كاتب الموضوع :
تعبني الزمن
المنتدى :
الشعر والشعراء
قصيدة يا بحر يا شيخ الرواة
يا بحر كلك في مسامرتي فمُ
فافتح زجاجة ما تكِنّ وتكتمُ
وأدِرْ أساطيرَ البداية بيننا
سِيّان شهد حديثها والعلقمُ
سيّانَ فرَّ من الزجاجة ماردٌ
أم رفَّ منها نورسٌ مترنمُ
يا بحر ياشيخ الرواة على المدى
متعوذا من موجةٍ تتلعثمُ
حرية الكلمات فيك تقاصرت
عنها اللغات ولم يسعها المعجمُ
هذا لسانك هادرٌ بحكاية الـ
إنسان يختزل المدى ويحجّمُ
فالمد والجزر اختصار عوالمٍ
في الأرض تبنيها العصور وتهدمُ
فكأنما في الموج ربٌ غاضبٌ
يمحو وربٌ في الشواطئ يرسمُ
وكأنما لُجَجُ المياه خلائقٌ
تنمو على شطّ الحياة وتُعدمُ
وكأنما التيارُ وهو مجدّلٌ
في الرملِ أعمارُ الذين تصـرّموا
يابحر مادام الطريق يقودنا
للبدءِ من حيث النهاية تجثمُ
حطّم ضلوعي في ضلوعك إننا
متوحدان بقدر ما نتحطّمُ
يابحرُ قالوا عنك نبعُ أرومةٍ
للكائنات وللبداية توأمُ
ويقال كنتَ هناك أول عاشقٍ
فهم الغرام فذاب فيما يفهمُ
هيمان تصهرك المراهقة التي
تخذت ملامح زرقة تتضّرمُ
حتى إذا اكتمل انصهارك في الهوى
صلّى عليك العاشقون وسلّموا
وجمعت كل صلاتهم وسلامهم
درراً أضاءَ بها القرارُ المعتمُ
يا بحر هذي الشمس تنصب عرشها
فوق الشواطئ والهجيرُ يخيّمُ
والصيف جاءك عارياً وكأنه
عاصٍ يصرّحُ بالذنوب ويندمُ
والمبحرون على امتدادك حينما
رضعوا المسافة ماشتهوا أن يُفطموا
قنطار ضحكتهم يرنُّ إذا سجى
من خيبة الموت المحطّم درهمُ
وأنا أتيتك في شباك بلاغتي
أصطاد ما يوحي مداك ويلهمُ
صنارتي مثل الحقيقة صلبة
تدمي وطُعميَ كالمجازِ منمنمُ
فلربما انزلقت إلي قصيدة
من بين أرزاقٍ لديكَ تقسّمُ
يا بحر يا دمعَ الطبيعة حينما
كانت على إنسانها تتألمُ
عبثاً أطارحك الغناءَ وهاهنا
في كل موج في للطبيعة مأتمُ
خذني إليك مع الشواطئ شاطئاً
تبكي على صدري المياه وتلطمُ
هذي الملوحةُ لا عدمت مذاقها
رمزٌ على الحزن الذي نتجشّمُ
يا بحر هل بقيت لديك أبوةٌ
تحنو على تعب البنين وترحمُ؟
فأنا ابنك النهر الذي سرّحته
في الأرض يعزف رملها وينغّمُ
في روح قديسٍ رحلتُ كأنما
صفحاتُ مائيَ لؤلؤٌ متبسمُ
ورجعتُ ألهثُ في غسيل سرائرٍ
سوداءَ فيها لؤلؤي يتفحّمُ
من كل يابسةٍ حملتُ حكايةً
في الموج تسديها الهموم وتُلحِمُ
ألقى بيَ الفقراءُ أوجاعَ القرى
وجعاً يئِنّ وآخراً يتصنّمُ
ورمى بيَ العاصونَ من آثامهم
مالم تطقه مفاصلي والأعظمُ
وشعرت يا أبتي , شعرتُ بشهوةٍ
حمراءَ تصهل داخلي وتحمحمُ
وهناك حيث الماء أطلق مده
في الضفتين رغائباً تتوحّمُ
ضاجعتُ يابسةَ الحقولِ فأنجبت
شوكاً وساد على الثمارِ العلقمُ
لفت نظر/ لازال هناك الكثير والكثير
|