي ننكلم فعلاً ؟
وبدا وكأنه لا يتذكرها .
قالت مؤكدة : الكاتبة التي التقيتها في القطار السرع .
وأخذت تشعر بالغباء مع مرور الثواني . ما كان عليها أن تتصل به لكن الاندفاع كان قوياً جداً فقلقد تشوقت لأن تع هذا الرفض وراء ظهرها وتكسب قصة رمانسية مؤثرة إنما تحتاج إلى مساعدته وربما عليها أن تتصل به في وقت آخر .
- اسمع .. إذا لم يكن الوقت مناسباً فسأتصل في وت آخر .
وكانت على وشك إنهاء المكالمة حين قال باركر : الوقت مناسب . آسف لأنني بدوت متردداً .. فقد كنت اعمل ، وأميل عادة إلى الإستغراق في مشروعي .
اطمأنت لتفسيره وقالت : هذا ما يحصل معي .
وأخذت نقساً عميقاً وشرحت سبب اتصال غير المتوقع .
- لقد أعيدت إلى " لك إلى الأبد " مرفوضة اليوم .
- انا آسف لسماع هذا .
وبدا آسفاً حقيقياً ، وعاد الإحساس الغريب المرتجف إلى معدتها بسبب لتعاطف الذي أبداه .
- وانا أيضاً شعرت بالأسف ، ولكنها لم تكن صدمة كبيرة . اعتقد أنني تركت آمالي تتعاظم حين لم يعيدوا المخطوطة على الفور . وهذا امر حذرتني جو آن منه .
نقلت السماعة إلى الأذن الآخرى ، ودهشت لأنها تشعر بالتحسن بعد أن وجدت من تتحدث إلية .
- وماذا يحدث حين يعيد ناشر مخطوطة كتابه ؟ هل ينتقدونة ؟
- يا إلاهي ... لا .. تعاد المخطوطة عادة مع رسالة رفض .. لكن رئيسة التحرير اقتطعت من وقتها لتكتب لي شخصياً عن إعادة صياغة الشخصيات ، هها يعتبر مريحاً . في الواقه هذه دلالة ممتازة ، وهي مستعدة لإعادة النظر في " لك إلى الأبد " مجدداً .
صمتت بايلي ، وتنفست بالرتجاف قبل أن تضيف بتلعثم : كنت اتسائل عما إذا بمكانك أن تفي بوعدك على العشاء . ادرك أن المهلة قصيرة ، وربما ما كان علي ان اتصل .. لكن الليله هي الأفضل بالنسبة لي لأنني .. لأنني ، وبإهمال غير مقصود أعطيت ماكس عشائي ولم يعد هناك في البيت ما آكلة .. إنما ، إذا لم تكن قادراً .. فسأتفهم ...
وتسارعت الكلمات في توتر ظاهر ، فحين بدأت ن بدى لها أنها لا تستطيع أن تتوقف .
- هل تريدين مني أن أمر لاصطحابك ام تلاقيني في مكان ما ؟
وبالرغم منها . ذهبت بايلي إذ لم تكن تتوقع أن يوافق باركر .
وقالت : آه .. المطعن الذي تناولت فيه الغداء منذ اسبوعين .. يبدو جيداً .. لكن ارجوك .. أصر على الدفع هذه المرة .
- في الخي الصيني ؟
- أجل هل ألقاك هناك ؟
- طبعاً .. هل يكفيك ساعة ؟
- أوه .. أجل .. الساعة كافية ووافية .
ووجدت بايلي نفسها مجدداً معقودة اللسان دهشة .. وسعادة .
انتهى الحديثهما بسرعة تقف محدقة في السماعة ، تتسائل عما إذا حدث فعلاً ، وأخذت نفساً عميقاً ، ثم سارعت إلى غرفة نومها لتغير ملابسها ، وتجدد تبرجها ، وتسرح شعرها .
كانت بايلي تحب الطعام الصيني ، خاصة أطباق " الزيشوان " المطيبة بالتوابل .. لكنها لم تكن تفكر في العشاء خين توقفت سيارة الأجرة أمام المطعم . قررت تدليل نفسها هذا المساء باستئجار تاكسي إلى " تشايناتاون " .. وإن كان هذا يعني أن تعود إلى البيت بقطار الأنفاق السريعة .
وجدت باركر أمام المطعم ينتظرها ، وأسرع لييفتح لها باب سياة الأجرة .. أحست بايلي بيده وهي تسند مرفقها ، ليساعدها على الترجل .
ابتسمت له قائلة : لطف منك أن تقابلني دون موعد سابق .
- ما من مشكلة .. من هو ماكس ؟
- انه هري .
ضحك باركر ، وقادها إلى داخل المطعم . اول ما اسر بايلي هو الثريا العملاقة من الخشب اللماع . ولم يكن لديها الوقت الكافي لتتفحصها إذ رفقهما النادل قي ممر طويل إلى غرفة ضيقة مليئة بحجيرات خشبية ، تشكل كل واحدة منها غرة مستقلة .
قالت بايلي وهي تتنفس بالرتياح : اوه .. يا إلهي .. هذا رائع .
واندست في حجرتها ، وانزلت الحقيبة إلى كتفها ، ثم اخرجت دفتر الملاحظات والقلم اللذين حملتهما معهما عند الغداء .
ظهر النادل حامل ابريق شاي خزفي ونجانين مماثلين ، وقائمة الطعام الحمراء المستطيلة تحت ذراعه .
لم تستطع بايلي أن تختار الطعام بسهولة كما حصل في مطعم " ساند بايبر " .. واقترح باركر أن يطلب كل منهما ا يشاء ثم يتشاركانه . كان هناك الكثير من الأطباق ، وبدا معظمها لذيذاً بحيث لزم بايلي 10 دقائق لتختار ، معجنات مع القريدس " الروبيان " المطيب ، فيما اختار باركر الدجاج المقلي مع اللوز .
صبت بايلي الشاي لكليهما قائلة : حسن جداً ، والآن دعنا نعمل .
استرخى باركر في جلسته ، وطوى ذراعيه ، ومد ساقيه : بالتأكيد .
وأشار بيده حين ترددت ، مضيفاً : اسألي .
- ربما علي أن ابدأ إعطائك لمحة سريعة للقصة .
- طبعاً .. أي شيء قد يساعدك ,
قالت شارحة : أريدك أن تفهم مايكل .. انه رجل أعمال ، مرير بعض الشيء ، لكنه تعلم ان يسامح من يؤذيه . وهو قي أواسط الثلاثين من عمره ، ولم يتزوج ابداً .
- ولم لا ؟
- حسن جداً .. اولاً ، كان مشغول بمستقبلة العلمي .
- وما هو عمله ؟
- إنه يعمل في مجال التصوير .
- فهمت .
- أنت عابس
لم تطرح بايلي أي سؤال بعد مما اعدته ، ومع ذلك بدا باركر منزعجاً .
- لا يصل الرجل عادة إلى سن 35 ، من دون علاقة او اكثر . وإذا لم يكن لديه أي علاقات فهناك مشكلة .
- أنت تجاوزت الـ 30 من عمرك ، ولست متزوجاً . فما هو عذرك ؟
هز باركر كتفيه واجاب : كان برنامج دراستي الجامعية مكثف جداً ، فلم يترك لي الكثير من الوقت للخروج مع الفتيات . فيما بعد سافرت كثيراً ، وهذه مره اخرى لم يعطني فرصة أقمت ، في الواقع ، علاقات ، لكنها لم تنجح . اعتقد أن بإمكانك القول إنني لم اجد المرأه المناسبة .. لكن هذا لا يعني أنني غير مهتمة بالزواج والإستقرار يوماً .
- بالضبط .. هذا ما يشعر به مايكل .. ما عدى أنه سيظن أن الزواج سيعقد حياته ، وهو على استعداد لأن يقع في حب جانيس .. لمنة لا يدرك ذلك .
هز باركر كتفيه : فهمت .. تابعي .. ما كان علي أن أقاطعك .
- حسن جداً .. في الأساس ، سارت حياة مايكل بسلالة إلى أن ألتقى جانيس هامبتون . كان والدها قد تقاعد ، وتولت هي أعمال مؤسسة الصناعة .. وهذا العمل هي مؤهله له جداً
- وماذا تصنع ؟
- كنت غامضة حول هذا الشأن قليلاً .. لكنني تركت القارئ إيمكانية أن بفرض أن لعملها علاقة بقطع الكومبيوتر .. وأوردت كلمة هنا وهناك لأعطي هذه الكرة .
هز باركر رأسه وقال : تابعي .. سأحاول ألا أتدخل مرة اخرى .
ردت متصلبة : لا بأس ، على أي خال كان والد جانيس معجب بمايكل منذ وقت طويل ... وأراد العجوز أن يجمع بين ابنته ومايكل .. وبالطبع لم يكن أي منهما على علم بذلك .. ليس في البدء على الأقل .
أخذ باركر إبريق الشي وصب منه مجدداً في فنجانيهما .
- يبدو هذا جيداً .
- شكلااً لك . بدا والد جانيس أول مناورة في إحدى الحفلات ، وتوقع الجميع أن ينسجما معاً ، لكن مايكل غضب و ..
- رفع باركر يده مقاطعاً : مهلك لحظة .. دعيني ارى إذا ما فهمت من كلامك بشكل صحيح . التقى هذا الرجل امرأ جميلة .. وهو غاضب .. فما خطبه ؟
- ماذا تعني ؟
- ما من رجل في كامل قواه العقلية يعترض على رفقة امرأه جميلة .
حملت بايلي الشاي واستندت إلى ظهر المقعد الخشبي ، تفكر .. باركر على حق . جانيس كذلك لم تكن سعيدة في هذا الموقف . أوليس هذا أمر لا يصدق ؟ وتصورت أنها تقف مع رجل مثل باركر دايفدسون .. لكنها ابعدت هذه الفكرة عن رأسها وقد احست بالذنب ، وصبت اهتمامها على كلامه .
وسمعته يقول مفكراً : إلا إذا ....
- ماذا ؟
- إلا إذا عرف أن والدها وضع خطة ليربة منها ، وكرة ذلك .. وقد يظن انها متآمرة مع ابيها .
أشرق وجه بايلي ، وهزت رأسها ، ثم سجلت الملاحظة على دفترها .
- أجل هذا سينجح .
باركر بارع في طرح الأفكار مثل جو آن وهذه مفاجأه سارة .
وتنهد متردداً : مع ذلك .. المرأه الجميلة هي امرأه جميل .. ويجب ألا يعترض بشدة ، مهما كانت الظروف . وماذا يحدث ؟
- لا يحدث الكثير ، فهو يظهر انزعاجة . لكنني قررت أن اغير هذا الجزء . أنت على حق ، يجب أن لا يحتج كثيراً . على أي حال ، يحدث هذا في مطلع الكتاب ، وكلاهما لا يعرف مخطط والدها ، ولا اريد أن يكتشف القارئ باكراً ما سيحدث .
كان عقل بايلي يعمل بسرعة وهي تعيد تفكير المشهد ... تصورت مايكل وجانيس يقفان وكلاهما غير مرتاح للموقف ... لكن ، وكما اقترح باركر ، يجب ألا يكون الإعتراض قوياً ..
وهذا هو الجزء الذي تنوي أن تغيره ، والعمل علية . حين يتعرفان سيكون الأمر أشبه بصب الماء على الزيت الساخن ... ستكون ردة الفعل عظيمة .
وبدأت الفكر تتبلور في رأسها . لن يقاوم مايكل وجانيس مؤامرة والدها المثيرة للسخط ، بل ستتحول إلى معركة مع مشاعرها نحو بعضهما البعض .
همست بايلي : هذا عظيم .. حقاً عظيم .
وبدأت تشرح لباركر خطتهما حين قاطعهما النادل الذي جاء بالعشاء ووضع أمامها مجموعة أطباق يتصاعد البخار منها .
وكانت بايلي قد استعادت شهيتها ، فمدت يدها إلى العيدان التي يستخدمها الصينيون لتناول الطعام .
- أنت أولاً
أشار بيدة مشجعاً : لا .. أنت
ابتسمت ومدت يدها مجدداً وبدا الموقف حميماً ومريحاً ، مع انهما لا يزالان غريبين .
أكلا بصمت لدقائق ، وراقبت بايلي باركر يستخدم العيدان بمهارة . انها المرة الأولى التي تتواعد فيها مع رجل بارع في استخدامها مثلها تماماً .
تتواعد مع رجل .
قفزت الكلمات امام عينها ، كإشارات محذره . ورفعت نظرها تحدق متسعة العيمين في الرجل الجالس قبالتها على الطاولة .
- بايلي ؟ هل انت بخير ؟
هزت رأسها ونظرت بعيداً بسرعة .
- هل فضمت فلفلاً خاراً أو شيء ما ؟
هزت رأسها بسرعة وهي تؤكد له : لا .. انا بخير .. أنا بخير حقاً .
لكنها لم تكن كذلك وشكت في أن يعرف ذلك .
بالطبع ما من وسيلة ليعرف عن تجربتها مع باول أو توم . ولا يمكنه كذلك أن يعرف بوجود ثوب عرس غير مستخدم في خزانتها يعذبها كل صباح وهي تستعد للعمل .. وكأن ثوب العرس هذا يذكرها دائماً بألا تضع ثقتها في رجل .
وقد سمحت لحذرها بأن يسترخي الأن ، وقبل أن تدرك ستثق مجدداً برجل ... وهذه غلطة لا تغتفر . يشعرها باركر بالأمان ، فهو رجل شريف وفور وصادق ، وهنا تكمل المخاطرة ، فهو بطل حقيقي ، لكنها خدعت مرتين من قبل ، ولن تعرض قلبها لهذه التجربة مرة اخرى .
تقاسما الحساب ، ولم يكن باركر سعيداً بهذا لكن بايلي اصرت .
وقال باركر وهما يوشكان على المغادرة : قلت شيء عن إعادة كتابة ذلك المشهد في الحفلة .
استعادت شيئاً من الحماس السابق وردت : أجل .. سأجعل لذلك تأثيراً قوياً عليهما . لقد ساعدني اقتراحك جداً ، ولا استطيع أن اعبر لك كم أنا ممتنه لمقابلتك لي في آخر لحظة .
ولم يجب باركروكأنه لم يسمعها ، وفتح لها الباب ليخرجا إلى الرصيف المزدحم .
قالت بايلي بصوت مرتفع : أنت مقطب
- هل اختبرت يوماً ذلك النوع من الأحاسيس مع رجل
لم تكن بايلي بحاجة إلى اللتفكير : لبس في الواقع
- هذا ما اعتقدتة
- لككني احب فكرة حدوث هذا بأن جانيس ومايكل ، فهو يعطي بعداً جديدياً لحبكة القصة كلها ، واستطيع اسغلال ذلك .. كما ان هناك عنصر من الخيال في القصة الرومانسية ، نظرة اكبر من الحياة نفسها
- اووه .. انا لا اقول انه يجب أن لا تحدث أي ردة فعل قوية بينهما ، لكنني اتسائل كيف تخخطين لوصف هذا الإحساس القوي من دون خبرة حقيقية .
تجاهلت تعليقة المتملق وردت : هذا علامة الكاتب الجيد . إن تصوير جو رومانسي لايلزمة سوى شي من الخيال ، لا تتوقع نتي ان اختبر الأمر مع رجل غريب .
- ولم لا ؟ لم تخشي اللحاق برجل غريب .. فكل هذا ( بحث ) .
- ماذا تعني ؟
- سيضيف هذا بعض المصداقية على كتابك ، وثقة بالنفس قد لا تحدثين عليها بطريقة آخرى .
واضطرت بايلي لمجادلتة قبل أن تجد نفسها توافق في سرها على جنونة !
- لو كتبتي قصة بوليسية غامضة ، فهل تقترح أن تقتل احدهم
- لا تكوني سخيفة ! الجريمة غير مطروحة وغير مقبولة . أما الموقف العاطفي الرومانسي ففي متناول يدك أكثر ، وسيضفي مصداقية على قصتك . اقترح أن ننفذ الغكرة يا بايلي .
- كانا بسيران جنباً إلى جنب ، وبايلي مستغرقة في افكارها حيت استدار باركر في طريقة عفوية متجهاً إلى زقاق ضيق ، افترض انه الزقاق ذاتة الذي جرها إلية يوم لحت به .
- ونظر إلى عينيها ثم سألها : حسنناً جداً .. هل ستلعبين اللعبة ؟
هل ستفعل ؟ لم تعد تعرف شيءً . انه علبى حق ، سيكون للمشهد تأثير اقوى إذا اختبرت المشاعر نفسها مثل جانيس . قد يتعلق بيع كتابها على مدى قدرتها على تصوير المشاعر بين البطل والبطلة في الفصل الأول والأكثر أهمية .
لكنها قالت ، بصوت بالكاد عرفته : لا ،، لا اريد .
ما تكلمت حتى سمعتة يهمس : لا تترددي سيكون هذا رائعاً .
أغمضت بايلي عينيها في محاولة منها لمقاومة تأثيره فيها .. لم تشأ أن تظهر له ضعفها كما لن تشأ ان تفتح جروح الماضي ، فقد تعلمت درسها .
سمعته يتكلم ويستحثها فحست بالغرابة والسخونة وخشيت أن أن تفقد سيطرتها على نفسها كلياً ، إذا ما استمر يضغط عليها طويلاً .
توسلت : ارجوك .. توقف .
ودفنت وجهها بين يديها ، واخذت تتنفس ببطء وعمق محاولة السيطرة على ارتجافها .
ليس من الإنصاف أن يجعلها باركر تشعر بهذا الإرتباك .. هذا ما يمكن أن يحدث لجانيس ومايكل ، لكن لا ينبغي أن يحصل لها .. فهي لا تريد أن تشعر بأي شيء من هذا .. والدرع الواقي حول قلبها يكاد يتفتت ، مع إنها امس الحاجة إلية .
مد يده إليها فتراجعت مبتعدة عنه وقالت ، ما إن استطاعت ن تنطق : حسن جداً .. لا حاجة بي لإختبارات .
نظر إليها باركر وكأنه غير متأكد من انه سمعها بشكل صحيح ، وسئل : ارجو عفوك !
- اعتي لا ارى ما الفائدة .. اريد ان تكون المشارع بين بطلي حيوية ومثيرة فضلاً عن تمتعهما بالسحر .. كما ابحث عن شعور ما .. أكبر .. العلاقة بين جانيس ومايكل يجل ان تحمل .. شرارة .
قال باركر بصوت عميق كئيب : يمكن لعلاقتنا أن تحمل شرارة .
وصححت له : سحر .
ثم اشافت بمرح : لا بد أنك تتمتع بتجربة كبيرة . صحيح ؟ حسن جداً .. يجب أن اذهب . شكراً مرة اخرى على لقائي من دون موعد سابق ، إلى اللقاء .
وبشكل مدهش ، لم تتكسر الإبتسامة التي على شفتيها .. وأثار دهشتها أكثر ، انها تمكنت من الإبتعاد عنه بالرغم من ان ساقيها بالكاد حملتاها .
وفي طريقها لمحطت قطار الأنفاق السريع ، التي توجت إليها بأقسا سرعتها ، وهي تتمتم بإنها تتصرف بحماقة كلما اقتربت من باركر بيفدسون ، توقفت قربها سيارة رياضية بيضاء .
قال بتجهم : اصعدي
وفتح لها الباب . فكررت : لصعد ؟ سأستق القطار السريع .
- ليس في هذا الوقت من الليل . لا ، لن تفعلي .
- و لماذا يجب ألا أفعل ؟
- لا تتلاعبي بحظك أكثر يا بايلي .. اصعدي و حسب .
أخذت تفكر بما اذا عليها ان تصعد معه. لكن من العناد اللذي ظهر في عينيه و على فكه ، رأت أن لا فائدة من أن تجادله ، فهي لم تر في حياتها مثل هذا الفك العنيد . و هو اول ما لاحظته في باركر .
قال بعد أن صعدت إلى جانبه : أعطني عنوانك .
أعطته عنوانها و هي تضع حزام الأمان ، ثم جلست بصمت و هو يشق طريقه ما بين السيارات .. توفقت السيارة بحدة عند ضوء أحمر ، و خلطرت بنظرة نحوه .
و سألت : لم أنت غاضب هكذا ؟ تبدو و كأنك ترغب في قطع رأسي .
- لا أطيق أن تكذب علي امرأه
سألته ساخطة : و متى كذبت ؟
- منذ دقائق حين قلت انك لا تريدين أي اختبارات .
- و ضحك من دون مرح و هو يهز رأسه مضيفاً : يمكننا أن نولد من تاكهرباء أكثر مما يولد سد " هوفر " في شهر ، أنت تريدين خداع نفسك حسن جداً ، لكنني لن ألعب لعبتك .
فقالت بتزمت محتشم : أنا لا ألعب أي لعبة .. ولا يسرني أن تهاجمني مثل " كينغ كونغ " لمجرد أن رأيي لا يتناسب مع رأيك .
قال ساخرا : رأيك ؟ أنت تخدعين نفسك يا حبيبتي .
- لقد خرجنا لتناول العشاء لغرض البحث فقط .
- إذا كان هذا ما تريدين تصديقه ، فلا بأس .. لكن كلانا أذكى من ذلك .
تمتمت : مهما يكن !
يمكنه أن يظن ما يشاء ، و ستدعه يوصلها إلى بيتها لأنه يبدو مصمماً على ذلك .. لكن من الواضح أنه يعلق أهميه كبرى على لقائهما ، أكبر مما كانت تتوقع .
حسن جداً .. لقد تملكها شعور ما ، لكن سماعه يقول هذا لا يحتمل . فهي خرجت لتصحح شخصية مايكل و حسب ..
توقف باركر أمام شقتها و أطفأ المحرك ثم قال ببروده : حسن جداً .. فلنعاود كلامنا مرة أخرى .. هل لا زلت تدعين أن لقاءنا هذا المساء كان لمجرد البحث ؟
لم ترغب في التراجع قيد أنملة فأجابت : بكل تأكيد .
- إذن .. برهني ذلك
تنهدت بايلي بثقل و سألته : و كيف يفترض بي أن أفعل ؟
- ادعني إلى الداخل .
- أوه .. الوقت متأخر .
- منذ متى أصبحت الساعة التاسعة وقتاً متأخراً ؟
راحت بايلي تخسر أعذارها بسرعة : المرأة ليست مضطرة لدعوة رجل إلى بيتها ..
و كانت لهجتها رسمية ، و ظهرها مستقيماً و متصلباً ، و عيناها مركزتين إلى الأمام .
لكن ضحكت باركر فاجأتها ، فالتفتت لتواجهه ووجدته يبتسم بخبث .
و تمتم : أيتها الجبانة .
ثم ضحك و قال : هيا .. اركضي إلى البيت قبل أن أغير رأيي .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 29-11-08, 09:29 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

6- ثوب العرس



قالت جو آن جو آن مؤكدة : أعجبني تغييرك لأول مشهد ، الحفلة و ما جرى فيها ضرب من العبقرية .
و هزت رأسها ببطء ثم أضافت : هذا بالضبط ما تحتاجين إليه لقلب الرفض إلى قبول . عدلتِ شخصية مايكل و جعلته فخوراً و مشبوب العاطفة ، لكن حقيقي جداً ، و عفوي . لقد فوجئ بانجذابه إلى جانيس و تصرف بالغريزة الصرفة .
نقرت جو آن بإصبعها على صفحات الفصل الأول المعاد كتابته ، و قالت : هذه أفضل كتابة لك و أقواها .
أحست بايلي بالرغبة في أن تقفز لترقص في الممر الفاصل بين مقاعد قطار الأنفاق السريع ، لكنها تمكنت من كبح ردة فعلها و تحويلها إلى ابتسامة عريضة .منتديات ليلاس
و قالت : من المذهل كيف أن أعرض هذا المشهد من زاوية مختلفة قليلاً ، جعلته يتبدن و سلط عليه ضوءاً جديداً .. أليس كذلك ؟
- بكل تأكيد .. و إذا ما جاءت بقية الكتاب هكذا ، فأعتقد ، بصدق ، أن أمامك فرصة .
و بعث هذا الكلام الأمل في قلبها ، فقد أمضت عطلة الأسبوع بأكملها مسمرة أمام جهاز الكومبيوتر .. ولا بد أنها أعادت صياغة المشهد ما لم يقل عن العشر مرات . راحت تصف المشاعر ، و تستكشف رد فعل مايكل و جانيس المذهل نحو بعضهما ، و عملت جاهدة لتعكس الإحساس بالذهول الذي اختبراه ، و الصدمة من الافتتان غير المتوقع . و من الطبيعي ألا يكشف أحدهما للآخر عما شعرت به ، و إلا لفقدت بايلي حبكة قصتها .
فيما بعد بدا مايكل كئيباً و مكفهر الوجه ، بينما بذلت جانيس جهداً كبيراً لمحو السهرة من ذهنها . لكن ، ما من أحد منهما استطاع أن ينسى .
و لسبب وجيه ، استطاعت أن تتصور عدم قدرتها على النسيان بشكل واقعي جداً . فرد فعل بايلي نحو باركر جاء مماثلاً لإحساس جانيس نحو مايكل .. و ما كان لهذا أن يحدث .
لسوء الحظ ، شكت بايلي بحدوث هذا حتى قبل موافقتها على " البحث " ، فمن كانت تخدع برأيها ؟ ليس نفسها بكل تأكيد .. لقد عاشت هذا الإحساس الرائع مع باركر .
فأثناء العشاء ، كانت بايلي قد اختبرت الأعراض كلها ، و هي تعرفها جيداً . القلب المرتجف ، الراحتان المتعرقتان ، الفقدان المفاجىء للشهية ، و لقد حاولت تجاهلها ، لكن مع مضي الوقت ، لم تعد تفكر في شيء آخر .
و كان باركر قد التزم صمتاً مريباً كذلك .. و فيما بعد ، ازدادت الأمور سوءاً . أحست بالحرارة و الدوار ، و بشعور مدغدغ اجتاح ببطء جسمها كله . بدا لها و كأن كل خلية من كيانها تشعر به .. كان الإحساس قوياً و غامراً ، بحيث اضطرت للتظاهر بعدم المبالاة ، فالحقيقة ببساطة ، مخاطرة كبرى .
سألت جو آن ، مقاطعة أفكار بايلي : ما الذي جعلك تعيدين كتابة المشهد بهذه الطريقة ؟
التفتت بايلي إلى صديقتها بسرعة ، فكررت جو آن السؤال : بايلي ؟ تبدين و كأنك في عالم آخر .
- أوه .. كنت أفكر فقط .
- هذه عادة خطيرة لكتابة .. يبدو اننا لا نستطيع طرد شخصيات رواياتنا من تفكيرنا . أليس كذلك ؟ إنهم يصرون على اللحاق بنا في أي مكان .
الشخصيات لا تهمها ! انه باركر دايفدسون الذي يلازم تفكيرها . لكن هل اختلاعتة خيالها ؟ فها هو كبير كالحياة ، يسير بعفوية نحوها ، وكأنه اعتاد ان يسعى اليها . وقالت لنفسها بعناد هذا غير صحيح .
واعتادت ان تبحث عنه في كل صباح ، غير قادرة على منه نفسها من ذلك . فهي لم تعرف يوماً مثل هذا الحضور المخيف وجود رجل تتشوق لرؤياه ومع ذلك متردده في أن تراه .. وغالباً ما كانت تجد نفسها تفتش في الوجوة حولها آمله أن تلمحة .
وها هي الآن نظرت بسرعة من النافذه إلى ظلمة النفق ، تحدق جيداً في الصورة المنعكسة على الزجاج .
قال باركر بالبتهاج ، وهو يقف امامه مباشرة : صباح الخير سيدتاي .
كانت قدماه منفرجتين قليلاً وصحيفة الصباح تحت ذراعة وبدا قوياً ، مغرياً ، ووسيماً كحال عن أول لقاء لهما .
تمتمت بايلي : صباح الخير
واستدار على الفور إلى النافذه ، فيما ردت جو آن بحرارة وهي تبتسم له : مرحباً مرة اخرى .
وللحظة مجنونة اختبرت بايلي الشعور بالإتيااء .. فباركر بطلها هي ، وليس بطل جو آن ! وصديقتها نحية وكأنه اح طال غيابة او ربما شيء آخر . لكن ما ازعج بايلي حقاً هو الإحساس بالسعادة ، وهذا هو شعور الذي كانت تقاومة طيلة نهار الأسبوع .
قال باركر بنعومة موجهاً كلامة لبايلي : إذن .. هل لحقت برجال غرباء في المديمة مؤخراً ؟
نظرت إلية بحدة ، مزعجة كلماته جذبت اهتمام الجالسين بالقرب منها .
وردت : بالطبع لا
- وانا مسرور لسماع هذا .
وصدف أن التفت إلى الرجل الواقف قرب باركر .. كان رجلاص مهذباً لكنه راح ينظر إليها بفضول من خلف صحيفة الصباح .
سأل باركر : وهل اعدت كتابة مشهد الحفل ؟
وتخلى رج الأعمال عن أي ادعاء بالقراءة ، وطوى الصحيفة ليتفرس ببايلي علناً .
قالت جو آن وكأنها هي من قام بهذا الجهد : لقد قامت بعمل رائع .
فقال باركر : كنت واثق من ذلك .
وارتسمت ابتسامه على شفتيه فيما لمعت عيناه وأرادت بايلي أن تطلب منه التوقف عن هذا فوراً .
لكنه اضاف : لا بد ان فيه الآن صدق وعمق ، كانا ففودين بالنص الأول .
أكدت له جو آن وقد بدلت له الدهشة : هذا صحيح .. المشهد مكتوب بشكل جميل . كل احساس ، كل شعور ، موضوف بدقة . ومن الصعب التصديق بأن الكاتب ذاته مسؤولة عن االنصين
تعبير وجه باركر ذكر بايلي بماكس حين اكتشف قطعة الديك الرومي في طبقة بدلاً من طعام القطط ، إذ ارتسم الرضى على فمة الملئ الحساس .
أضان جو آن : كل ما اريدة هو ان تنجح بايلي في رسم مشهد الرقص .
فسأل باركر باهتمام : مشهد الرقص ؟
قالت بايلي : يأتي هذا بعد فصول عدة .
واختطفت المخطوطة من جو آن ودستها داخل الملف ، ثم وضعتها في حقيبة يدها الواسعة .
قالت جو آن : المشهد رومانسي كما هو مكتوب .. لكن ينقصه شيء ما .. و لسوء الحظ ، لم أستطع اكتشاف الخطأ .
لم ترغب بايلي في أن يتخذ الحديث هذا المنحى ، فقالت : لطالما كانت المشكلة مع مايكل .
و تمنت أن يسامحها بطلبها لوضع الملامة في تقصيرها عليه .
لكن جو آن لم توافقها الرأي : لا يمكنك لوم مايكل على مشهد الرقص . صححي لي إذا كنت مخطئة ، لكن كما أذكر وضع والد جانيس خطة ليرافق مايكل ابنته لحضور حفلة موسيقية ، و لم يدفعهما للذهاب سوى عدم عثورهما على عذر مقبول .
اعترفت بايلي على مضض : أجل .. كانت فرقة روك من الستينيات تقدم عرضاً .
- هذا صحيح ، و مع مرور الوقت ، بدأ البعض بالرقص و طلب الشاب الجالس قرب جانيس منها ..
قاطعتها بايلي بإصرار : المشكلة مع مايكل ..
فسألت جو آن بعبوس محتار :
- و ما هو الخطأ الذي ارتكبته مايكل ؟
ردت بايلي بصوت يائس : إنه .. ما كان عليه أن يترك جانيس مع غيره .
جادلتها جو آن : لم يمكن بإمكان مايكل التصرف بطريقة أخرى ، و إلا لبدا غيوراً مغفلاً .
و نظرت إلى باركر ليؤكد كلامها .
- لعلي مبتدئ في هذه المسأله . لكنني لا أستطيع إلا أن أوافق .
غضبت بايلي من كليهما . هذه قصتها و ستكتبها كما يحلو لها ، لكنها تمنعت عن الإفصاح عن رأيها ، فلعلهما على حق ، و هي بحاجة إلى وقت لتفكر في آرائهما .
توقف القطار ، و تجمهر عدد من الناس أمام الباب بانتظار أن ينفتح .
و أدركت بايلي بامتنان ، أن هذه محطة باركر
نظر باركر إلى عيني بايلي و قال : سأتصل بك لاحقاً .
و استدار من دون أن ينتظر ردها .
كان يعرف أنها لا ترديه أن يتصل بها . فهي خائفة ، تقف موقف الدفاع عن نفسها ، محترسة .. و لسبب وجيه . لم يفهم السبب بعد ، لكن باركر لن يسمح لتصرفها هذا أن يمر مرور الكرام ، من دون تحدي .
تنهدت جو آن بحسد : سيتصل بك .. أليسهذا مثيراً ؟ ألا يثيرك هذا ؟
هزت بايلي رأسها ، مناقضه ما تشعر به في داخلها ، و أجابت : يثيرني ؟ ليس تماماً .
نظرت جو آن إليها بارياب و سألتها : ما بك ؟
فردت بايلي بإصرار هادئ : لا شي .
لقد مرت في تجربة الخداع الرومانسي مرتين من قبل ، لكنها واعية تماماً هذه المرة . الحب رائع ، مثير ، و ملهم ، لكن من الأفضل تقتصر حدوده على صفحات قصه محبوكة بإتقان . فالرجال ، أو على الأقل الرجال الذيت عرفتهم ، يتسببون بخيبات أمل رهيبة ، خيبات أمل مؤلمة .
سألتها جو آن : ألا يعجبكِ باركر ؟ أعني .. و من لا يعجبها هذا الرجل ؟ إنه ماده لبطل .. لقد أدركت هذا فوراً ، حتى قبل أن ألاحظ أنا . هل تذكرين .
لم تنس بايلي : أجل .. لكن هذا باسم البحث .
رفعت جو آن حاجبيها غير مصدقة و قالت : البحث ؟ كوني صادقه يا بايلي .. لقد رأيت في باركر ديفيدسون ما يتعدى حدود شخصية مايكل ، فأنت لست من النساء اللواتي ينزلن من القطار إلى اللحاق برجل . و هناك شيء ما في أعماقك يلحق به .
أخبرت بايلي نفسها على الضحك قائله : أكره أن أقول هذا جو آن ، لكنني أعتقد أنك تقرئين الكثير من القصص الرومانسية .
هزت جو آن كتفيها بإصرار كمن يقول " اكذبي على نفسك " .
- ربما .. لكنني أشك في هذا .
و مع ذلك دفعتها صديقتها إلى التفكير فيما قالت .
ذلك المساء ، ارتدت بايلي ثياباً دافئة ، و لم تتبرج ، ثم جلست أمام الكومبيوتر ، تنظر إلى شاشته من دون تركيز .
و تمتمت لنفسها " الإلهام في الإجازة " . و بدا هذا القول أفضل ما تستطيع قوله ، إذ فارقها دفأها المعتاد و مرحها . بدت كل كلمة كتبتها من دون معنى ، و أحست بإغراء أن تمحو الفصل كله .
كان ماكس ، الذي عين نفسه حارساً على الطابعة ، مستغرقا في النوم فوقها . و قد تخلت بايلي من زمن طويل عن فكرة إبعاده عن آلتها ، و استسلمت لعادته هذه ، فوضعت منشفة مطوية فوقها لتحمي ما تكتبه من وبره . و كلما احتاجت لأن تطبع فصلاً كانت تدفعه ليستفيق . و لطالما انزعج ماكس و عبر عن انزعاجه هذا .
قالت لرفيقها الماكر : هناك خطب ما ، فالكلمات لا تتدفق كالعادة .
و لم يعرها ماكس أي اهتمام ، بل مدد ساقه و تفحصها بعناية ثم استقر لقيلولة أخرى طويلة . فهو شبعان و مكتفي ، و هذا كل ما يهمه .
فرجعت بايلي إلى الوراء و هي تشبك يدها وراء رأسها : الفصل الثاني من " لك إلى الأبد " كان ينبض بالحياة و ايقاعه سريع مثل الفصل الأول لكن الفصل الثالث ... تأوهت ، و هي تعيد قراءة رسالة باوله أولد برايت للمرة الألف ، محاولة بيأس تصوير المشاعر و الأحاسيس التي اقترحتها رئيسة التحرير .
رن جرس الهاتف في المطبخ ، فأجفلها . و تنهدت بايلي متوترة ، ثم وقفت لتتجه بسرعة إلى الغرفة الأخرى .
قال باقتضاب : ألو .
بدت غير ودية و غير مرحة لكنها أدركت أنها كانت تترقب و من دون وعي منها هذه المكالمة طوال الأمسية .
رد باركر بلهجة مهذبة : ألو .
و لم يبدو منزعجاً من مزاجها المتكدر .
- أفهم من هذا أنك تعملين ، لكن أعتقد من نبرة صوتك أن إعادة الصياغة لا تجري على ما يرام .
- إنها تسير على ما يرام .
و لم تفهم لما عمدت إلى الكذب ، و قمرها على الفور إحساس بالذنب ، لكنها حاولت إخفاءه بعدوانيه أكبر .
- في الواقع ، قاطعتني عن مشهد هام .. و أنا لا أملك الكثير من الوقت لأكتب ، هذه الفرص عند المساء مهمة بالنسبة لي .
ساد صمت متوتر للحظات ، ثم قال باركر بأدب بارد : إذن .. لن أؤخرك .
- كان من الأفضل أن لا تتصل بي .
و بدا أن ردها لم يحسن الموقف كثيراً ، فقد قال ببطء : فهمت .
توقعت بايلي منه أن يجادلها ، أو أن يناور ليحسن مزاجها و يصبح أكثر استجابة ، لكنه لم يفعل .
و اكتفى بأن يقول : لماذا لا تتصلين بي حين يكون لديك وقت فراغ ؟
ردت ، خائبة الأمل من دون أن تفهم السبب : سأفعل .. وداعاً باركر .
هذا أفضل لا اتصال بينهما .
و قال بعد لحظه من الصمت المتردد : وداعاً .
كانت بايلي لا تزال تمسك السماعة حين سمته يضع السماعة ، و تبع ذلك انقطاع الخط . لقد كانت فظة و باردة بشكل غير ضروري ، و كأنها تحاول إثبات شيء ما لنفسها و تحاول اقناع نفسها بأنها لا تريد أي صلة بباركر .
" العبي بأمام بايلي ولا تورطي قلبك فلقد تلقيتِ درسك " .
راح دماغها يعرض الأعذار لتصرفها غير اللبق لكن قلبها لم يقبل أي منها .
و أحسن بالانهيار ، و عادت إلى مقعدها تتأمل الكومبيوتر لخمس دقائق كاملة ، غير قادرة على التركيز .
قال لها قلبها : انه يحاول مساعدتك .
رد عليها عقلها : يجب أن لا تثقي بالرجال ألم تتعلمي بعد ؟ كم مره يلزمك لتتعلمي .
أصر قلبها : باركر ليس كالآخرين .
لكن رأسها رفض الإصغاء : الرجال متشابهون .
حسناً جداً .. إذا ما تصرفت بشكل صحيح ، فلماذا تشعر بالسوء ؟ لكنها تعرف أنها لو استسلمت ستندم فهي تسير فوق طبقة رقيقة في الجليد . و تذكرت شعورها تحوه ، فهل هي مستعدة للمخاطرة بمزيد من الألم لتحطيم قلبها مجدداً ؟
أغمضت بايلي عينيها و راحت تهز رأسها . أفكارها مشوشة للغاية . لقد قامت بما تراه ضرورياً لكن شعور بالسوء يتملكها . في الواقع ، كانت يائسة ، فقد غير باركر عاداته ليساعدها في مشروعها ، و عرض عليها وقته و نصيحته ، كما أعطاها وجهة نظر رجل . و حين تناولت العشاء معه ، ذكرها بمعنى أن تكون مرغوبة .
بالكاد نامت بايلي تلك الليلة . و في صباح يوم الثلاثاء ، قررت أن تفتش عن باركر ، حتى و إن على ذلك التنقل من عربة إلى أخرى في القطار ، و هذا أمر نادر ما تفعله . فهي تنوي أن تعتذر منه حين تلتقيه ، و تعزو سوء مزاجها إلى مزاجية الإبداع .
التقت بها جو آن على رصيف المحطة كما تفعل كل صباح .
- صباح الخير .
ردت بايلي هامسة : مرحباً .
و أخذت تنظر إلى نوافذ القطار و هو يبطئ ليتوقف أمامها ، علها تلمح باركر . و لم تعلق جو آن على تصرفها ، و إن لاحظته .
قالت جو آن ، بابتسامة عريضة ، و عيناها تلمعان : لقد ردت علي الوكالة التي كتبت إليها منذ شهرين .
و نسيت بايلي مؤقتاً أمر باركر و هي تنظر إلى صديقتها سائلة :
- آيرين أنغرام ؟
و ارتفعت معنوياتها الهابطة مع هذا الخبر . انكبت جو آن لأسابيع على لائحة الوكالات تحاول أن تقرر من تختار أولاً ، و بعد الكثير من النقاش و التفكير ، قررت أن يكون هدفها عالياً .
العديد من دور النشر لم يعد يتقبل مخطوطات من كتاب ليس لهم وكيل ، و إيجاد وكيل يرغب في تمثيل كاتبة مبتدئة ، أمر صعب . و تعتبر آيرين من أهم وكلاء القصص الرومانسية ، فهي تمثل عدداً من الأسماء البارزة .
حثتها بايلي أن تكمل ، و هي واثقة جداً من أن الخير إيجابي : و .. ماذا ؟
رفعت جو آن يديها في الهواء : لقد قرأت كتابي .. و أعجبت به للغاية !
- و هل يعني هذا أنها ستمثلك ؟
كانا يعرفان كم من المستهجن أن تمثل وكالة مقرها نيويورك قصصية لم تنشر لها كتاب بعد .. فهذا أمر لم يسمع به أحد ، و لا يحدث غالباً .
- أتعرفين .. لم نناقش هذا الموضوع بعد ، ولكنني أعتقد أنها ستفعل . أعني لقد تحدثت عن القيام ببعض التعديلات الطفيفة ، التي يجب ألا تتطلب أكثر من أسبوع ، ثم ناقشنا إمكانيات السوق . كما أنها تعرف رئيسة تحرير تهتم بالأمور التاريخية لهذه الحقبة بالذات ، و تريد آيرين أن ترسل لها القصة أولاً ، ما إن أنهي المراجعة .
أمسكت بايلي يد صديقتها و شدت عليها قائلة : جو آن .. هذه أخبار رائعة !
- لازلت أجد صعوبة في تصديقها . يبدو أن آيرين اتصلت أثناء وجودي في عملي ، فرد عليها ابني . حين عدت إلى البيت وجدت الرسالة بخط يده و لم أفهم منها شيئاً .. كل ما تقوله إن سيدة ذات اسم غريب اتصلت .
- تصرف نموذجي من بوبي
- حتى أنه لم يكن في المنزل لأسأله .
- و هل كتب رقم الهاتف ؟
- لا .. لكنه قال لآيرين إنني في العمل ، فاتصلت بي مجدداً في الخامسة و النصف ، حسب توقيتنا .
- ألست أنت من قال لي إنني لأكون كاتبة يجب أن أعرف توقيت نيويورك ؟
مازحتها جو آن : أنا نفسها .. على أي حال ، تحدثنا لما يقارب الساعة .. هذا جنون ! الحمد لله أن دان كان في المنزل ، فقد وقفت في المطبخ و الذهول على وجهي ، و رحت أسجل الملاحظات بجنون ، و بدأ دان بتحضير العشاء ، ثم أسرع إلى الحديقة العامة ليأتي ببوبي من تمارين كرة القدم ، فيما حضرت سارة المائدة . و ما إن أنهيت المكالمة حتى كان العشاء جاهزاً .
- أنا متأثرة بهذا .
نساء عدة في جمعية الكاتبات يتذمرن من تصرفات أزواجهن نحو جهودهن الإبداعية . لكن جو آن محظوظة في هذه المسألة ، فدان مؤمن بموهبتها بقدر إيمانها هي بنفسها .
بدا أن حلم جو آن على وشك أن تحقق ، بحيث أحست بايلي بالإثارة . فبعد ثلاث سنوات من الجهد المتواصل ، تستحق جو آن فرصة أكثر من غيرها . كانت تنظم مواعيد الكتابة ما بين مواعيد طبيب الأسنان ، و تمارين كرة القدم ، و بين عملها بدوام كامل و واجباتها كزوجة و أم . كما لعبت دور القوة الدافعة لجمعية الكاتبات . لقد بذلت جو آن دايفز جهدها ، فأملت بايلي بصدق أن تشكل آيرين أنغرام كوكيلة لها ، الدلفع لبيع أول كتبها .
قالت جو آن بلهجة واقية : أرفض أن ادع الأمر يفقدني عقلي .
نظرت إليها بايلي غير مصدقة ومقالت : أنت تمزحين .. أليس كذلك ؟
- أعتقد ذلك فمن المستحيل ألا أشعر بالإثارة . لكن يجب أن نتذكر أن الوكلاء لا يبيعون الكتب ، بل النص الجيد ، حبكة القصة وصياغتها هما ما يهم الناشر . الوكلاء يفاوضون ولكن لا يبيعون الكتب .
قالت بايلي بعتاب : كان علي أن تتصلي وتقوي لي .
- كنت انوي ذلك ، صدقاً .. لكم ما إن انتهيت جلي صحون العشاء ، ووضعت الأولاد في الفراش وراجعت ملاحظاتي ، حتى اصبح الوقت متأخراً جداً . على فكرة ، وقبل أن انسي، هل اتصل بك باركر ؟
كان اكر باركر آخر موضوع تفكر بالي في مناقشتة . إن اعترفت بأنه اتصل ، فستطرح جو آن عليها اسئلة مربكة لا تريد الإجابة عنها ، كما لا تشأ أن تكذب .
وهكذا اعترفت : لقد اتصل .. لكنني كنت اكتب ، واقترخ ان اتصل به انا فيما بعد .
فسألتها جو آن : وهل فعلت ؟
- لا .. أعلم انه كان علي أن اتصل .. لكني .. لم افعل .
- انه رائع .. اتعرفين هذا ؟
- اتمانعين أن لا ننقاش أمرة ؟
كانت تنوي البحث عنة ، لكنها عدلت عن رأيها ، مؤقتاً على الأقل .
- امور كثيرة تشغلني . وانا .. انا احتاج إلى توضيح بعض الأمور الغامضة .
نظرت جو آن إليها متعاطفة : طبعاً .. خذي وقتك .. لكن ليس طويلاً ، فرجال مثل باركر ديفد سوف لا يتواجدون دائماً .. ربما مرة في العمر .. هذا إذا كنت محظوظوة .
لم يكن هذا ما تريد بايلي سماعة .
بقي ماكس مستلقي فوق طابعة الكمبيوتر طيلة الأمسية . وكانت قد عملت لساعة على لإعادة
الصياغة ، لكن النتيجة لم تسرها . ولعل توترها مرتبط بعدد المرات التي طبعت فيها اسم باركر بدل من مايكل .
كان من السهل تبرير هذه الغلطة ، فهي متعبة ، وباركر يحتل افكارها معظم الوقت . يا إلهي .. ومتى فارق افكارها ؟
وبعد أن قررت اخذ قسط من الراحة ، وتصفح صحيفة المساء ، خيل إليها ان اسم باركر يظهر على الصفحات المكتوبة . اقتنعت بايلي بأن الكاتب أخطأ ، كما حدث معها منذ لحظات .. وأخذت تقرأ الشؤون المحلية في صحيفة المساء ، لتجد أن اسم باركر مذكور فعلاً فيها .
جلست على مقعد المطبخ المرتفع ، وقرأت المقالة المختصرة بعناية . كان العمال يحفرون لبناء مؤسسة مصرفية في المنطقة المالية ، وقد ورد اسم باركر ديفدسون كمهندس للمشروع .
قرأت بايلي المقال مرتين ، وتملكها احساس بالفخر والإعتزاز .
يجب أن تتصل به ، فهي تدين له بتفسير ، بإعتذار ، وتدين له بعرفان الجميل . ولقد ادركت ذلك ما إن انهت حديثهما بشكل مفاجئ في الليلة السابقة ، وادركت ذلك ايضاً في الصباح حين تحدثت إلى جو آن .. اكتشفت ذلك حين استبدلت اسم مايكل بإسم باركر ، حتى صحيفة المساء قالت لها إنها تدرك ذلك .
انه من الضروري جداً ، ويجب أن لا يكون صعباً . وقفت بايلي امام جهاز الهاتف تقنع نفسها بهذا ويدها على السماعة ، وتردد يساورها . ماذا يمكن ان تقول لها ؟ ستعتذر عن تصرفها وتهنئة على المشروع الذي قرأت عنة ، ولكن يتطلب هذا سوى 30 ثانية .
دخل ماكس إلى المطبخ ، متوقع ان تطعمه مجدداً ، فنظرت إليه متمتمة :
- لا تحلم .
ذرع المطبخ بخطوات متوترة لم يعطها لشجاعة ، كما لم يفعل تفحصها لمحتويات البراد . الأمر الوحيد الذي شجعها كان ماكس الذي بدا مصدقاً انها غيرت رأيها .. وستطعمة .
راحت تتمتم غاضبة من نفسها ، والتقطت سماعة الهاتف ، وطلبت منزل باركر ، ثم انتظرت .. رن جرس الهاتف .. مرة ..مرتان .. ثلاث .
يبدو ان باركر ليس في المنزل ، لعلة خرج مع حسناء شقراء طويلة ، ليحتفل بنجاحة . وهذا كابوس أي امرأه .. أربع رنات .. حسن جداً ، ماذا تتوقع ؟ انه وسيم ومغري ، وكريم ولطيف ..
- ألو ؟
وفاجأها تماماً : باركر ؟
- بايلي ؟
ردت بإشراق : اجل .. هذا انا .. مرحباً .
ما كانت تنوي قولة اختفى من ذهنها فجأه .
لأن صوتة قليلاً وقال : مرحباً .
سألت : هل اتصلت في وقت غير مناسب ؟
وأخذت تلف شريط الهاتف على اصبعيها ثم رسغها ، واخراً مرفقها .
- يمكن ان اتصل لاحقاً إذا كان ذلك يناسبك اكثر .
- الآن وقت رائع
- رأيت اسمك في الصحيفة وأردت تهنئتك .. يبدو هذا المشروع مثيراً للإعجاب .
لا بد أنه هز كتفية ، لأنها تعرف انه سيفعل ، وحل الصمت بينهما .. صمت يجب ملأه أو شرحة ، او إلغائة بسرعة .
قالت بايلي : واردت كذلك أن اعتذر للطريقة التي تصرفت بها ليلة امس ، حين اتصلت .
واصبح الشريط ملفوفاً بقوة على يدها بحيث تخدرت اصابعها ، ففكته ، بحركة مذعورة .
- كنت فظة معك ، ودون لباقة .. وانت لا تستحق هذا .
- إذاً .. تعقدت امور الكتابة .
ولم تكن متأكدة من انها فهمته فالستفهمت :
- ارجو عفوك ؟
- تلاقين صعوبة في اعادة صياغة القصة .
وتسائلت كيف عرف .
- اقترح أن تحصاي على وجهة النظر الرجالية .. اردت وجهة نظري ، هل انا محق ام لا
- محق ام لا ؟ ولا واحد منهما .. لقد اتصلت لأعتذر .
- وكيف تسير اعادة الصياغة ؟
- ليس على ما يرام .
- وهذا يعلمني بما أردت .
ارتاعت بايلي وقالت : إذا كنت تلمح إلى ان هذا هو السبب الوحيد لإتصالي بك ، فأنت مخطئ .
- إذاً .. لماذا اتصلت ؟
- إذا كنت تريد ان تعرف .. سأشرح لك .
- تابعي .. أنا اصغي إليك .
الآن وقد استرعت اهتمامة كلياً بدأت بايلي تشعر بمدى غبائها .
- لطالما قالت لي امي إن الفظاظة لا عذر لها ، لذا أردتك أن تعرف ما قد يساعد على الفهم ..
وفجأه لم تقدر قادررة على إضافة كلمة أخرى .
فكرر باركر بصوت هادئ : انا أصغي إليك .
أخذت بايلي نفساً عميقاً ، وأغمضت عينيها : اوه .. ربما لن تفهم .. لكن يجب ان تعرف أن هناك .. أن ثم ثوب عرس لم يستخدم في خزانتي .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 29-11-08, 09:31 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7 – غلطة فادحة




من بين كل التفسيرات التي يمكن لبايلي أن تقدمه ، ومن بين كل الأعذار التي يمكن ان تذكرها بباركر ، لم يكن لديها ادنى فكرة لماذا ذكرت ذوب العرس . وفرض عليها الأحراج الكامل خطوتها التالية ، فعلقت سماعة الهاتف في مكانها .
وعلى الفور ، راح جرس الهاتف يرن ، فنظرت إلية مدهوشة . سدت اذنيها بيديها ، وسارعت إل غرفة الجلوس ، لتغوص في مقعد وثبر ، وتتقوقع على نفسها .
17 رنة .
لقد ترك باركر جرس الهاتف يدق إلى ان اقتنعت بايلي بانه لن يتوقف وبد الصمت الذي تبع الرنين وكأنه يتردد صدى في ارجاء الشقة الصغيرة .
وكانت قد بدأت تستجمع أفكارها حين سمعت قرعاً على بابها . فرفع ماكس رأسة من على طابعتها وكأنه يطالبها بوقف هذا الإوعاج الذي نغص عليه امسيتة .
قال باركر بهجة آمره لم تستطع تجاهلها : بايلي .. افتحي الباب .
فوقفت على مضض وشدت الباب تفتحة .. كان سيجد من دون شك طريقة للدخول ، وإذا قاومت ، فسيخرج السيدة مورغان من منزلها لتفتح له .
دخل كالعاصفة إلى غرفة جلوسها وكأن النار تلتهم المكان . ووقف ، جرئاً كالحياة ، وسط الغرفة ، ثم نظر حولة ، وهو يمرر يدة في شعرة .
- ماذا قلت عن ثوب العرس ؟
كانت بايلي لا تزال تمسك مقبض الباب ، فرفعت نظرها إلة وهي تهز كتفيها قائلة : نسيت أن اقول لك انة مستخدم قليلاً .
- مستخدم قليلاً ؟
- هذا ما حاولت شرحة لك .
سألها بخشونة : هل أنت متزوجة ؟
ادهشها السؤال ، مع انه يجب ان لا يدهشها ، فهما يتحدثان عن ثوب عرس .
- يا إلاهي .. لا .
- إذن .. ماذا تعنين بأنه مستخدم قليلاً ؟
- لقد جربتة مرات عدة ، ودفعت ثمنة ، لكنه لم يدخل الكنيسة .
وأقفلت الباب واستندت إلية قليلاً .
- هل ترغبين في اخباري القصة ؟
واجابت : ليس بشكل خاص .. في الواقع لا افهم لماذا ذكرت الموضوع .. لكن بما أنك هنا الآن ، هل تريد فنجان قهوة ؟
لم تنتظر ردة ، ودخلت المطبخ واخذت آلياً كوباً من الخزف .
- ما كان اسمة ؟
- في أي مرة ؟ المرة الأولى كان بول ، وتبعة توم بعد بضع سنوات .
كانت بهجتها مليئة بسخرية مريرة ، وهي تملأ الكوب وتعطية إياه ، وصبت كوباً لنفسها .
- افهم من هذا أن الثوب الهام جداً ، قد استخدم " قليلاً " اكثر من مرة ؟
- بالضبط .
وسارت امامة إلى غرفة الجلوس ، وجلست على الأريكة ، تاركة المقعد الوثير لباركر ، ثم أكملت : وهذا امر لا اختار ان اذيعة ، لكن لدي مشكلة في البقاء مع رجل على ما يبدو . ولأكون منصفة ، يجل أن اعترف أنني اشتريت الفستان لعرسي مع توب ، حطيبي الثاني .. انا وباول لم نصل إلى هذه المرحلة قبل أن .. يرحل .
آخر كلمة قالتها كانت بالكاد مسموعة .
فسأل باركر وعيناه لطيفتان وحائرتان : ولماذا تحتفظين بالفستان ؟
واشاحت بايلي بوجهها فهي لا تريد شفقتة ولا تحتاج حنانه .
لكن إذا كان صحيحاً ، فلماذا تشعر بالبرد والوحدة ؟
- بايلي ؟
- انه فستان جميل .
كان من الدانتيل المخرم على حرير ابيض فخم ، والؤلؤ يزين اكمامة الطويلة ، مع صدر ضيق وتنورة انيقة واسعة . انه ثوب عرس تحلم كل امرأه بأن ترتدية ، فستان يعكس معنا الرومانسية والحب ..
وبدلاً من ترك ثوب العرس في منزل والديها ، رتبته بايلي بحرص ونقلته معها إلى سان فرانسيسكو .. وها هو باركر يسئلها عن السبب ، وافترضت بايلي وجود سبب منطقي وراء تصرفها ، دافع خفي مدفون في عقلها الباطن . لعلة وسيلة تذكرها بضرورة ألا تثق بالرجال .
سألها باركر بحذر ، وكأنه يحاول أن يرفع ضمادة عن جرح قديم لم يشفي بعد ، من دون إيلامها :
- وهل احببتهما ؟
همست وهي تنظر إلى قهوتها : طننت انني احببتهما . ولأكون صادقة ، لم اعد اعرف .
- اخبريني عن بول .
كررت الأسم بذهول : بول .. إلتقينا في سينتنا الأولى في الجامعة .
ودا لها هذا منذ زمن طويل ، مع أن الفترة قصيرة نسبياً .
وانها كلامها : ووقعتما بالحب .
- بسرعة .. كان يدرس الحقوق ، كان لامعاً ومرحاً ، ومتشبثاً برأيه . قضيت ساعات وانا استمع إليه ، إذ كان يبدو وكأنه يعرف بالضبط ما يريد وكيف يحصل علية .
- وكان يريدك .
ترددت : في البداية .. لم التقي فاليري ، وأظن انه لم يشأ أن يقع غي غرامها .
كانت بايلي مقتنعة بذلك ، فهي تعرف بأن بأول حاولت التمسك بحبه لها . لكنه في النهاية اختار فيليري .. وأضافت : وتركت الجامعة بعد وقت قصير إذ لم اعد اتحمل بقائي هناك ، وأنا اراهما معاً .
وبدا لها هذا عملاً جباناً ، فقد خاب امل والديها . لكنها تابعت دراستها في كلية التجارة ، لتتخرج مساعدة قانونية بعد سنة .
رفعت نظرها إلى باركر ، وخاطرت بابتسامه : كان علي أن اعرف أن باول ليس بطلاً .
- وكيف هذا ؟
- أنت تقص شعرك عند حلاق حقيقي ، وليس عند مصفف شعر .
هز رأسة : أجل .. وكيف عرفت هذا ؟
- أنت ترتدي ثياباً محافظة ، وتفضل ارتداء الجوارب مع الحذاء .
قال وكأنه لم يفهم مغزى حديثها : هذا صحيح .. لكن كيف عرفت ؟
- أنت تفضل قهوتك في كوب بدل من الفنجان
- أجل .
- أنت بطل .. أتذكر ؟
وخاطرت بالبتسامه ثانية . . مسرةرة بدقة وحسن تقيمها لعاداته .
- على الأقل تعلمت شيئا ما من كل هذا .. وهو كيف اتعرف على الرجل الحقيقي حين ألتقيه .
- أولم يكن بأول او توب رجلين حقيقين ؟
- لا .. بل كانا زائفاين ومكلفين .. مكلفين لكرامتي .
وغيرت جلستها ، ولفت ذراعها حول ساقيها : وبهذا اتخذت موقعاً دفاعياً وأكملت : قبل أن تصل إلى أي استنتاج ، يجب أن تعرف أن السبب الوحيد لحاجتي إلى بطل هو " لك إلى الأبد " . وأنت نموذج رائع مكتمل بمايكل .
- لكنك لا تريدين ان تتورطي ، شخصياً ، معي .
- بالضبط .
وبعد أن اتضحت الأمور احست بايلي بالإرتياح . الآن وقد فهم بااركر الحقيقة سيزول الضغط ، ولن يكون هناك توقعات غير منطقية .
أضافت بأدب : انا كتب قصص رومانسية وانت من النوع البطل . علاقتنا علاقة عمل ، مع إنني ممتنة لصداقتك .
بدا أن باركر يفكر في كلماتها إذ صمت للحظات قبل أن يهز رأسه قائلاً : كان يمكن أن اتقبل ما تقولينة لولا اكر واحد .
إلتفتت بايلي إلى باركر مستفهمة ، فأضاف : المشاعر التي تتفجر كلما تواجدنا سوية .
فأخفضت عينيها على الفور وسرت قشعريرة اردة في ظهرها .
وأرادت ان تصرخ : هذه قسوة غير عادلة ! لكنها تمتمت : اوه .. لا اعتقد ان علينا مناقشة هذا .
- ولم لا ؟
ردت بقوة : لقائنا كان للبحث فقط .. وهذا كل ما في الأمر .
حاولت جاهدة ان تقنع نفسها ، والتفتت نحوة وابتسمت بجرأه ، وهي تأمل أن لا يعلق على كامها .
لكنه فعل ، وقال مجادلاً : حسناً جداً .. لن يضر إذن إن خرجنا معاً مرة اخرى ، أليس كذلك ؟
لكنها اصرت : لا .. لا لزم لهذا .
- ان لا اوافقك الرأي .
ووقف ، وتقدم نحوها ، فشدت على ساقيها أكثر وتأوهت .
أكد لها باركر : لا داعي للقلق .
- أوليس هناك ما يقلق ؟ أعني .. بالطبع لا .. لكن هذا المواقف تجعلني غير مرتاحة .
- ولماذا ؟
ألا يمكن لهذا الرجل أن يتقبل تفسيراً بطيئاً ولو لمرة واحد ؟
تنهدت بايلي ، وقالت بفضفاضة : حسن جداً ، أنت رجل صعب وتطرح الكثير من الأسئلة .
وأنزلت قدميها إلى الأرض ، وسوت كنزتها ، واغمضت عينيها بشدة ..
وحين فتحت عينيها ، اكتشفت أن باركر يجلس إلى جانبها ، ووجهه يكاد يلمس وجهها ، وقد ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه .
فسألت غاضبة : هل أسليك ؟
قال باركر : ليس تسلية لاضبط .
وبدا انة بقاوم رغبة في القهقة ، فقالت ، بقدر ما استطاعت من التزمت : اعتقد أن علينا نسيان كل هذا .
ووقفت لتحمل كوباً إلى المطبخ واستدارت لتأخذ كوبة ، لكنها وجدت نفسها تحدق إلى عينين تشعان حناناً .
قال هامساً بكلمات ناعمة ترافقت مع نظرتة الدافئة : كلا الرجلين احمق .
احست بالذعر ، وارتفع قلبها إلى حلقها واخذ يضرب بجنون . ماذا يحاول أن يفعل ؟ شعرت انها تكاد تنهار فهي ضعيفة وغير مستعدة الآن ، كما ان كلماته تجعلها تشعر بالعجز والوهن .
وما لبثت بايلي أن احست انها مححاصرة بين شعورها بالإضطراب والأسى .
فاستدارت قائلة بصوت يرتجف : هل انت واثق مما تقولة ؟
فرد متصلباً : نعم .. يمكنك خداع نفسك إذا شئت ، لكن كلانا يعرف الحقيقة ..
وابعدت الشعر عن جبينها ، وتمكنت من رسم ابتسامه زائفة على وجهها ، وعادت لستدير وتواجهه .
- ما كان علي أن اذكر فستان العرس ، ولا اعرف لماذا فعلت ، وما الذي ادى إلى تلك الهستيرية .
- انا مسرور لأنكي فعلت .. وبايلي .. لا تشعري ابداً انك مضطرة للإعتذار .
- شكراً لك .
وسبقتة إلى بابها . فوقف ليربت على رأس ماكس ، الذي لم يفتح عينية ليرى من يلاعبة ، وسئل : هل ينام دائماً على طابعتك ؟
- لا .. فهو يسر اياناً على احتلال وسادتي ، ولاسيما حين استخدمها .
ضحك باركر .. واقسمت بايلي أنها لم تلتقي من قبل برجل له ابتسامة بمثل هذه الجاذبية .
واحست وكأنها تراقب الشمس وهي تطل من بين الغيوم بعد مطر غزير . وبقوة إرادة عظيمة تمكنت من ان تشيح بنظرها عنه .
وقف عند الباب ، وقال : سأراك فيما بعد .
همست : أجل .
وضع يدة على خدها بحنان وقال : بايلي ؟ تذكري انك لست الوحيدة التي غرر بها الحب .. فهذا يحدث لأفضل الناس .
ربما .. لكن باركر بطل حي ، رجل من النوع الذي تشتري النساء ملاين الكتب في السنة ليقرأن عنه ، ويحلمن به ، وتشك انه عرف يوماً معنى أن يصفعة الحب على وجهه .
- لا يبدو انك تصدقيني ..
نظرت بايلي إلية ، وقد ادهشها أنه قرأ افكارها بوضوح .
واكمل بهدوء : انت مخطأة . . لقد خسرت شخصاً احببته .
وهنا ، انزل يده ، وسار مبتعداً ، ثم اقفل الباب ورائه .
وعندما تمكنت بايلي من استعادة رباط جأشها وركضت خلفة لتسأله ، وجدت الممر الخارجي خالياً .. لقد حسر باركر حباً إذاً ؟ ما من امرأه واعية وذكية يمكنهاان تبتعد عن باركر دايفدسون .
أنه بطل .
قالت بايلي لجو آن وهما تسيران لمكز عملهاما : اخشى انني فعلتها مرة اخرى .
الصخب والزحام ذلك الصباح في القطار السريع ، جعلا الحديث مستحلا
- ماذا فعلت ؟
- ارتكبت غلطة فادحة مع باركر دايفدسون .. انه ..
قاطعتها جو آن بإثارة : هل قرأته اسمة في الصحيفة مساء الأمس ؟ كان خبراً صغيراً في الأخبار المحلية . كدت اتصل بك ، لكنني عرفت انني سأراك هذا الصباح ولم ارغب في مقاطعتك وانت تكتبين .
- لقد رأيت المقال .
- تأثر دان لأننا نعرفة .. يبدو ان اسمه اشتهر في السنوات الماضية . لكني لم اكن انتبه لمثل هذه الأمور ، فكل ما ليس له علاقة بالتأمين الطبي أو الكتابة ، يفوتني . إنما دان سمع به وهذا طبيعي لأنه يعمل في البناء .. هل تعلمين أن باركر ربح جائزة وطنيه هامة بسبب منزل مبتكر السنة الماضية ؟
- لا .
توقفت جو آن عن السير وقالت : أنا لآسفة .. لقد قاطعتك .. ألم افعل ؟ ماذا كنت تقولين ؟
لم تكن بايلي واثقة مما عليها أن تقوله لها : لقد جاء إلى شقتي ..
- باركر جاء إى شقتك ؟
وبدا عدم التصيق على جو آن ،وكأن بايلي حظيت بزيارة شخصية عظيمة .
ولم تعرف بايلي ما خطب جو آن فهي لا تدعها تنطق بكلمة من دون مقاطعتها .
- اخطأت حين اخبرتة عن الفستان ، ففي البداية ، اعتقد انني متزوجة .
تسمرت جو آن ، وضاقت عيناها ثم سألتها : وهل لديك فستان عرس في حزانتك ؟
نسيت بايلي أنها لم تخبر جو آن من قبل عن بول وتوم . وهي لا ترغب في الشرح الآن ، لاسيما في هذا اليوم البارد من ايام شباط وسط رصيف مزدحم في سان فرانسيسكو . تمتمت بايلي وهي تنظر إلى ساعتها : يالا السماء .. هل تدركين كم الساعة الآن ؟
فصاحت جو آن وهي تمسك بساعد بايلي : اوه .. لا .. لن تذكبي يا بايلي يورك ،لن تتركيني .. ليس من دون تفسير .
- الأمر ليس مهماً .. كنت مخطوبة .
- متى ؟ مؤخراً
نظرت بايلي بالشتياق إلى مكان عملها وردت بإجاز مبهم : اجل ، ولا .
سألت جو آن : ماذا تعنين ؟
- خطبت مرتين .. وفي المرتين تخلى الرجل عني هل اكتفيت الآن ؟
تفسيرها لم يرض جو آن : مرتين ؟ لكن ، ما دخل باركر بهذا ؟ ليست غلطتة إن نبذك هذا ن الرجلان . أليس كذلك ؟
ردت بايلي بحدة ، وهي ساخطة تماماً : بالطبع لا .
وفقدت صبرها .. اخطأت حين ذكرت اسم الرجل ، فقد اصبحت جو آن اكبر مدافعة عن باركر ، من دون ان تراعي انها صديقتها المفضلة .
لمن يبدو ان باركر ومن جهة نظر جو آن الشاردة ، لا مكن أن يخطأ .
- وهل افترض انك متزوجة ؟
ردت بالي بهدوء : لا تقلقي .. لقد شرحت له الأمر .. اسمعي ، سوف نتأخر عن عملنا .. سأكلمك فيما بعد .
- ستفعلين طبعاً .. لديك الكثير لتشرحية .
وخطت خطوتين ، ثم عادت ادراجها لتتفرس في بايلي ، وكأنها تراها للمرة الأولى .
- كنت مخطوبة ؟ مرتان ؟ مرتان ولرجلين مختلفين ؟
وفجأه ، ابتسمت جو آن ابتسامة عريضة واضافت : تعرفين ما يقولون أليس كذلك ؟ الثالث ثابت .. وباركر دايفدسون فاتن ، وثابت . سأتصل بك هذا المساء .
وبتلويحه سريعة من يدها ، استدارت وقطعت الشارع على عجل .
ما إن حل موعد الغداء ، حتى تأكدت بايلي من ان يومها كارثة .. فقد وضعت ملفاً ما في غير مكانة .. وقطعت الخ صارخة في وجة زبون .. كما امضت ساعتين وهي تطبع تقريراً ، ثم ضغت الزر الخاطئ في الكمبيوتر ، فخسرت الوثيقة كلها . لهذا ، قررت الإستفادة من ساعة الغداء علها تعدل مزاجها .منتديات ليلاس
وجدت بايي نفسها امام مكتب باركر ، ولم تعرف ما إذا حصل هذا صدفة ام إن لا وعيها دفعها إلى ذلك . نظرت إلى المبنى للحظات ، مترددة ، متشوقة لسؤاله عما كان يعنية حين قال إنه فقد شخصاً يحبة .. وكان عليها أن تعرف الجواب وإلا ستقضي بقية يومها تغضب رئيسها وتزعج الزبائن المهمين . لقد خيب باركر املها ، فما كان علية أن يتركها من دون تفسير .. هذا غير عادل .. لقد اصغى إلى تفاصي " حبها " المذلة ، لكنه لم يشاركها ألمة .
أشرق وجة روزان سنايدر ، موظفة الإستقبال في المؤسسة حين دخلت بايلي إلى المكتب .
- اوه آنسة يورك .. يسؤني ان اراك ثانياً .
ردت بايلي وهي تستجيب للترحيب الدافئ بشكل طبيعي : شكراً لك .
اخذت الموضفة تفتش في صفحة المواعيد قائلة : هل يتوقع السيد ديفدسون حضورك ؟ انا آسفة جداً إذا كنت ...
تقدمت بايلي من مكتب المرأه اللطيفة وقالت : لا .. لا .. حتى إنني لم اكن متأكدة من العثور على باركر .
- إنه هنا . وسيكون مسروراً لرؤيتك .. ادخلي ، سأعلمة بوصولك . تعرفين الطريق ، أليس كذلك ؟
استدارت وهي تشير إلى الممر : مكتب السيد دايد سون آخر باب إلى اليسار .
ترددت بايلي خوفاً من أن يكون ظهورها من دون موعد تصرفاً غير لائق .. وكان بإمكانها أن تغادر ، ان تتسلل مبتعدة بهدوء إلا أن روزان اعلمت بوجودها بمرح .
وقبل ان تتحرك بايلي انفتح باب مكتب باركر . ورأته ينتظر متكئ إلى إيطار الباب بكسل ، ويداه في جيبه ، وقكأن يتوقع وصولها طيلة فترة الصباح ، ويتسائل عما أخرها .
شدت من عزيمتها ، واسرعت نحوة . تحوك جانباً ، ثم اقفل الباب بعد دخولها ، وصدمهها منظر الخليج الجميل من جديد . لكنها لم تسمح لهذا بأن يلهيها عن هدفها .
قال : إنه مفاجأه غير متوقعة .
كانت اعصابها متوترة .. وبدت كلماتها اقسى مما كانت تنوي : كان تصرفك غير لائق .
- ماذا فعلت ؟ حسناً يا بايلي ، هل سنكرر ما قلناه ؟ يجل ان تتوقفي عن الكذب غبى نفسك .
شدت قبضتي يديها وقالت : كان يومي سيئاً ، وهذا لا شأن له بما جرى بالأمس .. وانت تعرف هذا .
- لا شأن له ؟
غاصت في المقعد و قالت : لقد مرغت كرامتي في الوحل من أجلك .
أكملت معترضه و هي تلوح بيدها : حسن جداً .. لعل في هذا مبالغة .
- مبالغة ؟
أثار توترها أن تشرح له كل كلمة تقولها : أعني الكلام المبالغ فيه .. غير واقعي .. هل تظن أنني أستمتع بمشاركة الناس خزيي ؟ فالمرأة ليست على استعداد لأن تنبش الأحداث المؤلمة و المذلة في ماضيها لتعترف بها لك .. لم يكن هذا سهلاً .. و أنت تعرف هذا .
دار باركر حول المنضدة و جلس على كرسيه و هو يدعك فكه .
- و هل هذا الحديث علاقة بثوب العرس المستخدم قليلاً ؟
فردت ساخطة : أجل .. من المهين جداً لي أن أعترف لك كيف أن رجلين .. و ليس واحداً ، بل رجلين نبذاني تقريباً عند عتبة الكنيسة .
تلاشى المرح في عيني باركر : أدرك هذا .
فردت بحرارة : لا .. أنت لا تدرك . و إلا لما تركتني مع آخر كلمة و أنت تغادز .
- آخر كلمة و أنا أغادر ؟
أغمضت عينيها ببطء ، راجيه أن يمنحها الله الصبر .
- و أنت تغادر ، ذكرت شيئاً عن فقدانك لشخص تحبه .. فلماذا أطلعك على ذلي ، و أنت لا تفعل ؟ لقد خاب أملي و ..
فتجمدت الكلمات في حنجرتها .
كان باركر هادئاً للغاية ، و بديت عيناه و كأنهما تأسران عينيها و قال : أنتِ على حق .. كان هذا فظاظتاً مني ، و ليس لدي أي عذر .
ردت بجفاء : أوه .. لابد أن يكون لديك عذر .
إنه بطل .. أليس كذلك ؟ كان عليها أن تعرف .. و هزت رأسها غاضبة من نفسها بقدر غضبها منه .
سأل باركر : لدي ؟
- أجل .. و كان علي أن أعرف هذا من قبل .. يجد الأبطال عادة صعوبة عن الكشف في نقاط ضعفهم .. و يبدو أن هذه المرأة .. التي أحببتها ، جرحت كرامتك ، و لمست نقاط ضعفك .. صدقني ، هذا أمر اختبرته ، و لا داعي لشرحه لي .
استعدت للرحيل و هي تدرك أنها حكمت على باركر بقسوة .
جادلها : أنت على حق .. لقد أطلعتني على سر خبأته في أعماق نفسه و كان علي أن أحذو حذوك . لم يكن إنصافاً مني أن أرحل كما فعلت .
- ربما .. لكنك كنت صادقاً مع نفسك .
أوشكت أن تودعه و أن تخرج من الباب لكن نظرة الألم التي ظهرت على وجهه استوقفتها .
- سأقول لك .. من الإنصاف أن تعرفي .. أجلسي .
فعلت بايلي ما طلبه منها ، و راحت تراقبه بحذر .
ابتسم باركر ، لكنها لم تكن ابتسامته الفاتنة المعتادة .. بل ابتسامة متوترة ، و كأنها تكشيرة ألم .
- كان اسمها ماريا .. التقيتها أثناء وجودي في أسبانيا منذ 15 سنه . كنا صغيرين جداً ، و وقعنا في الحب . أردت أن أتزوجها و أن أصطحبها معي إلى أمريكا .. لكن عائلتها .. حسناً .. يكفي أن أقول إن عائلتها رفضت أن تتزوج ابنتها غريبة ، و حالة مئات السنوات من التقاليد ، و العادات بيننا . و حين خيرت ماريا بين عائلتها و بيني ، اختارت أن تبقى في مدريد .
و صمت ثم هز كتفيه قبل أن يضيف : أدرك الآن أنها أصابت في اختيارها ، لكن الأمر كان مؤلماً يومها كما أدركت كم كان قرارها صعباً .. و عرفت بعض بضعه أشهر ، أنها تزوجت شخصاً رضيت به عائلتها أكثر من تلميذ أمريكي .
- أنا آسفة .
هز رأسه و كأنما ليبعد عنها الذكرى .
- لا داعي لأسفك . و بالرغم من أنني أحببتها كثيراً .. إلا أن العلاقة ما كانت لتستمر .. لم تكن ماريا لتسعد هنا ، و أدركت الآن مدى بعد نظرها .
- لقد أحبتك .
- أجل .. أحبتني بقدر ما تجرأت . لكن ، في النهاية ، كان الواجب و العائلة أهم من الحب .
لم تجد بايلي الكلمات اللازمة لتطيب خاطره . و تألم قلبها للفتى الذي خسر حبه .. مع ذلك لم تستطع سوى أن تعجب بشجاعة الفتاة التي ضحت بقلبها و حياتها من أجل ما تعتبره صواباً .
أضاف باركر : أعتقد أن ما آلمني أكثر ، هو أنها تزوجت شخصاً آخر بسرعة .
و فهمت بايلي ألمه فقالت : باول و توم تزوجا بسرعة أيضاَ .
هدأ المكتب للحظه ، ثم كسر باركر الصمت ، قائلاً : هل سنجلس هنا و نتذكر الأحداث الكئيبة طيلة بعد الظهر ؟ أم نخرج لتناول الغداء معاً ؟
ابتسمت بايلي : يمكنك إقناعي بهذا بسهولة .
كان صباحها بائساً ، لكن بعد ظهرها يبدو و أكثر إشراقا الآن . ووقفت ، و هي لا تزال تبتسم لباركر : أمر واحد تعلمته خلال هذه السنوات ، و هو ألا أدع البؤس ينغظ علي وقت الطعام .
ضحك باركر ، و قال : لدي مفاجأة صغيرة لك .
و مد يده إلى جيب سترته مضيفاً : كنت سأستبقيها لما بعد ، لكن يبدو لي الوقت مناسباً الآن .
و أعطاها بطاقتين فنظرت بايلي إليهما و قد فقدت قدرتها على النطق .
قال باركر شارحاً : بطاقتان لحفلة " البوب " . كما سيقدمون عرضاً لمسبقة الروك في الستينات . و بدا لي من المناسب أن يحضرها جانيس و مايكل .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 29-11-08, 09:33 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


8 – بطل رغماً عنها



لم تدرك بايلي مدى استمتاعها بالوقت الذي تمضبة مع باركر حتى انتهت وجبة الغداء . فقد جلسا قبالة بعضهما على الطاولة وتبادلدا الحديق كصديقين قديمين . لم تشعر من قبل بمثل هذا الإرتياح ، ولا سمحت لنفسها يوماً بأن تكون أكثر انفتاح . وأدركت أن مشاعرها تشهد تغيراً نسبياً إنما اساساياً .منتديات ليلاس
لقد حل الرضى والآمل مكان الخوف والحذر .
وأدركت هذا حين قطعا ساحة الاتحاد ، وراحا يرميان فتات الخبز للحمام النهم . كان الضباب الصباحي قد تلاشى وأشرقت الشمس في علاض نادر .. أما المساحة فتعج بالسياح ، والمسنين وعمال المكاتب الذين يتناولون الغداء في الهواء الطلق . ولطالما أحبت بايلي هذه الساحة ، لكن وجودها فيها الآن برفقة باركر جعل منها مكاناً عزيزاً على قلبها .
وبدا باركر مسترخياً أكثر ايضاً ، وأخذ يتكلم بحرية عن نفسه ، وهذا ما لم يفعله من قبل . قال انه اكبر اخوته الـ 3 والوحيد الذي لم يتزوج بعد .
قالت بايلي : انا طفلة العائلة ومدلله للغاية . لقد بذل والدي جهودهما لإقناعي بالعدول عن رأيي حول الإنتقال إلى كالفورنيا .
- وما الذي جعلك تتركين أوريغون ؟
نظرت بايلي الألم الذي يعتصر قلبها كلما فكرت بتوم ، لكن هذا الألم لم يظهر ، لأنه ببساطة لم يعد موجوداً .
تأملت الطيور المجتمعة حول حفنة الطعام وقالت معترفة : توم .
- وهو الخطيب رقم 2 ؟
كان يسير ويدة خلف ظهره ، وراحت بايلي تتساءل عما إذا كان يخيهما لئلا يلمسها .
- لقد التقت توم بعد سنين من تجربتي مع بول . كان شريكاً في مؤسة المحاماة حيث كنت أعمل كماسدة . خرجنا معاً لأشهر ، ثم شاركنا في قضية معاً ، وانتهى بنا الأمر ونحن نقضي وقتاً طويلاً سوية . وبعد 3 اشهر اعلنا خطبتنا .
- وضع باركر يدة بخفة على كتفها وكأنه يدعمها ، فبتسم له شاكرة .
- - في الواقع لم يعد هذا يؤلمني عندما اتحدث عنه .
لقد شفى الوقت جروحها ، او كما اعتادت ان تقول : الزمن يشفي الجروح كلها .
وتابعت : وبعد ذلك قابل ساندرا ، وكل ما اعرفه ، هو انهما يعرفان بعضهما منذ اطفولة . ما أذكره هو اننا كنا على وشك الزواج ، وأصبحت الدعوات في المطبعة ن حين قال لي انه يخرج مع شخص آخر .
- وهل فوجئت ؟
- صدمت .. لكن اعتقد انه كان علي أن الاحظ الأعراض .. إنما كنت غارقة في تحضير العرس ، من شراء الفساتين للإشبينتين ، وترتيب امر الزهور ، وما إلى هناك . في الواقع انشغلت في اختيار الأواني المنزلية بحيث لم ألاحظ أن خطيبي لم يعد يحبني .
- تجعلين الأمر يبدو وكأنك المخطأة .
هزت بايلي كتفيها وقالت : يطريق ما ، أعتقد أنني أخطأت وأعترف بهذا لآن ، فأنا أرى اخطائي . لكن هذا لا ينفي انه كان خطيبي ، ويقابل امرأ اخرى سراً .
- لا .. هذا لا ينفي ذلك . وماذا فعلت حين اعترف لك ؟
تنهدت بتعب فثقل ذلها لم يعد مدمراً ، لكنه لم يغب ، والكلام عنه يولد فيها مشاعر لم تشأ تواجهها . وكان من الشخرية ان تبحث الموضوع الآن .، بعد هذه السنوات ، ومع رجل آخر .
- هل سامحته ؟
وقفت بايلي ، وضربت ورقة شجر على الأرض بقدم حذائها .
- أجل .. فكرهه كلفني الكثير من الطاقة . كان آسفاً بالفعل ، وإلى ان اعترف تحولت حياة المسكين إلى مأساة . حاول جاهداً ألا يفعل أة أن يقول ما يؤلمني ، وأقسم انه لزمه ربع ساعة ليقول لي انه يريد إلغاء الزفاف ، ونصف ساعة أخرى ليعترف بوجود أمرأه اخرى في حياته . وأذكر الإحساس المغثي في معدتي .. شعرت وكأنني سأمرض .. اصابني الأعراض كلها فجأه .
وعادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم الرهيب حين راحت تحدق في توم ، والصدمة تتملكها ، في حين بدا هو غير مرتاح ابداً ، واخذ ينظر إلى دية ، والغنزعاج والارتباك يخنقان صوتة .
وتذكرت بايلي : لم ابك يومها .. ولم اشعر حتى بالغضب ، على الأقل ليس في البداية ، أظن انني لم اشعر بشيء البتة .
وابتسمن لباركر متكدرة ، قبل ان تتابع : بعد إعادة النظر في المسألة ، ادركت ان كرامتي لم تسمح لي بهذا .. وأذكر انن قلت اشياء تاقه جداً .
- مثل ماذا ؟
سرحت بايلي وأجابت : قلت له انني اتوقع منه دفع ثمن بطاقات الدعوة . لقد طلبناها مطبوعة بأحرف ذهبيه ، وهذا مكلف جداً .. كما انني لم أكن احمل المال الكافي اثوب العرس .
- آه .. فستان العرس الشهير المستخدم قليلاً .
- كان بتهض االثمن !
قال بعينين حنونتين : أعرف ، في الواقع .. واجهت المسأله كلها بطريقة عملية .
- لست ادري طريقة عمل دماغي غريبه احياناً في مواقف كهذه ، أذكر انني اعتقدت ان بول وتوم يعرفان بعضهما البعض ، وكنت مقتنعة انما تآمرا علي .. وهذا امر سخيف .
- أفهم من هذا انك قررت الإنتقال إلى سا فرانسيسكو بعد فسخ خطوبتك .
هزت بايلي رأسها وقالت : في غضون ساعات ، قدمت استقالتي من شركة المحاماة وبدأت اخطط للإنتقال .
- ولماذا اخترتي سان فرانسيسكو ؟
ضحكت بخفة وردت : أتعرف .. لست متأكدة حقاً . لقد زرت المنطقة اكثر من مرة في ما مضى ، وكان الطقس سيء بشكل متواصل . كتب " ماركن توين " مرة ان اسوأ شتاء قضاه في حياتة كان صيفاً في سان فرانسيسكو . واعتقد ان المينة ، بسمائها المبلدة بالغيوم ، وصباحها الضبابي ناسبت مزجي ، ولا اعتقد انن قادرة على تحمل الأيام المشرقة والمشمسةوالليالي التي ينيرها القمر في أوريغون .
- وماذا حدث لتوم ؟
رفعت بايلي رأسها لتنظر إليه ، مجفلة من سؤالة : ماذا تعني ؟
- هل تزوج ساندرا ؟
- لست ادري.
- ألم ينتابك الفضول ؟
بصراحة لم تكن فضولية . فهو لم يكن يريدها ، وهذا الشيء الوحيد الذي يهمها . احست بالخيانة ، والإذلال ، والهجر . لكن ما إذا ندم توم يوماً او فشلت علاقتة بساندرا ، فهذا ما لم تعرفة ابداً ، لأنها لم تبقة طويلاً لتعرف ، ليس في ذلك الحين .
ارادت ان تبتعد عن عملها ، عن اوريغون ، عم جياة ممله ... وإذا كان عليها أن تقع في الحب فلم لا يصادفها سوى رجال ضعفاء ؟رجال يبدلون رأإيهم بالستمرار ، رجال لا يعرفون الحب الحقيقي ، رجال لا يعرفون ما يريدون .
بعل العيب في شخصيتها هي يدفعها لإختيار مثل هؤلاء الأشخاص . ولهذا لم تنشئ أي علاقة مع الجنس الآخر ، ولهذا ايضاً تتمتع بقرائة قصص الحب ، وبكتابتها . فالقص الرومانسية نهايتها سعيدة ، وهذا ما لم تعرفة في حياتها .
القصص التي تقرأها وتكتبها ، تروي قصص رجال حقيقين ، أقوياء ، تقليدين / أهل للثقة .. وقصص نساء لسن مثلها .
وكتنت تبحث عن بطل حين التقت باركر دايفدسون صدفة . أجل .. تستطيع ان تعرف أن قلبها بفيض دفئاً عند رؤيته . وهو على هذا الحال منذ اسابيع مع انها ترفض الإعتراف .. حتى الساعة .
داعبت عينا باركر القاتمتان عينها : يسرني انك اخترت الإنتقال إلى منطقة لخليج ؟.
- انا ايضاً
سأل وهما عائدان : هل ستغيرين رأيك ؟
ولا بد أنه لاحظ التشوش في عينيها ، فأضاف : ماذا عن حفلة الموسيقية الليلة ؟ إنها بمناسبة عيد العشاق .
- وانا اتشوق لحضورها .
كانت قد نسيت أي يوم هذا ، واحست فجأه بقشعريرة الإثارة لفكرة قضاء أمسية رزمانسية مع باركر دايفدسون مع ان هذا يعني لا وقت لديها للعمل على " لك إلى الأبد "
ابتسم لها : فكري في الحفلة الموسيقية كنوع من البحث .
- سأفعل .
قد تصاب المرأه بالعمى وهي تبتسم لعينين مثل عينين باركر ، اللتين تعكسان إثارة وقوة طبيعة .
قالت على مضض ، وهي ترفغ يديها للتحية : وداعاً .
- إلى ان نلتقي اليلية .
وبدا كارهاً للفراق مثلها . فكررت بنعومة : الليلة .
رأت ألمها ينعكس في عينيه حين اخبرته عن توم ، فهو يفهم معنى ان يفقد المرء شخصاص يحبه . وأحست بتقارب شديد مع باركر . شعرت بصدق مريح ومنفتح نادراً ما احست به من قبل .
قال :
- سأمر لآخذك في السابعة
- عظيم .
مر بعد الظهر كلمح البصر ، فيما بدت فترة الصباح بطيئة ومملة . وما كادت تعود للمكتب ، حتى حان موعد جمع اغراضها والعودة للمنزل .
وجد ماكس ينتظرها حين فتحت الباب .. وضعت يدها على طاولة المطبخ ، وأطعمة بسرعة . وبدا ماكس مندهشاً لسرعتها ، ونظر إلى طعامه لحظات عدة وكأنه يتردد في تناوله .
وتذمرت في انه من المستحيل إرضاء هذا القط المتمرد ، ثم توجهت إلى غرفة نومها ، وفتحت باب الخزانة .
وراحت تتأمل محتوياتها لدقائق ، قبل أن تتخذ قرارها .. فستان معرق ارتدته حين كانت في الكلية .. وبدا القماش الصوفي المعرق مشرقاً ومرحاً . ولو أبلغها باركر من قبل ، لخرجت واشترت ثوباً جديداً .. ثوب احمر اللون اكراماً لعيد العشاق .
كان المقاعد التي حجزها باركر في " المركز الوطني " مب بين افضل الأماكن ، على مسافة قصيرة من المقاعد الأمامية .
بدت الموسيقى رائعة ، مبهجة ، رومانسية .. وعزفت مقطوعات كلاسيكيه عرفتها بايلي ، فضلاً عن موسيقى روك ناعمة ، وعدد من الأنغام الشعبية القديمة .
كانت الغرفة الموسيقية ممتازة ، وقربها من المسرح منح بايلي الفرصة مميزة ، أحيت دمعها بالدموع تتجمع في عينيها .
أغمضت عينيها لتستمتع بالموسيقى ، وحين فتحتهما بعد لحظات ، وجدته يتفرس فيها . فابتسمت بخجل ، وبادلها الابتسام . في تلك اللحظة ضربت الضنوج النحاسية ، فالنقطعت بايلي وكأنها ضبطت في تصرف غير قانوني .. فضحك باركر ضحكة صادقة .
قدمت الفرقة الثانية عرضها بعد الاستراحة . وووجدت بايلي موسيقاهم غير مألوفة في ما عدا مقطوعتين او 3 من الروك .. واستجاب الحضور بحماس لحيوية الفرقة وإحساسها المرح ، فراح بعض الأشخاص يتمايلون مع الأنغام . وبعد قليلي تحرك بعض الموجودين وبدأو بالرقص . ودت بايلي ان تنضم إليهم ، لكن بدا أن باركر يفضل البقاء جالساً .. ولم تستطع نركه بحثاً عن شريك .
أخيراً ، وقف جميع من حولها وتحرك إلى باحة الرقص ، إلى أن لاحظت انهما الوجيدان اللذان لم يقفا بعد .
نظرت إلى باركر لكنه بدا غافلاً عما يجري حولهما .. كما خيل إليها انها سمعته يتذمر من انه لا يستطيع رؤية الفرقة الموسيقية بسبب الحشد .
تحرك رجل أصلع يكبرهما ، ودنا منها ، ثم ربت على كتف بايلي : آنسة ؟
كان يرتدي قميصاً مفتوحاً حتى الخصر وحول عنقة ما لا يقل عن خمسة باوندات من الذهب . وبدا جلياً انه لم يتجاوز مرحلة السبعينات .
- هل ترغبين بالرقص ؟
لم تكن بايلي تتوقع دعوته ، ولم تكن واثقة مما عليها فعله فهي جاءت مع باركر .. وقد يعترض .
قال باركر يطمئنها : هيا .. اذهبي .
وبدا فعلاً انه ارتاح حين طلب منها شخص آخر أن ترقص .. ولعله شعر بالذنب لأنه لم يراقصها بنفسه .
هزت كتفيها ووقفت ، ثم نظرت إليه مرة أخيرة لتتأكد من انه لن يمانع ، ودفعها بتلويحة من يدة .
أحست بايلي بخيبة أمل ، وتمنت من صمم قلبها أن يراقصها باركر ، وليس شخصاً غريباً .
قال الرجل الذي يضع السلاسل الذهبية ، وهو يمد لها يده : مات كوبر .
- بايلي يورك
وابتسم وهو يرافقها إلى الحلبة .
- لا بد أن الرجل الذي يرافقك يعاني من مشكلة ما ليتركك جالسة هناك .
- لا أعتقد أن باركر يحب الرقص .
كان قد مر زمن طويل منذ رقصت بايلي ، ولم تعد واثقة من خطواتها . لكن ما كان عليها أن تقلق ، فالمساحة ضيقة جداً بحيث لا يمكنها أن تتحرك سوى إنشات قللة في أي اتجاه .
الأغنية التالية التي قدمتها فرقة " هير سبراي " أغنية روك من الستينات .. وأدهشها شريكها مات ، بأن أطلق صفرة مرتفعة . الصوت الحاد قاطع الموسيقى ، وصخب الجمع والتصفيق . ضحكت بايلي بالرغم عنها .
كانت الأغنية سريعة ومألوفة .. وبدأت بايلي بالتماثل والتحرك على وقع الأنغام . وقبل أن تدرك ما يحدث ، وجدت نفسها بعيدة عن شريكها ، إلى جانب رجل جميل ، يماثل باركر من حيث العمر . بدا جلياً انه يتمتع بأداء الفرقة .
ابتسم لبايلي فرد ابتسامه خجولة . وعزفت الأغنية التالية لحن قديم ، اغنية كتبت للعشاق الشبان الخالي البال .
حاولت بايلي العودة إلى مقعدها قرب باركر ، لكن المقاعد كانت فارغة .. التفتت حولها تبحث عنه فلم تجده .
قال الرجل الوسيم : من الأفضل لنا أن نرقص .. فشريكتي اختفت في مكان ما .
- وشريكي اختفى .
فتشت في الجمع ، لكنها لم تجد باركر .. وكان المكان مزدحماً بحيث تستحيل رؤية أي شخص بوضوح . وبشيء من القلق تساءلت كيف سيجدان بعضهما البعض حين تنتهي الحفلة الموسيقية .
رقصت مع الشريك الجديد رقصات عدة دون تبادل الأسماء ، وأخذ شريكها يرقص بخبرة أخفت نقص حركاتها . وأنهيا رقصة سريعة تركت بايلي محمرة الوجة من شدة الإرهاق .
حين فدمت فرقة " هير سبراي " أغنية بطيئة أخرى ، بدا لبايلي من الطبيعي أن تراقص شريكها المؤقت . وقال شيئاً ما ثم ضحك ، لكن بايلي لم تستطع فهم كلماته ، فاكتفت بالابتسام له . وكان على وشك الكلام ، حين لمحت باركر وهو يشق طريقة نحوها ، عابساً .
قالت وهي تبتعد عن الرجل الذي يراقصها : صديقي هنا .
ونظرت إلية معتذرة ، فتركها من دون حماس .
قالت حين وصل باركر إليها : ظننت إنني أضعتك .
فرد بلهجة باترة : وأنا أظن أن الوقت حان لنرحل .
التفتت بايلي إليه وقد ادهشها توترة : لكن الحفلة الموسيقية لم تنته بعد . ألا يجب أن نبقى إلى أن تنتهي فرقة هير سبراي على الأقل ؟
- لا
- ماذا جرى ؟
دس يده في جيبه وقال : انا لم اعارض فكرة رقصك مع الرجل الأول . لكنني رأيتك فجأه تراقصين رجلاً آخر .
- أنا لم اختر احداً .. لقد فصلتنا المجموعة عن بعضنا .
ولم تعجبها لهجته والمعنى المبطن لكلماته .
ورد عليها : إذن ، كان عليك أن تعودي إلي .
- هل كنت تتوقع مني صدقاً أن أكافح لأشق طريقي عبر الجموع هذه ؟ ألم تلاحظ مدى اكتظاظ الممرات بين المقاعد ؟
- لقد وصلت انا إليك .
تنهدت بايلي ، تقاوم إغراء الرد الساخر الذي خطر لها ، لكنها خسرت المعركة .
- هل تريدني أن اعطيك جائزة " الكشاف الصغير " ؟ لكنها لا تعطى من اجل الدفع والاقتحام .
لمعت عيناه باركر سخطاً : أنا لم ادفع احداً ، واعتقد انه من الأفض ان نجلس ...
وأمسك بيدها ، وقادهما إلى مقعديهما ، مكملاً : ... قبل ان تجعلي من نفسك محط للأنظار .
تمتمت بغضب : محطاً للأنظار ؟ إذا ما لفت احد النظر إليه فهو أنت ! أنت الشخص الوحيد الذي لم يكن يرقص .
- ولم اتوقع من رفيقتي أن تذهب مع رجل آخر .
ورمى بنفسة في مقعد وكتف ذراعية ، وكأنه لا ينوي متابعة النقاش .
كررت : رفيقتك ! هل لي أن أذكرك أن هذه الأمسية بغرض " البحث " ليس إلا ؟
انتفض باركر غير مصدق : هذا ليس ما اذكره .. بدوت حينها متشوقة للغاية .
وضحك بصوت ساخر قبل أن يضيف : أنا لم أكن ألاحقك .
جداله راح يلفت الانتباه أكثر مما ترغب بايلي به . فجلست على مضض وهي تضم يديها بتزمت في حجرها ، وتنظر امامها مباشرة . وقالت عبر اسنانها المشدودة : انا لم أكن ألاحقك .. وأنا لم ألاحق رجلاً في حياتي .
- أوه .. سامحيني إذن . كدت اقسم بأنك انت من لحق بي حين نزلت من القطار السريع .. هل تعلمين أن امرأه تشبهك تماماً لحقت بي إلى الحي الصيني ؟
رفعت بايلي يديها عالياً وتأوهت : أووه .. أنت لا تطاق .
- أنا يا حبيبتي ؟ لكنني محق .
لم ترد بايلي ، ووضعت ساقاً فوق ساق وراحت تلوح بكاحلها بغضب إلى أن انتهت الحفلة الموسيقية .
ولم بنطق باركر بكلمة وهو يرافقها إلى سيارته . وبدا هذا مناسباً لبايلي ، فهي لم تقابل في حياتها انساناً مثله . منذ اقل من ساعة كانا غارقين في الأحاديث ، وسمحت لنفسها أن تحلم في لحظة ساحرة . ويا له من عيد للعشاق !
افترقا على وداع اقل من مهذب ، وطلبت منه بايلي أن لا يرافقها إلى الباب . لكنه رفض ، لمجرد العناد . وأرادت أن تجادل ، لكنها عرفت أن لا جدوى منن الجدال معه .
كان ماكس عند الباب يستقبلها ، بذنبه الذي يلوح في الهواء . وبقي قريباً منها ، يحتك بساقيها ، وكادت تتعثر به وهو تخلع ملابسها بسرعة ، وتستعد للنوم . وبدأت تخبرة عن امسيتها ، لكنها غيرت رأيها واندست في الفراش ، ورفعت الأغطية فوق رأسها لتجبر باركر دايفد سون على ترك أفكارها .
كانت جو آن تنتظر بايلي على رصيف محطة القطار في الصباح التالي ، وسارعت إليها تسألها : حسناً ؟ كيف كان الموعدك ؟
- أي موعد ؟ لا يمكنك أن تسمي خروجي مع باركر موعداً .
بدت اليرة على جو آن : ولم لا ؟
- حضرنا حفلة البوب ..
فأنهت جو آن جملتها : ... للبحث وحسب ... أفهم من هذا أن الأمسية لم تكن ناجحة .
تقدمتا إلى السلم المتحرك ونزلتا من القطار .
- كانت الليلة كارثة حقيقية .
حثتها جو آن : هي أخبري "ماما" كل شيء .
لكن بايلي لم تكن في مزاج يسمح لها بالكلام . وقامت بجهد كبير لتشرح ما حدث ، وتروي تصرف باركر الغير منطقي . وأخبرتها انها لم تنم جيداً لأنها ارتكبت الخطأ عينه الذي ارتكبته مع الرجلين الآخرين في حياتها ، حين افترضت أن باركر مختلف . لكنه لم يكن كذلك .. بل هو مغرور ، غير منطقي ومتعجرف . وأنهت كلامه باكتئاب : كنت مخطئة حين ظننته بطلاً .
عبست جو آن وقالت : دعني ارى إذا ما فهمت جيداً . بدأ الناس يرقصون .. وطلب منك رجل أن ترقصي معه .. ثم افترقت عنه ورقصت مع رجل آخر ، وبدا باركر يتصرف كأحمق غيور .
- بالضبط .
فقالت جو آن : بالطبع سيفعل .. ألا ترين ؟ كان يتصرف بحسب الشخصية .. ألم يحدث الأمر ذاته مع جانيس ومايكل حين ذهبا إلى حفلة الموسيقية .
كانت بايلي قد نسيت هذا تماماً ، واعترفت ببطء : الآن تذكرت .. أجل .
وقالت جو آن : لقد أطلعك باركر على هذا المشهد .. ألا تذكرين ؟
وتذكرت بايلي ، في حين تابعت جو آن : حين ستعيدين صياغة المشهد ، ستعرفين بالخبرة ما شعرت به جانيس بالضبط ، فهي المشاعر نفسها التي أحست بها .. كيف يمكنت أن تغضبي منهه . يجب أن تكوني ممتنة ؟
- حقاً ؟
فأصرت جو آن : طبعاً .. فباركر دايفدسون بطل أكثر مما تدرك أي منا

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 29-11-08, 09:34 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

9 –وردة حمراء



سألت جو آن ، حين التقت بايلي على الغداء في اليوم ذاته : ألم تفهمي ماا فعلة باركر ؟
- بل فهمته..انه انسان الكهف..هذا ما ظهر في تصرفه.
جادلتها جو آن،و هي تبدو غامضة:مخطئة..لقد أعطى بعدا حقيقيا لشخصية قصتك،ولتصرفاتها.
لوحت بايلي بملعفتها فوق طبق الحساء"البروكلي" و قالت:ما فعله،هو أن أفسد ما بدأ كأمسيةجيدة.
لقد قلت انه تصرف كأحمق غيور،لكن يجب أن تتذكري أنها ردة فعل مايكل حين رقصت جانيس مع رجل آخر.
- اذن،لقد تجاوز واجباته،و لن أكافىء هذا التصرف في رجل..بطلا كان أم لم يكن.
و كسرت قطعة بسكويتة فوق الحساء ، فركت راحتيها للتخلص من الفتات
كانت أمسية بايلي مع باركر رومانسية ورائعة إلى ؟أن قبلت الدعوة إلى الرقص . لقد جلسا معاً وتسامرا ، فيما الموسيقة تصدح . ثم بدأ الرقص ، وانقلب فارسها إلى تنين ينثب اللهب .
سألت جو آن ، مغيرة الموضوع فجأه : اجتماع مجموعة النقاد الليليه هل نسيت ؟
شغل باركر تفكير بايلي فأنساها ما يدور من حولها ، وتركها شاردة الذهن .
- الليلة ؟
- في الـ 7 ..في منزل دارلين ، ستحضرين ، أليس كذلك ؟
ولم تحتج بايلي للتفكير في الأمر ، فأجابت : طبعاً.
كانت النسوة في جمعيتهن ، يتناوبون كل اسبوعين لإستضافة الحلقة التي يقيمن فيها اعمال بعضهمن بعضا .
- حسناً جداً . للحظة تسائلت عما إذا كنت ستحضرين
فسألت بايلي : ولما لا احضر
انها مخلصة لعملها مثل الكاتبات الآخريات ولم تترك لقاء واحد يفوتها منذ تشكيل الجمعية ، قبل شهرين .
- ظننت انك ستقضين الأمسية مع باركر ، فأنتما بحاجة إلى بحث خلافاتكما . وستبقين بائسة إلى أن تحلي هذا المسئلة .
انزلت بايلي ملعقتها ببطء : بائسة ؟
وأطلقت ضحكة هستيريه قصيرة ، قبل ان تضيف : هل ابدو لك محطمة القلب ؟ صدقاً جو آن .. أنت تفتعلين " من الحبة قبله " . لقد تشاجرنا ، ولا اريد رؤيتة ، وانا واثقة من انه يبادلني الشعور لذلك سأحضر الإجتماع اليله .
شربت جو آن قهوتها بهدوء ثم قالت بهدوء مماثل : أنت بائسة .. لكنك أكثر فخراً من ان تعترفي .
قامت بايلي بجهد كبير لتبسم ورددت : لست بائسة .
- كم ساعة نمت ليلة امس ؟
- لماذا ؟ هل لدي هالات سوداء تحت عيني
- لا .. اجيبي فقط عن سؤالي .
ابتلعت بايلي ريقها بصعوبة وقالت : ما يكفي .. ماذا بك ؟ لو لم اكن اعرفك جيداً ، لقلت أنك اصبحت تكتبين القصص البوليسية .. باركر دايفدسون وانا افترقنا . وكان هذا سيحصل في النهاية على الأرجح كما من الأفضل اكتشاف هذا الأشياء منذ بداية العلاقة .
وهزت كتفيها ساخرة قبل أن تتابع : ومن المضحك ان تنتهي في عيد العشاق .
- إذاً لن تريه بعد الآن ؟
- لا يمكنا على الأرجح تجنب اللقاء ، لا سيما وهو يستقل القطار . لاكني لا انوي أن اخرج معه مرة اخرى ، ويمكنة توفير تصرفاته كرجل الكهف لشخص غيري .
- شخص غيرك ؟
نطقت جو آن بالكلمتين بلهجة حزينة . قبل التعرف إلى باركر ، لم تكن بايلي قد عرفت سوى القليلي القليل من طبيعة صديقتها الرومانسية .
انهت بايلي الحساء ، ونظرت إلى ساعتها ، فأدركت أن امامها أقل من 5 دقائق لتعود إلى عملها .
قالت جو آن : بالنسبة إلى اليلي .. سأمر لآخذك ، حوالي الساعة السادسة والنصف وهذا يتوقف على السرعة التي سأعود فيها إلى البيت وأحضر فيها الطعام .
- السادسة والنصف وقت ممتاز .
افترقتا واسرعت بايلي إلى مكتبها وأول ما وقع عليها نظرها باقة الورود الحمراء على مكتب الإستعمالات .
سألت وهي تخلع معطفها وتعلقة : هل اليوم عيد مولدك يا مرتا ؟
فردت السكرتيرة شاردة الذهن : ظننتها لك .
- لي أنا ؟
- البطاقة تحمل اسمك
وتوقف قلب بايلي عن الخفقان .. هل ارسل باركر لها الزهور ؟ يبدو هذا بعيد الإحتمال ومع ذلك ..
- اسمي على البطاقة ؟
- أوصلها منذ اقل من 10 دقائق رجل طويل القامة وسيم المظهر يرتدي بذلة رمادية مخططه بخيط رفيع . وبدا خائب الأمل حين قلت له أنك خرجت للغداء مبكرة .. من هو هذا الرجل على أي حال ؟ يبدو لي مألوفاً .
لم ترد بايلي واخذت المغف الصغير وأخرجت منه البطاقة التي كتب عليها سامحيني .. باركر .
أحست بالضيق الذي يعتصر قلبها يتلاشى فجأه .
قالت مارتا وهي تعطيها ورقة مطوية : اوه كدت انسى بما انه لم يجدك ترك لك رسالة .
حملت بايلي الورد الأحمر بيد والرسالة باليد الأخرى وسارت ببطء إلى مكتبها وباصابع تحترقها الشوق فتحت الرسالة التي تقول بايلي انا آسف لأنني لم اجدك .. يجب ان نتكلم .. هل يمكنك أن تتناولي العشاء معي الليلة ؟ إذا وافقتي سأمر لإصطحابك عن الساعة السابعة ... وبما انني مشغول طيلة بعد الظهر اتركي لي رسالة مع روزان .
ودون رقم هاتف مكتبة فمدت بايلي يدها إلى الهاتف من دون تفكير وردت موظفة الإستعلامات الودودة الكفؤه عند اول رنة .
- مرحباً روزان .. انا بايلي
- اوه بايلي اجل يسرني سماع صوتك . قال السيد ديفدسون .
- تأخرت دقائق ففاتني رؤيتة .
- لا بد أن الأمر محبط لكليكما كنت قاقة علية هذا الصباح فقد جاء إلى المكتب ولم يستطع الجلوس هادئاً عملت مع السيد دايفدسون لعدة سنوات ولم ارهيوماً بهذا الشكل .
- لا بد أن امراً هاماً يتعلق بعمله يشغلة .
لكن المرأة اصرت : لا لا اظن . عاد إلى مكتبة ثم عاد فوراً ليسئلني ما إذا كنت اقرأه روايات عاطفية . انا أقرأها احياناً ، مما ارضاه على ما يبدو ، فجذب كرسياً وبدأ يطرح علي عن شخصية البطل فأجبتة بقدر ما استطعت .
- انا واثقة من انك كنت ناجحة في ذلك .
- لا شك في هذا . لأنه ابتهج وسألني أي نوع من الزهور يعجب المرأه أكثر وقلت له انها الورد ، وراح يفتش في دليل الهاتف عن بائع الزهور .. ولسوء الحظ لم يعدة أي بائع زهور في ايصالها هذا الصباح ، لذا قرر ان يوصلها بنفسه ولقد اتصل منذ دقائق ليقول لي انك ستتصلين اليوم وإن علي ان اتلقى منك رسالة .
- لقد عدت لتوي من ساعة الغداء
إذن صباح باركر لم يكن افضل من صباحها وأحست بايلي في الإبتهاج . لقد تمكنت من ان تبدو خالية البال في حظور جو آن لكنها تشعر بكتئاب رهيب بل اسوء من ذلك . ولم ترغب في بخث امر بؤسها فمن الأسهل أن تدعي أن باركر لا يعني لها شيئاً .
لكن جو آن على حق إنها فعلاً بائسة .
- هل يمكن ان تقولي للسيد دايفدسون إنني سأكون مستعدة عند الساعة الـ 7 ؟
ستتصل بجو آن لاحقاً لتقول لها أنها لن تتمكن من حضور اجتماع النقاد .
قالت روزان : اوه .. يا إلاهي .. هذا خبر جيد . سأمرر الرسلة ما إن يتصل . أنا مسرورة جداً فالسيد دايفدسون رجل عزيز جداً . لكنة يعمل بجهد كبير . وهو يحتاج منذ زمن إلى فتاه لطيفة مثلك .. أليس من العجيب أنكما تعرفان بعضكما البعض منذ زمن بعيد ؟
- حقاً ؟
- أوه .. أجل .. ألا تذكرين ؟ لقد جئت إلى المكتب ذلك الصباح وقلت لي ان السيد دايفدسون صديق قديم للعائلة . لا بد انك نسيت ذلك .
احست بايلي بالحرج للكذبة السخيفة وتمتمت : اوه .. اوه .. اجل . حسناً جداً اعطة الرسالة وسأكون ممتنة جداً .
- سأعلمة في اسرع وقت ممكن .
وترددت المرأه قليلاً وكأنها تود أن تضيف شيء ما ثم اتخذت قرارها وتسارعت الكلمات على شفتيها : كما ذكرت سابقاً إني اعمل مع السيد دايفدسون منذ سنوات عدة ويجب ان تعرفي إنها المرة الأولى التي يرسل فيها ورود إلى امرأه .
احست بايلي وكأنها تحلق فوق السحاب .. وفي الخامسة تماماً سارعت إلى متجر قريب وفي تحمل وردة واحدة طويلة وما هي إلا دقائق حتى وجدت فستاناً من الحرير قرمزي اللون كان باهض الثمن لكنه بدا رائعاً عليها . وسارعت إلى متجر الأحذية لتشتري حذائاً يليق بفستانها الجديد ثم ابتاعت قرطين وعقداً من الذهب .
وما إن انهت حتى اسرعت إلى نفق القطار محملاً بما اشترتة بالوردة الجمراء . ولم تهتم بما دفعتة ثمن لهذا الأغراض فجل ما ارادتة هو ان تبدو جميلة لأن باركر يستحق ذلك . لم تتلقى الورود يومماً وكلما فكرت لالأمر احست بقلبها يذوب بين ضلوعها . ياله من تصرف ! زقد حث الأمر مع السيدة سنايدر ايضاً . ومع حلول الساعة السادسة والنصف كانت شبة جاهزة لكن بقي عليها أن تسرح شعرها وتجدد زينتها ولن يتطلب هذا وقتاً طويلاً . وكانت تقف امام المرآه تتأمل منظرها وتصلح حندامها حين سمعت قرعاً على الباب .منتديات ليلاس
اووه .. لا .. ! وصل باركر مبكراً .. ومبكراً جداً . فإما أن تطلب منه ان يعود لاحقاً وإما أن تسرع لئلا ينتظرها طويلاً . ومررت اصابعها في شعرها ثم فتحت الباب بلهفه .
سألتها جو آن : هل انت جاهزة ؟
ودخلت وهي تحمل كتابها في يد وحقيبة يدها في الأخرى ونظرت مشدوهه إلى بايلي قبل ان تقول : جميل جداً .. لكنك متألقة أكثر من الازم لحضور جلسة النقد .
- اوه ... لا .. نسيت أن اتصل بك .
كيف أمكنها ان تنسى ؟
- تتصلين بي ؟
أحست بايلي بالذنب ، وهو احاس أصبحت تألفة . لقد شغل باركر كل افكارها منذ رأته للمره الأولى .
لكن ليله امس كانت نختلفة . فمنذ انفصالها عن توم ، وهي تشعر بالجمود ، وكأن مشاعرها ماتت . لكن دفء باركر وكرمه ، جعلا الجليد يذوبان تدريجياً .
قالت جو آن معلقة : أرسل لك احدهم ورود حمراء
ودخلت الغرفة لتشمها بتقدير .
- أظنها من باركر ؟
هزت بايلي رأسها وأجابت : وجدت دزينة منها في مكتبي حين عدت من الغداء .
ابتسمت جو آن بخبث مزعج فتمتمت بايلي تشرح : لقد مر بالمكتب أثناء غيابي ، ولم نرى بعضنا ..
دارت جو آن حولها ، تبدي اعجاباً صريحاً بالفستان .
- وستخرجان لتناول العشاء ؟
ووقعت عيناها على الفستان الجديد المناسب لفستانها .
أجابت بايلي : العشاء ؟ ما الذي اوحى لك بهذه الفكره ؟
- الفستان الجديد
ضحكت بايلي بتوتر وسألتها : هذ الشيء القديم ؟
فشدت جو آن بطاقة السعر المتدلية من كم بايلي وانتزعتها .
تأوهت بايلي وقالت : مضحك جداً !
ونظرت بايلي إلى ساعتها وتأوهت ، آمله أن تفهم جو آن التلميح .
وبدت جو آن مسرورة جداً بتغير الوضع وتحسنة .
- إذان ، أنت مستعدة لنسيان ما مضى مع باركر ؟
- جو آن .. أرجوك .. سيصل في أي لحظة .
وبدا ان صديقتها تتلذذ في تجاهل توسلاتها : انت فعلاً مغرمة بهذا الرجل .. ألي كذلك ؟
- بلى .
- وكيف تشعرين حيال هذا ؟
وكادت بايلي تختنق وهي تجيب ساخطة : وكيف اشعر برأيك ؟ لقد نبذت مرتين .. وانا خائفة حتى الموت .. والآن .. ألا تظنين أن الوقت قد حان لترحلي ؟
وحاولت أن توصلها إلى الباب .. لكن صديقتها لم تفهم الرسالة ، فأمسك بايلي بمرفقها ، قائلة : آسفة لاضطرارك إلى المغادرة بهذه السرعة . لكنني سأوصل تحياتك إلى باركر .
تنهدت جو أن وقالت : حسن جداً .. حسن جداًً .. أستطيع فهم التلميح حين اسمعة .
لكن بايلي شكت في ذلك : ولي للأخريات إن امر ما طرأ .. لكنني سأحضر الاجتماع القادم بالتأكيد .
ووضعت يدها على ظهر جو آن تدفعها إلى الخارج : وداعاً جو آن .
فقالت جو آن من على عتبة الباب : سأذهب .. سأذهب .
ثم استدارت فجأه لتواجه بايلي بجدية : عديني بان تقضي وقتاً طيباً .
- اعدك بذلك .
هذا " إذا " استطاعت أن تستعد قبل أن يصل باركر .. و " إذا " استطاعت ان تسيطر على توترها ... و " إذا " ..
ما إن رحلت جو آن ، حتى صفقت بايلي الباب وسارعت إلى حمامها . كانت تضع العطر على رسغيها حين سمعت من جديد قوعاً على الباب ، فأخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب ، وهي تتوقف أن تجد جو آن مع مزيد من النصائح .
همست بالضطراب وكأنه آخر شخص تتوقع رؤيته : باركر .
قطب وقال : لقد وصلتني الرسالة بشكل صحيح .. أليس كذلك ؟ ألم تتوقعي حضوري ؟
- أوه .. بلى .. بالطبع .. ادخل ، ارجوك .
استرخت تعابيؤ وجهه وقال : عظيم .
دخل الغرفة ، لكن عينيه لم تتركا عيني بايلي ابداً .
- أرجو ألا قد جئت مبكراً .
أخذت تلوي يديها ، وتنظر إلى حذائها كتلميذه خجولة .
- أفهم من هذا أنك استلمت الورود .
فردت مقطوعة االأنفاس : اوه .. أجل .
ونظرت إلى الورد التي حملتها معها إلى البيت : إنها جميلة . تركت الباقي على مكتبي . إنه تصرف رائع منك .
- إنها الطريقة الوحيدة التي وجدتها لأعتذر .. ولم اعرف ما إذا كان البطل يتصرف على هذا النحو أم لا .
- إنه .. يفعل .
- إذن ، بقيت ضمن إيطار الشخصية منرة اخرى .
- أجل .. ونجحت .
- جيد .
وافتر ثغرة على ابتسامة ساحرة .
- جاء موعد العشاء هذا من دون سابق انذار .
قالت : لا أمانع في تغيير خططي .
صحيح أن مجموعة النقد مهمة ، لكن الجميع يتخلف احياناً .
- اعتقد أنه كان علي أن اشرح لك أننا سنتناول العشاء في منزل والدي . فهل تمانعين ؟
والده ؟ وتوتورة أعصاب بايلي ، لكنها ردت لتطمئنة : يسرني لقاء عائلتك .
وتمكنت من ان تبتسم له .
- امي وابي متشوقان لمقابلتك .
- حقاً ؟
كانت تفضل ألا تعرف هذا ، وذكر باكر لها أمام عائلتة شكل مفاجأة لها .
سألها : كيف كان يومك ؟
وتقدم بعفوية نحو النافذة ، فأخفضت بايلي عينيها وأجابت : كانت فتره الصباح عصيبة .. لكن بعد الظهر .. كان رائعاً
- لقد تصرفت بالأمس كغبي غيور ، أليس كذلك ؟
ولم ينتظر ردها بل تابع يقول : حين رأيتك ترقصين مع رجل آخر ، جل ما اردته هو ابعادك عنه .. ولست فخوراً بطريقة تصرفي .
ومرر اصابعة في شعرة ، ليفضح توتراً اكبر .
- لا بد أنك عرفت أنني لست بارعاً في الرقص .. وحين طلبت منك ذاك المتخلف من السبعينات مشاركته الرقص ، لم اعترض .. وإذا اردت الحقيقة ، احسست بالرتياح . لا شك انني افسدت صورة البل ، لكن صدقيني كان هذا همي الأخير . أعرف انه يعني لك الكثير ، لكنني لا أستطيع أن أغير شخصيتي .
- ولا أتوقع منك أن تفعل .
هز رأسه وقال : أسوء لحظة في الأمسية كلها ، هي تلك التي خدعت فيها نفسي لأتخلص مما كنت اتطلع إلية بشوق
- وما هو ؟
- أن ابعد الجميع وأحتفظ بك لنفسي ..
- أوه .. باركر ..
وأدركت انها ستبكي احباطاً إذا ما استمر بكلامه الحنون هذا وإذا ما بقيت عيناه تلتهمانها وقد استعرت فيها ناراً كادت أن تقضي على دفاعتاتها وتقوض سيطرتها على اعصابها .
آهة شوق انطلقت من حنجرتها وهي ترتجف . وأحست بمشاعرها تتفتح وكأنها بتلات ورود في مستنبت دافئ .
وتلا هذا الإحساس ارتباك تشوش ، وتعاظم ارتجافها ليصبح أكثر وضوحاً .
- هل أخفتك ؟
لو يعلم .. وردت ببطء : لا ، إنما لم أعش شعوراً كهذا . حاولت اقناع نفسي بأنيي لا اريد أن اختبر هذا الشعور ، لكنني لم أنجح .
- اتعنين انك لم تعودي خائفة ؟
- ربما قليلاً .
ورفع وجهها إلية ، فظنت بايلي أنهما سيتأملان بعضهما إلى الأبد . لكن ماكس أختار تلك اللحظة بالذات ليحتج بصوت مرتفع . فقد احتلا منطقتة ، وهو لا ينظر بعين الرضى إلا من يغزوها .
قال باركر على مضض : من الأفضل أن نمضي .
- آوه .. بالتأكيد ..
كانت متوترة لفكرة لقاء عائلة باركر .. وأكثر توتراً مما يكن أن تعترف . لقد قابلت والدي توم قبل ايام من اعلام الخطوبة ، وكانت الظروف مشابهه قليلاً . فقد اعلن توم فجأه أن الوقت أزف لتلتقي عائلتة ، عندها ادركت بايلي مدى جدية علاقتهما . وكانت عائلة نوم لطيفة ، لكن بايلي احست انها تخضع للتقييم ، وجائت النتيجة إيجابية .
لم تتلفظ بايلي بأكثر من كلمتين بينما كان باركر توجهاً إلى مدينةة " دالي " حيث تغيش عائلتة . كان منزلة أنيق بطابقين من الحجر الأبيض ، وله حديقة امامية كبيرة .
قال باركر من دون تركيز : ها قد وصلنا .
ووضع يده على كتفها وهو يساعدها على الخروج من سيارتة الرياضية .
- هل هو من تصميمك ؟
- لا .. لكنني احبة .. لقد ساهم في ولادة الكثر من افكاري .
انفتح الباب الأمامي وخرج زوجان متوسطان العمر لتحيتهما .. كانت والدة باركر طويلة القامة ، مهيبة بشعرها الأبيض الجميل .. أما والدة بشعرة الرمادي اللون المميز ، فأطول بزجتة بقليلي .
قال باركر يقدمها : امي ، ابي ، هذا بايلي يورك .. بايلي ، هذه آيفون وبرادلي دايفدسون .. والداي .
قال برادلي دايفدسون بابتسامة دافئة : اهلاً بك بايلي .
وقالت ايفون ، وهي تتقدم نحوها : يسرني أن ألتقي بك .
والتفتتت بسرعة إلى باركر قبل أن تضيف : ... أخيراً .
وقال والد باركر يحثهما : هيا ، تفضلا .
وسبقهم ، ثم وقف عند الباب وانتظر ليدخل الجميع إلى بهو ضخم ، ارضه من الرخام اللماع ، باللوين الأبيض والأسود .
اقترح برادلي : ما رأيكم ببعض الشراب ؟
واختارت بايلي ووالدة باركر الشاي ، بينما اختار باركر ووالدة العصير .
قال باركر : سأساعدك ابي .
وترك المرأتان وحدهما . فقادت إيفون بايلي إلى غرفة الجلوس ، المفروشة بالجلد الأبيض والأحمر الصارخ وجلست بايلي على اريكة جلدية قائلة : بيتك جميل .
فتمتمت إيفون والإبتسامة ترتجف على فمها : شكراً لك .
تسائلت بايلي عما تجدة الأم مسلياً ؟ ربما هناك ما تجهلة ... كارثة ما أو ما شابة .
قالت المرأة المسنة : سامحيني .. روزان سنايدر وانا صديقتنان عزيزتان . ولقد ذكرتك امامي منذ اسابيع .
احست بايلي بلحظة بالرعب وهي تتذكر أنها قالت إنها صديقة قديمة للعائلة .
- أنا .. أعتقد ، انك تتسائلين لماذا ادعيت انني اعرف باركر .
- لا .. لكن اعترف أن الأمر استوقفني لحظات ، ولم اتذكر أنني اعرف احد من عائلة يورك .
شبكت بايلي يديها في حجرها : أنت على الأرجح لا تعرفين احداً .
- روزان على حق .. انت فعلاً شابة فاتنة .
- شكراً لك .
- لطالما تسائلت عما إذا كان باركر سيقع مجدداً في الحب .. لقد جرحتة ماريا كثيراً .. وكان فتياً جداً في ايامها .. فجائت الصدمة قاسية .
وترددت ، لاكنها سرعان ما اكملت بحدة : لكنني اعتقد ان هذا لا يغير الواقع .
قررت بايلي تجاهل التلميح إلى أن باركر يحبها .. فأمامها الآن اهتمامات اخرى عليها أن تواجهها .
- هل قال لك باركر كيف التقينا ؟
وتمنت ألا بكون قد ذكر الكثير من التفاصيل عن لقائهما في القطار السريع .
لكنها سمعت باركر يجيب وهو يدخل الغرفة : بالطبع قلت لها .
وجلس إل جانبها ، وأسرت عيناه الضاحكتان عينيها ثم اضاف : لقد ذكرت أن بايلي كاتبة رومانسية واعدة ، ألم افعل يا امي ؟
- اجل فعلت .. وارجو أن تكون قد قلت لها انني قارئة متلهفة .
- لا .. لم افعل بعد .
تحركت بايلي بغير ارتياح في مقعده . لا عجب إذاً في ان تجد إيفون دايفدسون صعوبة في اخفاء مرحها بعد أن ذكر لها باركر كيف لحقت به .
ودخل والد باركر الغرفة حاملاً صدينية الشاي والقهوة ، ثم جلس قرب زوجتة ، وراح الأربعة يتبادلون أطراف الحديث .
قالت إيفون أخيراً : سأذهب لأتفقد العشاء .
- هل اساعدك عزيزتي .
ابتسم باركر وقال : هيا اذهب يا ابي .. سأسلي بايلي ببعض الصور العائلية القديمة .
قالت بايلي ما إن ابتعد والداه : باركر .. كيف امكنك هذا ؟
- ماذا فعلت ؟
- قلت لأمك كيف التقينا . لا بد انها تظنني مجنونة !
لكن باركر ضحك ، وأجابها : الصدق افضل سياسة .
- هذا صحيح من حيث المبدأ . لكن لقائنا كان .. غير تقليدي .
- هذا صحيح ، لكن يجب أن اعترف أن وصفي لبطل كلاسيكي اطراء لغروري .
تمتمت ، وهي تضع ساقاً فوق ساق : اسحب كل ما قلتة .
ضحك باركر بخفة ، وكان على وشك أن يقول شيئاً آخر حين دخل والدة إلى الغرفة .
قال باركر : هل تحتاج لأي مساعدة يا أبي ؟
فرد برادلي دايفدسون مبتسماً : امك ستتكفل بكل شيء وبكل سرور .. فلن يعلن ابننا كل يوم انه وجد المرأه التي يريد الزواج بها .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لك إلى الابد, دار الفراشة, ديبي ماكومبر, روايات
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t99480.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-04-10 02:24 PM


الساعة الآن 10:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية